الحب هو شعور نبحث عنه، لكن من أجل أن نحظى بمحبة الآخرين، علينا أن نحب أنفسنا أولا.
حين يتعيّن علينا تعريف كلمة حب، يصبح الكثير منا فلاسفة مرموقين، ونستعمل كلمات مضخّمة وضبابية. لقد أضحى القول أن ليست هناك إجابة على السؤال “ما هو الحب؟” مبتذلا، لكننا نريد أن نقترح وجهة نظر عملية وواضحة لكلمة حب.
ببساطة، الحب هو الرغبة في التعاون. فكروا في أنفسكم حين تُشرع أبواب قلوبكم وتنبض بالحب. يمكن أن يكون هذا حبًا لإنسان ما أو لأنفسكم. ليست هناك أهمية عن أي حب نتحدث وعن قوته، فثمة مقام مشترك دائمًا: يتجسد الحب برغبة قوية من أجل العطاء، المساعدة، والتقرّب. ويتميّز بالاحترام، الحساسية، اللامبالاة، الكرم.
عندما نحب إنسانًا ما، فنحن نسعى إلى الأفضل من أجله. لذلك، نساعده في تحقيق نفسه والتعبير عنها، ونريد أن يكون سعيدًا. ويدفعنا إحساس الحب لمد اليد، والتعاون. أما الكراهية، الغضب والخوف هي التي تجعلنا نبتعد، نهجر، نترك، ونعتزل. وهذه المشاعر تقلل تعاوننا.
لذا، إن كنا نريد أن نحيا حياة مملوءة بالحب، علينا أن نبدأ بأنفسنا. هذا تحدٍّ: كلنا نعمل بشكل أو بآخر من منطلق الرغبة في إرضاء الآخرين كي يحبونا، يريدونا، ويتقبلونا. لكن، في الحقيقة فالإنسان الذي سيحيا كل حياته إلى جنبنا هو نحن أنفسنا-ويشكل وجود كل الآخرين في حياتنا، بدءًا من الوالدين، مرورًا بالزوج وانتهاء بالأصدقاء، مرحلة مؤقتة، ويعتريها الشك.
يبحث الناس دائمًا عن الودّ، التعاطف، والاهتمام في الحياة الزوجيّة (Flah90/Matanya Tausig)
وهاكم بعض العلامات الواضحة للحب الكامل:
يبدأ الحب حين يقفز قزم صغير في قلبك في كل مرة ترَيْنه (أو تراها). هوب! تعتدلين، ترتبين شعرك وتعلو بسمة كبيرة على وجهك، وحين يبتسم إليك، فيبدأ قزم قلبك بالركض.
وحين يحتضنك-تخافين أن تصيبك سكتة قلبية من المجهود المفرط.
المرحلة القادمة في الإحساس بالحب هي الإحساس بأنك لا تستطيعين نسيانه، وكأنه أقام بيتًا في رأسك: فيرافقك إلى كل مكان تذهبين إليه أو تفكرين به. وأحيانًا تنتابك الرغبة في إدخال يدك إلى رأسك وسحبه ببساطة من هنالك وغمره بالقبلات. تشعرين برغبة لا تتوقف لأن تكوني إلى جانبه، وتمسكي بيده، وتضعي رأسك على صدره…
19% من الأزواج المتزوجة اليوم حول العالم تعرّفوا عن طريق الإنترنت (Thinkstock)
إذًا طبعًا بعد سيّطرة عنيدة كهذه على قلبك، من الأرجح أن كل ما ستريدينه يوميًّا هو أن تكونا معًا. وهكذا يصبح قضاؤك للوقت مع صديقتك، والديك أقل، لأنك لا تريدين سواه. فأنت تريدينه! تريدينه!
يمكن القول إن العالم، من ناحيتك، وجد لنفسه مركز اهتمام جديد، وتتمحور حياتك حوله. وعندما تكونين بعيدة عنه، تتصلين به أو ترسلين له رسالة.
إن كانت هذه هي العلامات: إذًا فأنتِ (أو أنتَ) مغرمة في الحب.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني