يشكل إخلاء البلدات أثناء الحرب موضوعا هاما جدا في التاريخ الإسرائيلي. ففي حرب 48، عندما كان اليهود أقلية صغيرة تحارب من أجل صمودها، عارض بن غوريون إخلاء البلدات، ولكنه سمح بذلك في ظروف استثنائية وعند التعرض لخطر ارتكاب جريمة جماعية. في حالات معينة، نُقِل الأطفال والنساء فقط، ولكن كان يفترض أن كل موقع يصبح خاليا من المواطنين سيحتله العرب.

ولكن أصبح الوضع اليوم بعد مرور 70 عاما على إقامة الدولة مختلفا بالطبع، وبدأ الجيش إذا كان عليه أن يوصىي بإخلاء البلدات في “التفافي غزة” التي يتعرض مواطنوها لخطر النيران التي تطلقها حماس، ويختبؤون في الغرف المحمية والملاجئ في هذه الحال. تهدف هذه الخطة إلى السماح للجيش بالعمل بحرية في غزة دون مواجهة تهديد الصواريخ المستمر الذي يتعرض له مواطنو الجنوب. الافتراض هو أنه في حال تبني هذا البرنامج، فسيشكل خطوة إسرائيلية هامة للعمل في غزة.

ولكن هناك آراء يمينية ويسارية مختلفة في إسرائيل تعارض بشدة هذه الخطوة. فهي تشير إلى أن الخطوة تتعارض مع الطابع الصهيوني الذي يشير إلى أهمية الاستيطان بحد ذاته، ويحظر إخلاء البلدات في كل الظروف تقريبا. بالإضافة إلى ذلك، هناك خشية من أن تستغل حماس عملية الإخلاء لإطلاق النيران باتجاه الكثير من المواطنين الذين يختبؤون في مواقع غير محمية، وطبعا قد تستخدم حماس صورا من عملية الإخلاء في حملتها التسويقية.

على أية حال، سيحسم القرار حول الإخلاء بعد نقاش جدي، ولكن تشير جهات مطلعة أن هناك برامج مرتبة كهذه وأنه في حال تدهور الوضح ونشوب حرب في غزة، فسيُطرح هذا الخيار.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل