أغلقت الشرطة أهم شارع في مركز إسرائيل خشية من الفيضانات بعد ارتفاع منسوب الماء في وادي "أليون" وقوات الإنقاذ تساعد مواطنين عالقين في البيوت والسيارات في مدن عديدة
أدت أمطار غزيرة هبطت اليوم الجمعة، وأمس الخميس، إلى فيضانات في مدن عديدة في إسرائيل، أبرزها كان فيضان وداي “أيلون” وارتفاع منسوب المياه فيه إلى حد غير مسبوق، ما دفع الشرطة إلى غلق شريان المواصلات الأهم في مركز البلاد لنحو 5 ساعات، خشية من فيضانات تهدد سلامة السائقين.
واحتل خبر إغلاق الشارع عناوين الصحف الإسرائيلية التي نقلت صورا وفيديوهات للوادي تدفق على نحو غير مسبوق. ووصفت سلطة المياه الإسرائيلية الفيضانات في أودية مركز إسرائيل بأنها الأقوى في العقد الأخير.
ولم تبق مدينة في مركز إسرائيل لم تشهد فيضانات، وفي بعض الحالات بلغت حد وصول قوات إنقاذ إلى بيوت مواطنين عالقين جرّاء الفيضانات، وسائقين عالقين في سيارتهم في فيضانات.
وخلافا للمناظر القاسية من المدن التي تضررت من الأمطار واستياء المواطنين من البنى التحتية السيئة التي تفشل كل شتاء من جديد في التعامل مع الأمطار الغزيرة، رسمت صور سقوط الثلوج على قمة جبل الشيخ الابتسامة على وجه الإسرائيليين الذين ينتظرون هذه اللحظة لزيارة الموقع.
تثير حالة الطقس غير المستقرة إرباكا في إسرائيل. فبعد أن سادت حالة طقس حارة أكثر من المعتاد في هذا الموسم، هطلت اليوم صباحا (الثلاثاء) أمطار في أنحاء إسرائيل. من المتوقع أن يهطل المزيد من الأمطار المفاجئة خلال اليوم، كما يتوقع حدوث فيضانات في وديان الجنوب وفيضانات محلية على طول الساحل.
إن هطول الأمطار في الصيف هو أمر نادر دون شك. “نحن نراقب بشكل استثنائي كتلة هوائية باردة نسبيا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهي في طريقها اليوم من شبه جزيرة البلقان مرورا بغرب تركيا”، أوضح خبير الأرصاد الجوية، تساحي فاكسمان. “إن التقاء هذه الكتلة بالبحر الساخن نسبيا ودرجات الحرارة المرتفعة التي تسود هنا يؤثر في الهواء ويكوّن غيوما تحمل أمطار”، وفق أقواله.
كما يتوقع أن تهطل في الأيام القريبة أمطار محلية وأن تسطع فيها الشمس أيضا. ولكن، يتوقع أن تصبح حالة الطقس مستقرة يوم الخميس، إذ يمكن تحضير ملابس البحر استعدادا لنهاية الأسبوع.
دُهش الإسرائيليون اليوم (الإثنين) صباحا من الطقس الشتوي بعد أن كان حارا بشكل خاص في نهاية الأسبوع الماضي. بدأت تهطل أمطار خلال الليل في مناطق مختلفة في أنحاء إسرائيل، ولكن هطلت كمية أقل منها في ساعات الصباح، حتى حدثت مفاجئة حقيقية: هبت عواصف برد شديدة في تل أبيب وأثارت فزعا لدى سكان المدينة.
ما زالت حالة الطقس غير المستقرة مستمرة منذ أسابيع في إسرائيل، وشهدت البلاد قبل بضعة أسابيع كمية رواسب استثنائية أدت إلى فيضانات خطيرة، أضرار، وحالات وفاة. إلا أنه يبدو أن خلال هذا الأسبوع سيعود الإسرائيليون إلى شواطئ البحر إذ يتوقع أن يكون الطقس حارا.
ما زالت إسرائيل اليوم صباحا (الأحد) أيضا تبحث عن سائق الشاحنة، أيمن جابر من الطيبة، الذي جرفته مياه الفيضانات قبل يومين في وادي تسين في جنوب إسرائيل. انقلبت شاحنة جابر، ابن 48 عاما، في ساعات منتصف الليل تقريبا من يوم الخميس الماضي، ويبدو أن السيول التي غمرت الشوارع جرفته.
في ظل الشك أن جابر قد جرفته مياه الفيضانات باتجاه الأردن وافقت السلطات الأردنية على طلب إسرائيل لإدخال مروحية إلى الأردن للبحث عن جابر. شارك أمس أكثر من 100 شاب من الطيبة، قلنسوة، حورة وبلدات أخرى للبحث عن جابر. ما زالت عائلته تأمل بأن يُعثر عليه حيا، ولكن تتضاءل الاحتمالات مع مرور الوقت.
أيمن جابر
قال قريب عائلته: “زوجته وأطفاله ينتظرونه ويتمنون أن يعود بسلام. ونحن نطلب من الله أن يعود إلينا سالما. منذ غيابه نشعر بضغط كبير. يزور الكثيرون العائلة ويسألوننا عنه ولكن ليست لدينا أخبار عنه”.
قال رئيس بلدية الطيبة، المحامي شعاع منصور مصاروة: “نقف إلى جانب العائلة، ونتضرع إلى الله أن يعود إلى عائلته بسلام. منذ أن علمنا بخبر فقدانه، أتواصل مع كل الجهات المسؤولة. وأبلغ العائلة حول عمليات البحث المتواصلة. كما ويدعم طاقم البلدية العائلة ويقدم ردا مهنيا على كل القضايا التي تُطرح”.
يسود في إسرائيل اليوم الجمعة، حزن ممزوج بغضب، في أعقاب موت 9 شابات وشاب، قضوا في سيل جارف تدفق في أحد الأودية في جنوب إسرائيل بالقرب من البحر الميت، جرّاء هطول أمطار غزيرة وأجواء عاصفة فاجأت إسرائيل والمنطقة. والسؤال الملح الذي يساور العائلات ومعظم الإسرائيليين هو لماذا تم المصادقة على الرحلة رغم إنذارات الجهات المسؤولة من احتمال حدوث فيضان في الوادي بسبب الطقس؟
وبينما تشيّع العائلات أعزاءهم إلى مثاويهم الأخيرة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، مدير المدرسة التي نظمت الرحلة ومرافقين اثنين كانا مع ال25 طالبا الذين خرجوا يوم الخميس إلى الرحلة التي كانت ستستغرق 3 أيام. وتحقّق الشرطة في الراهن فيما إذا كان الموقوفون تصرفوا بتهاون مع تعليمات الشرطة والأرصاد الجوية متجاهلين التوجيهات بعدم الوصول إلى المنطقة، مما أدلى إلى الكارثة.
مراسم دفن ضحايا الفيضان (Yonatan Sindel/Flash90)
وتتصدر المواقع الإسرائيلية منذ الصباح صور الضحايا، كلهم شباب في مقتل العمر، دون ال18 سنة وقصص حياتهم القصيرة. ونشرت المواقع رسائل نصية كان بعثها الضحايا لأصدقائهم وعائلاتهم قبل حدوث الكارثة، تثير الأسى والغضب في وقت، فواحدة كتبت لعائلتها “تخيلوا لو جرفني الفيضان.. سيكون أمرا مضحكا؟”، وأخرى كتبت لعائلتها أنها تخشى أن قرار التنزه في الظروف الجوية السائدة سيء ويعرض المجموعة لخطر.
وفي حين سادت التعليقات المعزية على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب إسرائيليون أن الكارثة جرت بسبب إخفاقات الدولة مشيرين إلى وزارة التربية والتعليم التي لا تشرف على هذه الرحلات، ووزارة الدفاع التي لم تشرف كذلك على هذه الرحلة مع العلم أن المجموعة كانت في إطار رحلة تحضيرية قبل الجيش.
حفلت مواقع التواصل الإسرائيلية، أمس الأربعاء، في الوقت الذي حفلت به السماء بالأمطار، بمقاطع فيديو وصور لشوارع ومتاجر إسرائيلية في مركز إسرائيل، وهي مغمورة بالمياه جرّاء أمطار غزيرة، غير عادية، هطلت في المنطقة.
وأعرب إسرائيليون عن استيائهم من تكرار الفيضانات في الشوارع التي تدل على تقاعس السلطات في مواجهة الظروف الجوية القاسية.
https://www.youtube.com/watch?v=orOZtG1Nxp4
فكتب بعضهم أن الحكومة التي تتباهى بقوة إسرائيل العسكرية وحداثة صناعتها “تنهار” جرّاء ساعة من الأمطار الغزيرة، ومن يدفع الثمن هم المواطنون الذين يعانون من الاختناقات المرورية بعد هذه الأمطار التي تغرق الشوارع وتسدها.
https://www.facebook.com/limpelet/videos/1898884750130442/
لكن الفيضانات لم تكن من نصيب الإسرائيليين فقط، فالمتابع لتويتر المصري، يلاحظ أن الهاشتاغ الأكثر انتشارا هناك هو “التجمع_الخامس”، نسبة للأضرار التي لحقت الحي المعروف في القاهرة الجديدة جرّاء المياه الغزيرة التي غمرت الشوارع وأدت إلى حالة من الاستياء لدى المصريين مثل الإسرائيليين.
وتدل الفيديوهات والصور من البلدين على أن دول المنطقة غير مهيأة للتعامل مع ظروف جوية ماطرة بسبب بنى تحتية ضعيفة، وربما السبب يعود لكثرة الأيام الشحائح وقلة الأيام الماطرة، فلماذا الاستثمار ببنى تحتية متطورة لأيام معدودة تهطل بها الأمطار بغزارة؟
https://twitter.com/Fatma_ayman97/status/989180997458714624
الصورة من كومباوند المصراوية #التجمع_الخامس اللي انا ساكن فيه كلمني عن احساسك و انت راكن تحت بيتك تنزل تلاقي العربية اللي حيلتك بالشكل ده و فوق ده كله تلاقي واحد قليل الذوق فرحان فيك pic.twitter.com/X1tR1Pqihi
وعلى خلاف هذه الأجواء السلبية من مركز إسرائيل، تحولت صور الوديان المتدفقة بالسيول القوية في جنوب إسرائيل، إلى متعة لإسرائيليين كثيرين وصولوا إلى الأماكن الطبيعية لالتقاط المناظر غير العادية لهذه الوديان. وللأسف، لم تمر هذه السيول على خير، فقد حصدت حياة شاب بدوي غرق فيها.
إسرائيليون يراقبون السيول بالقرب من البحر الميت جراء الأمطار الغزيرة في شهر نسيان (AFP)
بالصور.. فيضانات تغمر مدينة تل أبيب جرّاء أمطار كثيفة
أمطار كثيفة تهطل في مركز إسرائيل وتغمر المدن.. حافلات وأماكن عامة تتحول إلى مسابح، وجرافات تنقذ مواطنين عالقين في الطرقات. إسرائيل غير مجهزة للتعامل مع الأمطار
سقطت هذه الليلة واليوم صباحا (الخميس) أمطار غزيرة في أنحاء إسرائيل، مصحوبة بعواصف رعدية وبرد. أدت الأمطار إلى فيضانات في تل أبيب ومدن أخرى، وإلى تعطيل حركة السير بسبب المياه في الطرقات.
هطلت الكمية الأكبر من الأمطار في تل أبيب، إذ سقط في ساعات الصباح فقط 25 مليمترا من الأمطار. بسبب الأمطار الغزيرة وصلت المياه إلى روضة أطفال في هذه المدينة وغمرتها لهذا تم إخلاء الأطفال، وعلق الكثير من السيارات في الطرقات، وشهدت حركة السير تشويشا في الطرقات المركزية. في بعض الحالات، تم إنقاذ المسافرين والمارة من الطرقات التي غمرتها المياه باستخدام الجرافات.
روضة أطفال غمرتها الفيضانات (لقطة شاشة)
من المتوقع هطول الأمطار وزيادة معدلها حتى يوم السبت، وستسقط الثلوج في جبل الشيخ وشمال إسرائيل. تشير التوقعات إلى أنه قد تهطل كميات كبيرة من الأمطار في مناطق معينة وقد تصل إلى أكثر من 100 مليمترا. باتت الشرطة الإسرائيلية مستعدة لحالة الطقس العاصفة، وهي تناشد السائقين بالقيادة الحذرة والأخذ بعين الاعتبار حالة الطقس وتجنب السفر في الطرقات ذات الفيضانات.
السيارة تحولت إلى قارب: تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو دراماتيكي، لامرأة في ال44 من عمرها، وهي تخرج بسرعة من سيارتها، من طراز بي إم دابليو، الغارقة في الفيضانات التي غمرت شوارع مدينة فالنسيا في إسبانيا. وشوهدت المرأة وهي تجلس على سقف السيارة تنتظر طواقم الإنقاذ التي وصلت إليها في نهاية المطاف وأنقذتها.
وقالت الامرأة للإعلام المحلي إنها لم تنتبه للافتات التي أشارت إلى أن الطريق مغلوق جراء الفيضانات، وأضافت أنها كانت خائفة طوال الوقت الذي انتظرت به طواقم الإنقاذ رغم أنها بدت هادئة.