التقيتُ يهودا غليك في المدينة القديمة في القدس، ومشينا معا لإلقاء نظرة على الحرم القدسي الشريف – وهو المكان الذي يكرس له غليك جلّ اهتمامه، وقد تعرض للموت بسببه. في تاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أطلق فلسطيني من القدس الشرقية النار على غليك “انتقاما” على نشاطه في المكان المُقدّس. أصيب غليك بجروح بالغة، لكن الأطبّاء نجحوا في إنقاذ حياته. واليوم بعد أن اجتاز مرحلة طويلة من التعافي، أصبح يشغل منصب عضو كنيست من قِبَل حزب “ليكود”، الحِزب الحاكم في إسرائيل.
وفي طريقنا إلى حائط البُراق (حائط المبكى بتسميته اليهودية) والحيّ اليهودي، بينما كنا نتحدث، مرّرنا عبر سوق في الحيّ الإسلامي. لم تكن هذه خطوة سهلة أبدا. فقد أحاط بنا 8 حراس يحملون سلاحا مشهورا على طول الطريق. منذ محاولة اغتيال غليك، لا يمكن الاستهانة بالتهديدات الموجهة إليه للقضاء عليه.
ولكن غليك لا يخاف. فهو يتجوّل دون أن يرتدي سترة واقية من الرصاص، ويصل إلى كل مكان تقريبًا في المدينة القديمة في القدس. “هذا جزء من الحياة، ونحن نعرف أن الكراهية تسود هنا. ولكن عدم الخضوع هو الطريقة لمواجهتها. أتوخى الحذر، وإذا دعت الحاجة إلى وجود حراسة نعمل وفق ذلك، ولكن ليس هناك أي مكان لا أصل إليه بسبب الخوف. لا يحدث ذلك إطلاقا”. يقول غليك حازما. “حوادث الطرق أيضا تعرض الشخص للخطر، فهل علينا ألا نسافر في السيارة؟”.
غليك والحراس في السوق الإسلامي في القدس القديمة (Noam Moskowitz)
إن طريق النزول باتجاه سوق القدس، المليء بالسيّاح، والمُزيّن في هذه الأيام بزينة عيد الميلاد، يعطي لمحة هامة تعرض جيدا العلاقة المثيرة للجدل بين شخصية غليك وبين القدس الشرقية. يسير غليك منتصب القامة ومبتسما، ويلوّح بيده للباعة في السوق الذين يعرفونه، ويقول لهم “صباح الخير” بالعبرية والعربية. فيجيبه بعض الباعة مبتسمين، ويردون التحية، وحتى أن جزءا منهم يصافحونه ويعانقونه بحرارة. وفي المقابل، يصمت آخرون ويتجاهلونه، ويجيبه آخرون بغضب واستخفاف: “لا تستحق سماع تحية صباح الخير! “لماذا نصبّح عليك؟” قال أحدهم. “لا بأس”، رد غليك بهدوء.
“أنت أحد اليهود الأكثر شهرة في القدس الشرقية. ولكنني آسفة لأنني أقول لك هذه الكلمات، فيبدو لي أنك الأكثر كرها أيضا”
“هذا ليس دقيقا. فكما أن هناك فارق بين ما نسمعه من السياسيين وبين ما نسمعه من الشعب، هناك فارق أيضا بين ما نسمعه في وسائل الإعلام وما نسمعه من الشعب البسيط”، يقول غليك. “أنا شخصيًّا تربطني علاقة جيدة جدا، علاقة صداقة قريبة بالكثير من الفلسطينيين، في القدس أيضًا. مثلا، كانت هناك فترة أضربتُ فيها عن الطعام، لم أكل وشربت سوائل فقط (احتجاجا على أمر حظر دخولي إلى الحرم القدسي). كان يصل إليّ بائع متجوّل في المدينة القديمة في القدس كل يوم، ويُقدّم لي شراب الرمان الطازج. صحيح أن هناك مَن يكره ويحرّض، ولكن لا أنشغل في الكراهية، وأهتم بالسلام والمحبة فقط”.
عموما، لا يعرفك الفلسطينيون، فأنت ناشط في مجالات عديدة أخرى غير نشاطك في قضية الحرم القدسي. فأنت إنساني جدا، وتعمل من أجل حقوق الإنسان، ولكن تُسمع أقوال سيئة عنك في وسائل الإعلام العربية
“في الحقيقة، في الأسبوعين الماضيَين تحديدًا وردت أخبار إيجابية عني في وسائل الإعلام العربية”
يعارض قانون المؤذن. غليك في الكنيست (Flash90/Miriam Alster)
هل تقصد قانون المؤذن؟
“نعم. يجب معرفة أن كل ما أقوم به هو بهدف الدعم وليس المعارضة. فأنا رجل سلام. كل ما أقوم به هو من مُنطلق إنساني، محبة الآخر، وعمل الخير. سواء كان الحديث يدور عن محاربة مشروع قانون المؤذن، والالتزام بأن يمارس المسلمون طقوسهم الدينية، أو أن يصلي كل اليهود بما في ذلك اليهود الإصلاحيون، في حائط المبكى (البُراق)، أو أن تُقام مسيرة المثليين في بئر السبع والقدس. وكذلك زيارة اليهود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)، وهو المكان الأكثر قداسة للشعب اليهودي”.
ومع ذلك، أنت تدعو اليهود إلى زيارة الحرم القدسي الشريف، وتكافح من أجل صلاتهم فيه. هذا يمس بنقطة دقيقة جدا
“أفهم أنني أمس بنقطة دقيقة، ولكن لا أعتقد أن زيارة اليهود في المكان الأكثر قدسية في اليهودية من شأنه إزعاج الآخرين. أوضِحُ ثانية أنني لا أعارض أحدا بل أنا أُؤيد فقط. أُؤيد أن يقوم الجميع بما هو جيد لهم ويؤمنون به”.
كرّر غليك أثناء المقابلة الرسالة الأهم لديه – من ناحيته، ينظر إلى دخول اليهود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) على أنه نشاط سلام، تقارب، وأن الصلاة لا تُلحق ضررا بأحد.
“مَن يسمع أقوالي يعرف أنني أدعم كل الوقت مَنح الحرية للأشخاص بأكبر قدر ممكن، واحترام أبناء الأديان الأخرى، المسلمين، والمسيحيين. أنا لا أكره المسلمين، ولكن أعارض العنف، سواء كان من جهة المسلمين أو اليهود”
وصلنا إلى أحد أسطح مباني المدينة القديمة التي تطل على باحة الحرم، وفي الوسط، كانت تطل قبة الصخرة المُذهّبة.
“انظري ما أجمل المنظر”، يقول غليك مشيرا إلى المسجد. “يسود فيه الهدوء. فقبل سنتين كنتِ تسمعين صراخا إلى ما لا نهاية. لقد أخرِجَت العناصر التي تحدث عنفا في الحرم الشريف فساد الهدوء (القصد هو المرابطون). بالمناسبة، العرب هم الأشخاص الأكثر سرورا من هذه الخطوة، ويقولون “شكرا، أخيرا أُبعِدَت هذه العناصر المتطرفة”. ما أجمل المنظر.
نظر غليك إلى المكان المقدس، وبات واضحا أنه منفعل. توقف للحظة عن المقابلة لتأدية الصلاة، وذرفت الدموع من عينيه عند انتهائها. “آسف”، يعتذر قائلا: “يحرك هذا المكان مشاعري”، مشيرا إلى قلبه.
حلمُكَ هو إقامة معبد القدس الثالث في هذا المكان؟
“حلمي هو أن يكون الحرم القدسي الشريف مركز صلاة ومركز سلام عالميا، مركز لكل الأديان التوحيدية. بحيث يستطيع كل من يؤمن بالله الوصول إلى هذا المكان المُقدّس وتأدية الصلاة. مكان يقرّب قلوب البشر”.
غليك وزوجته في المستشفى بعد محاولة اغتياله (صورة باذن عائلة غليك)
ولكن لماذا سيُوافق المسلمون على حلم كهذا؟ هناك المسجد لدى المسلمين، والذين يرونه كنقطة التمسك الأخيرة بالقدس تقريبا، فلماذا يتنازلون عن كونه خاصا بهم؟
“لماذا يجدر بهم التنازل؟ هل تنزهتِ في العالم؟ عندما زرتُ إسطنبول، دخلت إلى مسجد كبير وصليت صلاة العصر فيه. هذا منحني شعورا جيدا. اقترب مني إمام المسجد وقال “ما أجمل أن تصلي في المسجد”. فمن جهته المسجد معد لصلاة المسلمين. إذا أصبح هذا المكان مركزا عالميا يزوره أشخاص من كل العالم، مكانا مقدّسا للجميع، فسيتمتع الجميع به. سيصبح موقعا سياحيا للجميع، ويحترم الجميع بعضهم، وهذا أروع ما يكون. أصلي في المساجد كثيرا، زرت مسجد الأحمدية في حيفا، إمام المسجد يدعوني دائما لزيارته وينشر صوري وأنا أصلي فيه. هذا فخر لي”.
يتابع غيلك “إضافة إلى ذلك، على الإنسان أن يعترف بالتاريخ. لا شك أن هذا المكان مُقدّس بشكل أساسي لشعب إسرائيل، وكل من يؤمن بالتوارة، والمسيحيون والمسلمون يؤمنون أيضا أن هذا المكان مُقدّس. لا يمكن أن تستولي أية طائفة عليه بشكل حصري لأنها قررت أنه مُقدّس لها”.
يهودا غليك (Noam Moskowitz)
يتحدث غليك منفعلا، ومن الواضح أنه يحب هذا الموضوع. لا يبدو أن هناك من يستطيع أن يمنعه أن يفكر أن الصلاة المشتركة لليهود والمسلمين في الأقصى هي الفكرة الأفضل في العالم، والتي ستُحقق السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
هذه فكرة رائعة حقا، ولكن..
“هذا يحدث في الواقع أيضا! يزور الحرم الشريف كل يوم صباحا مئات اليهود وتسير الأمور على ما يُرام”.
أنت لا تعتقد أن هذا يشكّل خطرا؟ لا تعتقد أنه قد يؤدي إلى انتفاضة ويشعلها؟
“لا، العكس. العكس تماما! في المناطق التي لم تُقام فيها مستوطنات، دخل إليها الإرهابيون. الأماكن التي استوطنا فيها، واعتدنا على أننا أصبحنا حقيقة لا نهرب منها، يسود فيها الهدوء. لماذا يُمارس العنف؟ عندما يكون معروفا أنك تهرب… مثلا، قبل عشرين عاما افتُتحت “أنفاق حائط المبكى” (البراق) بين عامي 1996-97، حدثت أعمال شغب، وقُتِل 17 إسرائيليا و 50 فلسطينيًّا. الآن، وفق أقوالكِ، يجب إغلاق هذه الأنفاق، لأنها تشكل خطرا. ما الذي فعلوه؟ قرروا ألا يغلقوها. ماذا حدث؟ أصبحت أنفاق حائط المبكى (البراق) منطقة سياحية وساد فيها الهدوء. عندما تهرب من الإرهاب، فهذا ما يحاول الإرهاب تحقيقه، ولكن عندما تفعل العكس، فأنت توضح أن علينا أن نتجول هنا ولن يحدث شيء، وهكذا يكون الحال”.
حسنا… ما الذي لا يعرفه العرب عنك؟ القراء العرب الذين يزورون موقع “المصدر” لقراءة المقابلة عنك؟
“القراء الذين يعروفنني وفق ما يقرأونه في مواقع معادية، فبالتأكيد كل المعلومات تظهرني بصفتي “رجل حرب”. ولكن مَن يسمع أقوالي يعرف أنني أدعم كل الوقت مَنح الحرية للأشخاص بأكبر قدر ممكن، واحترام أبناء الأديان الأخرى، المسلمين، والمسيحيين. أنا لا أكره المسلمين، ولكن أعارض العنف، سواء كان من جهة المسلمين أو اليهود. أعارض كل مَن يمارس العنف. وأدعم كل من يعمل على احترام الآخرين. وهذه هي الحقيقة”.
يجب على المسلمين أيضا أن يعلموا أن الله ليس لهم وحدهم. العالم بأسره يحارب اليوم الإسلام المتطرّف. مَن عانى كثيرا من المسلمين المتطرفين هم العرب. لقد مات منذ إقامة الدولة وحتى يومنا هذا في كل حروب إسرائيل 50 ألف عربي، معظمهم من المسلمين. في تلك الفترة، في السبعينيات، مات في أنحاء العالم 11 مليون مسلم على يد المسلمين. العرب المسلمون ليسوا أعدائي. بل العكس، هم شركائي في النزاع ضد الجهات العنيفة والمتطرفة”.
هل تعتقد أننا سنعيش بسلام إلى جانب الفلسطينيين في المستقبَل القريب؟
“نحن نعيش الآن بسلام مع الفلسطينيين”
نحن نعيش بسلام بين حرب وأخرى
“لا، عُذرا. نحن نعيش بسلام. يعيش بيننا 20% من الفلسطينيين هنا في دولة إسرائيل، وجزء منهم أعضاء كنيست، مديرو مستشفيات، رؤوساء جامعات وكليات، وأطباء جراحون. مقابل العربي الذي أطلق النار صوبي، عربي آخر، طبيب جراح، أجرى عملية جراحية لي. نحن نعيش بسلام مع الفلسطينيين الذين يعيشون هنا في إسرائيل. وبالنسبة للذين يعيشون وراء الخط الأخضر، فكل ما كانت هناك مستوطنات أكثر، يسود سلام أكثر. سكان المستوطنات يعيشون بسلام مع جيرانهم. هذا صحيح، فهناك جهات معادية، وندير حربا مضنية ضدها، ولا نتعامل معها بصبر. وعلى قوات الأمن أن تحارب كل الجهات المعادية الدينية أو السياسية، كما تتعامل الشرطة مع الجريمة، وهذه الحرب مستمرة سواء كانت داخل الخط الأخضر أو خارجه. ولكن نحن نعيش بسلام. نستيقظ صباحا، نعمل، ونعيش بسلام”.
“لماذا على الفلسطينيين أن يعانوا، هل لأننا ارتكبنا خطأ وسمحنا لـ30 ألف رجل عصابات من تونس بالقدوم إلى الضفة وسميناهم السلطة الفلسطينية؟ لماذا لا يمكن أن يتمتعوا بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها السكان العرب في إسرائيل؟”
الرؤيا السياسية لغليك استثنائية في المشهد السياسي الإسرائيلي. فهو يعتقد أن على إسرائيل ضم الضفة الغربية تماما، ومَنح الفلسطينيين مساواة كاملة في الحقوق، بما في ذلك الحق أن يصوتوا في الانتخابات وأن ينتخبوا للبرلمان، تحسين البنى التحتيّة، وتحسين ظروف الحياة. هو يؤمن أن معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية معنيون بذلك، ولكنهم لن يعترفوا بذلك.
ماذا بالنسبة للطموح الوطني الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية؟ قد يقول لك فلسطيني – لماذا توجد دولة إسرائيل ولا توجد دولة فلسطينية؟
“نحن لا نعمل بهذه الطريقة. يوجد هنا دولة. دولة يهودية. كانت لدى الفلسطينيين فرص كثيرة لإقامة دولة فلسطينية ولكنهم تنازلوا عنها. وتغيّر الواقع. فالواقع الآن هو كالآتي، يعيش وراء الخط الأخضر اليوم مليون يهودي ومليوني فلسطيني. وعلينا الآن مواجهة هذا الوضع. لا أعتقد أن طرد أي من الطرفين هو عمل إنساني. علينا العيش معا. ويمكن أن نعيش معا، في الدولة اليهودية، التي تمنح حقوق كاملة لكل مواطنيها. لماذا على الفلسطينيين أن يعانوا، هل لأننا ارتكبنا خطأ وسمحنا ل30 ألف رجل عصابات من تونس بالقدوم إلى الضفة وسميناهم السلطة الفلسطينية؟ لماذا لا يمكن أن يتمتعوا بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها السكان في أم الفحم؟ لأنه عندها يريد الفلسطينون دولة خاصة بهم.
ويتابع غيلك: “هل يمكن العثور على مواطن في أم الفحم يقول إنه عندما تُقام دولة فلسطينية سيتنازل عن هويته الإسرائيلية ويحصل على هوية فلسطينية؟ هل هذا ممكن؟! “ليس ممكنا أبدا!. عندما أتحدث عن الموضوع مع الفلسطينيين، فهذا ما يريدونه، التخلص من السلطة الوطنيّة الفلسطينية، الفاسدة، التي تنهب الأموال، وتقتل الفلسطينيين، وأن تتركهم يعيشون بسلام، ويتمتعون بحقوق متساوية. لماذا عندما أكون مريضا، أستطيع السفر لنصف ساعة من منزلي حتى مستشفى سوروكا في بئر السبع، المستشفى الأكثر تقدما في العالم، وجاري الفلسطيني يسافر إلى مستشفى في الخليل، المستشفى الأكثر تأخرا في العالم. نعيش معا على نفس رقعة الأرض، لماذا لا يتمتع الفلسطينيون بالحقوق ذاتها؟”.
غليك في الكنيست (Hadas Parush/Flash90)
“يمكن أن نميّز بسهولة ما حدث هنا طيلة 70 عاما، وما حدث في الأراضي الفلسطينية في الـ 70 عاما. لقد بدأنا من الصفر قبل 70 عاما. بُنيت هنا دولة، نشأت صناعة الهايتك، الأكثر تقدما في العالم، وما زال يعيش الفلسطينيون في مخيّمات اللاجئين، لأن السياسيين الفلسطينيين معنيون بأن يبقوا فيها، وبينما نحن نطمح إلى أن يتطور الفلسطينيون، وأن يعيشوا مثل العرب الذين يعيشون في دولة إسرائيل”.
لنفترض أن هذا سيحدث، وتقرر دولة إسرائيل فرض سيادتها على كل الضفة الغربية، وتمنح الفلسطينيين حقوق متساوية. بعد مرور عشر سنوات، عشرين، أو ثلاثين، قد يتم اختيار رئيس حكومة عربي فلسطيني.
“لماذا يتم اختيار رئيس حكومة عربي؟”
لأنه ستكون أكثرية فلسطينية
“مَن يقول إنهم سيشكلون أغلبية؟ اليوم يشكل اليهود في إسرائيل والضفة الغربية 76% من السكان، مقابل 33% من الفلسطينيين. عندما تكون هذه الدولة يهودية، هناك قانون العودة الذي يتيح لكل اليهود في العالم أن يحصلوا على مواطنة إسرائيلية فور قدومهم إلى البلاد. نسبة الولادة بين اليهود والعرب في كل المنطقة اليوم شبيهة. إذا كيف ستصبح أكثرية فلسطينية؟ سيزداد عدد اليهود. لن يحدث هذا، لن تصبح أكثرية فلسطينيية، ولكن اليساريين الذين يريدون إقامة دولة فلسطينية يهددون أنه ستصبح أكثرية فلسطينية ودولة ثنائية القومية. هذا كذب”.
“عندما أتحدث مع الفلسطينيين، فهذا ما يريدونه، التخلص من السلطة الوطنيّة الفلسطينية الفاسدة، التي تنهب الأموال وتقتل الفلسطينيين، وأن تتركهم يعيشون بسلام، ويتمتعون بحقوق متساوية”
“ستكون هنا دولة يهودية، وستزداد فيها الأكثرية اليهودية. وأكثر من ذلك، يعيش اليوم عشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يتوقون إلى الانتقال إلى دبي، قطر، كندا، أي مكان يمكن أن يخطر في بالكِ. ولكن لا يُسمح لهم بذلك اليوم. أنا أؤيد أن يرحل كل إنسان إلى أي مكان يشاء في العالم ويتقدم”.
ولكن كيف يمكن أن تمنح حقّ العودة لليهود ولا تمنحه للفلسطينيين؟
“لأن هذه الدولة ستظل دولة يهودية. هذا تعريفها تمامًا. ماذا تعني بدولة اليهود؟ أقصد أن الأمم المتحدة قررت أن اليهود قادرون على القدوم إلى هذه الدولة. هذه هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم المفتوحة أمام اليهود، وتمنح حقوق كاملة لكل الأقليّات”.
في الختام، أين ترى نفسك بعد مرور 20 عاما؟
“أصعب شيء علي هو تنبؤ المستقبل”، يقول مازحًا. “أستطيع تنبؤ الماضي جيدا، أنا مؤرخ، حامل لقب ثان في علوم التاريخ، ولكن لا أستطيع أن تنبؤ المستقبل”.
أين ترغب أن تكون؟
“في دولة إسرائيل الكبرى، حيث يكون الحرم القدسي الشريف مركزا للصلاة من أجل الله، مركز صلاة لكل الشعوب، مكان يتقدم فيه المجتمَع أكثر فأكثر ويتطور، مكان يعرف الجميع أننا نعيش هنا بسلام”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني