قبل عام واحد فقط، سيطرت صور من إسرائيل على وسائل الإعلام الدولية، لكن هذه المرة كانت صورًا مختلفة عن العادة: بدلًا من خروج جون كيري من اجتماع غير ناجح آخر مع نتنياهو، أو أزمة أخرى في السياسة الإسرائيلية، تزينت صحيفة “الجارديان” البريطانية بصور مذهلة لاثنين من المتدينين اليهود وهما ينفذان قفزات في الهواء ومناظر القدس الطبيعية من خلفهم.
كابويرا في القدس (Flash90/Nati Shohat)
من لا يعرف هؤلاء الشباب المتدينين سيعتقد أنهما قادمان من عالم آخر إلى عالم معقد مليء بالعلاقات الصعبة العنيفة والدامية بين العرب واليهود بين العلمانيين والمتدينين بين الشرقيين والشكناز وبين الأغنياء والفقراء في إسرائيل. وإن سألت الأخوين خياط فهما يعملان من أجل تطوير فن الدفاع عن النفس البرازيلي “الكابويرا” في الوسط الديني في القدس، كجزء من أسلوب حياة صحي يجوب العالم. ولم تتمكن الديلي ميل البريطانية ووسائل إعلام أمريكية من كولورادو حتى بوسطن من تجاهل المتدينين الطائرين، أخان من المدينة الجنوبية رحوفوت، ميكي ويهودا خياط، اللذين لا يملكان أدنى فكرة عن أنهما قد أصبحا موضوعًا مهمًا في العالم.
“التقطنا الصور من أجل المتعة”، قائلًا ميكي البالغ 24 عامًا، ” طلب صديقي المصوّر أن نقوم بيوم تصوير لطيف، ولم أفكر أبدا ماذا ستكون النتيجة. قام بعرض الصور لصديق له، صاحب إستوديو التصوير” فلاش 90″، وقد ذُهل من ذلك وقام بنشرها. بعد عدة أيام، أخبرني صديقي أن الصور تنتشر في كل مكان في العالم، ويستولون عليها كما يستولون على خبز الكعك المحلى”.
كابويرا في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
هذان الأخان اللذان بدآ بأسلوب اللياقة البدنية البرازيلية، يتعاملان مع الكابويرا ويملكان شهادة مدرب معتمد، وبالرغم من مفاجأة العالم من هذا الموضوع، إلا أنهما يتفهمان هذه الجلبة. “لم يدرك الناس أنه يمكن لهذه الرياضة أن تُمارس في وسط المتدينين” فسر ميكي، “كل الأشخاص اللذين يتمرنون هنا يأتون بصمت ولا يخبرون أحدًا”. وفجأةً يظهر هؤلاء اللذين يخبرون علنًا_ نعم، نحن نتمرن الكابويرا. وهو شيء يبدو مثيرًا للفضول”.
تعتبر موضة الصحة واللياقة أمرًا مفروغًا منه في المجتمع العلماني، ناهيك عن اعتباره هاجسًا حقيقيًا، لكن وجود الثقافة البدنية وتمجيدها في المجتمع المتديّن هو أمر يُزدرى به. في الآونة الأخيرة، بدأ بعض الشبان في الوسط المتديّن يفهمون أهمية اللياقة البدنية، لكن الحديث عن عدد قليل. “على عكس الشباب العلمانيين، ليست هناك في الوسط المتدين في إسرائيل أية دورات رياضية أو ملاعب في المدراس. “في الحقيقة هم يقضون أوقاتهم في التعلم”، فسر الأخان.
من علامات التغيير، حسب أقوال الأخين وأصدقائهما، يمكننا أن نرى في المنتزهات العامة في تل أبيب والقدس، أنها بدأت تمتلئ في السنوات الأخيرة بأزواج من اليهود المتدينين حيث يأوي أطفالهم للفراش ثم يخرجون ليلًا للتنزه.
ولتعزيز الموضوع بدأ الأخان وأصدقاؤهما بتصوير تمرينات الكابويرا ونشرها في المواقع الاجتماعية، تشجيعًا لمستوى اللياقة والصحة في المجتمع المتدين اليهودي في إسرائيل.
تم تصوير مشروعهم الأخير في ميناء تل أبيب، إليكم بعض الصور:
كابويرا في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
كابويرا في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
كابويرا في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
كابويرا في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني