قانون تسوية الاستيطان

رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (GPO)
رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (GPO)

هل سيورط قانون “تسوية الاستيطان” إسرائيل دوليا؟

يطلق اليمين الإسرائيلي على القانون المثير للجدل الذي صادقت عليه الكنيست "قانون تسوية الاستيطان في يهودا والسامرة"، في حين يسميه اليسار "قانون تبييض سرقة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية"

07 فبراير 2017 | 14:32

أقرّ البرلمان الإسرائيلي، أمس الاثنين، بأغلبية 60 نائبا من أصل 120، على قانون “تسوية الاستيطان”، وفق تسميته الرسمية، في الضفة الغربية، في حين عارض القانون 52 نائبا. وقال حزب “البيت اليهودي” اليميني، المبادر للقانون والمقرب من المستوطنين، إن القانون يعد يوما تاريخيا في إسرائيل لأنه يساند اليهود الذين استوطنوا في الضفة الغربية بقرار من الدولة، ويواجهون في الراهن خطر تهديد إخلاء وهدم بيوتهم.
وبعث الحزب برسالة تحذير لمحكمة العدل العليا، المتوقع أن تلغي القانون في حال بتت في القانون بتقديم شكوى من منظمات حقوق الإنسان الناشطة في الضفة الغربية، بأن التدخل بقضايا سياسية ليس من شأن المحكمة.

ويهدف القانون المثير للجدل إلى تعزيز التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وتطويره. وينص على تعليق أوامر مدينة خاصة ب16 مستوطنة وبؤرة استيطانية لمدة سنة إلى أن تتوصل الإدارة المدنية، وهي الهيئة المسؤولة في مناطق الضفة الغربية، إلى تسوية.

وهاجم أحزاب اليسار الإسرائيلي، ونواب القائمة العربية المشتركة، ومنظمات وجمعيات مدنية ناشطة في مناطق الضفة الغربية، القانون الذي “يشرع سرقة أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية”، و “يتنافى والقانون الدولي”، ويهدف إلى “ضم أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل”.
وأوضح مقربون من المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، أنه لن يدافع عن القانون بدوره محامي الدفاع للدولة أمام القضاء، في حال وصل القانون إلى المحكمة العليا للبت بقانونيته.

وفي رد الإدارة الأمريكية على القانون الإسرائيلي، جاء في بيان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يحدّد موقفه بعد من الاستيطان، وينتظر لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكي يناقش معه هذا الملف. وكتب البيت الأبيض أن استمرار الاستيطان لن يقرب السلام، رغم أن الاستيطان بحد ذاته ليس معوقا للسلام.

وندد الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، توبياس الوود، بالقانون قائلا إنه قانون يثير القلق لأنه يهدد حل الدولتين لشعبين، وأضاف أن القانون سيمس بوقوف إسرائيلي في الحلبة الدولية. وردت السلطة الفلسطينية على المصادقة على القانون أن القرار يقضي عمليا على إمكانية قيام دولة فلسطينية على حدود 19677.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعرب عن قلقه من أن القانون قد يورط إسرائيل في المحافل القضائية في العالم. وقال مختصون إسرائيليون في مجال القانون الدولي، إن القانون سيمهد الطريق للمدعي العام الأوروبي لتقديم شكاوى ضد إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية.

وحتى المحللون المحسوبون على يمين الخارطة السياسية الإسرائيلية، وافقوا في تحليلهم على أن القانون مثير للجدل ويحتوي على مشاكل قانونية. وكتب حاييم شين، المحلل السياسي في صحيفة “إسرائيل اليوم”، المحسوبة على اليمين في إسرائيل، إنه من الضروري الاستمرار في الاستيطان في الضفة الغريبة، لأنها بالنسبة لإسرائيل “أراض مقدسة لليهود”، لكنه من الضروري عدم البناء على أرض بملكية خاصة لفلسطينيين.

وأكد شاين الذي كتب أن المصادقة على القانون في الكنيست يعد يوما تاريخيا، لأن البرلمان الإسرائيلي أقر بحق الإسرائيليين في الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، رغم الاتفاق الدولي على أن المستوطنات غير شرعية.

وفي غضون ذلك، أرجأ مجلس وزراء الخارجية للدول الأوروبية، مؤتمرا سياسيا هاما كان من المتوقع عقده نهاية الشهر الجاري بين إسرائيل ومندوبي الاتحاد الأوروبي، بهدف توطيد العلاقات بين الطرفين. وكانت فرنسا، والسويد، وإيرلندا، وهولاند، وفنلندا، عارضتا عقد المؤتمر. وقال مسؤولون أوروبيون للصحافة الإسرائيلية إن المؤتمر سيكون مكافأة لإسرائيل على ضوء قرارات الحكومة الإسرائيلية الداعمة للاستيطان في الضفة الغربية.

يُذكر أن نصف مليون يهودي يعيشون في مناطق الضفة الغربية، وقد توصلت إسرائيل في الماضي إلى تفاهمات مع الجانب الفلسطيني، تنص على أن الكتل الاستيطانية الكبرى ستبقى تحت سلطة إسرائيل في أي تسوية مستقبلية، إلا أن إسرائيل تواصل التوسع في الضفة الغربية في محيط هذه الكتل وخارجها.

اقرأوا المزيد: 527 كلمة
عرض أقل
إخلاء بؤرة "عمونا" الإستيطانية عام 2006 (Yossi Zamir/Flash90)
إخلاء بؤرة "عمونا" الإستيطانية عام 2006 (Yossi Zamir/Flash90)

الجيش الإسرائيلي يخشى من إخلاء عمونا

المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد لإخلاء البؤرة الاستيطانية غير القانونية، عمونا. الشرطة الإسرائيلية مسؤولة عن إخلائها ولكن الجيش مسؤول عن ضمان الحماية أثناء عملية الإخلاء المُعقّدة

تستعد المنظومة الأمنية الإسرائيلية لإخلاء عمونا المتوقع في الشهر القادم (موعد الإخلاء الأخير هو 25 كانون الأول 2016)، ويخشى الجيش الإسرائيلي أن يتعرض ضبّاطه وجنوده للانتقاد. حتّى الآن، يبدو أن الإخلاء لن يحدث حتى اللحظة الأخيرة، كما حدث في الماضي في حالات شبيهة.

ويخشى الجيش والشرطة من تكرار المشاهد أثناء الإخلاء التي حدثت في شتاء 2006، عندما هُدمت تسعة منازل في عمونا، ومُورس عنف ضد المستوطِنين الذين حاولوا منع ذلك. وصل عدد المصابين خلال عملية الإخلاء العنيفة قبل عقد إلى 220 شخصا.

تقدّر المنظومة الأمنية أنه من المتوقع أن يشارك مئات رجال الشرطة والجنود في عملية إخلاء 40 مبنى و 50 عائلة. وكما ذُكر آنفًا، ستُخلي قوات شرطة إسرائيل عمونا. وستشارك قوات الجيش في الدوائر الخارجية من عمونا وستشرف على الإخلاء.

بيوت بؤرة "عمونا" الإستيطانية (Miriam Alster/Flash90)
بيوت بؤرة “عمونا” الإستيطانية (Miriam Alster/Flash90)

يخشى الجيش الإسرائيلي من التعرض لانتقادات ثاقبة بسبب مشاركته في عملية الإخلاء. هناك حاجة إلى مشاركة الجيش لأن لواء قيادة المركز وقائد الكتيبة سيشرفان على عملية الإخلاء، بصفتهما مسؤولين عن المنطقة.

مصدر الخوف الأساسي هو من نشطاء اليمين المتطرّف وليس من سكان عامونا تحديدًا. خلافا لموقف السكان، قد تحدث مواجهات بين نشطاء اليمين المتطرف الذين سيصلون تحديدا إلى عمونا احتجاجا على الإخلاء وبين القوات الكبيرة التي ستعمل فيها.

لقد تحدث وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، عن إخلاء عمونا معربا أن “لا حاجة إلى إقحام الجيش في السياسة، فهو ينفذ الأوامر فقط. فالحكومة هي التي تتخذ القرارات”. لا يرغب الجيش في تدهور العلاقات بينه وبين المستوطِنين، كما حدث بعد عملية الانفصال عن بلدات التفافي غزة، في صيف 2005، وإخلاء عمونا في السابق.

اقرأوا المزيد: 236 كلمة
عرض أقل
"عمونا".. الملف الكامل (Yonatan Sindel/Flash90)
"عمونا".. الملف الكامل (Yonatan Sindel/Flash90)

“عمونا”.. الملف الكامل

كم مرة تم إخلاء البؤرة الاستيطانية عمونا؟ من هم الإسرائيليون الذين يكافحون لإخلائها؟ ومن يخطط لنصب كمين للقوى الأمنية الإسرائيلية التي ستُنفذ أمر الإخلاء؟

أين تقع البؤرة الاستيطانية عمونا؟

تقع عمونا شمال شرق رام الله، وهي مجاورة لمستوطنة “عوفرا”.

هل تم هدم بيوت عمونا في الماضي فعليا؟

نعم، مرتين. عام 2006 هدمت القوى الأمنية الإسرائيلية 9 منازل في عمونا. وفي ذلك الوقت تصدى آلاف المتظاهرين الذين تحصّنوا في المكان لإحباط عملية إخلاء البؤرة الاستيطانية وهدمها، وتطوّرت مواجهات عنيفة بين المستوطنين والجنود. عام 2013 تم هدم منزل آخر في عمونا، بناء على قرار المحكمة الإسرائيلية لأنه تم بناؤه على أرض فلسطينية خاصة.

موعد إخلاء عمونا القادم هو 25 كانون الأول هذا العام، أي بعد شهر.

بيوت بؤرة "عمونا" الإستيطانية (Miriam Alster/Flash90)
بيوت بؤرة “عمونا” الإستيطانية (Miriam Alster/Flash90)

من هم الأشخاص الذين يقطنون في عمونا؟

جاء أوائل المستوطنين إلى عمونا من المستوطنة اليهودية عوفرا، الواقعة على مسافة كيلومتر منها. وتعيش في عمونا اليوم 40 أسرة، وأكثر من 200 طفل. يشمل سكان البلدة مزارعين، نجارين، معلّمين، طلاب جامعيين، وأصحاب مهن حرة. أعلن سكان عمونا أنّهم لا يعتزمون إخلاء المكان طوعا.

ما الفرق بين البؤرة الاستيطانية والمستوطنة؟

تفرق إسرائيل بين المستوطنات القديمة و “الممأسسة” التي حصلت على تصريح أو اعتراف من الحكومة الإسرائيلية، وبين البؤرة الاستيطانية التي هي مستوطنة لا تعترف بها الدولة كمستوطنة قانونية لاعتبارات مختلفة، ولذلك يأمر القانون الإسرائيلي بأنّ على القوى الأمنية إخلاء أجزاء منها أو كلها.

وفقا لـ”تقرير البؤر الاستيطانية” الذي قُدّم إلى الحكومة الإسرائيلية عام 2005، هناك أربعة معايير، إذا لم تستوفها المستوطنة، ستُعتبر بؤرة استيطانية غير قانونية في نظر دولة إسرائيل. المعيار الذي أمرت المحكمة الإسرائيلية بناء عليه بهدم البؤرة الاستيطانية عمونا، هو أنّ أراضيها ليست مملوكة لدولة إسرائيل وغير مسجلة باسم يهود، وإنما مسجّلة كملكيّة خاصة بالفلسطينيين، ولذلك لا يمكن اعتبارها قانونية وفقا للقانون الإسرائيلي.

شاب يهودي يعمل في الحقول في بؤرة "عمونا" الإستيطانية (Hadas Parush/FLASH90)
شاب يهودي يعمل في الحقول في بؤرة “عمونا” الإستيطانية (Hadas Parush/FLASH90)

من يعمل لتسوية أمر عمونا؟

في البرلمان الإسرائيلي يعزز أعضاء كنيست ووزراء من حزبَي “البيت اليهودي” و “الليكود” قانون تسوية الاستيطان، والذي بادروا إليه بهدف إحباط إخلاء عمونا، والإخلاءات المستقبلية لبؤر استيطانية ذات مكانة قانونية مشابهة.

من يعمل ضدّ تسوية أمر عمونا؟

منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها المنظمتان الإسرائيليتان “بتسيلم” و “يش دين”، أعضاء كنيست إسرائيليون من المعارضة، وحكم المحكم العليا.

ما هو موقف المحكمة الإسرائيلية بخصوص إخلاء عمونا؟

قبل عامين قررت المحكمة الإسرائيلية العُليا، أنّه سيتم إخلاء عمونا حتى 25 كانون الأول 2016. منذ ذلك الحين قدّمت الدولة عدة طلبات، لتأجيل موعد الإخلاء، ولكن رفضت المحكمة قبولها وظل موعد الإخلاء دون تغيير. في الأسبوع الماضي قُدّم طلب آخر لتأجيل موعد الإخلاء. ولكن رفضت القاضية، مريام ناؤور، طلب التأجيل أيضا وكتبت في توضيحها: “علينا أن نحذر لئلا تصبح المواعيد التي حُدّدت في الحُكم توصية فقط”.

إخلاء بؤرة "عمونا" الإستيطانية عام 2006 (Yossi Zamir/Flash90)
إخلاء بؤرة “عمونا” الإستيطانية عام 2006 (Yossi Zamir/Flash90)

كيف وُلد قانون تسوية الاستيطان، وهل سيلغي إخلاء عمونا؟

عزّز حزبا اليمين “البيت اليهودي” و “الليكود” في الأشهر الأخيرة “قانون تسوية الاستيطان” الذي هدفه الرئيسي هو تسوية مكانة عمونا ومنع إخلائها. عندما تبيّن أن قرار المحكمة لإخلاء البؤرة الاستيطانية غير قابل للإلغاء أو التأجيل، استمر أعضاء الكنيست في تعزيز القانون مع علمهم أن عمونا سيتم إخلاؤها على أية حال، بهدف منع الإخلاءات المستقبلية لبؤر استيطانية أخرى في الضفة الغربية، ذات مكانة قانونية مشابهة.

أعرب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية عن معارضته لقانون تسوية الاستيطان، وكتب أنّ “مشروع القانون يسمح بمصادرة ملكيّات خاصة بخلاف قواعد القانون الإسرائيلية، وبشكل لا يتفق مع التزامات دولة إسرائيل أمام المحكمة الدولية”.

ماذا سيحدث يوم الإخلاء؟

وفقا للتقديرات، سيصل آلاف مؤيدي الإستيطان الذين يعارضون الإخلاء، إلى منطقة عمونا يوم الإخلاء. وكما يبدو ستسدّ الشرطة والجيش الشوارع في وقت سابق، ولكن الشبان الذين يتجهّزون من أجل النضال، لن يؤثر ذلك فيهم. يهدف عناصر “مجموعة النضال من أجل عمونا” إلى زيادة الصعوبة على قوات إنفاذ القانون لتنفيذ عملية الإخلاء بأية طريقة يمكنهم التفكير بها. بحسب كلامهم، فهم يعتزمون إحاطة كل مبنى في عمونا بسلسلة بشرية.

إخلاء بؤرة "عمونا" الإستيطانية عام 2006 (Nati Shohat/Flash90)
إخلاء بؤرة “عمونا” الإستيطانية عام 2006 (Nati Shohat/Flash90)

ماذا يحدث الآن؟ التطورات الأخيرة

اليوم (18.12.16)، قبل أسبوع من الموعد الأخير من إخلاء بؤرة عمونا وفي أعقاب القلق الفعلي من الإخلاء العنيف والمواجهات الصعبة بين الشرطة ومعارضي عملية الإخلاء، وضع رئيس الحكومة ورئيس البيت اليهودي مخططا جديدا، يقضي أن العائلات الأربع والعشرين التي ستُهدم منازلها في عمونا بموجب قرار المحكمة الإسرائيلية، ستغادرها بمحض إرادتها، وسيسكن أفرادها مجددا في قطعة أرض قريبة من عمونا، ليست أرض فلسطينية خاصة بموجب القانون بل أرض “أملاك الغائبين”.

عارض سكان عمونا المخطط في البداية، لأن الأرض البديلة المقترَحة قد تتغير مكانتها القانونية وتصبح أرض فلسطينية خاصة أيضا، وهم قلقون من إخلائهم للمرة الرابعة. ولكن في النهاية وافق السكان على  الاقتراح، بأغلبية 45 مؤيدا و 29 معارضا. في المقابل، وافق السكان  على إيقاف الاحتجاج على عملية الإخلاء، ولكن حذروا “أنه في حال لم تلتزم الدولة بأقوالها فلن يترددوا في استئناف الاحتجاجات بقوة أكبر حفاظا على مستوطنتهم وأرض إسرائيل الكبرى”.

في أعقاب الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ستُقدِّم الدولة طلبا إلى المحكمة لإرجاء إخلاء البورة لمدة 30 يوما. في المقابل، سيتم إعداد قطعة الأرض المجاورة التي تُدعى “القطعة 38” والتي من المفترض أن يصل إليها سكان عمونا عند إخلائهم منها.

اقرأوا المزيد: 723 كلمة
عرض أقل