عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)
عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)

دون ممثّل فلسطيني: الإسرائيليون يفكّرون في انسحاب أحاديّ الجانب من الضفة

قدّورة فارس يغيب عن مؤتمر ناقش مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، واستمتع الممثّلون الإسرائيليون بفكرة الإخلاء من جهة واحدة لمائة ألف مستوطن

ليست هناك حاجة إلى أن نكون خبراء كبار في شؤون عملية السلام من أجل أن نفهم بأنّه ليست هناك اليوم عملية سلام حقّا. كان هناك توافق آراء كبير بين المشاركين في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب اليوم. في الجلسة التي اهتمّت بطرق إحياء هذه العملية، والتي دُعيتْ “حساب المسار من جديد”، حاول المشاركون – دون نجاح كبير – إيجاد أفكار جديدة تقدّم كلا الطرفين باتجاه حلّ الدولتَين.

ما كان بارزا بشكل أكبر من جميع الأمور الأخرى لم يكن محتوى الأقوال لهذا المتحدّث أو ذاك، وإنما غياب أحد المشاركين الذين دُعوا للمؤتمر. صعد جلعاد شير، الشخص الذي قاد جهود الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق دائم مع السلطة الفلسطينية عام 2000، إلى المنصّة وأعلن أنّ مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، الذي كان يُفترض أن يمثّل الموقف الفلسطيني في النقاش سيتغيّب. وقد علّق شير تغيّبه على أنه “مشكلة متوقعة”، وهو مصطلح مثير بحدّ ذاته. إذا كانت المشكلة متوقعة، فلماذا لم يتم تجنّبها؟

حل الدولتين، حلم ؟

موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)
موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)

أبرز محتوى الكلمات التي أدلى بها الممثّلون الإسرائيليون الذين ظلّوا على المنصّة هو غياب فارس. كان الأمر أشبه بفريق كرة قدم بقي وحده في الملعب ولم يبق له إلا تمرير الكرة بين اللاعبين وأنفسهم. ولدى غياب الممثّل الفلسطيني، استمتع الإسرائيليون بفكرة قديمة تمّ بعثها: الانسحاب أحادي الجانب من غالبية أراضي الضفة الغربية.

عرض الفكرة موشيه تمير، وهو ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي وقد قاد، من بين أمور أخرى، فرقة غزة. ترأس تمير فريقا بحثيّا يهدف إلى أن يدرس إذا ما كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ انسحاب حقيقي أحادي الجانب من الضفة الغربية، بشكل لا يضرّ بمصالحها الأمنية بل يحسّنها. الإجابة، بحسب تمير، هي نعم.

ومع ذلك، فقد طرح تمير بعض الاستثناءات: بنظر الفريق الذي ترأّسه، فلدى كلّ انسحاب مستقبلي ستحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على وجود الجيش والمستوطنين على جميع طول غور الأردن، ليكون الحدود الأمنية لإسرائيل. التعاون مع الأردن من أجل التأكد بأن الحدود بينه وبين السلطة الفلسطينية ليست مخترقة (كما كانت الحدود بين قطاع غزة ومصر) هو أمر ضروريّ.

“إخلاء المستوطنات الإسرائيلية كارثة”

جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)
جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)

أوضح تمير قائلا: “الخطأ الرئيسي الذي قمنا به في غزة هو إبقاء الحدود المصرية مفتوحة، ممّا سمح بتعزّز حماس. إذا حصل ذلك في الضفة الغربية فسيشكل ذلك خطرًا، ولذلك فإنّ السيطرة على غور الأردن ومعابره هي أمر ضروريّ”. وبالإضافة إلى ذلك أشار تمير إلى أنّ الخطّة التي تمّت دراستها لا تشمل إخلاء الاستيطان اليهودي في الخليل ومستوطنة كريات أربع.

ثانيا، أكّد تمير على أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل في الحفاظ على حقّه في العمل داخل الأراضي التي سيخليها، كلما كانت هناك حاجة أمنية لذلك.

ثالثا، وربّما هو الأهم من كل شيء: ستشمل هذه العملية إخلاء نحو 100,000 مستوطن من داخل الأراضي المحتلة، وهي عملية أكثر دراماتيكية وأهمية من الانسحاب من قطاع غزة، التي أخليَ فيها 8,600 شخص فقط. سيتمّ تنفيذ هذا الإخلاء تدريجيّا، وليس دفعةً واحدةً، كي تكون هناك إمكانية لدراسة تأثير كل خطوة وإيقافها عند الحاجة.

وأشار تمير إلى أن عملية كهذه قد تنشئ صدعا كبيرا بين مواطني إسرائيل، الذين لا يبدون مستعدّين الآن لخطوة كبيرة جدّا كهذه. وهذا ما قالته أيضًا ممثّلة المستوطِنين في النقاش، تمار أسراف، والتي صعدت إلى المنصّة بعد تمير وقالت: “البرنامج الذي تقترحه هو فصل الشعب الإسرائيلي عن مناطق وطنه، وهذه كارثة. تعزّز هذه العملية من الصراع الداخلي بين الشعب، ولا شيء يمكنه أن يضعفنا أكثر من هذه العملية”.

“التجميد مقابل التجميد”

المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

اختتم النقاش مارتين إنديك، وهو أحد “المحاربين القدامى” في عملية أوسلو الطويلة. كان إنديك حاضرا عندما ضغط رابين على يد عرفات وهناك المئات من لحظات الإحباط واليأس التي مرّت منذ ذلك الحين، ولذلك كان وصفه للوضع الحالي قاتما جدّا: فقد وصف التوجّه الفلسطيني للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بأنّه “غبيّ ومدمّر”، بينما عرّف البناء الإسرائيلي للمستوطنات بوصفه الشيء الأكثر مساهمة في عزلتها الدولية. وفي الوقت نفسه، فإنّ أوضاع غزة على ضوء فشل إعادة الإعمار على وشك الانفجار، ويعتمد سكّانها على إسرائيل أكثر من الماضي.

أشار إنديك إلى أنّ العقبة الكبرى التي تقف أمام كلا الطرفين في هذه اللحظة هي انعدام الثقة المتبادَل، والذي ينضمّ إليه فقدان شرعية عبّاس في نظر قطاعات من الشعب الفلسطيني، وعدم اهتمام الشعب الإسرائيلي بالقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فهو يعتقد أنّه “إذا قرّرت الحكومة الإسرائيلية حقّا بالفعل بأنّ لديها رغبة في التحرّك باتجاه الدولتَيْن؛ فهناك طريقة للقيام بذلك، بالتعاون مع الأردن، مصر والولايات المتحدة”.

بحسب رأيه، يمكن تجديد المفاوضات بمساعدة “التجميد مقابل التجميد”؛ أي تجميد التوجّه الفلسطيني للمنظّمات الدولية، مقابل تجميد البناء الإسرائيلي للمستوطنات. وإذا استمرّ كلا الطرفين بالرفض؛ فإنّ اتجاه تدخّل المنظّمات الدولية في هذا الصراع سيزداد فحسب.

اقرأوا المزيد: 699 كلمة
عرض أقل
إحتفالات انطلاقة فتح في رام الله (ABBAS MOMANI / AFP)
إحتفالات انطلاقة فتح في رام الله (ABBAS MOMANI / AFP)

يوم انطلاقة حزين لحركة فتح

عباس يوقع على الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية والى 20 منظمة واتفاقية دولية ومسؤولو حماس في خان يونس يمنعون أعضاء فتح من إشعال الشعلة التي تعبّر عن الاحتفالات

تحيي حركة فتح بدءًا من الليلة يوم “واحد واحد”، وهو يوم الانطلاقة الـ 50 لحركة فتح. ولكن في ظل الفشل الفلسطيني في الأمم المتحدة ليلة أمس، إلى جانب استمرار الانقسام بين فتح وحماس، يبدو أنّه يوم انطلاقة حزين جدّا على حركة التحرير الفلسطينية. بعد مرور 50 عاما، من الصعب على قادة الحركة أن يعدوا شعبهم بأنّ إقامة الدولة الفلسطينية أمر أقرب من الماضي.

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه بذكرى الانطلاقة إنّ قيادة الشعب الفلسطيني لن تقبل تهميش القضية الفلسطينية. وقال عباس “ما نريده من مجلس الأمن الدولي، دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام ‏1967‏، والقدس الشرقية عاصمتها، يسبقها مفاوضات جادة ووقف شامل للاستيطان”.

ووقع عباس على الانضمام الى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية والى نحو عشرين منظمة واتفاقية دولية اخرى.

وجاء توقيع عباس خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية الذي ضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح. وقام تلفزيون فلسطين الرسمي بنقل توقيع عباس مباشرة على الهواء بعد ان وافق اعضاء القيادة الفلسطينية الحاضرين بالاجماع على هذا التوقيع.

وقال عضو فتح قدّورة فارس هذا المساء في مقابلة على القناة العاشرة الإسرائيلية إنّ السلطة الفلسطينية ستستمرّ في خطواتها حتى يأخذ المجتمع الدولي على عاتقه ما يسمّيه “المسؤولية التاريخية” ويعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى يصل الوضع إلى نقطة انفجار. قال فارس: “كلّ قرار سيكون في صالح الشعب الفلسطيني”.

وثمّة عامل آخر يُلقي بظلاله على احتفالات انطلاقة فتح وهو الصراع المستمرّ مع حماس منذ العام 2007 ويكبّد خسائر كبيرة لشعبية فتح كحركة وعباس كشخص. رغم أنّ شعبية حماس قد انخفضت قليلا منذ الصيف الأخير، حيث وصلت وقتذاك إلى ذروتها، ولكن كما يبدو فبالنسبة لمعظم الشعب الفلسطيني فإنّ طريق المقاومة لدى حماس تبدو أكثر ملاءمة من طريق عباس التصالحية.

في هذه الأثناء، لا تزال هجمات حماس السامّة على عباس وفتح مستمرّة بشكل شبه يومي. ويشوّش الصراع القاسي أيضًا على احتفالات انطلاقة فتح. نشر أعضاء فتح في إقليم وسط خانيونس اليوم بيانا بحسبه فقد شوّش عناصر الأمن التابعين لحماس مراسم الانطلاقة التي كانت من المفترض أن تُجرى هذه الليلة.

وقد نشرت الصفحة الرسمية لحركة فتح هذا البيان: “إخواننا الفتحاوين في مدينة خانيونس تعتذر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتــح” (إقليم وسط خانيونس) عن عدم إشعال الشعلة اليوم في المدينة أمام القلعة، بسبب منع جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس هذه الفعالية وكافة الفعاليات بقطاع غزة‎”.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل
(مصدر الصورة: مبادرة  جنيف)
(مصدر الصورة: مبادرة جنيف)

أعضاء كنيست من الائتلاف التقوا بمسؤولين فلسطينيين

جرى نهاية الأسبوع لقاء يهدف إلى دفع المسار السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين قدما، حيث التقى برلمانيون ومسؤولون من الجانبَين في العاصمة الهنغارية

خلال نهاية الأسبوع، التقى في بودابست وفدان، إسرائيلي وفلسطيني، في لقاء نظمته منظمة مبادرة جنيف بهدف النقاش حول تشجيع المسار السياسي. ووصل أعضاء الكنيست يفعات كاريف، دوف ليبمان، وبوعاز توبوروفسكي من حزب هناك مستقبل، عضو الكنيست دافيد تسور من حزب الحركة، وعضو الكنيست موشيه ميزراحي من حزب العمل إلى العاصمة الهنغارية، حيث التقَوا برئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، سميح العبد، عبد الله عبد الله، وجمال زقوت، الذين مثّلوا الجانب الفلسطيني.

وكتبت كاريف بعد اللقاء في صفحتها على فيس بوك: “اجتمعنا لنصغي، لنتحدث، ليسمع واحدنا الآخر. في خضمّ كل الفوضى، الألم، الإخفاقات على مر السنين، اليأس، والأمل، التقينا لنتحدث عن السلام.

لن نتفق أبدًا حول الماضي، فلكل شعب روايته، لكننا مُلزَمون بالتوصل لاتفاق بخصوص الحاضر والمستقبل، إن لم يكن من أجلنا، فعلى الأقل من أجل أبنائنا. علينا الاستيقاظ من الوهم بأنّ الوضع القائم حاليًّا بيننا وبين الفلسطينيين يمكن أن يستمرّ”. وأوجزت كاريف: “التقينا كأعضاء كنيست إسرائيليين بمسؤولين فلسطينيين، ونحن نحاول معًا أن نرى صورة للمستقبل، للسلام. ليس أمامنا طريق أخرى:)”

أما عضو حزب ممثلة إسرائيل للمفاوضات الرسمية تسيبي ليفني، دافيد تسور، الذي أقام علاقات عمل مع نظرائه الفلسطينيين أثناء عمله في الشرطة، فقد كان أكثر واقعية، وأوجز اللقاء بطريقة أكثر إثارة للاهتمام، قائلًا: “حتى لو لم نتفق على الكثير من المواضيع، فمن المهم أن نعرف ونسمع الجانب الآخر، ونتبادل وجهات النظر. سيحدث الحسم في مكان وزمان آخرَين، لكن من المهمّ أن نتحدّث”.

واتفّق المشاركون على عدد من الخطوات المشتركة لزيادة دعم المفاوضات. وبين الخطوات المتفّق عليها، قرّر المشاركون إعدادا تصريح مشترك دعمًا للمفاوضات يوقّعه أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وفي المجلس التشريعي الفلسطيني، وتنظيم وفد من مسؤولين إسرائيليين لزيارة رام الله.‎ ‎وأعرب المشاركون أيضًا عن دعمهم للحلول المقترحة في مبادرة جنيف.‎ ‎وكان إجماعٌ بين المشاركين على أنّ الخطوط العريضة لاتّفاق مستقبليّ واضحة للجميع، ويدعمها معظم الإسرائيليّين والفلسطينيّين.

وكانت مبادرة جنيف قد نظمّت في تموز وفدًا لناشطين في الليكود وشاس، سافر إلى رام الله والتقى بمسؤولين في السلطة الفلسطينية بينهم الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وعضو طاقم المفاوضات الفلسطيني السابق نبيل شعث. وخلال الشهر الجاري، يُتوقّع تنظيم حلقة دراسيّة مشتركة بين ناشطين سياسيين إسرائيليين وفلسطينيين في الأردن.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل
متظاهرون فلسطينيون يطالبون إطلاق سراح الأسرى (Flash90/Issam Rimawi)
متظاهرون فلسطينيون يطالبون إطلاق سراح الأسرى (Flash90/Issam Rimawi)

تأهب في السلطة الفلسطينية استعدادا لإطلاق سراح الأسرى

تتحدث تقديرات جهات سياسية رفيعة المستوى في القدس عن خوف كبير من أن مخطط إطلاق سراح 104 الأسرى لن تتم الموافقة عليه في الحكومة الإسرائيلية.

من المتوقع أن يصوت وزراء حكومة إسرائيل هذا الصباح (الأحد) على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين مسجونين ‎ ‎‏في إسرائيل منذ فترة ما قبل اتفاقيات أوسلو، وليس 82 أسيرًا فقط، كما نُشر في الأسابيع الأخيرة قبل إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن استئناف المفاوضات.

واستعدادا للقرار، قال في نهاية الأسبوع ‏‎ ‎‏قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن رئاسة السلطة الفلسطينية سلمت الإدارة الأمريكية مؤخراً قائمة بأسماء ‏104‏، وهم الأسرى الذين يقضون محكومياتهم في السجون الإسرائيلية من فترة ما قبل اتفاق أوسلو للسلام‏‎.‎‏ وأكد في تصريحات صحافية أن القيادة الفلسطينية طالبت بالإفراج عنهم فور استئناف مفاوضات السلام‏‎.‎‏

في هذه الأثناء نُشرت أنباء مفادها أن نتنياهو سوف يطرح على طاولة الحكومة اليوم قائمة بـ 104 الأسرى القدامى ومن بينهم أيضا أسرى من مواطني دولة إسرائيل (عرب إسرائيليون)، حيث طلب نتنياهو عدم إدراجهم في قائمة من سيتم إطلاق سراحهم، ولكن في أعقاب الضغوط وافق على التصويت عليهم اليوم في الحكومة.

ويدير الطرف الفلسطيني منذ بضعة أيام تقديرات مفرطة للخطوة وهم ينتظرون اتخاذ قرار إطلاق سراح الأسرى اليوم قبل التقاء الطرفين في المفاوضات في واشنطن يوم الثلاثاء المقبل. وقد أضاف رئيس نادي الأسرى، قدورة، أن على الطرفين الدفع إلى إقامة لجنة مشتركة لإطلاق سراح سائر الأسرى الفلسطينيين وعددهم نحو 1000 أسير ” ثم وبعد ذلك وعلى قاعدة أن العملية السياسية ستستأنف فيجب العمل على تشكيل لجنة فلسطينية إسرائيلية مشتركة لجدولة عمليات إطلاق سراح الأسرى، باعتبارهم جزء من العملية السياسية”. وشدد فارس على أن هذه اللجنة المشتركة تتشاور حول كيفية تنفيذ ما كان قد اتفق عليه في السابق، خاصة اتفاق الرئيس محمود عباس مع أيهود أولمرت بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني، شريطة أن تكون هذه اللجنة دائمة”. لم يصدر أي تعليق من الطرف الإسرائيلي على هذه المسألة.

ويقدر محللون لدى الطرفين أن لفتة إطلاق سراح الأسرى التي تبديها إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية وأبي مازن على وجه التخصيص، سوف تقوي مكانتهما في الشارع الفلسطيني وسوف تمنح دفعة قوية للعودة إلى المفاوضات. وقد طلب قدورة من وسائل الإعلام الفلسطينية عدم نشر أسماء الأسرى المحتملين، كما تفعل جهات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بين حين وآخر، وذلك بهدف عدم خلق توقعات لا حاجة لها في الشارع الفلسطيني، حيث تحولت مسألة الأسرى بالنسبة لهم إلى أهم موضوع في الفترة الأخيرة.

من بين الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم من المتوقع أن يكون هناك، على ما يبدو عرب من إسرائيل. خلافا لتصريحات نتنياهو المسبقة وأتباعه وبعض وزراء الحكومة. بعض الأسرى الإسرائيليين هم من بين أقدم الأسرى في القائمة، مثل كريم وماهر يونس اللذين اعتقلا في العام 1983، ووليد دكة الذي اعتقل في العام 1986. يوجد في القائمة أيضا أربعة أسرى من قرية المشيرفة ومن أم الفحم في وادي عارة. وتتحدث تقديرات جهات سياسية رفيعة المستوى في القدس عن خوف كبير من أن مخطط إطلاق سراح 104 الأسرى لن تتم الموافقة عليه في الحكومة. من المتوقع، حتى الآن، أن يحظى نتنياهو بدعم 10 وزراء فقط – شتاينيتس ويعلون من الليكود، وخمسة وزراء “هناك مستقبل”، وزيرا حزب “الحركة” وعلى ما يبدو الوزير يتسحاق أهرونوفيتس من حزب “إسرائيل بيتنا” أيضا. من المتوقع أن يصوت وزراء حزب “البيت اليهودي” الثلاثة برئاسة بينيت و 3 وزراء “إسرائيل بيتنا” برئاسة ليبرمان ضد القرار. وسيضطر رئيس الحكومة، على ما يبدو، إلى الاتكال على سائر وزراء الليكود الذين لم يقرروا كيف يصوتوا بعد: جلعاد أردان، جدعون ساعر، سيلفان شالوم، وليمور لفنات.

إلى ذلك، من المتوقع أن يصل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لزيارة القاهرة ولقاء الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. ومن المتوقع أن يطرح رئيس السلطة الفلسطينية في لقائهما موضوع المصالحة بين حماس وفتح وشكر مصر على جهودها في هذه المحاولات. وكما ورد سابقا، فور اختيار منصور رئيسًا مؤقتا في مصر، بعد مظاهرات 30 حزيران، كان أبو مازن أول المهنئين على هذه الخطوة، الأمر الذي اعتبر موافقة وشماتة للخطة المختلف عليها التي اتخذها السيسي حين أدى إلى الإطاحة بمرسي وحكم الإخوان المسلمين.

اقرأوا المزيد: 598 كلمة
عرض أقل