نتنياهو يهنئ المسلمين بشهر رمضان كريم
نتنياهو يهنئ المسلمين بشهر رمضان كريم

قادة إسرائيل يهنئون المسلمين بشهر رمضان الكريم

هنّأت نخبة من السياسيين الإسرائيليين المسلمين في إسرائيل والعالم بمناسبة شهر رمضان الكريم: "شهر رمضان هو لشهر السلام والأخوة والتسامح"

مع بداية شهر رمضان، نشر سياسيون ومسؤولون إسرائيليون كثيرون تهانيهم للمسلمين المحتفلين بالعيد في إسرائيل والعالم. وعلى رأس المهنئين كان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، الذي قال في فيديو خاص نشر اليوم الجمعة بالمناسبة: “”يعيش في إسرائيل نحو مليون ونصف المليون مسلم وأنا أفتخر بالوظيفة التي يؤدونها في المجتمع الإسرائيلي” آملا أن يكون شهر رمضان الحالي شهر خير وازدهار على عموم المسلمين. وشدّد نتنياهو في الفيديو “يجب علينا أن لا نستسلم في نضالنا من أجل السلام”.

كما ونشر زعيم حزب “العمل”، آفي غاباي، في صفحته على فيسبوك فيديو تهنئة “رمضان كريم”، متطرقا لقيم هذا الشهر الكريم. “كما يعرف الجميع، يتضمن شهر رمضان قيما رائعة لكل فرد وديانة”، قال غباي مضيفا: “التأمل، التسامُح، المصالحة، المغفرة، التواضع، الانضباط، والأعمال الخيرية”.

زعيم حزب العمل، آفي غاباي، يهنئ المسلمين في إسرائيل بشهر رمضان (لقطة شاشة)

وهنأ كذلك رئيس حزب “هناك مستقبل”، عضو الكنيست، يائير لبيد، المحتفلين المسلمين باللغة العربية في تغريدة نشرها في حسابه على تويتر جاء فيها: “بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، اتقدم باسمى آيات التهاني والتبريكات لعموم ابناء الطائفه الاسلاميه، راجيا لكم سعيا مبرورا وصوما مقبولا وافطارا هنيئا. اخوكم عضو الكنيست يئير لبيد، رئيس حزب يش عتيد”.

وتحدث عضو الكنيست، عمير بيرتس، من حزب “العمل” عن مبادئ السلام والأخوة التي يرمز إليها شهر رمضان: “أتمنى للمسلمين في إسرائيل رمضانا كريما، وصوما سهلا ومقبولا. نتمنى أن يحل السلام في هذا العيد. نتذكر دائما أن العيد يرمز إلى السلام، الأخوة، التسامُح، والمحبة”.

وكتب منسق عمليات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، كميل أبو ركن، في صفحته على الفيس بوك: “في ايام الجمعة من شهر_رمضان المبارك سيكون الحرم_الإبراهيمي مفتوحا أمام المسلمين فقط. وبمناسبة حلول الشهر_الفضيل تم تزيين الحرم بحيث صار يبدو من الداخل كما يلي: رمضان_كريم. نشر الناطق باسم الجيش باللغة العربية، أفيحاي أدرعي، تهنئة في صفحته على الفيس بوك، مرفقة بأغنية بمناسبة العيد.

يذكر أن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية تشنر يوميا مواعيد بدء الصوم في كل يوم في شهر رمضان.

اقرأوا المزيد: 286 كلمة
عرض أقل
أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟
أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟

أين هم قادة حرب لبنان الثانية اليوم؟

ما زال نصر الله القائد الذي لا يشق له غبار في حزب الله، وذلك رغم قضاء الوقت داخل المخبأ، الصعوبات الاقتصادية، وغياب التأييد له في العالم العربي.‏‎ ‎‏ولكن ماذا حدث لسائر قادة الحرب؟

أقامت إسرائيل هذا الأسبوع، مراسم رسمية لذكرى مرور 11 عاما على “حرب لبنان الثانية” وهذا هو اسم الحرب وفق التسمية الإسرائيلية التي دارت بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006 في لبنان والحدود الشمالية من إسرائيل. إلا أن اللبنانيين نعتوها بـ “حرب تموز” وقد دامت 34 يوما منذ 12 حزيران وحتى 14 آب من العام ذاته.

وكما نذكر، اندلعت الحرب بعد شن هجوم خطط له حزب الله في المنطقة الشمالية من الحدود الإسرائيلية، وبعد أن اختطف ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي وقتلهم إضافة إلى إطلاق قذائف مدفعية ثقيلة. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما مكثّفا، في البداية كان هجوما جويا ومن ثم بريا لمحاربة قوات حزب الله في جنوب لبنان.

جنود إسرائيليون خلال حرب لبنان الثانية (Flash90/Pierre Terdjman)
جنود إسرائيليون خلال حرب لبنان الثانية (Flash90/Pierre Terdjman)

وفي نهاية الحرب، أقر مجلس الأمن القرار 1701، الذي يحظر دخول وسائل قتالية إلى جنوب لبنان. كان الدمار الذي لحق بجنوب لبنان ومعاقل حزب الله في بيروت هائلا. رغم ذلك، تابع حزب الله تعزيز قوته عبر زيادة القذائف طويلة الأمد، فأصبحت قوته أكبر مقارنة بوضعه قبل الحرب، هذا وفق التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية الاخيرة. في السنوات الماضية، أضحى التنظيم مشغولا تماما في الوقوف في الحرب إلى جانب إيران وبشار الأسد في سوريا.

واعتبر الجمهور الإسرائيلي الحرب فشلا ذريعا معربا عن استيائه من القادة السياسيين وقيادة الجيش، وعن طريقة إدارة الحرب. أدى احتجاج جماهيري إلى استقالة وزير الدفاع، عمير بيرتس، ورئيس الأركان، دان حالوتس، والجنرال في الجبهة الشمالية، أودي آدم. في وقت لاحق، وفي أعقاب التهم الجنائية انهارت أيضا حكومة إيهود أولمرت. إلا أنه في السنوات الماضية، بدأت تُسمع أصوات كثيرة في إسرائيل تولي اهتماما للحرب لأنها ضمنت 11 عاما من الهدوء على الحُدود الشمالية الإسرائيلية.

اخترنا في هذا المقال الكشف عن معطيات حول قادة الحرب الخمسة وهم: رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، عمير بيرتس، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، دان حالوتس، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس الأركان في حزب الله أثناء الحرب، عماد مغنية.

أين هم اليوم؟

إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلي

رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت (Olivier Fitoussi /FLASH90)
رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت (Olivier Fitoussi /FLASH90)

أثناء الحرب:

بتاريخ 4 كانون الثاني عام 2006، بعد أن مكث رئيس الحكومة، أريئيل شارون، في المستشفى، لأنه عانى من سكتة دماغية وفقد وعيه، نُقلت صلاحيات رئيس الحكومة إلى إيهود أولمرت.

بتاريخ 4 أيار 2006، عُيّنَ أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي.

في البداية، تعرضت حكومة أولمرت إلى أزمتين أمنيتين: بتاريخ 25 حزيران عام 2006، اختطفت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وردا على ذلك شنت إسرائيل حربا في قطاع غزة وطبعا حرب لبنان الثانية.

في يومنا هذا:

في شهر كانون الأول عام 2015، أدانت محكمة الصلح العليا في إسرائيل إيهود أولمرت بارتكاب جرائم فساد وخرق الثقة وحكمت عليه بالسجن لمدة 18 شهرا. مؤخرا، أطلِق سراحه بعد أن كان معتقلا في جناح خاص أقيم في السجن من أجله، وبعد خفض نحو ثلث من محكوميته. رغم إدانته، ظل لدى أولمرت بعض الداعمين والمخلصين الشجعان من مجالي الصحافة والسياسة. هناك افتراض أنه سيعمل في مجال الأعمال.

عمير بيرتس – وزير الدفاع الإسرائيلي

عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق (Flash90/Miriam Alster)
عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق (Flash90/Miriam Alster)

أثناء الحرب:

بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الـ 31 برئاسة إيهود أولمرت، اقتُرِح على عمير بيرتس حقيبة وزير الدفاع الإسرائلية، رغم أنه سياسي يهتم بأمور المجتمَع بشكل أساسي.

بتاريخ 12 حزيران بعد خطف جنديَين إسرائيليَين ووقوع حادثة في شمال إسرائيل، شن وزير الدفاع، عمير بيرتس، حربا حظيت بدعم كامل من رئيس الحكومة، أولمرت. طيلة الحرب، كان لدى بيرتس خطة واضحة لمحاربة حزب الله. خلال الحرب، عارض بيرتس تفجير محطات توليد الطاقة في جنوب لبنان داعيا إلى تقليص إلحاق الضرر باللبنانيين ومُركّزا على شن هجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله.

في يومنا هذا:

شارك عمير بيرتس هذا الأسبوع تحديداُ، في جولة الانتخابات الثانية لرئاسة حزب العمل بعد أن نجح في تحسين صورته الذاتية التي تضررت كثيرا بعد الحرب، وبعد مشاركته في تطوير منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ. ولكنه وبعد أن خسر المعركة الإنتخابية في حزب العمل لصالح خصمه آفي غباي، من المتوقع أن يساهم في محاولات حزبه والمعارضة الإسرائيلية لإسقاط حكومة نتنياهو.

دان حالوتس- رئيس الأركان الإسرائيلي

دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق (Flash90)
دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق (Flash90)

أثناء الحرب:

بتاريخ 1 حزيران عام 2005، عُيّنَ حالوتس رئيس الأركان الـ 18 للجيش الإسرائيلي. حالوتس هو رئيس الأركان الأول الذي كانت غالبية خدمته العسكرية في سلاح الجو. وهو أول قائد طائرة حربية يشغل منصب رئيس الأركان.

وكما ذُكر آنفًا، دارت الحرب في البداية عبر شن هجمات جوية، حيث أيدها حالوتس بإصرار في المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية.

أثناء الحرب، نشأ خلاف بين حالوتس ولواء القيادة الشمالية، أودي آدم، وتطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا إلى هذا الخلاف.

بتاريخ 28 تموز، في ذروة الحرب وبعد أن عانى حالوتس من آلام في البطن وإنهاك، مكث في المستشفى لإجراء عدة فحوص، ومن ثم أطلِق سراحه. حظيت تلك الحادثة باهتمام كبير في وسائل الإعلام العربية وأثرت كثيرا في متابعة عمل حالوتس.

بعد انتهاء الحرب، تعرض حالوتس لنقد جماهيري عارم وبتاريخ 17 كانون الثاني عام 2007، استقال من منصبه.

في يومنا هذا:

بعد أن استقال حالوتس من منصبه بدأ يهتم في مجال الأعمال. حتى عام 2016، شغل منصب رئيس شركات مبادرة واعتزل الحياة السياسية كليا.

حسن نصر الله – الأمين العام لحزب الله

حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (AFP)
حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله (AFP)

أثناء الحرب:

كان حسن نصر الله قائد الحرب وحظي بدعم عربي شامل وكانت تدعمه إيران سرا.

في يومنا هذا:

ما زال نصرالله الأمين العام لحزب الله، ويبدو أنه سيشغل هذا المنصب حتى وفاته، حيث أن ليس هناك من قادر على أن يتحداه. ازداد تعلق حزب الله بإيران بشكل ملحوظ، منذ بدء تدخله في سوريا، ورغم ذلك، أصبح الحزب معزولا تماما عن الدول السنية. في حين توفى كبار المسؤولين في حزب الله مثل مُغنيّة ومصطفى بدر الدين، لأسباب ليست معروفة، ما زال نصر الله يختبأ في خندق في الدوحة، ويدير منها الأمور بجرأة.

عماد مُغنية

مراسم تشييغ جثمان عماد مغنية في بيروت في تاريخ 14.02.2008 (AFP)
مراسم تشييغ جثمان عماد مغنية في بيروت في تاريخ 14.02.2008 (AFP)

أثناء الحرب:

كان يعتبر عماد وقت الحرب قائد الجناح العسكري لحزب الله و “رقم 2” في الحزب. بالإضافة إلى ذلك، ترأس وحدات استخباراتية، وجهاز الأمن الوقائي؛ كان مسؤولا عن حراسة نصر الله، وكان قائد التنسيق الخاص بالحرس الثوري الإيراني، وبقوة القدس التي عملت في إطاره، وكذلك بمكتب الزعيم الأعلى، علي خامنئي.

في يومنا هذا:

قُتِل مُغنية إثر تفجير سيارته في كفر سوسة في دمشق ليلا بتاريخ 12 شباط عام 2008، عند خروجه من مدرسة إيرانية.

نقلت صحيفة “الصانداي تايمز” اللندنية تقارير “عن مصادر استخباراتية إسرائيلية” أنه كانت في سيارته وسادة رأس تضمنت عبوة ناسفة صغيرة.

اقرأوا المزيد: 933 كلمة
عرض أقل
نجم السياسة الإسرائيلية مغرم بنانسي عجرم
نجم السياسة الإسرائيلية مغرم بنانسي عجرم

نجم السياسة الإسرائيلية مغرم بنانسي عجرم

قد يُحدث هذا الرجل مفاجأة ويتغلب على بنيامين نتنياهو. إليكم بعض الأسرار الساخنة عن حياته الشخصية وحبه المميّز للنجمة اللبنانية التي يستمع إليها بسرور

يبدو أنكم لا تعرفون السياسي القادم. لا بأس، فهناك إسرائيليون كثيرون لا يعرفون كيف نجح هذا الرجل المجهول، الذي دخل معترك السياسة الإسرائيلية قبل نحو أربع سنوات، في أن يشكل فجأة أملا لدى آلاف الإسرائيليين لتغيير الحكم في إسرائيل وإسقاط حكومة نتنياهو.

انتُخِب آفي غباي أمس ليشغل منصب رئيس حزب العمل، بعد أن انتصر على عمير بيرتس، الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا في فترة حرب لبنان الثانية.

وأعلنت عناوين الصحف الصباحية عن بدء جولة الانتخابات في إسرائيل وعن حقيقة أن هناك أمل في أن يحظى غباي بثقة الإسرائيليين، حيث ظل الكثير منهم محبطا من حكومات نتنياهو المتعاقبة.

رئيس حزب "العمل" جديد العهد، آفي غباي (Flash90)
رئيس حزب “العمل” جديد العهد، آفي غباي (Flash90)

يمكنكم العثور على معلومات كثيرة حول غباي الإسرائيلي من أصل مغربي، في المقال التالي وعن سيرته الذاتية في مجال الأعمال، الجيش، والمجتمع.

هناك أمور ساخنة قد تسمعون عنها للمرة الأولى في هذا المقال: جمعنا معلومات كثيرة من النت ووسائل الإعلام الإسرائيلية ونقدم لكم بعض المواضيع الساخنة بشكل خاصّ حول غباي، مواهبه، والموسيقى المُفضّلة لديه.

يعتقد غباي أن السياسي الناجح هو الذي يعرف كيف يتحدث إلى الجمهور بتواضع.

إنه يتناول كل يوم صباحا، تقريبا، بعد الركض والاستحمام، وجبة حمص وفلافل ويجري في المطعم بالقرب من منزله، لقاءاته السياسية الأولى.

في سن 31 عاما، عُين مساعد شخصي للمدير العامّ لشركة الاتّصالات الكبيرة في إسرائيل، شركة “بيزك” وبعد مرور نحو 9 سنوات، في سن 40 عاما عُيّن رئيسا للشركة وكان يُعتبر أحد المديرين الناجحين.

أثناء شغل منصبه رئيسا للشركة كان أجره أكثر من 15 مليون دولار.

غباي متزوج من أييلت ولديهما ثلاثة أولاد وتعيش العائلة في تل أبيب.

لقد صرح أنه يصغي إلى أنواع مختلفة من الموسيقى: الإسرائيلية، موسيقى البوب، الروك، الأغاني الشرقية ولكنه يحب بشكل أساسيّ أغاني المطربة، نانسي عجرم.

وما هي أغنيته المفضلة ؟ “يا طبطب”…

يحب غباي تناول اللحم المشوي على النار.

ويدعم شرعنة الماريجوانا في إسرائيل وحتى أنه صرح عن تجاربه لتدخينها.

هناك سؤال واحد يؤرق الإسرائيليين من بين كل الأسئلة الشخصية التي طُرحت عليه، وهو يتعلق بتسريحة شعره حيث أجاب عنه بكل سرور والسؤال هو: هل شعره حقيقي أم أنه يستخدم الشعار المستعار؟ وقد تبين بعد فحص أن هذا هو شعره العادي. يُذكّر هذا الموضوع، بشعر الرئيس الغريب الذي انتُخب منذ وقت قصير ليكون رئيسا للدولة العظمى.

اقرأوا المزيد: 367 كلمة
عرض أقل
زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي
زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي

النجم الساطع في حزب “العمل”

المرشح من أصول مغربية المجهول الذي وصل إلى المرحلة النهائية من الانتخابات في حزب "العمل" ويطمح إلى أن يكون رئيسا للحزب، يدعي أنه قادر على الإطاحة بنتنياهو من الحكم

تدور ضجة عارمة في حزب المعارضة الكبير في إسرائيل. إذ تمت إقالة بوجي هرتسوغ النخبوي، في الجولة الأولى من الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب، لصالح مرشحَين من أصل مغربي. يشكل آفي غباي المفاجئة الكبيرة الحقيقة في هذه الانتخابات.

ففي حين أن الجزء المصيري من المنافسة على رئاسة الحزب القديم في إسرائيل، سيُجرى بعد ستة أيام فقط، تشكل حقيقة وصول غباي إلى مرحلة المنافسة الثنائية أعجوبة تقريبا. إن الوضع الذي يواجهه حزب العمل الذي كان الحِزب الحاكم في إسرائيل طيلة سنوات قبل انتصار حزب اليمين “الليكود” هو غير مسبوق. ففي الوقت الراهن، يتنافس مرشحان على رئاسة الحزب المحسوب على اليهود من أصول أوروبية وهما يهوديان من أصل مغربي.

لم يكن آفي غباي معروفا لدى الكثيرين من منتخبي حزب “العمل”، حتى قبل بضعة أشهر. في الواقع، إنه لم يشغل حتى منصب عضو كنيست وقد وصل إلى حزب “العمل” قبل نحو نصف سنة فقط. عندما وصل إلى الحزب رافقه آلاف الداعمين أيضا. بصفته أصبح عضوا في الحزب القديم في إسرائيل منذ وقت قصير فقط وكونه عديم الخبرة السياسية مقارنة بمنافسيه الخبيرَين سياسيًّا، لم يتوقع أحد أن يحظى غباي بنجاح كبير كهذا.

المرشح غباي والمرشح بيرتس كلهما من أصول مغربية (Hadas Parush/Flash90)
المرشح غباي والمرشح بيرتس كلهما من أصول مغربية (Hadas Parush/Flash90)

لقد وُلد غباي في القدس بعد سنوات من هجرة والديه المغربيَين من المغرب إلى إسرائيل، وهو الابن السابع من بين ثمانية أولاد. إنه ترعرع في أحياء فقيرة كانت معدّة للقادمين الجدد من إفريقيا الشمالية. إلا أنه استغل الفرصة الكامنة أمامه، ودخل إلى إحدى المدارس الثانوية الجيدة في القدس، وخدم في سلاح المخابرات العريق في الجيش الإسرائيلي. بعد أن درس الاقتصاد وإدارة الأعمال، عمل في مكتب وزارة المالية الإسرائيلي واكتسب خبرة هامة مما ساعده على تحقيق رواتب من ملايين الشّواكل في السوق الخاص لاحقا.

إذا، ماذا فعل في حياته حيث يجعله يفكر في أنه مناسب للفوز بقيادة حزب “العمل”، والترشح لمنصب رئاسة الحكومة أمام نتنياهو؟ غالبًا، هناك لدى رؤساء الحكومة والسياسيين الإسرائيليين الكبار رتب عسكريّة هامة، ولكن غباي ليست لديه رتب كهذه. ولكن لديه ماض وخبرة في مجال الأعمال. فقد عمل في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال وبعد ثماني سنوات عمل في شركة الاتّصالات الإسرائيلية الكبيرة “بيزك” وأصبح مديرها العام. بعد أن شغل منصب مدير عامّ في الشركة طيلة ست سنوات استقال بمبادرته، وذلك بعد أن حظي بتقدير بصفته مدير عامّ نجح في  إنجاع نشاط الشركة.

آفي غباي يزور قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل
آفي غباي يزور قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل

تعتبر خبرته السياسية ضئيلة نسبيًّا. غباي هو من مؤسسي حزب “كولانو” الذي كان المفاجئة في الانتخابات الأخيرة برئاسة موشيه كحلون الذي أصبح وزير المالية. شغل غباي منصب وزير البيئة، ولكنه استقال من منصبه بعد سنة وذلك احتجاجا على خدعة نتنياهو السياسية، حيث أقال بشكل مفاجئ وزير الدفاع الخبير عسكريا، بوغي يعلون، وعين مكانه  رئيس حزب خصم، أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة.

بما أن غباي من خلفية تختلف جدا عن خلفية معظم مؤيدي حزب “الليكود”، فهو يدعي أنه قادر على إحداث تغيير في حزب المعارضة الخامد وجذب جمهور جديد كان قد سئم من الجمهور النخبوي في حزب “العمل” وصوت لصالح حزب “الليكود” برئاسة نتنياهو. رغم أن آراء غباي يسارية، ويدعم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتَين، فهو ينوي “سلب” أصوات من اليمين، والتوضيح للإسرائيليين من الطبقتين الوسطى والمنخفضة اللتين هاجرتا من الدول الإسلامية أن اليسار ليس معدا للأغنياء فقط، بل يمثل العمال البسطاء.

وفق الاستطلاعات، نجح في كسب تأييد الشبان في حزب “العمل”، وسنعرف في الأيام القريبة إذا كانت هذه الخطوة ستساعده على الانتصار، رغم كل الاحتمالات، على المرشح القديم والخبير، عمير بيرتس، والتنافس على رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمام نتنياهو.

اقرأوا المزيد: 525 كلمة
عرض أقل
المرشح الفائز في الانتخابات الداخلية لحزب "العمل" عمير بيرتس (Tomer Neuberg/Flash90)
المرشح الفائز في الانتخابات الداخلية لحزب "العمل" عمير بيرتس (Tomer Neuberg/Flash90)

انقلاب سياسي في حزب “العمل”

منتسبو الحزب العريق في إسرائيل أطاحوا بالقيادة "الأشكنازية" التي أدارت الحزب منذ إقامته وانتخبوا بديلا من أصول شرقية.. من سيرأس الحزب، عمير بيرتس أم آفي غاباي؟

05 يوليو 2017 | 09:30

شهد حزب “العمل” الإسرائيلي، أمس الأربعاء، انقلابا تاريخيا في قيادته في الانتخابات الداخلية التي أجراها الحزب، تمثل بإطاحة الزعيم الراهن للحزب، يتسحاق هرتسوغ، بعد تقدم المرشحين، عمير بيرتس وآفي غاباي، بفارق أصوات كبير عليه. والملفت في نتائج التصويت أن زعيما من أصول شرقية سيرأس الحزب قريبا.

ورغم أن قلة من المحللين في إسرائيل توقعوا فوز عمير بيرتس أو آفي غاباي، إلا أن المعظم تنبأوا بفوز الرئيس الراهن يتسحاق هرتسوغ واستمرار السيطرة “الأشكنازية” بالحزب (يهود أوروبا). إلا أن النتائج التي أسفر عنها التصويت أظهرت أن عمير بيرتس حصل على 32% من أصوات المقترعين، يليه آفي غاباي الذي حصل على 27% من الأصوات وفي المرتبة الثالثة جاء يتسحاق هرتسوغ الذي حصل على 16% من الأصوات.

وسيتنافس المرشحان الفائزان في الجولة الأولى، عمير بيرتس وآفي غاباي، الأسبوع القادم، في الجولة الثانية للانتخابات لاختيار زعيم جديد للحزب. ومن المتوقع أن يقوم المرشحان بمحاولات لإقناع المرشحين الخاسرين بالانضمام إليهما ودعمهما.

وقال المرشح المفاجئ للانتخابات، آفي غاباي، وهو رجل أعمال في السابق، ومنشق عن حزب “كولانا” برئاسة موشيه كحلون، وشغل في الماضي منصب وزير البيئة، إن “حزب العمل أثبت أنه حزب منفتح، وليس رابطة مغلقة. أنا أؤمن أننا سنبني حزبا قادرا على الفوز في الانتخابات العامة”.

أما المنتصر الأكبر للانتخابات، عمير بيريتس والمرشح الأقوى لرئاسة الحزب، وهو سياسي معروف كان وزيرا للدفاع في السابق، فقد قال “أنا فخور بالإنجاز الذي حققته وواثق أنني سأفوز في الجولة الثانية، وبعدها سأطلق حملة لتغيير حكم نتنياهو”.

اقرأوا المزيد: 223 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة في السابق يهود أولمرت (AFP)
رئيس الحكومة في السابق يهود أولمرت (AFP)

إيهود أولمرت.. الانطلاقة والأفول

الأسير المحرر ورئيس الحكومة في السابق إيهود أولمرت يتصدر العناوين مجددا بعد الكشف عن قراره الجريء تدمير المشروع النووي السوري عام 2007 وسيرته الذاتية تتحول في أيام إلى الأكثر مبيعا في إسرائيل.. بروفاليل

29 ديسمبر 2015 | 10:21

من الصعب تحديد سلسلة الأحداث التاريخية المؤسفة التي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، وإلى إدانته بتهمة فساد ورشوة والحكم عليه بالسجن لمدة سنة ونصف السنة بعد الاستئناف على حكم سابق بالسجن لمدة 6 سنوات.

إعادة النظر في الأحداث التي كان أولمرت مسئولا عنها، خلال فترة رئاسته في الحكومة، وتصريحاته اللاذعة مؤخرًا ضد سياسة رئيس الحكومة وسياسة الحزب الحاكم، الليكود، تلقي الضوء على زوايا مثيرة للاهتمام بالنسبة للرجل الذي كان يعتبر – حتى السنوات الأخيرة – لاعبًا ثانويًا في السياسة الإسرائيلية.

الصديق إيهود، المحامي أولمرت

دخل أولمرت إلى الساحة السياسية في ستينات القرن الماضي. ومنذ أواخر الستينات حتى أواسط الثمانينات عمل أولمرت في أطر سياسية مختلفة.

انتخب في عام 1973 (في سن 28 عامًا، وهو الأصغر سنًا من بين أعضاء الكنيست حينذاك) لدورة الكنيست الثامنة، من قائمة حزب الليكود. وحتى قبل ذلك، في الستينات، عُرف أولمرت كمعارض شاب – ولكن شديد – لمسار زعيم الحزب مناحيم بيجن.

إيهود أولمرت (Yonatan Sindel/Flash90)
إيهود أولمرت (Yonatan Sindel/Flash90)

ادعى أولمرت – الذي لم يحصل إلا على شهادة في القانون – بشكل حاسم أنّ على الزعيم الكبير أن يستخلص الدلالة الواضحة التي أدت إلى فشله في الانتخابات وعليه أن يستقيل. وحين انتخب بيجن لرئاسة الوزراء بعد عدة سنوات، علم أولمرت أنه كان مخطئا.

ينحدر أولمرت، الابن الثالث من بين أربعة أولاد في عائلته، من عائلة صهيونية ترعرعت على قيم اليمين الإسرائيلي. اشتغل والده مردخاي أولمرت بالزراعة، وكان عضوًا في الكنيست عن حزب الحرية (وهو حزب سياسي إسرائيلي تأسس عام 1948، ومنه نشأ حزب الليكود)، وقام أولمرت بالخدمة العسكرية في لواء جولاني وكذلك في صحيفة “المعسكر”.

 تحدث يوسي سريد بتهكم عن صديقه القديم، الذي كان يعطي النصائح باعتباره “الصديق إيهود”، ويقدم فاتورة الدفع باعتباره “المحامي أولمرت”

كان يكثر أولمرت في بداية حياته السياسية من التركيز على قضية مكافحة الفساد والجريمة المنظمة. وكان شريكه المذهل في مكافحة الفساد في الواقع عضو الكنيست من الحزب المنافس: يوسي سريد من حزب العمل. قال سريد مثنيًا على شريكه: “أعطى إيهود انطباعًا حيًّا عن الشاب النشيط الموهوب. إنّ التزامه تجاه مكافحة الفساد لم يغب عن بالي”.

ولكن يدّعي سريد أنه منذ ذلك الحين لاحظ وجود جوانب مظلمة في الرجل الذي كان يومًا ما رئيسًا للوزراء. قال سريد إنه أخبر صديقه أنه “قد شخّص أعراض الجشع في أولمرت، وهذا ما سوف يؤدي إلى فشله عاجلا أم آجلا”. في الواقع، وقف أولمرت أمام المحكمة بخصوص فضيحة فساد ضخمة، ولكن تمت تبرئة ساحته في معظم التهم الموجهة إليه.

أولمرت هو محامٍ، وخلال سنوات طويلة من عمله السياسي أدار في المقابل عملا له في هذه المهنة. تحدث يوسي سريد بتهكم عن صديقه القديم، الذي كان يعطي النصائح باعتباره “الصديق إيهود”، ويقدم فاتورة الدفع باعتباره “المحامي أولمرت”.

رئيس البلدية الطائر

كان التحوّل المهم في عمل أولمرت السياسي حين انتخب عام 1993 لرئاسة بلدية القدس. هزم أولمرت في هذه الانتخابات تيدي كولك، رئيس بلدية القدس الأسطوري الذي شغل المنصب لمدة 28 عامًا.

إيهود أولمرت حين شغل منصب رئيس بلدية القدس (GALI TIBBON/AFP)
إيهود أولمرت حين شغل منصب رئيس بلدية القدس (GALI TIBBON/AFP)

ارتكب أولمرت خلال عمله كرئيس بلدية القدس، خطّا يمينيًا واضحًا حين دفع لإنشاء حيّ “هار حوما” شرقيّ القدس، وافتتاح نفق الحائط الغربي. وقد قام معارضو أولمرت باتهامه بأنه أدى إلى حصول عجز هائل في الميزانية، وترك وراءه فجوة من 534 مليون شاقلا تقريبًا، وهي نحو 8 أضعاف العجز الذي كان لدى استلامه منصب رئيس البلدية.

كما اتضح خلال محاكمته، تلقى أولمرت رشاوى  بقيمة نصف مليون شاقل حين شغل منصب رئيس بلدية القدس

أجرت صحيفة مقدسية محلية تهدف إلى مراقبة الرحلات التي قام بها أولمرت خارج البلاد في فترة ولايته، وكشفت أنه خلال فترة ولايته قام  بقضاء مئات الأيام في الخارج، معظمها في الولايات المتحدة. وقد سمّي التقرير “أولمرت في السماء”. ورد أولمرت على هذه الحقيقة بقوله إن هذه الرحلات لم تكن ممولة من قبل البلدية، وإنما من قبل الجهات المانحة.

وكما اتضح خلال محاكمة أولمرت في عام 2014، تلقى أولمرت رشاوى  بقيمة نصف مليون شاقل حين شغل منصب رئيس بلدية القدس. ادين أولمرت في مارس 2014 بتهمة تلقي رشاوى في قضيتين منفصلتين، احداهما فضيحة العقارات الكبرى “هولي لاند” في القدس حين كان رئيسا لبلدية المدينة وادين ايضا بالادلاء بشهادة الزور لمحاولته تشويه سمعة الشاهد الرئيسي في القضية.

إيهود أولمرت حين شغل منصب رئيس بلدية القدس ( MENAHEM KAHANA/AFP)
إيهود أولمرت حين شغل منصب رئيس بلدية القدس ( MENAHEM KAHANA/AFP)

الصعود إلى القمة

رغم أن أولمرت هاجم أرئيل شارون كثيرًا، فقد نشأت – بعد أن أصبح شارون رئيسًا للوزراء – علاقات ودية بين الرجلين. عمل أولمرت بجدّ على تثبيت موقفه باعتباره “الرجل الثاني” بعد رئيس الوزراء القوي، والذي استجاب له وعيّنه نائبا لرئيس الوزراء. ورغم دعم شارون له، ظلّ أولمرت سياسيًا غير شعبي ولا محبوب من قبل أعضاء حزبه الليكود. وكانت لذلك آثار بعيدة المدى على الخريطة الحزبية في إسرائيل.

صُنّف أولمرت بأنه “مؤشر اليسار” في الحكومة. في كانون الأول لعام 2003 صدم أولمرت – اليميني المخضرم – الجمهور الإسرائيلي حين صرّح على الملأ بأنّ على حكومة إسرائيل التخلي عن رؤية “إسرائيل الكبرى”. بعد فترة وجيزة من ذلك أعلن شارون، مع التشجيع والدعم من أولمرت، عن خطة فك الارتباط – الانسحاب من كل قطاع غزة وإخلاء المستوطنات هناك.

كان أولمرت من أوائل من دعا شارون إلى الاستقالة من قيادة الليكود وتأسيس حزب جديد، وقبل شارون التحدي، فقد انشق عن الليكود عام 2005 وأسس حزب “كاديما”. وبذلك أصبحت طريق أولمرت إلى القمة قصيرة ومدهشة.

أصيب شارون في شهر كانون الثاني عام 2006 بجلطة دماغية ودخل في غيبوبة. أثمرت جهود أولمرت أخيرًا، عبر السنين الطويلة، وذلك حين أسندت إليه رئاسة الوزراء. تسلق أولمرت على الشعبية الجماهيرية لشارون، وفاز في انتخابات عام 2006. ولكن كانت فترة النعيم التي كسبها رئيس الوزراء أولمرت قصيرة.

إيهود أولمرت (Yonatan Sindel/Flash90)
إيهود أولمرت (Yonatan Sindel/Flash90)

الحرب والسلام؟

فورًا وبعد أن أدت الحكومة اليمين، وُجّهت سهام النقد القاسي صوب أولمرت، وذلك حين أسند إلى عمير بيرتس – فاقد الخبرة – منصب وزير الدفاع. اشتدت الانتقادات بشكل أكبر في صيف عام 2006، وذلك بعد أن اندلعت الحرب اللبنانية الثانية في أعقاب اختطاف اثنين من جنود الاحتياط الإسرائيليين في الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

سخر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله – الذي أطلق آلاف الصواريخ صوب إسرائيل – من بيرتس وأولمرت سوية، ووصفهما بـ “المبتدئين”

سخر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله – الذي أطلق آلاف الصواريخ صوب إسرائيل – من بيرتس وأولمرت سوية، ووصفهما بـ “المبتدئين”. ورغم أن إسرائيل قد كبّدت حزب الله أضرارًا كبيرة، إلا أن الحرب اعتبرت في إسرائيل فشلا كبيرًا لأولمرت. فقدَ 165 جنديًا ومواطنًا إسرائيليا حياتهم خلال الحرب.

قوات من سلاح الجو الإسرائيلي في طريقها الى تنفيذ عمليات قتالية ضد حزب الله، حرب لبنان الثانية (Flash90AbirSultan)
قوات من سلاح الجو الإسرائيلي في طريقها الى تنفيذ عمليات قتالية ضد حزب الله، حرب لبنان الثانية (Flash90AbirSultan)

كان أول المنتقدين حينذاك هو زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو. “لأول مرة تنتهي حرب تبدأها إسرائيل بنفسها دون أن تنتصر فيها”، أدان نتنياهو أولمرت، ووصف حكومته بـ “قليلة الخبرة”.

ولكن ظلت حكومة أولمرت مستقرة رغم الإدانات القاسية. لم يُلق تقرير لجنة التحقيق التي حققت في أداء الحكومة، لجنة فينوغراد، لم يُلق المسؤولية الشخصية على أولمرت. وعلى الرغم من ذلك، قال أعضاء اللجنة بأنهم يتوقعون – رغم عدم التوصية بذلك بشكل صريح – أن يستخلص أولمرت النتائج المطلوبة ويستقيل.

عمير بيرتس، إيهود أولمرت ودان حالوتس (DAVID FURST / AFP)
عمير بيرتس، إيهود أولمرت ودان حالوتس (DAVID FURST / AFP)

فاجأ أولمرت في تشرين الثاني لعام 2007 المجتمع الدولي، وحضر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة، وهو مؤتمر استأنف من جديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

هل يعود أولمرت للسياسة؟ إدانته أنهت هذا الإحتمال، فمن الصعب أن يغفر الجمهور الإسرائيلي عن أعمال الفساد التي قام بها

كانت المقترحات التي قدمها أولمرت للقيادة الفلسطينية بعيدة المدى. بحسب أقواله، فقد قدم للفلسطينيين اقتراحا “لم يُقدمه من قبل أي رئيس وزراء سابق”. ووفق التقارير فإنّ الاقتراح قد شمل مساحة تقترب من 100% من أراضي الضفة الغربية. وشملت الخريطة التي اقترحها أولمرت أيضا تقسيم القدس، تفاصيل حول أحياء القدس الشرقية التي سوف يتم تحويلها للفلسطينيين و”تدويل” البلدة القديمة.

ولكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يستجب أبدًا لهذا الاقتراح. وفي غضون ذلك، أدت الاتهامات الصعبة التي وُجّهت إلى أولمرت بشأن الفساد الحكومي، إلى تقصير مدة ولايته.

سحابة من الشكوك

ارتبط ما لا يقل عن سبع حالات من الفساد باسم أولمرت؛ ابتداء من الاشتباه به بأنه نال خصمًا على منزل اشتراه مقابل الحصول على تسهيلات ضريبية للشركة، مرورًا باتهامه بالتعيينات السياسية وتغيير مزاد بيع البنك “الوطني”، وانتهاء باتهامه بأنه تلقى مغلفات من رشوة نقدية من رجل الأعمال موشيه تالانسكي.

اضطر شركاء أولمرت بعد كل ذلك إلى إجباره على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء. وأعلن أولمرت عام 2008 بأنه لن يحاول ترشيح نفسه مجددًا لنفس المنصب، وفي عام 2009 حلّ مكانه بنيامين نتنياهو، الذي قاد حزب الليكود للفوز في الانتخابات. وتلاشى حزب أولمرت، كاديما، الذي فاز – بقيادته –  بـ 28 كرسيًا، وفاز في الانتخابات الأخيرة بمقعدين فقط.

إيهود أولمرت وتسيبي ليفني في الكنيسيت (Olivier Fitoussi /Flash90)
إيهود أولمرت وتسيبي ليفني في الكنيسيت (Olivier Fitoussi /Flash90)

ولكن في نهاية المطاف لم تكشف غالبية الاتهامات التي وُجّهت لأولمرت عن شيء. أغلقت معظم الملفات من قبل النيابة العامة والشرطة، وتمت تبرئة أولمرت من ملف القضية التي اتهم فيها بتلقي الرشوة، وهو ملف تالانسكي.

ومع ذلك، بقي أولمرت متهمًا بخيانة الأمانة في قضية التعيينات السياسية بمركز الاستثمار، وكما ذلك أدين أولمرت بما سمّي “قضية هولي لاند”؛ وهي قضية فساد ضخمة تتعلق بمشروع عقارات في القدس.

وقد أصدر قاضي المحكمة المركزية في تل أبيب، دافيد روزن، الحكم على أولمرت، الذي أدين بتلقّي رشاوى لمدة 6 سنوات وغرامة مالية مليون شاقل، مما يعتبر حكما قاسيا لملف الفساد السلطوي الأخطر الذي كُشف في إسرائيل.

وقرّرت محكمة العدل العليا في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2015، قبول استئناف أولمرت على الحكم، مخففة عقابه بالسجن لمدة سنة ونصف، ليكون رئيس الحكومة الأول الذي سيدخل السجن.

أسير محرر وكاتب مشهور

أطلق سراح أولمرت من السجن في ال2 من شهر يوليو عام 2017 بعد أن وافق المحكمة تخفيف عقوبته وتقليصها بثلث. ولم يمر وقتا طويلا حتى عاد إلى العناوين بفضل نشر سيرته الذاتية التي دونها في السجن وكشف فيها عن تفاصيل مثيرة عديدة أثارت ضجة في إسرائيل، منها انتقاداته للزوجين نتنياهو، وكذلك محاولة تبييض صفحته رغم إدانته بتهم فساد من قبل القضاء الإسرائيلي وسجنه.

وقد سطع نجم أولمرت مرة ثانية بعد أن خرج من السجن ذليلا في أعقاب إتاحة الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر تفاصيل عملية تدمير المفاعل النووي في سوريا عام 2007 وفيها يظهر الدور القيادي الكبير الذي لعبه أولمرت في تلك الفترة وإعطائه الضوء الأخضر للعملية رغم رفض الولايات المتحدة بقيادة بوش الابن بتنفيذ ضربة للمفاعل بعد نقل إسرائيل للإدارة الأمريكية أدلة دامغة بوجوده.

اقرأوا المزيد: 1506 كلمة
عرض أقل
الصورة الجديدة والصورة من البوست (فيس بوك)
الصورة الجديدة والصورة من البوست (فيس بوك)

نتنياهو يُعلق على مسألة الصورة المُحرجة

في عام 2007، أصبح عضو الكنيست الإسرائيلي، عمير بيرتس، أضحوكة عندما تم تصويره وهو ينظر من خلال منظار عدسته وهي مُغلقة. عرض موقع إخباري إسرائيلي، البارحة، صورة مُشابهة لنتنياهو، ولكن نتنياهو علق على ذلك

نشر الموقع الإخباري “واينت” صورة لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وهو ينظر من خلال منظار عدسته وهي مُغلقة، خلال جولة مراقبة على القطاع . سخرت الصورة من رئيس الحكومة وقارنت ذلك بالحادثة المُشابهة المُحرجة التي حدثت مع نائب الكنيست، عمير بيرتس، عندما كان وزيرًا للدفاع في عام 2007. حينها التُقطت صورة لـ “بيرتس” وهو ينظر من خلال منظار عدسته وهي مُغلقة وطاله؛ جراء ذلك، الكثير من النقد والسخرية وتساؤلات حول مدى مُلاءمته للمنصب الذي يشغله.

عمير بيرتس والعدسة (إفي شرير, يديعوت أحرونوت)
عمير بيرتس والعدسة (إفي شرير, يديعوت أحرونوت)

قرأ نتنياهو المقالة في الموقع الإخباري وقرر الرد على ذلك. كتب أمس ردًا على المقالة من خلال نشر بوست على صفحته الفيس بوك مُرفق بصورة قديمة له يظهر فيها وهو يستخدم المنظار. وكتب إلى جانب الصورة يقول: “أودُ تهدئة “واينت” ويديعوت أحرونوت، لديّ بعض الخبرة باستخدام المنظار”.

يُمكن من خلال مقطع الفيديو، الذي وثّق اللحظة التي التُقطت فيها صورة نتنياهو وهو ينظر من خلال المنظار المُغلق، أن نرى أن كلام نتنياهو صحيح. فهو يُدرك بسُرعة بأن عدسة المنظار مُغلقة ويقوم بنزع الغطاء عنها.

اقرأوا المزيد: 156 كلمة
عرض أقل
عمير بيرتس، إيهود أولمرت ودان حالوتس (DAVID FURST / AFP)
عمير بيرتس، إيهود أولمرت ودان حالوتس (DAVID FURST / AFP)

“أربعون قتيلا مدنيّا أفضل من جنود مقتولين”؟ جروح حرب 2006 تُفتح من جديد في إسرائيل

حالوتس يتّهم جنرالاته، بيرتس يتّهم الجيش وأولمرت يفضّل تذكّر الإنجازات وليس الفشل. تحقيق صحفي للقناة العاشرة الإسرائيلية ومقابلات عميقة مع القادة الإسرائيليين الثلاثة في حرب لبنان، يكشف عن عمق الأزمة في القيادة الإسرائيلية

“الإخفاق كبير وخطير”، هكذا عرّفت لجنة التحقيق برئاسة القاضي إلياهو فينوغراد حرب لبنان الثانية، التي هزت إسرائيل ولبنان في صيف عام 2006. والآن، بعد تسع سنوات من ذلك الصيف القاسي الذي قُتل فيه نحو 1,000 لبناني، من بينهم نحو 700 مقاتل من حزب الله، و 165 إسرائيليًّا، من بينهم 121 جنديًّا في الجيش.

اطلاق صواريخ الكاتيوشا صوب المدن الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية (AFP)
اطلاق صواريخ الكاتيوشا صوب المدن الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية (AFP)

في الذاكرة التاريخية لإسرائيل، كانت هناك ثلاث شخصيات هي الأهم، وهي التي قادت إسرائيل إلى لما اعتُبر حربًا فاشلة: رئيس الحكومة حينذاك إيهود أولمرت، وزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس أركان الجيش دان حالوتس.

الصحفي رفيف دروكر (Moshe Shai/Flash90)
الصحفي رفيف دروكر (Moshe Shai/Flash90)

بعد مرور تسع سنوات نقل الثلاثة للصحفي رفيف دروكر من القناة العاشرة الإسرائيلية شهاداتهم حول تلك الحرب، في إطار برنامج التحقيقات “المصدر” (لا علاقة بين البرنامج وبين موقع المصدر).

الأمر الأكثر بروزا هو ما مرّ به هؤلاء الثلاثة منذ الحرب: تم الحكم على أولمرت، الذي كان رئيسا للحكومة، بعقوبة السجن بعد إدانته بقضايا فساد. استمرّ بيرتس في طريقه السياسي وهو يتولّى الآن منصب عضو كنيست معارض، ويطوّر حالوتس حياته المهنية في عالم الأعمال.

اعتُبر كل واحد من هؤلاء الثلاثة في ذلك الوقت غير مناسب للمنصب الذي استلمه

اعتُبر كل واحد من هؤلاء الثلاثة في ذلك الوقت غير مناسب للمنصب الذي استلمه. اعتُبر أولمرت سياسيا ماكرا، والذي لم يكن ليصل إلى منصب رئيس الحكومة لولا مرض رئيس الحكومة أريئيل شارون الذي كان أولمرت نائبا له. اعتُبر عمير بيرتس زعيم عمّال لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية والأمنية، وقد وصل إلى منصبه بسبب مكر أولمرت السياسي. في حين أن حالوتس، الذي كان قائدا لسلاح الجو الإسرائيلي، اعتُبر طيّارا متعجرفا لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية “الحقيقية”.

اعتُبر أولمرت سياسيا ماكرا، والذي لم يكن ليصل إلى منصب رئيس الحكومة لولا مرض رئيس الحكومة أريئيل شارون (Olivier Fitoussi/Flash90)
اعتُبر أولمرت سياسيا ماكرا، والذي لم يكن ليصل إلى منصب رئيس الحكومة لولا مرض رئيس الحكومة أريئيل شارون (Olivier Fitoussi/Flash90)

يجلس الصحفي دروكر على مدى ساعات أمام كل واحد من هؤلاء الثلاثة، وحصل منهم في المرة الأولى على روايتهم الكاملة عن الحرب المؤلمة، والتي جُرّت إليها إسرائيلي في أعقاب اختطاف جنديّي احتياط على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. كشف أولمرت للمرة الأولى أنّه كان يعلم بأنّ أحد المختطفَيْن قد قُتل، وبأنّه كان واضحا بالنسبة له منذ اللحظة الأولى بأنّه لا يمكن لعملية عسكرية أن تُعيد كلا المختطفَين إلى إسرائيل.

اعتُبر عمير بيرتس زعيم عمّال لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية والأمنية (Olivier Fitoussi/Flash90)
اعتُبر عمير بيرتس زعيم عمّال لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية والأمنية (Olivier Fitoussi/Flash90)

حاول كل واحد من الثلاثة، إلى حدّ كبير، بأنّ يشرح لماذا هو ليس مسؤولا عن الفشل في الحرب.

اتّهم بيرتس حالوتس بأنّه لم يرغب بتجنيد قوات الاحتياط في الجيش منذ اليوم الأول وأضاف بأنّ الجيش قد أرسل رسالة كاذبة بأنّ مدينة بنت جبيل قد احتُلّت، في حين أنّ الأمر لم يتمّ إطلاقا.

ومن جهته، اتّهم حالوتس الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادته بأنّه لم ينفّذ أوامره الصريحة. ومن بين أمور أخرى، اتّهم حالوتس ضبّاطا آخرين، بأنّهم أصيبوا بخيبة أمل عندما تمّ تعيينه رئيسًا للأركان مكانهم، ولذلك كانوا معادين له. بل وألمح حالوتس إلى أنّه رغم قيادته للعملية، لم تكن لديه القدرة للتستّر على أخطاء القادة الميدانيين.

بينما قال أولمرت بأنّه صُدم بأن يكتشف أنّ القادة، الذين كان يُفترض بهم أن يكونوا في الجبهة، قد بقوا في الجبهة الداخلية وقادوا العملية من الخلف.

اعتُبر حالوتس، الذي كان قائدا لسلاح الجو الإسرائيلي طيّارا متعجرفا لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية "الحقيقية" (Olivier Fitoussi/Flash90)
اعتُبر حالوتس، الذي كان قائدا لسلاح الجو الإسرائيلي طيّارا متعجرفا لا يفهم شيئا في الشؤون العسكرية “الحقيقية” (Olivier Fitoussi/Flash90)

سعى كلّ من أولمرت، بيرتس وحالوتس إلى التأكيد على أنّ الإنجاز الأكبر – وربما الوحيد لإسرائيل – في هذه الحرب، هو تدمير صواريخ الفجر بعيدة المدى والتي كانت بحوزة حزب الله في 68 موقعًا

سعى كلّ من أولمرت، بيرتس وحالوتس إلى التأكيد على أنّ الإنجاز الأكبر – وربما الوحيد لإسرائيل – في هذه الحرب، هو تدمير صواريخ الفجر بعيدة المدى والتي كانت بحوزة حزب الله في 68 موقعًا. أشاد أولمرت بسلاح الجوّ وقال: “لا أعتقد أنّ أي سلاح جوّ في العالم كان قادرا على القيام بذلك”، بينما اعترف حالوتس قائلا: “منحتنا العملية الأولى ثقة بأنّه يمكن التعامل مع الصواريخ بعيدة المدى، ولكن كان واضحا لنا بأنّنا لا نزال متورّطين مع صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى”. وأضاف حالوتس: “ظنّنا بأنّنا أقل تورّطا ممّا اتضّح بالفعل”.

إذا كان الأمر كذلك، فقد تحدّث حالوتس بصراحة بأنّ إطلاق صواريخ الكاتيوشا قد فاجأ إسرائيل بشكل سلبي، وكان أكبر ممّا كان يُتوقّع منه. فضلًا عن ذلك، قال حالوتس إنّه ربّما تكون القيادة قد أخطأت حين لم تغتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله منذ 12 تموز عام 2006، فيما اعتُبر ظهوره العلني الأخير.

تحدّث حالوتس عن مكالمة مع قائد لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي، اللواء أودي آدم، فهم من خلالها بأنّ القادة “مستعدون لتلقّي أربعين مدنيّا مقتولا وألا يتلقّوا جنودا مقتولين”

ولكن الأمر الأهم، والأكثر بروزا ممّا ظهر في الإجابات على أسئلة دروكر، سواء على لسان بيرتس أو على لسان حالوتس، هو أنّ الخشية لدى القيادة الإسرائيلية من وقوع ضحايا إسرائيليين أضرّت باستعداد الجيش للتصرّف بشكل حازم. تحدّث حالوتس عن مكالمة مع قائد لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي، اللواء أودي آدم، فهم من خلالها بأنّ القادة “مستعدون لتلقّي أربعين مدنيّا مقتولا وألا يتلقّوا جنودا مقتولين”.

 

منذ نهاية الحرب في لبنان، شنّت إسرائيل ثلاثة حروب مشابهة ضدّ قطاع غزة. قُتل في الحرب الأخيرة في صيف عام 2014 ما معدله 67 جنديّا إسرائيليًّا. أحد الأسئلة الكبرى ذات الصدى في إسرائيل منذ الصيف الأخير، والتي تعيد الشعب الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي إلى صيف عام 2006، هو سؤال الضحايا.

هل حياة جندي إسرائيلي أقل قيمة من حياة المواطن المدني؟ في الواقع فهناك أيضًا أسرة، أصدقاء ومكان عمل للجندي. أثبتت المقابلات مع القادة الثلاثة بأنّه ليست هناك معضلة أكثر صعوبة من تلك بالنسبة لقادة إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 785 كلمة
عرض أقل
  • إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
    إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
  • جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
    جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
  • جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
    جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
  • جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
    جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
  • جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
    جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
  • رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
    رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
  • رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
    رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
  • رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flas90/Yonatan Sindel)
    رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flas90/Yonatan Sindel)

الجرافيتي: فنّ متحضّر أم مجرّد خربشة؟

في أماكن مختلفة في العالم، تعجّ شوارع المدن برسوم فتّانة على الأرصفة، المباني، والمباني المهجورة. ما كان يُعتبَر تخريبًا يضيف الكثير من الطابع واللون ويكسر الرتابة.

غالبًا ما يعني كونك فنّان جرافيتي (كتابة على الجدران) أن تبقى في الظل، مجهولًا. يوقّع فنّانو الكتابة على الجدران باسم مستعار هو كناية عن مزيج من الحروف والأرقام، ويصرّ معظمهم على البقاء مجهولين، حتّى لو وصلت أعمالهم إلى المتاحف، أو حتّى بيعت. مَن لم يسمع بِبانكسي؟ إنكليزي، في الثامنة والثلاثين من عُمره تقريبًا، أعماله (غالبًا بقوالب سبك) منتشرة في كل العالم (بما في ذلك جدار الفصل). كُتبت عنه كُتب وعُرضت أفلام وثائقية، لكنّ هويته غير واضحة تمامًا.

جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)
جرافيتي في البرتغال (Flash90/Danielle Shitrit)

تحوّل فن الجرافيتي في السنوات الأخيرة إلى أشهر من نار على علم في عالَم الفنّ، وما اعتُبر تخريبًا غير شرعيّ سرعان ما تحوّل إلى مُمؤسَس، جزء من المشهد اليوميّ، جزء من الفن المعماريّ للعالَم الجديد.‎ ‎
لكنّ الجرافيتي هو أعرق بكثير من الكثير من مجالات الفنّ الأخرى في العالم.‎ ‎

القليل من التاريخ

الجرافيتي هو رسوم تُرسَم على ممتلكات عامّة أو خاصّة.‎ ‎يمكن أن يكون الجرافيتي فنًّا، رسمًا، أو كتابات.‎ ‎بشكل عامّ، يجري الرسم دون إذن صاحب الملك، ولذلك يُعتبَر انتهاكًا للقانون وتخريبًا.

الجرافيتي قائمٌ منذ أيّام القِدم، فقد وُجدت كتابات الجرافيتي في الإمبراطورية الرومانية واليونان.‎ ‎يمكن القول إنّ رسوم المغارات القديمة هي نوع من الجرافيتي.

ويمكن العثور على أمثلة أولى للجرافيتي في المدينة اليونانية أَفَسُس (في تركيا اليوم).‎ ‎ويبدو أنها كانت إعلانًا دعائيَّا لبيت دعارة.‎ ‎‎كما يمكن إيجاد جرافيتي الفايكينج في روما وإيرلندا.

في العصر الحديث، يمكن اعتبار الكتابات التي رسمها جنود فرنسيون على مواقع مرّوا بجانبها في مصر خلال حروب نابليون جرافيتي (كتابة على الجدران).

جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)
جرافيتي على جدران حائط مترو، الولايات المتحدة (Wikipedia)

في القرن العشرين، ولا سيّما بعد الحرب العالمية الثانية، اعتادت العصابات البلديّة في الولايات المتحدة على الكتابة على الجُدران عبر بخّ دهان على جدران في مواقع عامّة لتحديد مقاطعتها.‎ ‎وكثيرًا ما كانت الكتابات مرتبطة بحضارة موسيقى الهيب هوب والراب.‎ ‎مع الوقت، لم تعُد للعادة علاقة بـ “ثقافة العصابات”، وأصبحت منتشرة، وكذلك معقّدة وفنيّة أكثر.‎ ‎

جرافيتي إسرائيلي

جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
جرافيتي سياسي في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

فنّ الشارع ناشط في إسرائيل أيضًا.‎ ‎إليكم بعض الأمثلة: “هاروف” (الأكثرية) – مشروع بدأ أوائل آذار 2005، ظهرت خلاله في شوارع مدينة تل أبيب ألوان الأزرق السماويّ – الأسود – الأخضر على نطاق واسع – بدءًا من جدران المدينة وصولًا إلى المقاعد وخلايا الهاتف العمومي.‎ ‎بعد أسبوع، تجلّى أنّ هذا جزء من حملة مموَّلة من متبرع يهودي أمريكي أراد إنتاج شعار جديد، حيث يمثّل الأزرق السماوي الشعب اليهودي، الأخضر الشعب الفلسطيني، والأسود جدار الفصل بينهما.

في إسرائيل، الكتابة “شعب إسرائيل حي” منتشرة، وهي تظهر غالبًا بلون أزرق، مرفقة برسمة لنجمة داود.‎ ‎وكثيرًا ما تُضاف كلمات إلى هذه الكتابات من قِبل بخّاخي جرافيتي آخرين (مثلًا: (إضافة بالأحمر): “شعب إسرائيل يعيش في فيلم” (غير واقعي)، “شعب إسرائيل حي؟”، و”شعب إسرائيل حي وموجود!”).

جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)
جرافيتي في فرنسا (Flash90/Serge Attal)

وتشيع كذلك الكتابة “ن نح نحمان مئومان” لحاسيديي فروتسواف (تيّار في اليهودية)، وتظهر في مدن كثيرة، سيّما ذات الطابع الدينيّ، بأشكال شتّى.

رسوم على الحائط، المباني، والأرصفة

هناك جرافيتي في كلّ العالم – المدن التي تتصدّر المشهد هي نيويورك، بوينس أيرس، برلين، سياتل، ولندن؛ لكنّ في تل أبيب أيضًا حضورًا قويًّا للجرافيتي.الفنّانون المعروفون والبارزون هم ديفيز، ديديه، كلون، زيرو سينتس(Zero Cents)، وونكي مونكي(Winky Monky)، وآخرون كَثيرون. وأعمالهم المتنوّعة منتشرة على جدران، أبواب، مبانٍ، وأرصفة.

اخترنا لكم بضعة نماذج مثيرة للاهتمام بشكل خاصّ:

رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flas90/Yonatan Sindel)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flas90/Yonatan Sindel)

 

اقرأوا المزيد: 478 كلمة
عرض أقل
وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس (Flash90/Miriam Alster)
وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس (Flash90/Miriam Alster)

الوزير بيرتس يستقيل: هل هي بداية انحلال حكومة نتنياهو؟

بعد تهجمات وزراء اليمين على أداء الحكومة الإسرائيلية، وزير آخر يهيء الساحة السياسية لانحلال الحكومة

أعلن قائد حزب البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت، ليلة الخميس بتاريخ 11-06 في جامعة بار-إيلان أن الحكومة التي يشارك فيها ليس لها الحق في الوجود. وعدّد عدة أسباب لذلك: منها وضع الحواجز الإسمنتية في القدس (كرد فعل لحوادث الدهس الفلسطينية)، وأيضا معالجة العنف المتزايد في شرقي القدس بصورة ضعيفة واهية، وغيرها من الأسباب. بينما في الأمس، في مقابلة تلفيزيونية مع القناة الثانية، أعلن الوزير عمير بيرتس (وزير البيئة) الرقم اثنين في حزب “الحركة” التابع للوزيرة تسيبي ليفني، أنه ينوي الاستقالة، وأن نتنياهو ليس له الحق في منصبه كرئيس حكومة.

“هو أسير في أيدي اليمين المتطرف .. عاجز.. لا يدير الأمور بشكل جيد .. هو مشكلة بحد ذاتها وليس حلا”، علّق بيرتس وأصدر وابلا من الشتائم لرئيس الحكومة.

وقدّر محللون في إسرائيل أن رئيس الحكومة نتنياهو سيُقيل الوزير في الحال بعد وابل العبارات النابية التي وجهها له ولأدائه، إلا أنه لم يمر الكثير من الوقت على استقالة الوزير بيرتس بنفسه.

رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت (Flash90)
رئيس حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت (Flash90)

بيرتس، تماما كبينيت، هو سياسي يفهم أن أيام الحكومة الحالية معدودة بسبب الضغوطات من اليمين وبسبب تواجد فرص سياسية جديدة خارج الخريطة السياسية الحالية تتجسد في شخصية وزير الاتصال السابق موشه كحلون الذي أعلن أنه قريبا سيعود إلى الأجواء السياسية.

إعلان بيرتس وبينيت هو لجمهور الناخبين. يأس سياسي، عدم الاتفاق مع الولايات المتحدة في موضوع النووي الإيراني، الثمن الباهظ للحرب الأخيرة مع حماس، عدم التقدم وقيادة عمليات اجتماعية لتقليص الفروقات الاجتماعية في إسرائيل مع قلة العمل السياسي المثمر، كل هذه الأمور كما يبدو هي الدوافع التي تجعل سياسيين كثر يتفوهون بما يتفوهون به في الفترة الأخيرة.

في الـ 48 ساعة الأخيرة ستكون هناك أهمية كبيرة للأمور في آخر أيام حكومة نتنياهو الثالثة، ليس فقط بسبب التفاقم البيّن في العلاقات الداخلية في الحكومة. سبب لا يقل أهمية عن غيره هو تدهور الوضع الأمني في الداخل. إن المظاهرات والإخلال في النظام في بلدة كفر كنا في أعقاب مقتل الشاب العربي الإسرائيلي على يد قوات الشرطة، هي الأمر الذي أشعل الشارع العربي. يؤشر تواصل الفوضى في القدس، وحوادث أليمة أخرى على عدم اقتراب الهدوء واسترجاع الأمن الداخلي.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل