فرقة موسيقية

المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)
المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

“العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل

من القاع إلى القمة.. هكذا اخترقت الموسيقى الشرقية قلب "الاتجاه السائد" في إسرائيل في العقد الأخير

هذا الأسبوع، التقى مئات الشبان والبالغين، في باحة الاحتفالات “بيت آفي حاي” (BEIT AVI CHAI) في القدس في أمسية تكريما لـ “العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل. أجري الاحتفال في إطار مهرجان “سبعة” الذي احتفى بسبعة احتفالات مختلفة من العقود السبعة المختلفة للثقافة الإسرائيلية.

فرقة النور (Credit: Nikolai Busygin)

يتميز العقد الحاليّ، الذي بدأ عام 2010، بتطور الثقافة الشرقية، لا سيما الموسيقى الشرقية التي تصدرت قمة الثقافة الإسرائيلية. أصبحت “الثقافة الشرقية هامة لكل الشعب حاليا”، قال أوفير توبول، ناشط شرقي ومبادر أشرف على الاحتفال، و”تشكل الموسيقى الشرقية مثالا على ذلك. هذه الموسيقى الأكثر شعبية في إسرائيل، وهذه الشعبية ليست جديدة، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار في الثقافة الأساسية طوال سنوات”.

أوفير توبول (Credit: Nikolai Busygin)

تضمنت الأمسية المؤثرة، التي ركزت على عودة الإسرائيليين إلى الأصول الشرقية، عرضا لـ “فرقة النور” وهي فرقة موسيقية شرقيّة كلاسيكية، يعزف فيها موسيقارون يهود وعرب، مسيحيون، مسلمون، ودروز. أقام الفرقة أشخاص لديهم رؤيا، أرادوا إنعاش التقاليد الموسيقية الشرقية المشتركة لليهود والعرب في إسرائيل والعالم.

شارك في الفرقة مطربون شرقيون معروفون، وغنوا بالعبرية والعربية، ومنهم المطربة نتالي بيرتس، التي تحظى أغانيها بشعبية كبيرة بين العرب في إسرائيل، والتي تقدم عروضا موسيقية في أحيان قريبة في الأعراس والاحتفالات في القرى العربية. إضافة إلى العروض الموسيقيّة، عزفت الفرقة عندما قرأ شاعران شرقيان مجموعة من أناشيدهم المختارة.

المطربة نتالي بيرتس (Credit: Nikolai Busygin)

“قبل بضع سنوات، رافقت والدي إلى الكنيس يوم السبت”، قال المقدم أوفير توبول في مستهلّ الاحتفال، وفجأة لاحظت أني أسمع اللغة العربية في الكنيس. لقد شعرت بعلاقة بين هذه الظاهرة وظواهر مختلفة حدثت في إسرائيل في العقد الأخير، مثلا المطرب دودو تاسا، بعد سنوات كثيرة من الإنكار عاد إلى أصوله، إلى أغاني جده، داود الكويتي.” قال توبول إن دودو تاسا ومطربين إسرائيليين آخرين اهتموا بالموسيقى العربية المنسية إلى حد معين وأنعشوها مجددا.

المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

أوضح توبول أنه طوال سنوات سيطرت في إسرائيل ثقافة واحدة اعتُبِرت شرعية، وبالمقابل، هُمّشت الثقافات الأخرى. “بعد سنوات من البوتقة، التي كانت سائدة فيها ثقافة واحدة “صحيحة” في إسرائيل، عدنا إلى الأصول، إلى الأجداد”، قال متحمسا. وفق أقواله، نشأت خصائص إسرائيلية، ثقافة مفتوحة أكثر تمنح مكانا للجميع لا يتضمن مناطق هامشية ومركزية.

وحقا، في السنوات الماضية، أصبح يجري الحديث كثيرا عن الشعبية الهائلة التي حققتها الموسيقى الشرقية في إسرائيل، بعد سنوات طويلة كانت فيها هامشية. في إسرائيل في الألفية الثانية، أصبحت الموسيقى الشرقية “الاتجاه السائد” (Mainstream) والأكثر سماعا في الراديو والتلفزيون الإسرائيليين. تعرضت نصوص مطربين كثيرين عندما بدأوا يشتهرون لانتقادات لاذعة بادعاء أنها “ركيكية” وألحانها شعبية، ولكن لا يمكن تجاهل نجاح المطربين البارز في العروض الكبيرة في البلاد، أمام جمهور هائل من المشجعين الذي يحضر عروضهم ويردد كلمات أناشيدهم عن ظهر قلب.

حفلة للمطرب عومر آدم (فيسبوك)

عومر آدم، إيال غولان، وساريت حداد، وعدن بن زاكين هم جزء من الأسماء اللامعة للمطربين الشرقيين الإسرائيليين في يومنا هذا. رغم أن هذه الحقيقة لم تكن واضحة دائما، ولكن من المؤكد تماما أن الموسيقى الشرقية في يومنا هذا أصبحت جزء لا يتجزأ من الموسيقى التصويرية الإسرائيلية. لقد بات الحوار الشرقي، الذي كان في الماضي حديث المثقفين الأكاديميين ومجموعات سياسية كانت تعتبر متطرفة، معروفا في كل منزل إسرائيلي، واخترقت الثقافة الشرقية “الاتجاه السائد” مباشرة. تُخطف بطاقات عروض عمر آدم بسرعة، يحتل أبطال الثقافة الشرقيون الشاشات وأعمدة الصحف، وعملت فرقة شعر شرقية تدعى “عرس فواتيكا” (Ars poetica) جاهدة فنجحت في جعل الشعر الهامشي مشهد متألق في الثقافة الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل
من الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية" (لقطة شاشة)
من الفيلم الإسرائيلي "زيارة الفرقة الموسيقية" (لقطة شاشة)

مسرحية عن زيارة مصرية إلى إسرائيل يسطع نجمها في مسرح برودواي

حظي عرض مسرحي موسيقي أمريكي مبني على فيلم إسرائيلي اسمه "العرض الأخير" يسرد قصة "زيارة فرقة موسيقية مصرية إلى إسرائيل" بجوائز المسرح الـ 10 الأهم في العالم

في احتفال توزيع جوائز “توني” المسرحية، الذي جرى أمس (الأحد) في نيويورك، حقق المسرح الموسيقي “زيارة فرقة موسيقية”، الذي يستند إلى فيلم المخرج الإسرائيلي، عِران كوليرين، والذي تم عرضه في عام 2077، إنجازا كبيرا. فاز المسرح الموسيقي الأمريكي بعشر جوائز، ومنها جائزة المسرح الموسيقي الأفضل. هذه هي المرة الأولى التي يتنافس فيها مسرح موسيقي يستند إلى مقاطع إسرائيلية على جائزة المسرح الموسيقي الأهم في الولايات المتحدة.

المشاركون في المسرح في احتفال توزيع جوائز “توني” (AFP)

يحكي فيلم “زيارة الفرقة الموسيقية” الإسرائيلي، الذي حقق نجاحا كبيرا في إسرائيل والعالم، قصة فرقة موسيقية مصرية من الشرطة العسكرية، تتم دعوتها للعزف في مراسم تدشين مركز ثقافي عربي في مركز إسرائيل، ولكنها بسبب سوء الفهم وصلت إلى مدينة صحراوية صغيرة، وهامشية في النقب في إسرائيل. دُهِش أعضاء الفرقة عندما اكتشفوا أن ليس هناك في المدينة الصغيرة التي وصلوا إليها أية مؤسّسة ثقافية أو فنية، ولكن نشأت علاقات عميقة بعيدة عن الدين والقومية بينهم وبين المواطنين المحليين. نجح طاقم الفيلم المحبوب في الدمج بنجاح بين الممثلين اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين في إسرائيل.

من المسرح الموسيقي “زيارة الفرقة الموسيقية” (لقطة شاشة)

كما تجسد التعايش في الشرق الأوسط في صيغة المسرحية الموسيقية النيويوركية، التي سطع نجمها في الاحتفال الرسمي. فاز الممثل طوني شلهوب، لبناني الأصل، الذي يؤدي دور ضابط الفرقة الموسيقية المصرية، بجائزة أفضل ممثل. كتب نص المسرحية الموسيقية الإسرائيلي إيتمار موزيس، الذي فاز بجائزة أيضا. تعاون موزيس مع الملحن الإيراني الأمريكي اليهودي، دايفيد يزبك، الذي أعد الموسيقى التصويرية للفيلم مستخدما أنغاما خاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. فاز أريئيل ستاشل بلقب أفضل ممثل مساعد وهو ابن والدين إسرائيليين.

قال المخرج الإسرائيلي، عِران كوليرين، الذي وصل إلى نيويورك لمشاهدة الاحتفال الرسمي، بعد الفوز بالجائزة: “أشعر بالفرح لأن العمل الإبداعي الصغير والإنساني حظي بأهمية كبيرة بين الأعمال المسرحية الموسيقية الكثيرة في مسرح برودواي”.

https://www.youtube.com/watch?v=Q9t3zKc1upw

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
المشاركون في مبادرة "كولولام" (لقطة شاشة / Youtube)
المشاركون في مبادرة "كولولام" (لقطة شاشة / Youtube)

شاهدوا.. مبادرة لتوحيد الإسرائيليين عبر الغناء الجماعي

في إطار مبادرة موسيقية مميزة، التقى 2.000 إسرائيلي للغناء معا: "قد يشكل الانسجام الموسيقي انسجاما إنسانيا"

في الأسبوع الماضي، اجتمع في ميناء تل أبيب طيلة عدة ساعات ما لا يقلّ عن 2.000 إسرائيليّ، للغناء معا، في إطار مبادرة موسيقية تدعى “كولولام”. يجري الحديث عن مبادرة اجتماعيّة فريدة من نوعها، تهدف إلى أن يلتقي أشخاص من فئات اجتماعيّة مختلفة بعد أن يتوقفوا عن كل النشاطات ويغنون معا.

بادر إلى هذا المشروع المبادر الاجتماعي أور تايخر قبل نحو عام، وابتكر فكرة أن يجمع مئات الأشخاص غير الخبراء بالغناء وتعليمهم أغنية معنية خلال ساعة، ليتمتعوا بقضاء الوقت “معا” ويخوضوا تجربة مشتركة. بدأ تايخر بتجنيد أصدقائه وأقربائه، وخلال ثمانية أشهر أقام المبادرة الغنائية التي تدعى “كولولام”.

شارك في اللقاء الأول في شهر نيسان الماضي بعض مئات الإسرائيليين الفضوليين، وأصبح الكليب الذي رُفِع منتشرا في النت. في الأسبوع الماضي، أجري الاحتفال الأكبر لمشروع “كولولام” حتى الآن وشارك فيه 2.000 شخص، وُزعوا في إطار ثلاث مجموعات، وبعد أن تعلم أعضاؤها الأغنية أنشدوها بصوت عال.

قال تايخر متمحسا أثناء الاحتفال: “في وسع الانسجام الموسيقي أن يخلق انسجاما بشريا. آمل أن يتخطى هذا النجاح الغناء وأن يستخدم الأفراد هذه الطاقات الإيجابية في المصارف، الطرقات، وفي التعامل معا. عندما نكون معا، نصبح أقوياء وموحدين، لا يمكن لأحد أن يتغلب علينا”.

اقرأوا المزيد: 182 كلمة
عرض أقل
"الهجيني".. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية
"الهجيني".. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية

ألحان الصحراء البدوية – الإسرائيلية تبلغ العالمية

تعرفوا إلى فرقة "الهجيني" البدوية التي يشارك فيها مطرب وثلاثة عازفين بدو، وموسيقيان يهوديان وموسيقار عربي إسرائيلي، والتي نجحت في دمج الموسيقى البدوية القبلية مع الجاز والاشتهار عالميا

بهدف التغلب على الهدوء في الصحراء أثناء التنقل لفترات طويلة، اعتاد كبار السن في القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية على الغناء والعزف. لهذا نشأت موسيقى قبلية بدوية تدعى “الهجيني” تستند إلى آلات أصلية مثل آلة الطبلة، وآلة الأوتار الصحراوية، التي تطلق أصواتا قليلة منسجمة. نجح البدو الذي يعيشون في إسرائيل في الحفاظ على الفولكلور البدوي المميّز وهم ما زالوا يحرصون على غناء وعزف هذه الموسيقى في الحفلات التقليدية.

اكتشف مرسي بيادسة ابن 45 عاما، موسيقار عريق درس الموسيقى العربية، القوة الكامنة في معالجة الموسيقى البدوية وجعلها عالمية. “أنا من باقة الغربية، ولكني أعيش منذ 20 عاما في جنوب البلاد. انتقلت إلى الجنوب بسبب عملي في مجال الموسيقى”، قال مرسي لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

وأضاف أنه عندما انتقل للعيش في منطقة الجنوب التي يسكن فيها معظم البدو في إسرائيل، انبهر من الموسيقى البدوية. وفق المصطلحات الموسيقية تعد هذه الموسيقى بدائية، لا توفر وسائل العزف المستخدمة فيها أنغاما كثيرة، وهي موسيقى صحراوية، رائعة وبسيطة في الوقت ذاته.
ولكن سريعا، نجح مرسي في ضم فنانين موهوبين بدو، يهودا وعربا، وإقامة فرقة “الهجيني”.

“كانت الأعراس المحلية أو الحفلات التقليدية مسرحا وحيدا للفنانين البدو. فكرتُ أن علي توفير مسرح أكبر، ليتعرف الأشخاص في البلاد وخارجها على الموهوبين وعلى الموسيقى الخاصة بهم”، وفق أقواله.

"الهجيني".. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية
“الهجيني”.. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية

تشكل حقيقة جعل الموسيقى البدوية عالمية، يكون في وسع كل الآذان سماعها عملا مركّبا يتطلب قدرات تقنية.

كان لدى مرسي حلم لإدخال تغييرات على الموسيقى البدوية، وتعديلات جديدة. فنشأ فن موسيقى جديد.‎ ‎تجذب آلات الموسيقى البدوية والنغمات الصحراوية التي تطلقها اهتماما كبيرا.

وإذا حكمنا على الأمور وفق ردود فعل الجمهور في العالم في مهرجانات كبيرة في أوروبا فسنعرف ما يجذب الجمهور إلى هذه الموسيقى الصحراوية، القروية، و التقليدية.

أقيمت الفرقة الموسيقية على يد أعضائها من القرية البدوية تل السبع، قبل ثلاث سنوات وظهرت في إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، وفرنسا، وفي أنحاء إسرائيل أيضا. وكما أن الجمهور الإسرائيلي مختلط فهناك جمهور يتابع هذه الفرقة من القرى العربية والبلدات اليهودية. “عندما يشاهدنا الجمهور على خشبة المسرح، ويتعرف إلى العلاقة المميزة والانسجام بيننا، يفهم أنه يمكن العيش معا. هذه الفرقة هي أفضل دعاية لدولة إسرائيل في العالم”.

"الهجيني".. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية
“الهجيني”.. فرقة بدوية إسرائيلية تبلغ العالمية
اقرأوا المزيد: 323 كلمة
عرض أقل