ليس عبثا تمت تسمية هذه الأرض، التي يُسميها اليهود “إسرائيل” ويُسميها العرب “فلسطين”، باسم “الأراضي المقدّسة”. في كل ركن فيها يمكن أن نعثر على مكان مقدّس لدين أي كان، للمسلمين ولليهود وللمسيحيين، ولكن ليس لهم فقط. اخترنا لكم 10 صور من الأماكن الأكثر قداسة في الأراضي المقدسة، ومن بينها ما تعرفونه بالتأكيد وأخرى ربما لم تعرفوها بعد.
ونؤكد أنه ليست هناك أهمية للترتيب الذي نعرض فيها الأماكن المقدسة. لا يزيد إيمان أحد عن إيمان الآخر، والهدف هو الكشف لقرائنا عن التنوع الكبير الموجود في البلاد.
- الحدائق البهائية في حيفا
أزمات سير في الطريق إلى العطلة : حدائق البهائيين في حيفا (FLASH90)
ضريح الباب الذي يتوسّط الحدائق البهائية في مدينة حيفا هو مصدر جمال للعالم كله. في المكان مدفون سيد علي محمد، الذي يدعى “الباب”، والذي أصبح بهاء الله بإلهامه نبي المعتقد البهائي. وقد دُفن في المكان أيضًا نجل بهاء الله، عبد البهاء. هناك تحت مجمّع القبر تسعة مدرّجات، وفوقه تسعة مدرّجات أخرى، والتي تمتدّ معا حتى أسفل جبل الكرمل. ويقع في المكان أيضًا بيت العدل الأعظم، وهو المؤسسة العليا لدى الدين البهائي.
- قبر النبي شعيب
قبر النبي شعيب (Gili Yaari /FLASH 90)
بحسب المعتقد الدرزي، فقد دُفن في هذا المكان النبي شعيب المقترن مع شخصية يثرون، حمو النبي موسى. تقول تقاليد درزية أخرى إنّه في الليلة التي سبقت معركة حطين حلم صلاح الدين الأيوبي بملاك، الذي وعده بالنصر شريطة أن يركب بعد المعركة على حصانه نحو الغرب. أكد الملاك أنّه مكان توقف حصانه سيكون موقع قبر شعيب. بحسب هذه التقاليد، فقد ركب صلاح الدين فعلا نحو الغرب عند انتهاء المعركة، حدد مكان دفن شعيب، وبنى الدروز الموقع في المكان.
بحسب التقاليد الدرزية، فإنّ أثر قدم شعيب اليسرى موجود في موقع الدفن. اعتاد الحجاج الذين يأتون في أشهر الربيع على صبّ الزيت داخل مكان أثر القدم ودهن الزيت على جسدهم من أجل التبرّك بالحظ الجيد.
- جبل جرزيم في نابلس
احتفالات الحج السامري في جبل جرزيم (Yossi Zeliger/Flash90)
تمت الإشارة إلى قداسة الجبل في التوراة، حيث سمّي هناك “جبل البركة”، وقد جرت هناك طقوس تجديد العهد بين الله وشعب إسرائيل بعد أن اجتاز هؤلاء نهر الأردن وورثوا البلاد. حافظت الطائفة السامرية التي تعيش في مدينة نابلس على قداسة المكان. يصعد السامريون إلى المكان ثلاث مرات في العام، وفي عيد الكبش يضحّون به قربانا، بشكل مشابه للمعتاد في عيد الأضحى الإسلامي.
- كنيسة القيامة في القدس
من الاحتفالات بفيض النور في كنيسة القيامة في القدس (AFP)
تقع هذه الكنيسة في المكان الذي جرت فيه وفقا للتقاليد اللحظة الحاسمة في المسيحية: صلب المسيح. وقد دُفن يسوع وبُعث في المكان نفسه، والذي يدعى جلجثة. بعد ثلاثة أيام قام يسوع من الموت وخرج من قبره. اعتاد الحكام المسلمون على مدى سنوات طويلة على التسامح تجاه المكان، وخصوصا عمر بن الخطاب وصلاح الدين اللذين تعاملا مع الكنيسة باحترام. هناك خلاف بين الطوائف المسيحية منذ سنوات طويلة حول السيطرة على الكنيسة، وخصوصا بين اليونانيين، الكاثوليك والأرمن.
- الحرم الإبراهيمي في الخليل
الحرم الإبراهيمي في الخليل (Gershon Elinson/Flash90)
تنبع قداسة المكان من أهمية إبراهيم في الدين اليهودي وفي الدين الإسلامي على حدٍّ سواء، لكونه مؤسس الإيمان بالله الواحد. وفقا للتقاليد والكتابات المقدسة، فالمغارة هي مكان دفن آباء الشعب إبراهيم إسحاق ويعقوب، ونسائهم – باستثناء راحيل التي دُفنت قرب بيت لحم. منذ أيام المماليك مُنع اليهود من الاقتراب من المكان، ولكن فقط حتى الدرجة السابعة. ومع ذلك، فقد سُمح لليهود الذين دفعوا رشوة بالدخول والصلاة في الداخل أحيانا. منذ عام 1967 يصلي اليهود والمسلمون في المكان معا، بينما منذ المجزرة التي نفّذها في المكان مستوطن إسرائيلي عام 1994، تم تقسيم المكان لقاعتي صلاة منفصلتين لليهود والمسلمين. في الأعياد اليهودية يُسمح لليهود فقط بالدخول والصلاة في المكان، بينما في الأعياد الإسلامية يُسمح للمسلمين فقط بالصلاة في المكان.
- الحرم القدسي الشريف
ساحة الأقصى (AFP)
لا يحتاج هذا المكان إلى أي تقديم لأي إنسان في الشرق الأوسط. كل مسلم يعلم أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، كما هو مفصّل في سورة الإسراء، التي تصف ليلة الإسراء والمعراج. وكما هو معلوم، تولي الديانة اليهودية أيضًا أهمية كبيرة للمكان. لا حاجة للكثير من الكلام كي لا نزيد من التوتر حول المكان، وهو توتر كبير في كل الأحوال في هذه الأيام. على أية حال، لا يشكك أحد بقداسة المكان.
- حائط البراق في القدس
رجل يصلي في حائط البراق (Yonatan Sindel/Flash90)
حائط البراق، أو حائط المبكى، هو أيضًا مكان مقدّس لا تشكيك في قداسته. يعتقد اليهود أنّه الأثر المتبقي الأقدم للهيكل اليهودي، حيث كان هذا سوره الأقصى الذي بقي حتى أيامنا. وينسب المسلمون هم أيضًا قداسة لهذا المكان، انطلاقا من الاعتقاد بأنّه الحائط الذي تم ربط البراق فيه بعد رحلة محمد الليلية إلى القدس.
- مسجد الأحمديين في حيفا
مسجد الطائفة الأحمدية (Fipplet)
في حيّ الكبابير غربي مدينة حيفا، تم تأسيس قرية صغيرة في القرن التاسع عشر من قبل عائلات مسلمة هاجرت من جبال السامرة. عام 1929، وصل إلى الكبابير مبعوث الطائفة الأحمدية وتحت تأثيره انضمّ أبناء القرية لهذه الطائفة، وأقاموا الجالية الوحيدة في إسرائيل حتى يومنا. عام 1934 بنى مؤمنو الكبابير المسجد، والذي هو مركز للمؤمنين الذين يتبنون مبادئ السلام واللاعنف التي تشكّلت في الهند قبل نحو 120 عاما.
- كنيسة المهد في بيت لحم
استعدادات لزيارة البابا فرنسيس الأول في بيت لحم (Noam Moskowitz)
وفقا للتقاليد، توقف يوسف ومريم الحامل فيها، وكما وُلد فيها يسوع الناصري. إنها إحدى الكنائس الأقدم في التراث المسيحي والتي تعتبر قائمة منذ القرن الرابع بعد الميلاد. في كل عيد ميلاد يجري هنا أحد أشهر القدّاسات في العالم بأسره، والذي يشير إلى ولادة يسوع.
- قبر راحيل في بيت لحم
قبر راحيل في بيت لحم
في مكان غير بعيد من كنيسة المهد يقع قبر راحيل، المقدّس لدى اليهود والمسلمين والمسيحيين. هنا، وفقًا للتقاليد، توفيت راحيل زوجة يعقوب خلال رحلتهما. وكالعديد من الأماكن، في هذا المكان أيضًا كانت هناك مواجهات بين اليهود والمسلمين على حقّ الصلاة في المكان. في القرن الثامن عشر تم استخدام المكان كغرفة للتغسيل من قبل المسلمين الذين دُفنوا في المقبرة المجاورة، وحتى اليوم تسمي جهات في السلطة الفلسطينية المكان بـ “مسجد بلال بن رباح”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني