الفراشات تشرب دموع السلاحف
الفراشات تشرب دموع السلاحف

الفراشات تشرب دموع السلاحف

في مشهد لا يصدّق: حب من نوع آخر، فما العلاقة بين الفراشات والسلاحف؟

يبدو الأمر وكأنه مقطع من فيلم غير واقعي عن الطبيعة، إلا أن هذا الأمر حقيقيًّا ومؤكدًا. في أعماق غابات الأمازون الغربي، تعيش فراشات تشرب دموع السلاحف. فهو مشهد غريب إذ تتدفق أسراب من الفراشات على عيون السلاحف، وتحاول الحصول على رشفة. لكن، تحاول هذه السلاحف المسكينة الانحناء أو إبعاد الفراشات، إلا أنها لا تنجح في ذلك.

وحسب العلماء، تنجذب الفراشات إلى دموع السلاحف لأن قطراتها تحوي على مادة الصوديوم، وهو معدن نادر في منطقة الأمازون الغربي. وفي الوقت الذي تحصل فيه السلاحف على الصوديوم عن طريق تناول اللحوم، تحتاج الفراشات، وهي من آكلات الأعشاب، إلى مصدر معدني آخر.

لا يُعرف بعد إن كانت عملية شرب الدموع من عيون السلاحف تؤثر عليها أم لا. لكن يبدو أنها لا تؤثر بشكل ملحوظ. وفي أسوأ الأحوال، قد يؤثر ذلك على الرؤية لفترة زمنية قصيرة، الأمر الذي يجعلها، لفترة وجيزة، أكثر عُرضة من قبل الحيوانات المفترسة.

اقرأوا المزيد: 140 كلمة
عرض أقل
فراشة (Abir Sultan/Flash 90)
فراشة (Abir Sultan/Flash 90)

الطبيعة انقبلت: اختفت أزهار الشتاء وأزهار الربيع ظهرت

اختفت الأزهار الشتوية من المحميّات الطبيعيّة التي يمكن رؤيتها بها كل عام، فيما بدأت أزهار الربيع تتفتّح في مناطق أخرى، كما شرعت الفراشات تطير، والطيور المهاجرة وصلت مبكرا

نحن في شهر كانون الثاني، لكننا نشعر وكأنه شهر نيسان. كانت درجات الحرارة أعلى من المعدل العام في إسرائيل والمنطقة خلال الشهر الماضي، مما أدى إلى إرباك الأزهار والكائنات الحية التي تتصرف وكأن الربيع قد قدِم.

بدأت أزهار الربيع، التي تنمو عادة في شهرَي نيسان وأيار في إسرائيل، بالتفتُّح، كما أنّ الفراشات التي تندر رؤيتها خلال شهر كانون الثاني بدأت تطير في الأودية، وبدأت الطيور ببناء أعشاشها والتزاوج في وقت مبكر، كما أنّ الطيور المهاجرة التي لم نعتد على رؤيتها قبل شهر شباط قد وصلت.

لكن رغم هذه الظواهر الجميلة التي بدأت تزين إسرائيل مبكرا، إلا أنها ظاهرة مقلقة. فالخبراء في سلطة البيئة والحدائق يقولون إنّ استمرار فترة الجفاف سيضر بنمو النباتات وإنّ البيوض التي وضعتها الفراشات، التي ستتحول إلى يرقات، لن تجد لها طعاما كافيا.

شقائق النُّعمان في شمال النقب في العام الماضي (تصوير: Etan J. Tal)
شقائق النُّعمان في شمال النقب في العام الماضي (تصوير: Etan J. Tal)

نجد في حقول الأزهار الكبيرة التي تنبت بها زهور النرجس وشقائق النعمان والسوسن وأزهار أخرى عادة في مثل هذا الوقت من العام أزهارا قليلة ذابلة وحزينة. “الأزهار لا تريد النمو. لم يسقط المطر على الجليل مثلا منذ خمسة أسابيع، والأزهار ترفض أن تخاطر بفقدان قوتها، وتفضل أن تحافظ على درناتها مغلقة ومحمية… اختفت كل الألوان الرائعة التي اعتدنا على رؤيتها”.

ليست الأزهار فقط مَن يرفض الخروج بسبب الجفاف الشديد. فقد بدأت حقول العشب الخضراء القصيرة التي نمت بداية الشتاء تتحول إلى اللون الأصفر. يقول عاملون في سلطة حماية الطبيعة: “تحاول الأزهار والنباتات إخبارنا أننا نمر بموسم جفاف، دون أن نذكر الأنهار التي جف بعضها بعد العاصفة الكبيرة التي حدثت في شهر كانون الأول”.

هنالك قلق أيضا من تضرر فواكه الشتاء إن بقيت الأمور على حالها. “إن استمرت درجات الحرارة العالية، ولم يهطل المطر خلال الأيام المتبقية من فصل الشتاء، سوف تزهر الأشجار متساقطة الأوراق مبكرًا، مما سيؤدي إلى عدم تحول الكثير من الأزهار إلى الثمار التي يمكن أن نستهلكها ونأكلها عند حلول الوقت المناسب”.

اقرأوا المزيد: 285 كلمة
عرض أقل