صورة توضيحية (AFP)
صورة توضيحية (AFP)

التماسيح تهدد مواطني غور الأردن

يشكل أكثر من ألف تمساح في حديقة سياحية تم إغلاقها مصدر قلق لدى مواطني منطقة غور الأردن: "لا يمكن معرفة التأثيرات"

منذ وقت طويل، تم إغلاق حديقة التماسيح التي أقيمت في غور الأردن في التسعينيات، ولكن ظلت تعيش فيها التماسيح بالقرب من مواطني المنطقة الإسرائيليين والفلسطينيين. يجري الحديث عن أكثر من ألف تمساح، صغير وكبير على حد سواء، تعيش في بركة تم إغلاقها قبل سنوات، ويبدو أن لا أحد يعرف ماذا يجب العمل بها. ورد تقرير مؤخرا جاء فيه أن قبرص وافقت على استيعاب التماسيح في أحد المتنزهات، ولكن فشل البرنامج بسبب معارضة المواطنين المحليين.

قال رئيس مجلس غور الأردن، دافيد ألحياني، إن حديقة التماسيح كانت موقعا سياحيا، ولكن خلال الانتفاضة الثانية توقف السياح عن زيارة الموقع، لهذا تم بيع التماسيح. ولكن قبل نحو خمس سنوات، حظر القانون بيع التماسيح ومنذ ذلك الحين تكاثرت التماسيح ووصل عددها إلى أكثر من ألف تمساح. إضافة إلى ذلك، تعيش التماسيح نحو 100 عام.

غور الأردن (Hadas Parush/Flash90)

قبل بضع سنوات، هرب سبعون تمساحا من الموقع، ووجد بيضها خارج حديقة الحيوانات. “قبل عامين، وُجِد في بركة قرية العوجا تمساحا، ووصل تمساح أيضا فجأة إلى البلدة القريبة يافيت”، قال رئيس المجلس، ألحياني. وأضاف متسائلا: “ماذا سيحدث إذا وصل تمساح إلى نهر الأردن؟ سيشكل ذلك كارثة دولية”.

طيلة سنوات، جرت محاولات لنقل التماسيح إلى قبرص وإفريقيا. في الفترة الأخيرة، نُشِر في وسائل الإعلام القبرصية أن إحدى المدن في الدولة صادقت على إقامة متنزه للتماسيح، كان يفترض أن تصل إليه تماسيح من إسرائيل. ولكن، أثارت الموافقة احتجاجا عارما من جهة المواطنين، الذين خشوا من حدوث الأمراض وهروب التماسيح، لهذا رُفِض الاقتراح.

أعرب ألحياني مؤخرا عن خشيته في ظل الظاهرة المقلقة: “لا يقدم أحد حلا. من دواعي سرور الجميع التخلص من التماسيح ولكن بسبب الحماقة لا يمكن القيام بهذا. يبدو أن هذه التماسيح ستظل إلى الأبد ولا يمكن معرفة التأثيرات”.

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
صيادون فلسطينيون في غزة (AFP)
صيادون فلسطينيون في غزة (AFP)

اقتصاديون إسرائيليون وفلسطينيون يضعون خطة طموحة لإنقاذ اقتصاد غزة

الخطوات التي اقترحها الباحثون لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني في غزة وغور الأردن تشمل فتح المطار في غزة من جديد، وتطوير السياحة في الغور، وإتاحة حركة حرة بين المنطقتين

24 مارس 2017 | 10:49

أصدر فريق فلسطيني – إسرائيلي مكون من 11 باحثا اقتصاديا ورقتي موقف، يشملان خطة اقتصادية لتوسيع النشاط الاقتصادي الفلسطيني في غور الأردن، وإنقاذ الاقتصاد في قطاع غزة. وشدّد الباحثون الذين عرضوا خطتهم أمام ديبلوماسيين أجانب في القدس، هذا الأسبوع، على أن الأموال التي تتبرع بها دول الغرب يجب أن تغيّر الوضع القائم بدل أن تعززه.

وتبدو الخطة لأول وهلة بعيدة المنال في ظل الحصار المفروض على القطاع من قبل إسرائيل، والسيطرة الإسرائيلية على غور الأردن، لكن الباحثين الإسرائيليين في الطاقم المشترك يؤكدون أن الخطوات المقترحة قريبة جدا من رؤية مسؤولين إسرائيليون كثيرون في الجيش ووزارة الدفاع، وتطبيقها ممكن وليس مستحيلا.

ومن الخطوات التي جاءت في ورقتي الباحثين: إتاحة حركة منتظمة للناس والبضائع بين غزة والضفة؛ فتح المطار في غزة من جديد؛ توصيل المياه والكهرباء؛ بناء ميناء وترميم برك الصيد في بحر غزة؛ تقليص قائمة المواد مزدوجة الاستعمال؛ السماح للفلسطينيين بزارعة 40 ألف دونم أرض إضافيين في الغور؛ بناء قطاع السياحة وتطويره في الغور.

ويقول الباحثون، في ردهم على الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إن الحصار لم يحقق أهدافه، إذ لم يمنع تسلح حركة حماس المسيطرة على القطاع منذ عام 2006، ولم يمنع نشوب حرب بين الطرفين، إنما أدى إلى إضعاف الاقتصاد في القطاع على نحو شديد، وذلك بدوره زاد ويزيد من حالة الغضب والغليان في القطاع.

واقترح هؤلاء أن الحصار يعزز من سيطرة حماس بالقطاع، وفق المنطق القائل إن السيطرة على مكان مغلق أسهل منه على مكان حر.

وتعكس الورقتان عبر معطيات رقيمة الوضع الاقتصادي الرديء الذي وصل إليه الاقتصاد الفلسطيني بسبب الأوضاع الاقتصادية السائدة في قطاع غزة والغور، التي تساهم في شد الاقتصاد إلى الوراء.

ويكشف الباحثون معطيات ملفتة عن الوضع الاقتصادي في القطاع، ومن هذه المعطيات التشكيك في ادعاء السلطة الفلسطينية في الضفة بأنها تستثمر نحو 40% من ميزانيتها في قطاع غزة، فوفق حساباتهم، يدور الحديث عن 15% بالمئة فقط. ويقول الباحثون إن هذه النسبة من الدعم ليست عالية وبإمكان السلطة استثمار المزيد في القطاع.

يذكر أن الطاقم ينتمي إلى مجموعة “إكس” التي أقيمت من أجل وضع تصورات اقتصادية – اجتماعية لمرحلة قيام الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 323 كلمة
عرض أقل
هجوم إسرائيلي على المناطق السورية، أرشيف
هجوم إسرائيلي على المناطق السورية، أرشيف

دراما ليلية على الحدود الإسرائيلية السورية

إطلاق صواريخ من سوريا نحو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. لم تصب الصواريخ الطائرات. يدور الحديث عن حادثة هي الأخطر بين إسرائيل وسوريا في السنوات الست الأخيرة

17 مارس 2017 | 09:06

سُمعَت هذه الليلة (الجمعة) صفارات الإنذار في غور الأردن، بشكل استثنائي. في المقابل، أشار مواطنون إسرائيليون إلى أنهم سمعوا تفجيرات قوية في منطقة القدس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار بدأت عملها بعد مهاجمة طائرات سلاح الجو هذه الليلة (الجمعة) لبعض الأهداف في سوريا، فأصبح هذا الهجوم الحادثة الأخطر بين إسرائيل وسوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا منذ 6 سنوات.

شظايا الصاروخ السوري الذي سقط في الجانب الأردني (Twitter)
شظايا الصاروخ السوري الذي سقط في الجانب الأردني (Twitter)

أثناء إطلاق النيران أطلقت منظومة الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد عددا من الصواريخ باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. لم تصب الصواريخ الطائرات، وردا على إطلاقها أطلقت صواريخ اعتراضية تابعة لمنظومة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

تجري قوات الجيش الإسرائيلي استطلاعا في منطقة غور الأردن بهدف معرفة إذا سقطت صواريخ فيها. جاء على لسان المسؤولين في مركز الطوارئ المدني في غور الأردن أنه ليس معروفا حتى الأن عن سقوط صواريخ.‎ ‎

وسقطت أجزاء من صواريخ سورية في بلدة عنبه في الأردن، بعد إطلاقها باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وبعد تعرضها لصواريخ اعتراضية. شهد مواطنون في مدينة إربد الواقعة شمال غرب الأردن، أنهم سمعوا أصوات تفجير قوي منذ ساعات الصباح الباكرة. أخمدت قوات إخماد الحرائق العسكرية الأردنية التي وصلت إلى منطقة سقوط الصواريخ، النيران، وهي تفحص أجزاء الصواريخ. وفق أقوال المواطنين الذين يعيشون قريبا من موقع سقوط الصواريخ، فقد تم إخلاؤهم من منازلهم، لأن بقايا الصواريخ سقطت على بعد مترين فقط من منازلهم. ليست هناك إصابات.

في الأشهر الأخيرة، حدثت عدة حالات هجوم ضد أهداف عسكرية نُسبت إلى إسرائيل. في أعقاب ذلك هدد زعماء سوريون بارزون أنهم سيردون بقوة ضد “الهجوم الإسرائيلي”.

اقرأوا المزيد: 237 كلمة
عرض أقل
حرب لبنان الثانية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (Flash90/Yossi Zamir)
حرب لبنان الثانية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية (Flash90/Yossi Zamir)

هكذا ستحمي إسرائيل مواطنيها إذا هاجم حزب الله

خطة جديدة شكلتها أجهزة الأمن الإسرائيلية ترسم إخلاء واسعا للبلدات الحدودية في الشمال، بما في ذلك مواجهة إطلاق الصواريخ على نطاق واسع من قبل حزب الله

على الحدود اللبنانية – لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي وتخطط كيف تعمل في اليوم الذي ستندلع فيه حرب بينها وبين حزب الله.

وفقا للخطة التي تم الكشف عنها حصريا في موقع NRG الإسرائيلي فسيتم إخلاء سكان 14 بلدة حدودية مجاورة للحدود اللبنانية من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الحرب وسيتم استيعابهم في بلدات الجنوب في منطقة غور الأردن. وكُشف في الموقع الإسرائيلي أيضًا أنّ سكان جبل الشيخ سيتم إبعادهم حتى البحر الميت في جنوب إسرائيل.

خلال لقاء أقيم مع ممثلي البلدات وفرق الطوارئ، عُرضت أمام السكان صورة الوضع الراهن لاستعدادات الجبهة الداخلية وقت الطوارئ. وذلك على ضوء دروس الماضي وتقديرات المستقبل بخصوص نية حزب الله.

وكشف ممثلو فرق الطوارئ الذين شاركوا في هذه الجلسات أنّه تم أيضًا إيجاد أماكن لإخلاء البلدات الصغيرة أيضًا حول بحيرة طبريا إذا توسّع تهديد إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله.

وسيُستضاف سكان الشمال الذين سيتم إخلاؤهم استضافة محلية، في مؤسسات تربويّة وأيضًا عند سكان يكونون مستعدين لاستقبالهم. وسيُجنّد الكثير من المتطوّعين والمهنيين أنفسهم من أجل منح الدعم الاقتصادي والنفسي وتوفير نمط حياة اعتيادي قدر الإمكان للسكان الذين غادروا منازلهم في الشمال.

افتراض العمل للتخطيط لإخلاء السكان من البلدات الواقعة على الحدود اللبنانية هو أنّه من غير المتوقع أن تحدث ثانية أحداث الماضي في حرب لبنان الثانية وأنّ دولة إسرائيل ستضطر إلى مواجهة المعركة القادمة أمام واقع تهديدي أكثر صعوبة ولا سيما أمام تهديد الصواريخ.

في السنة الماضية على سبيل المثال، افترض الجيش الإسرائيلي أنّه في القتال القادم سيحاول مقاتلو حزب الله تنفيذ عمليات احتلال للأراضي الإسرائيلية أيضًا وصدر مثل هذه التصريحات مؤخرًا أيضًا عن شخصيات من التنظيم. في مثل هذه الحالة، ستكون هناك حاجة إلى إخلاء السكان بالتوازي مع القتال من أجل إعادة احتلال الأراضي.

بالإضافة إلى ذلك، بدأ حزب الله منذ نحو عام بالتسلّح بالصواريخ في إطار القتال في سوريا، حيث إنّ هدف هذه الصواريخ هو التسبب بالدمار للأحياء. ولا يُعرف تماما عدد هذه الصواريخ الدقيق بيد التنظيم، ولكن ما هو معروف عنها هو أنها صواريخ للمدى القصير، ذات رؤوس حربية وزنها عشرات حتى مئات الكيلوغرامات، ولو سقط أحدها على قاعدة أو بلدة فسيحدث ضرر هائل.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)
كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)

بعد 15 عاما: فشل كامب ديفيد ينكشف

ماذا حدث حقا وراء كواليس محادثات السلام في كامب ديفيد عام 2000؟ إذلال عرفات، الاقتراح بعيد المدى لإيهود باراك وقصص أخرى من الغرف المغلقة تنكشف

في تموز عام 2000، قبل 15 عاما، عُقد في كامب ديفيد مؤتمر السلام الذي كان يفترض أن يؤدي إلى نهاية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان الحديث عن محادثات على اتفاق دائم. كانت هذه في الواقع هي المرة الأولى بعد 7 سنوات منذ توقيع اتفاقية أوسلو، التي التقى فيها الإسرائيليون والفلسطينيون للحديث عن موضوعات كبيرة: الأراضي، اللاجئين، الترتيبات الأمنية والأهم من كل شيء هو مستقبل القدس.

بعد 15 عاما، “الحكمة التي بعد فوات الأوان”، كما افتتح الصحفي الإسرائيلي، رافيف دروكر برنامج “أسرار محادثات السلام” في القناة العاشرة، للتحقيق في الأسرار الأكثر ظلمة في مفاوضات كامب ديفيد. محاولة صحفية للكشف عن أكبر قدر من الأسرار حول لغز الأسبوعين المفقودين في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في وقت ما عام 2000، والتي انتهت بخيبة أمل وفشل ذريع.

على مدى عام ونصف أجرى دروكر مقابلات مع مسؤولين من جميع الأطراف: فلسطينيين، إسرائيليين وأمريكيين مِمَن شاركوا في محادثات السلام في تلك السنوات.

الصحفي الإسرائيلي، رافيف دروكر (Flash90/Yonatan Sindel)
الصحفي الإسرائيلي، رافيف دروكر (Flash90/Yonatan Sindel)

كان الخطأ الأكبر لهذا المؤتمر، بحسب رأي دروكر، هو في الطريقة التي انتهى بها. واعترف دروكر أنه سأل مسؤولين أمريكيين، لماذا أعلن الرئيس الأمريكي حينذاك، بيل كلينتون، أنّ المفاوضات كانت فاشلة ولماذا ألقوا باللائمة على الفلسطينيين؟ إن إلقاء اللوم على أحد الأطراف كان مخالفا لوعد كلينتون لعرفات وباراك، وهو الوعد الذي أعطاه قبل القمّة. ولم يخدم أيضًا الحاجة إلى الاستمرار وتعزيز المفاوضات وقد دفع بالفلسطينيين إلى زاوية مستحيلة. واعترف دينيس روس، وهو أحد ممثّلي اللجنة الرباعية حتى وقت قريب، أنّ ذلك كان خطأ.

“هناك تفسير آخر إضافي مهم جدا للطريقة التي تصرف بها الأمريكيون: فقد أراد كلينتون الدفاع عن باراك واعتقد أنّ الطريقة الأمثل للدفاع عنه هي إلقاء كل شيء على عرفات. أخطأ كلينتون وباراك أيضًا”، هذا ما استنتجه دروكر.

كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)
كلينتون، باراك وعرفات في محادثات كامب ديفيد عام 2000 (AFP)

إذن فما الذي حدث من أخطاء في مؤتمر السلام الأول بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الاتفاق الدائم، في وقت ما من عام 2000؟

لم يكن الفريقان مستعدين: لم يكن هناك نضج في الجانب الفلسطيني

توصل الكثيرون ممّن حللوا فشل كامب ديفيد إلى نتائج واضحة جدا بخصوص استعدادية الفريقين عند الوصول إلى مؤتمر سلام قسري. تجاهل إيهود باراك تقريبا بشكل تام سلسلة طويلة من التحذيرات التي تلقاها في وقت مبكر من رجاله الذين عرفوا أفضل منه فريق المفاوضات الفلسطيني: لم يكن الفلسطينيون ناضجين، العالم العربي ليس مطلعا على الأمور، لا تدعم الجامعة العربية، ولا تدفع قدما مصر مبارك، صفقة مثل هذه كان ينبغي إعدادها بحرص وتخطيطها بحذر، بما في ذلك أسوأ السيناريوهات في حال انفجار المؤتمر، وهلمّ جرا.

ولكن باراك يتمسك بوجهة نظره، ويريد كامب ديفيد. كانت صورة افتتاح المؤتمر لا تُنسى: باراك وعرفات يتشاجران أمام بوابة الدخول، من سوف يضحّي ويدخل قبل الآخر، عرفات يشير إلى باراك بالدخول، في حين أن باراك يشير له أيضا بالدخول، فيبدأن بالشجار الجسدي، حتى دفع باراك ببساطة عرفات إلى الداخل واختفى الاثنان.

نزاع وثغرات كبيرة حول القضايا الجوهرية

كانت نقاط بدء المفاوضات بين الفريقين في مجموعة متنوعة من القضايا التي كانت في جدول الأعمال كبيرة جدا. فيما يلي مخطط الثغرات، الأولي، في أربع قضايا رئيسية.

الفجوات في مواقف الطرفين
الفجوات في مواقف الطرفين

بعد أيام طويلة من النقاشات المطولة والليلية وبعد التنقل بين الفريقين، كان باراك مستعدّا للتوصل إلى قرار والكشف عن جميع أوراقه والوصول إلى اتفاقات أكثر اتساعا مع فريق المفاوضات الفلسطيني. فيما يلي باختصار كبير وغير كامل أسس الاقتراح الذي قدّمه باراك لعرفات. كان الجانب الفلسطيني مستعدّا، كما ذكرنا، لدراسة هذا الاقتراح فقط بعد انتهاء المؤتمر وبعد جولة من الاستشارات مع قادة العالم العربي والإسلامي، وهو الأمر الذي لم يكن باراك مستعدا لقبوله.

الفجوات في مواقف الطرفين
الفجوات في مواقف الطرفين

ونشير إلى أنه بعد أن سمع كلينتون اقتراح باراك على الفلسطينيين أشار أمامه إلى أنه زعيم شجاع وأنّه “لو لم يقبله عرفات، فإنه بحاجة إلى طبيب نفسي”.

أجواء من عدم الاحترام والكراهية المتبادلة بين الزعماء

محادثات كامب ديفيد: باراك، أولبرايت وعرفات في طريقهم الى طاولة المفاوضات (AFP)
محادثات كامب ديفيد: باراك، أولبرايت وعرفات في طريقهم الى طاولة المفاوضات (AFP)

اعترف كل من كان حاضرا في المؤتمر، تقريبًا، بعد سنوات من ذلك أنّه قد سادت فعلا في المؤتمر الذي استمر لأسبوعين أجواء صعبة من عدم الثقة بين المسؤولين الذين كان يفترض بهم أن يتّخذوا القرار. كان أساس الكراهية والعداء، بين باراك وعرفات.

ويصف دروكر في المقال بعض الحوادث التي كان بالإمكان من خلالها الشعور بأنّ الجليد بين الزعيمين لن يُكسر أبدا، وهو أمر مهم جدا في مثل هذه الأطر من المفاوضات بين الطرفين على مستقبل الصراع الدموي بين الشعبين.

وقد اعترف مسؤولون في فريق إيهود باراك بالفم الملآن أنّ باراك كان ينفر من عرفات. اعترف شلومو بن عامي، وزير الأمن الداخلي في حكومة باراك، أكثر من مرة، أنّ باراك لم يكن قادرا على إجراء حوار مع عرفات. لم يتبادلا كلمة واحدة تقريبا في وجبة مشتركة لجميع الأطراف.

ويتذكر صائب عريقات، وهو عضو دائم في فريق المفاوضات الفلسطيني، حادثة مخجلة ظهر فيها إيهود باراك وهو خارج من مكان إقامته مع إسرائيليَّيْن ويمر أمامه رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، دون أن يسلّم عليه. “كان ذلك أمرا لا يُصدّق، ركضتُ خلف باراك وقلت له. أنت تعيش في الشرق الأوسط. عملك هذا ليس مقبولا. لا يمكنك تجاهل عرفات هكذا دون التسليم عليه ومصافحته”، كما قال عريقات. فقط بعد أن تدخّل عريقات، عاد باراك ليصافح الرئيس عرفات.

عرفات يعود الى رام الله خائب الأمل (AFP)
عرفات يعود الى رام الله خائب الأمل (AFP)

وأوضح صائب وشركاؤه الإسرائيليون في المفاوضات عدة مرات لباراك أنّ الرئيس عرفات هو شخص فخور وأنّ السلوكيات والإيماءات هي أمر مهم.

كانت هناك أهمية كبيرة، كما يبدو، لقضايا الاحترام والدفء بين طواقم المفاوضات عند الجانب الفلسطيني، وهو الأمر الذي لم يكن واضحا لدى الفريقين الآخرين.

تفرّق مؤتمر كامب ديفيد دون التوصل إلى اتفاق. بعد أشهر من ذلك اندلعت الانتفاضة الثانية، انتفاضة الدماء: قُتل فيها أكثر من ألف مواطن إسرائيلي بريء، وأكثر من 3,000 فلسطيني. انهار معسكر السلام الأكبر والأقوى في إسرائيل وتفكّك، ولم يتعافَ حتى الآن من الصدمة. وقد تحطمت الثقة الهشة بين الجانبين. وتوقفت عملية أوسلو. ولا تزال شظاياها متناثرة حتى اليوم على السطح.

اقرأوا المزيد: 860 كلمة
عرض أقل
ميري ريغيف والممثل العربي نورمان عيسى (Facebook)
ميري ريغيف والممثل العربي نورمان عيسى (Facebook)

عندما قابل الممثل العربي وزيرة الثقافة الإسرائيلية

"لقاء قمة" استرضائي جرى بين وزيرة الثقافة ميري ريغف والممثّل العربي نورمان عيسى، بعد أن رفض الأخير تقديم عرض أمام مستوطنين إسرائيليين. ريغف: "عيسى شخص رائع"

21 يونيو 2015 | 12:15

جرى لقاء استرضائي أمس بين وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، والممثل العربي نورمان عيسى. أثار عيسى وريغيف في الأسبوع الماضي عاصفة في أعقاب رفض الأول تقديم عرض في مستوطنة إسرائيلية في غور الأردن. قال عيسى إنه ضميريًّا، ليس مستعدًا لتقديم عرض في المستوطنات وأثار عليه غضب اليمين الإسرائيلي.

في أعقاب تصريحات عيسى، قالت ريغيف: “من يؤمن بقيمة التعايش يفهم أنّه ليس لديه حدود جغرافية، ليس لديه حدود”.‎ ‎وأعلنت أنّها ستعيد النظر في تمويل مسرح الأطفال “المينا” في يافا، والذي أسّسه عيسى مع زوجته.

وقد خُصص اللقاء بين الاثنين أمس لوضع حدّ لهذه القضية. كتبت ريغيف: “كان اللقاء جيّدا ومهمّا. عيسى شخص رائع، تعرّفت إليه سابقا بشكل بسيط جدّا وأحببته حينذاك وبالتأكيد اليوم أيضًا. شعر عيسى بالإساءة من التصريحات التي ذكرتها، ومن كل ضجة العناوين والصرخة الإعلامية في الأسبوعين الأخيرين. وهذا هو المكان المناسب لأقول، إنّه ليست لديّ ولم تكن لديّ أية نية لإيذاء نورمان أو مسرح “المينا”، والذي هو أحد مؤسسيه، والذي يتحدث عن التعايش”.

ومن جهته، كتب عيسى في صفحته على الفيس بوك، باللغة العبرية والعربية: “كانت المحادثة عكس كل ما دار بوسائل الإعلام، ونجحنا في التوصل إلى نتائج معيّنه، وهذا هو البرهان على أنه بواسطة الحوار بالإمكان تغيير الواقع. سأواصل الإيمان بالتعايش وبالحوار، وكما في المسرح، كلي أمل أن نتابع هذا الحوار لتحسين ميزانيات الثقافة في الوسط العربي أيضا. وقد وعدت الوزيرة بتوسيع ميزانية الثقافة العامة في إسرائيل إلى ‏١‏٪”.

وفي كلمته باللغة العبرية أثنى عيسى على ريغيف، ووصفها بـ “امرأة ساخنة، تتحدث على مستوى العينين”. ومع ذلك، فقد تجنّب كتابة هذه الكلمات باللغة العربية.

اقرأوا المزيد: 243 كلمة
عرض أقل
مقاتلة في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)
مقاتلة في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)

أسود ولبؤات الأردن: يقاتلون على الحدود الشرقية لإسرائيل

استمرارا لنجاح الكتائب المختلطة، التي يخدم فيها جنود وجنديّات جنبًا إلى جنب في الجيش الإسرائيلي، تمّ تأسيس كتيبة جديدة للدفاع عن حدود إسرائيل الشرقية

قوات إسرائيلية إضافية في غور الأردن: تم تأسيس كتيبة جديدة في الجيش الإسرائيلي تحمل اسم “أسود الأردن”. وهي كتيبة مختلطة، سيخدم فيها جنود وجنديّات، وسيكون هدفهم الدفاع عن الحدود الشرقية، بالإضافة إلى المشاركة في العمليات العسكرية في الجزء الشرقي من الضفة الغربية. وقد أنهت دورة التجنيد الأولى للكتيبة في الأيام الماضية مرحلة التدريبات الأساسية وأدّت القسم للجيش الإسرائيلي.

وقد فصّل قائد لواء غور الأردن المهامّ الأخرى للكتيبة. “إنها حدود “سلام” حيث ليست هناك وحدات عسكرية متخصصة بها. ستعدّ الكتيبة شبكة معلومات بخصوص المنطقة، وفي رأيي ستكون مرتكزا هامّا جدّا في قدرتنا على إنتاج القدرات أمام التحدّيات في هذه المنطقة”، كما يقول.

بل وأوضح قائد اللواء بأنّهم يطمحون إلى أن يكون تقسيم القوى بين المقاتلين والمقاتلات متساويًا. “إنّ تجنيد الفتيات يجري بطريقة أبسط من الشباب، في المرحلة الأولى على الأقل. لديهنّ إمكانية التوقيع على إعفاء ومن ثمّ تنخفض أعدادهنّ، ولاحقا سيرتفع عدد الشبان، وأقدّر أنّه في النهاية سيتحدّد ذلك بشكل شخصي. نطمح الآن إلى المناصفة بينهما من حيث التكامل”، كما قال قائد اللواء.

مقاتلات في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)
مقاتلات في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)

بحسب القائد، فإنّ تأسيس الكتيبة لا يدلّ على تغيّر في الحالة الأمنية على الحدود مع الأردن: “ليس هناك تغيّر في الحالة الأمنية ولكن على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدّا. فضلًا عن ذلك، فالحديث يدور عن حدود ذات اختراقات جنائية وأمنية أيضًا، ويجب أن تكون هناك قدرات فريدة من أجل منع اختراقات من هذا النوع”.

وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي، فإنّ 92% من الوظائف في الجيش الإسرائيلي مفتوحة للنساء، ولكن بعض الاختصاصات القتالية ظلّت مغلقة أمام من يسعين إلى الخدمة فيها كمقاتلات. في نهاية عام 2012، خدم في الوظائف القتالية 2.2% من مجمل النساء في الجيش الإسرائيلي. قبل أكثر من عقد قام 1% من الجنديّات فقط بالخدمة العسكرية كمقاتلات.

مقاتلات في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)
مقاتلات في كتيبة لبؤات الأردن (IDF Flickr)

وجاء قرار دمج المقاتلين والمقاتلات في كتيبة مشتركة بعد محاولة ناجحة في تأسيس كتيبة الكاراكال التي تعمل على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر. حصلت كتيبة كاراكال على اسمها من القطّ الصحراوي “كاراكال”، المنتشر في منطقة وادي عربة، وهي منطقة العمليات الأولى التي تعمل فيها الكتيبة. وتتم معظم عمليات الكاراكال في منطقة الجنوب مع التركيز على الحدود المصرية، خطّ التماس، منطقة العربة، ومنطقة الغور، وهي تشمل الكمائن، الدوريات، المطاردات، المراقبة، تأمين البلدات والعمليات الأمنية الجارية لمنع تسلّل الأعداء والإرهابيين ولإحباط التهريبات (المخدّرات، السلاح وما شابه).

إنّ مسألة دمج النساء في الوظائف التي ظلّت حتى هذا الوقت مغلقة أمامهنّ، والتي معظمها على المستوى الهجومي، هي محلّ خلاف بين ضبّاط الجيش. فهناك من يدّعي أنّ المجتمع في إسرائيل ليس ناضجًا بعد لدمج النساء في هذه الوظائف القتالية. ومن جهة أخرى، هناك من يدعي أنّ طريق الضباط من النساء اللواتي برزنَ أثبتت بأنّه لن يحل الوقت لإنشاء تكافؤ حقيقي في الفرص بين الجنسين في الجيش الإسرائيلي، وإنما ينبغي إنشاء هذا النضج من خلال تدابير استباقية، مثل دمج النساء في هذه الوظائف.

اقرأوا المزيد: 430 كلمة
عرض أقل
عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)
عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)

دون ممثّل فلسطيني: الإسرائيليون يفكّرون في انسحاب أحاديّ الجانب من الضفة

قدّورة فارس يغيب عن مؤتمر ناقش مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، واستمتع الممثّلون الإسرائيليون بفكرة الإخلاء من جهة واحدة لمائة ألف مستوطن

ليست هناك حاجة إلى أن نكون خبراء كبار في شؤون عملية السلام من أجل أن نفهم بأنّه ليست هناك اليوم عملية سلام حقّا. كان هناك توافق آراء كبير بين المشاركين في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب اليوم. في الجلسة التي اهتمّت بطرق إحياء هذه العملية، والتي دُعيتْ “حساب المسار من جديد”، حاول المشاركون – دون نجاح كبير – إيجاد أفكار جديدة تقدّم كلا الطرفين باتجاه حلّ الدولتَين.

ما كان بارزا بشكل أكبر من جميع الأمور الأخرى لم يكن محتوى الأقوال لهذا المتحدّث أو ذاك، وإنما غياب أحد المشاركين الذين دُعوا للمؤتمر. صعد جلعاد شير، الشخص الذي قاد جهود الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق دائم مع السلطة الفلسطينية عام 2000، إلى المنصّة وأعلن أنّ مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، الذي كان يُفترض أن يمثّل الموقف الفلسطيني في النقاش سيتغيّب. وقد علّق شير تغيّبه على أنه “مشكلة متوقعة”، وهو مصطلح مثير بحدّ ذاته. إذا كانت المشكلة متوقعة، فلماذا لم يتم تجنّبها؟

حل الدولتين، حلم ؟

موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)
موشيه تمير، ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي (Tomer Neuberg/FLASH90)

أبرز محتوى الكلمات التي أدلى بها الممثّلون الإسرائيليون الذين ظلّوا على المنصّة هو غياب فارس. كان الأمر أشبه بفريق كرة قدم بقي وحده في الملعب ولم يبق له إلا تمرير الكرة بين اللاعبين وأنفسهم. ولدى غياب الممثّل الفلسطيني، استمتع الإسرائيليون بفكرة قديمة تمّ بعثها: الانسحاب أحادي الجانب من غالبية أراضي الضفة الغربية.

عرض الفكرة موشيه تمير، وهو ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي وقد قاد، من بين أمور أخرى، فرقة غزة. ترأس تمير فريقا بحثيّا يهدف إلى أن يدرس إذا ما كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ انسحاب حقيقي أحادي الجانب من الضفة الغربية، بشكل لا يضرّ بمصالحها الأمنية بل يحسّنها. الإجابة، بحسب تمير، هي نعم.

ومع ذلك، فقد طرح تمير بعض الاستثناءات: بنظر الفريق الذي ترأّسه، فلدى كلّ انسحاب مستقبلي ستحتاج إسرائيل إلى الحفاظ على وجود الجيش والمستوطنين على جميع طول غور الأردن، ليكون الحدود الأمنية لإسرائيل. التعاون مع الأردن من أجل التأكد بأن الحدود بينه وبين السلطة الفلسطينية ليست مخترقة (كما كانت الحدود بين قطاع غزة ومصر) هو أمر ضروريّ.

“إخلاء المستوطنات الإسرائيلية كارثة”

جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)
جندي إسرائيلي يشرف على احدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (Gershon Elinson/Flash90)

أوضح تمير قائلا: “الخطأ الرئيسي الذي قمنا به في غزة هو إبقاء الحدود المصرية مفتوحة، ممّا سمح بتعزّز حماس. إذا حصل ذلك في الضفة الغربية فسيشكل ذلك خطرًا، ولذلك فإنّ السيطرة على غور الأردن ومعابره هي أمر ضروريّ”. وبالإضافة إلى ذلك أشار تمير إلى أنّ الخطّة التي تمّت دراستها لا تشمل إخلاء الاستيطان اليهودي في الخليل ومستوطنة كريات أربع.

ثانيا، أكّد تمير على أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل في الحفاظ على حقّه في العمل داخل الأراضي التي سيخليها، كلما كانت هناك حاجة أمنية لذلك.

ثالثا، وربّما هو الأهم من كل شيء: ستشمل هذه العملية إخلاء نحو 100,000 مستوطن من داخل الأراضي المحتلة، وهي عملية أكثر دراماتيكية وأهمية من الانسحاب من قطاع غزة، التي أخليَ فيها 8,600 شخص فقط. سيتمّ تنفيذ هذا الإخلاء تدريجيّا، وليس دفعةً واحدةً، كي تكون هناك إمكانية لدراسة تأثير كل خطوة وإيقافها عند الحاجة.

وأشار تمير إلى أن عملية كهذه قد تنشئ صدعا كبيرا بين مواطني إسرائيل، الذين لا يبدون مستعدّين الآن لخطوة كبيرة جدّا كهذه. وهذا ما قالته أيضًا ممثّلة المستوطِنين في النقاش، تمار أسراف، والتي صعدت إلى المنصّة بعد تمير وقالت: “البرنامج الذي تقترحه هو فصل الشعب الإسرائيلي عن مناطق وطنه، وهذه كارثة. تعزّز هذه العملية من الصراع الداخلي بين الشعب، ولا شيء يمكنه أن يضعفنا أكثر من هذه العملية”.

“التجميد مقابل التجميد”

المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)
المبعوث الأمريكي للمفاوضات، مارتين إنديك (Miriam Alster/FLASH90)

اختتم النقاش مارتين إنديك، وهو أحد “المحاربين القدامى” في عملية أوسلو الطويلة. كان إنديك حاضرا عندما ضغط رابين على يد عرفات وهناك المئات من لحظات الإحباط واليأس التي مرّت منذ ذلك الحين، ولذلك كان وصفه للوضع الحالي قاتما جدّا: فقد وصف التوجّه الفلسطيني للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بأنّه “غبيّ ومدمّر”، بينما عرّف البناء الإسرائيلي للمستوطنات بوصفه الشيء الأكثر مساهمة في عزلتها الدولية. وفي الوقت نفسه، فإنّ أوضاع غزة على ضوء فشل إعادة الإعمار على وشك الانفجار، ويعتمد سكّانها على إسرائيل أكثر من الماضي.

أشار إنديك إلى أنّ العقبة الكبرى التي تقف أمام كلا الطرفين في هذه اللحظة هي انعدام الثقة المتبادَل، والذي ينضمّ إليه فقدان شرعية عبّاس في نظر قطاعات من الشعب الفلسطيني، وعدم اهتمام الشعب الإسرائيلي بالقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فهو يعتقد أنّه “إذا قرّرت الحكومة الإسرائيلية حقّا بالفعل بأنّ لديها رغبة في التحرّك باتجاه الدولتَيْن؛ فهناك طريقة للقيام بذلك، بالتعاون مع الأردن، مصر والولايات المتحدة”.

بحسب رأيه، يمكن تجديد المفاوضات بمساعدة “التجميد مقابل التجميد”؛ أي تجميد التوجّه الفلسطيني للمنظّمات الدولية، مقابل تجميد البناء الإسرائيلي للمستوطنات. وإذا استمرّ كلا الطرفين بالرفض؛ فإنّ اتجاه تدخّل المنظّمات الدولية في هذا الصراع سيزداد فحسب.

اقرأوا المزيد: 699 كلمة
عرض أقل
تمساح في غور الأؤدن Haim Shohat/FLASH90
تمساح في غور الأؤدن Haim Shohat/FLASH90

العثور على 3 تماسيح في شقة وسط إسرائيل

يشكّل مئات التماسيح في إحدى المزارع في الغور خطرا على سكان إسرائيل ولكن لم يتم إيجاد حلّ بعد

بدأت مزرعة التماسيح في بتسيئيل، وهي بلدة في منطقة الغور في إسرائيل، كمعلم سياحي. في سنوات التسعينيات مُنحت بعض التماسيح الصغيرة للمجلس الإقليمي كهدية، وأصبحت المزرعة مركز زوار لطيف لجميع أفراد الأسرة. ومع السنين ازداد تعداد التماسيح ووصل اليوم إلى ألف تمساح بالغ، تم فقدان السيطرة عليها، وهي تشكل خطرا على سكان المنطقة.

قبل عامين ونصف هرب 70 تمساحا من المزرعة وعمل المجلس ليومين من أجل العثور عليها وإعادتها. فضلًا عن ذلك، تم العثور على تمساح في قرية العوجة على بعد 10 كيلومترات من بتسيئيل. حيث تمّت سرقته كما يبدو من قبل أحد العمال الفلسطينيين. قام بتربيته حتى أصبح بالغا – وخطيرا – وحينها قام بالقضاء عليه.

عُثر مؤخرا على ثلاثة تماسيح في حمّام، في منزل خاص بمدينة بني براك وسط إسرائيل. وجاء في التحقيق مع مالكي المنزل أنّهم قفزوا من فوق السياج وسرقوا التماسيح في الليل من مزرعة التماسيح.

ويحاول رئيس المجلس الإقليمي غور الأردن في الأشهر الأخيرة نقل التماسيح من أراضي المجلس ولكن دون نجاح، لأنّه ليست هناك أي جهة مستعدّة لتحمّل مسؤوليّتها. وكملاذ أخير وبعد الاتفاق مع الإدارة المدنية أُصدِر قبل نحو عام أمر بإغلاق المزرعة ولكنه لم يحظ بأيّة استجابة من السلطات المسؤولة.

حسب كلامه، فقد التزمت الإدارة المدنية بإغلاق المزرعة وإخلاء التماسيح، ولكنها لا تقوم بذلك. “نشأ وضع منافٍ للمنطق بحسبه نحن في الواقع عالقون مع أكثر من ألف تمساح والتي تضع كلّ عام أكثر من 600 بيضة”. يمكن لأنثى التمساح أن تنجب 35 مولودا وبخلاف الطبيعة – في ظروف المزرعة المريحة – يبقى معظمها على قيد الحياة، وبالتالي فإن معدل نمو التماسيح يتزايد بسرعة.

قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة كردّ على ذلك، إنّ الإدارة المدنية تعمل بالتعاون مع سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية، وتجري في هذه الأيام جهود لتحديد مكان بديل ليتم نقل التماسيح البالغة إليه، والموجودة اليوم في المزرعة في بتسيئيل. وفي إطار معالجة هذه القضية، تمّ نقل جميع التماسيح الصغيرة التي فقّست في الأشهر الأخيرة من مزرعة بتسيئيل إلى مزرعة في العربة. بالإضافة إلى ذلك، اتُّخذت خطوات لمنع هروب التماسيح، بما في ذلك المزيد من الحماية، بناء الأسوار وتقليص البرك.

اقرأوا المزيد: 324 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو (Avi Ohayon/GPO/Flash90)
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو (Avi Ohayon/GPO/Flash90)

نتنياهو: الإسلام المتطرف سيغرق في نهاية المطاف

في الاجتماع تحت عنوان "ما هي الخيارات المطروحة حين يكون الطريق في وجه الاتفاق الدائم مسدودة"، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي: "موجة داعش يمكن أن تكون موجّهة إلى الأردن خلال مدة قصيرة"

ما زال رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مستمرًا في الدفاع عن مفهومه مع تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح والحفاظ على غور الأردن كونها تشكل الحدود الأمنية الإسرائيلية، وللتأكيد على ذلك، فهو يستعين  بالأحداث الحالية في العراق. في الاجتماع تحت عنوان “ما هي الخيارات المطروحة أمام إسرائيل حين يكون الطريق في وجه الاتفاق الدائم مسدودًا”، قال نتنياهو إن السنوات القادمة ستكون سنوات الإسلام  المتطرف في الشرق الأوسط.

حسب أقوال نتنياهو “لقد تبدد الأمل في أن تسيطر الحركات الليبرالية على الحكم في الدول العربية بسرعة، وتنتظرنا  سنوات طويلة وشاقة. لكن على المدى الطويل لعشرات السنوات، سيغرق الإسلام المتطرف. وذلك، لأنه لا يتيح الحرية الفردية والمبادرة الشخصية التي تكّمن في أساس التطور الاقتصادي، وكما سيغرق لأن ثورة المعلومات وحرية التعبير ستهزمُه”.

لقد عدّ نتنياهو أربعة تحديات إقليمية تقف في وجه إسرائيل في العصر الحديث: حماية الحدود، ضبط الوضع الأمني في قطاع غزة الغربي، بناء التعاون الإقليمي المشترك ، والأهم من كل هذا- منع تطوير السلاح النووي الإيراني.

على ضوء التطورات الأخيرة في العراق، أكد نتنياهو ادعاءه الذي صرح فيه أن الحدود الأمنية الإسرائيلية يجب أن تمتد على طول غور الأردن.  لقد دعا نتنياهو إلى إقامة جدار، على غرار الجدار المقام على حدود مصر وإسرائيل. قال نتنياهو “يمكن أن تتوجه موجة داعش إلى الأردن خلال مدة قصيرة”، موضحًا أهمية هذا الجدار.

فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن في منطقة الضفة الغربية، قال نتنياهو إنه لا مناص من استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المنطقة، حتى في حال قيام دولة فلسطينية. حسب أقواله، كل مكان يخلى من القوات الغربية أو الإسرائيلية، ستُسيطر عليه في النهاية منظمات متطرفة: هذا ما حدث في جنوب لبنان، قطاع غزة وفي عراق اليوم.

أوضح نتنياهو: “عندما نعود لطاولة المفاوضات لن نضطر إلى معالجة مسألة الاعتراف المتبادل لدولتين لشعبين وإيقاف التحريض المستمر فقط، بل إلى التطرق إلى الترتيبات الأمنية التي ستتم من أجل سيطرتنا على المنطقة حتى الأردن. في المستقبل القريب، لن يفعل ذلك أحد من أجلنا”.

لقد أثنى نتنياهو على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فيما يتعلق باستنكاره الواضح لخطف الفتيان الثلاثة قبل أسبوعين، لكنه حذر أنه لن تكون لذلك أهمية دون  إلغاء اتفاق المصالحة. “لقد قال أبو مازن أقوالا مهمة مستنكرًا عملية الخطف، لكنه ملزم بنقض العهد مع حماس”، قال نتنياهو.

وفي مسألة التعاون الإقليمي، أبدى نتنياهو دعمه في استمرار رسوخ الحكومة الأردنية كقوة إقليمية، ودعمه لاستقلال الأكراد. وفيما يتعلق بالجانب المصري، قال نتنياهو إن إسرائيل ستستمر في التعاون معها كي تمنع تنامي الجهات المتطرفة، السنية والشيعة.

اقرأوا المزيد: 379 كلمة
عرض أقل