صغيرة، حمراء، حلوة ورائعة – كم هي مميّزة ثمرة التوت هذه! نهاية موسم الفراولة على الأبواب، لذا قرّرتُ انتهاز الفرصة لعرض بعض الوصفات اللطيفة، قبل فوات الأمان، وفي الوقت الذي بدأت فيه الأسعار تنخفض…
يحظى التوت الأرضيّ بشعبية كبيرة، وبحقّ. فمن الممتع حقًّا تناول توتة صغيرة والتهامها بلقمةٍ واحدة! وهي ملائمة جدًّا مع رغوة ومع شوكولاتة، ولذلك تحظى بسمعة رومانسيّة. لكن ليس عليكم أن تكونوا عشّاقًا لتتمتعوا بالتوت الجيّد. فهو أيضًا صحيّ! التوت هو مصدر جيّد للفيتامين C، للفيتامين A، وللفيتامينات من مجموعة B. وهو غنيّ بالبوتاسيوم، الحديد، والكالسيوم، وقليل السعرات الحرارية.
فماذا تنتظرون إذًا؟ اركُضوا إلى السوق، وأحضروا توتًا ملء سلتكم. بعد ذلك، نبدأ معًا بتحضير بعض الوجبات الشهية منه. رغم أنّ الأسواق في أيامنا مليئة بالفراولة الضخمة باللون الأحمر البرّاق، فإنني لا أزال أفضّل اختيار الحبّات الصغيرة نسبيًّا، وتلك التي يبدو لونها طبيعيًّا، وهكذا أتجنب على الأقل قسمًا من الهرمونات التي تُعطى للفراولة لجعلها منتفخة ولامعة إلى هذا الحدّ… في جميع الحالات، من المهمّ غسل الفراولة جيّدًا قبل الأكل.
إذًا، بعد أن حصلتم على التوت الأرضي، ثمة عدد من الأمور اللطيفة التي يمكن أن تفعلوها به، بعضها بسيط، وبعضها أكثر تعقيدًا، لكنها لذيذة كلّها!
سأبدأ من الأكثر بساطةً – الجِلي مع التوت الأرضي. الجِلي هو حلوى محبّبة سهلة التحضير يحبّها الأطفال، وهي صحية أكثر من حلويات أخرى. نشتري رزمة من الجِلي السريع التحضير بطعم التوت الأرضي، نخلط المسحوق بمياه حارّة وفق الإرشادات، وننقل إلى كؤوس أو أواني تقديم شخصيّة. بعد الخلط مباشرةً، نغرس داخل الجِلي حبّات مقطّعة إلى اثنَين من الفراولة، ونلصق الجانب المقطّع بجدران الكأس. يمكن إضافة توتة كاملة في الوسط أو تفريق بضع حبّات منصَّفة، مع وضع الجانب السليم باتّجاه الأعلى. نُدخلها إلى الثلاجة بضع ساعات، وندلّل أنفسنا.
يمكن بسهولة تحويل الجلي مع الفراولة إلى أرتيك لذيذ – بكل بساطة، ندخلها إلى كؤوس أعمق، نقطع التوت الأرضي بالحجم المطلوب، ونضع عصا أو ملعقة صغيرة وسط الكأس. ندخلها إلى حجرة التجميد في الثلاجة بضع ساعات، ونحصل على أرتيك لذيذ وصحي.
ثمة إمكانية سهلة أخرى، لا تقلّ إمتاعًا، وهي تغطيس التوت الأرضي بشوكولاتة حارّة مُذابة. يمكن فعل ذلك مع الضيوف، وجعل كلّ واحد يغمس الفراولة بنفسه بالشوكولاتة، كما يمكن إعداد كمية لا بأس بها مسبقًا، وجعل الشوكولاتة تجفّ على التوت، فتكون النتيجة جميلة ومثيرة للإعجاب.
نضع في قدرٍ صغيرة رزمة من الشوكولاتة (100 غرام)، 50 غرامًا من الزبدة، وملعقتَين من القشدة الحلوة. نذيبها فوق مقلاة مع مياه تغلي، ونواصل الخلط. حين تنصهر الشوكولاتة كليًّا، نأخذ فراولة جميلة مغسولة جيّدًا، نمسكها من “القُبَّعة” الخضراء، ونغمسها بالشوكولاتة حتّى ثلاثة أرباع ارتفاع حبّة الفراولة. نضعها على ورق للخبز حتّى تتصلّب، ونكرّر العملية مع جميع حبّات الفراولة.
أمر آخر أحبّ تحضيره من التوت الأرضي، لا سيّما مع نهاية الموسم، هو المربّى. نشتري كمية كبيرة من التوت الرخو نسبيًّا. نغسلها جيّدًا، ونزيل “الرأس” الأخضر. نقطّع حبّات الفراولة وفق الحجم المنشود (ثمة مَن يُحبّ إبقاءها كاملة، وثمة مَن يفضِّل التقطيع إلى قطع صغيرة)، وندخلها إلى قدرٍ واسعة ومنخفضة. نضيف السكّر بمقدار نحو نصف وزن التوت الأرضي (مثلًا: نضيف إلى كيلوغرام واحد من التوت الأرضي نصف كيلوغرام سكّر). نضيف نصف كأس من عصير الليمون وغصنَين من القرفة، ونطهو لمدّة ساعة – ساعة ونصف على نارٍ هادئة جدًّا، مع مواصلة الخلط. ننقلها إلى وعاء زجاجي، نوزعها على الأصدقاء، ونستمتع بالمربّى حتّى الشتاء القادم…
في النهاية، تحلية مثيرة للإعجاب ولذيذة بشكل خاصّ يمكن تحضيرها من الفراولة هي كعكة البافولفا الشهيرة. صحيح أنّ تحضيرها أكثر تعقيدًا نوعًا ما، لكن مع قليل من التركيز، تنتج حلوى مثيرة للإعجاب ولذيذة لن تتمكنوا من الكفّ عن تناولها.
نبدأ بخلط 4 من بياض البيض. من المهمّ جدًّا أن يكون فصل البيض تامًّا، وألّا تكون هناك أية نقطة صفراء في البياض. كذلك، يُستحسَن ألّا يكون بياض البيض باردًا جدًّا، بل بدرجة حرارة الغرفة. بعد أن يتحول زلال البيض إلى رغوة رقيقة، نضيف تدريجيًّا كوبًا من السكّر. نضيف ملعقتَين كبيرتَين من دقيق الذرة وملعقة صغيرة من الخلّ أو عصير الليمون، وفي النهاية نزيد سرعة الخلّاط إلى السرعة القصوى.
حين تكون الرغوة الناتجة ثابتة وسميكة، نقوم بمدّها على ورق للخبز (يمكن إنتاج دائرة كبيرة وجميلة، يمكن دهنها لتصبح “كتلة”، ويمكن إنتاج دوائر صغيرة وشخصيّة). ننقلها إلى الفرن، ونخبزها نحو ساعة وعشرين دقيقة بحرارة منخفضة (100 درجة مئويّة). بعد الخبز، نطفئ الفرن، ونُتيح للمِرِنغ أن يبرد داخله. (هامّ جدًّا: لا تفتح الفرن خلال الخبز، إلّا بعد أن يصبح المِرِنغ باردًا! وإلّا فسيُحفَر ويفسد…).
حين يكون المِرِنغ في الفرن – نضع رغوة قشدة حلوة مع مسحوق السكّر، الذي نكوِّمُه فوق المِرِنغ البار، وفوق الكلّ نضع كمية كبيرة من الفراولة (يمكن إضافة فاكهة أخرى أيضًا – أفضِّل أنا شخصيًّا البقاء وليّة للفراولة). نقدِّم الكومة الجميلة إلى وسط الطاولة، ونستمتِع…