قناة العربية

الرئيس السوري بشار الأسد (AFP)
الرئيس السوري بشار الأسد (AFP)

وزير سوريّ يُقال من منصبه بسبب دخول صحفي إسرائيلي إلى سوريا

الرئيس السوري، بشار الأسد، أقال وزير الإعلام بعد دخول صحفي إسرائيلي إلى مناطق يسيطر عليها الجيش السوري

ذكرت قناة العربية يوم الثلاثاء، أن الرئيس السوري بشار الأسد أقال وزير الإعلام، محمد ترجمان، لأنه سمح لصحفي إسرائيلي بالدخول إلى سوريا في نيسان 2016. ووفقا للتقرير، دخل الصحفي جوناثان سبير سوريا وبحوزته جواز سفر بريطاني وانضم إلى جولات نظمها مكتب وزير الإعلام، من بين مناطق أخرى، زار المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.

وقد شارك سبير في تشرين الثاني الماضي في مقابلة مع “تايمز أوف إسرائيل”، قال فيها إنه انضم إلى جولة دعائية برعاية النظام السوري. كما قال إنه أثناء إقامته في سوريا، استخدم هوية مزوّرة، بل أجرى مقابلات مع عدد من الوزراء.

ووفقا لتقرير ورد في الموقع الإخباري الإسرائيلي “إسرائيل اليوم”، فإن المقابلة التي أدت، على ما يبدو، إلى إقالة ترجمان قد أجريت قبل نحو أسبوعين عندما شارك سبير في مقابلة في استوديو “إسرائيل اليوم” باللغة الإنجليزية، وتحدث فيها عن الكتاب الذي كتبه بعد أن تمكن من التسلل إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.

أوضح سبير أنه على ما يبدو لن يتمكن من دخول سوريا قريبا، بعد العاصفة التي أثارتها زيارته قائلا: “بما أن سوريا والعراق منقسمتان إلى مناطق سيطرة، لا يمكنني بالتأكيد العودة إلى المناطق الخاضعة إلى النظام السوري التي تشكل %70 من أراضي الدولة”. لا أستطيع زيارة بيروت أيضا لأن المطار فيها يقع تحت سيطرة جهاز الأمن المقرّب من حزب الله”.

اقرأوا المزيد: 202 كلمة
عرض أقل
سيلفي للمذيعة في قناة "العربية"، نادين خماش، مع رئيس السلطة الفلسطينية (Twitter)
سيلفي للمذيعة في قناة "العربية"، نادين خماش، مع رئيس السلطة الفلسطينية (Twitter)

صورة لمذيعة “العربية” مع أبي مازن تُثير جدلا بالنسبة لحماس

حماس لا تفوّت فرصة كي تهاجم سلوك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والمرة تسلط الضوء على يد رئيس السلطة في سيلفي التقطته مذيعة "العربية" معه

31 مايو 2015 | 19:41

صورة “السيلفي” التي وضعتها المذيعة الفلسطينية في قناة “العربية”، نادين خماش، على تويتر، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليست حدثا إعلاميا كبيرا، لكن حماس لا تفوت فرصة لمهاجمة رئيس السلطة ومنافسها الأكبر. إذ تداول إعلام حماس الصورة مع الإشارة إلى يد الرئيس الموضوعة على خصر الإعلامية، والادعاء أنها “تثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي”.

يذكر أن خماش، العاملة في قناة “العربية” السعودية، صحيفة فلسطينية من القدس، لقبتها صحيفة “القدس” بأنها “وجه فلسطيني متميز على شاشة “العربية””.

سيلفي للمذيعة في قناة "العربية"، نادين خماش، مع رئيس السلطة الفلسطينية (Twitter)
سيلفي للمذيعة في قناة “العربية”، نادين خماش، مع رئيس السلطة الفلسطينية (Twitter)
اقرأوا المزيد: 76 كلمة
عرض أقل
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (AFP)
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (AFP)

قبيل الصفقة المتبلورة مع إسرائيل، حماس تواجه ضغوطا متزايدة

الأسير عبد الله البرغوثي يحذّر قادة الحركة من التسرّع والاتفاق مع إسرائيل، وموقع الحدث التابع للعربية يتّهم حماس بالفساد المالي والتآمر مع حزب الله والحوثيين

كلما اقترب موعد التوصل إلى الصفقة بين حركة حماس وبين دولة إسرائيل فيما يتعلق بتبادل الأسرى بل وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الطرفين، كما تقول الشائعات، تزداد الضغوط الداخلية والخارجية لدى مسؤولي الحركة.

أجرى عبد الله البرغوثي، وهو أحد أبرز أسرى حماس، مقابلة اليوم مع الإذاعة الحكومية في غزة وحثّ مسؤولي الحركة على “عدم التسرّع في إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وأكد البرغوثي أن “الأسرى صامدون وثابتون سواء فُك أسرهم الآن أو بعد ألف ألف عام‎”‎‏.

وغضبت سلطة السجون الإسرائيلية على البرغوثي، الذي يقضي 67 حكمًا بالسجن مدى الحياة على مشاركته في قتل 66 إسرائيليا وجرح المئات، لكونه استطاع إجراء المحادثة من داخل السجون الإسرائيلية بمساعدة هاتف تم تهريبه إليه. ومن المرتقب أن يتم نقل البرغوثي في أعقاب هذه المقابلة إلى الحبس الانفرادي لفترة محدودة.

الأسير عبد الله البرغوثي (Noam Moskowitz/Flash90)
الأسير عبد الله البرغوثي (Noam Moskowitz/Flash90)

في هذه الأثناء، نشرت قناة الحدث التابعة لشبكة العربية قبل يومين تقريرا نقديّا وساخرا يتحدّث عن فساد خطير في صفوف الحركة، في كل ما يتعلق بتعاونها مع الحوثيين في اليمن ومع حزب الله اللبناني.

وقد تم إظهار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في التقرير كشخص فقد السيطرة على مكاتب حماس في لبنان واليمن، ويعمل لإعادتها بأية طريقة ممكنة.

ووفقا للتقرير، فقد ترك ممثّل الجناح العسكري للحركة في اليمن، إسماعيل عوض، مكاتبها في صنعاء وهو غاضب مصرّحا بأنّ: “الحركة وضعت ثقتها وأودعت أموالها بأيدي ثعالب”، وذلك في أعقاب قرار خالد مشعل بتقليص رواتب أعضاء حماس في اليمن، على خلفية التعاون بين حماس والحوثيين مقابل المساعدة الاقتصادية من إيران والتي تعارض رأي زعماء الحركة.

فضلًا عن ذلك، ورد في التقرير أنّه قد تم الكشف عن خلية لبنانية تعمل لصالح حماس وتستخدم آلية الحركة المصرفية في لبنان للتجارة مع كوريا الشمالية، وذلك من أجل تعزيز قدرات الحركة في مجال الاتصالات، بمساعدة حزب الله وإيران.

وقد نفت حركة حماس كل ما نسب لها في تقرير الحدث. وصرّحت حماس على لسان مصدر رفيع: “كل ما ورد في هذا التقرير هو محض أكاذيب وتلفيقات لا أصل لها، وواضح أن هناك من يريد عبر هذه الأكاذيب الإساءة إلى حركة حماس ومحاولة تشويه موقفها المعروف، والعمل من أجل التأثير السلبي على علاقاتها العربية”‏‎.

والسؤال الذي بقي مفتوحا هو: من هي الجهة التي ترغب بنشر تلك المعلومات، والتي دون أي شكّ تُباعد بين حماس والمملكة العربية السعودية، والتي تحاول حماس التقرّب منها بأية طريقة ممكنة منذ وفاة الملك عبد الله وتتويج الملك سلمان.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل

أوباما: “احتمالات لسلام فلسطيني-إسرائيلي ضئيلة”

انتقادات سياسية شديدة لحكومة نتنياهو اليمينية والجديدة سواء من الداخل أو من الخارج: الاتفاقات الائتلافية لا تذكرُ حتى ولو بجملة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين

تحوّلت الضحكات التي اندلعت في جلسة الكنيست الكاملة، يوم الخميس الماضي، عندما أعلن بنيامين نتنياهو أنّ حكومته الجديدة سوف “تسعى من أجل السلام”، خلال ساعات إلى مادة شائعة في وسائل الإعلام الاجتماعية وتردّد صداها في جميع أنحاء العالم.

سيجد نتنياهو الذي عرض حكومته الرابعة – بعد دراما سياسية محرجة – صعوبة في السعي من أجل السلام أو حتى في دفع عملية السلام مع الفلسطينيين قُدما، وذلك بسبب الائتلاف اليميني والضيق الذي أقامه والذي هو غير مهتمّ بتشجيع التوصل إلى اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية.

“يبدو هذا الاحتمال بعيدا الآن”، كما قال الرئيس أوباما في مقابلة مع شبكة العربية. كرّر أوباما التزامه بحلّ الدولتين، وقال إنّه يجب إعادة بناء الثقة من جديد بين الجانبين، كجزء من العملية السياسية. “هناك قلق أمني حقيقي لدى إسرائيل، وليس هناك شكّ في هذا الأمر إطلاقا”، كما قال في المقابلة الموسّعة، كجزء من سلسلة مقابلاته مع وسائل الإعلام العربية، قُبيل احتمال وجود اتفاق نووي مع إيران.

يعتقد محلّلون سياسيون في إسرائيل أنّ أوباما قد حقّق في الواقع حلم جميع أعضاء اليمين الإسرائيلي: فقد تخلّى عن التظاهر الدبلوماسي بإعادة المفاوضات أيّا كانت بين الفلسطينيين والإسرائيليين في العامين القريبين، حتى تنتهي ولايته.

كذلك في منظمات السلام الإسرائيلية والمعارضة المحاربة برئاسة يتسحاق هرتسوغ، رئيس حزب العمل، هناك انتقادات شديدة لأنّ شركاء نتنياهو في الائتلاف لم يذكروا ولو بجملة واحدة عملية السلام مع الفلسطينيين وسعوا إلى التركيز على شؤون إسرائيل الداخلية.

ويقول حزب نتنياهو، الليكود، إنّ صياغة المبادئ التوجيهية للحكومة الجديدة ستكون عامة، مثل الحكومة المنتهية ولايتها، وهناك شك إنْ كان سيتم ذكر مبدأ حلّ الدولتين. جاء في المبادئ التوجيهية للحكومة المنتهية ولايتها: “إسرائيل تمدّ يدها للسلام. ستسعى إسرائيل إلى عقد اتفاق سلام مع الفلسطينيين بهدف التوصل إلى تسوية سياسية معهم تنهي الصراع. إذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فسيتمّ تقديمه لموافقة الحكومة والكنيست، وإذا اقتضى الأمر وفقا للقانون، فسيُقدم لإجراء استفتاء شعبي”.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
المقال لهيئة التحرير في موقع "العربية" (لقطة شاشة)
المقال لهيئة التحرير في موقع "العربية" (لقطة شاشة)

دعم مفاجئ: العربية تصطف إلى جانب نتنياهو

في مقال هيئة تحرير يكتب محرر الموقع الإخباري "العربية": أيها الرئيس أوباما، في كل ما يتعلق بإيران، أنصت لنتنياهو"

“نادرًا تماما، أن يدعم ذو عقل رشيد قولا  أو فعلا ما لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. لكن يجب أن نعترف، حين يكون الأمر متعلقا بإيران، فإن بيبي صادق”. هكذا افتُتح مقال نادر لهيئة التحرير والذي نُشر اليوم في موقع “العربية” بالإنجليزية، للمحرر فيصل عباس.

“العربية” هو موقع قناة الأخبار السعودية، الذي يتخذ مواقف ضد إسرائيل، ويكثر من انتقاد نتنياهو. لكن، يبدو هذه المرة أن التهديد الإيراني الذي يُرفرف فوق السعوديين، تطلبَ خطوة درامية ونادرة مثل دعم نتنياهو. مع ذلك، يجدر بالذكر أن المقال قد نُشر باللغة الإنجليزية فقط ولم يظهر في الموقع باللغة العربية.

“هذا هو الأمر الوحيد الذي يتفق عليه الإسرائيليون والعرب، فإن أوباما هو الوحيد الذي لا يُميّز هذا الخطر”

اقتبس عباس مما قاله نتنياهو أن “دول الشرق الأوسط تتفكك، وتحتل المنظمات الإرهابية هذا الفراغ المتبقي، وأغلبها مدعومة من إيران”. بهذا، يقول، إن نتنياهو يقلص الخطر الأكبر الذي لا يهدد إسرائيل فحسب، بل أيضا الولايات المتحدة وحليفاتها في الإقليم، قاصدا بذلك السعودية قصدا واضحا. ويوضح أن الأمر المنافي للعقل هو  رغم أن هذا هو الأمر الوحيد الذي يتفق عليه الإسرائيليون والعرب، فإن أوباما هو الوحيد الذي لا يُميّز هذا الخطر.

في الحقيقة، يوافق عباس على أنه  إذا كان ممكنا إيقاف طموحات إيران النووية بطرق دبلوماسيّة، فذلك من الأفضل، لكن وفقا لأقواله، فهذا مطلب ليس واقعيًّا فحسب، بل إن التهديد الإيراني الحقيقي ليس فقط طموحات النظام النووية، بل أيضا طموحاته التوسعية، والنشاط الإرهابي ما زال مستمرا برعاية الدولة.

بشكل نادر، يبدو أن المحرر السعودي يوافق مع نتنياهو أكثر مما يوافق معه مواطنو إسرائيل بأنفسهم، ويعطي دعما كاملا لخطاب نتنياهو المثير للجدل في الكونغرس. لكن هل سيأخذ الرئيس أوباما انطباعًا من التوافق العربي- الإسرائيلي غير المتوقع حول الموضوع؟ إن لم يحدث هذا حتى الآن، فيبدو أن نتنياهو لن ينجح في ذلك وكذلك العربية.

اقرأوا المزيد: 278 كلمة
عرض أقل
الوليد بن طلال (HASSAN AMMAR / AFP)
الوليد بن طلال (HASSAN AMMAR / AFP)

القناة الإخبارية الجديدة للوليد بن طلال: بين الجزيرة والعربية

سلاح إعلامي جديد يُضاف إلى ذخيرة الأمير الملياردير، والذي يُسوّق قناة "العرب"، ويعلن التحدي على الفضائيات القائمة اليوم. السؤال الأكبر هو كيف سيبدو الاتجاه المنهجي للقناة الجديدة

يُعَرف الملياردير الوليد بن طلال، ابن أخ الملك الجديد سلمان، بأنه لا يخشى أحدا، قوي كما ينبغي. لقد قادته شجاعته هذه إلى تسويق القناة الفضائية “العرب” التي ستُنافس القنوات الفضائية العالمية التي تعمل اليوم. وبدأ البث الحي للقناة الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش من مقرها في البحرين.

ستشغل القناة 280 موظفا، من بينهم مراسلون من 30 دولة في أرجاء العالم.

الشق الأيديولوجي بين نهج الجزيرة التنظيمي وبين خط العربية هو الشق الضيق الذي ستُحاول قناة “العرب” أن تعمل فيه

تُعُد خطوة الوليد بن طلال خطوة شجاعة للغاية إذا ما نظرنا إلى الواقع أن الجزيرة والعربية تسيطران سيطرة مطلقة على هذا المجال، ولا تتيح له مجالا لمنافستهما. الشق الأيديولوجي بين نهج الجزيرة التنظيمي وبين خط العربية هو الشق الضيق الذي ستُحاول قناة “العرب” أن تعمل فيه.

لكننا نتحدث عن مهمة صعبة للغاية، وخاصة أمام “العربية”. لأنه سيكون صعبا من ناحية أيديولوجية على القناة الجديدة أن تجد موقفا أصيلا خاصا بها. من الواضح أن “العرب” لن تتضامن مع أيديولوجيّة الجزيرة ولن تدعم معسكر المتطرفين، ومن ناحية أخرى سيكون من العسير عليها طرح بديل لقناة العربية التي تسيطر عليها أيضا مجموعة إم بي سي السعودية.

في المواجهة المستمرة في السنوات الأخيرة بين معسكر الإخوان المسلمين وبين المعسكر الحربي برئاسة عبد الفتّاح السيسي، وقفت الجزيرة والعربية بعضهما أمام بعض. من الصعب أن نصدّق بأن تنجح قناة الأمير وليد في اتخاذ خط مستقل ومنفصل عن خط العربية، التي تبنت موقف الحكم السعودي.

حاليا، يصرح القائمون على القناة الجديدة كما هو متوقع أنهم لن يدعموا أي خط تنظيمي سياسي، وسيحافظون على الحيادية. وهذا ما قاله المدير العام للقناة جمال خاشقجي: “لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب أي طرف‎”.

من الصعب الاعتقاد بأن القناة التي يملكها رجل أعمال ستبث أخبارا لا تتماشى مع مصالحه الاقتصادية

سيقف هذا التصريح أمام اختبار الوقت، إذ أن الجزيرة قد افتخرت عبر السنوات بالشعار المألوف “الرأي والرأي الآخر” وكذلك تفاخرت العربية بالتقديم المحايد، لكن لم تنجح أي منهما في الحفاظ على الموضوعية المطلقة لمدة طويلة. من الصعب الاعتقاد بأن القناة التي يملكها رجل أعمال ستبث أخبارا لا تتماشى مع مصالحه الاقتصادية، وما عدا ذلك من الصعب أن نتوقع من القناة أن توجه نقدا حقيقيا إلى الأسرة السعودية المالكة.

ويجب أن نسأل إن كان هناك مكان لوسائل الإعلام المحايدة والموضوعية في العالم العربي اليوم. لا تحظى القنوات التي تحاول الحفاظ على خط غير متضامن ومهني مثل بي بي سي العربية بذلك النجاح في أوساط الجماهير، مقابل الجزيرة.

حسب التقديرات، ستدفع القناة قدما بالحوار التحرري في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء. لكن هدفه الأسمى سيكون دفع أمر واحد قدمًا فقط- أعمال الأمير وليد بن طلال التي تجوب العالم.

يجدر بالذكر أن الأمير وليد يسيطر على قسط كبير من أسهم قناة الأخبار الأمريكية فوكس نيوز، والتي تتمسك بمواقف تتضامن مع الجناح الجمهوري المحافظ في السياسة الأمريكية. مع ذلك، فهو ليس عضوا في المجلس الذي يدير القناة، وغير فعال في التدخل بالمحتويات التي تبثها.

اقرأوا المزيد: 447 كلمة
عرض أقل
صورا نشرها متابعون على تويتر لقصف إسرائيلي في سوريا في منطقة الديماس (Twitter)
صورا نشرها متابعون على تويتر لقصف إسرائيلي في سوريا في منطقة الديماس (Twitter)

“العربية”: مقتل 2 من حزب الله بالغارات المنسوبة لإسرائيل على سوريا

خلافا لرواية النظام السوري أن الغارة الإسرائيلية على سوريا لم تسفر عن خسائر بشرية، أفادت قناة العربية بمقتل اثنين من حزب الله

08 ديسمبر 2014 | 15:52

نقلت قناة العربية ظهر اليوم، نقلا عن مصادر لم يذكر لأي جهة تنتمي، أن اثنين من حزب الله قتلوا أمس في الغارة المنسوبة للطيران الإسرائيلي على مواقع عسكرية في ريف العاصمة السورية دمشق. ويأتي هذا الخبر خلافا لرواية النظام السوري الذي أكد حدوث هجوم إسرائيلي لكنه شدد على عدم سقوط ضحايا بشرية.

وجاء في خبر “العربية” أنه “يوجد بين القتيلين، مسؤول عسكري رفيع المستوى في حزب الله”.

وكان النظام السوري قد اتهم اسرائيل بشن غارتين الاحد على منطقتين قرب العاصمة دمشق منددا بما اعتبره “دعما مباشرا” اسرائيليا للمعارضة والاسلاميين المتطرفين الذين يحاربون النظام السوري.

وفي تطرق لشأن الغارة الإسرائيلية في دمشق، أعلن وزير الاستخبارات الاسرائيلي، يوفال شتاينيتز، اليوم الاثنين، أن إسرائيل مصممة على منع اي “نقل لأسلحة متطورة” من سوريا الى لبنان، رافضا في الوقت نفسه تأكيد او نفي شن غارات بالقرب من دمشق.

اقرأوا المزيد: 131 كلمة
عرض أقل

شاهدوا: مشهد مضحك على الهواء مباشرة

الرّاصدة الجوّيّة لقناة "العربيّة" تتفاجأ حين سقطت على الأرض أثناء البثّ المباشر

تنتشر بين الفينة والأخرى مشاهد فيديو مضحكة حول ما يحدث في البثّ المباشر. وليس هناك ما يمكن عمله، عندما يكون الحديث عن أخطاء وحوادث في بثّ مباشر  لا يمكن توقعها، وغالبًا ما تكون ظريفة ومثيرة للضّحك.

حدثت المفاجأة للمرّة الأخيرة والمشهورة على الهواء مباشرة  بعد نهاية نشرة أخبار قناة العربيّة، الّتي تبثّ للعالم العربيّ كلّه وغيره. فعندما كانت تصفّ المذيعة خلال النّشرة الجويّة حالة الطّقس والموجة الماطرة المتوقّعة والّتي ستجتاح شبه الجزيرة العربيّة، وعلى حين غرّة، وخلال ثواني معدودة وجدت نفسها على الأرض، وبدأت تتنهد بشكل مفاجئ.

عاد البثّ مباشرة إلى استديو الأخبار، في الوقت الّذي يبدو فيه أن المذيعة  ربّما تعافت من السّقوط، وبالتّحديد من الخجل الّذي أصابها إثر سقوطها على الهواء مباشرة. ولكنّها سقطت بطريقة رشيقة جدًّا، وليس لدينا خيار  في النّهاية إلّا أن نحبّها.

اقرأوا المزيد: 125 كلمة
عرض أقل
براغماتية وانفتاح، النسخة السعودية (AFP)
براغماتية وانفتاح، النسخة السعودية (AFP)

براغماتية وانفتاح، النسخة السعودية

ليبرالية؟ معتدلة؟ لكي نفهم كيف تنسجم مثل هذه المصطلحات مع أحكام الشريعة وقمع حقوق العمال الأجانب، النساء والموطنين علينا أن نفهم تركيبة المملكة السعودية. فقط بعد أن نعي مكانة المؤسسة الدينية السعودية والعلاقة التبادلية مع العائلة المالكة، إلى جانب ازدراء الجهاد والإرهاب والنفور أيضًا من حركة "الإخوان المسلمين"، يمكننا أن نفهم الصورة الكاملة والمعقّدة للسياسة الخارجية السعودية

بدأت تعلو في الآونة الأخيرة، شيئًا فشيئًا، أصوات تشير إلى اعتدال وانفتاح وسائل إعلامية كثيرة تعود ملكيتها للسعوديين. يمكننا أن نقول بأن هذه الظاهرة أصبحت توجهًا عامًا تمامًا. ومثال على ذلك، الذي أوردناه  في آخر مقالة لنا في موقع “ميدا”، هو كيف أنه في فترة زمنية قصيرة، نسبيًّا، تم نشر عدد من المقالات في أهم الصحف السعودية، الشرق الأوسط، والتي تشير إلى انفتاح ملفت تجاه إسرائيل. إلى جانب أصوات ليبرالية ومعتدلة، يمكن أن نجد أيضًا في وسائل إعلام سعودية مختلفة، خطًا هجوميًا ضد إيران و”الإخوان المسلمين” وتحديدًا في قناة العربية.

ما عدا “التلميحات” من خلال وسائل الإعلام تجاه إسرائيل والغرب، واضح أنه يوجد اعتدال مؤخرًا فيما يخص السياسة الخارجية السعودية.  يثير هذا التوجه حالة من الحيرة، تحديدًا على ضوء طابع السعودية الوهابي المتطرف. لا شك أن كثيرين يتساءلون كيف بالإمكان وصف دولة لها سمعة مريبة، وهذا أقل ما يقال عنها، فيما يخص مكانة المرأة وحقوق المواطن بأنها “معتدلة”؟ في السطور التالية نطالب بتسوية هذه المسألة وحتى أن نشرح كيف يمكن حدوث تعاون استراتيجي بين إسرائيل والدول الغربية وبين المملكة العربية السعودية.

تقاسم واضح للسلطة بين المؤسسة الدينية والمملكة

كما هو معروف، حقوق المواطن السعودية لا تتم ممارستها أبدًا: تُقمع حقوق النساء والعمال الأجانب في السعودية بشكل فظ؛ تعمل في المملكة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (“مطاوعة”) التي تفرض ارتداء الزي الإسلامي؛ تُدار قوانين المملكة حسب أحكام الشريعة، وتنفذ فيها أيضًا أحكام الإعدام وقطع الرؤوس. وأيضًا العبودية، بالمناسبة، فقد ألغيت في السعودية بشكل رسمي في عام 1962 فقط.

إلا أن، في كل هذه التفاصيل يكمن أساس الاختلاف بين المملكة السعودية وبقية الدول العربية: فإن القمع في السعودية يقتصر فقط على فرض سلوكيات دينية محافظة ولا يتعدى  إلى  الاضطهاد، القمع السياسي وانتهاك حقوق الفرد عمومًا. بشكل عام، تفضل السلطات نهج الاستقطاب على القمع الفظ (باستثناء التعامل مع الشيعة)؛ وقد كانت أجهزة الأمن السعودية ضعيفة جدًا حتى عام 2000، ولم تقم أبدًا هذه الأجهزة بأدوار تشبه دور أجهزة الأمن والمخابرات في مصر، العراق أو سوريا؛ ولا يوجد في السعودية ما يسمى  “دولة المخابرات”، أي حكم أجهزة أمنية. إن جاز التعبير، فإن المملكة السعودية عبارة عن قبيلة متطورة تستعين في حكمها بوسائل عصرية وثروة النفط، وليس كحكم ديكتاتوري عصري.

الأمير تشارلز في السعودية (AFP)
الأمير تشارلز في السعودية (AFP)

ليتسنى لنا فهم كيف تكوّن هذا الواقع السعودي علينا أن نشرح أولاً العلاقة المتبادلة الوطيدة بين المؤسسة الدينية وبين العائلة المالكة، تلك العلاقة التي يكمن فيها سر صمود المملكة العربية السعودية من أواخر القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا.

تشكلت السعودية نتيجة تحالف بين رجال دين وهابية وبين عائلة آل سعود. الوهابية هي عقيدة دينية محافظة – متطرفة، تأسست على يد محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثامن عشر، والتي تتبع المذهب الحنبلي – أحد المذاهب الأربعة الشرعية لدى الإسلام السُنة. في تلك المرحلة، تبلورت المبادئ الأساسية، التي ترسم مسار الوهابيين أيضًا في القرن الواحد والعشرين. ومن تلك المبادئ هناك طاعة “ولي الأمر”، أي الحاكم الشرعي الذي يطبّق الشريعة. يفسر التأكيد على هذا المبدأ الشرعية التي يمنحها الوهابيون للعائلة السعودية المالكة.

رجال الدين الوهابيين دورهم الفعلي هو “منح الخلاص الديني” ويحتكرون مسألة الحفاظ على تطبيق النهج التقليدي الإسلامي المتزمت في البلاد، وذلك بتصريح من العائلة السعودية المالكة. بالمقابل، تمنح المؤسسة الدينية لنظام الحكم الحرية التامة بما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية، على شكل دعم ديني (الفتاوى وغيرها). لا نتحدث هنا عن فصل بين السلطات بل تكافل، الأمر الذي يتيح بقاء هاتين السلطتين في الدولة الواحدة بجانب الأخرى.

الجهاد؟ لا يناسبنا

بكل ما يتعلق بالجهاد ودعم الإرهاب، يجب أن نعرف أنه رغم الفكرة الشائعة، لا توجد علاقة مباشرة بين التزمت الديني والعنف الجهادي. وبالتالي، رغم تطرفها الديني، فإن علاقة المملكة السعودية بالإرهاب معقّدة. بلا شك، أحد المبادئ الوهابية الأساسية هي محاربة عبادة الأصنام وإدخال أية تحديثات على الإسلام (“بدعة”). غير أن “عبادة الأصنام” أو “البدع” التي تتوجب محاربتها، ليس تحديدًا المسيحية أو اليهودية، بل ظواهر الدين الشعبي، الصوفية والشيعة التي كانت منتشرة في نصف الجزيرة العربية، ومثل أيضًا، الحج إلى أضرحة الأولياء الصالحين والصلاة لأولئك الأولياء الصالحين. بحيث أن، كل مسلم ليس وهابي يعتبر كافرًا يجب أن يعود للإسلام من جديد تمامًا كما تم اعتبار الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر بأنها دولة كافرة ويتوجب محاربتها. إلا أنه كلما انخرط الوهابيون بالحكم، تلاشى هذا المبدأ النظري شيئًا فشيئًا.

كان أول وأبرز توجه للسعوديين تجاه الجهاد في عام 1979، عندما اجتاح الاتحاد السوفيتي أفغانستان، حينها تجند الكثير من السعوديين للقتال ضدّ الجيش الأحمر. إلا أنه، لا يمكن اعتبار هذا دليلا على سياسة سعودية داعمة للإرهاب. كان يعتبر الدفاع عن أفغانستان ضد “الكفار الحمر” واجبًا على كل المسلمين، لأن الحديث هنا كان عن محاربة محتل أجنبي وليس عن إرهاب: كان التعاطف ضد احتلال أفغانستان أيضًا في الغرب ولم تكن فقط مسألة إسلامية داخلية.

رغم أن الحرب ومشاركة الكثير من السعوديين بالمعارك لم يؤثران على نظلم الحكم، إلا أن تعاملهم تغيّر عندما أدركوا بأن الجهاد ضد “الحكام الكفرة” قد يهددهم هم ذاتهم.

يحدث شيء مشابه تمامًا اليوم فيما يخص الحرب الأهلية في سوريا. من جهة، المملكة العربية السعودية تموّل الثوار الإسلاميين الذين يحاربون الأسد، عدوهم البغيض. من جهة أخرى، يقتصر الدعم السعودي على التمويل فقط، ولا علاقة له بأمور القيادة والسيطرة على الجماعات المسلحة. وأكثر من ذلك، بالنسبة للغالبية في الوطن العربي فإن الثوار في سوريا يخوضون ثورة مشروعة، تشبه الحرب في أفغانستان.

مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)

كما في فترة الحرب في أفغانستان، يخشى السعوديون أنفسهم اليوم من الإرهاب. استعد رئيس جهاز المخابرات الأمير بندر بن سلطان للاحتمال النظري بأن يوجه الجهاديون أسلحتهم ضد المملكة العربية السعودية. وكأمر احترازي صدر قبل فترة أمر ملكي يمنع المشاركة بأي نوع من الجهاد خارج حدود السعودية وحتى التعاطف معه، ومن يخالف هذا الأمر يعرّض نفسه للسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات. يهدف هذا الأمر إلى تفادي تكرار ما حدث في التسعينات، عندما عاد السعوديون الذين حاربوا في أفغانستان إلى السعودية وحاولوا زعزعة الأمن في المملكة.

تمويل الثورة في سوريا يشبه بشكل كبير ومن عدة نواح تحويل الأموال لتمويل الإرهاب الدولي، المسألة التي تثار مرارًا وتكرارً بما يخص الشأن السعودي. رغم أنه خلال التسعينات قد تبرعت المملكة بمبالغ كبيرة لترسيخ العقيدة وللصدقة مع تجاهلها لحقيقة أن جزءًا من تلك الأموال ذهب إلى القاعدة وللعمليات الإرهابية، ولم يكن ذلك أمرًا مباشرًا أو توجيهًا مباشرًا للإرهاب. هذا التمييز هام جدًا، وذلك لأنه لم تكن لدى السعوديين في نهاية الأمر القوة الفعلية أبدًا لقيادة منظمات إرهابية أو رسم سياسات لها. عمومًا، كانت تهدف هذه الخطوات إلى إبعاد هذا الإرهاب عن المملكة، وعدم استخدامه كأداة استراتيجية.

أضرت سياسة السعودية الإرهابية بالنهاية أيضًا بالمملكة ذاتها. رغم تلك السنوات التي تغاضى فيها السعوديون عن وصول الأموال للإرهابيين، عندما بدأت القاعدة تنفذ عمليات ضد الأجانب داخل حدود الدولة، تغيّر نهج التعامل الأساسي في النهاية. ربما تم توجيه الإرهاب ضد “الأجانب” وليس ضد العائلة المالكة، إلا أنه اعتبر تهديدًا ضد المملكة، بحيث أنه لم يعد بإمكان السعودية الادعاء بأن القاعدة هي مشكلة أمريكية وليست سعودية.

الاختلافات بين الوهابيين والقاعدة ليست خلافات نظرية فقط: تدعم القاعدة على غرار “الإخوان المسلمين”، إسقاط النظام السعودي كما كل الأنظمة العربية، وهم يتبنون فكرًا يعتبر الجهاد فرض على كل مسلم. بالمقابل، مذهب الوهابي، كما حال المذاهب الأساسية في الإسلام، يعتبر الجهاد قرار خوض حرب سياسية والمخوّل الوحيد لاتخاذه هو الحاكم الشرعي، بدعم من رجال الدين. لهذا، ينفر السعوديون من الأعمال الإرهابية والجهادية العشوائية التي يبادر إليها مقاتلون فرديين.

السعودية والإخوان المسلمين: جذور العداوة

رغم ستة عقود من التعاون بين “الإخوان المسلمين” والعائلة المالكة السعودية، شهدت مؤخرًا العلاقة بين الجانبين تدهورًا خطيرًا . لم يكن الاضطهاد السياسي والخلافات السياسية العلنية إلا جزءًا من تلك الحالة. تم تسجيل تحوّل خطير في العلاقات في عام 2012، عندما فاز “الإخوان المسلمين” بالرئاسة في مصر.  ربما لم يحدث ذلك التدهور بين ليلة وضحاها: لم يبرز التهديد الذي كان يشكّله “الإخوان المسلمين” إلا مع حدوث “الربيع العربي”، عندما استطاعوا اعتلاء سدة الحكم في مصر وتونس.

في الخمسينات، وفر السعوديون ملجأً للإخوان، الذين عانوا اضطهادًا شديدًا في مصر.  وجاء ذلك كردة فعل سعودية ضد تآمر ناصر. انخرط “الإخوان  المسلمين” في جهاز التربية الإسلامي في السعودية إنما ليس ضمن الهرمية الوهابية، أي السلطة الدينية. بقيت هذه المراتب محصورةً للنخبة الوهابية فقط. لا شك أن السعودية دائمًا ما كانت تغض الطرف فيما يتعلق بتعليم ثقافة العنف وعدم التسامح، ولكن، كل ذلك كان أشبه باتفاق غير مكتوب: يمكن للضيوف تناول أمور الإسلام، على شرط ألا يتدخلوا في السياسة الداخلية. عندما خرق “الإخوان المسلمين” الاتفاق أو أصبحوا يشكلون تهديدًا على الاحتكار الفكري للوهابيين – تغيّر كل شيء.

تبلورت الأفكار الوهابية قبل وقت طويل من تشكل عقيدة “الإخوان المسلمين”، وقبل أية علاقات مع الغرب. بناء على ذلك، يمكن القول بأن الوهابيين هم محافظون متطرفون ليسوا عصريين، بينما يشكّل “الإخوان المسلمين” وحركات أصولية إسلامية أخرى صيغة دينية جديدة تنسجم وتحاكي الغرب.

كما ورد آنفًا تطبق المملكة الشريعة عمليًا، لذا لا يحتاج السعوديون لنظرية كالتي وضعها “الإخوان المسلمين” والتي تتعلق بكيفية بناء دولة إسلامية – فهم حققوا هذا الهدف منذ زمن. يعارض “الإخوان المسلمين” الحكم الملكي عمومًا، ويدعمون الدستور والانتخابات، الأمرين اللذين لا يريد أمراء المملكة ورجال الدين سماعهما. لهذا السبب، يعتبرون حركة “الإخوان المسلمين” جهة تهدد احتكارهم السياسي والديني.

لا يرى الوهابيون، رغم محافظتهم، أي تناقض بالإذعان إلى حاكم مسلم مثالاً على الورع والتقوى (انظر إلى الصور التي تظهر رحلة تسوق في الغرب وسيارات فاخرة) طالما كان يطبّق الشريعة. هذا مبدأ متناغم ولا يشكل أي نفاق من جهتهم، بخلاف ما يعتقده “الإخوان المسلمين” والجهاديون الذين يعتبرون هذا الأمر نوعًا من النفاق الصارخ.

مثال آخر من بين عدة أمثلة شبيهة توضح تلك العلاقة هو الاجتياح العراقي للكويت عام 1990. لم يتردد الملك فهد بالطلب من الجيش الأمريكي  بأن يستخدم أراضي السعودية، بينما نشر رجال الدين الوهابيين فتاوى تدعم ذلك القرار، بما يتلاءم مع الآلية التي سبق وشرحناها. أثار هذا القرار غضب الجهاديين و”الإخوان المسلمين” الذين كانوا يقفون في ذلك الوقت مع صدام حسين، الأمر الذي زاد الفجوة بينهم وبين السعوديين.

استيعاب الواقع المعّقد

لا يستوجب الفهم الصحيح للملكة العربية السعودية التفكير الواسع فحسب، بل أيضًا فهم ذلك التعقيد، الذي يتيح تحليل الواقع إلى عوامل مختلفة وفهم كل واحد منها على حدى: مثلما أن التزمت الديني لا يؤدي بالضرورة إلى عنف جهادي ولا يناقض التعاون الأمني مع الكفار، هكذا أيضًا حال البراغماتية والاعتدال حيث أنهما لا يعنيان التسامح وحقوق الإنسان. وكذلك تعريف “التطرف” و “الاعتدال” يكون أحيانًا خاطئًا، لأنه علينا أولاً تعريف معنى متطرف وبالنسبة لماذا. مثلاً، لا شك أن إيران أكثر انفتاحًا وليبراليةً من السعودية، إلا أن النظام الإيراني يمارس الإرهاب ضد إسرائيل بينما السعودية لا تفعل ذلك.

من المهم أيضًا أن ننتبه إلى أن المجتمع السعودي أيضًا آخذ بالتغيير وإن كان بشكل بطيء: المقاهي التقليدية التي تُباع فيها النرجيلة والقهوة باتت تختفي بينما يُفتتح في المدن السعودية المزيد والمزيد من المقاهي التي تبيع قهوة الإسبرسو والكابوتشينو بدل القهوة العربية بينما تسود الموسيقى الغربية والطابع الغربي دقيقو الملاحظة قد يلاحظون أيضًا ظواهر لم تكن  في المقاهي التقليدية: يجلس أشخاص وحدهم وأمامهم فنجان قهوة وكمبيوتر محمول.

في الختام، تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب أن نرى في الأفق تعاونًا بين السعودية وإسرائيل، إلا أنه علينا أن نتذكر أن المملكة، كباقي دول الخليج، ليس لديها تاريخ نزاع فعلي أو إقليمي مع إسرائيل. القضية الفلسطينية كانت، بالطبع، ولا زالت عائقًا في ترسيخ العلاقات، ولكن، أيضًا في هذا الخصوص يجب أن نتذكر أنها ليست القضية بحد ذاتها، بل أنها جاءت لتخدم هذا الجانب أو ذاك من السياسات والمصالح الضيّقة، تمامًا كما كانت الحال دائمًا في كل الدول العربية.

تم نشر المقالة لأول مرة على موقع ميدا http://mida.org.il/

اقرأوا المزيد: 1763 كلمة
عرض أقل
مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة عبد الفتاح السيسي (AFP)
مصريون يحتفلون في ميدان التحرير مع صورة عبد الفتاح السيسي (AFP)

البطل المصري السيسي يهزم خصومه، ويُختار رجُل العام

نحو مليونَين صوّتوا في الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه قبل اختيار محرّري المجلّة. زعيم مصر أوّلًا، قبل أردوغان والمغنيّة الشّابة. مَن فاز في صراع نتنياهو - روحاني؟

فاز الحاكم الفعليّ في مصر، وزير الدفاع الفريق أوّل عبد الفتّاح السيسي، باستطلاع رجُل العام لمجلة “تايم” الأسبوعيّة لعام 2013. وفاز الرجل الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، المنتخَب بشكل ديموقراطيّ، بحصوله على 449596 صوتًا (26.2%)، متقدّمًا على رئيس حكومة تركيا رجب طيّب أردوغان، الذي حصل على 356771 صوتًا (20.8%) ومغنية البوب الأمريكية مايلي سايرس، التي أحرزت 279300 صوت (16.3%) فقط.

ويتبيّن من المعطَيات أنّ عدد داعمي السيسي ارتفع بشكل ملحوظ بفضل الدعم الداخلي، من بلاده مصر، التي جاء منها أكبر عدد من المشاركين في الاستطلاع كله. بعد مصر، حلّت الهند ثم الولايات المتحدة الأمريكية في عدد المقترعين في استطلاع “تايم”. ورغم نتائج الاستطلاع، فإنّ من يَختار رجُل العام هم محرّرو المجلة، وسيُعلنون عن اختيارهم يوم الأربعاء القادم.

وشارك نحو 1.9 مليون مقترِع عبر الإنترنت في الاستطلاع الذي أُقفل نهاية الأسبوع الماضية. والسؤال الذي يطرح نفسَه هو: هل تعكس المكانة المرتفعة التي حظي بها السيسي إثر التصويت له مرارًا وتكرارًا في أرجاء العالم شعبيتَه الحقيقيّة؟ “عليك أن تكون شخصًا ذا وعي سياسي مرتفع لتختار اسمًا كهذا”، قالت تينا ريتشاردسون، مُحاضرة في دراسات الاتّصالات لموقع “العربيّة”، مُضيفةً: “إنّ واقع غياب معطيات ديموغرافية عن المقترِعين يصعّب تحليل نتائج الاستطلاع”.

وأضافت ريتشاردسون أنّ مواقع التواصل الاجتماعي احتلت مكانًا متقدّمًا في الشرق الأوسط بشكل خاصّ خلال الفترة الأخيرة، بما يكفي للتأثير في استطلاعات تظهر فيها شخصيات سياسية من العالم الإسلامي، من دول مثل مصر أو تركيا.

إنّ تحوّل وزير الدفاع المصري والقائد العامّ للقوات المسلحة عبد الفتّاح السيسي إلى الرجل الأقوى في مصر ليس جديدًا، لكن يبدو أنّ تأليه الشخصية الذي يقوم به أنصاره ينجح في كسر الأرقام القياسيّة. فبعد وضع صورته على مجوهرات، شوكولاتة، قناني زيت زيتون وغيرها من المنتجات، تظهر الآن أيضًا على ملابس نوم نساء مصريّات تُباع في الأسواق. وتحت صورة السيسي، الذي يرتدي الزيّ العسكري ويضع نظارات شمسية، كُتب بالإنجليزية: “نشكرك”.

في المجلة جرى وضع فئة خاصّة للمواجهات المباشرة، حيث عُرضت شخصيتان عامّتان ليختار المقترعون واحدة منهما، إذا كان عليهم أن يختاروا أحدهما ليكون “رجُل العام” في “تايم”. وهكذا في الصّراع المباشر في التصويت بين الزعيمَين اللذَين تصدّرا الاستطلاع، أردوغان والسيسي، نجح الجنرال المصري في هزم أردوغان بواقع 56% من الأصوات في المواجهة وجهًا لوجه.

ولم يغِب المشهد الإسرائيلي عن الاقتراع في مجلة “تايم”. ففي المواجهة الشخصية المباشرة حول التهديد الإيراني فاز الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني بـ 79% من الأصوات بفضل “هجوم الابتسامات” الخاصّ به منتصرًا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي لم يحصل على أكثر من 21%.

اقرأوا المزيد: 382 كلمة
عرض أقل