يعرف الجميع في إسرائيل رجل الأعمال رامي ليفي. وهو رجل أعمال مقدسي ومالك واحدة من أكبر شبكات التسوق في إسرائيل، ويشغل منصب عضو في بلدية القدس أيضًا.
وقد وُلد وترعرع في القدس، وواجه في بداية حياته مشاكل في التعليم وبدأ العمل في مهنة العتالة وجر العربات في السوق القديمة في القدس منذ عمر 14 سنة. بدأ طريقه التجارية في متجر صغير فتحه في سوق محانيه يهودا، واحد من أشهر الأسواق وأبهاها في القدس، حيث يتدفق إليه أناس من شرق المدينة وغربها للتزود بأطايب البلاد.
لاحظ ليفي، من خلال تأمله في الزبائن المحليين، أن الكثير منهم يبحث عن شراء السلع من البائعين بالجملة، ولكنهم لم يستطيعوا تحقيق ذلك لأن تلك المشاريع التجارية لم تكن قادرة على توفير التجارة بالجملة. لذلك اختار استراتيجية البيع بأسعار منخفضة، وتحديدًا لهذا النوع من الزبائن، من دون جني الأرباح. وقد نسج، مع الوقت، علاقات مع المزودين، ما مكّنه من كسب فارق الوساطة، ووسع مساحة المتجر الصغير الذي كان لديه من 40 م2 ليصل أكثر من 100م2 وبعد عامين أصبح يُسوق للمطاعم ، الفنادق وزبائن آخرين أيضًا.
باتت تتوفر شبكة رامي ليفي للتجارة بالجملة حاليًا في كل مدن إسرائيل، تقريبًا، ولا يكف عن بناء مُجمعات تجارية ضخمة توفر للمواطن الإسرائيلي والفلسطيني أسعارا رخيصة للمواد الغذائية الأساسية.
ولكن، ها هو حلم رامي ليفي يتحقق حيث يُبنى مُجمع تجاري إسرائيلي – فلسطيني هو الأول من نوعه في بلدة الرام، شمال القدس على مسافة 300 متر من ملعب “فيصل الحسيني”، الملعب البيت الخاص بالمُنتخب الفلسطيني، “في الطريق إلى رام الله” وعلى مسافة قصيرة من الجدار الفاصل بين القدس ورام الله. يطمح ليفي إلى بناء عشرات المتاجر، على مساحة 20.000 م2 وستُشكل معًا مُجمع للتعايش التجاري الأول في منطقة القدس.
وعدَ ليفي، الذي بدأ مؤخرًا بتسويق الأماكن التجارية، أن المشاريع التجارية ستكون مُختلطة، “ستعمل هنا كافة الشبكات الكبيرة”. ومن المتوقع أن تنضم إلى الماركات المعروفة أيضًا ماركات معروفة في مناطق الضفة الغربية وشرقي القدس.
استُثمر 51 مليون دولار في بناء هذا المُجمع التجاري ويؤمن ليفي أنه قادر على أن يُطور المنطقة الصناعية القريبة من منطقة المُجمع التجاري الواقعة بين خط الفصل بين رام الله والقدس. الأحياء القريبة من تلك المنطقة هي بيت حنينا وشعفاط. يقطن 80 ألف يهودي و 120 ألف عربي في المنطقة ويُتوقع أن يستفيدوا من المُجمع التجاري ومن منطقة التجارة المُشتركة. يقطن مئات آلاف الفلسطينيين في الأحياء المجاورة، خلف الجدار، ويحملون بطاقات هوية زرقاء. يُتوقع أن يأتي الآخرون إلى المُجمع التجاري عن طريق معبر قلنديا. يطمح ليفي أيضًا إلى مجيء سكان رام الله أيضًا للتسوق في المنطقة التجارية: “سيتدفق كل سكان رام الله للتسوق وهذا هو الطريق للتعايش”.
ليفي ليس قلقا أبدًا من الوضع الأمني الحساس ولا من موجة الإرهاب الحالية فيما يخص مشروعه الجديد. “سنخدم جميع الزبائن وسنشغّل العمال من دون التمييز على أساس الأصل أو القومية”. ووفقًا لأقواله: “قد استأجر رجال أعمال عرب أيضا محلات أيضًا. يوجد هنا 200 ألف مواطن ليس لديهم مركز تجاري وهذا هو المكان الأفضل، الأكثر مركزيا في المنطقة. ستُحقق المحال التجارية هنا أعمالاً تجارية ممتازة”.