الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

كوباني السورية الكردية مجددا ساحة معركة لتنظيم الدولة الإسلامية

تسببت المعارك والتفجيرات في كوباني بمقتل 35 شخصا بين مدنيين ومقاتلين أكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان

شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مباغتا الخميس على مدينة “كوباني” الكردية في شمال سوريا، وتمكن من دخولها مجددا بعد الهزيمة التي كان مني فيها قبل أشهر، وانتزع في هجوم آخر من قوات النظام مناطق في مدينة الحسكة.

في جنوب البلاد، شن مقاتلو المعارضة وجبهة النصرة هجوما واسعا على مدينة درعا في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل وطرد قوات النظام منها.

واضطر تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الثاني/يناير للانسحاب من مدينة “كوباني” التي كان احتل أجزاء واسعة منها اثر أربعة أشهر من المعارك التي جرت تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية، فتحولت المدينة الصغيرة إلى رمز لمواجهة الجهاديين.

وتمكن الأكراد آنذاك من دحر التنظيم بدعم من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي شن غارات جوية متواصلة ومكثفة على مواقع الجهاديين، ومن مقاتلين سوريين معارضين، وآخرين عراقيين أكراد عبروا الحدود من تركيا لمساندة وحدات حماية الشعب التي تقاتل في كوباني.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ فجر الخميس هجوما مفاجئا على مدينة كوباني (عين العرب) تخللته ثلاثة تفجيرات انتحارية في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا (شمال المدينة) وتقدم من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن “اندلعت على الاثر اشتباكات عنيفة في وسط المدينة حيث أمكن مشاهدة جثث في الشوارع”، مشيرا إلى ان المواجهات مستمرة وعنيفة.

وأوضح المرصد ان “عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تمكنوا من التسلل بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية ولواء مقاتل مساند له”.

وتحدث عن “حالة ذهول خيمت على المواطنين داخل المدينة الذين تساءلوا عن كيفية دخول هؤلاء”.

وقال الناشط الكردي، ارين شيخموس، من جهته لوكالة فرانس برس عبر الانترنت إن الهجوم حصل “في الصباح الباكر، والجميع صائم، لذلك، لم يشعر أحد بهم”، مؤكدا أن المهاجمين “دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي وكانوا يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب الكردية”.

كذلك اتهم الإعلام الرسمي السوري الجهاديين بدخول كوباني عبر تركيا. ونفت انقرة بشكل قاطع أن يكون عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قدموا من أراضيها، مشيرة إلى انهم “تسللوا من جرابلس في سوريا” على الحدود بين البلدين.

وتسببت المعارك والتفجيرات في كوباني بمقتل 35 شخصا بين مدنيين ومقاتلين أكراد، بحسب المرصد الذي اشار ايضا إلى سقوط ثمانية قتلى بين الجهاديين.

في الوقت ذاته، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرية برخ بوطان الواقعة على بعد أكثر من عشرين كيلومترا من كوباني لساعات قبل ان ينسحب منها بعد وصول تعزيزات من وحدات حماية الشعب الكردية إلى المنطقة.

الا انه رمى بالرصاص قبل انسحابه 23 شخصا بينهم “أطفال ونساء وعجزة ورجال حملوا السلاح لمواجهة الجهاديين”. ووصف شيخموس الاعدامات ب”المجزرة”، مشيرا إلى “تخوف لدى الناس من حصول مجازر” اخرى. وقال إن الهجمة على كوباني ومحيطها “انتقامية بامتياز من داعش لخسارته في الجبهات على يد القوات الكردية والجيش الحر”.

ويعتبر المقاتلون الأكراد رأس الحربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. فبعد أن صدوه مرة أولى من كوباني في محافظة حلب، تمكنوا من استرجاع عدد كبير من القرى والبلدات في محيط المدينة، وصولا إلى السيطرة في 16 حزيران/يونيو على مدينة تل أبيض في محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي.

وتلقى تنظيم الدولة الإسلامية ضربة كبيرة في تل أبيض الحدودية مع تركيا، إذ حرم من طريق إمداد أساسي للسلاح والمقاتلين إلى المنطقة. ورأى الباحث في مركز “بروكينغز” في الدوحة، تشارلز ليستر، أن تقدم الأكراد إلى مسافة 55 كيلومترا تقريبا من مدينة الرقة دفع تنظيم الدولة الإسلامية إلى “بدء هجوم مضاد”.

وقال لفرانس برس ان هذه “الهجمات غير المتوقعة” تهدف إلى “تحويل انتباه الأكراد عن الرقة”. واستقدمت وحدات حماية الشعب تعزيزات عسكرية إلى كوباني.

في شمال شرق البلاد، كان التنظيم يشن هجوما آخر على مدينة الحسكة التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد وقوات النظام.

وتمكن، بحسب المرصد، إلى السيطرة على “حيي النشوة والشريعة وصولاً إلى شارع المدينة الرياضية في جنوب وجنوب غرب مدينة الحسكة” الواقعين تحت سيطرة قوات النظام.

وأسفرت الاشتباكات المستمرة منذ الفجر عن مقتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعشرين 20 عنصرا من التنظيم. كما تسببت بحركة نزوح واسعة للسكان.

ونشر المرصد صورا لعشرات الاشخاص غالبيتهم من النساء والاطفال وهم يسيرون في احد شوارع الحسكة، ثم داخل باص مليء بالركاب، وقد جلس العشرات غيرهم على سطحه، في حركة فرار واضحة من المدينة. وهو الهجوم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية على الحسكة منذ 30 ايار/مايو.

وأورد تنظيم الدولة الإسلامية على احد حساباته على موقع “تويتر” خبرا عن سيطرته على مناطق في الحسكة “في عملية مباغتة (…) لجنود الخلافة”، مشيرا إلى مشاركة “انغماسيين” في العملية.

وأقر التلفزيون السوري الرسمي بشكل غير مباشر بدخول التنظيم إلى المدينة، وقال في شريط إخباري عاجل ان “تنظيم داعش الإرهابي ينكل بالسكان المدنيين ويطردهم من منازلهم في حي النشوة الشرقي والغربي”.

في الجنوب، تتواصل المعارك العنيفة في مدينة درعا بعد هجوم بدأته الخميس فصائل معارضة وجبهة النصرة على احياء تحت سيطرة النظام في المدينة.

وقال ضياء الحريري، مدير المكتب الإعلامي للفيلق الأول، احد ابرز مكونات الجبهة الجنوبية التي تقاتل في جنوب سوريا، ان المهاجمين ينتمون إلى الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة وحركة المثنى وحركة احرار الشام، وقد اطلقوا على المعركة اسم “عاصفة الجنوب”.

وأضاف “تهدف المعركة إلى تحرير درعا، مركز المحافظة”.

وقتل في القصف المتبادل والمعارك في درعا ستة مدنيين و18 مقاتلا من الفصائل و15 عنصرا من قوات النظام، بحسب المرصد.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على حوالى سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى الجزء الأكبر من مدينة درعا التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف اذار/مارس 2011.

اقرأوا المزيد: 812 كلمة
عرض أقل
مقاتل كردي في عين العرب بعد الإفراج عنها (AFP)
مقاتل كردي في عين العرب بعد الإفراج عنها (AFP)

الجانب الآخر من الانتصار الكردي في عين العرب

رغم أنه كانت هناك احتفالات في المكان عندما طردت القوات الكردية الدولة الإسلامية من عين العرب. ولكن معظم السكان المحلّيين لا يستطيعون العودة، وبعض هؤلاء الذين عادوا بالفعل يُقتلون بأفخاخ قاتلة دُفنت في منازلهم من قبل مسلّحي داعش

انتهى شهر كانون الثاني بأخبار جيّدة، والتي بحسبها فإنّه بعد أشهر طويلة من المعارك، أصبحت مدينة عين العرب الكردية السورية نقيّة من بقايا قوات الدولة الإسلامية (داعش) واحتفل الأكراد بهذا الانتصار المهمّ. ولكن بعد عدّة أسابيع من تحريرها، لم تخل المدينة الصغيرة من المخاطر التي أنشأتها داعش. رغم أنّ القوات الكردية نجحت في طرد داعش من الأراضي، إلا أنّ الخطر الكامن في بقايا المواد المتفجّرة التي تُركت في المدينة لا يزال قائما. هذه المخاطر، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي نشأ خلال أربعة أشهر من الحصار، تُظهر أنّ هناك طريقا طويلا لا يزال أمام سكان عين العرب أن يمرّوا بها قبل أن يستطيعوا العودة إلى مسار حياتهم.

وفقا لموقع “يور ميدل إيست”، فقد دُمر نحو 80% من أراضي المدينة ولم تُعد صالحة للسكن في هذه المرحلة. تم تدمير نحو 3,200 مبنى في المدينة أو تضرّرت من المعارك. ومن المفترض أن ترسل الأمم المتحدة مساعدات إنسانية إضافية وخبراء في المتفجّرات من أجل التمكّن من إعادة إعمار المدينة. ولكن من المتوقع أن تصعّب تركيا إرسال مثل هذه المساعدات حيث إنّها لا تعترف بالتنظيم الكردي الذي يسيطر على كوباني لأنّه يتماهى مع حركة سرّية كردية أعلنت في الماضي أنّها في حرب ضدّ السلطات في أنقرة.

كان دور تركيا في الصراع السوري معقّدا دائما وفي بعض الأحيان ناقض نفسه. اتُّهمت تركيا بتوفير الأسلحة والمساعدات للجهاديين المتطرّفين، حتى أنّ بعضهم من الدولة الإسلامية، من أجل أن يقاتلوا قوات بشّار الأسد في سوريا. ورغم أنّ تركيا قد وفّرت غطاء لعشرات الآلاف من سكان عين العرب، التي تقع خلف الحدود في سوريا تماما، بل وسمحت لقوات البيشمركة العراقية بتوفير المساعدات للأكراد في كوباني عبر أراضيها، إلا أن الحكومة التركية مستمرة في اتخاذ موقف عدائي تجاه التنظيم الكردي الذي يسيطر على المدينة. اتّهمت جهات كردية أكثر من مرة تركيا بكونها تصعّب على القوات الكردية في أن تجتاز الحدود وتساهم في الحرب في سوريا ضدّ الدولة الإسلامية، في الوقت الذي تُسّهل فيه على الإسلاميين مثل هذا الاجتياز.

ومن حسن حظّ الأكراد في عين العرب، فإنّ الولايات المتحدة ترى بمدينتهم محورا استراتيجيا رئيسيا في الحرب ضدّ الدولة الإسلامية. وقد أثنى بعض المسؤولين الغربيين على المقاتلين الأكراد لشجاعتهم ورفضهم الخضوع لحصار داعش للمدينة.

امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
غارة للتحالف على هدف في عين العرب (AFP)
غارة للتحالف على هدف في عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)

الخطر الأمني لم يزل

في الوقت الراهن، لا يزال معظم سكان عين العرب عالقين في مخيّمات اللاجئين في تركيا وليس هناك جدول أعمال واضح لعودتهم. حتى الآن، هناك 15,000 لاجئ فقط عادوا إلى المدينة المدمّرة. معظمهم من أبناء أسر المقاتلين الأكراد الذين دافعوا عن المدينة، بالإضافة إلى أشخاص اكتشفوا أنّ منازلهم لم تُدمّر في المعارك. ومع ذلك، فعلى الرغم من عودتهم، فإنّ التكيّف من جديد مع الحياة في عين العرب هو مستحيل تقريبًا. هناك نقص في الماء، الطعام، الأدوية والأطبّاء، وأيضًا لا يزال الخطر الأمني قائما.

لا يكمن الخطر في هجمة محتملة من قبل داعش. فإنّ المدينة والقرى التي تحيطها لا تزال مليئة بالقنابل، الذخائر والقذائف التي لم تنفجر بعد، بالإضافة إلى الأفخاخ القاتلة المصمّمة والتي وضعها عناصر داعش في منازل المواطنين. تجد القوات الكردية المحلّية صعوبة في تطهير المدينة والقرى من تلك القنابل بسبب نقص الخبرات أو المواد اللازمة لذلك.

في الأيام الأخيرة فقط قُتل نحو عشرة مواطنين من تلك القنابل. على سبيل المثال، قُتلت عائلتان حاولتا الدخول إلى منازلهما نتيجة المواد المتفجّرة التي تُركتْ عمدًا من قبل داعش قبل عدّة أسابيع. ويثني الأكراد في سوريا على الهجمات الجوّية الأمريكية ضدّ داعش، والتي ساعدتهم في إعادة السيطرة على المدينة، ولكنهم يدعون الآن أيضًا لمساعدات إنسانية ومهنية.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 539 كلمة
عرض أقل
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في  تشرين الاول/اكتوبر (AFP)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني في تشرين الاول/اكتوبر (AFP)

المقاتلون الاكراد يطردون تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة كوباني

المرصد السوري لحقوق الانسان: "تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني بشكل شبه كامل بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها"

تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بعد اكثر من اربعة اشهر من المعارك، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاثنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة كوباني (التسمية الكردية لعين العرب) بشكل شبه كامل بعد ان طردت عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها”.

وهي الصفعة الاقوى من الناحيتين الرمزية والعسكرية التي يتلقاها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا منذ توسعه وسيطرته على مناطق واسعة فيها في الصيف الماضي.

واشار عبد الرحمن الى ان مقاتلي التنظيم الجهادي المتطرف انسحبوا الى ريف عين العرب من الجهة الشرقية، موضحا ان عددا منهم لا يزال يقاتل في حي مقتلة الواقع عند الطرف الشرقي للمدينة حيث تواصل القوات الكردية “عمليات التمشيط”.

وسبقت دخول حي مقتلة سيطرة الاكراد على حي كاني عربان (كاني كردا) وهما الحيان الوحيدان اللذان كانا لا يزالان تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية هذا الصباح.

وقال المرصد ان مقاتلي الوحدات “يواصلون التقدم بحذر في المناطق التي دخلوها جراء زرع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الألغام فيها قبل فرارهم”.

وبدا تنظيم الدولة الاسلامية هجومه في اتجاه عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر. وكادت المدينة تسقط في ايديهم. الا ان المقاتلين الاكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.

ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الارض الى الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي بقيادة اميركية لمواقع التنظيم، بالاضافة الى تسهيل تركيا دخول اسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الاكراد الى المدينة.

وقتل في معارك كوباني، بحسب المرصد السوري، اكثر من 1600 شخص.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)

أوباما يعيد النظر في خيار إسقاط نظام الأسد

الرئيس الأمريكي يعتقد أنّه من أجل الانتصار على داعش يجب إسقاط الأسد من المتوقع أن تدعم تركيا هذه الخطوة وربما تساهم عسكريّا

وفقا للتقارير في الولايات المتحدة، فإنّ رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، قد توصل مؤخرا إلى استنتاج بأنّه من أجل الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يجب إسقاط نظام بشّار الأسد في سوريا. توصل أوباما إلى هذا الاستنتاج الدراماتيكي بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة، والتي أوعز أوباما بعدها إلى مستشاريه بالبدء في تعزيز هذه الخطوة.

يشكل استنتاج أوباما نوعا من الاعتراف من قبله بأنّ الاستراتيجية الأصلية لدول التحالف بخصوص الحرب على داعش لم تكن صحيحة. وفقًا للاستراتيجية الأصلية، فعلى دول التحالف أن تُخضع داعش بداية في العراق وفقط بعد ذلك في سوريا، دون إسقاط الأسد.

وقد تمّ التعبير عن هذه السياسة قبل بضعة أيام فقط، عندما قرّر أوباما الاستجابة لطلب الحكومة العراقية وإرسال 1,500 جندي أمريكي إضافي إلى العراق، والذين سيقومون بتدريب ومساعدة القوات العراقية التي تعمل ضدّ داعش.

إنّ عدم التدخل في سوريا، باستثناء قصف داعش في عين العرب (كوباني)، يترك الجيش السوري الحر بلا حول ولا قوة، لأنّه لا يستطيع التعامل مع قتال الأعداء الوحشيين الذي يحاربهم: داعش وجبهة النصرة من جهة، وجيش الأسد من جهة أخرى.

الحرب الأهلية في سوريا (AFP)
الحرب الأهلية في سوريا (AFP)

قرار بتأثير أردوغان؟

من الممكن أن يكون تغيير رأي أوباما جزءًا من عملية دولية واسعة، والتي أحد أهدافها ضمّ تركيا للقتال ضدّ داعش. وترفض تركيا حتّى الآن المساهمة بشكل عملي محاربة قوات التحالف لداعش، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ تركيا لن تعمل ضدّ داعش دون مساعدة الثوار الذين يقاتلون الأسد.

وفي الواقع، فإنّ الجيش التركي يشاهد في الأشهر الأخيرة دون التدخل في المعركة الثقيلة والصعبة بين داعش والقوات الكردية التي تحاول الدفاع عن المدينة الحدودية عين العرب والحفاظ عليها كي لا تُحتلّ. وطوال تلك المدة تقصف الطائرات الأمريكية أهدافا لداعش في المدينة، وتساعد الأكراد، ولكن المساعدة التركية، التي من الممكن أن تحسم المعركة، غير قائمة. وفضلا عن غياب المساعدة التركية، فإنّ أردوغان نفسه قد انتقد بشدّة سياسة القصف التي تمارسها قوات التحالف، وتساءل لماذا يحدث ذلك في عين العرب فقط وليس في مدن أخرى في سوريا.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية يكثر أردوغان والمسؤولون الأتراك من التصريح بشدّة ضدّ سوريا وضدّ الأسد الذي يقودها. قبل أسبوع فقط اتهم رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، الأسد بارتكابه جرائم إبادة جماعية في محيط مدينة حلب. وقد وصف أردوغان نفسه في الماضي الأسد بـ “الإرهابي”، بل وقال إنّه لا يجد أيّ فرق بينه وبين داعش.

بشكل عامّ، تأتي الانتقادات ضدّ الأسد في الشرق الأوسط من اتجاهات عديدة. فقد صرّح أمير قطر، شيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأول، موضّحا أنّ نظام الأسد، بالإضافة إلى العديد من الميليشيات المسلّحة في العراق، هي الجهات الأهم لدعم الإرهاب في كلا البلدين. ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يهيّجون المنطقة، حيث ألمح عن الأسد.

وبقي الآن أن ننتظر لنرى ماذا سيكون ردّ فعل روسيا على خطّة أوباما. لدى روسيا اتفاقات واسعة مع سوريا، وقبل أقل من عام بقليل فقط نجحت في إفشال خطّة أوباما لمهاجمة سوريا على إثر استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل جيش الأسد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
اقرأوا المزيد: 459 كلمة
عرض أقل
صورة التقطت من مرشد بينار جنوب شرق تركيا لعدد من الاشخاص ينظرون الى تصاعد الدخان في عين العرب (AFP)
صورة التقطت من مرشد بينار جنوب شرق تركيا لعدد من الاشخاص ينظرون الى تصاعد الدخان في عين العرب (AFP)

الاكراد يستعيدون السيطرة على تلة غرب عين العرب بعد غارة جوية للتحالف

منذ بدأ هجوم مقاتلي داعش على عين العرب والقوات الكردية التي تدافع عنها بمؤازرة جوية من التحالف الدولي، تتراجع ثم تتقدم في معارك كر وفر لم يتمكن اي من الطرفين حتى الساعة من تحقيق تقدم حاسم فيها

استعاد المقاتلون الاكراد الذين يدافعون عن مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا الخميس السيطرة على تلة تقع غرب المدينة بعد غارة استهدفت جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين كانوا يسيطرون عليها، كما افاد مصور وكالة فرانس برس.

وشاهد المصور الموجود في الجانب الآخر من الحدود اربعة من عناصر التنظيم المتطرف الذين كانوا يتمركزون على هضبة تل الشعير الواقعة غرب المدينة الكردية حين بدأت الغارة قرابة الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

وما ان سمع الجهاديون هدير الطائرات المغيرة حتى تركوا اعلى التلة وركضوا للاحتماء في خنادق يرجح ان المقاتلين الاكراد الذين كانوا يسيطرون على هذا الموقع هم الذين حفروها، كما اضاف.

وبعد الغارة شاهد المصور الجهاديين وهم يفرون في حين تقدم المقاتلون الاكراد واستعادوا السيطرة على التلة.

ومنذ بدأ هجوم مقاتلي التنظيم المتطرف على كوباني والقوات الكردية التي تدافع عنها بمؤازرة جوية من التحالف الدولي، تتراجع ثم تتقدم في معارك كر وفر لم يتمكن اي من الطرفين حتى الساعة من تحقيق تقدم حاسم فيها.

وبدأ مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف هجوما على مدينة عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكنوا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات اميركية، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.

اقرأوا المزيد: 219 كلمة
عرض أقل
اكراد يحتمون خلف سور في بلدة سورتش ويراقبون الدخان المندلع من بلدة عين العرب (كوباني) في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2014 (AFP)
اكراد يحتمون خلف سور في بلدة سورتش ويراقبون الدخان المندلع من بلدة عين العرب (كوباني) في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2014 (AFP)

تعزيزات جديدة لداعش في عين العرب

حسب المرصد السوري لحقوق الانسان، "استقدم داعش تعزيزات عسكرية بالمقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة" الى عين العرب

استقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” خلال الساعات الماضية تعزيزات جديدة بالعديد والعتاد الى مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، حيث تمكن المقاتلون الاكراد من صد هجوم جديدة للتنظيم المتطرف، فيما واصلت طائرات الائتلاف الدولي قصف مواقعه.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، “استقدم تنظيم الدولة الإسلامية تعزيزات عسكرية بالمقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة” الى عين العرب (كوباني بالكردية).

ويأتي ذلك وسط استمرار المعارك الضارية في انحاء عدة من المدينة التي دخلها التنظيم في السادس من تشرين الاول/اكتوبر، وتمكن من السيطرة على مساحة شاسعة منها، قبل ان يستعيد مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية بعض المواقع “نتيجة تميزهم في حرب الشوارع”، بحسب خبراء.

واكد المسؤول الكردي المحلي ادريس نعسان الموجود حاليا في تركيا لوكالة فرانس برس ان التنظيم شن “ليلا هجوما عنيفا من شرق كوباني للوصول الى المعبر الحدودي، الا ان وحدات حماية الشعب ردت بقوة وصدته”.

واوضح المرصد السوري صباح السبت ان “التنظيم نفذ ليلا هجوماً من محور كانيَ عَرَبَان ومن جهة الصناعة (الشرق) ومحاولة التفاف على مواقع لوحدات حماية الشعب تقع في الشمال، فلقي ما لا يقل عن ثمانية” من مقاتليه مصرعهم في “كمين لوحدات حماية الشعب قرب مبنى البلدية الواقع غرب المربع الامني (شمال)”.

وتمكن المقاتلون الاكراد بعد الكمين من استعادة مركز لهم في المنطقة.

وكان التنظيم استهدف الجمعة منطقة المعبر الحدودي بحوالى 28 قذيفة هاون.

وتستمر المعارك كذلك في بعض الاحياء الجنوبية للمدينة، بحسب المرصد.

في الوقت نفسه، استمر الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تنفيذ غارات تستهدف مواقع وتجمعات لتنظيم “الدولة الاسلامية” في كوباني ومحيطها. وقد استهدف ليلا، بحسب المرصد، الاحياء الشرقية لكوباني.

صورة من فيديو نشر على يوتيوب في 11 اكتوبر 2014 لمقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في محيط عين العرب (AFP)
صورة من فيديو نشر على يوتيوب في 11 اكتوبر 2014 لمقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في محيط عين العرب (AFP)

كما استهدفت غارات اخرى أماكن في منطقة اللواء 93 في ريف بلدة عين عيسى في محافظة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها التنظيم المعروف ب”داعش”.

وقال المرصد ان غارات التحالف يوم الجمعة اوقعت عشرة قتلى بين المدنيين في محافظتي دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

واوضح في بريد الكتروني ان “سبعة مواطنين استشهدوا جراء قصف لطائرات التحالف العربي – الدولي أمس على منطقة نقطة تعبئة البنزين عند معمل غاز كونيكو القريب من بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي”.

كما قتل “ثلاثة سوريين بينهم فتى جراء تنفيذ طائرات التحالف ضربات عدة على منطقة آبار النفط بالقرب من قرية كبيبة الواقعة في ريف مدينة الشدادي في جنوب الحسكة”.

كما قتل 21 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” في الغارات الجوية على عين العرب ومحيطها.

في المقابل، قتل 14 مقاتلاً آخرين من التنظيم وثلاثة مقاتلين اكراد في الاشتباكات بين الطرفين على محاور كوباني.

اقرأوا المزيد: 376 كلمة
عرض أقل
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)

ضربات جديدة محددة الاهداف في عين العرب والعراق اولوية بالنسبة الى واشنطن

قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة المنطقة تحدثت عن "مؤشرات مشجعة" بعد نحو مئة غارة شنت منذ نهاية سبتمبر حول المدينة. اسفرت المعارك منذ شهر عن نحو 700 قتيل واجبرت مئات الالاف من سكان المنطقة على النزوح

شن التحالف الدولي الجمعة ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة عين العرب او كوباني الكردية السورية فيما تبقى الاولوية بالنسبة الى واشنطن التصدي للتنظيم في العراق حيث شنت قوات الامن الجمعة هجومين.

فقد شنت القوات العراقية هجوما في الرمادي غرب بغداد واخر في شمال تكريت المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون منذ اكثر من اربعة اشهر.

وشهدت كوباني الجمعة مزيدا من المعارك العنيفة بين القوات الكردية والمتطرفين.

وتحدثت الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة المنطقة والتي تشرف على حملة الضربات الجوية في العراق وسوريا عن “مؤشرات مشجعة” بعد نحو مئة غارة شنت منذ نهاية ايلول/سبتمبر حول هذه المدينة عند الحدود التركية.

 صورة من شريط فيديو لمقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في محيط عين العرب (AFP)
صورة من شريط فيديو لمقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية في محيط عين العرب (AFP)

وقال “نرى الاكراد يقاتلون ويستعيدون مواقع”، لكنه فضل عدم الافراط في التفاؤل لان سقوط كوباني في ايدي الجهاديين لا يزال ممكنا في رايه.

وافاد مسؤول كردي ميداني في عين العرب هو انور مسلم ان التحالف الذي شن غارات جديدة الجمعة “دمر العديد من الاليات وقطع المدفعية للدولة الاسلامية”. واضاف “نرى جثث مقاتلي (الدولة الاسلامية) في الشوارع. قواتنا تعزز من جهتها مواقعها الدفاعية لكن الخطر مستمر”.

وكان المتطرفون الذين يسيطرون على نصف المدينة شنوا صباحا هجمات في شرق كوباني وقرب وسطها فيما شنت “وحدات حماية الشعب الكردي” هجمات في جنوب شرقها وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

واسفرت المعارك المستمرة منذ شهر في كوباني عن نحو 700 قتيل واجبرت مئات الالاف من سكان المنطقة على النزوح.

واوضح انور مسلم انه بسبب قناصة الدولة الاسلامية فان القوات الكردية تعجز عن اجلاء المدنيين المحاصرين داخل المدينة. لكن المرصد السوري اكد ان عددا كبيرا من السكان يرفض مغادرتها في كل الاحوال.

 مقاتلون من داعش في احد شوارع بلدة عين العرب (AFP)
مقاتلون من داعش في احد شوارع بلدة عين العرب (AFP)

ولمساعدة الاكراد سياسيا، التقى مسؤولون اميركيون للمرة الاولى ممثلين للحزب الكردي السوري الرئيسي خارج المنطقة، بحسب مسؤولين اميركيين الخميس.

الى ذلك، افاد المرصد ان مسلحين ينتمون الى تنظيم “الدولة الاسلامية” قاموا بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت اشراف ضباط عراقيين سابقين.

ولفت من جهة اخرى الى مقتل 15 شخصا على الاقل في غارات جوية لقوات النظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق.

ورغم الالتزام الاميركي ضد المقاتلين الاسلاميين في سوريا، شدد الجنرال لويد اوستن على ان العراق يشكل “اولوية” واشنطن وسيبقى كذلك.

وقال “ما نقوم به حاليا في سوريا يتم القيام به قبل كل شيء لتحسين الامور في العراق”، متحدثا في هذا السياق عن عزم على قطع خطوط امداد العدو.

وبدعم من الضربات الجوية للتحالف، شنت القوات العراقية هجوما بهدف “تحرير المناطق في شمال مدينة تكريت” على بعد 160 كلم شمال بغداد، وفق مسؤول محلي.

كذلك، شنت قوات الامن العراقية هجوما على المتطرفين في ثلاثة قطاعات في مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية جزئيا وصدت هجوما في شمال المدينة، بحسب المصدر نفسه.

والرمادي هي كبرى مدن محافظة الانبار (غرب) التي تسيطر الدولة الاسلامية على 85 في المئة منها.

ومن غير الوارد بالنسبة الى واشنطن ان ترسل قوات على الارض للتصدي للجهاديين وهي تسعى الى تعزيز الجيش العراقي والقوات الكردية في العراق، اضافة الى مقاتلي المعارضة السورية والاكراد في سوريا.

لكن الجنرال اوستن شدد على وجوب الانتظار قبل ان يصبح الجيش العراقي قادرا على شن هجمات كبيرة لاستعادة المناطق التي خسرها منذ بداية العام.

توزيع مساعدات في مخيم سوروتش للنازحين الاكراد من عين العرب (AFP)
توزيع مساعدات في مخيم سوروتش للنازحين الاكراد من عين العرب (AFP)
اقرأوا المزيد: 483 كلمة
عرض أقل
مخيم للنازحين الاكراد في سوروتش (AFP)
مخيم للنازحين الاكراد في سوروتش (AFP)

الخارجية الاميركية: مسؤول اميركي التقى اكرادا سوريين

قالت المتحدثة باسم الخارجية انه في اطار استراتيجية الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا، جرت "هذه الاتصالات المباشرة خارج المنطقة" بين مسؤول في الخارجية وممثلين لحزب الاتحاد الديموقراطي

اعلنت الخارجية الاميركية الخميس ان مسؤولا اميركيا التقى خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي اكرادا سوريين ينتمون الى حزب الاتحاد الديموقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد سلطات انقرة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي انه في اطار استراتيجية الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، جرت “هذه الاتصالات المباشرة خارج المنطقة” بين مسؤول في الخارجية وممثلين لحزب الاتحاد الديموقراطي.

وقال مسؤول اميركي طلب عدم كشف اسمه في وقت لاحق ان اللقاء “تم في باريس”. يذكر ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قام بجولة خلال الايام الماضية مع وفد مرافق له شملت القاهرة الاحد والاثنين ثم باريس الاثنين والثلاثاء قبل ان يتوجه الى فيينا.

ولحزب الاتحاد الديموقراطي جناحه العسكري المعروف باسم “وحدات حماية الشعب الكردي” والذي يدافع راهنا بشراسة عن مدينة عين العرب الكردية السورية امام هجمات تنظيم الدولة الاسلامية.

ولمساعدة المقاتلين الاكراد في صد هجمات التنظيم المتطرف، شنت طائرات التحالف الغربي العربي اكثر من مئة غارة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية حول مدينة عين العرب.

الا ان المتحدثة بساكي اعلنت الخميس ان واشنطن “لم تصل بعد” الى حد العمل على تسليح وتدريب ميليشيات كردية.

وقالت عن اللقاء بين المسؤول في الخارجية الاميركية وممثلين للحزب الكردي السوري “لقد كان عبارة عن اجتماع خاطف”.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية على مدينة عين العرب (AFP)

اشتباكات متقطعة في عين العرب والاكراد يصدون هجوما “كبيرا” في جنوبها

يشعر المدافعون الاكراد بالاحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات الائتلاف الدولي على مواقع داعش

تدور اشتباكات متقطعة في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية بعد ساعات من سقوط مربعها الامني في ايدي عناصر تنظيم “الدولة الاسلامية” في مقابل نجاح المقاتلين الاكراد في صد “هجوم كبير” في جنوبها، بحسب ما افاد السبت المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “تدور حاليا اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب وجنوب غرب عين العرب” الحدودية مع تركيا والتي تتعرض منذ اكثر من ثلاثة اسابيع لهجوم من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية” بهدف السيطرة عليها.

واضاف عبد الرحمن ان مجموعات من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تستميت للدفاع عن المدينة تشن في مقابل ذلك “عمليات نوعية تشمل تنفيذ عمليات تسلل في شرق عين العرب لقتل عناصر من تنظيم +الدولة الاسلامية+ والعودة الى مواقعها بعد ذلك”.

وتابع “هناك محاولات متواصلة من قبل تنظيم +الدولة الاسلامية+ للتقدم نحو وسط المدينة”.

وسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” الجهادي المتطرف الذي تمكن الاثنين الماضي من اقتحام المدينة بعد نحو ثلاثة اسابيع منذ بدء هجومه عليها، الجمعة على “المربع الامني” للمقاتلين الاكراد والواقع في شمال مدينة عين العرب.

وبات مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” يسيطرون على نحو 40 بالمئة من المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.

وبعيد سيطرتهم على المربع الامني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شن مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية” هجوما “كبيرا” من جهة الجنوب عند فترة منتصف الليل الا ان المقاتلين الاكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف من الاشتباكات العنيفة، بحسب ما افاد المرصد السوري.

ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي بعيد منتصف الليل غارتين جديدتين على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق وجنوب المدينة، وفقا للمرصد ايضا.

وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه على المدينة الواقعة في محافظة حلب مستعينا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الامدادات.

ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي  في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.

ويشعر المدافعون الاكراد عن المدينة بالاحباط في ظل تناقص ذخيرتهم، مطالبين بتكثيف الغارات التي تنفذها قوات الائتلاف الدولي على مواقع التنظيم المتطرف.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

تفاقُم الصراع بين تركيا والغرب

تركيا، الولايات المتحدة، سوريا، وروسيا - كل هذه الدول تحاول أن تؤثر على التحالف الدولي ضد داعش، وكما يبدو فإنه قبل أن يتم الاتفاق على شيء في هذا الموضوع سيكون تنظيم داعش قد احتل بلدة عين العرب (كوباني)

بعد أن أعربت الحكومة الأمريكية عن غضبها الشديد على الأتراك الذين لا يحركون ساكنًا ويسمحون للبلدة الكردية عين العرب (كوباني) الموجودة في سوريا على الحدود مع تركيا بأن تقع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، يأتي الرد التركي على هذا الغضب.

أوضح وزير خارجية تركيا، مولود جاوش أوغلو، أن تركيا لن توافق على محاربة داعش لوحدها، وأنها لن تكون مستعدة أن تبعث بالجنود الأتراك لمحاربة تنظيم داعش لوحدهم دون وجود قوات عسكرية لدول أخرى إلى جانبهم. “تركيا لن تخوض معركة لوحدها” يقول جاوش أوغلو.

أعلنت أمريكا أنها ستُرسل فرقا عسكرية إلى أنقرة في الأسبوع القادم، وذلك لتعزيز النقاشات حول عمليات التحالف العالمي ضد تنظيم داعش، إلا أنه من المحتمل أن يكون ذلك متأخرًا جدًا بالنسبة لبلدة عين العرب.

وفقًا للتقارير الأخيرة، نجح تنظيم داعش بالسيطرة على مركز القيادة التابع للقوات الكردية وعلى سجن مركزي في المدينة، وصحيح حتى هذه اللحظة، أنه نجح بالسيطرة على ما يزيد عن 40% من أراضيها. تدور المعارك هناك بين داعش من جهة، وبين قوات كردية وقوات “الجيش السوري الحر” من جهة أخرى، أما الجيش التركي فيراقب الأحداث من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا.

رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان (ADEM ALTAN / AFP)
رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان (ADEM ALTAN / AFP)

مع ذلك، يبدو أن المواجهات لن تكون سهلة أبدًا. وكان رئيس تركيا رجب طيب أردوغان قد أعلن عدة مرات أنه كجزء من اشتراك تركيا في المعارك ضد داعش فهي تطالب بأن يتم الإعلان عن مناطق واسعة في شمال سوريا بأنها مناطق يُمنَع التحليق بالطائرات في سمائها. تأتي هذه المطالبة من أردوغان بسبب عدم رغبته بأن يتمتع جيش الأسد من الهجمات ضد داعش. فتركيا، كما هو معلوم، تتمنى سقوط حكومة الأسد، ولذلك نراها لا تسارع بمهاجمة أعدائه.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)

مع ذلك، فإن الإعلان عن منطقة أنها يُحرَم التحليق في سمائها ليس بالأمر الهين، ومن المحتمل أن يواجه هذا الطلب اعتراضًا من روسيا. وكانت روسيا قد قالت إن هذا الإعلان يجب أن يصادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إعلان الكرملين هو عبارة عن تذكير بالتحالف القائم بين حكومة رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، وبشار الأسد الذي تزوّده روسيا بالعتاد الحربي والأسلحة الكثيرة. تستطيع روسيا، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن تعرقل كل قرار يتم تمريره في اللجنة بواسطة حق الفيتو، ولذلك أي قرار يخص تنظيم داعش يجب أن يحصل على موافقة روسيا.

على أثر الوضع الدولى المعقّد، يبدو أن الجيش التركي لن يتدخل في الفترة القريبة في المعارك الضارية في عين العرب، ومن المحتمل أن تقع هذه البلدة تحت سيطرة داعش قبل أن يتم اتخاذ أي قرار من قِبَل دول العالم في هذا الشأن، وهذا ما توقّعه أردوغان من قبل. إن سقوط عين العرب في يد تنظيم داعش سوف يُكمل الحلقة الناقصة في سلسلة المناطق الجغرافية التي قد سيطر داعش عليها إلى الآن في شمال سوريا، وسيحقق التنظيم الدموي إنجازًا استراتيجيًّا كبيرًا بسبب ذلك.

اقرأوا المزيد: 429 كلمة
عرض أقل