حفل افتتاح سفارة غواتيمالا في القدس بحضور الرئيس جيمي موراليس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (Marc Israel Sellem)
بعد أمريكا.. غواتيمالا تحتفل بفتح سفارتها في القدس
رئيس غواتيمالا جيمي موراليس يشارك في حفل افتتاح السفارة الجديدة لبلاده في القدس ويقول: إسرائيل تملك مكانا في قلبنا.. والصحف الإسرائيلية تسلط على ماضيه المضحك
يومان على حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، افتتحت غواتيمالا سفارة جديدة لها في القدس بموجب قرار رئيس غواتيمالا، جيمي موراليس، الذي حضر الحفل، نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب. وشكر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الغواتيمالي على الخطوة التي أقدم عليها بعد الولايات المتحدة، معلنا أنه سيزور غواتيمالا في جولته القادمة في أمريكا الجنوبية.
وقال موراليس في خطاب افتتاح السفارة إن إسرائيل وغواتيمالا تقيمان علاقة ودية عميقة. “إسرائيل تملك مكانا في قلبنا. المحبة بين الإخوة هي ما يوحدنا. سنحافظ دائما على هذه الوحدة. نشعر هنا في القدس أننا في بيتنا لأننا نعرف أن الشعب الإسرائيلي يحب الشعب الغواتيمالي” قال موراليس.
وكانت الصحافة الإسرائيلية قد سلطت على شخصية الرئيس الغواتيمالي وماضيه الكوميدي. وقد لقبته بعض الصحف بأنه “أطرف رؤساء العالم”. فقبل أن يدخل معترك السياسية، كان موراليس ممثلا كوميديا ناجحا في غواتيمالا، واشتهر بفضل البرنامج التلفزيوني “موراليس” الذي سطع نجمه فيه مع أخيه سامي. قلد الممثلان في مسلسل كوميدي شخصيات مختلفة، وبالإضافة إلى ذلك عمل موراليس على إعداد أفلام وإخراجها.
في عام 2011، دخل موراليس المعترك السياسي، وانتصر في الانتخابات في عام 2015 بفضل تأييد الجمهور له وإعرابه عن عدم ثقته بالمنظومة السياسية القديمة، التي اعتبرها فاسدة. اهتم موراليس بمكافحة الفساد لذا حظي بشعبية.
يعتبر موراليس رئيسا صاحب خط وطني ومحافظ، يدعم فرض عقوبة الموت ويعارض عمليات الإجهاض. وفي زيارة سابقة له إلى إسرائيل، منحته الجامعة العبرية لقب شرف بمناسبة دور غواتيمالا في اتخاذ قرار تقسيم البلاد في الأمم المتحدة، في 29 تشرين الثاني. “أحترم الشعب الإسرائيلي”، قال موراليس قبل تلك الزيارة.
أصبحت الاستعدادات لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس في الشهر القادم في ذروتها. أجرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الأحد) نقاشا شارك فيها الكثيرون وتطرق إلى الاستعدادات لافتتاح السفارة، الذي سيُجرى بتاريخ 14 أيار. في إطار النقاش، تقرر الاستعداد لزيارة ابنة الرئيس ترامب، إيفانكا ترامب، وزوجها مستشار ترامب، جاريد كوشنر، اللذين من المتوقع أن يشاركا في المراسم الاحتفالية.
وفق أقوال جهات سياسية، لم ينشر البيت الأبيض بعد بيانا رسميا حول المسؤولين الذين سيصلون من واشنطن إلى القدس للمشاركة في مراسم التدشين، ولكن وفق التقديرات ستصل بعثة كبيرة مؤلفة من نحو 800 مسؤول، وعلى رأسهم وزير المالية الأمريكي، ستيفن منوشين.
ايفانكا ترامب تزور الحائط الغربي (AFP)
كما أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستسضيف كل المدعوين في استقبال احتفالي في القدس، وقد دُعي للمشاركة في مراسم تدشين السفارة كل الوزراء الإسرائيليين وعددا من الشخصيات العامة. لن يشارك الرئيس ترامب، الذي تلقى دعوة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مراسم الافتتاح، لأسباب تتعلق بالتوقيت.
بعد مرور يومين على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، من المتوقع أن تنقل غواتيمالا سفارتها إلى القدس أيضا. تأمل وزارة الخارجية الإسرائيلية أن يشكل نقل هاتين السفارتين بداية لنقل سفارات الدولة الأخرى إلى القدس العاصمة. قال رئيس الحكومة نتيناهو مؤخرا، إن إسرائيل بدأت تجري محادثات مع ست دول أخرى لافتتاح سفاراتها في القدس.
أعلن رئيس غواتيمالا، جيمي مورالس، أمس (الأحد) أن سفارة بلاده في إسرائيل ستُنقل إلى القدس في شهر أيار القريب أيضا، وذلك بعد مرور يومين على نقل السفارة الأمريكية. جاء هذا الإعلان في مؤتمَر اللوبي اليهودي، إيباك، الذي يُجرى في واشنطن في هذه الأيام.
وفق التقارير، بدأت غواتيمالا بالبحث عن مبنى لسفارتها في القدس، وحتى أنها طلبت من إسرائيل مساعدتها على تغطية تكاليف النقل. منذ شهر كانون الأول الماضي، بعد إعلان ترامب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أعلن الرئيس مورالس أنه من المتوقع أن تنقل غواتميلا سفارتها إلى القدس ثانية إذ إنها كانت تعمل فيها حتى عام 1980. “أشكر الرئيس ترامب الذي مهد الطريق. دفعنا هذا القرار الجريء على التجرأ واتخاذ الخطوة الصحيحة”، قال مورالس في مؤتمر إيباك.
التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع مورالس يوم أمس قبل أن يلقي خطابه في إيباك، وأعرب أمامه عن رضاه على اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. تطرق الزعيمان في حديثهما إلى تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين.
نتنياهو مع مورالس (تصوير: حاييم تزاح، مكتب الصحافة الحكومي)
بدأت العلاقات الودية التاريخية بين إسرائيل وغواتميلا منذ التصويت في الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني 1947، إذ تقرر حينذاك إنهاء الانتداب البريطانيّ وتقسيم إسرائيل إلى دولتين. كان ممثل غواتميلا من بين واضعي برنامج التقسيم، وحتى أنه أقنع دول أمريكا الجنوبية على دعمه. إضافة إلى ذلك، قررت غواتميلا أن تسير على خطى الولايات المتحدة، من بين أمور أخرى، لأن مورالس، وزيرة خارجيته، و-%50 من مواطني الدولة هم من التيار المسيحي الإنجيلي المعروف بدعمه لإسرائيل.
ترحيب إسرائيلي بقرار رئيس غواتيمالا نقل السفارة للقدس
الرئيس الإسرائيلي يرحب بقرار غواتيمالا ويكتب على تويتر: ننتظركم في القدس.. وزعيم حزب "البيت اليهودي"، الوزير بينيت، يشيد بجرأة رئيس غواتيمالا الذي قرر الاحتذاء بالرئيس الأمريكي رغم الصعوبات والانتقادات
أعلن رئيس غواتيمالا، جيمي موراليس، عبر صفحته الخاصة على فيسبوك، الاثنين، أنه أصدر توجيهات رسمية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وأضاف أنه اتصل مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأبلغه بنية بلاده الاحتذاء بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وكانت غواتيمالا قد انضمت إلى الدول ال9 التي عارضت القرار الفلسطيني إدانة إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، والذي تم التصويت عليه الأسبوع الماضي في الجمعة العامة للأمم المتحدة.
ورحّبت الخارجية الإسرائيلية بقرار الرئيس الغواتيمالي واصفة القرار بأنه مهم ويدل على أن الصداقة بين البلدين حقيقية. ورحّب رئيس الدولة الإسرائيلي، روؤفين ريفلين، بقرار غواتيمالا، كاتبا على تويتر: “أشكر الرئيس على الصداقة الحقيقة بين البلدين. ننتظركم في القدس!”.
وكتب الوزير نفتالي بينت، زعيم حزب “البيت اليهودي” على تويتر: “يحتاج المرء جرأة عظيمة ليكون الأول ليقفز في المياه، ولا يقل جرأة أن يكون من يقرر الاحتذاء به حين يرجمونه بالحجارة. رئيس الولايات المتحدة جريء ورئيس غواتيمالا لا يقل جرأة”.