دافيد بن غوريون (shimoni-illustration.com)
دافيد بن غوريون (shimoni-illustration.com)

كيف كان سيبدو زعماء إسرائيل لو أنهم يعيشون الآن سن الشباب؟

مصمم إسرائيلي "يلبس" شخصيات تاريخية إسرائيلية هامة، بملابس حديثة والنتائج مدهشة

بدأ العمل كنكتة ومن ثم أصبح مبادرة ناجحة أكثر من المتوقع. رسم المصمم الإسرائيلي الشاب، عميت شمعوني، بورتيه لدافيد بن غوريون، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأولى، مع نظارات شمس حديثة وشائعة مؤخرا في الموضة في تل أبيب، وكل هذا بهدف التسلية. وضحك من رسمة بن غوريون وهو يرتدي زي شاب وعصري، لدرجة أنه قرر أن يرسم بورتيه لشخصيات تاريخية أخرى، مؤلفا مشروعا يدعى Hipstory.

إسحاق رابين (shimoni-illustration.com)
إسحاق رابين (shimoni-illustration.com)

بعد مرور ثلاث سنوات، في عام 2017، نجح شمعوني في رسم 35 بورتيه لزعماء إسرائيليين وعالميين بأسلوبه المميز. فرسم بورتيه لإسحاق رابين، تيودور هرتسل، أريئيل شارون، غولدا مائير، شمعون بيريس، وللحاخام الإسرائيلي الرئيسي السابق، عوفاديا يوسف أيضا. ولكن بدلا من أن يبيع رسومات البورتيه المسلية بسعر باهظ كما هو معتاد في مجال الفن، طبع شمعوني الرسومات على قمصان، أغطية الهواتف الذكية، وحتى على قواعد الكؤوس، وبدأ ببيعها بسعر رخيص نسبيا.

غولدا مئير (shimoni-illustration.com)
غولدا مئير (shimoni-illustration.com)

حققت تجربة شمعوني نجاحا كبيرا، فلا يهتم الإسرائيليون بعمله الفني فحسب بل المواطنون خارج البلاد أيضا. استعرضت صحف هامة مثل “الجارديان” و “نيو يورك تايمز” المشروع، وبدأ شمعوني بالتوجه إلى جمهور هدف في العالم أيضا. أضاف إلى قائمة رسومات البورتيه شخصيات أيضا مثل أوباما، ترامب، بوتين، كيم جونغ أون، مارتين لوثر كينغ، وتشي جيفارا. وفق أقواله هدفه هو “ابتكار عمل فني متاح أمام الجميع (رخيص)”. مؤخرا، بدأ يطلب رسوماته أشخاص من حول العالم ويبدو أنه نجح في تحقيق حلمه.

تيودور هرتزل (shimoni-illustration.com)
تيودور هرتزل (shimoni-illustration.com)
أرئيل شارون (shimoni-illustration.com)
أرئيل شارون (shimoni-illustration.com)
باراك أوباما (shimoni-illustration.com)
باراك أوباما (shimoni-illustration.com)
فلاديمير بوتين (shimoni-illustration.com)
فلاديمير بوتين (shimoni-illustration.com)
دونالد ترامب (shimoni-illustration.com)
دونالد ترامب (shimoni-illustration.com)
تشي جيفارا (shimoni-illustration.com)
تشي جيفارا (shimoni-illustration.com)
اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل
  • رفع "علم الحبر" في أم الرشراش
    رفع "علم الحبر" في أم الرشراش
  • فوز إسرائيل في الأوروفيزيون عام 1992
    فوز إسرائيل في الأوروفيزيون عام 1992
  • أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن غوريون، يمارس الوقوف على رأسه
    أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن غوريون، يمارس الوقوف على رأسه
  • حلق الأذن الخاص بالمطربة شوشانة ذماري, عام 1961
    حلق الأذن الخاص بالمطربة شوشانة ذماري, عام 1961

الصور الرمزية في تاريخ إسرائيل وقصتها

بدءا من "علم الحبر" الذي بات رمزا لحرب عام 1948 وحتى بن غوريون وهو يرتدي لباسا داخليا على شاطئ البحر.. تعرفوا إلى الصور المخروطة في الوعي الوطني الإسرائيلي

بمناسبة عيد الاستقلال جمع طاقم موقع “المصدر” بعض الصور التي توثق اللحظات الهامة في تاريخ دولة إسرائيل، التي تحتفل بعيد استقلالها الـ 69 عاما.

أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن غوريون، يمارس الوقوف على رأسه
أول رئيس وزراء إسرائيلي، دافيد بن غوريون، يمارس الوقوف على رأسه

بن غوريون يمارس تمارين الوقوف على الرأس

يتم ذكر دافيد بن غوريون في التوثيقات التاريخية تحديدا لأنه أعلن عن قيام دولة إسرائيل وكان رئيس الحكومة الأول. ولكن حرص بن غوريون ضمن روتين عمله المليء بالأعمال على تكريس وقت لممارسة تمارين الرياضة الخاصة وهي الوقوف على الرأس. فهو مارس كل يوم صباحا المشي على شاطئ البحر وهناك مارس تمارين الوقوف على الرأس طيلة عدة دقائق. حسب ادعائه، ساعدته التمارين على وصول الدم إلى الدماغ مما ساعده على التركيز خلال اليوم.

غولدا مئير في مطبخها
غولدا مئير في مطبخها

مطبخ غولدا مئير

اعتادت غولدا عندما كانت رئيسة حكومة إسرائيل على عقد اجتماع في المطبخ الصغير في منزلها أسبوعيًّا، وذلك قبل يوم من جلسة مجلس الوزراء، لمناقشة الأمور المستعرة في الدولة. من المعروف أن رئيسة الحكومة مئير اعتادت أيضا على تقديم كعكة من صنع يديها للوزراء أثناء الاجتماع. في أعقاب اللقاءات في مطبخ غولدا، في الحكومات التي تلت فترة رئاستها، سمي المنتدى المصغر المؤلف من وزراء إسرائيليين كبار مقربين من رئيس الحكومة “المطبخ”.

رفع "علم الحبر" في أم الرشراش
رفع “علم الحبر” في أم الرشراش

 

رفع علم الحبرفي أم الرشراش

“علم الحبر” الشهير هو علم إسرائيل الذي رفعه الجنود الإسرائيليون بعد احتلال مقر شرطة أم الرشراش. التقط ضابط إسرائيلي صورا عند رُفِع “علم الحبر”، فأصبح العلم رمزا من رموز حرب عام 1948 مخروطا في الوعي الوطني الإسرائيلي.

الميدالية الإسرائيلية الأولى في الألعاب الأولمبية
الميدالية الإسرائيلية الأولى في الألعاب الأولمبية

الميدالية الإسرائيلية الأولى في الألعاب الأولمبية

الرياضية الإسرائيلية، ياعيل أراد، هي الأولى التي حصلت على ميدالية في الألعاب الأولمبية عندما مثلت إسرائيل في عام 1992. تنافست أراد في مباريات الجودو وحصلت على ميدالية ذهبية. حتى وقتنا هذا حاز الرياضيون الإسرائيليون على ما مجموعه 9 ميداليات أولمبية.

فوز إسرائيل في الأوروفيزيون عام 1992
فوز إسرائيل في الأوروفيزيون عام 1992

فوز إسرائيل في الأوروفيزيون

في منافسة الأوروفيزيون في عام 1988 في إنجلترا فازت إسرائيل بالمرتبة الأولى في أغنية “ديفا” من تقديم المطربة دانا انشترناشيونال. كانت هذه هي المرة الثالثة التي تحظى فيها إسرائيل بالمرتبة الأولى في المباريات وكان هذا النجاح الأكثر بروزا لإسرائيل وحظي على مجموع العلامات الأعلى الذي حققته في منافسات الأوروفيزيون ذات مرة. كذلك، كان ذلك الفوز المرة الأخيرة التي حققت فيها إسرائيل فوزا في منافسات الأوروفيزيون حتى يومنا هذا.

حلق الأذن الخاص بالمطربة شوشانة ذماري, عام 1961
حلق الأذن الخاص بالمطربة شوشانة ذماري, عام 1961

حلق الأذن الخاص بالمطربة شوشانة ذماري

ساهمت المطربة الإسرائيلية من أصل يمني، شوشانة ذماري، المعروفة بإسرائيل باسم “ملكة الطرب العبري” في الثقافة الإسرائيلية من خلال تقديم بعض الأغاني الجميلة باللغتين العبريّة والعربية على حدِّ سواء. ولكنها اشتهرت بفضل حلق الأذن الكبير الذي اعتادت على استخدامه في كل العروض الغنائية. أصبح الحلق جزءا لا يتجزأ منها وحتى أنه كُتبت قصيدة بالعبرية عنه.

اقرأوا المزيد: 386 كلمة
عرض أقل
  • نتنياهو وأوباما (GPO)
    نتنياهو وأوباما (GPO)
  • كلينتون ورابين (GPO)
    كلينتون ورابين (GPO)
  • مناحم بيجن ورونالد ريغان (GPO)
    مناحم بيجن ورونالد ريغان (GPO)
  • رئيس الحكومة رابين والرئيس فورد (GPO)
    رئيس الحكومة رابين والرئيس فورد (GPO)
  • الزوجان أشكول والزوجان جونسون (GPO)
    الزوجان أشكول والزوجان جونسون (GPO)

بالصور: رؤساء أمريكا وإسرائيل على مر التاريخ

بعد لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، ورئيس الولايات المتحدة، ترامب يطلق مكتب الإعلام الحكومي صور للقاءات الأولى بين رؤساء أمريكا ورؤساء إسرائيل

أيار ‏1951‏ – لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي، دافيد بن غوريون، في الولايات المتحدة، والرئيس هاري ترومان

بن غوريون والرئيس ترومان (GPO)
بن غوريون والرئيس ترومان (GPO)

حزيران ‏1964‏ – زيارة رئيس الحكومة، ليفي أشكول وزوجته مريم إلى الولايات المتحدة. يظهر في الصورة رئيس الحكومة وزوجته مع رئيس الولايات المتحدة، ليندون جونسون وزوجته، قبل تناول وليمة رسمية في البيت الأبيض، في واشنطن.

 الزوجان أشكول والزوجان جونسون (GPO)
الزوجان أشكول والزوجان جونسون (GPO)

أيلول ‏1969‏- رئيسة الحكومة، غولدا مئير، ورئيس الولايات المتحدة، ريتشارد نيكسون وزوجته بات (من الجهة اليسرى)، في طريقهم لتناوُل وجبة عشاء أعدها الرئيس استقبالا لرئيسة الحكومة، في البيت الأبيض‎.‎

غولدا مئير وريتشارد نيكسون (GPO)
غولدا مئير وريتشارد نيكسون (GPO)

حزيران ‏1975‏- لقاء عمل بين رئيس الحكومة، رابين ورئيس الولايات المتحدة، جيرالد فورد، في البيت الأبيض.

رئيس الحكومة رابين والرئيس فورد (GPO)
رئيس الحكومة رابين والرئيس فورد (GPO)

آذار ‏1977‏ – لقاء بين رئيس الحكومة إسحاق رابين مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، في البيت الأبيض‎.

إسحاق رابين وجيمي كارتر (GPO)
إسحاق رابين وجيمي كارتر (GPO)

أيلول ‏1981‏- رئيس الحكومة مناحم بيجن ورئيس الولايات المتحدة، رونالد ريغان في البيت الأبيض‎.

مناحم بيجن ورونالد ريغان (GPO)
مناحم بيجن ورونالد ريغان (GPO)

‏نيسان ‏ 1989- لقاء بين رئيس الحكومة إسحاق رابين والرئيس الأمريكي جورج بوش، في البيت الأبيض‎.

جورج بوش وإسحاق شمير (GPO)
جورج بوش وإسحاق شمير (GPO)

آذار ‏1993‏ – لقاء بين رئيس الحكومة إسحاق رابين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في البيت الأبيض‎.

كلينتون ورابين (GPO)
كلينتون ورابين (GPO)

آذار ‏2001‏- لقاء بين رئيس الحكومة أريئيل شارون والرئيس الأمريكي جورج ووكر بوش‎.

أريئيل شارون مع رئيس الولايات المتحدة جورج ووكر بوش (GPO)
أريئيل شارون مع رئيس الولايات المتحدة جورج ووكر بوش (GPO)

أيار ‏2009‏- لقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة باراك أوباما في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض‎.

نتنياهو وأوباما (GPO)
نتنياهو وأوباما (GPO)
اقرأوا المزيد: 182 كلمة
عرض أقل
  • صورة مشتركة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حسين ملك الأردن، وإسحاق رابين بعد التوقيع على اتفاق واشنطن عام 1994 (أرشيف دولة إسرائيل)
    صورة مشتركة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حسين ملك الأردن، وإسحاق رابين بعد التوقيع على اتفاق واشنطن عام 1994 (أرشيف دولة إسرائيل)
  • رابين متنكر (أرشيف دولة إسرائيل)
    رابين متنكر (أرشيف دولة إسرائيل)
  • بيجن وزوجته عليزا في معبد أبو سمبل في مدينة الأقصر بمصر عام 1980 (أرشيف دولة إسرائيل)
    بيجن وزوجته عليزا في معبد أبو سمبل في مدينة الأقصر بمصر عام 1980 (أرشيف دولة إسرائيل)
  • رئيس دولة إسرائيل الرابع يقبل غولدا مئير (أرشيف دولة إسرائيل)
    رئيس دولة إسرائيل الرابع يقبل غولدا مئير (أرشيف دولة إسرائيل)

عندما تنكر رابين من أجل الدخول إلى دولة عربية

نُشرت مئات آلاف الصور من أرشيف الدولة في الموقع الجديد لمكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي وكشفت عن لحظات تاريخية نادرة في تاريخ إسرائيل

أطلق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي معرضا جديدا ومجانيا عبر الإنترنت لصور نادرة من مجموعة الصور القومية. يشتمل الموقع على توثيق نادر لأحداث تاريخية في تاريخ الدولة والمنطقة وصور مفاجئة لرؤساء حكومة ومسؤولين كبار. وتظهر من بينها أيضًا صورة لرئيس الحكومة إسحاق رابين متنكّرا قبل لقاء سرّي في دولة عربية.

يوم الاستقلال العشرين لدولة إسرائيل (أرشيف دولة إسرائيل)
يوم الاستقلال العشرين لدولة إسرائيل (أرشيف دولة إسرائيل)

في مجموعة الصور أعلاه، من 2 أيار عام 1968، وهو يوم الاستقلال العشرين لدولة إسرائيل، تم توثيق موكب للجيش الإسرائيلي. تعرض الصورة في الزاوية اليمنى السفلية صفوف مشاركين وهم يرتدون اللباس الفلسطيني التقليدي، والجالسين في الجمهور إلى جانب المشاهدين اليهود، ويرفرف فوق رأسهم العلم الإسرائيلي.

رئيس دولة إسرائيل الرابع يقبل غولدا مئير (أرشيف دولة إسرائيل)
رئيس دولة إسرائيل الرابع يقبل غولدا مئير (أرشيف دولة إسرائيل)

في الصورة من العام 1975 يظهر أفرايم كتسير، رئيس دولة إسرائيل الرابع، وهو يقدم إلى غولدا مئير، رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة، جائزة إسرائيل وقبلة حارّة.

مسجد عمر في باب العمود عام 1920 (أرشيف دولة إسرائيل)
مسجد عمر في باب العمود عام 1920 (أرشيف دولة إسرائيل)

صورة من العام 1920 لمسجد عمر في باب العمود.

صورة مشتركة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حسين ملك الأردن، وإسحاق رابين بعد التوقيع على اتفاق واشنطن عام 1994 (أرشيف دولة إسرائيل)
صورة مشتركة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حسين ملك الأردن، وإسحاق رابين بعد التوقيع على اتفاق واشنطن عام 1994 (أرشيف دولة إسرائيل)

صورة مشتركة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون، حسين ملك الأردن، وإسحاق رابين بعد التوقيع على اتفاق واشنطن عام 1994.

رابين متنكر (أرشيف دولة إسرائيل)
رابين متنكر (أرشيف دولة إسرائيل)

رئيس الحكومة إسحاق رابين متنكّرا من أجل لقاء سري في دولة عربية عام 1975.

مراسم توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن (أرشيف دولة إسرائيل)
مراسم توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن (أرشيف دولة إسرائيل)

من اليمين إلى اليسار: زوجة الرئيس عيزر فايتسمان، زوجة الرئيس إسحاق رابين، نور ملكة الأردن، وهيلاري كلينتون في مراسم توقيع اتفاق السلام بين إسرائيل والأردن.‎ ‎

بيجن وزوجته عليزا في معبد أبو سمبل في مدينة الأقصر بمصر عام 1980 (أرشيف دولة إسرائيل)
بيجن وزوجته عليزا في معبد أبو سمبل في مدينة الأقصر بمصر عام 1980 (أرشيف دولة إسرائيل)

زيارة رئيس الحكومة مناحم بيجن وزوجته عليزا في معبد أبو سمبل في مدينة الأقصر بمصر عام 1980.

رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون بملابس سباحة (أرشيف دولة إسرائيل)
رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون بملابس سباحة (أرشيف دولة إسرائيل)

رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون بملابس سباحة، يستحمّ في عين فشخة عام 1940.

اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل
5‏ حقائق عن التعاون بين الأردن وإسرائيل (AFP)
5‏ حقائق عن التعاون بين الأردن وإسرائيل (AFP)

5‏ حقائق عن التعاون بين الأردن وإسرائيل

صحيح أن الطيّار الأردنيّ الذي زار إسرائيل قال: "التحقتُ بالجيش لمحاربة إسرائيل لا لزيارتها"، ولكن لن يُغيّر طيّار واحد حقيقة أن جذور التعاون بين المملكة الأردنية الهاشمية وبين إسرائيل أعمق من جذور النزاع

حتى هذا الأسبوع، لم يعرف أي شخص عن مجدي الصمادي وعن أهميته، ولكن يتحوّل الأشخاص أحيانا من كونهم مجهولي الهوية إطلاقا ليصبحوا “أبطال الساعة” وهذا ما حدث  للصمادي حين رفض زيارة إسرائيل في إطار التعاون الأمني بين البلدين. ولكن لن يُغيّر رفض طيّار واحد حقيقة المصالح الأمنية المشتركة بين إسرائيل والأردن والتي تفوق تصرف طيّار أي كان. نعرض عليكم خمس حقائق ربما لم تعرفوها عن التعاون بين إسرائيل والأردن.

  1. لقد سبقت المصالح المشتركة بين إسرائيل وبين الأردن اتفاق السلام كثيرا والذي وُقّع بين البلدين عام 1994. ففي الواقع، كانت بدايتها قبل عام 1948. وفي عام 1919، وقّع زعيم الحركة الصهيونية، حاييم وايزمان، والأمير فيصل، شقيق الملك عبد الله، ملك المملكة الهاشمية، على اتفاق تعاون بين الصهيونية وبين العرب في الشرق الأوسط. عام 1947، التقى الملك عبد الله ذاته مرتين، بغولدا مئير. وأما الملك حسين فقد التقى بزعماء إسرائيليين كثيرا، وهناك تعاون هادئ حتى أثناء سنوات العداء.
  2. تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، قبل نحو سنة في احتفال لذكرى 20 عاما على توقيع اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، وتطرق إلى العلاقات الوطيدة بين البلدين وكأنها “حلف سري”، وهذا وفق تقرير الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان. يعتقد ميلمان أن التعاون بين البلدين يظهر أولا في حقيقة أن هناك أعداء لكلا البلدين: المسلحين الفلسطينيين، والعناصر الجهادية المتطرفة. خلال عشرات السنوات، نظرت إسرائيل إلى الأردن نظرة حاجز بينها وبين جيش صدام حسين، ولكن اليوم أصبح الأردن حاجزا بين إسرائيل وبين تهديد داعش والقاعدة.
  3. لقد عمل الملك حسين بحكمة عندما رفض رفضا تاما المشاركة في الهجوم المصري والسوري على إسرائيل في شهر تشرين الأول عام 1973. إضافة إلى ذلك، فقبل نحو أسبوعين من اندلاع المعارك، في 25 أيلول عام 1973، وصل الملك حسين إلى تل أبيب وقال لرئيسة الحكومة، غولدا مئير، إن مصر وسوريا تخططان للهجوم.
  4. لأسباب واضحة، لم يفتخر الأردن علنا أبدا بتلك المصالح المشتركة بينه وبين إسرائيل ولكن لم ينكرها غالبا. في عام ‏2005‏ صرح رئيس الحكومة فيصل الفايز أمام البرلمان الأردني قائلا: “إنني مستعد للتعامل مع الشيطان وليس مع إسرائيل فقط إذا كان في ذلك مصلحة الأردن”.
  5. واليوم أيضا، تؤمن جهات أمنية إسرائيلية بالتعاون مع جهات أمنية أردنية. وقبل بضع سنوات، عندما أطلقت قنبلة صاروخية من سيناء وأصابت منطقة العقبة، قال ضابط إسرائيلي كبير: “إن التعاون الأمني بين إسرائيل والأردن هو مثمر ورائع. ليس لديّ شك أنه خلال وقت قصير ستضح الحقائق”.
اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
  • إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
    إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
  • جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
    جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
  • جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
    جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
  • جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
    جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
  • جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
    جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
  • رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
    رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
  • رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
    رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
  • رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flas90/Yonatan Sindel)
    رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flas90/Yonatan Sindel)

الجرافيتي: فنّ متحضّر أم مجرّد خربشة؟

في أماكن مختلفة في العالم، تعجّ شوارع المدن برسوم فتّانة على الأرصفة، المباني، والمباني المهجورة. ما كان يُعتبَر تخريبًا يضيف الكثير من الطابع واللون ويكسر الرتابة.

غالبًا ما يعني كونك فنّان جرافيتي (كتابة على الجدران) أن تبقى في الظل، مجهولًا. يوقّع فنّانو الكتابة على الجدران باسم مستعار هو كناية عن مزيج من الحروف والأرقام، ويصرّ معظمهم على البقاء مجهولين، حتّى لو وصلت أعمالهم إلى المتاحف، أو حتّى بيعت. مَن لم يسمع بِبانكسي؟ إنكليزي، في الثامنة والثلاثين من عُمره تقريبًا، أعماله (غالبًا بقوالب سبك) منتشرة في كل العالم (بما في ذلك جدار الفصل). كُتبت عنه كُتب وعُرضت أفلام وثائقية، لكنّ هويته غير واضحة تمامًا.

جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)

تحوّل فن الجرافيتي في السنوات الأخيرة إلى أشهر من نار على علم في عالَم الفنّ، وما اعتُبر تخريبًا غير شرعيّ سرعان ما تحوّل إلى مُمؤسَس، جزء من المشهد اليوميّ، جزء من الفن المعماريّ للعالَم الجديد.‎ ‎
لكنّ الجرافيتي هو أعرق بكثير من الكثير من مجالات الفنّ الأخرى في العالم.‎ ‎

القليل من التاريخ

الجرافيتي هو رسوم تُرسَم على ممتلكات عامّة أو خاصّة.‎ ‎يمكن أن يكون الجرافيتي فنًّا، رسمًا، أو كتابات.‎ ‎بشكل عامّ، يجري الرسم دون إذن صاحب الملك، ولذلك يُعتبَر انتهاكًا للقانون وتخريبًا.

الجرافيتي قائمٌ منذ أيّام القِدم، فقد وُجدت كتابات الجرافيتي في الإمبراطورية الرومانية واليونان.‎ ‎يمكن القول إنّ رسوم المغارات القديمة هي نوع من الجرافيتي.

ويمكن العثور على أمثلة أولى للجرافيتي في المدينة اليونانية أَفَسُس (في تركيا اليوم).‎ ‎ويبدو أنها كانت إعلانًا دعائيَّا لبيت دعارة.‎ ‎‎كما يمكن إيجاد جرافيتي الفايكينج في روما وإيرلندا.

في العصر الحديث، يمكن اعتبار الكتابات التي رسمها جنود فرنسيون على مواقع مرّوا بجانبها في مصر خلال حروب نابليون جرافيتي (كتابة على الجدران).

جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)

في القرن العشرين، ولا سيّما بعد الحرب العالمية الثانية، اعتادت العصابات البلديّة في الولايات المتحدة على الكتابة على الجُدران عبر بخّ دهان على جدران في مواقع عامّة لتحديد مقاطعتها.‎ ‎وكثيرًا ما كانت الكتابات مرتبطة بحضارة موسيقى الهيب هوب والراب.‎ ‎مع الوقت، لم تعُد للعادة علاقة بـ “ثقافة العصابات”، وأصبحت منتشرة، وكذلك معقّدة وفنيّة أكثر.‎ ‎

جرافيتي إسرائيلي

جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

فنّ الشارع ناشط في إسرائيل أيضًا.‎ ‎إليكم بعض الأمثلة: “هاروف” (الأكثرية) – مشروع بدأ أوائل آذار 2005، ظهرت خلاله في شوارع مدينة تل أبيب ألوان الأزرق السماويّ – الأسود – الأخضر على نطاق واسع – بدءًا من جدران المدينة وصولًا إلى المقاعد وخلايا الهاتف العمومي.‎ ‎بعد أسبوع، تجلّى أنّ هذا جزء من حملة مموَّلة من متبرع يهودي أمريكي أراد إنتاج شعار جديد، حيث يمثّل الأزرق السماوي الشعب اليهودي، الأخضر الشعب الفلسطيني، والأسود جدار الفصل بينهما.

في إسرائيل، الكتابة “شعب إسرائيل حي” منتشرة، وهي تظهر غالبًا بلون أزرق، مرفقة برسمة لنجمة داود.‎ ‎وكثيرًا ما تُضاف كلمات إلى هذه الكتابات من قِبل بخّاخي جرافيتي آخرين (مثلًا: (إضافة بالأحمر): “شعب إسرائيل يعيش في فيلم” (غير واقعي)، “شعب إسرائيل حي؟”، و”شعب إسرائيل حي وموجود!”).

جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)

وتشيع كذلك الكتابة “ن نح نحمان مئومان” لحاسيديي فروتسواف (تيّار في اليهودية)، وتظهر في مدن كثيرة، سيّما ذات الطابع الدينيّ، بأشكال شتّى.

رسوم على الحائط، المباني، والأرصفة

هناك جرافيتي في كلّ العالم – المدن التي تتصدّر المشهد هي نيويورك، بوينس أيرس، برلين، سياتل، ولندن؛ لكنّ في تل أبيب أيضًا حضورًا قويًّا للجرافيتي.الفنّانون المعروفون والبارزون هم ديفيز، ديديه، كلون، زيرو سينتس(Zero Cents)، وونكي مونكي(Winky Monky)، وآخرون كَثيرون. وأعمالهم المتنوّعة منتشرة على جدران، أبواب، مبانٍ، وأرصفة.

اخترنا لكم بضعة نماذج مثيرة للاهتمام بشكل خاصّ:

رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flas90/Yonatan Sindel)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flas90/Yonatan Sindel)

 

اقرأوا المزيد: 478 كلمة
عرض أقل
ملكة هولندا في وجبة غداء في مسكن رئيس الحكومة، رابين، في القدس، عام 1995 (GPO)
ملكة هولندا في وجبة غداء في مسكن رئيس الحكومة، رابين، في القدس، عام 1995 (GPO)

حياة الزعماء الإسرائيليين: من بن غوريون حتى نتنياهو

عاشت غولدا مائير في بيت يرشح، تنازل موشيه شاريت عن السائق وكوخ بن غوريون لم يكن محكم الإغلاق من المطر. في أعقاب عاصفة التبذير للزوجين نتنياهو، كيف عاش زعماء إسرائيل، شاهدوا الصور

مرّت سنوات طويلة منذ أن انتقل دافيد بن غوريون إلى الصحراء، وعاش في كوخ تقشّر الجصّ من جدرانه في كيبوتس متواضع يدعى “ساديه بوكر”، وصولا إلى اليوم.

جرت تغييرات كبيرة منذ تلك الفترة، سعى خلالها الزعماء الإسرائيليون إلى تقديم نموذج شخصي للبساطة والتواضع، وصولا إلى شراء العديد من الزعماء الإسرائيليين لشقق فاخرة في تل أبيب، القدس وقيصاريا التي تُعتبر إحدى البلدات الأكثر ثراء في إسرائيل.

على خلفية العاصفة التي أثارها تقرير مراقب الدولة في إسرائيل حول نفقات مسكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كيف تحوّل زعماء إسرائيل من شخصيات بثّت التوفير القريب من الزهد، إلى تلك الشخصيات التي تشتري وجبات فردية بآلاف الدولارات وتصرّ على الحصول على سرير في رحلة جوّية تستغرق ساعات قليلة؟

قبل 60 عاما، فكّر الناس كما يبدو بطريقة أخرى، فقد أُرسِلوا إلى أماكن نائية من أجل العمل في الأرض والعيش عليها بتواضع كبير. واليوم، فالروح المحرّكة هي “تنظيم النفس من الناحية الاقتصادية والنجاح في الحياة”.

أمامكم بعض الصور والقصص عن قادة إسرائيليين في مختلف الأجيال وكيف عاشوا وبماذا اكتفوا:

اشترى بيجن الشقة الأولى له فقط عندما أصبح كبيرا جدا. لقد عاش معظم أيامه في شقة مؤلفة من غرفتين وفقط بعد أن أصبح فوق سنّ السبعين اشترت له أسرته من توفيراته شقة في القدس.

رئيس الحكومة مناحم بيجن وزوجته يستضيفان الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، في مسكنهما في القدس، عام 1979 (GPO)
رئيس الحكومة مناحم بيجن وزوجته يستضيفان الرئيس الأمريكي، جيمي كارتر، في مسكنهما في القدس، عام 1979 (GPO)

كان بن غوريون متطرّفا في أسلوب حياته. عندما انتقل للمرة الأولى إلى كيبوتس ساديه بوكر في النقب عام 1953 كان يبلغ من العمر 67 عاما. حاول حرّاسه أن يؤثروا عليه ليتولى الأعمال البسيطة في حظيرة الخرفان ولكنه أصرّ على القيام بعمل صعب. كانت زوجة رئيس الحكومة الأول لإسرائيل أيضًا، بولا بن غوريون، متقشّفة بطبعها ووافقت على العيش معه في كوخ.

رئيس الحكومة بن غوريون وزوجته يستقبلان الضيوف في مسكن رئيس الحكومة في القدس (GPO)
رئيس الحكومة بن غوريون وزوجته يستقبلان الضيوف في مسكن رئيس الحكومة في القدس (GPO)

كذلك، تمتّع رئيس الحكومة إسحاق رابين بالتواضع في فترة تولّيه (تولى مرتين كرئيس لحكومة إسرائيل في عاميّ 1974 و 1992). قال أصدقاء مقرّبون من رابين إنّ مسكن رئيس الحكومة في القدس كان متواضعا، ومن يوم الأربعاء حتى أمسيات السبت كان الزوجان رابين يعودان إلى شقّتهما في تل أبيب. وفي فترة ولايته الثانية أيضًا قسّم رابين إقامته بين القدس وتل أبيب وجدّد الشقة الخاصة في تل أبيب على حسابه. كان لرابين في تلك الشقة غرفة عمل صغيرة وبسيطة، التقى فيها بالضيوف وشاهد مباريات كرة القدم في التلفزيون.

رئيس الحكومة إسحاق رابين يستقبل سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في منزله في القدس عام 1976 (GPO)
رئيس الحكومة إسحاق رابين يستقبل سفير الولايات المتحدة في إسرائيل في منزله في القدس عام 1976 (GPO)

كان رئيس الحكومة موشيه شاريت (1954) معروفا بتواضعه الكبير. عندما اضطرّ شاريت إلى الاستقالة من منصبه كوزير للخارجية عام 1956، سرّح بشكل فوري سائقه الخاصّ وذهب إلى منزله مشيًا. قال مقرّبون لشاريت إنّه ترك جلسة مجلس الوزراء ورأى سائقه ينتظره في الخارج. توجّه إليه وقال له: “يوسف، لم أعد وزيرا للخارجية بعد. عُدْ إلى المكتب”، وعاد إلى منزله مشيًا. لم يمتلك شاريت شقة خاصة به، وبعد أن استقال من منصبه، لم يكن لديه مكان ليسكن فيه حتى نجح في العثور على شقّة بالإيجار في القدس.

منزل موشيه شاريت في رمات غان (GPO)
منزل موشيه شاريت في رمات غان (GPO)

وقد تبيّن أيضًا أنّه لم يكن لدى رئيس الحكومة ليفي أشكول (1963) منزلا خاصا به، وبعد أن تُوفي؛ لم يترك خلفه أية ممتلكات. قال زوج ابنته في يوم من الأيام إنّ الممتلكات التي حصل عليها من أشكول كانت أزرار قمصان فقط.‎

مدخل مسكن رئيس الحكومة ليفي أشكول في القدس في الستينيات (GPO)
مدخل مسكن رئيس الحكومة ليفي أشكول في القدس في الستينيات (GPO)

كانت غولدا مائير (1969) تعيش في منزل متهالك جدّا حيث كانت فيه تسريبات لا تتوقف في الشتاء. رفضت غولدا أن تُبذّر الأموال العامّة لأجل إصلاحه. وبشكل خاص، كان مطبخ غولدا معروفا. في هذا المطبخ كانت تخبز الكعك بنفسها لضيوفها من كل العالم، وعقدت فيه أيضًا اجتماعات المقرّرات العسكرية لها مع عدد قليل من قادة المنظومة الأمنية في إسرائيل. ومع مرور الأيام، تحوّل مطبخ غولدا “لمفهوم عسكري – سياسي”، يعرّف الاجتماعات التي فيها عدد قليل من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، والذين يجتمعون للنقاش في قضايا أمنية على جدول الأعمال.

غولدا مائير تستقبل ضيوفًا في منزلها الشخصي في تل أبيب، 1978 (GPO)
غولدا مائير تستقبل ضيوفًا في منزلها الشخصي في تل أبيب، 1978 (GPO)
غولدا في المطبخ في منزلها بالقدس في الفترة التي كانت فيها وزيرة الخارجية في حكومة موشيه شاريت عام 1956 (GPO)
غولدا في المطبخ في منزلها بالقدس في الفترة التي كانت فيها وزيرة الخارجية في حكومة موشيه شاريت عام 1956 (GPO)

في السفرية الأولى لبيجين عندما كان رئيسا للحكومة إلى الولايات المتحدة، اكتشف أنّه ليس لديه ما يكفي من القمصان. ذهبت زوجته، عاليزا، لشراء بعض القمصان له، وطُلب منها أن تحضر إيصالا من أجل استعادة ثمن القمصان. أجابت بأنّها لن تأخذ إيصالا، لأنّ بيجن سيستخدم القمصان أيضًا عندما ينهي وظيفته.

شمعون بيريس يستقبل الضيوف في مسكن رئيس الحكومة في القدس عام 1985(GPO)
شمعون بيريس يستقبل الضيوف في مسكن رئيس الحكومة في القدس عام 1985(GPO)

يبدو أن السياسيين في أيامنا ينظرون إلى ما يقومون به كمهنة، وليس كمنصب/ مهمّة عامة. من المعروف في إسرائيل أن نتنياهو وباراك انتُخبا، خسرا، اعتزلا وعادا وفي خلال ذلك ذهبا “ليكسبا الكثير من المال لبيوتهما”. أيضًا رئيس الحكومة الأسبق، إيهود أولمرت، قد جنى الكثير من المال وبسبب بعض الصفقات فهو يخوض اليوم مواجهة قانونية على السلوك غير اللائق – ظاهريا – في تلقي الرشاوى وتجاهل أمور عديدة أثناء توليه للمناصب العليا.

منزل رئيس الحكومة في القدس في فترة تولي نتنياهو، عام 1999(GPO)
منزل رئيس الحكومة في القدس في فترة تولي نتنياهو، عام 1999(GPO)
منزل رئيس الحكومة في القدس في فترة تولي نتنياهو، عام 1999(GPO)
منزل رئيس الحكومة في القدس في فترة تولي نتنياهو، عام 1999(GPO)
المنزل الخاص لأسرة نتنياهو في قيصاريا، عام 2015
المنزل الخاص لأسرة نتنياهو في قيصاريا، عام 2015
اقرأوا المزيد: 664 كلمة
عرض أقل

حرب أكتوبر.. انتصار أم هزيمة؟

غولدا مئير وموسيه ديان مع قيادة الجيش الإسرائيلي (AFP)
غولدا مئير وموسيه ديان مع قيادة الجيش الإسرائيلي (AFP)

بعد مرور 45 سنة على انتهاء الحرب الأخيرة بين إسرائيل ومصر، ما زال الشارع الإسرائيلي يتساءل ماذا عليه أن يتذكر من هذه الحرب؟ المفاجأة المصرية القاسية في ال6 من شهر أكتوبر، أم الانتصار العسكري في نهاية المعركة؟

05 أكتوبر 2014 | 13:32

بالرغم من مرور أكثر من 45 سنة على نشوب حرب أكتوبر، المعروفة في إسرائيل باسم “حرب يوم الغفران”، فإنَّ الجدل في إسرائيل ما زال مستمرا حول نتائج هذه الحرب. من الجدير ذكره، أن المفاجأة المصرية والسورية في السادس من شهر تشرين الأول عام 1973 بقيت جرحا في قلب التاريخ الإسرائيلي. ولكن من يتذكر النتائج النهائية للحرب، وبشكل خاص، قبضة الجيش الإسرائيلي التي وضعها على المناطق الغربية من قناة السويس،  يؤكد انتصار إسرائيل في هذه الحرب.

تقيم وسائل الإعلام الإسرائيلية، كل عام، احتفالا في ذكرى هذه الحرب، من خلاله، تكشف عن وثائق سرية بالنسبة لحرب عام 1973. مع كل وثيقة جديدة، تتضخم الانتقادات حول القيادة الإسرائيلية، آنذاك، والتي لم تجهز الجيش للحرب، وكانت مقتنعة أن المصريين والسوريين لن يتجرأوا على الهجوم.

في كل عام، يقوم المعلقون بإظهار نفس الحقائق المعروفة للجميع: كان هناك علم لدى جولدا مئير وموشيه ديّان بالنسبة للعمليات المصرية، وقد قررا عدم تجنيد الاحتياط من الجنود. كان رئيس المخابرات الإسرائيلي على علم بالتحذيرات التي قرأ من خلالها إشارات لحرب قريبة مع إسرائيل، إلّا إنه كان متأكدا من أنها لن تنشب. تفاجأ الجيش الإسرائيلي من هذه الحرب، وهناك الكثير من الجنود الذين دفعوا ثمنا باهظا لحياتهم. كما وأن هناك تغطية إعلامية واسعة النطاق لذكرى ضحايا هذه الحرب.

غولدا مئير وموسيه ديان خلال حرب تشرين (Knesset)
غولدا مئير وموسيه ديان خلال حرب تشرين (Knesset)

الكل يتفق على أنه تم تحطيم  الفكرة الخيالية في عام 1973 القائلة إن “الجيش لا يقهر” والتي نشأت في  حرب عام 1967، ولكن بعد مرور 45 سنة على هذه الحرب، بدأت تُسمع أصوات متعارضة للذين قالوا بخسارة الجيش الإسرائيلي في السادس من شهر تشرين الأول، فهم، الآن، يشددون على إنجازات الجيش الإسرائيلي الاستثنائية التي تحققت بعد مرور عدة أسابيع من انتهاء المعركة.

وهناك قسم مهم جدا في هذه القضية، وهي الحقيقة التي تنص على أن رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، وهو اول رئيس أركان بعد عام 1973 لم يشترك بهذه الحرب، فقد كان في المرحلة الإعدادية من دراسته أثناء نشوب الحرب. في السنة القادمة، صرح غانتس بشكل قاطع فيما يتعلق بهذه الحرب، حيث قال: “إن حرب تشرين بدأت كوسيلة دفاعٍ لصد العدو، وتحولت، فيما بعد، إلى انتصار كبير للجنود”.

يتذكر الإسرائيليون، اليوم، أنه بالرغم من أن الجانب الإسرائيلي قد خسر أكثر من 2200 جندي، وفي الجانب المصري، كان عدد المفقودين أعلى بكثير مما لدى الإسرائيليين حيث ارتفع عدد خسائر الجنود المصريين إلى 10000 جندي. عند انتهاء الحرب، وقف الجيش الإسرائيلي على مسافة قصيرة من القاهرة ودمشق، بينما الجيش المصري هو من طلب وقف إطلاق النار.

لقد كان أداء جولدا مئير في الحرب مثيرا للجدل. منذ سنين، كان الدارج أن “عمى جولدا مئير” هو الذي أدى إلى تزعزع وضع إسرائيل وأضر بجاهزيتها في الحرب. لكن، اليوم، يقال إن ثبات وعزم رئيسة الحكومة “جولدا مئير” كانا سببا في انتصار الجيش الإسرائيلي.

رئيس الأركان السابق حاييم بارليف يتشاور مع اللواء ارييل شارون عام 1973 (GPO)
رئيس الأركان السابق حاييم بارليف يتشاور مع اللواء ارييل شارون عام 1973 (GPO)

كتب المعلق الإسرائيلي يسرائيل هرئيل مقالة في جريدة “هآرتس”: “انتصار غير مسبوق، إنقاذ الدولة، كنتيجة لتضحيات الجنود والقادة.. فقد كانت الرواية الحقيقية لهذه الحرب. لكن، في الحقيقة، الرواية الكاذبة والمتلاعب بها، تجذرت في الوعي الإسرائيلي- حيث يجب إعادة صياغة هذه الرواية من جديد.. فبعد 40 عاما من جلد الذات، حان الوقت للتخلص من فكرة الصدمة النفسية التي زعزعت ثقتنا بأنفسنا، وحياتنا. علينا أن نتخلص من الرواية الكاذبة، وأن نجذر في أنفسنا الرواية العادلة والتفاؤلية”.

في مصر، ما زال يعتبر هذا اليوم “السادس من شهر تشرين الأول” كيوم عيد. وفي إسرائيل، يعتقد الكثيرون، رويدا رويدا، أنه بالرغم من الألم الذي لحق بهم في هذه الحرب، فإنها ليست مبعثا للخجل، لكن للفخر. في الواقع، لا يبدو أن المسيرات كتلك التي حدثت في مصر من شأنها أن تحدث في شوارع القدس وتل أبيب، لكن بعد 45 سنة، بدأت هذه الصدمة تترك مكانها في القلوب.

اقرأوا المزيد: 558 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)

50 عامًا على مقتل كينيدي: كيف قرأت إسرائيل الأحداث؟

تحيي اليومَ، الولايات المتحدة، الذكرى السنوية الخمسين لاغتيال الرئيس الأمريكي الأصغر في التاريخ جون كينيدي. فماذا كان رأي نخبة القيادة الإسرائيلية في الاغتيال؟ في القاتل؟ وكيف كانت جودة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في الستينات؟

تتوحد اليوم الأمة الأمريكية لذكرى رئيسها الخامس والثلاثين، جون فيتزجيرالد كينيدي. في 22 تشرين الثاني 1963، أطلق لي هارفي أوزوالد النار على الرئيس، منهيًا أيام عهده الألف. بعد خمسين سنة على الاغتيال، يُسأل السؤال: هل نجح كينيدي في ترك أثر لا يُمحى على مجرى التاريخ الأمريكي وعلى طابع الكيان الدولي، وهل أرشد إيمانه القوي بقدرة الجنس البشري على الصعود إلى الفضاء والتغلّب على قيود فكرية، سياسية، وتكنولوجية القوة العظمى الأمريكية في سبيل التقدم والهيمنة العالمية؟ ماذا كان التفكير في إسرائيل حول الاغتيال، وممَّ خشيت القيادة السياسية الإسرائيلية آنذاك؟

غولدا مئير: “الويل إذا كان يهوديًّا متورط في قتل الرئيس”

ظنّت وزيرة خارجية إسرائيل آنذاك، غولدا مئير أنّ ثمة “زوايا مظلمة يُشكّ في أن تتّضح يومًا ما” في اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي. هكذا يتبيّن من وثائق نشرها بداية الأسبوع أرشيف دولة إسرائيل، مع مرور 50 عامًا على اغتيال كينيدي.

بعد عودتها من الولايات المتحدة، حيث مثّلت إسرائيل في تشييع كينيدي، أبلغت مئير الحكومة عن انطباعاتها. “بعد أن حدث هذا، كان ثمة شعور بأنّ هذه اللحظة قلبت عالم الأمريكيين… فضلًا عن ذلك، كان ثمة شعور حقيقي بخسارة شخصية وذاتية لكل شخص”، قالت. “يقولون في واشنطن إنه كان مليونا شخص في الشوارع. لم أرَ بعد شيئًا كهذا، صمتًا مطبقًا، لم يُسمَع أيّ صوت، كان صباحًا باردًا، وقف الناس ساعات، كان ذلك بالحقيقة حدادًا، حدادًا شخصيًّا”، قالت.

رئيسة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير  (AFP)
رئيسة الخارجية الإسرائيلية غولدا مئير (AFP)

وتطرّقت وزيرة الخارجية بتوسّع للشائعات التي بدأت تنتشر حول هوية القاتل. “أُصبتُ بصدمة، ولا أزال متوتّرة… حسب رأيي، في الموضوع كله (زوايا مظلمة) يُشكّ في أن تتّضح يومًا ما”، قالت. وقدّمت مئير روايتها الخاصّة لنظرية المؤامرة، حين تحدثت عن جاك روبي (يعقوب ليئون روبينستاين)، اليهودي الأمريكي الذي قتل لي أوزوالد، قاتل كينيدي، بعد يومَين من اعتقاله. “أظنّ أنّ روبي هو رسول شخص ما، وأقول: إمّا حركة سياسية سرية أو شرطة دالاس”.

يُعتبَر اغتيال كينيدي أحد الأحداث الدراماتيكية في القرن العشرين ووجدت لجنة أُنشئت للتحقيق في الاغتيال أنّ الاغتيال نفّذه شخص واحد – لي هارفي أوزوالد، عمل وحده. لم يتقبل كثيرون هذه النتائج، إذ اعتقدوا أنّ كينيدي اغتيل نتيجة مؤامرة، وأنّ أكثر من شخص واحد كانوا متورّطين. يعتقد متبنّو نظرية المؤامرة أنّ مسؤولية اغتيال كينيدي تقع على أكثر من شخص واحد: وكالات الاستخبارات الأمريكية، مؤسسة الصناعة العسكرية، المافيا، وعناصر من خارج الولايات المتحدة، مثل الروس أو فيدِل كاسترو.

وتساءلت وزيرة الخارجية غولدا مئير أيضًا عن قتل قاتل الرئيس بعد يومَين على اغتيال كينيدي: “كان أوزوالد محسوبًا على كاسترو، مسجّلًا كشيوعي. حاول أن يكون في روسيا. أمور غريبة جدًّا. لكنّ الأغرب هو أمر جاك روبي… كيف دخل روبي إلى هناك؟ كيف دخل شخص غريب إلى داخل بناية الشرطة؟ إذا كان مبعوثَ كاسترو، إذا كانت ثمة حركة سرية لكاسترو، تصل حدّ اغتيال الرئيس، ويُنظَم هذا بهذه الطريقة، بحيث يُسكِتون القاتل، وإذا تكلّم رغم ذلك – فالويل إذا كان يهوديًّا متورط في قتل الرئيس “، أضافت.

برقية التعزية التي أرسلتها مئير الى وزير الخارجية الأمريكي انذاك، دين راسك (أرشيف دولة إسرائيل)
برقية التعزية التي أرسلتها مئير الى وزير الخارجية الأمريكي انذاك، دين راسك (أرشيف دولة إسرائيل)

وأطلعت مئير الحكومة أيضًا على “تنهيدة الفرج” بين يهود الولايات المتحدة، حين تبيّن أنّ القاتل ليس يهوديًّا. “إلى جانب كارثة موته، من المثير للاهتمام كيف تنفّس اليهود الصعداء، حين عُلم أنّ القاتل ليس يهوديًّا. لماذا يجب أن يُظنّ أنّ يهوديًّا تحديدًا سيغتال كينيدي – لا أعلم”، قالت.

حدث اغتيال كينيدي الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت بتوقيت إسرائيل. بعد 25 دقيقة من إطلاق النار على الرئيس الأمريكي الأكثر شبابًا في التاريخ، وصل نبأ إصابته إلى إذاعة “صوت إسرائيل”، وتمّ بثه في نشرة أخبار التاسعة. وتلقى رئيس الحكومة، ليفي أشكول، النبأ فيما كان يمكث في تل أبيب في حفلة عيد ميلاد صديقه. بعد بضع دقائق، وصل الخبر أنّ كينيدي توفي متأثرًا بجراحه، ليغادر أشكول الحفلة إلى القدس.

برقية التعزية التي أرسلها أشكول الى الشعب الأمريكي (أرشيف دولة إسرائيل)
برقية التعزية التي أرسلها أشكول الى الشعب الأمريكي (أرشيف دولة إسرائيل)

بعد انتصاف الليل بنصف ساعة، نشر أشكول بيانًا حول وفاة الرئيس كينيدي. كتب: “وضعت يدٌ آثمة حدًّا لحياة وعمل رئيس الولايات المتحدة… كان عهده القصيرُ مفعمًا بالخير والآمال. فقد حمل في طياته أملًا بالسلام. لقد فقد العالَمُ قائدًا عظيمًا ناضَل من أجل الديموقراطية والمساواة في الحقوق في بلاده الكبيرة والعالَم كلّه”.

علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة في الستينات

كان كينيدي رئيسًا صديقًا لدولة إسرائيل، كما يقدّر محلّلون إسرائيليون، حتى إنه أجرى لقاءً تاريخيًّا برئيس حكومة إسرائيل، دافيد بن غوريون. قُبَيل انتخابه مباشرةً، اكتشف الأمريكيون عبر صُوَر الأقمار الاصطناعية بناء المفاعل النووي في مدينة ديمونة- جنوبي إسرائيل. طُلب من إسرائيل تقديم إيضاحات، لتقوم بعد فترة بتقديم كامل المعلومات للولايات المتّحدة.

موكب الرئيس كينيدي لحظات قبل إغتياله (Wikipedia)
موكب الرئيس كينيدي لحظات قبل إغتياله (Wikipedia)

في 21 كانون الأول 1960، أعلن دافيد بن غوريون في الكنيست أنّ إسرائيل تبني مفاعلًا نوويًّا، لكنه سُيستخدَم لأغراض سلميّة. يبدو أنّ كينيدي، الذي استهلّ عهده بعد أيّام، قبل الإيضاحات، ولم يطلب أمورًا أخرى لمنع تطوير إسرائيل قنبلة نووية. في لقائه مع بن غوريون في نيويورك في 30 أيار 1961، نال الرئيس الأمريكي موافقة إسرائيل المبدئية العلنية لزيارة علماء من دُوَل محايدة إلى المُفاعِل.

كانت علاقة اليهود الأمريكيين بكينيدي واضحة. فقد صوّت له معظم اليهود، رغم أنه متحدر من أسرة لاسامية، إذ إنّ والده كارهٌ لليهود. وادّعى مؤخرًا الصحفي الإسرائيلي يغآل ربيد، الذي درس سيرة كينيدي وعلاقته بإسرائيل، أنّ كراهية الأب كينيدي، الذي كان سفير الولايات المتحدة في لندن في بداية الحرب العالمية الثانية، لليهود كانت كبيرة إلى درجة هيّجت عددًا من الحاخامات ضدّه. وفقًا لنظريات المؤامرة من تلك الفترة، أصدرت مجموعة من الربانيين في إنجلترا بحقّ الأب لعنة من نوع “بولسة دنورا” (طقس لعنة في القابالاه، معناه العمليّ صلاة ليموت الملعون بسرعة). طبعًا، لا توثيق تأريخيًّا لهذه الأنباء، رغم أنّ أسرة كينيدي معروفة تاريخية كـ”أسرة ملعونة” لكثرة المصائب التي حلّت بها. فالأخ الأكبر للرئيس كان طيّارًا وقُتل، قُتلت شقيقة الرئيس في حادث طائرة، كانت للرئيس شقيقة أخرى نُقلت إلى مشفى أمراض نفسيّة وماتت، الرئيس نفسه قُتل، والأمر الأخطر والأخير هو أنّ شقيق الرئيس، عضو مجلس الشيوخ بوبي كينيدي، قتله فلسطينيّ في الذكرى السنوية الأولى لحرب 1967.

عائلة كينيدي (Wikipedia)
عائلة كينيدي (Wikipedia)

خلال عهد كينيدي، بنت إسرائيل قوتّها العسكرية، التي أظهرتها بعد سنوات في حرب حزيران 1967. ورغم أنّ الحليف الرئيسي ومصدر السلاح المركزي كان فرنسا، فقد أبدت الولايات المتحدة تعاطفًا، وساعدت الجيش الإسرائيلي، ولو بتردُّد خشية إشعال سباق تسلُّح، بتزويد أسلحة متطوّرة، بينها صواريخ حديثة مضادّة للطائرات من طراز “هوك”، طلبها بدايةً رئيس الحكومة دافيد بن غوريون في لقائه الرئيس كينيدي في نيويورك. جرى تزويد الصواريخ صيف 1962، بضغط من أعضاء كونغرس ديموقراطيين في ذروة انتخابات الكونغرس.

“حين ارتقى كينيدي السلطة، كانت النظرة من إسرائيل إليه مختلَطة – الأمل من جهة وبعض الشك من جهة أخرى. كانت هذه علاقات محبة وبُغض، فهو دعم إسرائيل من جهة، ربما بسبب مشاعر الذنب. ولكنه من جهة أخرى، عارض بشدّة المفاعل النووي في ديمونة. وفقًا للتحقيقات التي توصّلنا إليها، شعرت إدارة كينيدي أنّ إسرائيل تُخاتلها. لذا، أرسلت وكالة المخابرات المركزية (CIA) والأقمار الاصطناعية الأمريكية لفحص ما يجري هناك”، ادّعى الصحفي ربيد.

اقرأوا المزيد: 1017 كلمة
عرض أقل
رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مئير  (AFP)
رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مئير (AFP)

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية: “يجب منح مصر وسامًا على الغش في الحرب”

في مؤتمر خاص عُقد في تل أبيب، ادعى من شغل في حينه منصب قائد شعبة الاستخبارات العسكرية، إيلي زعيرا، أن وزير الأمن موشيه ديان قد قدّر أن مصر على وشك شن حرب منذ 5 تشرين 1973

إن ذكريات حرب تشرين (6 أكتوبر 1973) محفورة عميقًا في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية، كانكسار أدى إلى نتائج تلك الحرب القاسية. وقد احتفلوا في تل أبيب هذا المساء في مؤتمر خاص تابع لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، بالسنة الـ 40 على مرور الحرب.

كان من بين المتحدثين في المؤتمر، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أثناء حرب تشرين، إيلي زعيرا، الذي كشف وجهًا جديدا لعملية اتخاذ القرار عشية الحرب مدعيًا أن وزير الأمن في حينه، موشيه ديان، كان واعٍ للمفاجئة التي يحضرها السادات قبل أقل من يوم واحد من نشوب الحرب، وأنه كان قلقًا من السؤال كيف يتم تجنيد الاحتياط “توصل ديان في تلك الأيام إلى نفس الاستنتاج تقريبا: المصريون يريدون الهجوم، وهم يريدون أن يكون ذلك مفاجئًا. ليست لدي أية فكرة لماذا اعتقدوا أن الحرب ستبدأ في الغد، في يوم الغفران. الحديث الذي نشأ لم يتمحور حول ما إذا ستنشب حرب، بل كيف يجب تجنيد الاحتياط” ادعى زعيرا.

عبور قنال السويس (Wikimedia)
عبور قنال السويس (Wikimedia)

وادعى زعيرا أيضا أن اللقاء مع وزير الأمن قد تم تحديده بعد تلقي معلومات في ليلة يوم الخميس (4 أكتوبر) حول إخلاء المستشارين الروس، وقام بنقلها على جناح السرعة إلى رئيس الأركان ووزير الأمن. على حد أقوال زعيرا، طلب ديان، كونه كان واثقا من نشوب الحرب، عقد لقاء مع رئيسة الحكومة غولدا مائير. قال فيه لغولدا “إنه يجب تحضير القوات لحرب يوم الغفران”. وأضاف قائلا: “لدينا أنباء باحتمال أكبر وأنباء حول عبور القنال مائة بالمائة’”.

غولدا مئير وموسيه ديان خلال الحرب (Knesset)
غولدا مئير وموسيه ديان خلال الحرب (Knesset)

واعترف زعيرا أيضا قائلا: “يجب أن نمنح مصر وسامًا على الغش في الحرب”، إذ تطرق إلى مسألة تفعيل الوسائل الاستخباراتية الخاصة في الحرب.

وتحدث رئيس الموساد في فترة الحرب، تسفي زمير، هو أيضا في المؤتمر وقال إن أنباء ذات قيمة كانت بحوزة شعبة الاستخبارات العسكرية لم يتم نقلها إلى القادة. “اتضح لي في ذلك الوقت أنه لا توجد في شعبة الاستخبارات العسكرية أي تعاليم تفعيل”، أشار زمير. واتهم: “وصل نبأ استوعبوه، هذا مكتوب في الكتب. من بلد عربي إلى بلد عربي، على يد رجل عسكري، وهو يشرح لماذا يخلي الروس رجالهم من مصر إلى سوريا، ويقول أن هذه حرب. لم يتم نشر هذا النبأ. لقد استغرق أفراد شعبة الاستخبارات العسكرية عشر ساعات ليقرروا كيف ينشرون النبأ. هذا نبأ لا يمكن تأجيله. هذا نبأ تحذير”.

وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان (AFP)
وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان (AFP)

وقد روفق النقاش الذي دار في القاعة بين زعيرا وزمير بهتافات مقاطعة من الجمهور الذي كان حاضرا في قاعة المؤتمر. يجدر الذكر أن الشخصيتين الكبيرتين في الاستخبارات آنذاك، زعيرا وزمير، قد تواجدتا للمرة الأولى على نفس المنصة منذ قدّم زعيرا دعوى ضد زمير بالتشهير في العام 2005. وقد جاءت الدعوى بعد أن توجه زمير إلى المستشار القضائي للحكومة، بطلب لفتح تحقيق جنائي ضد زعيرا، الذي كشف في مقابلة أجراها في العام 2004 عن هوية العميل المصري أشرف مروان، الذي حذر من مغبة شن الحرب.

في شهر تموز 2012، أعلن المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشطاين رسميًا عن إقفال ملف التحقيق ضد زعيرا من دون تقديم لائحة اتهام. وقد أقرت لجنة أغرنات، التي حققت في الفشل الاستخباراتي في فترة ما قبل الحرب، أن زعيرا قد فشل في وظيفته، ونتيجة لذلك اعتزل الحياة العسكرية في العام 1974.

اقرأوا المزيد: 476 كلمة
عرض أقل