لا تخرج قضية العرقية عن جدول الأعمال الأمريكي. بعد ثلاثة أيام من قرار المحكمة الأمريكية أنّ الشرطي الذي أطلق النار حتى الموت على الشاب الأسود مايكل براون في مدينة فيرغسون (ميسوري)، تستمرّ المظاهرات احتجاجًا على ذلك. ورغم أنّ مشاهد العنف التي شوهدت في المدينة في أعقاب قرار المحكمة قبل يومين قد هدأت، وكل ما تبقى هو مظاهرات هادئة نسبيّا، إلا أنّ التوتر لا يزال محسوسا تحت السطح.
أحد زعماء المظاهرات المثيرين للاهتمام، وليس الهادئ من بينهم، هو رجل يُدعى باسم المصري، من سكان مدينة فيرغسون وقد اعتُقل من قبل الشرطة بعد أن قاد الاحتجاجات في المدينة. والمصري فلسطيني أمريكي، والده من القدس ووالدته من رام الله. في مقابلة مع محطة إذاعية محلية قال إنّه عاش بين عامي 1998 – 2000 في القدس، في حيّ وادي الجوز؛ وهو مكان ولادة أبيه.
وبنظرة إلى حساب تويتر الخاص به يظهر أنّ القضية الفلسطينية تشغله كثيرا، وإنْ لم يكن مثل قضية العنف في فيرغسون والتي تقف على رأس جدول أعماله في الفترة الأخيرة.
في وصف ملفّه الشخصي كتب باسم: “تحيا فلسطين”، وفي الأيام الأخيرة يًكثر من التغريد حول أهمية الوضع الفلسطيني، وتحديث الأخبار بخصوص المواجهات بين الفلسطينيين في القدس وبين الشرطة الإسرائيلية بل والمقارنة بين الوضع في فلسطين وبين الوضع في فيرغسون.
نشر المصري قبل أيام قليلة هذه الصورة لنساء فلسطينيات رؤوسهنّ مغطّاة، وكتب: “نساء فلسطينيات يقفنَ تماما كالنساء الباسلات هنا في فيرغسون، تضامنًا بين الشعوب”!
وفي حالة أخرى، كرر المصري تغريد إحدى التغريدات لشخص كتب: “سواء كان ذلك في فيرغسون أو في فلسطين، فلتحيا المقاومة! ستكون حماس دائما أكثر نبلا من عناصر الشرطة القذرين”.

وكتب متحدث باسم “فلسطيني مجهول” لباسم في تويتر: “باسم أنت عظيم، فلتتحرّر فيرغسون ولتتحرّر فلسطين”.
ومع ذلك، فقد صرّح باسم نفسه عدّة مرات بأنّه لا يحمل مواقف عدائية تجاه اليهود. كتب في العديد من الحالات على حسابه في تويتر أن ليس جميع اليهود هم صهاينة، وأنّه يعارض الصهيونية فقط.
وقد حظي باسم هذا الأسبوع بشهرة وطنية في الولايات المتحدة في ظروف مؤسفة بشكل خاصّ، وذلك عندما تمّ تصويره وهو يبصق على شرطيّ في فيرغسون ويشتمه.
http://youtu.be/L7TcRBeGrm4
ورغم توثيق بصاقه، فقد أشار في مقابلته مع شبكة CNN الأمريكية بأنّه لم يبصق على الشرطي. وحين طُلب منه تفسير الأمر، قال باسم: “لم أبصق. هذا أسلوب للتعبير نستخدمه في العربية. هذا فقط صوت للبصقة، وهذا ليس ما قمت به في الواقع”. على أية حال، يبدو أنّ تلك المقابلة قد عزّزت الصورة العنيفة لزعيم الاحتجاج الفلسطيني من الولايات المتحدة.
http://youtu.be/NEYitZMJDq4