جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

هل لليهود علاقة ببناء أهرامات مصر؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل، ومنها أن بناتها كانوا من اليهود الذين استعبدهم فرعون، وأخرى تشير إلى تدخل مخلوقات فضائية في عملية البناء؟ ما هي الحقيقة وماذا يقول علم الآثار عن هذه المباني؟

02 أبريل 2018 | 17:38

الفيلم الهوليودي، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
صورة المومياء في متحف إسرائيل
صورة المومياء في متحف إسرائيل

فك لغز تابوب مصري في القدس عمره 3000 سنة

بعد بحث دام عاما عثر الباحثون الإسرائيليون على هوية المومياء في تابوب مصري موجود في المتحف القومي لإسرائيل - مومياء لمطربة مصرية عمرها نحو 3000 سنة

عُرِض طيلة سنوات تابوت مومياء مصرية قديم عمره 3000 عام في متحف إسرائيل في القدس، دون معرفة هوية المومياء المدفونة داخله حتى الآن. ولكن بعد بحث عميق دام نحو سنة، نجحت الدكتورة شيرلي بن دور أفيان، أمينة معرض الأثار المصرية في المتحف في فك اللغز.

في بحث مشترك مع مديري أقسام الحفاظ على المعروضات في متحف إسرائيل، تم تحليل الكتابات الواردة على التابوت والكشف عن هوية الجثمان فيه، ليتضح من البحث أن التابوت هو لمطربة مشهورة للإله آمون، واسمها جدموت.

بشكل مفاجئ، وُجد تابوت آخر، يحمل اسما شبيها في متحف في الفاتيكان. يمكن تفسير ذلك بشكل بسيط – في القرن التاسع عشر سُرِقت توابيت مصرية كثيرة وبيعت لمن دفع مقابلها الثمن الأعلى. تم توزيع محتويات التوابيت إلى عدة أجزاء لزيادة الربح، وأصبحت في يومنا هذا منتشرة في متاحف حول العالم. لذلك يمكن العثور في يومنا هذا على أجزاء من تابوت واحد في متاحف مختلفة.

في المقال الذي نُشر اليوم في صحيفة “إسرائيل اليوم” قالت أمينة المعرض دكتور بن دور أفيان: “التقطنا صورا للتابوت بجودة عالية، وهكذا كان في وسعي تحليل الكتابات المكتوبة باللغة الهيروغليفية المصرية. فحصتُ عما يدور الحديث واكتشفتُ أن هناك تابوت آخر، على ما يبدو، للجثة ذاتها في متحف في الفاتيكان”. ستشارك أمينة المعرض وخبراء الحفاظ على القطع الأثرية هذا الأسبوع في مؤتمر في متحف الفاتيكان، وسيحاولون إجراء مقارنة بين التوابيت بهدف معرفة إذا كان الحديث يدور عن تابوت للشخصية الهامة ذاتها.

اقرأوا المزيد: 221 كلمة
عرض أقل
اللهول والأهرام المصرية (Heinz-Albers)
اللهول والأهرام المصرية (Heinz-Albers)

الألغاز المصرية التي لا ينجح العلم في فكّها

أبو الهول الذي يؤرخ له المؤرخون فترة تفوق 10.000 سنة، وقبور الفراعنة التي تحلّ لعنتها بكل من يفتحها: مصر القديمة تحوي الكثير من الأمور والنظريات الغامضة التي ينبهر بها العلم

مصر هي إحدى الدول التي ألهبت الأثريين، التاريخيين، العلماء، صانعي الأفلام وكل هواة المغامرات من قديم الزمان. تُشغل المباني القديمة الضخمة، الأسرار المخبأة تحت الأرض، الأغراض الغامضة ووفرة من النظريات عن تقنيات مفقودة وحكمة قديمة، بال أناس كثيرين حتى اليوم، خاصة أن أغلب الأمور ما زالت غير مفسّرة تفسيرًا كافيًا، مؤكدًا، وواضحًا.

في هذه الأيام يحتفل يهود العالم بالفصح، المعروف أيضا بعيد الحرية. حرية بني إسرائيل من عبودية مصر والصعوبات التي أنزلها بهم فرعون كما ذُكر في التوراة، العهد الجديد والقرآن الكريم. يبدو أنه لا وقت أفضل من هذا لنكشف لكم عن بعض الألغاز المصرية القديمة التي لم ينجح العلم في فك رموزها بعد:

الأهرام- من بناها، كيف ولماذا؟

الأهرام، من بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من بناها ؟ (AFP)

إحدى الأحجيات الكبرى المتعلقة بمصر هي طريقة بناء الأهرامات؛ إذ، لا يفصّل أي رسم هندسي أصلي كيف بُنيت، وكل تفسير هو تخمين حذر. ويقول بعض الباحثين إنه لا غموضّ يحيط بالأهرام، التي هي مجرد قبور للذكرى، عالية ومصقولة جيدًا، مبنية من حجارة ثقيلة ذات وزن ضخم، بناها ملوك مصر لأنفسهم. لكن هذا الوصف لا يشرح كيف تم الأمر، ويتجاهل الكثير من النظريات، المشكوك بها، التي تبناها الإنسان لتفسير هذه الألغاز.

اعتبرت أهرام الجيزة، الأكبر من بين الأهرامات، التي يصل ارتفاعها إلى 138 مترًا، حتى القرن 19 المبنى الأعلى عالميًّا، وأيضًا الأقدم من بين العجائب السبع، والوحيدة التي بقيت من بينها. وهي كاملة نوعًا ما. حاولنا في المقال الذي نشرناه قبل مدة قصيرة في موقعنا أن نجيب عن السؤال من بنى الأهرام، لكن يبدو أننا لن نتوصل إلى الإجابة المؤكدة أبدًا.

كانت الكلمة “هرم” مصدر التباس كبير. فالكلمة محط جدل، إذ أن النظرية الرائجة هي أنها كلمة مصرية قديمة تسربت لليونانية ومنها إلى سائر لغات العالم. وحقيقة أن ليس لها جذور في لغة أخرى أدى ذلك في الماضي إلى الادعاء أن مصدر الأهرام من عوالم خارجية، أي من كوكب آخر.

حيرة أبو الهول

أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

أبو الهول الكبير في الجيزة، هو تمثال جسمه جسم أسد ورأسه رأس إنسان، وهو المبنى الأكبر في العالم الذي نُحت من صخرة واحدة، وهو مصدر لغز كبير. مثلا، ليس واضحًا من بناه، ومتى، على شكل من بُنيَ وجههه، ولماذا استعمل، ولمَ هو ناقص الأنف؟ رغم أعمال البحث المضنية التي أجريت حول أحد المباني الأقدم والأشهر في العالم، لا يزال يكتنف الغموض الكثير من التفاصيل.

رغم أن الأمر لم يُثبت بعد، فإن التمثال مجهول الهوية ولا توجد عليه أية علامات واضحة حول من بناه ولماذا، والنظرية الأكثر رواجًا هي أن وجه أبي الهول هو ملامح وجه الفرعون خفرع، وأنه هو مَن بناه. تعتمد النظرية فقط على أن أبا الهول موضوع قُبالة هرم هذا الفرعون، الذي عاش بين السنين 2558 حتى 2532 قبل الميلاد. تفترض فرضيات أخرى أن من بنى أبا الهول هو الأخ غير الشقيق لخفرع، الذي بنى أبا الهول ليخلد ذكرى أبيه خوفو، الذي تشبه ملامحه ملامح وجه أبي الهول.

هنالك نظريات أخرى طبعًا فيما يخص تأريخ أبي الهول. فوجد العلماء في أُسسه علامات لتآكل مستمر لحجر الجير الذي صنع منه بسبب الماء. لكن منذ آلافِ السنين التي مضت لم تجر في الصحراء المصرية كمية تكفي من المياه لهذا التآكل، لذا يدّعي البعض أن أبا الهول أقدم مما يُظن، وأن عمره يقارب 10.000 سنة، حين كانت الصحراء سهولا. حسب هذا الزعم، تآكل حجر الجير الضخم من الماء، ومُذّاك صمم المصريون صورة أبي الهول، وفي عصر مصر القديمة تمّ ترميمه.

اللغز الأكبر بخصوص وجه أبي الهول هو عدم وجود أنفه؛ بل وجود وَهْدَة بعرض متر في وجه، طولها 57 مترًا، عرضها 6 أمتار، وارتفاعها حوالي 20 مترًا، في المكان الذي يجب أن يكون فيه الأنف. أثبتت النظرية القائلة إن الأنف قد كُسر ووقع بسبب قذيفة مدفع من جيش نابليون، خطأُها. وذلك بعد أن اكتُشف في رسم لأبي الهول من 1737، قبل مجيء جيش نابليون إلى مصر، أنه كان يظهر بلا أنفه. إحدى النظريات الأخرى أن رئيس فرقة صوفية متشدد، الشيخ الظاهر، هو المسؤول عمّا حدث من تنكيل بأنف أبي الهول وسقوطه؛ بعد أن رأى فلاحين مسلمين محليين يسجدون لأبي الهول.

لعنة الفراعنة

توت عنخ أمون (AFP)
توت عنخ أمون (AFP)

أحد الألغاز الكبيرة لمصر هو التساؤل عن وجود “لعنة الفراعنة”- لعنة قديمة ألقى بها كهان الدين المصري حينَ وضعوا فرعون في قبره، حسبها من يفتح قبر أحد الفراعنة سيصاب بأذى.

سنة 1922، اكتشف الأثريون البريطانيون قبر توت عنخ آمون، وهو فرعون مَلَكَ مصر القديمة بين السنوات 1324 حتى 1333 قبل الميلاد، في وادي الملوك. هذا هو القبر الملكي الوحيد الذي اكتُشف كاملا، وسُرق مرتين فقط قبل إغلاقه، بحيث وُجدت فيه على الرغم من السرقة أغراض وكنوز ثمينة كثيرة. كان هذا قسم من الآثار الباقية الأكثر غرابة التي اكتشِفت من أيام مصر القديمة. لكن حسب إشاعة غير مؤكدة، وُجدت في القبر لوحة محفور عليها تحذير: “سيحلّ الموت بكل من يحاول أن يشوّش سكينة الفرعون”.

التصديق “بلعنة توت عنخ آمون” نشأ بعد سلسلة من الوفيّات غير الطبيعية التي حلّت بكثير ممن فتحوا القبر وكشفوه. هكذا مات جورج هربرت، مموّل البعثة، واللورد كيرنبورن، منشئ البعثة، بعد ذلك بأقل من نصف سنة. حدثت وفيّات غامضة أخرى لأناس لهم علاقة بالاكتشاف الأثري بعد ذلك بسنوات لاحقة، وذكر ما يبلغ 22 وفاة في سبع سنوات. لكنّ التصديق باللعنة ازداد قوة.

طبعًا، ذكرت بعض التفسيرات الممكنة لظاهرة الوفيّات الغامضة: مثلا، تطوّر بعض الجراثيم أو الفطريات القاتلة في القبور الخانقة. طُرحت الفرضية أن فطريات العث وُضعت عمدًا في القبور كي يعاقبوا اللصوص. وأشارت بعض العينات الهوائية التي أخِذت من قبو مغلق من خلال ثقب إلى مستويات عالية من غازات سامة.

بطريقة أو بأخرى، ما زالت النصب التذكارية لمصر القديمة تزوّد وفرة من الأسئلة والألغاز التاريخية الكثيرة، وتتيح أيضًا صناعة الأفلام الخيالية لهوليوود وصناعة السياحة المصرية، لكن إجابات كثيرة لمّا تُجدْ بعد، مما يثبت أن العلم ليس دائمًا قادرًا على تزويد الإجابات القاطعة لتُفسير ظواهر غير بشرية.

اقرأوا المزيد: 874 كلمة
عرض أقل
أحمس الأول قائد الجيش المصري يحارب الهكسوس عام 1700 ق.م.
أحمس الأول قائد الجيش المصري يحارب الهكسوس عام 1700 ق.م.

الضربات العشر على مصر.. التفسير العلمي

ضربة الضفدع هي نتيجة لنموّ الطحالب في المياه، ضربة الجراد هي ظاهرة شائعة في أيامنا أيضًا، وضربة الظلام نبعت من انفجار بركاني أو كسوف شمسي. ولكن كيف يمكن تفسير موت البكور في مصر؟

13 أبريل 2017 | 11:53

في كل عام في عيد الفصح يكرر اليهود حكاية الضربات العشر التي لحقت بالشعب المصري والتحدث عن فرعون، لكونه قد رفض إطلاق سراح بني إسرائيل للحرية: الدم، الضفادع، القمل، الذباب، الطاعون، الدمامل، إنزال البرد والنار، الجراد، الظلام، وموت الأطفال البكور. التفسير المقبول هو بطبيعة الحال أنّ إله شعب إسرائيل قد عاقب فرعون على عناده وقلبه الشرير، ورقّق قلبه حتى وافق على طلب موسى في إطلاق حرية الإسرائيليين.

ولكن يحاول العلماء في السنوات الأخيرة البحث في قصة الضربات العشر من الجانب العلمي، وتقديم تفسيرات تُظهر أنّ تلك الضربات العشر لم تكن فقط معجزات إلهية، وإنما أيضًا ظواهر طبيعية منطقية، والتي يمكن تفسيرها من خلال العلوم الطبيعية الحديثة.

قبل بضع سنوات نشرت الصحيفة البريطانيّة “التليغراف” بحثا حول الجانب العلمي للضربات العشر. بحسب العلماء الذين ذُكروا في المقال، فإنّ عهد رمسيس الثاني جاء تماما في فترة من التبدّلات المناخية المتطرّفة التي ضربت دلتا النيل؛ من طقس رطب وحار تحوّل إلى طقس جاف.

وفقا لتقديرات بعض الباحثين، فإنّ هذا التغيير الحادّ كان هو الخلفية لتفشّي الضربات العشر.

تحويل مياه النيل إلى دم (James Tissot)
تحويل مياه النيل إلى دم (James Tissot)

الدم: وفقا للتقاليد اليهودية، حدثت الضربة الأولى عندما تحوّلت كل مياه النيل إلى دم. ولكن وفقا للتفسير العلمي، يبدو أنّها كانت ظاهرة من الطحالب الحمراء، لوّنت مياه النيل بالأحمر، وأذهلت المصريين كثيرا. هناك عدّة أحداث معروفة في التاريخ ظهرت فيها هذه الظاهرة في مصادر مياه طبيعية.

الضفادع: ظهور موجة الضفادع في جميع أنحاء مصر يمكن تفسيرها بواسطة الظاهرة السابقة؛ الطحالب الحمراء غيّرت التوازن البيئي في النيل، وقتلت الأسماك التي سبحت فيه. سمح موت الأسماك بالتكاثر السريع للضفادع، والتي تكاثرت دون حدود.

القمل: القمل هو ظاهرة شائعة حتى اليوم، وليس فقط في مصر. يبدو أنّ وباء الضفادع جلب وراءه وباءً من القمل، الذي تغذّى على جثث الضفادع التي طفت على نهر النيل. ولكن على أية حال، لا يبدو أن القمل كان ظاهرة نادرة في مصر في ذلك العهد.

الذباب: تكونت ضربة الذباب من حشرات عديدة، والتي كما يبدو تغذّت على جثث الضفادع الميتة والأسماك، والطحالب التي ملأت النيل.

الطاعون: كان وباء الطاعون هو أيضًا شائعًا، وكان يتفشّى بواسطة الجرذان، وخصوصا في أوروبا. ومن المحتمل جدّا أن تكون الحشرات الكثيرة التي جاءت إلى مصر في تلك المرحلة، هي التي نقلت مرض الطاعون الذي أدى إلى الموت الجماعي لحيوانات المزارع. أيضًا الضربة السادسة، الدمامل، وهي مرض جلدي مقترن بالجذام، نُقل كما يبدو عن طريق حشرات حملت هذا المرض.

أما الضربات التالية فيمكن تفسيرها، وفقا للباحثين، من خلال حدث واحد، وهو انفجار جبل بركاني حدث في إحدى المناطق المجاورة لمصر، كما يبدو في إحدى جزر اليونان.

إنزال البرد والنار: أثبت العلماء أنّ المناطق التي حدث فيها انفجار بركاني شديد تكون عرضة لتشكّل عواصف رعدية شديدة. وهكذا، فيبدو أنّ الانفجار البركاني قد أدى إلى ظروف جوّية قاسية، والتي انعكست – من بين أمور أخرى – في الهطول البرد الكثيف الذي دمّر حقول الحبوب في مصر. أما بالنسبة إلى إنزال النار فهو لا يزال غامض.

إنزال البرد والنار (Martin John)
إنزال البرد والنار (Martin John)

الجراد: لا تزال ضربة الجراد شائعة في العالم، وفي الشرق الأوسط أيضًا. في شهر آذار عام 2013، حطّت أسراب من الجراد في السودان، مصر وإسرائيل. وقد تكون ضربة الجراد أيضًا نتيجة للتغييرات المناخية المتطرّفة التي حدثت جرّاء الانفجار البركاني، أو نتيجة هطول البرَد؛ فإنّ الهطول الكثيف للأمطار يمكن أن يؤدي بدوره إلى نموّ أسراب الجراد.

الظلام: الهبوط التامّ للظلام على وجه المنطقة لفترة مستمرّة هو ظاهرة من الصعب تفسيرها، ولكن يمكن ربطها هي أيضًا بالانفجار البركاني، حيث من المعروف أنّ تراكم الرماد البركاني في الهواء قد يتسبّب بالظلام، كما حدث بالفعل أيضًا في السنوات الماضية. هناك تفسير آخر كثيرًا ما يُطرح في هذا السياق وهو كسوف شمسي طويل حدث في مصر.

موت الأطفال البكور: وهذه هي الضربة الأكثر صعوبة للتفسير من بين جميع ضربات مصر. وفقا للقصة، فإنّ جميع الأبناء البكور لأسر مصر ماتوا في ليلة واحدة، بينما نجا أبناء اليهود. تحكي التوراة أنّ الله بنفسه انتقل من باب إلى باب، وذبح أبناء المصريين. وقد نجا اليهود لأنّهم حفظوا وصايا الله بأن يضعوا علامة على أبواب بيوتهم بدماء حمَل ضحّوا به لله.

موت الأطفال البكور (Charles Sprague Pearce)
موت الأطفال البكور (Charles Sprague Pearce)

ولكن ما تفسير هذه الضربة؟ يقول العلماء إنّه من الممكن أن أطفال مصر قد ماتوا لأنّهم تناولوا حبوبا ملوّثة، والتي امتلأت بالعفن بعد ضربة الطاعون والجراد. ويقول آخرون إنّ المصريين أنفسهم كانوا هم من قتل أبناءهم البكور وضحّوا بهم لإلههم، لأنّهم اعتقدوا بأنّه هكذا فقط سينجون من الشرور التي حلّت بهم.

ولكن للتلخيص، علينا أن نسأل إذا ما كانت هناك جدوى أصلا لمحاولة الشرح وإيجاد تفسير علمي لهذه القصة القديمة. فإنّ أحد المبادئ المهمّة في عيد الفصح هو الاحتفال بالمعجزة الإلهية في تحرير بني إسرائيل من العبودية. بيت القصيد من هذا العيد هو التأكيد على الحجم الكبير للمعجزة الإلهية التي حدثت لشعب إسرائيل، وتظهر هذه المعجزة مرارا وتكرارا في الكتاب المقدّس عندما يقدّم الله نفسه بالكلمات “أَنَا ٱللهُ رَبُّكَ الَّذِي أَخْرَجْتُكَ مِنْ بَلَدِ مِصْرَ مِنْ بِيتِ عُبُودِيَّةِ لاَ يَكُنْ لَكَ مَعْبُود آخْر مِن دُونِي”.

اقرأوا المزيد: 741 كلمة
عرض أقل
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
جانب من الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

هل لليهود علاقة ببناء أهرامات مصر؟

ارتبطت أساطير عديدة بالمباني الرائعة في بلاد النيل، ومنها أن بناتها كانوا من اليهود الذين استعبدهم فرعون، وأخرى تشير إلى تدخل مخلوقات فضائية في عملية البناء؟ ما هي الحقيقة وماذا يقول علم الآثار عن هذه المباني؟

12 أبريل 2017 | 10:31

الفيلم الهوليودي، “الخروج.. آلهة وملوك”، للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والذي انتج بميزانية ضخمة، يروي قصة خروج الشعب الإسرائيلي من مصر زمن الفراعنة، ويطرَح مجدّدًا السؤال المرتبط بموطن الفراعنة القدماء: مَن بنى المباني الهندسيّة المذهلة في بِلاد النيل، الأهرام؟ الإجابة التي يوفرها الفيلم، مستندا إلى كتاب التوراة، هي أن بني إسرائيل بنوا الأهرام في ظروف عبودية وإكراه. لكنّ هذا الادّعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، فما هي الحقيقة؟

في ليلة التهيئة – الليلة الأهم في الفصح اليهوديّ – يقرأ اليهود الرواية التقليدية حول الخروج من مصر، حيث يرد في “الهاجاداه”: “عبيدًا كُنّا لفرعون في مصر، وأخرجنا الربّ إلهنا من هناك بيدٍ قويّة وذراع ممدودة. ولو لَم يُخرج القدوس (تبارك وتعالى) آباءنا من مصر، لكنّا لا نزال نحن وأبناؤنا وأحفادنا عبيدًا في مصر…”. فهل هي حقائق فعلًا؟ يعتقد العلماء أنّ ذلك ليس صحيحًا.

وقد تبنّت الحضارة الشعبيّة هي الأخرى هذه “الأسطورة” المغروسة عميقًا في التقليد اليهوديّ – المسيحيّ، فقد أدخلتها هوليوود في عددٍ من أفلامها، مثل فيلم “الوصايا العشر”، الذي نرى فيه عبيدًا منهارين تحت الشمس الحارقة وسِياط معاوني فرعون.

مناحيم بيجن والأهرام؟

تطوّرت الأسطورة الشعبيّة بين أمور أخرى إثر الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجن إثر زيارته إلى مصر عام 1977. فقد تفاخر بيجن، أوّل رئيس للحكومة الإسرائيلية يزور الأهرام، أمام مُضيفيه، بأنّ الأهرام بناها “آباؤنا الأوائل”، بنو إسرائيل، ونجح بذلك في إغاظة المصريين. وواصل سياسيون إسرائيليّون آخرون السير على خُطى بيجن، مصرّحين بشكل واضح أو مبطّن أنّ بني إسرائيل بنَوا الأهرام.

أمّا الحقيقة فهي أنّ بني إسرائيل لم يبنوا الأهرام في مصر. فمعظم الأهرام الموجودة في مصر بُني في حقبتَي المملكة القديمة والمملكة المتوسطة. والأمر غير ممكن من ناحية كرونولوجيّة، إذ إنّ بناء الأهرام توقّف كليًّا قبل نهاية عهد المملكة المتوسّطة (نحو عام 1640 قبل الميلاد)، فيما الخروج من مصر، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، في ظلّ المملكة الحديثة.

أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)
أبو الهول وخلفه الأهرام العظيمة في الجيزة (AFP)

ويوضح البروفسور إسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار في جامعة تل أبيب، أنّه “لا شهادات على أننا كنا (اليهود) في مصر، مهما كانت صغيرة. ليست هناك أية إشارات في مصر على أننا بنَينا الأهرام، لا أثريّة ولا تاريخيّة”.

وفي الواقع، لم يكن هناك يهود لدى بناء الأهرام. فضلًا عن ذلك، في مصادر الشعب الإسرائيلي، ليس هناك أيّ ادّعاء يختصّ ببناء بني إسرائيل للأهرام، لا في الكتاب المقدّس والتلمود، ولا في كتاباتٍ أخرى.

فمَن بنى تلك المباني الهندسيّة الساحرة إذًا؟

كشفت مكتشَفات أثرية في الآونة الأخيرة أنّ المصريين هم من بنَوا الأهرام. حتّى إنّ عُلماء الآثار يدّعون أنّ الأهرام بُنيت بدافع الولاء للفراعنة. ووفق ما اكتُشف في محيط الأهرام في الجيزة، تبيّن أنّ من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا. فمن القبور هناك، خلص الباحثون إلى أنّ بناة الأهرام كانوا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا في مدينة الجيزة، قربَ موقع البناء.

ووفق مبنى العظام والجماجم التي وُجدت هناك، يتعزّز الاعتقاد أنّ العمّال كانوا مصريّين. وليس مجرّد مصريين، بل كانوا مصريين مؤمِنين. فثمّة شهادات على أنّ العمّال عملوا كلّ أيّام السنة، دون توقّف، لأنّ فرعون، ممثّل الآلهة على الأرض وفق إيمانهم، سيكافئهم في العالَم القادم لقاء عملهم الشاقّ.

الأهرام، مصر
الأهرام، مصر

وأتاحت الرسوم من داخل المباني الهندسيّة والتحديثات في علمَي الآثار وطبقات الأرض الإضاءة بدقة أكبر على حياة المصريين القدماء، ومدينة بناة الأهرام، الذين أنجزوا عملهم بدافع الإخلاص لسيّدهم. وثمّة اليوم إجماع بين علماء الآثار على كون الأهرام مباني دفن عملاقة جرى تصميمها وفق آراء دينيّة مؤسسة على عبادة الشمس والنجوم.

الادّعاء الآخر المختصّ بالأهرام هو أنّ مخلوقات غريبة بنتها. فقد بحث الباحثون في النظريات العلمية الزائفة كلّ الوقت عن غُرف خفيّة أو رموز تدلّ على أنّ مخلوقات فضائية زارت الأرض. فهم يتساءَلون كيف نجح البشر في نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء هرم خوفو، وكلّ ذلك بالاستعانة بحبال وأخشاب فقط. لذلك، يقترحون أنّ الأهرام هي مؤشّرات على زيارة كائنات فضائية الكرة الأرضية وترك طابعها على هيئة الأهرام ومبانٍ غامضة أخرى.

وحتّى لو رفض كثيرون هذه النظريّة، فلا يمكن دحضُها، إذ إنّ العلم البشري يقتصر على الأماكن التي بلغناها، وقد تكون هناك في “عوالِم بعيدة” مخلوقات عاقلة غير البشر!

اقرأوا المزيد: 618 كلمة
عرض أقل
جزء الإصبع المكسور الذي عُثر عليه في الحفريات الأثرية في القدس
جزء الإصبع المكسور الذي عُثر عليه في الحفريات الأثرية في القدس

لغز الإصبع المصري في القدس

العثور على جزء مكسور من إصبع تمثال فرعوني أثناء مشروع حفريات في القدس ويعتقد الباحثون أنه تابع لتمثال مصري قديم، نُقِل إلى المعبد المصري القديم الذي كان في المدينة

في إطار مشروع غربلة تراب الحرم القدسي الشريف، عُثر على جزء مكسور من إصبع تمثال. ويتضح من الفحص، أن الحديث يدور، على ما يبدو، عن تمثال مصدره من مصر القديمة، ولكن بهدف معرفة زمن تصنيعه هناك حاجة لإجراء بحث متعمق آخر.

عُثر على جزء كسر إصبع تمثال في التراب، الذي ألقاه الوقف الإسلامي في وادي كدرون، ومصدره من الحفريات التي جرت في منطقة الحرم القدسي الشريف.

“يدور الحديث عن جزء مكسور من إصبع تمثال على شكل إنسان بحجمه الطبيعي، جرى بناؤه في مصر ونُقل إلى أرض إسرائيل”، قال أحد مدراء المشروع الأثري، ويمكن وفق أقواله: “أن نلاحظ أن الحديث يدور عن مفصل من الخنصر وعليه أظفر. التمثال مصنوع من حجر أسود مصدره من مصر. مثّلَ التمثال الإله أو ملك معين”.

ونُقِل جزء الإصبع المكسور إلى خبراء بآثار الفن القديم في أرض إسرائيل إلا أنه ما زال غير معروف تاريخ صنعه الحقيقي تماما.

في إطار المشروع الأثري هذا، اكتُشِفت لقيات أثرية أخرى في القدس يعود أصلها إلى مصر، ومن بينها، جزء مكسور من كتف تمثال آخر على شكل إنسان، جعارين (تمائم على شكل خنافس الروث)، أختام، ومجوهرات بنمط مصري.

وتنضم هذه اللقيات إلى لقيات أثرية من تلك الفترة اكتُشفت مؤخرا في المدينة القديمة في القدس وقد تشهد على وجود معبد مصري في القدس، ويعود أصلها إلى القرن الـ 13 قبل الميلاد.

اقرأوا المزيد: 205 كلمة
عرض أقل
توابيت فرعونية (AFP)
توابيت فرعونية (AFP)

إسرائيل تعيد آثارا إلى مصر في إطار توطيد العلاقات

على خلفية دفء العلاقات، إسرائيل تعيد إلى القاهرة غطاءي توابيت فرعونية، تم تهريبهما من قبل سارقين في السوق في المدينة القديمة في القدس

أمس وفي نشر أول في المدونة السياسية الخاصة بالمدونة الإسرائيلية، تال شنايدير، نُشر أنه في أعقاب دفء العلاقات بين إسرائيل ومصر، تعمل إسرائيل على إعادة آثار مصرية إلى القاهرة.

بعد أن دعا الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أمس (الثلاثاء) الإسرائيليين إلى عدم التنازل عن فرصة السلام، اتضح أنّه وكبادرة في يوم الأحد القادم ستعيد إسرائيل للمرة الأولى آثار مصرية كانت قد هُربت إلى البلاد من قبل سارقي آثار.

ويدور الحديث عن غطاءين لتوابيت دفن مصرية قديمة – “توابيت” كان في داخلها في الماضي مومياوات قديمة. تم الإمساك بالغطاءين قبل نحو أربع سنوات من قبل مفتّشي وحدة منع سرقة الآثار خلال عملية تفتيش في المحلات التجارية في المدينة القديمة في القدس. الأغطية القديمة مصنوعة من الخشب ومغطاة بطبقة من الجصّ، وعليها زينة وصور بالكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة.

تم الإمساك بالتوابيت لفحصها اشتباها بأنها ممتلكات مسروقة، وبعد فحص الخبراء، والذي تضمّن من بين أمور أخرى فحص تاريخها من خلال الكربون 14 لتحديد عمر الخشب، تقرّر بشكل قاطع أنّها مقتنيات أصلية عمرها آلاف السنين. يعود تاريخ أحد الغطاءين إلى ما بين القرن الثامن والعاشر قبل الميلاد (العصر الحديدي)، ويعود تاريخ الثاني إلى ما بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر قبل الميلاد (العصر البرونزي المتأخر).

على ضوء حقيقة أنّها مقتنيات نادرة، مصنوعة من مواد عضوية، يتم احتجازها في هذه المرحلة لحمايتها في مختبرات سلطة الآثار في القدس في ظروف تحكّم في المناخ. إن توابيت الدفن الخشبية من هذا النوع وُجدت حتّى الآن في مصر فقط، وتم الحفاظ عليها بفضل المناخ الصحراوي الجافّ السائد هناك.

وفقا للاشتباه، فإنّ سارقي الآثار المصريين قد نهبوا قبورا قديمة في منطقة الصحراء الغربية في مصر، وبعد ذلك هرّب مجهولون الأغطية الخشبية من مصر إلى دبي، ومن هناك وجدت طريقها إلى إسرائيل عن طريق دولة ثالثة في أوروبا. بعد تحديد مكان التوابيت القديمة قدمت السلطات المصرية طلبا رسميا إلى إسرائيل لإعادة أغطية التوابيت المسروقة.

على خلفية دفء العلاقات، قررت إسرائيل الاستجابة وسيتم تسليم التوابيت النادرة يوم الأحد القادم للسفير المصري الجديد حازم خيرت.

اقرأوا المزيد: 308 كلمة
عرض أقل
الأهرام المصرية (AFP)
الأهرام المصرية (AFP)

الألغاز المصرية التي لا ينجح العلم في فكّها

أبو الهول الذي يؤرخ له المؤرخون فترة تفوق 10.000 سنة، قبور الفراعنة التي تحلّ لعنتها بكل من يفتحها: مصر القديمة تحوي الكثير من الأمور والنظريات الغامضة التي ينبهر بها العلم

مصر هي إحدى الدول التي ألهبت الأثريين، التاريخيين، العلماء، صانعي الأفلام وكل هواة المغامرات من قديم الزمان. تُشغل المباني القديمة الضخمة، الأسرار المخبأة تحت الأرض، الأغراض الغامضة ووفرة من النظريات عن تقنيات مفقودة وحكمة قديمة، بال أناس كثيرين حتى اليوم، خاصة أن أغلب الأمور ما زالت غير مفسّرة تفسيرًا كافيًا، مؤكدًا، وواضحًا.

في هذه الأيام يحتفل يهود العالم بالفصح، المعروف أيضا بعيد الحرية. حرية بني إسرائيل من عبودية مصر والصعوبات التي أنزلها بهم فرعون كما ذُكر في التوراة، العهد الجديد والقرآن الكريم. يبدو أنه لا وقت أفضل من هذا لنكشف لكم عن بعض الألغاز المصرية القديمة التي لم ينجح العلم في فك رموزها بعد:

الأهرام- من بناها، كيف ولماذا؟

الأهرام، من بناها ؟ (AFP)
الأهرام، من بناها ؟ (AFP)

إحدى الأحجيات الكبرى المتعلقة بمصر هي طريقة بناء الأهرامات؛ إذ، لا يفصّل أي رسم هندسي أصلي كيف بُنيت، وكل تفسير هو تخمين حذر. ويقول بعض الباحثين إنه لا غموضّ يحيط بالأهرام، التي هي مجرد قبور للذكرى، عالية ومصقولة جيدًا، مبنية من حجارة ثقيلة ذات وزن ضخم، بناها ملوك مصر لأنفسهم. لكن هذا الوصف لا يشرح كيف تم الأمر، ويتجاهل الكثير من النظريات، المشكوك بها، التي تبناها الإنسان لتفسير هذه الألغاز.

اعتبرت أهرام الجيزة، الأكبر من بين الأهرامات، التي يصل ارتفاعها إلى 138 مترًا، حتى القرن 19 المبنى الأعلى عالميًّا، وأيضًا الأقدم من بين العجائب السبع، والوحيدة التي بقيت من بينها. وهي كاملة نوعًا ما. حاولنا في المقال الذي نشرناه قبل مدة قصيرة في موقعنا أن نجيب عن السؤال من بنى الأهرام، لكن يبدو أننا لن نتوصل إلى الإجابة المؤكدة أبدًا.

كانت الكلمة “هرم” مصدر التباس كبير. فالكلمة محط جدل، إذ أن النظرية الرائجة هي أنها كلمة مصرية قديمة تسربت لليونانية ومنها إلى سائر لغات العالم. وحقيقة أن ليس لها جذور في لغة أخرى أدى ذلك في الماضي إلى الادعاء أن مصدر الأهرام من عوالم خارجية، أي من كوكب آخر.

حيرة أبو الهول

أبو الهول (AFP)
أبو الهول (AFP)

أبو الهول الكبير في الجيزة، هو تمثال جسمه جسم أسد ورأسه رأس إنسان، وهو المبنى الأكبر في العالم الذي نُحت من صخرة واحدة، وهو مصدر لغز كبير. مثلا، ليس واضحًا من بناه، ومتى، على شكل من بُنيَ وجههه، ولماذا استعمل، ولمَ هو ناقص الأنف؟ رغم أعمال البحث المضنية التي أجريت حول أحد المباني الأقدم والأشهر في العالم، لا يزال يكتنف الغموض الكثير من التفاصيل.

رغم أن الأمر لم يُثبت بعد، فإن التمثال مجهول الهوية ولا توجد عليه أية علامات واضحة حول من بناه ولماذا، والنظرية الأكثر رواجًا هي أن وجه أبي الهول هو ملامح وجه الفرعون خفرع، وأنه هو مَن بناه. تعتمد النظرية فقط على أن أبا الهول موضوع قُبالة هرم هذا الفرعون، الذي عاش بين السنين 2558 حتى 2532 قبل الميلاد. تفترض فرضيات أخرى أن من بنى أبا الهول هو الأخ غير الشقيق لخفرع، الذي بنى أبا الهول ليخلد ذكرى أبيه خوفو، الذي تشبه ملامحه ملامح وجه أبي الهول.

هنالك نظريات أخرى طبعًا فيما يخص تأريخ أبي الهول. فوجد العلماء في أُسسه علامات لتآكل مستمر لحجر الجير الذي صنع منه بسبب الماء. لكن منذ آلافِ السنين التي مضت لم تجر في الصحراء المصرية كمية تكفي من المياه لهذا التآكل، لذا يدّعي البعض أن أبا الهول أقدم مما يُظن، وأن عمره يقارب 10.000 سنة، حين كانت الصحراء سهولا. حسب هذا الزعم، تآكل حجر الجير الضخم من الماء، ومُذّاك صمم المصريون صورة أبي الهول، وفي عصر مصر القديمة تمّ ترميمه.

اللغز الأكبر بخصوص وجه أبي الهول هو عدم وجود أنفه؛ بل وجود وَهْدَة بعرض متر في وجه، طولها 57 مترًا، عرضها 6 أمتار، وارتفاعها حوالي 20 مترًا، في المكان الذي يجب أن يكون فيه الأنف. أثبتت النظرية القائلة إن الأنف قد كُسر ووقع بسبب قذيفة مدفع من جيش نابليون، خطأُها. وذلك بعد أن اكتُشف في رسم لأبي الهول من 1737، قبل مجيء جيش نابليون إلى مصر، أنه كان يظهر بلا أنفه. إحدى النظريات الأخرى أن رئيس فرقة صوفية متشدد، الشيخ الظاهر، هو المسؤول عمّا حدث من تنكيل بأنف أبي الهول وسقوطه؛ بعد أن رأى فلاحين مسلمين محليين يسجدون لأبي الهول.

لعنة الفراعنة

توت عنخ أمون (AFP)
توت عنخ أمون (AFP)

أحد الألغاز الكبيرة لمصر هو التساؤل عن وجود “لعنة الفراعنة”- لعنة قديمة ألقى بها كهان الدين المصري حينَ وضعوا فرعون في قبره، حسبها من يفتح قبر أحد الفراعنة سيصاب بأذى.

سنة 1922، اكتشف الأثريون البريطانيون قبر توت عنخ آمون، وهو فرعون مَلَكَ مصر القديمة بين السنوات 1324 حتى 1333 قبل الميلاد، في وادي الملوك. هذا هو القبر الملكي الوحيد الذي اكتُشف كاملا، وسُرق مرتين فقط قبل إغلاقه، بحيث وُجدت فيه على الرغم من السرقة أغراض وكنوز ثمينة كثيرة. كان هذا قسم من الآثار الباقية الأكثر غرابة التي اكتشِفت من أيام مصر القديمة. لكن حسب إشاعة غير مؤكدة، وُجدت في القبر لوحة محفور عليها تحذير: “سيحلّ الموت بكل من يحاول أن يشوّش سكينة الفرعون”.

التصديق “بلعنة توت عنخ آمون” نشأ بعد سلسلة من الوفيّات غير الطبيعية التي حلّت بكثير ممن فتحوا القبر وكشفوه. هكذا مات جورج هربرت، مموّل البعثة، واللورد كيرنبورن، منشئ البعثة، بعد ذلك بأقل من نصف سنة. حدثت وفيّات غامضة أخرى لأناس لهم علاقة بالاكتشاف الأثري بعد ذلك بسنوات لاحقة، وذكر ما يبلغ 22 وفاة في سبع سنوات. لكنّ التصديق باللعنة ازداد قوة.

طبعًا، ذكرت بعض التفسيرات الممكنة لظاهرة الوفيّات الغامضة: مثلا، تطوّر بعض الجراثيم أو الفطريات القاتلة في القبور الخانقة. طُرحت الفرضية أن فطريات العث وُضعت عمدًا في القبور كي يعاقبوا اللصوص. وأشارت بعض العينات الهوائية التي أخِذت من قبو مغلق من خلال ثقب إلى مستويات عالية من غازات سامة.

بطريقة أو بأخرى، ما زالت النصب التذكارية لمصر القديمة تزوّد وفرة من الأسئلة والألغاز التاريخية الكثيرة، وتتيح أيضًا صناعة الأفلام الخيالية لهوليوود وصناعة السياحة المصرية، لكن إجابات كثيرة لمّا تُجدْ بعد، مما يثبت أن العلم ليس دائمًا قادرًا على تزويد الإجابات القاطعة لتُفسير ظواهر غير بشرية.

اقرأوا المزيد: 874 كلمة
عرض أقل
نهر لبة الأحمر في إسبانيا (Rio Tinto)
نهر لبة الأحمر في إسبانيا (Rio Tinto)

هل ضربة تحويل ماء النهر دما، قائمة في أيامنا؟

تعرفوا على "نهر لبة" الأحمر في إسبانيا، ذي مياه حمضية جدًا حيث إنها قادرة على إذابة المعادن

هل ضربة تحويل ماء النهر دما التي وجهها النبي موسى إلى فرعون، حسب الاعتقادات اليهودية، المسيحية، والمسلمة قائمة أيضًا في أيامنا؟

يُحتفل في إسرائيل، في هذا الأسبوع، بعيد الفصح وتُحكى القصص في هذه الأيام من الأعياد عن خروج اليهود من مصر بأمر إلهي، وهذا هو التوقيت الأفضل للتحدث عن نهر لبة الأحمر في إسبانيا (Rio Tinto) وعن مياهه الحمراء.

ولا يدور الحديث في الحقيقة عن ضربة تحويل ماء النهر دما، بل عن التفاعل الكيميائي لعملية استخراج المعادن الضخمة في أعماق المياه والتي حدثت في المنطقة لسنوات عديدة، وكما هو معروف يصب تركيز عالٍ من الحديد في النهر ويذوب فيه، ما يؤدي إلى أن تصبح المياه ذات لون أحمر وحمضية أيضا.

نهر لبة الأحمر في إسبانيا (Rio Tinto)
نهر لبة الأحمر في إسبانيا (Rio Tinto)

يشكل النهر، الذي يبدأ مساره في جبال الأندلس، خطرا على الحيوانات والبشر، لأنه يحتوي على نسبة حموضة عالية، قادرة على إذابة المعادن.

حقيقة أن هنالك كميات مرتفعة من البكتيريا تعيش في بيئة صعبة جدًا، تجذب علماء الأحياء والباحثين الذين يقارنون بين ظروف البيئة وكوكب المريخ، حتى أن وكالة ناسا قد أكدت وجود نقاط متداخلة بين المكانين.

اقرأوا المزيد: 162 كلمة
عرض أقل
توت عنخ أمون (Carsten Frenzl)
توت عنخ أمون (Carsten Frenzl)

مصر: موظفو المتحف سيُحاكمون بتُهمة المسّ بتمثال توت عنخ أمون

العاملون حاولوا إلصاق لحيته التي وقعت وأزالوا بقايا الغراء بسكين ما أدى إلى أضرار لحقت بالتمثال التاريخي

25 يناير 2016 | 10:52

عدم مهنية، أو غياب الحس التاريخي؟ يبدو أن الأمرين صحيحان: سيُحاكم ثمانية عمال من المتحف المصري في القاهرة بعد أن ألحقوا ضررًا بتمثال “توت عنخ أمون”.

يدور الحديث عن القناع الشهير الذي أحاط مومياء فرعون مصر المشهور. يبدو أن ضررا لحق بالقناع بينما كان يتم تصليح الإضاءة في المكان الموضوع فيه القناع، وفي أثناء ذلك انفصلت اللحية عن التمثال. فقام عاملو المتحف، بإلصاق اللحية على ظهر المومياء، ولكن لم يرجعوها إلى مكانها. لاحقًا حاولوا إصلاح الضرر، ولكنهم تسببوا بضررٍ أكبر عندما حاولوا إزالة علامات الضرر بواسطة سكين حادة خدشت التمثال، مع تجاهل تام لمبادئ الترميم المعمول بها.

هناك من بين العاملين الذين ستتم مُحاكمتهم المُدير السابق للمتحف ومُدير الترميمات سابقًا. ولكن في النهاية، نجح بإصلاح الخلل خُبراء من ألمانيا، وعاد القناع من جديد ليُعرض في المتحف في شهر كانون الأول الماضي.

اقرأوا المزيد: 129 كلمة
عرض أقل