قانون التجنيد

مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)
مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)

استقبال ملكي لشبان متدينين فارين من الخدمة العسكرية

شارك آلاف المتدينين "الحريديم" في القدس في مظاهرة حاشدة دعما واستقبالا للمتدينين المسرحين من الجيش الذين رفضوا الخدمة العسكرية.. سيارات ليموزين كانت في انتظارهم

يوم أمس (الثلاثاء)، امتلأت شوارع القدس بالحاريديين الذين استقبلوا 63 شابا متدينا بعد إطلاق سراحهم من السجن بعد انتهاء فترة محكوميتهم لأنهم رفضوا التجند والالتحاق بالجيش. وصل الفارون من الخدمة العسكرية بسيارات الليموزين إلى المدينة واستقبالهم الجمهور بالأغاني والرقص.

رفض 63 شابا التجند، وفق ما يتطلبه القانون الإسرائيلي عند بلوغهم سن 18 عاما، لأنهم فضّلوا تعلم التوراة، كما هو متبع في التيار الحاريدي الإسرائيلي. ينظر الحاريديون إلى هؤلاء الشبان كأبطال، لهذا حظيوا باستقبال حار بعد إطلاق سراحهم. كما أن الليتوانيين معروفين بنضالهم ضد التجند للخدمة العسكرية، وهم يتظاهرون ويسدون الطرقات كجزء من كفاحهم.

مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)

حمل السجناء المحررون الذين وصلوا بـ 12 سيارة ليموزين أشرطة احتفالية كُتب عليها “سجين متهم بتعلم التوراة”، وعندما وصلوا إلى القدس انتظرهم حشد كبير، هتف ورقص استقبالا لهم. جاء على لسان “لجنة إنقاذ التوراة”، التي تناضل ضد تجنيد الحاريديين في الجيش “يحترم المتدينون أبطالهم الذين ناضلوا من أجل قانون التجنيد. يقف أبطالنا الشباب ضد هذا القانون ويصرحون ‘لن نغيّر التوراة’.”

مظاهرة لدعم المتدينين المسرحين من الجيش (Revkin Fenton / Flash90)
(Revkin Fenton / Flash90)
اقرأوا المزيد: 151 كلمة
عرض أقل
مئات آلاف المتدينين اليهود يشاركون في تشييع جثمان الحاخام شتاينمان (Yonatan Sindel/Flash90)
مئات آلاف المتدينين اليهود يشاركون في تشييع جثمان الحاخام شتاينمان (Yonatan Sindel/Flash90)

حداد في العالم اليهودي لوفاة حاخام عظيم.. من يكون؟

يخيم الحزن على طوائف اليهود المتدينين في إسرائيل والعالم، خاصة طائفة الليتوانيين، جرّاء وفاة الحاخام العظيم، أهارون شتاينمان. من يكون؟ وماذا قال السياسيون الإسرائيليون عنه؟

توفي أحد كبار قادة الحاريديين في إسرائيل، الحاخام أهارون ليب شتاينمان، صباح اليوم، الثلاثاء، عن عمر يناهز 104 أعوام بعد فترة طويلة من مكوثه في المستشفى. يُعتبر شتاينمان آخر “الحاخامات العظيمين” في المجتمع الحاريدي، ومن المتوقع أن يشارك الآلاف في جنازته في بني براك اليوم.

الحاخام شتاينمان، الذي وُلِد في عام 1913 في ألمانيا وهاجر إلى إسرائيل في عام 1945، كان في السنوات الأخيرة زعيما للفصيل الليتواني في المجتمع الحاريدي، واعتُبِر السلطة العليا للحركة الليتوانية “رمز التوراة”. في الماضي، كان يرأس المدرسة الثانوية للشباب، وكان مسؤولا عن التعليم الليتواني أيضا. وعمل زعيما روحيا هاما وكان يتوجه إليه الكثيرون لاستشارته والحصول على بركاته في مختلف المسائل العامة والشخصية.

الحاخام أهارون ليب شتاينمان (Flash90/Yaakov Cohen)

الفصيل الليتواني هو مجموعة فرعية من اليهود الحاريديين، بما في ذلك الشكنازيين الذين يحافظون على تقاليد الحلقات الدينية الليتوانية. من المعروف أن الليتوانيين يعارضون الحركة الحسيدية، التي هي أيضا فصيل شكنازي من اليهود المتدينين. الليتوانيون بارزون بشكل خاص في تفانيهم لدراسة التوراة، ومن الجدير بالذكر أن عدد الرجال الذين يكرسون كل وقتهم لدراسة التوراة بين هذه المجموعة هو الأعلى في إسرائيل.

كان الحاخام شتاينمان معروفا بمواقفه الواقعية نسبيا في مختلف القضايا العامة المتعلقة بالعلاقات بين الحاريديين والمجموعات الأخرى في الجمهور الإسرائيلي ومواقف الحاريديين تجاه الحداثة. مثلا، شارك في مبادرة لتجنيد الحاريديين للخدمة في الجيش الإسرائيلي، وحتى أنه سمح بالدراسة للقب الأول للرجال المتدينين. ومع ذلك، كانت تعد وجهات نظره أحيانا متسامحة ومعتدلة جدا في نظر عناصر في الفصيل الليتواني.

مئات آلاف المتدينين اليهود يشاركون في تشييع جثمان الحاخام شتاينمان (Yonatan Sindel/Flash90)

اليوم صباحا، رثى العديد من الشخصيات العامة والسياسيين الحاخام شتاينمان. كما رثاه الرئيس رؤوفين ريفلين أيضا قائلا: “كان الحاخام الكبير شتاينمان زعيما تحمل كامل عبء ومسؤولية الشعب اليهودي. على الرغم من وجهات نظره الحازمة، كان قادرا على نقل رسائله بطريقة لطيفة، وإهداء تبريكاته مع خالص الحب لكل يهودي”.

كتب وزير التربية، نفتالي بينيت: “الحاخام أهارون يهودا ليب شتاينمان هو فقيه، حاخام، ومرشد. لقد خسر الشعب الإسرائيلي زعيما مثاليا عمل بإخلاص كبير، اهتم بعالم التوراة، تجنب الخلافات، وقدم الكثير من المحبة للشعب اليهودي. ليتبارك ذكره”.

الحاخام شتاينمان (Yaakov Naumi/Flash90)
الحاخام أهارون ليب شتاينمان (Flash90/Yaakov Cohen)

كتب رئيس المعارضة إسحاق هرتسوغ: “أشارك الجمهور الكبير الذي فقد زعيم الجمهور الليتواني المتدين، الحاخام الكبير الراحل يهودا ليب شتاينمان، طيب الذكر. قاد الحاخام العديد من الثورات، وسنتذكر مواقفه الشجاعة من أجل انخراط الجمهور ووحدته.‎ ‎ليتبارك ذكره”.

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)
المتظاهر اليهودي وهو يتدحرج بعد أن أنزل عليه وابل من المياه الكريهة (Flash90)

فيديو رائج.. شابة محجبة تطرح أرضا خلال مظاهرة في القدس

منذ الساعات القليلة الأخيرة، يغرق النت مقطع فيديو لرجل يرتدي ملابس سوداء يسقط أرضا من مياه الشرطة خلال تفريق مظاهرة في القدس

لا شك أن من تصفح في الساعات الأخيرة شبكتيّ التواصل الاجتماعيتين الشعبيتين، الفيس بوك أو الإنستجرام قد شاهد مقطع الفيديو التالي.

يظهر في الفيديو رجل يرتدي ملابس سوداء ويقع أرضا بعد تعرضه لوابل من المياه الملونة باللونين الأخضر والفيروزي. وقد نجح الوابل الثقيل الذي أطلِق باتجاه الرجل في إسقاطه أرضا وتدحرُجه في الشارع، بينما يقف من حوله عشرات المتظاهرين وهم يرتدون ملابس سوداء.

أصبح مقطع الفيديو منتشرا في النت في العالم وحظي بعشرات آلاف المشاركات والتعليقات. التُقط هذا الفيلم ضمن مظاهرة كبيرة قام بها أمس (الأحد) شبان يهود متدينون من القدس ضد قانون يسمح للجيش بتجنيدهم قسرا.

https://www.facebook.com/uniladmag/videos/3788793217810376/

حتى قبل سنوات قليلة، لم يكن الشبان المتدينون، الذين درسوا التوراة، ملزمين قانونيا بالتجنّد في الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الاستحقاق تغير بعد تغيير القانون الذي بدأ يلزم هؤلاء الشبان بالتوقف عن دراساتهم الدينية لمدة نحو عامين من أجل التجنّد للخدمة العسكرية. عارض العديد من الحاخامات القانون وبدأ المجتمع الحاريدي المتديّن في القدس في هذه الأيام بشن نضال من خلال سد الطرقات وتعطيل الحياة اليومية العادية في المدينة.

في كل مرة يريد فيها الحاخامات وقادة المجتمع المتدين أن يتصدر الموضوع العناوين الرئيسية، يأمرون مئات الطلاب بالوصول إلى وسط القدس وسد طرق السكة الحديدية والطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة.

التقطت عدسة كاميرا الفيديو أمس (الأحد) أحد المُتظاهرين وهو يسقط أرضا من شدة وابل المياه الذي ألقي صوبه عبر حافلة خاصة بشرطة إسرائيل تهدف إلى فض المظاهرات. تحمل هذه الشاحنة آلاف اللترات من المياه الممزوجة بمادة كريهة جدا، تعمل كالمادة الذي ينشرها الظربان في الطبيعة. تكون هذه المادة الكريهة ممزوجة بالماء وعند رشها على المتظاهرين تترك رائحة كريهة، تظل حتى بعد أسبوع ورغم الاستحمام.

أصيب الكثيرون في تلك المظاهرة واعتقلت الشرطة نحو 40 شخصا بعد أن سدوا الطرقات ولم يعملوا وفق أوامر الشرطة عند فض التظاهُرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يمارس فيها أفراد الشرطة العنف تجاه المتظاهرين المتدينين. في الآونة الأخيرة، اشتكى الكثيرون من أن الشرطة تهدد المتظاهرين وتضربهم بالعصي وتركلهم دون رحمة. وبطبيعة الحال، تدعي الشرطة أن المظاهرات عادة ما تكون غير قانونية وأن العنف الذي تمارسه ضد المتظاهرين متناسب ويتم لمنع وقوع المزيد من التحريض من قبل الشباب.

اقرأوا المزيد: 333 كلمة
عرض أقل
اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)
اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)

اعتقال العشرات من اليهود المتدينين في احتجاجات ضد التجنيد

شهدت مدن عديدة في إسرائيل احتجاجات عنيفة وأعمال شغب من قبل المئات من فئة اليهود المتدينين، الحارديم، في أعقاب اعتقال شاب متدين هارب من الخدمة العسكرية، أسفرت عن إصابة رجال شرطة

08 فبراير 2017 | 10:26

شهدت مدن مركزية في إسرائيل، مساء أمس الثلاثاء، مظاهرات واحتجاجات عنيفة ليهود متدينين ضد تجنيد الشباب من طائفة “الحاريديم” (يهود متزمتون دينيا) للخدمة العسكرية. وأسفرت الاحتجاجات غير المنظمة عن اعتقال 48 شخصا، وإصابة رجال الشرطة. وانتشرت الاحتجاجات في القدس، وبيت شيمش، وبني براك، وغيرها من المدن، في أعقاب اعتقال شاب متدين هارب من الخدمة العسكرية.

وينتمي المتظاهرون إلى الجناح المقدسي الحاريدي المعارض لتجنيد الشبيبة المتدينة للخدمة العسكرية، ويقول زعماء هذا الشق إن على الشبيبة الانخراط في معاهد التعليم اليهودية “يشيفا” لدراسة الدين. وهاجم المشاركون في الاحتجاجات رجال الشرطة وقاموا بسد طرق حيوية في القدس والمدن التي شهدت مظاهرات.

اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)
اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)

وقالت الشرطة أن المئات شاركوا في المظاهرات، التي لم تكن منسقة مع السلطات الرسمية، وقام بعضهم بمهاجمة رجال الشرطة مما أدى إلى اعتقال العشرات منهم. وأضافت الشرطة أنها لن تسمح بالمساس بالأمن العام وتهديد حياة المواطنين.

وشدد مسؤولو التيار المقدسي المتطرف على أن نضالهم لم ينته لأنه يؤمنون بأن الشبيبة المتدينة مكانها في معاهد دراسة التوراة وليس الجيش والسجن”.

اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)
اعتقال العشرات من اليهود المتدينين عقب احتجاجات ضد التجنيد (Yonatan Sindel/Flash90)
اقرأوا المزيد: 154 كلمة
عرض أقل
تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية مشتركة (Flickr IDF)
تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية مشتركة (Flickr IDF)

أية مدينة في إسرائيل يشارك فيها أكبر عدد من المقاتلين؟

أية مدينة في إسرائيل يشارك فيها أكبر عدد من المقاتلين في وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وهل هناك بلدة عربية في القائمة؟

20 نوفمبر 2016 | 10:59

نشر الجيش الإسرائيلي تصنيف البلدات الرائدة من حيث التجنّد، في أوساط الرجال والنساء على حد سواء.

يخشى الجيش الإسرائيلي من معطيات التجنّد في أوساط الرجال الإسرائيليين، ومن دافعية الانضمام إلى الوحدات القتالية في أوساط الجيل الشاب.

ولكن نشر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، في نهاية الأسبوع الماضي، معطيات جديدة حول تصنيف المدن والبلدات وفق نسب التجنّد والخدمة في الجيش. تتطرق المعطيات إلى الجنود الإسرائيليين الذين وُلدوا عام 1995: تجند معظمهم في عام 2013، ومن المفترض أن ينهوا خدمتهم العسكرية (أو أنهم قد أنهوها) هذه السنة.

مقاتلة في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
مقاتلة في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)

وتدمج المعطيات بين نسبة التجنّد في أوساط كافة الشبان (%50)، الالتحاق بدورة ضباط (%25)، والتجنّد في الوحدات القتالية للرجال/ تجند ملحوظ في أوساط النساء (%25). كانت مدينة “موديعين” المدينة الرائدة في أوساط الرجال هذه السنة أيضا (وهي مدينة تقع بين القدس وتل أبيب)، وحافظت على المرتبة الأولى: كانت نسبة التجنّد فيها 89.1%‏، حيث التحق ما نسبته 12.7% شابا منها بدورة للضباط. معدل العلامة التي حصلت عليها مدينة “موديعين” هو ‏82.4%‏‎.‎

تحتل المرتبة الثانية مدينة “يهود” (تقع في مركز إسرائيل شرقي مدينة تل أبيب)، وتقدمت ست مراتب: صحيح أن نسبة التجنّد فيها كانت عالية إلا أن عدد الجنود الذين التحقوا بدورة الضباط كان منخفضا قليلا. ثم تحتل القائمة مدينة “غفعات شموئيل”، “روش هاعين”، و”نس تسيونا”، وكان معدل العلامة أكثر من %80.

كان عدد المقاتلين هو الأعلى في أوساط الشبان 56.8% في مدينة “إلعاد” (وهي مدينة في إسرائيل غالبية سكانها متدينين وطنيين ) وهي مدينة ليست معروفة كثيرا، ويليها “روش هاعين”، و”معلوت ترشيحا” (تقع في المنطقة الشمالية من إسرائيل، وتبعد نحو 20 كيلومترًا عن حدود إسرائيل مع لبنان). وتحتل مدينة “معلوت” اليهودية ومدينة “ترشيحا”، المختلطة التي يعيش فيها مسيحيون ومسلمون، المرتبتين الثانية والثالثة. “تختتم” مدينتي “موديعين” و”غفعات شموئيل” قائمة المدن الخمس الأولى.

اقرأوا المزيد: 269 كلمة
عرض أقل
يهود حريديون يتجهزون للصلاة (AFP)
يهود حريديون يتجهزون للصلاة (AFP)

10 حقائق عن الحريديين

جميع التفاصيل المثيرة للاهتمام حول المجتمع المحافِظ، المغلق والغامض الذي يؤثّر كثيرا في طابع دولة إسرائيل، رغم تحفّظه من مؤسسات الدولة

في القرن التاسع عشر مرّ اليهود في أوروبا بعملية مكثّفة من التحديث، العلمنة، والاندماج في المحيط المسيحي من حولهم. بدأت السلطات الأوروبية تفتح أمامهم فرص الاندماج في المجتمع العام، وفي أعقاب ذلك بدأ المجتمع اليهودي القديم بالانهيار. تشكّل التصوّر “الحريدي” في أوساط اليهود المتديّنين المحافظين كردّ فعل على عملية التحديث وانهيار المبنى الاجتماعي التقليدي للجاليات اليهودية في أوروبا.

مصدر التسمية “حريديون” هو في آية من الكتاب المقدس “اسمعوا كلام الرب أيها المرتعدون من كلامه” (سفر أشعياء، الأصحاح السادس والستون، 5) وإليكم بعض الخصائص والحقائق حول المجتمع الحريدي في إسرائيل اليوم:

تجهيزعروس حريدية ونقلها الى بيت زوجها (AFP)
تجهيزعروس حريدية ونقلها الى بيت زوجها (AFP)

1. إحدى القيم الرئيسية في المجتمع الحريدي هي الفصل بين الجنسين في جميع الأعمار، في النظام التعليمي بل وفي المناسبات العائلية. بالإضافة إلى ذلك من المعتاد تجنّب علاقات الصداقة بين الرجال والنساء غير المتزوجين أو أقربءا.

2. يرى المجتمع الحريدي، بالحاخامات المرجعية العليا، ليس فقط في الفتاوى والتوجيه الديني، وإنما في كل تفاصيل الحياة. أيضا فإنّ القادة العلمانيين الذين تم انتخابهم بشكل ديمقراطي وأيضا النظام القانوني الرسمي هم ذوو صلاحات أقل، في نظر الحريديين، مقارنة بالحاخامات.

رجل حريدي يدلي بصوته (Abir Sultan/Flash 90)
رجل حريدي يدلي بصوته (Abir Sultan/Flash 90)

3. معظم الرجال الحريديين لا يتجنّدون للجيش، رغم أنّ هناك قانون تجنيد إلزامي في إسرائيل لجميع المواطنين اليهود.

4. النظام التعليمي الحريدي منفصل عن النظام التعليمي الرسمي، ويتم الإشراف عليه من قبل وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية فقط بشكل جزئي، ويختلف منهاج التعليم فيه عن المنهاج الذي يتم تعليمه في المدارس الرسمية. بدلا من التعليم العالي (وبضمنه الرياضيات والإنجليزية)، يتم التركيز فيه على دراسة التوراة والدين.

حريديون يحتفلون بعيد البوريم، عيد المساخر (AFP)
حريديون يحتفلون بعيد البوريم، عيد المساخر (AFP)

5. يقاطع بعض الحريديين، ومن بينهم الكثير من الحريديين المقدسيين، الانتخابات الإسرائيلية لأسباب مبدئية. ورغم ذلك، هناك أحزاب حريدية تشارك في الانتخابات، وهي تركّز على التشريع الديني، انطلاقا من الطموح نحو التأثير في هوية دولة إسرائيل بحيث تُدار بموجب القوانين الدينية اليهودية فقط.

6. معظم الرجال الحريديين لا يعملون حتى بعد زواجهم. بدلا من ذلك يستمرون في تعلّم الدين. كنتيجة لذلك، يقع قلق كسب لقمة العيش على المرأة. وفقا للبيانات الرسمية لعام 2015، فإنّ أكثر من 70% من النساء الحريديات يعملنَ، بالمقارنة مع 45% فقط من الرجال الحاريديين.

7. معدل عدد الأطفال في الأسرة الحريدية هو 6.5. معدل المواليد في المجتمع الحريدي هو من الأعلى في العالم، ويبلغ 4%.

معدل عدد الأطفال في الأسرة الحريدية هو 6.5 (AFP)
معدل عدد الأطفال في الأسرة الحريدية هو 6.5 (AFP)

8. يتميّز اللباس الحريدي، وخصوصا للرجال، باللونين الأبيض والأسود المحافظين. بعض الحريديين يحافظون على اللباس اليهودي – الأشكنازي الذي كان شائعا في أوروبا قبل القرن الواحد والعشرين.

9. معدل الفقر في أوساط الحريديين في إسرائيل أعلى من المجتمع عموما. 57% من الأسر الحريدية تُعرَّف كفقيرة. وفي عموم المجتمع اليهودي في إسرائيل فإنّ 14% فقط يستوفون تعريف الفقر.

الحريديون (Flash90/Yonatan Sindel)
الحريديون (Flash90/Yonatan Sindel)

10.واليوم فإنّ 8% من مجموع السكان في إسرائيل يعرّفون أنفسهم كحريديين. حتى نهاية عام 2016، سيعيش في إسرائيل ما يقارب المليون حريدي. وفقا للتقديرات، إذا استمر معدّل المواليد العالي بين الحريديين في إسرائيل كما هو حاله الآن، فحتى عام 2020 سيشكّلون 17% من مجموع السكان في إسرائيل، وحتى عام 2050 سيشكّلون الغالبية في أوساط اليهود في جميع أنحاء العالم.

اقرأوا المزيد: 445 كلمة
عرض أقل
جنود في كتيبة الفهد المختلطة في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)
جنود في كتيبة الفهد المختلطة في الجيش الإسرائيلي (Flickr IDF)

مقاتلات مثل الفهود

لمحة حصرية عن كتائب القتال المختلطة في الجيش الإسرائيلي ومقابلة مع قائدة يهودية وجندية عربية تخدمان جنبا إلى جنب مع أفضل المقاتلين

تجنّدت المقاتلات الأوائل مع كتيبة “الفهد”، وهي الكتيبة المختلطة الثالثة التي أقيمت مؤخرا في الجيش الإسرائيلي، في شباط 2015. في الواقع، فقد طرأ أثناء التجنيد في شهر آب من العام ذاته ارتفاع بنسبة 60% في عدد المقاتلات مقارنة بالدورة المقابلة لها في العام الماضي – وقد وصلت دافعية التجند إلى أبعاد لم يسبق لها مثيل. ويحترم قادة الجيش الإسرائيلي دافعية البنات في الوصول إلى مناصب قتالية عالية جدّا.

انضمت كتيبة “الفهد” إلى كتيبة “الكراكال” القديمة وكتيبة “أسود الأردن” – وهناك نية لإقامة كتائب أمنية مشتركة، يخدم فيها الذكور والإناث معًا، وهو اتجاه يراه الجيش الإسرائيلي ضرورة حيوية ليصبح جيشا أكثر احترافا وتطوّرا. كتيبة الفهد مسؤولة عن الأمن المستمر للقطاع الأكثر طولا على الحدود الجنوبية الإسرائيلية، في العربة.

المساواة بين الجنسين في الأدوار القتالية في الجيش الإسرائيلي

الشابة إليشيفاع، وهي قائدة إحدى سريات كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)
الشابة إليشيفاع، وهي قائدة إحدى سريات كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)

في يوم المرأة العالمي (08.03.16)، تحديدًا، كانت هناك فرصة لفريق عمل موقع “المصدر” للتجول في إحدى سريات كتيبة الفهد في مكان ما في وسط البلاد قرب بلدة كفر قرع.

مقاتلون ومقاتلات في كتيبة الفهد المختلطة (Noam Moskowitz)
مقاتلون ومقاتلات في كتيبة الفهد المختلطة (Noam Moskowitz)

“يشكل انخراط النساء في المناصب العليا في الجيش المقاتل فرصة ذهبية. لا توجد نماذج كهذه في العالم. إنها فرصة للمساواة بين الجنسين من الجنود والجنديات. تحطم الجنديات اللواتي يخدمنَ تحت قيادتي صورا نمطية. يزيد تدربهن مع الشبان الشعور بالجدارة كثيرا”. بهذه الكلمات افتتحت معي المقابلة القائدة الشابة إليشيفاع، وهي قائدة إحدى سريات كتيبة الفهد، في هذه الأيام. شابة مبتسمة في الواحدة والعشرين من عمرها تدرك إلى أي مدى هو ثوري ذلك التغيير المفاهيمي الذي يحاول الجيش الإسرائيلي غرسه بين أوساط مقاتليه ومقاتلاته.

ترعرعت إليشيفاع في اللدّ في أسرة إسرائيلية نموذجية. عندما كانت مراهقة لم تفكر كثيرا في الخدمة العسكرية. بدأت بالتطوّع في نجمة داود الحمراء (للإسعاف الأولي) وهناك كانت تحت قيادة مرشد شاب بدأ يثير انتباهها إلى الأفكار حول معنى التجند وأهمية المساهمة العسكرية للشبان والفتيات في إسرائيل.

تواجه الفتيات صعوبة جسدية أكبر، ولكنهنّ يتمتعن بقوة فكرية ومثابر أكثر من الجنود الذكور (Noam Moskowitz)
تواجه الفتيات صعوبة جسدية أكبر، ولكنهنّ يتمتعن بقوة فكرية ومثابر أكثر من الجنود الذكور (Noam Moskowitz)
مقاتلات يتدربن على حمل واستعمال السلاح في كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)
مقاتلات يتدربن على حمل واستعمال السلاح في كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)

“لم أفكر بالصعوبة الجسدية. بالنسبة لي كان ذلك تحدّيا لأثبت أّنّ الفتيات أيضًا قادرات على الانخراط في المناصب القتالية وعدم الاكتفاء بالمناصب المكتبية المريحة في الجيش الإسرائيلي”، كما قالت إليشيفاع وهي تجري اختبارات القبول المختلفة التي يمرّ بها جنودها.

تردّدت كلمات إليشيفاع طوال الوقت في ذهني ونحن نتجوّل في ثكنة التدريبات، وأنا أتذكر في غضون ذلك أخبار هذا الأسبوع، حول ظاهرة التحرّشات الجنسية في الجيش الإسرائيلي. “ترغب النساء بالتقدم وتشعرنَ بالحاجة إلى الانخراط في الجيش باعتبارهنّ جنديات مقاتلات. تواجه الفتيات صعوبة جسدية أكبر، ولكنهنّ يتمتعن بقوة فكرية ومثابر أكثر من الجنود الذكور”.

الشابة إليشيفاع، وهي قائدة إحدى سريات كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)
الشابة إليشيفاع، وهي قائدة إحدى سريات كتيبة الفهد (Noam Moskowitz)

“كانت البداية صعبة. أذكر الليالي الطوال التي اضطُررنا فيها إلى النوم في الصحراء والتدرّب ليلا. منحتني الدورات الميدانية ودورات استخدام السلاح القدرة التي لم أحلم بها ذات مرة والآن أصبحت أشارك جنودي وجندياتي بهذه المعرفة”.

أردت أن أعرف إذا كانت تجد إليشيفاع صعوبة من وقت لآخر في كبح الجنود الشبان غير المستعدين أن تكون امرأة قائدة لهم، فأخبرتني عن جندي وجد صعوبة في قبول أوامرها كقائدة “لم يكن يعرف حقا كيف يواجه ذلك. في أحد الاختبارات الجسدية تضرر نفسيا، وذلك عندما نجحت الجنديات في التفوق عليه وهذا جعله يشعر بضرر. كانت مهمتي هي رفع معنوياته وأن أوضح له أنّه بغضّ النظر عن مَن يصدر الأوامر فعليه تنفيذها بالكامل وتقبّل حقيقة أنّ هناك نساء مقاتلات، محاربات حقيقيات مثله تماما”.

مسلمة تقاتل مثل الفهد

مقاتلات في كتيبة الفهد المختلطة (Noam Moskowitz)(Noam Moskowitz)
مقاتلات في كتيبة الفهد المختلطة (Noam Moskowitz)(Noam Moskowitz)

قدّمت لنا المقابلة التالية جندية مسلمة عربية قررت بدعم من أسرتها الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي. جلستُ مع “أ” (اسم الجندية وتفاصيلها محجوبة ومحفوظة في هيئة التحرير) في إحدى الزوايا في الثكنة وحاولتُ أن أفهم ما الذي يجعل شابة عربية، والتي لم تُكمل بعد الـ 20 عاما، أن تقرر يوما ما الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي كمقاتلة.

“نشأتُ في مدرسة يهودية في الشمال وكان يعرف أصدقائي في الصف أنّني أفكر في الخدمة العسكرية. في اليوم الأول الذي أخبرت فيه والديّ ظنّا أنّني أمزح معهما. ولاحقا أدركا أنّني جادّة جدّا فدعماني”.

قالت “أ” إن والدها توفي بعد تجنّدها وقد أثّر ذلك فيها كثيرا “توفي والدي قبل عدة أشهر وبقيت أمي وحدها، معيلة وحيدة”. سألتُ “أ” إذا لم تكن تفضّل والدتها أن تجد عملا وتساعدها في إعالة الأسرة “من الواضح أنّها كانت تفضل أن أساعدها، ولكنها تفهم أهمية قراري لإنهاء خدمتي هنا”.

كانت الطريق التي مرت بها “أ” حتى وصلت إلى كتيبة الفهد مليئة بالصعاب. ففي البداية خدمت في حرس الحدود ولكن بعدها عن منزلها وفترة خطوبتها صعّبا عليها الخدمة في تلك القوة. بعد ذلك، انتقلت “أ” إلى ثكنة سلاح الجو كسائقة شاحنة “مللتُ ولم أشعر بمتعة حقيقية، فطلبت الانتقال وبعد عدة أشهر التحقت بكتيبة الفهد”.

لا تعاني “أ” من أية مشاكل في هويتها الوطنية أو الدينية وتوضح قائلة: “أنا مسلمة ومواطنة إسرائيلية. لم يفهم أصدقائي العرب قراري في التجنّد ولكني اتخذته رغم ذلك. وقد حاول بعضهم ثنيي عن قراري، ولكني أصررت. دعمني أبي وأمي”.

في نهاية كل أسبوع تعود “أ” إلى المدينة التي تسكن فيها في الشمال وهي ترتدي زي الجيش الإسرائيلي “جيراني في الحيّ يحبّون رؤيتي وأنا عائدة ويسألون عن حالي. ويسألني بعض جيراني العرب في الحيّ كيف كانت فترة الخدمة أثناء الأسبوع. ومع الأسف ليس لدي الكثير من الصديقات العربيات. انقطعت علاقاتي مع صديقاتي لأنّه ليس لدي وقتا كافيا. انفصلت أيضا عن خطيبي وطوّرت هنا في الكتيبة علاقة مع جندي درزي تم تسريحه من الخدمة منذ وقت قصير”.

ونحن نتحدث، تذكّرت “أ” يومها الأول في مكتب التجنيد “تجنّد معي 700 جندي وكنت أنا الأنثى الوحيدة. احتقرني بعضهم ولم يفهموا كيف تنضم فتاة إليهم. ظنّوا أني أسعى لأن أكون موظفة وكانوا يسخرون من ذلك خفية. ولكن سرعان ما اكتشفوا أنّي مقاتلة وقدّروا اختياري كثيرا”.

قالت “أ” إنّها تواجه مع بقية الفتيات المقاتلات صعوبات جسدية ليست سهلة ولكن إصرارهنّ الكبير يفوق كثيرا إصرار الجنود وهذا هو الذي ينشئ الحدّ الأقصى من التوازن، والذي يسعى الجيش الإسرائيلي إلى جعله واقعا تقريبا في جميع الجبهات الأمنية.

اقرأوا المزيد: 870 كلمة
عرض أقل
المسلمون المتطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
المسلمون المتطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

مسلمون، صهاينة في الجيش الإسرائيلي

مقابلة مميّزة مع جنديين مسلمَين يخدمان في هذه الأيام في وحدات قتاليّة في الجيش الإسرائيلي. كيف يواجهان النبذ الاجتماعي وهل هما مستعدّان لرفع السلاح في وجه أبناء شعبهما في الجانب الفلسطيني

“أعتقد أن من يعرّف نفسه على أنه فلسطيني لا يمكنه أن يكون صديقي. لا أعتقد أنني فلسطيني. وأنا لا أفهم الذين يدعونني “خائنا” في قريتي. إنهم يعيشون في دولة إسرائيل التي توفر لهم كافة الخدمات الممكنة. فالحياة هنا رائعة خلافا للدول العربيّة الأخرى”.

قال هذه الكلمات شاب في الخامسة والعشرين من عمره، وهو مسلم من قرية دير الأسد، شمال إسرائيل، عندما كان يحدثني وسط الصحراء الجنوبية حول النشاط العسكري لكتيبة الاستطلاع الصحراوية، التي هو قائدها.

“أحمد” ليس جنديا درزيا أو بدويا. يعرّفني على نفسه قائلا: “أنا مسلم، إسرائيلي فخور”، ويقف فخورا مرتديا زيّ الجيش الإسرائيلي ويحمل بندقية تافور.

مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يثير تجنّد الشبان المسلمين بشكل خاص وعرب إسرائيل بشكل عام في السنوات الأخيرة جدلا قاسيًّا بين الأقلية المؤيدة وبين الغالبية المعارضة. وفقا للتقديرات، هناك نحو 1000 مسلم (غالبيتهم العظمى من الذكور) يتطوعون في الجيش الإسرائيلي اليوم، ولا سيما، أن قانون التجنّد في إسرائيل لا يلزم المسلمين. فهو ينطبق على الإسرائيليين اليهود وعلى مواطني البلاد الدروز الناطقين بالعربية.

من أجل الاطلاع على الأزمة في المجتمَع العربي في إسرائيل عن قرب، المنبثقة عن هذه القضية المثيرة للجدل سافرنا لإجراء مقابلة مع جنديَين مسلمَين يخدمان في هذه الأيام في الخدمة القتالية في الجيش الإسرائيلي. يرتكز معظم نشاط كتيبة الاستطلاع في الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة في قطاع غزة.

يقول “أحمد” إنّه في هذه الأيام يرى موجة آخذة بالازدياد من الشبان المسلمين الذين يرغبون في التطوّع في الجيش الإسرائيلي. “إنه مسار تقدّم اجتماعي فريد من نوعه. وهو واجبي المدني. أرى المزيد والمزيد من الشباب في قريتي دير الأسد ينضمون إلى الخدمة العسكرية. وأنصح الكثيرين بالتجنّد، بل إنني أطلب منهم التجنّد للألوية والكتائب القتالية وألا يكونوا جنودا في الجبهة الداخلية ويخدمون في مكاتبها بتل أبيب. وإذا كانت هناك إمكانية للاستمرار في الخدمة وتطوير مهنة عسكرية فهذا يُستحسن. لقد كنت قائدا مسؤولا عن أخي، والآن التحق ابن أخي الذي أنهى الصف العاشر بالخدمة في سلاح البحريّة في حيفا”.

مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

“أحمد” هو سليل عائلة كبيرة في قرية دير الأسد، والتي خدم جميع أبنائها الذكور في القوى الأمنية الإسرائيلية. أنهى شقيقه الذي تجنّد عام 2003 الخدمة في حرس الحدود وكان شقيقه الأصغر جنديا تحت قيادته، في نفس كتيبة الاستطلاع. “شجعنا والدي دائما على مساهمتنا في الدولة بفخر. فهو معروف جدا في القرية وفي منطقة الشمال. ورغم أنّ والدي لم يخدم في الجيش الإسرائيلي فقد حرص على أن ننضم إلى مسار مهني عسكري”.

خلال المقابلة لم يتردّد “أحمد” للحظة: كيف تردّ على من يصفك “خائنا”؟

“لا يهمني ذلك أبدا، بل على العكس، فأنا لا أفهم هؤلاء الذين لا يريدون الالتحاق بالخدمة العسكرية في دولة إسرائيل. إنها تمنحنا الكثير، وأنا مسلم فخور. وفي الوقت ذاته أنا إسرائيلي ونائب قائد في الجيش الإسرائيلي. وأكثر من ذلك، لا أفهم عرب إسرائيل الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم فلسطينيون. أنا أبتعد عنهم ولا أريد أن يكونوا أصدقائي”.

الأسدي، الذي يعتبره قادته وكل من يعرفه “جنديًّا مهووسا” (وهو وصف للمقاتلين الذين يحلمون بالجيش، يأكلون، يشربون ويتنفّسون كل ما يتعلق به)، متزوج ولديه ثلاثة أطفال بل ويخطط لتوسيع أسرته.

وبينما يتّكئ على جيب عسكري، يخبرني “أحمد” أيضًا عن يومه الأول في الجيش الإسرائيلي قائلا: “لقد خشيتُ جدّا، ولم أعرف إلى أين وصلتُ وكيف سيكون استقبالي. وكلما تقدّمتُ وانتقلتُ في مسارات القيادة المختلفة، أدركت أكثر أنّه يجب عليّ أن أخدم أكثر في الجيش وأن أطمح إلى مهنة عسكرية هنا”.

اليهود والمسلمون المتطوعون اصبحوا اخوة للسلاح في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
اليهود والمسلمون المتطوعون اصبحوا اخوة للسلاح في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

وعندما سُئل كيف كان ردّ فعل أصدقائه اليهود في الكتيبة عندما علموا أنّه مسلم متطوع في الجيش الإسرائيلي أوضح قائلا: “في البداية، كان هناك من خاف من أن يقترب مني. إذ إنه ليس من المعتاد أن يتطوّع مسلم للخدمة في الجيش الإسرائيلي. ورويدا رويدا، بدأ الأشخاص من حولي بالتعرف عليّ وأصبحنا اليوم أفضل الأصدقاء و “إخوة السلاح”.

لم يشارك “أحمد” في الحرب الأخيرة في غزة (صيف 2014) ولكنّه انضمّ إلى بعض الخلايا العسكرية بصفته الناطق باللغة العربية وذلك للبحث عن الشبان الثلاثة الذين اختُطفوا (حزيران 2014) في مدن الضفة الغربية وأوضح قائلا: “طلبوا مني في الجيش الانضمام إلى خلية بحث نفّذت اعتقالات في القرى والمدن الفلسطينية. كنت أدخل مع الجنود وأتحدث مع الفلسطينيين بالعربية، لتسهيل عملية التواصل بين الطرفين. كان يعرف الناس أنّني عربي وكانوا يكيلون لي الشتائم التي كان يُستحسن لهم أن لا يقولونها. وهتفوا نحوي “خائن”.

سألته إذا شعر بالإهانة؟ إذا كان يخشى أن يضايقوه؟

فأجابني برباطة جأش مميّزة للقادة عادة “هذا لا يهمني أبدا. جئت لتنفيذ الأوامر فحسب”.

وعدّد لي “أحمد” بعد ذلك كافة المزايا التي يتمتع بها الشبان المسلمين في الجيش الإسرائيلي قائلا: “تعلّمت هنا معنى الانضباط والقيم. ويكافئ الجيش الشبان المسلمين الذين يلتحقون به. الجنود المسلمون قادرون على شراء قطعة أرض كبيرة بأسعار مدعومة من الدولة، أسعار زهيدة حقّا. وفضلا عن المنحة المالية الكبيرة التي يحظى بها الجندي عندما ينهي ثلاث سنوات من الخدمة (اليهود والعرب على حدٍّ سواء)، يتلقى المتطوعون المسلمون في الجيش راتبا عاليا بشكل ملحوظ (إضافة نحو 1500 دولار شهريّا) طوال أشهر الخدمة الستّة الأخيرة، ولكن لا يحظى الجندي اليهودي بهذه المزايا”.

خلال التدريبات، مرّ أمامنا جندي نحيف في ميدان الرماية. توجّهنا إليه للتعرّف عليه، فاتضحت لنا قصة أكثر مفاجأة، مناقضة تماما تقريبا لقصة الأسدي.

محمد (اسمه الكامل محجوب ومحفوظ في هيئة التحرير) هو شاب (20 عاما) من إحدى أكبر المدن العربية في شمال إسرائيل والأكثر تضامنا مع النضال ضدّ تجنيد المسلمين في صفوف الجيش.

محمد جندي في الجيش الإسرائلي نبذته اسرته (Noam Moskowitz)
محمد جندي في الجيش الإسرائلي نبذته اسرته (Noam Moskowitz)

تحدث قائلا بخجل شديد: “تجنّدت قبل ثلاثة أشهر في كتيبة الاستطلاع. ما زلتُ مجنّدا حديثا”. كان من السهل أن نلاحظ أن هناك قصة عائلية صعبة وراء تجنّده للكتيبة المقاتلة. كلما تقدّمنا في حديثنا انكشفت أمامنا شهادات قاسية لعنف مرّ به محمّد عندما أخبر أصدقاءه وأسرته نيّته بالتجنّد للجيش وقال “عشية وصولي إلى مكتب التجنيد، هاجمني أبي وأخي، وبالمقابل، حاولت أمي مساعدتي ولكن دون جدوى، فطُردتُ من منزلنا، وعندها توجهت مباشرة إلى مكتب التجنيد. لقد وصلت إليه، ولم يكن لدي إلى أين أعود في نهاية الأسبوع. وجد لي الجيش الإسرائيلي حلّا مؤقّتا للعودة إلى “بيت الجندي” (وهو مؤسسة تهدف إلى تقديم مأوى للجنود الوحيدين) في حيفا”.

يواجه محمد في هذه الأيام نبذًا اجتماعيا وأسريا شديدا بشكل خاصّ ولذلك يهتم المسؤولون في الجيش به. “كان لدي حلم التجنّد في الجيش الإسرائيلي وليس هناك أي سبب لأن أتخلى عنه. هتفوا نحوي “خائن” ولكنني أشعر بالرضى في الجيش وأفكّر بسيرة مهنية عسكرية طويلة”.

هل ترغب في استعادة العلاقة مع والديك؟ لمن تشتاق أكثر من بينهما؟

“أنا مستعد لإعادة العلاقة مع والدي ولكنّهما لا يرغبان فيها، ولذلك، أشعر الآن صعوبة. أكثر ما أشتاق إليه اليوم هو الطعام التقليدي، أحن إلى طعام أمي”.

هل تفهم معنى قرارك أن تكون جنديّا قتاليّا في الجيش الإسرائيلي؟ معنى أنك ستضطر إلى قتال أبناء شعبك في الجانب الآخر، وقت صدور الأوامر…؟

“أفهم أهمية هذا القرار وما زلت متمسكا به، أنا لا أحارب الأبرياء. سأحارب الإرهابيين وسأنفّذ أوامر قائدي”.

سيستمرّ موضوع تجنيد الشبان المسلمين للجيش الإسرائيلي، والذي يخدم دولة اليهود الديمقراطية، في التطرق إلى العلاقات العربية – اليهودية في إسرائيل في السنوات القادمة ولكن بدأت تتبلور لدي بعض الاستنتاجات المهمة حول هذا الموضوع:

مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مسلمون متطوعون في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يشكل التجنّد للكثير من الشبان المسلمين، ولا سيما، الذين يعيشون في مناطق الهامش ارتقاء اجتماعيًّا ناتجا عن الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

يشكل الدعم والمكافآت الاقتصادية التي يقدّمها الجيش الإسرائيلي إلى هؤلاء الشبان أهمية كبيرة للتفكير بالتجنّد.

يذوت المزيد من الشبان المسلمين حقيقة التجنّد وهم مستعدون للتطوّع في الخدمة العسكرية.

يخدم معظم الشبان المسلمين في وحدات قتالية ولا يتخلّون عن حلم السيرة المهنية العسكرية طويلة الأمد.

تتعزز أهمية الهوية الدينية والإسرائيلية لدى قسم كبير من المسلمين الذين وُلدوا في إسرائيل على حساب ضعف الهوية الفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 1137 كلمة
عرض أقل
مسلمة تؤدي يمين الولاء للجيش الإسرائيلي إلى جانب القرآن (Channel 2)
مسلمة تؤدي يمين الولاء للجيش الإسرائيلي إلى جانب القرآن (Channel 2)

مسلمة تؤدي يمين الولاء للجيش الإسرائيلي إلى جانب القرآن

هناك نحو ألف مسلم يخدمون في الجيش الإسرائيلي، من بينهم 10 نساء مسلمات. إحداهنّ هي "ع" اضطّرت مؤخراً إلى مواجهة الجدل الذي تثيره الخدمة العسكرية

يعيش أكثر من 130 ألف عربي- مسيحي في إسرائيل، ويبلغ متوسط احتمال التجنيد السنوي لدى هذه الشريحة السكانية 1,400 متجنّد في السنة. ومع ذلك، فحتى قبل ثلاث سنوات كان يتجنّد كل عام عشرات الشبان فقط للخدمة العسكرية. وعلى ضوء الجهود المكثّفة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، جنبًا إلى جنب وبدعم كهنة الطائفة، طرأ ارتفاع على عدد المتجنّدين. تقدّر وزارة الدفاع الإسرائيلية أنّه في سنة التجنيد القريبة سيتجنّد أكثر من 200 شاب من العرب-المسيحيين في إسرائيل، وهو عدد غير مسبوق.

ولكن ماذا عن الشبان المسلمين؟ ظاهريا، يدور الحديث عن عدد قليل من الشبان المسلمين الذين يقرّرون قررا مستقلا التوجه إلى مكاتب التجنيد والانضمام أثناء التجنيد العام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي.

تتراوح المعضلة الكبرى التي يواجهها هؤلاء الشبان بين رفض المجتمع المسلم القريب منهم عند اتخاذهم قرار الالتحاق في صفوف الجيش الإسرائيلي وبين النبذ الاجتماعي وصعوبات التكيّف في الجيش.

علينا أن نتذكر أنّه في كل عام يتجنّد نحو ألف مسلم في صفوف الجيش الإسرائيلي. هذا العدد كبير بشكل خاص بسبب تجنّد البدو في الشمال والجنوب. عدد الشبان المسلمين الذين ليسوا بدوا في صفوف الجيش الإسرائيلي هو صغير نسبيا، وعدد هؤلاء الذين يخدمون في الوحدات القتاليّة أصغر من ذلك.

بثّت القناة الثانية، أمس (الاثنين)، في نشرتها الإخبارية قصة مقاتلة مسلمة عربية في الثامنة عشرة من عمرها قررت التجنّد للجيش بشكل مخالف تماما لنصيحة عائلتها الموسعة وأصدقائها.

طلبت والدة الشابة المسلمة عدم الكشف عن وجه ابنتها أمام الكاميرات خوفا من اعتداءات الجيران والمجتمع على ابنتها، ولكن الجندية، التي تم إخفاء اسمها أيضا، لم تتردّد في الإجابة عن سؤال مجرية المقابلة وقالت إنّها فخورة بأن تكون الأولى في أسرتها في الجيش الإسرائيلي وأن تؤدي دورا قتاليًّا أيضا.

أنهت “ع” منذ وقت قريب دورة تدريبية في كتيبة “بردلاس” (الفهد)، وهي كتيبة مختلطة من المقاتلين والمقاتلات. في البداية، خجلت أن تقول لأصدقائها في الدورة التدريبية أنّها عربية ولكن بعد ذلك باحت عن سرّها وفوجئ الأصدقاء من قدراتها اللغوية ورويدا رويدا بدأوا يقبلونها في الكتيبة.

وفور انتهاء الدورة، وصلت مرحلة أداء قسم اليمين للجيش الإسرائيلي، عندها أقسمت “ع” يمين الولاء للجيش الإسرائيلي بينما وُضع القرآن إلى جانب عشرات كتب التوراة، والسلاح.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
ضجة التجنيد للخدمة في الجيش الإسرائيلي (Flash90)
ضجة التجنيد للخدمة في الجيش الإسرائيلي (Flash90)

ضجة التجنيد للخدمة في الجيش الإسرائيلي: “ماذا أقول لابني الجندي”؟

الكنيست الإسرائيلي يُلغي قانون يدفع قدما تجنيد المجتمع المتديّن المتطرف للخدمة في الجيش. الوزير السابق لبيد يحتج على الخطوة: "رئيس الحكومة يبيعنا"

تُعّبر الكتل المعارضة في إسرائيل عن غضبها لإلغاء “قانون المساواة في العبء”، والذي صادق عليه الكنيست في الماضي. في تركيبة الحكومة السابقة، التي لم تكن مشاركة فيها الكتل المتديّنة المتطرفة (والمسماة في إسرائيل “الحاريديم”)، قرر الكنيست قانونا يُحدد فرض عقوبات جنائية ضد الحاريديم الذين لن يتجندوا للخدمة في الجيش الإسرائيلي. صادق الكنيست، أمس، خلال القراءة الأولى على قانون لتأجيل بدء فرض العقوبات حتى عام 2023، وهكذا من المؤكد أن العقوبات لن يتم تنفيذها أبدا.

أعرب عضو الكنيست، يائير لبيد، والذي كان وزير المالية في الحكومة السابقة ولكنه دُفع باتجاه المعارضة عقب الانتخابات، عن غضبه على القرار. وأكد لبيد طوال حياته السياسية على الحاجة إلى تجنيد كل مواطني دولة إسرائيل، المتدينين، العلمانيين، اليهود أو العرب، للخدمة في الجيش أو الخدمة المدنية.

وقال في خطاب له أمس: “ماذا أقول لابني الجندي عندما يخرج في عطلة يوم السبت؟ إن نتنياهو لا يهتم به؟ إن وزير المالية، كحلون، قد وعد أن يُحارب من أجله، ولكنه يختبئ الآن؟ إن وزير الأمن، يعلون، الضابط الأعلى المسؤول عنه، قد باعه مقابل مستندات ائتلافية ومقابل البقاء السياسي؟ كيف يجب علينا أن ننظر إلى عينيه؟ ماذا عليه أن يفهم عن دولتنا؟”.

في الأسبوع الماضي، أقام أتباع لبيد خيمة احتجاج في تل أبيب أمام مكتب وزير الأمن. قال لبيد: “إذا لم يلتحق ابني بالجيش، سيحضر أفراد الشرطة وسيعتقلونه. ولكن إذا كان هناك حزب قادر على استغلال الحكومة، لن يذهب أولاده ولن يتم اعتقالهم بل سيتابعون حياتهم العادية”. وقصد لبيد أنه تم منح إعفاء جارف للحاريديم من الخدمة في الجيش بناء على ترتيبات الأحزاب الحاريدية مع الحكومة، وفي حين أن الجمهور العلماني والمتديّن الوطني هو الذي سيتحمل عبء التجنيد للخدمة في الجيش.

اقرأوا المزيد: 258 كلمة
عرض أقل