“تحذير: التدخين مضر بالصحة”. يبدو مألوفًا؟ طبعًا. يمكن رؤية تحذيرات مماثلة كثيرة في جانب كل علبة سجائر وإعلانات تبغ.
من المتبع في أنحاء العالم تحديد تاريخ 31.5 بـ “اليوم الخالي من التدخين”، لكنّ تبيّن أبحاث أجريت مؤخرًا أن يومَ التوعية لأضرار التدخين قد يثير حقًّا نقاشًا عامًا عريضًا في المجتمعات الإنسانية العالمية، لكنه ما يزال يشكل نقطة في بحر حين نبتغي علاج هذه الآفة.
لقد شُرّعت في إسرائيل كما في دول غربية كثيرة في العالم قوانينُ كثيرة تمنع التدخين في الأماكن العامة من أجل كبح جماح آفة التدخين السلبي المضر بغير المدخنين خاصة. حسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية فإن في إسرائيل حوالَيْ 10000 إنسان يموت كل سنة من التدخين والآفة آخذة في الانتشار.
من الجدير بالذكر أن القيود على التدخين في العالم العربي تكاد تكونُ غير قائمة. مؤخرًا فقط (2012)، فرضت السعودية منعًا شاملا على التدخين في مكاتب الحكومة والمؤسسات العامة ومنعًا باتّا على التدخين في بقية أماكن الترفيه والاجتماع، مثل: المطاعم، المقاهي، الحوانيت والمجمعات التجارية.
“تحذير: التدخين مضر بالصحة” (Flash90/Sophie Gordon)
حسب الأمر الذي أعلنه وزير الداخلية، الأمير أحمد بن عبد العزيز، يسري منع التدخين أيضًا على تدخين النارجيلة ويمنع بيع التبـغ لمن هو أقلّ من 18 سنة. إنها إحدى الخطوات البارزة التي تخطوها السعودية في إطار الحملة التي تديرها ضد التدخين منذ مدة.
السعودية هي مستوردة التبغ ذات المركز الرابع في العالم والمستوردة الأكبر في العالم العربي تمامًا. تشير المعطيات الإحصائية التي عرضت في مؤتمر الصحة الذي أقيم بجدة عام 2012 أن أكثر من خمسة ملايين من سكان المملكة هم من المدخنين (حوالي خمس السكان) ويتوقع أن يناهز عددهم حتى سنة 2020 عشرة ملايين. تبين من هذا البحث أن سكان السعودية يصرفون كل سنة 20 مليار ريال (حوالي 8 مليون دولار) على السجائر، التبغ ومعدّات التدخين.
يتضمن الثمن الصحي الجسيم الذي يدفعه المدخنون ثمنًا اقتصاديًّا باهظًا: يمكن أن يصرف المدخنون بكثرة حتى مئات الدولارات في الشهر. لكن رغم كل المعطيات المفزعة ورغم المعرفة أن ترك هذه الآفة المذمومة هو الحكمة بعينها، لا يمكن فرض الإقلاع عن التدخين بالقوة.
تدخين المخدرات (مصدر الصوره: ويكيبيديا Chmee2)
يجب أن يكون الإقلاع عن التدخين وفقًا لإرادة المدخن. يُقال إن 40 % من المدخنين يدعون في كل وقت أنهم لو استطاعوا ترك التدخين لبدؤوا بهذا منذ الغد. هذا يعني أن لدى 40 % من المدخنين شعورًا ليس جيّدًا تجاه التدخين. إن عملية الإقلاع عن التدخين صعبة جسديًّا ونفسيًّا أيضًا، لكن في اللحظة التي يصلون فيها للقرار الواعي أنهم يريدون نبذَه، تتمهّد الطريق بنفسها.
وهذه فرصة طيبة لإيقاف التغاضي، البدء في قراءة الأبحاث المستجَدّة واكتشاف مدى تدمير هذه الآفة للصحة، الانضمام إلى مجموعة دعم للإقلاع عن التدخين، الاستعانة بالأدوية أو بدائل النيكوتين الموجودة في السوق وفعل كل ما هو مطلوب من أجل التخلص من العادة المذمومة.
أحضرنا لكم خمس طرق ربما تساعدكم على الإقلاع عن التدخين:
1. قرروا أنكم ستقلعون عن التدخين: أجرُوا حسابًا بسيطًا: ما الضرر الصحي الذي تلحقون أنفسكم به وأضيفوا إليه الضرر الاقتصادي والمادي (رائحة السجائر على الملابس، رائحة اليدين النفّاذة، الأسنان المصفرة/ المسودّة، تجاعيد الوجه). اجمعوا كل ذلك وستصلون إلى استنتاج جليّ: من الأجدر ترك التدخين.
2. انضموا إلى مجموعة دعم: القيام بترك التدخين مع آخرين دائمًا ما يمكنه أن يحسّن الأداء. يمكن لمجموعات الدعم أن تمنح فهمًا أفضل ودعمًا أخلاقيًا أقوى في مقاومة نوبات الرغبة في التدخين. يمكن أن يوجه الطبيب أو المتخصص المجموعة إلى أداء أفضل كثيرًا.
2012 فرضت السعودية منعًا شاملا على التدخين في مكاتب الحكومة والمؤسسات العامة (Flash90/Serge Attal)
3 .استخدموا بدائل النيكوتين: تأتي بدائل النيكوتين لتساعد على الصعوبة المركزية في ترك التدخين- الإقلاع عن النيكوتين. الصعوبة الكبرى في إيقاف التدخين هي بسبب ارتباط النيكوتين بالمستقبلات في المخ والتي ترسل إشارات اللذة، الانبساط وطلب المزيد. باستخدام بدائل النيكوتين لن يعاني المدخنون من أعراض الإقلاع المتعددة. لهذه الطريقة نسبة 5% حتى 10% من النجاح في الترك.
4. الأعشاب الطبية: يمكن للأعشاب الطبيعية بطبيعتها أن تعالج طيفًا واسعًا من المشاكل الجسدية والنفسية، وترك التدخين هو فقط إحداها. النباتات الرائدة هي اللوبيليا- Lobelia inflate كما تسمى مهنيًّا، أو التبغ الهندي أو التبغ البري باسمائه الشعبية. استُخدمت هذه النباتات، التي مصدرها من شمال أمريكا، في الطب التقليدي الهندي لسنوات عدة، واستخدامها الأساسي اليوم لعلاج مرض الربو. إذن ما علاقتها بالتدخين؟ تحوي هذه النباتات مادة لوبلين فعالة، التي تعتبر مضادًا لتشنج الرئتين والمسالك التنفسية، وتحسّن التنفس. بالإضافة تستخدم المادة في الجسم كبديل أو كمادة تشبه النيكوتين، وبهذا تساعد في عملية الإقلاع عن التدخين.
5. افعلوا ذلك على مهل، وبالتدريج: إن وصلتم إلى استنتاجكم أنكم تريدون الإقلاع، افعلوا ذلك على ببطء ومع استشارة أطباء أو مختصين. جربوا أن تتنازلوا في اليوم الأول عن سيجارتين صباحًا، بدلا من استهلاك علبة كاملة في اليوم، اتركوا 3-4 للغد، وهكذا دواليك. المداومة توصل للنجاح.
من الجدير بالذكر أن التوصيات أعلاه لا تعني بديلا عن استشارة الأطباء أو الحصول على وصفة طبية. من المفضل في كل حال التوجه إلى الجهات المخوّلة للحصول على توجيه يلائم لكل شخص.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني