المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)
المطربة نتالي بيرتس مع المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

“العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل

من القاع إلى القمة.. هكذا اخترقت الموسيقى الشرقية قلب "الاتجاه السائد" في إسرائيل في العقد الأخير

هذا الأسبوع، التقى مئات الشبان والبالغين، في باحة الاحتفالات “بيت آفي حاي” (BEIT AVI CHAI) في القدس في أمسية تكريما لـ “العصر الذهبي” للموسيقى الشرقية في إسرائيل. أجري الاحتفال في إطار مهرجان “سبعة” الذي احتفى بسبعة احتفالات مختلفة من العقود السبعة المختلفة للثقافة الإسرائيلية.

فرقة النور (Credit: Nikolai Busygin)

يتميز العقد الحاليّ، الذي بدأ عام 2010، بتطور الثقافة الشرقية، لا سيما الموسيقى الشرقية التي تصدرت قمة الثقافة الإسرائيلية. أصبحت “الثقافة الشرقية هامة لكل الشعب حاليا”، قال أوفير توبول، ناشط شرقي ومبادر أشرف على الاحتفال، و”تشكل الموسيقى الشرقية مثالا على ذلك. هذه الموسيقى الأكثر شعبية في إسرائيل، وهذه الشعبية ليست جديدة، لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار في الثقافة الأساسية طوال سنوات”.

أوفير توبول (Credit: Nikolai Busygin)

تضمنت الأمسية المؤثرة، التي ركزت على عودة الإسرائيليين إلى الأصول الشرقية، عرضا لـ “فرقة النور” وهي فرقة موسيقية شرقيّة كلاسيكية، يعزف فيها موسيقارون يهود وعرب، مسيحيون، مسلمون، ودروز. أقام الفرقة أشخاص لديهم رؤيا، أرادوا إنعاش التقاليد الموسيقية الشرقية المشتركة لليهود والعرب في إسرائيل والعالم.

شارك في الفرقة مطربون شرقيون معروفون، وغنوا بالعبرية والعربية، ومنهم المطربة نتالي بيرتس، التي تحظى أغانيها بشعبية كبيرة بين العرب في إسرائيل، والتي تقدم عروضا موسيقية في أحيان قريبة في الأعراس والاحتفالات في القرى العربية. إضافة إلى العروض الموسيقيّة، عزفت الفرقة عندما قرأ شاعران شرقيان مجموعة من أناشيدهم المختارة.

المطربة نتالي بيرتس (Credit: Nikolai Busygin)

“قبل بضع سنوات، رافقت والدي إلى الكنيس يوم السبت”، قال المقدم أوفير توبول في مستهلّ الاحتفال، وفجأة لاحظت أني أسمع اللغة العربية في الكنيس. لقد شعرت بعلاقة بين هذه الظاهرة وظواهر مختلفة حدثت في إسرائيل في العقد الأخير، مثلا المطرب دودو تاسا، بعد سنوات كثيرة من الإنكار عاد إلى أصوله، إلى أغاني جده، داود الكويتي.” قال توبول إن دودو تاسا ومطربين إسرائيليين آخرين اهتموا بالموسيقى العربية المنسية إلى حد معين وأنعشوها مجددا.

المطرب شاي صبري (Credit: Nikolai Busygin)

أوضح توبول أنه طوال سنوات سيطرت في إسرائيل ثقافة واحدة اعتُبِرت شرعية، وبالمقابل، هُمّشت الثقافات الأخرى. “بعد سنوات من البوتقة، التي كانت سائدة فيها ثقافة واحدة “صحيحة” في إسرائيل، عدنا إلى الأصول، إلى الأجداد”، قال متحمسا. وفق أقواله، نشأت خصائص إسرائيلية، ثقافة مفتوحة أكثر تمنح مكانا للجميع لا يتضمن مناطق هامشية ومركزية.

وحقا، في السنوات الماضية، أصبح يجري الحديث كثيرا عن الشعبية الهائلة التي حققتها الموسيقى الشرقية في إسرائيل، بعد سنوات طويلة كانت فيها هامشية. في إسرائيل في الألفية الثانية، أصبحت الموسيقى الشرقية “الاتجاه السائد” (Mainstream) والأكثر سماعا في الراديو والتلفزيون الإسرائيليين. تعرضت نصوص مطربين كثيرين عندما بدأوا يشتهرون لانتقادات لاذعة بادعاء أنها “ركيكية” وألحانها شعبية، ولكن لا يمكن تجاهل نجاح المطربين البارز في العروض الكبيرة في البلاد، أمام جمهور هائل من المشجعين الذي يحضر عروضهم ويردد كلمات أناشيدهم عن ظهر قلب.

حفلة للمطرب عومر آدم (فيسبوك)

عومر آدم، إيال غولان، وساريت حداد، وعدن بن زاكين هم جزء من الأسماء اللامعة للمطربين الشرقيين الإسرائيليين في يومنا هذا. رغم أن هذه الحقيقة لم تكن واضحة دائما، ولكن من المؤكد تماما أن الموسيقى الشرقية في يومنا هذا أصبحت جزء لا يتجزأ من الموسيقى التصويرية الإسرائيلية. لقد بات الحوار الشرقي، الذي كان في الماضي حديث المثقفين الأكاديميين ومجموعات سياسية كانت تعتبر متطرفة، معروفا في كل منزل إسرائيلي، واخترقت الثقافة الشرقية “الاتجاه السائد” مباشرة. تُخطف بطاقات عروض عمر آدم بسرعة، يحتل أبطال الثقافة الشرقيون الشاشات وأعمدة الصحف، وعملت فرقة شعر شرقية تدعى “عرس فواتيكا” (Ars poetica) جاهدة فنجحت في جعل الشعر الهامشي مشهد متألق في الثقافة الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل
المطرب عومر آدم (فيسبوك)
المطرب عومر آدم (فيسبوك)

الملك الجديد للموسيقى في إسرائيل

إن كنتم تتساءلون من هو المطرب الإسرائيلي الأفضل في الراهن؟ فالجواب بلا شك هو عومر آدم.. في الحقيقة، لا نبالغ إن قلنا أن الإسرائيليين وجدوا "العندليب الأسمر" الخاص بهم.. تعرفوا إليه

20 مايو 2018 | 08:53

“30 ألف تذكرة لحفلة المطرب عومر آدم في ملعب كرة القدم الجديد في حيفا اختطفت خلال ساعة” أفادت الصحف الإسرائيلية شهر مارس من هذا العام، معلنة أن المطرب المذكور هو الملك الجديد، بلا منازع، لموسيقى البوب – الشرقي الإسرائيلي. في الحقيقة، الصحف والمجلات ومواقع التواصل في إسرائيل تتحدث عن “ظاهرة” موسيقية غير مألوفة، وصوت شرقي – غربي لم تشهد مثله إسرائيل من قبل.

حفلة للمطرب عومر آدم (فيسبوك)

ففي زمن يقاس فيه نجاح الموسيقار بعدد الألبومات التي باعها، ظاهرة عومر آدم منقطعة النظير لأنه حطم أرقاما قياسية ليس فقط على ألبوماته، وإنما على الطلب الهائل لحفلاته. التذاكر تنفد بسرعة البرق وكل من يحمل بيده واحدة فهو محظوظ. الشرك الضخمة في إسرائيل، شركات الاتصالات والبنوك ودور الاستثمار والمؤسسات الحكومية الكبرى، تتقاتل على حفلاته وتنتظر في الطابور ليصل عومر آدم إليها. حتى أنه فكّر مرة في اعتزال الفن لكثرة العمل. من يكون؟

كان من المفروض أن يكون قائدا كبيرا

العجيب في قصة آدم أنه ولد في الولايات المتحدة وترعرع بعدها في بلدة محسوبة على اليهود الأوروبيين وليس له وللشرق كثيرا. وكان متوقع لهذا الولد أن يتقلّد منصبا مرموقا في الجيش الإسرائيلي مثل أفراد عائلته من جانب والده، فهو سليل عائلة جنرالات وقادة كبار في الجيش الإسرائيلي، آخرهم الجنرال في التقاعد أودي آدم الذي كان قائدا للمنطقة الشمالية في فترة الحرب اللبنانية الثانية.

لكن صوت آدم وموهبته غيّرا البرامج..

بداية قاسية

التجربة الأولى في الغناء المحترف لآدم كانت قاسية. فبعد أن تألق على منبر برنامج “أحلى صوت” في إسرائيل، وتوقع له الجميع أن يصل النهائيات ويفوز بالقلب، أعلن البرنامج إبعاده. والسبب أنه خدع المنظمين بالنسبة لعمره، فقال إنه يبلغ ال16 من العمر وهو ما زال 15 عاما ونصف، مخالفا شروط المسابقة.

لكنه أعلن في مقابلة تلفزيونية آنذاك أن الحادثة ليست النهاية بالنسبة له، وإنما البداية.. بداية مشوار فني ليس له مثيل في إسرائيل، حيث سيتربع هذا الشاب على عرش البوب الإسرائيلي الشرقي.

وبالفعل، استطاع آدم وهو دون ال18 أن يحيي حفلا في القاعة المحفوظة لكبار المطربين الإسرائيليين، في منطقة قيسارية. يومها فهم الجميع أن لا شيء يمكنه بعد أن يقف في طريق عومر آدم.

ما هو سر نجاحه؟

“عومر آدم منقطع النظير. غناؤه الشرقي أفضل من غناء جميع المطربين الشرقيين في إسرائيل. وغناؤه الغربي أفضل من غناء جميع المطربين الغربيين”، قال عنه المطرب الكبير أفيهو مدينا، المدير الفني لعملاق الطرب الإسرائيلي الشرقي، زوهر أرغوف.

حين يتحدث النقادون الإسرائيليون عنه فهم يشددون على أن صوته منقطع النظير. فهو يملك صوتا ذا مساحات وطبقات غير عادية. يؤدي الغناء الشرقي بسلاسة، وينافس مطربين مشهورين في إسرائيل مثل: إيال غولان. ويؤدي الغناء الأجنبي دون منازع. ويجمع الناقدون على أن صوت آدم يجمع الخشونة والنعومة في آن، والشرق الغرب في آن. فبإمكانه أن يغني أي لون بسهولة وبلباقة.

إضافة إلى موهبته الفنية، شخصيته ساحرة. يتسم بالتواضع، والبساطة. شاب مؤمن ويحترم الشريعة اليهودية. في حادثة أثارت ضجة في إسرائيل، رفض آدم تقديم عرض في يوم السبت، خشية من انتهاك قداسة هذا اليوم. ولا يخفى أن ذلك يزيد من حب الناس له ولغنائه في إسرائيل.

يحافظ على سمعة طيبة ولا يتحدث عن المال رغم أنه من أكثر المغنيين في إسرائيل ثراءً. ويحظى بإدارة ممتازة. فوالده كان يرسل معه وهو عمره 16 سنة، حراس خاصة لكي يتأكدوا أنه ينهي العرض ويعود إلى بيته.

محبوب الجميع

ظاهرة عمور آدم ليست مسبوقة في إسرائيل. فمعظم المطربيين لاإسرائيليين المشهورين محسوبون على فئة معجبين معينة. فتجد هذا محبوب عشاق الطرب الشرقي، وتجد هذاك محبوب عشاق الغناء الهادئ ومن هذا القبيل. أما آدم فهو محبوب الجميع.

الشباب الصغار والكبار، والبالغون، والمتقدمون في السن، يحبونه ويستمعون إلى أغانيه دون توقف. في كل ألبوم له هناك أغنية تتحول إلى الأكثر تداولا في إسرائيل. ولا يوجد شخص في إسرائيل لا يجد له أغنية يحبها من الأعمال الفنية الثرية الذي قدمها إلى الفن الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 573 كلمة
عرض أقل
  • الرقص الشرقي (Jhayne)
    الرقص الشرقي (Jhayne)
  • أفنير نتنياهو مع أخيه  ووالديه، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة  (GPO)
    أفنير نتنياهو مع أخيه ووالديه، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة (GPO)
  • هنية وقادة حماس في طائرة خاصة (Facebook)
    هنية وقادة حماس في طائرة خاصة (Facebook)
  • القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف
    القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف
  • حين طال (صورة من إنستاجرام)
    حين طال (صورة من إنستاجرام)
  • الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادراعي
    الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادراعي

حصاد 2014: مقالات العام

اختارت هيئة تحرير موقع "المصدر" المقالات العشرة التي نشرتها هذا العام، وأثارت "اهتماما" خاصا لدى قرائنا، وكذلك حظيت بردود فعل ونقاشات عديدة على الموقع. المقالات المختارة ليست عينة ممثلة، بل هي تدل على اختيار خاص من قبل هيئة التحرير

حرب في الصيف

في 2014 أيضًا، للأسف، نشبت جولة حرب جديدة بين إسرائيل وحماس في غزة. كانت أشهر الصيف صعبة على طاقم العمل في موقعنا، المُكوّن من عرب ويهود. إلا أننا حاولنا أن نقدم للقارئ زوايا من الصراع والتي عادة لا يتم التطرق إليها. مثل المقالة التي تحدثت عن الحياة، المريحة جدًا، التي يعيشها مسؤولو حماس، الكشف عن أشهر مُتحدث لدى الحركة، أبو عبيدة، ومعلومات جديدة عن قائد كتائب الأقصى، محمد ضيف، والذي نجا ثانية من محاولة اغتيال من قِبل إسرائيل. حاولنا أن نتعرف عن كثب أيضًا على نظير أبو عبيدة من الجانب الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، الذي تحوّل إلى شخصية معروفة في كل بيت فلسطيني.

 

واقع الأقليات في الشرق الأوسط

لفتت الأقليات في الشرق الأوسط اهتمام متابعينا، وانعكس الأمر في المقالات التي تحدثت عن الأقلية اليزيدية ، التي طالتها هذا العام ذراع داعش، كذلك الدروز، الذين حظوا بممثلة عالمية – أمل علم الدين كلوني، والعلويّين الذين ذاعت شهرتهم.

 

نظرة إلى الداخل الإسرائيلي

كان أحد أهدافنا هو كشف إسرائيل على جمهور القراء في العالم العربي الذي يعرفها فقط من خلال وسائل الإعلام العربية، وإلقاء الضوء على الحياة داخل إسرائيل – المجتمع، الثقافة، الشباب. حظي تقرير قمنا به عن واقع الرقص الشرقي في إسرائيل بشعبية كبيرة، كذلك المقالات التي تحدثت عن حياة المغنين الشرقيين في إسرائيل، مثل سريت حداد وعومر آدم . لفتت امرأة أُخرى أيضًا الانتباه وهي “كيم كردشيان الإسرائيلية”، حِن تال.

 

السياسة الإسرائيلية

موقع “المصدر” هو الموقع الوحيد الذي يتيح للقارئ العربي إمكانية إيجاد كل المعلومات، من مصدر أول، عن السياسة الإسرائيلية. من المقالات التي أثارت اهتمام القراء هي مقالة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو  ونجم اليمين الصاعد، رئيس حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينيت. حظيت السياسيات الإسرائيليات أيضًا باهتمام جمهور القراء وكذلك التقرير الذي رصد حياة رئيس الحكومة الأسبق، أرئيل شارون، الذي يمكن، على أقل تقدير، أن نقول إنه لم يكن محبوب العرب.

اقرأوا المزيد: 281 كلمة
عرض أقل
المطرب عومر آدم (Wikipedia)
المطرب عومر آدم (Wikipedia)

صدّق أو لا تصدّق: الموسيقى الإسرائيلية تثير الفلسطينيين

من نابلس، عبر بيت لحم، وحتى رام الله، ينجح المغنون الإسرائيليون الشرقيون في إثارة الشارع الفلسطيني، الذي لا يبالي بأنهم يغنّون بالعبرية. النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عٌمر آدم

ظاهرة غريبة تستأثر مؤخرا باهتمام الصادر والوارد في شوارع المدن الفلسطينية النابضة بالحياة. في زيارة خاطفة إلى ميدان عرفات، الميدان المركزي في رام الله، ستتمتعون بالاستماع إلى أغانٍ إسرائيلية شرقية تصدح من مكبرات الصوت في حوانيت الميدان. فإلى جانب أسطوانات محمد عسّاف، الفلسطيني الفائز ببرنامج الواقع “عرب أيدل” (Arab Idol)‏، ستجدون أسطوانات لمغنين إسرائيليين عديدين معروضة للبيع.

بكل بساطة، تغزو الموسيقى الشرقية الإسرائيلية الشارع الفلسطيني، وثمّة من يدّعون أنها تنجح حيث أخفقت مساعي السلام.

في أريحا يحبون أغاني زوهر أرجوف، في نابلس يستمتعون بالاستماع إلى عوفر ليفي، وفي رام الله يصغون إلى زهافا بن. وإن سألتم الشبان الفلسطينيين من هو المطرب الإسرائيلي الأكثر شعبيّة، فإنّ الإجابة ستكون كما يبدو عومر (عُمر) آدم.

النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90\ Jorge Novominsky)
النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم (Flash 90\ Jorge Novominsky)

ولمن لا يعرف عومر آدم، فهو مُغنٍّ إسرائيلي (20 عامًا) يغنّي موسيقى متوسطية، أو كما تُدعى في الشارع الإسرائيلي “موسيقى شرقية”. كان ظهوره العلني الأول في أحد برامج الواقع الغنائية الأكثر مشاهدةً في إسرائيل “كوخاف نولاد” (ولادة نجم). بدأ كمتسابق في الموسم السابع للبرنامج، لكنه أقصي بعد أن تبيّن أنه قام بتقريب سنه إلى الأعلى، إلى 16 سنة (العمر الأدنى للمشاركة في البرنامج). تبيّن لاحقًا أنّ مغادرة “كوخاف نولاد” القسريّة كانت لصالحه فقط.

بعد شهر ونصف من اضطراره إلى مغادرة “كوخاف نولاد”، استغلّ آدم الزخم الجماهيري الذي قدّمه له البرنامج، وأطلق أولى أغنياته الفردية. بعد ذلك مباشرة، بدأ بإحياء الحفلات. مذّاك، يحيي بين 20 و25 حفلة شهريًّا – بما فيها مناسبات وأفراح عائلية.

استمعوا إلى أغنية عومر آدم المشهورة:

ويعود الفضل في جزء من جماهيرية آدم إلى عائلته. فآدم هو سليل أسرة عسكرية عريقة. جده شموئيل آدم، عقيد في الاحتياط، كان من مؤسسي وحدة مكافحة الإرهاب، وأبوه يانيف، رائد في الاحتياط، كان نائب قائد “شالداغ” ونائب قائدة لواء المظليين. ومن أقربائه الآخرين يكوتيئيل آدم، نائب رئيس الأركان الذي قُتل في حرب لبنان الأولى، وأودي آدم، قائد قيادة الشمال في حرب لبنان الثانية (حرب تموز).

استمعوا إلى الأغنية الأكثر شعبية لعومر آدم: “بوئي عخشاف” (تعالَي الآن)

لكن إياكم أن تخطئوا. فالمطرب الفلسطيني، ابن غزة، محمد عسّاف (غادر مؤخرًا غزة إلى رام الله بإذن خاصّ منحته إيّاه إسرائيل لتطوير مسيرته الموسيقية في العالم العربي) لا يزال مصدر الفخر الفلسطيني. فالمُلصقات والصور العملاقة لا تزال تزيّن مدن الضفة الغربية. مع ذلك، يمكن العثور أحيانًا على عدد لا بأس به من أنصار عومر آدم والموسيقى الشرقية الإسرائيلية عامةً.

الظاهرة نفسها مألوفة جدًّا بين الفلسطينيين سكّان القدس الشرقية. فقد كانوا أوّل من بدأ بالاستماع إلى الموسيقى الشرقية، ورُوَيدًا رُوَيدًا بدؤوا بنقلها إلى المدن الفلسطينية.

ويشهد المواطنون الفلسطينيون الأكبر سنًّا أنّ أغاني الراحل زوهر أرجوف (1987) كانت تصدح من مسجلاتهم القديمة حتى قبل صعود الجيل الجديد من الغناء الشرقي.

والظاهرة الأكثر عجبًا هي بروز مغنٍّ شابّ آخر يعتمر “الكيباه” اسمه زيف يحزقيل بين المغنين الإسرائيليين الذين يحظون بالمزيد من التقدير في أوساط الجمهور الفلسطيني. يغني يحزقيل، شاب يعتمر الكيباه (القلنسوة التي يعتمرها المتدينون اليهود) ابن التاسعة والعشرين، تكرارًا مع جوقة الناصرة الرسمية، وقد حظي بلقب “المطرب اليهودي الذي يغنّي بالعربية”. معظم حفلاته تقدَّم أمام جمهور عربي والذي لا يخجل من إبداء إعجابه.‎ ‎

المطرب زيف يحزقيل
المطرب زيف يحزقيل

في إحدى مقابلاته مع الإعلام الإسرائيلي، قال يحزقيل: “بدأتُ مسيرتي بالغناء العربي، متأثرًا تحديدًا بالتراتيل من الكنيس المغربي. قسم من التراتيل التي سمعتُها في نعومة أظفاري يُغنّى بألحان لأغانٍ عربيّة. انتابني الفضول للتعرُّف إلى المصدر، فبدأتُ بالاستماع إلى الأغاني. بعد ذلك، أردتُ أن أفهم أيضًا ما أسمع، لذلك بدأتُ بدراسة العربية قراءةً وكتابةً. حاليًّا هذا هو انشغالي الرئيسي، وهو أيضًا هدفي كما أظنّ”.

شاهدوا زيف يحزقيل يؤدّي أغنية أم كلثوم، “أمل حياتي”

رغم المشكلة التي يمكن أن تثيرها، فإنّ قلنسوة يحزقيل لا تفارق رأسه طيلة حفلاته أمام الجماهير العربيّة. “هذه هي علامتي التجارية”، يقول، “وفيها أظهر في كل مكان. في إحدى الحفلات التي أحييتُها مع فرقتي في الناصرة، توجّه أحدهم إليّ، وقال إنه لا يمكن أن أكون يهوديًّا. أشرتُ إلى “الكيباه”، ومع ذلك لم يُصدِّق”. يحيي يحزقيل حفلات أيضًا أمام جاليات عربية في العالم: في الولايات المتحدة ولندن.

اقرأوا المزيد: 603 كلمة
عرض أقل
المطربة الإسرائيلية نينيت طايب (Flash90/Yonatan Sindel)
المطربة الإسرائيلية نينيت طايب (Flash90/Yonatan Sindel)

ألن نكفّ عن الغِناء؟

ظهرت البرامج التلفزيونية للكشف عن المواهب الغنائية قبل نحو عقد في إسرائيل، لكنها تأبى الاختفاء، بل تتكاثر؛ 4 صِيَغ، عدد لا يُحصى من ساعات البثّ، وتأثير هائل على الحضارة: إنّها صناعة برامج الواقع في إسرائيل

قد يصعُب تصديق ذلك، ولكنّ برامج الواقع التي تهدف إلى تحديد المطرب الكبير القادم ترافقنا منذ أكثر من عَقد. فعام 2003، جرفت إسرائيل موجةٌ من الحماس غيرُ مسبوقة حول برنامج المواهب الأول على الشاشات، “كوخاف نولاد” (ولادة نجم – برنامج شبه مطابق لبرنامج “سوبر ستار”/ “عرب أيدل”). احتفل البرنامج بعقده الأولى، واحتفاءً بالحدث، غيّر اسمه إلى “النجم القادم” ليجتاز تحوُّلًا جديدًا. لكنّ البداية كانت مع “ولادة نجم”، مع المقدّم تسفيكا هدار، ومع صيغة تُتيح للمشاهدين في بيوتهم التصويت وتحديد هوية الرابحين، عبر إرسال رسائل نصية قصيرة (SMS).

في نهاية صيف السنة نفسِها، بلغ الجنون بالبرنامج ذروته. ففي أمسية النهائي، الذي أقيم في شواطئ نيتسانيم، تجمّع عشرات آلاف الشبّان لمشاهدة الظاهرة الثقافية الأكبر في ذلك الوقت، و”النجوم” التي كانت تولد أمام أعينهم، في حفل أشبه بالمهرجان. في تلك الليلة، تنافست نينيت طايّب مع شيري ميمون وشاي جبسو. كانت المنافسة متقاربة بين الثلاثة، واستأثرت بانتباه نسبة مرتفعة من الشعب الإسرائيليّ. في النهاية، كانت نينيت – التي أظهرت صوتًا رنّانًا ومحرّكًا للمشاعر في أغنية “يام شِل دمَعوت” (بحر من الدموع)، لزوهر أرجوف – هي التي نالت أكثر الأصوات وظفرت بالمركز الأول. وخلافًا لعدد من المشتركين الذين فازوا في المسابقات المختلفة لاحقًا، والذين سنتحدث عن بعضهم، فإنّ نينيت نجحت في الحفاظ على مكانتها في النقاش الموسيقي والحضاري في إسرائيل، خلافًا لكلّ التوقّعات المسبقة.

شاهِدوا لتفهموا لماذا كانت نينيت “نجمة” إسرائيل الأولى (الذروة: بعد 04:23)

بعد النجمة التي أتت من الظل في الموسم الأول، واصل برنامج “كوخاف نولاد” تعميق تحكُّمه في الموسيقى الإسرائيليّة. بدأ البرنامج يحدّد الإيقاع ويجذب مغنّين مشهورين ليكونوا حكّامًا، مساعدين، مدرّبين، وغير ذلك من الوظائف التي تهدف إلى منح دقائق من المجد في “وقت الذروة” في المشاهدة، إذ يشاهد معظم الجمهور شخصيةَ الموسيقيين. وبلغ مغنّون أمثال هاريل مويال وهاريل سقعت (الموسم الثاني) أو يهودا سعدو (الموسم الثالث) المراحل النهائية في البرنامج، عارضين أساليب موسيقية دمجت بين التأثيرات المتوسطية وإيقاعات البوب السريعة.

المطرب عومر آدم (Wikipedia)
المطرب عومر آدم (Wikipedia)

لاءمت أغانٍ مثل “نير عل هحلون” (شمعة على الشباك) التي جدّدها مويال، أو “سادوت شل إيروسيم” (حُقول السوسن) التي غنّاها سعدو، الروح التي حاولت إنتاجها القنوات التلفزيونية التجارية في ذلك الحين: روح الوحدة بين كلّ أطياف الشعب، كما يجري التعبير عنها في الموسيقى التي تمزج مميّزات من تيّارات مختلفة في مضمونها.

أصغوا إلى سعدو في تجديد لأغنية شلومو أرتسي، “سادوت شل إيروسيم” (حقول السوسن)

http://youtu.be/EefIiI0txoo

لاحقًا، كانت ممكنةً ملاحظةُ كيف يعكس البرنامجُ المزاجَ الموسيقيّ في إسرائيل، الذي أصبح يميل أكثر نحو الموسيقى الشرقية، لا سيّما في أسلوب البوب، ولكن أيضًا نحو الكلاسيكيّ أكثر. أصبحت الكمنجات مركزية، وأظهر فوز بوعز معودة (الموسم الخامس)، وكذلك الشعبية التي حظي بها عومر آدم (الموسم السابع) أنّ الأذن العاديّة في إسرائيل تنشُد صوتًا جميلًا، ولكن أيضًا صوتًا قادرًا على غناء “موّال” بطريقة بارعة ورنّانة. صحيح أنّ عومر آدم طُرد من البرنامج في منتصف الموسم، بعد أن تبيّن أنّ عمره (16 عامًا) أصغر ممّا قال، لكنه نجح لاحقًا في التألق ليصبح نجمًا بقواه الذاتيّة.

شاهدوا الشاب عومر آدم يؤدّي “إيشاه نئماناه” (امرأة أمينة) ليشاي ليفي

رغم أنّ الكثير من النقد وُجّه إلى البرنامج على مدار السنوات، لكونه يشجّع على النجاح الفوري على حساب العمل الجادّ والاستثمار للمدى البعيد، لكن قياسًا على النتيجة، فقد نجح بقوّة. صوّت الجمهور حاملًا جهاز التحكّم في يده كلّ مرة من جديد. ورغم أقوال النقّاد المشاكِسين، “ابتلع” الجمهورُ بشهيّة كل ما قُدّم له عبر شاشة التلفاز. قبل ثلاثة أعوام، شهد الصيفُ دليلًا إضافيًّا على النجاح الكبير للبرنامج، حين قررت قناة تلفزيونية أخرى استيراد برنامج العثور على المواهب الموسيقية “The Voice” (الصّوت) من هولندا. ورغم أنّ البرنامج قدّم طريقة لتحديد المواهب مغايرة لتجارب الأداء – أصغى الحُكّام للأغاني مديرين ظهرهم للمغنّين، وفقط مَن استدار حكمٌ تجاهه يحظَ بالانتقال إلى المرحلة القادمة – فإنّ المبدأ ظلّ هو هو. من ثمّ، كان مفاجئًا أنه بعد 8 سنوات من ظهورها لأول مرة، لم تختفِ برامج الغناء. على النقيض من ذلك، فقد سيطرت على المزيد والمزيد من مساحة البثّ في ساعات ذروة المشاهدة.

المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Flash90/Nati Shohat)
المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Flash90/Nati Shohat)

في البرنامج الجديد، كان مطربون معروفون أكثر، مثل أفيف جيفن وسريت حداد، مدرّبين وحكّامًا في آنٍ واحد. فهم يهيّئون المتسابقين للغناء، ويقيّمونهم بعد انتهاء تقديم مقاطعهم. هنا أيضًا، كانت المتسابقتان البارزتان في الموسمَين الأولَين- يوفال ديان (الموسم الأول) ولينا مخّول (الموسم الثاني)- تملكان صوتًا استثنائيًّا وتحكّمًا كبيرًا في الصوت في سلسلة كبيرة من الأوكتافات. كان مدربهما شلومي شبات، أحد نجوم الغناء المُتوسّطي في إسرائيل، ذو الأغاني الضاربة “أبا” (أبي)، “ييش لاخ” (لديكِ)، و”شتدعي” (فلتعرفي)، والذي يتميّز بالأسلوب التركي، الذي يدمج العزف على الطبول وآلات وترية مختلفة. أمسى البرنامج مع بدايته أمرًا يتحدث عنه الجميع وينشغلون به، بما في ذلك البرامج الحوارية، النقد التهكمي، والصحف.

أصغوا إلى يوفال ديان تغني “شئيريوت شل هحييم” (بقايا الحياة)، أغنية حظيت بملايين المشاهدات على Youtube

وبالتوازي مع ” The Voice”، بدأ برنامج جديد مع أكبر نجوم الغناء المتوسطي، “إيال جولان يدعوكَ”. وبعد أن سجّل البرنامجان موسمَين ناجحَين، وخلافًا للمنطق، تقرّر الشروع في برنامج ثالث، موجّه لجمهور الشباب. “إكس فاكتور”، الذي تقدّمه بار رفائيلي، عارضة الأزياء الإسرائيلية العالمية، هو استيراد آخر لبرنامج من خارج البلاد، وهو دليل على أنّ الجمهور الإسرائيلي لم يضجر بعد من سماع أشخاص يجربون صوتهم ويغنّون أمام الميكروفون.

واحدة من أكثر الفائزين إثارةً للاهتمام هي نسرين قدري، التي اختارها إيال جولان وأصدقاؤه من صناعة الموسيقى – الكتّاب، المغنّين، الملحّنين، والنقّاد – في الموسم الثاني من برنامجه. نجحت قدري، عربية مسلمة من حيفا، في تسمير المشاهدين أمام الشاشة، وهم الذين أرادوا سماع صوتها، ولكن أيضًا السماع عنها وعن نمط حياتها، إذ عرضت مزجًا حديثًا بين الإسلام والحياة الغربية، كفتاة تعمل في حانوت ملابس حققت حلمها وأصبحت شخصية معروفة بين عشيّة وضُحاها. حتّى أشدّ النقاد مهاجمةً لهذه البرامج يعترفون أنه رغم جميع مساوئ البرامج من هذا النوع، فهي تتيح لجماهير لا تنال دائمًا منبرًا أن تنكشف بصورة إيجابية في مركز الحدث الحضاريّ في إسرائيل.

أصغوا إلى نسرين قدري تؤدي بشكل مؤثّر أغنية “كِشِهليف بوخيه” (حينَ يبكي القلب) لسريت حدّاد

http://youtu.be/vTdKzmUJEMI

اقرأوا المزيد: 906 كلمة
عرض أقل
المطرب عومر آدم (Wikipedia)
المطرب عومر آدم (Wikipedia)

صدّق أو لا تصدّق: الموسيقى الإسرائيلية تثير الفلسطينيين

من نابلس، عبر بيت لحم، وحتى رام الله، ينجح المغنون الإسرائيليون الشرقيون في إثارة الشارع الفلسطيني، الذي لا يبالي بأنهم يغنّون بالعبرية. النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عٌمر آدم

ظاهرة غريبة تستأثر مؤخرا باهتمام الصادر والوارد في شوارع المدن الفلسطينية النابضة بالحياة. في زيارة خاطفة إلى ميدان عرفات، الميدان المركزي في رام الله، ستتمتعون بالاستماع إلى أغانٍ إسرائيلية شرقية تصدح من مكبرات الصوت في حوانيت الميدان. فإلى جانب أسطوانات محمد عسّاف، الفلسطيني الفائز ببرنامج الواقع “عرب أيدل” (Arab Idol)‏، ستجدون أسطوانات لمغنين إسرائيليين عديدين معروضة للبيع.

بكل بساطة، تغزو الموسيقى الشرقية الإسرائيلية الشارع الفلسطيني، وثمّة من يدّعون أنها تنجح حيث أخفقت مساعي السلام.

في أريحا يحبون أغاني زوهر أرجوف، في نابلس يستمتعون بالاستماع إلى عوفر ليفي، وفي رام الله يصغون إلى زهافا بن. وإن سألتم الشبان الفلسطينيين من هو المطرب الإسرائيلي الأكثر شعبيّة، فإنّ الإجابة ستكون كما يبدو عومر (عُمر) آدم.

ولمن لا يعرف عومر آدم، فهو مُغنٍّ إسرائيلي (20 عامًا) يغنّي موسيقى متوسطية، أو كما تُدعى في الشارع الإسرائيلي “موسيقى شرقية”. كان ظهوره العلني الأول في أحد برامج الواقع الغنائية الأكثر مشاهدةً في إسرائيل “كوخاف نولاد” (ولادة نجم). بدأ كمتسابق في الموسم السابع للبرنامج، لكنه أقصي بعد أن تبيّن أنه قام بتقريب سنه إلى الأعلى، إلى 16 سنة (العمر الأدنى للمشاركة في البرنامج). تبيّن لاحقًا أنّ مغادرة “كوخاف نولاد” القسريّة كانت لصالحه فقط.

النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم. (Flash 90/ Jorge Novominsky)
النجم الأكثر جماهيريّة اليوم هو عومر آدم. (Flash 90/ Jorge Novominsky)

بعد شهر ونصف من اضطراره إلى مغادرة “كوخاف نولاد”، استغلّ آدم الزخم الجماهيري الذي قدّمه له البرنامج، وأطلق أولى أغنياته الفردية. بعد ذلك مباشرة، بدأ بإحياء الحفلات. مذّاك، يحيي بين 20 و25 حفلة شهريًّا – بما فيها مناسبات وأفراح عائلية.

استمعوا إلى آخر أغاني عومر آدم المشهورة:

ويعود الفضل في جزء من جماهيرية آدم إلى عائلته. فآدم هو سليل أسرة عسكرية عريقة. جده شموئيل آدم، عقيد في الاحتياط، كان من مؤسسي وحدة مكافحة الإرهاب، وأبوه يانيف، رائد في الاحتياط، كان نائب قائد “شالداغ” ونائب قائدة لواء المظليين. ومن أقربائه الآخرين يكوتيئيل آدم، نائب رئيس الأركان الذي قُتل في حرب لبنان الأولى، وأودي آدم، قائد قيادة الشمال في حرب لبنان الثانية (حرب تموز).

استمعوا إلى الأغنية الأكثر شعبية لعومر آدم: “بوئي عخشاف” (تعالَي الآن)

لكن إياكم أن تخطئوا. فالمطرب الفلسطيني، ابن غزة، محمد عسّاف (غادر مؤخرًا غزة إلى رام الله بإذن خاصّ منحته إيّاه إسرائيل لتطوير مسيرته الموسيقية في العالم العربي) لا يزال مصدر الفخر الفلسطيني. فالمُلصقات والصور العملاقة لا تزال تزيّن مدن الضفة الغربية. مع ذلك، يمكن العثور أحيانًا على عدد لا بأس به من أنصار عومر آدم والموسيقى الشرقية الإسرائيلية عامةً.

الظاهرة نفسها مألوفة جدًّا بين الفلسطينيين سكّان القدس الشرقية. فقد كانوا أوّل من بدأ بالاستماع إلى الموسيقى الشرقية، ورُوَيدًا رُوَيدًا بدؤوا بنقلها إلى المدن الفلسطينية.

ويشهد المواطنون الفلسطينيون الأكبر سنًّا أنّ أغاني الراحل زوهر أرجوف (1987) كانت تصدح من مسجلاتهم القديمة حتى قبل صعود الجيل الجديد من الغناء الشرقي.

والظاهرة الأكثر عجبًا هي بروز مغنٍّ شابّ آخر يعتمر “الكيباه” اسمه زيف يحزقيل بين المغنين الإسرائيليين الذين يحظون بالمزيد من التقدير في أوساط الجمهور الفلسطيني. يغني يحزقيل، شاب يعتمر الكيباه (القلنسوة التي يعتمرها المتدينون اليهود) ابن التاسعة والعشرين، تكرارًا مع جوقة الناصرة الرسمية، وقد حظي بلقب “المطرب اليهودي الذي يغنّي بالعربية”. معظم حفلاته تقدَّم أمام جمهور عربي والذي لا يخجل من إبداء إعجابه.‎ ‎

المطرب زيف يحزقيل
المطرب زيف يحزقيل

في إحدى مقابلاته مع الإعلام الإسرائيلي، قال يحزقيل: “بدأتُ مسيرتي بالغناء العربي، متأثرًا تحديدًا بالتراتيل من الكنيس المغربي. قسم من التراتيل التي سمعتُها في نعومة أظفاري يُغنّى بألحان لأغانٍ عربيّة. انتابني الفضول للتعرُّف إلى المصدر، فبدأتُ بالاستماع إلى الأغاني. بعد ذلك، أردتُ أن أفهم أيضًا ما أسمع، لذلك بدأتُ بدراسة العربية قراءةً وكتابةً. حاليًّا هذا هو انشغالي الرئيسي، وهو أيضًا هدفي كما أظنّ”.

شاهدوا زيف يحزقيل يؤدّي أغنية أم كلثوم، “أمل حياتي”

رغم المشكلة التي يمكن أن تثيرها، فإنّ قلنسوة يحزقيل لا تفارق رأسه طيلة حفلاته أمام الجماهير العربيّة. “هذه هي علامتي التجارية”، يقول، “وفيها أظهر في كل مكان. في إحدى الحفلات التي أحييتُها مع فرقتي في الناصرة، توجّه أحدهم إليّ، وقال إنه لا يمكن أن أكون يهوديًّا. أشرتُ إلى “الكيباه”، ومع ذلك لم يُصدِّق”. يحيي يحزقيل حفلات أيضًا أمام جاليات عربية في العالم: في الولايات المتحدة ولندن.

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل