عمير بنايون

المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Yonatan Sindel/Flash90)
المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Yonatan Sindel/Flash90)

الأغنية العنصرية التي تُغضب الرئيس

مغنٍ كان يُفترض أن يُغني بحضور الرئيس ريفلين أطلق أغنية "أحمد، سافل ناكر للجميل" - وعلى إثر تلك التلفظات التحريضية أُلغي العرض

يُثبت رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، مرة أُخرى التزامه العميق بمحاربة العنصرية في إسرائيل. صَدَرَ اليوم عن بيت رئيس الدولة، بعد أن انتشرت البارحة الأغنية العنصرية التي كتبها ولحنها المغني الإسرائيلي عمير بنايون، بيان مفاده أن الرئيس ألغى العرض الذي كان يُفترض أن يُقدمه بنايون أمام الرئيس.

أطلق المغني الإسرائيلي عمير بنايون البارحة أغنيته تحمل عنوان “أحمد يحب إسرائيل”، التي أثارت عاصفة من الغضب بعد نشرها. تتحدث الأغنية عن أحمد، طالب عربي يدرس في جامعة إسرائيلية في القدس، يتظاهر بأنه شخص مُعتدل يؤمن بالتعايش، ولكنه يطمح بالسر لقتل يهود.

http://youtu.be/FdJMEy1XKDs

جزء من كلمات الأغنية هي: “أنا اليوم مُعتدل وباسم، وغدًا سأرسل إلى الجحيم يهودي واحد أو اثنين. صحيح، أنا لست إلا سافل ناكر للجميل، ستأتي اللحظة التي تُدير فيها لي ظهرك وسأغرز السكين المصقولة جيدًا في ظهرك”. عبّر الكثير من الإسرائيليين، بعد سماعهم الكلمات العنصرية للأغنية؛ ومنهم أشخاص من جمهور بنايون، عن امتعاضهم الشديد وتحفُّظهم.

“على إثر نشر الأغنية الأخيرة للمغني عمير بنايون البارحة، أود أن أُعلمكم بأنه لا يمكننا أن نسمح بأن يقيم عرضه في بيت الرئيس”

نشر مدير بيت الرئيس اليوم بيانًا جاء فيها أنه “على إثر نشر الأغنية الأخيرة للمغني عمير بنايون البارحة، أود أن أُعلمكم بأنه لا يمكننا أن نسمح بأن يقيم عرضه في بيت الرئيس”. كان يُفترض أن يُقدم بنايون عرضًا الأسبوع القادم في ذكرى طرد اليهود من الدول العربية. وجاء في البيان أنه على الرغم من كونه مُغنيًا محبوبًا وله مكانته إلا أنه لن يكون بإمكانه أن يقدم عرضه.

المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Yonatan Sindel/Flash90)
المطرب عمير بنايون والرئيس الإسرائيلي رؤوفين (روبي) ريفلين (Yonatan Sindel/Flash90)

استعجل بنايون بالرد على صفحته الفيس بوك به وقال إنه لم يكن يقصد بذلك التحريض على العنف. كتب بنايون: “فقط لإزالة أي شك، أغنية أحمد يحب إسرائيل” جاءت لتُعبر عن مشاعر فقط، ولا تدعو إلى ممارسة العنف ضد أحد. نحن ضد العنف تمامًا، ولو كُنا عنيفين ما كنا لنغني أغنيات مؤلمة تخرج من صميم القلب مُباشرة”.

وأضاف قائلاً: “لكل من صدمهم ذلك، أقترح قبل ذلك أن تشعروا بالصدمة والقلق تجاه الإرهاب الذي ينتشر في البلاد. يجب أن يقلقكم قتل يهود وهم يرتدون شالات الصلاة المضرجة بالدماء. ومقتل مواطنين دهسًا على يد بشر متوحشين. والإرهابيون الذين يطلقون النيران على سكان الجنوب من المدارس والمستشفيات. هنالك أمور مزعزعة أكثر من أغنية ناتجة عن الألم والقلق فقط”.

معروف عن عمير بنايون مواقفه المعادية للفلسطينيين. نشر في الأسبوع الماضي، بعد العملية الإرهابية في القدس، أغنية “الدم اليهودي”، وفيها كلمات “ها هو المزيد من الدماء اليهودية تُسفك في الكنيس”. كتب بنايون في تلك الأغنية: “ها هم الأيتام يُضربون ثانية، المزيد من الأرامل يبكين، المزيد من الأطفال الذين سُلبت منهم أحلامهم، المزيد من الفتيات اليتامى اللواتي ينتظرن.
ها هو الشيطان ثانية عاد للرقص، هل معنى أن تكون يهوديًا هو أن تموت كل يوم من جديد؟”

اقرأوا المزيد: 415 كلمة
عرض أقل
المطرب عمير بنايون  (Flash90/Mendi Hechtman)
المطرب عمير بنايون (Flash90/Mendi Hechtman)

أغنية إسرائيلية جديدة: “قدس الحسين”

في أغنية احتجاج سياسي جديدة، يحتج الفنّان الإسرائيلي عمير بنايون على التدخّل الأمريكي وعلى السهولة التي يمكن أن يتنازل بها القادة الإسرائيليون عن المدينة المقدّسة والمثيرة للخلاف. استمعوا:

عمير بنايون هو مُغنٍّ إسرائيلي شرقيّ موهوب وله تقديره، معروف بآرائه اليمينيّة، وهو يتصدّر العناوين مِن جديد. المرة الأخيرة التي ذُكر فيها اسمه في الأخبار كانت حين ثار سخطه على مقدّم برنامج، وتهجّم شفويًّا على أحد المشارِكين، مهاجمًا تلوّن المشاهير الإسرائيليين “الأشكنازيين” (الغربيين) الذين يتعاطَون المخدّرات، ولكنهم غير مستعدّين للاعتراف بذلك.

هذه المرة، يعلو اسم بنايون بسبب أغنية سياسية جديدة سجّلها وأطلقها في مواقع التواصل الاجتماعيّ. تتحدث الأغنية عن أحد أكثر المواضيع حساسيّة في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني (والإسرائيلي – العربي عامّةً): القدس.

تُدعى الأغنية “قدس الحسين” (على غرار “قدس الذهب”، أغنية إسرائيلية شهيرة تمجّد القدس).

ثمة تناصّ بين كلمات الأغنية وأغنيات وطنيّة قديمة ومعروفة تعدّد فضائل المدينة وتصف العلاقة اليهودية بها، لكن بعد ذلك مباشرةً، تنتقد الأغنية بشدّة رئيس الحكومة والمقرَّبين منه على تنازلهم عنها بسهولة.

يتطرّق أحد أبيات الأغنية إلى “حسين من أمريكا”، وهو رئيس الولايات المتحدة، باراك حسين أوباما، الذي يريد أخذ القدس، وهو “عنيد ووحشيّ”.

ترافق كلماتِ الأغنية موسيقى شرقيةٌ عذبة، تبدو فرحة نوعًا ما في البداية، لكنّ صوت بنايون المميّز جدًّا يحوّل الأغنية إلى أغنية شجَن، تعبّر عن الكثير من الإحباط والسخط.

ينشد بنايون:

“افرحوا في أورشليم ابتهِجوا فيها، ابتهجوا فيها يا كلّ عشّاقها” (بيت معروف من قصيدة يهودية عن القدس)

لأنّ رئيس الحكومة ورفاقه قد تنازلوا عنها منذ مدّة كما يبدو

… ابتهِجوا فيها طالما يسعكم ذلك، لأنّهم باعوها خلف ظهورنا، فهم يلعبون نحو الخارج فقط”

… ابتهِجوا فيها طالما ذلك ممكن، لأنّ “حسين” من أمريكا يريدها، وهو عنيد ووحشيّ”

حسين هو طبعًا باراك حسين أوباما، رئيس الولايات المتحدة

وتنتهي الأغنية بآيتَين: “إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ،‏ فَلْتَنْسَ يَمِينِي مَهَارَتَهَا.‏ لِيَلْتَصِقْ لِسَانِي بِحَنَكِي،‏ إِنْ لَمْ أَذْكُرْكِ،‏ إِنْ لَمْ أُعَلِّ أُورُشَلِيمَ  عَلَى أَعْظَمِ دَوَاعِي فَرَحِي”، وهما آيتان من سفر المزامير يتلوهما العريس عادةً في الأعراس اليهوديّة، لذكرى دمار الهيكل.‏

https://www.facebook.com/photo.php?v=822468464445786

ولم يكتفِ بنايون بتسجيل الأغنية ونشرها، فقد أضاف هذا الصباح في صفحته الرسمية على الفيس بوك الرسالة التالية:

صباح الخير لكم جميعًا. إليكم أغنية إسرائيلية جديدة، “قدس الحسين” + رسالة من عمير:

‏‎”سلام،
سألوني كثيرون مرارًا: ما هو رأيي في أمريكا؟
أو، دون أية مقارنة، في القدس مثلًا؟
ولماذا يكتب كتّاب الأغاني، بشكل عامّ، أغاني عن قادةٍ رحلوا فقط، وليس عن قادةٍ لا يزالون أحياء وناشطين؟
وما هو رأيي في رئيس الولايات المتحدة، أو في رئيس حكومتنا؟…‏
باختصار، قمتُ بما يُدعى “توحيد الملفّات”.

استمتِعوا (آمل ذلك).
عمير

حاشية:
تعاملوا مع كلّ شيء بمرح. فماذا يمكن أن تكون هذه؟ بالحدّ الأقصى، مجرّد أغنية سياسية متوسّطة… فالوضع ليس سيّئًا إلى هذا الحدّ.

حاولوا أنتم أيضًا أن تستمعوا إلى الأغنية. ماذا تظنّون؟

اقرأوا المزيد: 377 كلمة
عرض أقل
المطرب عمير بنايون وعضو الكنيست أحمد الطيبي (Flash90)
المطرب عمير بنايون وعضو الكنيست أحمد الطيبي (Flash90)

المطرب عمير بنيون ضدّ عضو الكنيست أحمد الطيبي

أرسل المطرب الإسرائيلي عمير بنيون أغنية وطنية إلى عضو الكنيست أحمد الطيبي مرفقة برسالة قصيرة، وجاء رد الطيبي سريعا مع أغنية "موطني"

04 فبراير 2014 | 13:06

وجد المطرب والفنان الإسرائيلي عمير بنيون عنوانًا مفاجئا ليعبّر عن خيبة أمله من الاقتراح الذي عُرض قبل عدة أسابيع والذي يدعو إلى إبقاء مستوطنات يهودية تحت الحكم الفلسطيني، إذ قرر المطرب أن يرسل أغنية وطنية إلى عضو الكنيست العربي، أحمد طيبي، مرفقة برسالة.

وقد أرسل عمير بنيون أغنيته الوطنية الجديدة “أرضي موطني” إلى عضو الكنيست، أحمد طيبي كاتبًا: “عزيزي أحمد، يبدو أنك وبيبي قد حققتما نجاحًا كبيرًا نظرًا للحديث عن عيش اليهود تحت الحكم الفلسطيني. اسمح لي بأن أرسل لك هذه الأغنية. مع حُبي، عمير”.
http://www.youtube.com/watch?v=5D6hGKgRQo8

وقرر الطيبي ألا يبقى مدينًا ورد على الرسالة حيث أرفق بها الأغنية الفلسطينية “موطني”، والتي يؤديها المغني هاني متواسي. كتب طيبي: “وصلتني الأغنية، وأقدم لك أغنية بالمقابل. أعتقد أنك تعرف هذه الكلمات: ولدت هنا وهنا ولد أبنائي، هنا بنيت بيتي بكلتا يداي، وآبائي وأجدادي ولدوا هنا أيضًا، قبل ولادة المستوطنات، قبلها بوقت طويل”.

ورد بنيون على ذلك برسالة تحمل العنوان “إلى صديقي منذ القدم أحمد”، “لقد تأثرت بمدى رغبتك بأن تتعلم مني بعض دروس التاريخ لكنني وبعد إذنك لا أملك وقتًا لذلك، أنا مشغول جدا”.

وأضاف: “أردت أن أقول لك أن هنالك أمرين لا أفهمهما (أنا وكل العالم) من الناحية التاريخية، الموسيقية، الفنية، العقلية، أو أي ناحية أخرى وهما: أولا – أحمد ابن يتسحاك ويسرائيل. ثانيًا – علاقتك القوية بالقدس، المدينة المقدسة التي سيتم تخطيطها وبناؤها والتي لم يذكرها القرآن ولو مرة واحدة”.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
المطرب عمير بنايون  (Flash90/Mendi Hechtman)
المطرب عمير بنايون (Flash90/Mendi Hechtman)

موسيقار يتخطى الحدود

لقد قرّب عمير بنايون بين أقسام المجتمع الإسرائيلي بواسطة غنائه، وكرّس أيضًا ألبومًا للثوار السوريين وأعرب عن أمله في تقديم عرض له في دمشق.

الوصول إلى لبّ الإجماع هي مهمة شاقة للغاية. صحيح أن الملاءمة لأذواق الفئات السكانية المختلفة هو الطموح الذي يطمح إليه فنانون ومبدعون كثيرون في مجال الموسيقى أيضًا، ولكن من الواضح أن هذا لا يحدث في معظم الحالات. لذلك فإن حالة عمير بنايون – وهو ملحن ومطرب إسرائيلي – هي حالة مثيرة الاهتمام بشكل خاص: لقد تحوّل إلى نوع من الإجماع بين أوساط عشاق الموسيقى، من كافة التيارات والأساليب، على الرغم بقاء نظرة الجمهور إلى شخصيته محط خلاف، إن لم نقل أنها محط عار.

وُلد بنايون قبل 37 عامًا في مدينة بئر السبع، في قلب الصحراء الجنوبية في إسرائيل. منذ نعومة أظفاره، اهتم بالموسيقى وكان يعزف مع والده وأخيه، وفي سنيّ بلوغه، بدأ يكتب أغانٍ ويوفر المال من العمل في الترميم، لإصدار أول ألبوم له. حين وصل إلى سن 24 سنة، نجح أخيرًا في تحقيق الهدف الذي وضعه نصب عينيه، وأصدر باكورة ألبوماته “أنتِ فقط”. تميّز الألبوم بأسلوب يُدعى في إسرائيل أسلوب “البحر المتوسط”، وقد استوحى عناصر من الموسيقى العربية، التركية والفارسية، تجسدت باستخدام آلات موسيقية مثل العود، وألحان بطيئة ومثيرة للانفعال. حظي الألبوم بنجاح باهر وبيع منه 40 ألف نسخة.

استمعوا إلى الأغنية “عندما تكونين حزينة”، وهي الأغنية الضاربة في ألبوم الباكورة:

في السنة ذاتها أصدر ألبومه الثاني، “نفس المكان، نفس الرياح”، الذي حظي بنجاح قليل في متاجر الموسيقى. لذلك قرر بنايون الدخول إلى الاستديو لوقت طويل، وبعد سنتين من العمل المضني، أنتجت يداه (وحنجرته) ألبومه المعجزة، “تساقط أوراق الشجر”. بفضل جودة الأغاني، نجح هذا الفنان المُبدع بالوصول إلى جماهير جديدة. إن الدمج الرائع بين الإدراك الموسيقي النادر والدقة في كل نغمة ونعمة، وبين اللغة العبرية الثرية والعميقة، أتاح أيضًا لمن لا ينتمي إلى الطوائف الشرقية (أي اليهود الذين عاشوا في الدول العربية والمسلمة قبل قدومهم إلى إسرائيل)، ومن لم يعتد على الاستماع إلى موسيقى “البحر المتوسط” أن يجد الزوايا التي تهمه وتلامسه.

وكان الحب هو الموضوع الأساسي في أغاني بنايون في تلك الفترة. وتُدعى إحدى أغاني الألبوم بهذا الاسم، وأغان كثيرة أخرى تركز على هذه المشاعر، في توق إلى الزوجية والألم على فقدانها. الأغنية الوحيدة في الألبوم التي لم يكتبها المبدع كانت “أنتِ لستِ هنا” التي كتبها بالأصل جف لين باللغة الإنجليزية، وهو عازف منفرد في فرقة E.L.O، ويغنيها بنايون في الألبوم باللغتين العبرية والعربية معًا.

استمعوا إلى أداء بنايون الرائع لأغنية “أنتِ لستِ هنا”بالعبرية وبالعربية:

وقد وصل بنايون إلى ذروة مجده في العام 2004، حيث أصدر ألبومه الرابع “تغلبتِ معي على كل شيء”. وقد تمت عملية دخوله في ساعات بث الذروة، وتحوّلت الأغنية التي تعبّر عن موضوع الألبوم إلى أغنية بنايون الضاربة في كافة الأزمنة وتم إسماعها في كافة محطات الإذاعة دون توقف. على الرغم أن الأغنية، في أول استماع لها، لا تبدو أكثر من أغنية عاطفية وليس فيها أي تميّز، إلى أننا بصدد خطأ فاحش، فهذه أغنية تمجد الموسيقى، التي يقول بنايون أنها أنقذته من غياب النسيان، التي وصل إليها بعد أن أدمن على المخدرات القوية.

استمعوا إلى بنايون يمجد الموسيقى في أكثر أغانيه شعبية:

لقد حذت به محبته الكبيرة للموسيقى إلى اتخاذ خطوة دراماتيكية بشكل خاص، بعد أن نال جائزة هامة جدًا في صناعة الموسيقى الإسرائيلية. لقد صعد إلى منصة الخطباء في الحفل، وارتأى أن ينتقد الإتجار بالموسيقى في إسرائيل، وتخلى بذلك عن الجائزة التي كان سيستلمها وتبرع بها للمحتاجين. بعد شهر من ذلك الوقت، أعلن عن اعتزاله الموسيقى، لنفس الأسباب التي ذكرها في الحفل.

لقد حذا نضال بنايون ضد الصناعة به إلى اتخاذ خطة ذات أسبقية وإقامة شركة مستقلة، يمكنه عن طريقها إنتاج الألبومات وتسويقها. بعد أقل من سنتين، أصدر ألبومًا جديدًا، “كل شيء حتى هنا”، الذي مثل اتجاهًا جديدًا في الكتابة، وركّز على المشاعر الشخصية – مثل البحث عن الذات وخيبة الأمل من اختيارات خاطئة كان قد اختارها – كما يتجسد ذلك في أغانٍ مثل “هارب”، “كل شيء حتى هنا” و “أردت أن أكون”. من الناحية الموسيقية، قام بنايون بتعميق معلوماته مع مرور السنين. بفضل ذلك، تحوّلت إبداعاته إلى أكثر تعقيدًا، ولعبت الآلات الوترية مثل السنطور والتشلو والكمان دورًا هامًا جدًا.

الحب هو الموضوع الأساسي في أغاني بنايون (Flash90/Yossi Zeliger)
الحب هو الموضوع الأساسي في أغاني بنايون (Flash90/Yossi Zeliger)

من الموقع الذاتي تحديدًا، نشأت في بنايون الحاجة إلى الاعتراف أن عليه أن يستخدم الموسيقى كوسيلة لتمرير الانتقادات الكبيرة على مواضيع موجودة في قلب الحوار الجماهيري. فعلى سبيل المثال، بعد إصدار ألبومه “واقف على البوابة”، هاجم في مقابلة صحيفة الجمهور العلماني في إسرائيل، حيث ادعى أن هذا الجمهور لا يشارك في ما يحدث خارج تل أبيب؛ وانتقد اليهود الحاريديين (“إنهم يخيفونني”)، وتفوّه ضد أفراد اليسار والعرب في إسرائيل. في أعقاب الضجة التي أحدثتها المقابلة، نشر بنايون رسالة اعتذار تحت عنوان “هكذا حوّلوني إلى عنصري”، حيث ادعى أنه قد تم تحريف أقواله وأنه يحب الإنسان.

في العام 2011، في إطار محاولاته للتعبير عن تقديره الكبير للعرب ولثقافتهم، وبروح “الربيع العربي” الذي أغرق دول المنطقة، أصدر بنايون ألبوم صغير “Zini”، وكل أغانيه بالعربية. وقد اقتبست النصوص عن التوراة (سفر الجامعة) وقام بنايون ذاته ووالده مكسيم بترجمتها إلى العربية. وفي المقابلات التي أجراها في تلك الفترة، تحدث بنايون كثيرًا عن رغبته في مساعدة الثوار السوريين وحتى أنه أرسل إليهم الألبوم المصغّر. وأعلن بجدية تامة “أريد أن تمنح الأغاني “حافزًا” للتظاهر وطلب الديموقراطية”. وقد روى عن علاقاته بالعرب الذي عمل معهم في البناء، وقال أنه ربما سيحظى أن يكون “الفنان الإسرائيلي الأول الذي سيقدم عرضًا في سوريا”.

طرقه المتعرجة تتواصل، والحقيقة؟ لا نعرف أين ستنتهي. بالنسبة لبنايون فإن عرض في نادٍ في وسط دمشق سيشكّل استمرارًا لائقًا لمسيرة مفعمة بتناقضات موسيقار فذ بشكل خاص.

استمعوا إلى بنايون يحاول تقريب القلوب ونشر السلام.

اقرأوا المزيد: 842 كلمة
عرض أقل