عملية القدس

حركة فتح تعلق لافتة تبني عملية الطعن، التي نفذها الشاب اسامة احمد عطا، على سطح منزله
حركة فتح تعلق لافتة تبني عملية الطعن، التي نفذها الشاب اسامة احمد عطا، على سطح منزله

أربع منظمات، عملية واحدة

تحملت أربع منظمات المسؤولية حول عملية واحدة، لم تبادر إليها في الواقع أبدا. ماذا يعني هذا؟

أربع منظمات على الأقل: تحملت حماس، فتح، الجبهة الشعبية، وداعش أيضا، مسؤولية تنفيذ العملية التي قتل فيها ثلاثة شبان شرطية إسرائيلية، تدعى هداس مالكا، عمرها شبيه بعمرهم تقريبا.

وفق جهات استخباراتية إسرائيليّة، يدور الحديث عن خلية إرهابية محلية، خططت للعملية وحدها، دون أن تتلقى توجيها من منظمة أيا كانت. إن محاولات المنظمات الفلسطينية نسب أعمال الشبان غير المعنيين بشكل واضح بالانضمام إليها، تشير إلى طابع الانتفاضة الثالثة.

تحافظ هذه الانتفاضة منذ نحو عامين منذ أن بدأت “انتفاضة الأفراد” على طابعها الأصلي: انتفاضة جيل “الألفية” للقرن الحادي والعشرين، الخاصة بالفيس بوك والتلغرام. أصبحت التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس وفتح لاعبا ثانويا. بالمقابل، أصبح توجه الشبان مختلفا، فهم لا يعربون عن يأسهم أثناء المظاهرات الحاشدة، ليس أمام القوى الإسرائيلية ولا أمام المقاطعة، بل عبر منشورات في الفيس بوك أو أنهم يتناولون سكينا من المطبخ أو يحضرون بندقية “كارلو” مرتجلة ويتوجهون لقتل الإسرائيليين.

تعتقد إسرائيل أن هذا الجيل هو جيل ترعرع على الكراهية والعنف. بينما يقول آخرون إن هذه الظاهرة تتميز بعامل “العدوى”: ينفذ شاب عملية فيقلده سلسلة من الشبان. يمكن ملاحظة التطرف الوطني في صفحات الفيس بوك الخاصة بتلك الشبان. أيا كان السبب، هناك سبب للقلق لدى زعماء المنظمات. لم يعد الشباب منضويين إليهم. في بعض الأحيان توافق العائلات في وقت لاحق على تحمل المنظمة المسؤولية ويعود هذا إلى أسباب متعلقة بالدفع. ولكن في الحقيقة فقد تضررت البنية التحتيّة الخاصة بحماس بشكل صعب بسبب نشاط الاستخبارات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وأصبحت فتح تعاني من نقص الشعبية أيضًا، وباتت الجبهات في الخلف من ناحية سياسية، أما بالنسبة لداعش – لا يمكن أن نتجاهل أن هناك القليل من الشبان الفلسطينيين الذين نال التنظيم إعجابهم، ولكن هذه الظاهرة ليست واسعة الانتشار.

يعمل الشبان الفلسطينيون، إذا كان الأمر كذلك، وحدهم دون أن تكون لديهم استراتيجية، ودون أن يكونوا منضويين تحت أية منظمة، ودون أن يكون لديهم جمهور يؤيد أعمالهم باتخاذ خطوة سياسية. من جهة إسرائيل، رغم أن هناك حساسية في الرأي العام الإسرائيلي حول فقدان الحياة، فإن هذه العمليات عديمة الاهتمام. ما هو الهدف؟ ليس واضحا.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
النص في الصورة: مدن مختلفة، نفس الشاحنة. موحدون ضد الإرهاب (TIP)
النص في الصورة: مدن مختلفة، نفس الشاحنة. موحدون ضد الإرهاب (TIP)

إسرائيل تقنع العالم أن العمليات الفلسطينية = داعش

أحرزت عملية الدهس في القدس تضامنا جارفا تقريبا في العالم مع إسرائيل وذلك بفضل المعادلة التي أشار إليها المتحدثون الإسرائيليون وعلى رأسهم نتنياهو

في زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى منطقة عملية الدهس في القدس بعد مرور بضع دقائق من الحادثة، ادعى أن الإرهابي الداهس سائق الشاحنة تأثر دون شك برسائل الدولة الإسلامية. ويظهر للوهلة الأولى، أن مشهد الشاحنة التي كانت تسير بسرعة متهورة وجنونية باتجاه الجنود وهم مشغولون في أمورهم، ذكّر فورا بعملية الدهس التي حدثت يوم الباستيل في فرنسا وعملية الدهس في عيد الميلاد الماضي في برلين.

في مراسم الذكرى التي جرت اليوم (الأربعاء) صباحا في منطقة العملية في القدس، والتي شارك فيها دبلوماسيون أجانب، رُفِعت لافتات حول عمليات الدهس في القدس، نيس وبرلين معا. جرت عمليتا الدهس في أوروبا بواسطة شاحنة، وأديتا إلى قتلى وجرحى، وهزتا العالم. نُسبت هاتان العمليتان إلى تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.

ظاهريا يبدو أن المعادلة بين العملية في القدس وبين العمليتين في أوروبا ضرورية ومنطقية. قال أفراد عائلة منفّذ العملية لوسائل الإعلام إن الإرهابي مر بمرحلة التقرّب من الدين في الفترة التي سبقت تنفيذ العملية، وقد تُعززُ هذه الحقيقة الادعاء الإسرائيلي أن دوافع الإرهابي جاءت بسبب تماهيه مع رسائل داعش.

ممثل الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في موقع عملية الدهس في القدس (TIP)
ممثل الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، في موقع عملية الدهس في القدس (TIP)

إلا أن هناك تفاصيل لم تؤخذ بعين الاعتبار، وتُلقي غموضا على هذه المعادلة. فرغم أن أفراد عائلة منفّذ العملية قالوا إنه تقرّب من الدين، فقد نفوا الشبهات أنه كان متعاطفا مع رسائل الدولة الإسلامية، ولم تُثبت بعد العلاقة الحقيقية بينه وبين التنظيم الإرهابي. بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العملية التي نُفّذت في القدس هي جزء من سلسلة طويلة من العمليات الفلسطينية في القدس التي لم تُنفّذ على خلفية التماهي مع داعش، بل كجزء من الصراع القومي.

رغم هذه التفاصيل الهامة، سمح المتحدثون والدبلوماسيون الإسرائيليون لأنفسهم أن يبتسموا هذا الأسبوع، عندما رأوا أن علم دولتهم يعرض عبر شاشات تسلطه على رمز مدينة برلين، بوابة براندنبورغ، وبعد ذلك في بناية بلدية باريس، وفي النهاية، رُفع العلم حقا فوق بلدية روتردام في هولاند، وفق تعليمات رئيس البلدية المسلم، أحمد أبو طالب.

بعد العملية، حظيت إسرائيل بدعم كبير لمكافحة الإرهاب، وشجب العمليات من جهات كثيرة في العالم. من بين المدن التي شجبت، هناك تركيا، روسيا، إسبانيا، بلجيكا، النرويج، الولايات المتحدة، فرنسا، كندا، وألمانيا، وهذا جزء من القائمة فقط.

عملية الدهس في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)
عملية الدهس في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)

والأهم في كل هذا الإنجاز الدبلوماسي العظيم، من جهة الممثلين الإسرائيليين، هو أنه لم يُطلب منهم بذل جهود كثيرة لتحقيقه. إن التركيز على أوجه الشبه بين العملية في القدس وبين العمليات التابعة لداعش في الغرب، إضافة إلى تجاهل العامل القومي الذي يخصّ معظم العمليات في القدس، أديا عملهما.

الجهة التي قد تعاني كثيرا من تأثيرات شكل العملية في القدس هي الفلسطينيون تحديدًا. إن محاولة الجهات الفلسطينية منح شرعية دولية للعمليات ضد المواطنين والجنود الإسرائيليين من خلال عرضها كطريقة مكافحة قومية من أجل تحرير فلسطين، باءت بالفشل في العملية الأخيرة. إذا تم الربط بين الإرهابيين الفلسطينيين ودوافعهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية، حتى إذا كانت شبهات فحسب، فسيصعب على الفلسطينيين الحصول على دعم دولي ومنع الصورة السلبية التي تلحق بهم، في ظل الإجماع القوي في العالم الغربي والعالم العربي ضد تنظيم الدولة.

اقرأوا المزيد: 454 كلمة
عرض أقل
بوابة براندنبورغ بألوان العلم الإسرائيلي (صورة من فيسبوك)
بوابة براندنبورغ بألوان العلم الإسرائيلي (صورة من فيسبوك)

علم إسرائيل في وسط ألمانيا

إنارة بوابة براندنبورغ، رمز مدينة برلين، بألوان العلم الإسرائيلي تضامنا مع ضحايا العملية في القدس؛ وظهور ردود فعل متأثرة في النت، ولكن العرب غاضبون

تأثر الكثير من الإسرائيليين أمس (الإثنين) لرؤية صور لبوابة براندنبورغ، رمز مدينة برلين، وهي مُضاءة بألوان العلم الإسرائيلي. يدور الحديث عن بادرة حُسن نيّة ألمانية لذكرى الجنود الذي قُتِلوا في عملية الدهس في القدس يوم الأحد. كما هو معروف، حدثت عملية شبيهة في برلين في الشهر الماضي، دهس فيها سائق شاحنة مواطنين كانوا في سوق عيد الميلاد في المدينة.

نشرت وزارة الخارجية الألمانية في صفحاتها على  تويتر وفيس بوك صور البوابة وكتبت إلى جانبها: تضامنا مع إسرائيل، بوابة براندنبورغ مُضاءة بألوان العلم الإسرائيلي لذكرى ضحايا العملية في القدس. تمت مُشاركة التغريدة مئات المرات، وحظيت بردود فعل كثيرة، أعرب فيها الإسرائيليّون عن امتنانهم، ولكن كان هناك عدد من المتصفحين الموالين للفلسطينيين الذين شجبوا مبادرة حسن النية الألمانية، معربين عن أسفهم على وفاة مُنفّذ العملية رافعين علم فلسطين.

شاركت وزارة الخارجية الإسرائيلية التغريدة والصورة أيضا وكتبت: “شُكرًا ألمانيا”. وشارك رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الصور في صفحته على الفيس بوك وكتب: “شُكرًا ألمانيا على التعاطف مع الشعب الإسرائيلي والوقوف إلى جنبه في كفاحه المشترك ضد الإرهاب”.

https://www.facebook.com/Netanyahu/photos/pb.268108602075.-2207520000.1484036188./10154276731122076/?type=3&theater

كان المنشور الذي نشره صحفي يهودي أحد المنشورات الأكثر تأثيرا، حيث أرفق به صورتين لبوابة براندنبورغ، استخدم ألوان علم إسرائيل في إحداها وكانت مُضاءة، وفي الصورة الثانية تظهر البوابة دون إضاءة وعليها علم الحزب النازي والصلبان المعكوفة. “لا يُعقل أنه يمكن مشاهدة هذين المشهدين في حياة واحدة”، كتب. حظيت التغريدة بآلاف الإعجابات والتغريدات.

https://twitter.com/EylonALevy/status/818516598390722561

مع ذلك، استخدمت جهات معادية للسامية وكارهة لإسرائيل صورا شبيهة تظهر فيها أعلام نازية وكتبت: “برلين حرة منذ عام 1936″، وكتب إلى جانب الصورة الثانية : “برلين في ظل الاحتلال الصهيوني 2107”.

اقرأوا المزيد: 245 كلمة
عرض أقل
توزيع الحلويات في غزة بعد عملية في القدس (MOHAMMED ABED / AFP)
توزيع الحلويات في غزة بعد عملية في القدس (MOHAMMED ABED / AFP)

مشروع قانون: السجن للمحتفلين بعد تنفيذ عملية

إسرائيل لن تسكت بعد اليوم على ظاهرة التعبير عن الفرحة بعد إلحاق الضرر بالأبرياء على خلفية وطنية وتنوي سن قانون يهدف إلى "سجن كل مواطن إسرائيلي يحتفل عند تنفيذ عملية"

أثارت العملية التي حدثت أمس (الأحد) في القدس، وحصدت حياة أربعة شبان وجرحت أكثر من 16 شخصا آخر، ألما وحزنا كبيرين في قلوب العائلات، ولكن أعرب الكثيرون في القدس الشرقية وفي غزة تحديدًا عن فرحتهم لرؤية مشهد القتل المُروّع. جرح مشهد الألعاب النارية والحلوى التي وُزعت قلوب العائلات التي فقدت أعزاءها أكثر فأكثر.

في أعقاب تعبير بعض الأشخاص عن الفرحة مرارا وتكررا وعن الدعم بعد عملية الإضرار بالمواطنين، اللذين يبديهما أحيانا حاملو بطاقات الجنسيّة الإسرائيلية، تبلور مشروع قانون يهدف إلى محاكمة هؤلاء الأشخاص. قال عضو الكنيست، مايكل أورن، المبادر إلى مشروع القانون، إن أفراد عائلة إحدى ضحايا موجة العمليات الأخيرة، وهي امرأة يهودية عمرها 60 عاما، قد تضررت وصُدِمت عندما أعرب الجيران الفلسطينيون عن فرحتهم على قتل المواطنين بعد العملية.

توزيع الحلويات في غزة بعد عملية الدهس في القدس (Twitter)
توزيع الحلويات في غزة بعد عملية الدهس في القدس (Twitter)

لذلك قرر أورن اقتراح مشروع قانون يُطبّق على العرب واليهود مواطني إسرائيل على حدِّ سواء، يهدف إلى “اعتقال حاملي الهويات الزُرق الذين يعربون عند دعمهم ويحتفلون بعد تنفيذ عملية، ومحاكمتهم بعقوبة السجن”.

تشجع حماس الاحتفال في قطاع غزة، في الضفة الغربية، والقدس في أعقاب تنفيذ العمليات، كجزء من جهودها لتحريك موجة العمليات ضد أهداف إسرائيلية مجددا بعد أن تضاءلت في الآونة الأخيرة. يعرف أعضاء الحكومة والقوى الأمنية في إسرائيل ذلك، ويعملون على منع تجمّع الداعمين بعد تنفيذ عملية. ادعى عضو الكنيست أورن المبادر إلى مشروع القانون قائلا “الولد الذي يحظى بحلوى بعد تنفيذ عملية يُحرَّض على الإرهاب”

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
عملية تفجير حافلة في القدس (Flash90/Nati Shohat)
عملية تفجير حافلة في القدس (Flash90/Nati Shohat)

اعتقال خلية حماس بتهمة التخطيط للعملية في القدس

سُمح بالنشر أنّ الخلية قد اعتُقلت بعد يوم من تفجير الحافلة في القدس. توفي منفّذ العملية عبد الحميد أبو سرور متأثرا بجراحه في المستشفى بعد أن أصيب بجراح خطيرة أثناء الانفجار

بعد 12 يوما من عملية الحافلة في القدس، سُمح اليوم (الخميس) بالنشر أنّ القوى الأمنية الإسرائيلية قد اعتقلت خلية نشطاء حماس المشتبه بهم في التخطيط للعملية. بعد تنفيذ العملية فورا، بدأ الشاباك، الشرطة، والجيش الإسرائيلي، بنشاط استخباراتي وعمليّاتي، واعتُقل خلاله عدد من المشتبه بهم، نشطاء حماس من منطقة بيت لحم، والذين وفقا للاشتباه كانوا متورّطين في العملية وفي تنفيذها. ولم يُسمح نشر هوية المعتقلين بعد، وما زال التحقيق معهم مستمرّا.

أصيب في العملية 20 شخصا، من بينهم شخص واحد كانت جراحه خطيرة. وسُمح اليوم بالنشر في إسرائيل أيضًا أنّ من كان مصابا بجراح خطيرة، وتوفي أمس متأثرا بجراحه، هو منفّذ العملية، عبد الحميد محمد أحمد أبو سرور ابن التسعة عشر عاما من سكان بيت جالا ومن أعضاء حركة حماس.

وأثنى قائد لواء القدس على المحققين وعلى التعاوُن المثمر مع جهاز الأمن العام (الشاباك) والذي أدى إلى الاعتقال السريع للمشتبه بهم: “إنه تعاون يساهم كثيرا في تعزيز أمن الشعب”.

ونُشر أمس، بعد وفاة منفّذ العملية، أنّ حركة حماس قد أعلنت مسؤوليّتها عن العملية، ومع ذلك فإنّ بيان الحركة الذي نشر يبارك العملية فقط ويشير إلى أن أبو سرور كان منتميا إليها، ولا يظهر في الإعلان تحمل حماس المسؤولية بشكل صريح. وقد احتُفل في أراضي السلطة الفلسطينية، بـ “استشهاد” أبو سرور، ونُشر في الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه فلسطينيون وهم يباركون أمه وهم فرحون. وقد أثار المقطع انتقادات في إسرائيل ضدّ “طقوس الموت” التي يمثّلها.

اقرأوا المزيد: 220 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)

عباس يندد العملية في القدس

الرئيس الفلسطيني حول تفجير الحافلة في القدس: نندد جميع أعمال العنف التي تُمارس ضد المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) يُندد اليوم العملية التي حدث أمس في القدس وأصيب فيها 16 شخصا بسبب انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة في إسرائيل.

“نحن ضد الإرهاب في طبيعة حال في كل مكان ولا سيما في الأراضي الفلسطينية وفي العالم أجمع”، قال عباس وأضاف: نندد جميع أعمال العنف التي تُمارس ضد المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين”.  وقد ذكر أبو مازن هذه الأقوال  عند الانتهاء من لقاء جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي شجبت هي أيضا العملية وقالت إن ليس هناك ما يبرر العنف.

وقال الرئيس ردا على سؤال أحد الصحفيين الألمان: “ليس لدينا طريق آخر سوى أن  نعود مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات لنحقق حل الدولتين”، وأضاف: “الاستيطان  الإسرائيلي هو العقبة الكبرى أمام تحقيق السلام”.

 

 

اقرأوا المزيد: 113 كلمة
عرض أقل
عاصفة سودا ستريم (صورة: TIP)
عاصفة سودا ستريم (صورة: TIP)

حصاد العام 2014 بالصور

صورة لكل شهر: الأحداث العالقة في الذاكرة والتي كانت أهم أحداث هذا العام، بالصور

كان العام 2014 عام تغيّرات وأحداث كثيرة – انتُخب في مصر رئيس جديد، الفلسطينيون نجحوا بتحقيق المصالحة، وأيضًا تفكيكها، وظهرت في العراق قوة جديدة مُهددة: داعش. هذه هي مجموعة صور الأحداث العالقة في الذاكرة والتي كانت أهم ما حدث في هذا العام:

كانون الثاني – وفاة أرئيل شارون

إن أهم الأحداث التي سُجلت في شهر كانون الثاني في إسرائيل عام 2014، ودون أدنى شك، هي جنازة رئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون. تُوفيّ شارون في المُستشفى بعد ثمان سنوات من دخوله في حالة غيبوبة تامة، على إثر جلطة دماغية، بينما كان يشغل مهام منصبه. اعتُبر شارون قائدًا عسكريًا فذًا وذلك نتيجة مُشاركته في حرب يوم الغفران. إلا أن العالم العربي كان يكن لشارون الكثير من الكراهية، تحديدًا بعد حرب لبنان، التي شغل خلالها منصب وزير الدفاع. بينما أُقيمت له في إسرائيل جنازة كبيرة ومحترمة، تم توزيع الحلويات في أراضي السلطة الفلسطينية ولبنان احتفالاً بموته.

أريئيل شارون عام 1973ظن 2003 وجنازته عام 2014 (صور: GPO, Flash90)
أريئيل شارون عام 1973ظن 2003 وجنازته عام 2014 (صور: GPO, Flash90)

شباط – عاصفة سودا ستريم

خذوا الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وأضيفوا له عارضة أزياء – ممثلة مشهورة، وستحصلون على حدث هام لن يتوقف الحديث عنه. هذا تمامًا ما حدث في شهر شباط، عندما تجندت سكارلت جوهانسون للعمل لصالح شركة سودا ستريم الإسرائيلية، التي تُمثلها، ورفضت رفضًا قاطعًا مقاطعة المُنتج، على الرغم من أن بعض أجزاء تلك السلعة يتم تصنيعها في مستوطنات في الضفة الغربية. وتعرضت جوهانسون، كما هو مُتوقع، للشجب والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة، ومن جهة أخرى نالت الدعم والتشجيع. ولكن، لا شك أن من استفادت من كل هذه الحملة هي شركة سودا ستريم ذاتها التي احتلت عناوين الصحف.

عاصفة سودا ستريم (صورة: TIP)
عاصفة سودا ستريم (صورة: TIP)

آذار – الكشف عن سفينة الأسلحة وهي بطريقها من إيران إلى غزة

فتجمع في شهر آذار، في ميناء إيلات، عشرات المراسلين الصحفيين الأجانب والدبلوماسيين من كل العالم، للوقوف على الإنجاز العظيم الذي حققه الجيش الإسرائيلي – ضبط سفينة أسلحة سرية، تحمل عشرات الصواريخ من نوع M302 سورية الصنع، الكثير من الذخيرة، وأكياس إسمنت تم تصنيعها في إيران، كانت بطريقها إلى غزة، عن طريق ميناء السودان ومن هناك عن طريق سيناء على ما يبدو. لم يكن الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش الإسرائيلي هو منع وصول السلاح إلى غزة فحسب، الأمر الذي اتضح بأنه كان مصيريًا في وقت القتال، بل أيضًا الإنجاز على المستوى الإعلامي، حيث تم الكشف عن العلاقة بين إيران وحماس.

صواريخ وذخيرة وجدت في السفينة الإيرانية (IDF)
صواريخ وذخيرة وجدت في السفينة الإيرانية (IDF)

نيسان احتفالات مبكرة: مصالحة بين فتح وحماس

بتاريخ 23.4.2014، بدا كأن الصراع الفلسطيني الداخلي، قد وصل إلى نهايته. تم ضم تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي إلى مُنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاتفاق على أن حكومة الوحدة ستتشكل بالتوافق خلال خمسة أسابيع، وأن الانتخابات الرئاسية ستتم بعد نصف عام من ذلك، على أكثر تقدير. خرجت حشود الجماهير في غزة والضفة الغربية للاحتفال بوحدة الشعب الموعودة، تم رفع أعلام فتح الصفراء إلى جانب أعلام حماس الخضراء، وكانت البهجة كبيرة. إلا أنه اتضح لاحقًا أن تلك الاحتفالات جاءت باكرة. كادت مفاوضات الحكومة الموحّدة تنفّض بسبب الخلافات على وزارة الأسرى، ولكن، حتى بعد أن أدت الحكومة يمين الولاء، بعد أكثر من شهر، بقي أداؤها قاصرًا. تم تجميد رواتب موظفي غزة، عادت حرب الصيف في غزة لتُشتت الأوراق من جديد، وساءت الأمور في شهر تشرين الثاني لدرجة أنه تم اتهام حركة فتح بالقيام بسلسلة تفجيرات طالت بيوت قادة حماس في القطاع. اليوم، عندما عاد عباس ليتصرف بشكل أُحادي في أروقة الأمم المتحدة، وتقوم حماس باستعراضات قوة في غزة،  تبدو المصالحة وكأنها حلم صعب المنال.‎

احتفالات المصالحة في غزة (AFP)
احتفالات المصالحة في غزة (AFP)

أيار – البابا في الديار المُقدسة

تابع العالم المسيحي باهتمام بالغ زيارة البابا فرانسيس إلى إسرائيل وفلسطين، الأرض التي وُلد وصُلب السيد المسيح فيها. زار البابا، الذي تمكن في فترة قصيرة من شغله لمنصبه من إحداث انقلابات بسيطة في العالم المسيحي (مثل تصريحاته المتعلقة بالتمييز ضد الأزواج المثليين وكذلك  الانفجار الكبير)، الأماكن المُقدسة للديانات السماوية الثلاث. هذه الصورة المميّزة التُقطت أثناء تواجده في حائط البُراق وهو أحد الأماكن المقدسة لدى اليهود والموجود عند أطراف باحة الأقصى.

قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)
قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)

 حزيران – عبد الفتّاح السيسي يؤدي القسم كرئيس لمصر

بدا، بعد ثلاث سنوات من الثورات في مصر، أن عصر الاستقرار جاء أخيرًا. أدى المشير عبد الفتّاح السيسي، الذي كان على رأس قيادة الجيش المصري وأطاح قبل عام من ذلك بالرئيس السابق عبد الفتاح السيسي، اليمين كرئيس لجمهورية مصر. بعد أن حظي بأكبر عدد أصوات في الانتخابات. بدأ السيسي منذ ذلك الوقت بضرب أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين في مصر، وكذلك حماس في غزة، بيد من حديد. عمل، بالمقابل، على تقوية العلاقات مع دول مثل قطر والسعودية، ويبدو أنه بالطريق الصحيحة ليعيد لمصر مكانتها الهامة في العالم العربي.

عبد الفتّاح السيسي يؤدي القسم كرئيس لمصر (AFP)
عبد الفتّاح السيسي يؤدي القسم كرئيس لمصر (AFP)

تموز – ألمانيا تفوز بالمونديال

يبدو الأمر وكأنه حدث منذ مدة طويلة، ولكن، في بداية الصيف كانت الأمور لا تزال مُبهجة، كان الجميع يجلسون في المقاهي ويتابعون المونديال ويحتفون بمهرجان كرة القدم الأهم الذي يُقام كل أربع سنوات. فاز المُنتخب الألماني، بعد شهر من المباريات المتوترة المليئة بالمفاجآت، على المُنتخب الأرجنتيني المحبوب وأصبح بطل العالم بكرة القدم.

ألمانيا تفوز كاس العالم (AFP)
ألمانيا تفوز كاس العالم (AFP)

آب – الحرب في غزة

كان الصيف الأخير في فلسطين وإسرائيل، مرة أُخرى، صيفًا داميًا. أدخلت صواريخ، تم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ووصلت إلى وسط إسرائيل وحتى إلى شمالها، دولة كاملة إلى الملاجئ وكردٍ على ذلك قامت طائرات إسرائيلية بتفجير أحياء في غزة. وتحوّل هذا الصيف من صيف كرة قدم وبهجة إلى صيف خوف وكره، وانتهى ذلك فقط مع وقف إطلاق النار في 26 آب.

إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)
إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من داخل مدينة غزة خلال حرب غزة (AFP)

أيلول – تحالف ضد داعش

كانت هذه السنة سنة “تنظيم الدولة الإسلامية” دون أدنى شك. في هذه السنة أعلن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، عن انشقاقه عن القاعدة، ومنذ شهر حزيران، عندما احتل التنظيم الموصل، بدأ بحملة احتلالات ناجحة، الأمر الذي جعله يسيطر على كافة أرجاء شمال العراق ومناطق شاسعة من سوريا. تم في شهر آب عرض أول فيديو مُرعب من إنتاج داعش والذي أظهر عملية قطع رأس الصحفي الإسرائيلي جيمس فولي. هز هذا الفيديو العالم بأكمله ولحقت به مقاطع فيديو أخرى مُشابهة وتحوّلت تلك الطريقة إلى الطريقة الإعلامية الأنجح بالنسبة للتنظيم. أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في شهر أيلول عن تشكيل التحالف ضد التنظيم، ونجح بمساعدة الدول الغربية بتشكيل تحالف يضم دولاً عربية مثل مصر، العراق، الأردن، لبنان وست دول خليجية. ربما لم يتمكن التحالف من هزيمة التنظيم، الذي لا يزال يُسيطر على أجزاء واسعة في الشرق الأوسط، ولكنه تم وقف تقدمه بشكل كبير.

امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)
امرأة كردية النظر إلى الدخان يتصاعد من مدينة عين العرب (AFP)

تشرين الأول – القدس في حال انتفاضة

بعد شهرين من التوتر بدا وكأن التوتر وصل إلى ذروته في شهر تشرين الأول في القدس. بدأت الأحداث العنيفة في المدينة عند محاولة اغتيال يهودا غليك، اليميني الإسرائيلي المُتطرف، الذي كان يُشجع صلاة اليهود في جبل الهيكل. أدت محاولة الاغتيال هذه إلى رفع موجة العنف، وتحديدًا عمليات الدهس وأيضًا عملية إطلاق النار والطعن في الكنيس في القدس الغربية. انطلقت مظاهرات عارمة في كل أنحاء القدس الشرقية. بدا الأمر وكأن انتفاضة ثالثة ستندلع في القدس، نظرًا لتصاعد التوتر في كل الضفة الغربية، إلا أنه خلال فترة قصيرة هدأت الأمور في المدينة وعادت إلى طبيعتها.

الصدامات العنيفة في القدس ( Yonatan Sindel/FLASH90)
الصدامات العنيفة في القدس ( Yonatan Sindel/FLASH90)

تشرين الثاني – كيم كردشيان تُكسر الإنترنت

ماذا لم يُقل بخصوص صورة كيم كردشيان العارية على غلاف مجلة “بايبر”. ظهرت كردشيان في الصورة بينما كان الجزء الخلفي من جسمها عاريًّا تمامًا وجسدها مدهونًا بالزيت. لم يتوقف العالم بأسره من التحدث عنها، يوم تم نشر الصورة، وموقع المجلة غير المعروف كثيرًا، “بايبر”، الذي كان حتى ذلك الحين يحظى ببضع مرات التصفح في اليوم، انهار أمام ملايين المرات من التصفح في اليوم. وفي اليوم التالي تم نشر صورة لكردشيان، من موقع التصوير ذاته، حيث بدت عارية تمامًا من الأمام. خلال عدة أيام، لن يبق أي شخص لم يسمع عن تلك الصور، وبدا وكأن تلك النجمة الأمريكية نجحت “بتكسير الإنترنت”، تمامًا مثل عنوان المقالة التي تم التقاط الصور من أجلها.

كيم كردشيان تُكسر الإنترنت
كيم كردشيان تُكسر الإنترنت

كانون الأول – نهاية حكومة نتنياهو

تفككت حكومة نتنياهو الثالثة بعد أقل من عامين على تشكيلها. أدت خلافات داخلية بين وزراء في الحكومة، وتحديدًا تسيبي ليفني ويائير لبيد، وبين رئيس الحكومة نتنياهو، إلى أزمة بالثقة واختلال بأداء الحكومة، إلى أن اضطر رئيس الحكومة أن يُقيل وزراءه والإعلان عن التوجه للانتخابات مرة أُخرى. ستُقام الانتخابات للكنيست الإسرائيلي في 17 نيسان 2015، والمؤسسة السياسية في إسرائيل الآن مُنشغلة بالتحضير للانتخابات والسؤال المصيري – هل سيظهر من يمكنه أن يأخذ مكان نتنياهو؟

رئيس الحكومة الإسرائيلي وزعيم حزب "ليكود" بنيامين نتنياهو (AFP)
رئيس الحكومة الإسرائيلي وزعيم حزب “ليكود” بنيامين نتنياهو (AFP)
اقرأوا المزيد: 1222 كلمة
عرض أقل
الكسندر وجنيفر تشستر مع الطفل يعقوب- زيدان (صورة من فيس بوك)
الكسندر وجنيفر تشستر مع الطفل يعقوب- زيدان (صورة من فيس بوك)

طفل يهودي على اسم شرطي درزي

سمى زوجان يهوديان ابنهما يعقوب-زيدان على اسم الشرطي الدرزي الذي قتل وهو ينقذ حياة يهود في عملية الكنيس في القدس

سمى الكسندر وجنيفر تشستر، وهما زوجان من نيويورك، ابنهما على اسم الشرطي الدرزي زيدان سيف الذي قُتل في مواجهة مع المخربين في الكنيس في القدس قبل عدة أسابيع، خلالها قُتل أربعة من سكان الحيّ.

اسم الطفل هو يعقوب- زيدان. أضاف الوالدان للاسم اليهودي المعروف يعقوب (والشائع في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا)، اسم الشرطي العربي، غير المعتاد لدى اليهود. في منشور نشره الأب على صفحته الشخصية على الفيس بوك، شارك أصدقاءه بالاسم الجديد، شارحًا لماذا اختارا لابنهما هذا الاسم الغريب:

“ينتمي زيدان سيف للأقلية الدرزية في إسرائيل، وهي جالية مكوّنة من إسرائيليين وطنيين. مثل دروز آخرين، خدم زيدان في الجيش، وبعد الخدمة أصبح شرطيا في القدس. قبل ثلاثة أسابيع، حين سمع عن الانفجار في الكنيس لم يتردد للحظة، لم يقل “أنا لست يهوديا” وجرى نحو الكنيس، وضحى بحياته لينقذ حياة أولئك المصلين.

لقد نشر الأب هذا الصباح أيضا مقالا مؤثرا في موقع واي نت الإسرائيلي، عنوانه “لمَ سميت ابني يعقوب زيدان”، كتب فيه: “لقد ذهبت إلى الكنيس أغلب أيام حياتي، لكن لو جمعت كل أيامي تلك لن أنجح في الوصول لما فعله زيدان في المصلى في تلك المرة الوحيدة التي دخل إليه فيها. لذا يستحق أن يذكر اليهود اسمه، وأن يسموا أبناءهم باسمه. يا ليتك يا يعقوب زيدان، تطمحُ كل حياتك في العمل لصالح الشعب اليهودي والإنسانية كلها، كما عمل زيدان سيف في آخر لحظاته”.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10101540914501787&set=a.984459024067.2448383.603004&type=1&theater

اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل
انتفاضة فيس بوك (Flash90/Sliman Khader)
انتفاضة فيس بوك (Flash90/Sliman Khader)

انتفاضة فيس بوك

العنف والتّحريض يكسران أرقامًا قياسية جديدة. الشّبكات الاجتماعية المُعدّة للتقريب بين الناس تتحوّل إلى زاوية قتال تملؤها الكراهية، وكل ذلك عن طريق وجوه وهويّات مكشوفة

عندما اخترع مارك زوكربيرغ الفيس بوك، كان هدفه على ما يبدو وجود مكان للمحافظة على العلاقات مع المعارف، إنشاء صداقات جديدة، وإيجاد مساحة لمحادثات مفتوحة ومقربة بين النّاس. ولكن في نظرة سريعة على الصفحات المختلفة في الشبكات الاجتماعية نرى أن ما حدث هو العكس تماما من الرؤيا المثالية للشبكات الاجتماعية. لقد تحول الفيس بوك منذ فترة إلى زاوية لإظهار الكراهية، التحريض والعنف القاسي الذين لم تُعطى لهم منصة في السابق، بينما يظهر الاشمئزاز وتتم مشاركته وكذلك العنصرية.

الشّتائم وألقاب العار، وحتى إظهار الكراهية على أنواعها، هي ليست أشياء جديدة على الشبكة الاجتماعية. ولكن، لو كان مكان هذه الردود في الأماكن المجهولة ذات مرة، تجاوبا مع مقالات معينة، فاليوم الكراهية مكشوفة تماما، مع هوية واضحة، وفي العديد من زوايا النزاع. في الأسابيع الماضية، مع زيادة التوترات في القدس، وخاصّة بعد العملية التي قُتل فيها 4 يهود في وقت الصّلاة، يبدو أن الكراهية والعنف اللفظي بين الطّرفين، يصلان إلى أرقام قياسيّة جديدة.

(لقطة شاشة من فيس بوك)
(لقطة شاشة من فيس بوك)

سرعان ما انتشرت السعادة في الصفحات الفلسطينية لمقتل اليهود- الذين لم يكونوا جنودا، ولا مستوطنين، ولم يتجولوا في شرق المدينة، بل في القسم الغربي من القدس، وماتوا وهم يؤدون الصلاة لنفس الرب الذي يصلّي له المسلمون.

(لقطة شاشة من فيس بوك)
(لقطة شاشة من فيس بوك)

لقد قاموا بتوزيع الحلوة والبقلاوة في أنحاء السلطة معبرين عن فرحتهم بالحدث، وانتشرت صور الاحتفال في الشبكة وحظيت بالتبريكات، حيث أن قسما منها كان يدعو لقتل المزيد من اليهود. لقد انتشرت تعبيرات الفرح بسبب ما ولّدته العملية على الصفحات المختلفة، حتى أن بعض الوكالات الرسمية المعروفة شاركت صورا لتحريضات قاسية وكاريكاتيرات تبارك قتل اليهود. رئيس السلطة، محمود عباس، الذي “تجرأ” أن يدين العملية عَلَنًا، حظي بتعليقات ازدراء، شتائم، تهديدات وإدانات بالخيانة. مثلا، كان أحد التعليقات لصورة اليهود المقتولين والمحاطين بدمائهم: “الله لا يرحمهم إلى جهنم وبئس المصير وعقبال عند عباس أبو مازن ما يلحقهم”.

(لقطة شاشة من فيس بوك)
(لقطة شاشة من فيس بوك)

في المقابل، بدأ ينتشر في نفس الساعات في الشبكة فيلم خيالي، على ما يبدو مموّل عن طريق حماس وعنوانه “أهرب أيها الصهيوني”. الأغنية، بكلمات عبرية ولفظ عربي ثقيل، تتوجه إلى الصهاينة وتهدد- من الأجدر لكم أن تهربوا، لأنكم قريبا ستموتون دهسا، طعنا، وفي كل طريقة أخرى. يشجع الفيلم المستثمرة به جهودًا على استمرار الانتفاضة وقتل اليهود.

https://www.youtube.com/watch?v=B3fmFiKXEfw&feature=youtu.be

للأسف الشديد، في الجانب الإسرائيلي أيضا الوضع لم يكن أقل خطورة. في إحدى الصفحات المشهورة في إسرائيل تفاجأ أحدهم من اكتشاف الفرحة في السلطات الفلسطينية وكتب “نحن لسنا كاملين ولسنا قريبين من ذلك أيضا، لكن على الأقل نحن لسنا شعبا يوزع الحلوى ويحتفل عند مقتل مواطنين أيا كانوا. صحيح أنه حاز على نحو 7000 لايك، ولكن من المؤسف الكشف أنه قد أخطأ.

في أعقاب العملية بدأت تظهر مئات التعليقات المتطرفة والقاسية التي تخص يهود طالبوا بالانتقام. اقترح أحد الإسرائيليين على الحكومة كيف يجب أن ترد وكتب: ‎ ‎(1جزاء الموت للإرهابيين.‎ ‎(2سحب جنسية العرب الإسرائيليين الذين ينفذون العمليات.‎‎3) هدم منازل الإرهابيين ومنازل أقربائهم منذ يوم تنفيذ العملية.‎ ‎(4سلب حقوق الإرهابيين الموجودين في السجون – حرمانهم من مشاهدة التلفاز، الشراء في حانوت السجن، إمكانية إجراء مكالمات هاتفية. ‎ ‎(5سلب حقوق العمال العرب الذين يعملون في إسرائيل.

تحولت هتافات “الموت للعرب” و “الموت للإرهابيين” إلى هتافات مشهورة جدا. طالب عدد من الناس أن تتم زيادة شدة العقوبة ضد المخربين وعائلاتهم. نشر أحدهم صورة أحد الإرهابيين والذي قام بعملية الدّهس في الأسبوع الماضي والآن يرقد في مشفى إسرائيلي وكتب “كفى لشفقتنا!  كفى لإنسانيتنا! كفى خوفا مما سيقوله العالم! عقاب الموت للمخربين الآن”!! لا نريد أن نرى هذه الصور مرة أخرى، لا نريد أن يعود هذا الشخص المنحط لشوارعنا بعد 20 سنة ويقتل مرة أخرى إسرائيليين بريئين. إرهابي ميت لا يقتل. إرهابي حي= قاتل”

نشر أحدهم في صفحة فيس بوك أخرى صورة لطفل فلسطيني عمره 11 عاما والذي أصيب إصابة خطيرة في وجهه من رصاصة جندي مطاطية خلال مظاهرة. التعليقات المثيرة للصدمة لم تتأخر. بارك العديد من اليهود الإصابة، وعلقوا تعليقات قاسية مثل “هذه نهاية كل محمد”،”في المرة القادمة رصاصة حقيقية”،”عمل جميل ،فليكثروا”، وشتائم أقسى من هذه ومن ضمنها تمنيات بالموت، حيث اخترنا ألا نعرضها على قرّائنا.

(لقطة شاشة من فيس بوك)
(لقطة شاشة من فيس بوك)

بحث إضافي في الشبكة يبيّن اتجاه جديد ومقلق، والذي بدأ في أوساط يهود متطرفين وكذلك فلسطينيين بالأخص حاملي الجنسيات الإسرائيلية. أصبح من المقبول كما يبدو إضافة “تمنيات” موت للأعداء على بروفيل الفيس بوك. مثلا، اليهود يضيفون قوسين مع الكتابات (الموت للعرب) واللذين يظهران بعد اسمهم، والفلسطينيون يضيفون بشكل مشابه (الموت لليهود)، باللغة العبرية بهدف التوجه إلى جمهور الهدف.

(لقطة شاشة من فيس بوك)
(لقطة شاشة من فيس بوك)

ليس مفهوما أي من الاتجاهات بدأ أولا، ولكن من الواضح بأنهم يُكتبون في نفس الوقت ويلخصون بشكل مفصل العدوى التي تحيط بالشبكات الاجتماعية. كإسرائيلية بحثت عن مواد في عدة أماكن، ويمكن أن نقول إن التحريض والكراهية يظهران بالعربية أيضا في صفحات علنية ومؤسساتية، تابعة لتيارات، بحيث إن الكتابات اليهودية ضد العرب تابعة لقلة متطرفة والتي يتم انتقادها من التيار المركزي. لكن ذلك لا يحول أيًّا كان لشيء أفضل. حقيقة وجود هذه الأشياء يثير القلق بكل بساطة.

من الواضح جدا أن الكراهية والعنف وصلا لأرقام قياسية جديدة، وكما يبدو الآن، فهذا لن يتوقف أو يهدأ، بل سيتزايد. عندما يكون الشعور بأن الانتفاضة الثالثة على الأبواب، فإن الشبكات الاجتماعية تشكل أرض خصبة ومشتعلة لإشعال هذه الانتفاضة.

اقرأوا المزيد: 778 كلمة
عرض أقل
الملك عبد اللة الثاني يخطب امام البرلمان الأردني (AFP)
الملك عبد اللة الثاني يخطب امام البرلمان الأردني (AFP)

حكومة الأردن تدين، والبرلمان يُبارك القتلة

قرأ البرلمان الأردني آيات من القرآن على أرواح الإرهابيين الذين نفذوا عملية القدس ووصفوهم بالأبطال، وذلك رغم الإدانة الرسمية الحكومية. فرحوا في الشبكات الاجتماعية ولكنهم أيضًا ناقشوا شرعية العملية في مكان عبادة

يخيب أمل إسرائيل من جديد من البرلمان الأردنيّ: أمس (الأربعاء)، اختار أعضاء البرلمان الأردنيين ذكر وفاة الإرهابيين من القدس أمس من خلال قراءة آيات من القرآن على أرواحهم. ووفقا لتقارير في الأردن، فقد اقترح أحد أعضاء البرلمان الاقتراح، وعرّف الاثنين كبطلين.

رغم معاهدة السلام بين البلدين، والتعاون المثمر والدافئ نسبيا بين الحكومتين، يستمر البرلمان الأردني على مرّ السنين بالتعبير عن مواقف معارضة لمواقف الحكومة الأردنية. على سبيل المثال، فقد صوّت البرلمان في الماضي على قرارات مثل طرد السفير الإسرائيلي من عمان أو إلغاء معاهدة السلام، ولكن لم يكن للتصويتات أي معنى عملي.

ومن الجدير ذكره أنّه وبخلاف البرلمان، فقد أصدرت الحكومة الأردنية بيان إدانة للعملية. قال الناطق باسم الحكومة محمد المومني إنّ الحكومة تتابع ما يجري في القدس بقلق كبير وتدعو الطرفين للعمل على تهدئة النفوس. ووفقا للمومني، فإنّ حكومة الأردن تعارض بشكل واضح كل إضرار بالمدنيين أيا كانوا، وتدين كل عنف وإرهاب موجّه تجاه المدنيين، ولكنها مع ذلك تدعو إلى إزالة أسباب التوتر والعنف، والحفاظ على الأماكن المقدسة وعدم اتخاذ خطوات من طرف واحد.

وفي الشبكات الاجتماعية الأردنية، رغم ذلك، كان هناك تأييد شامل جدا للعملية ومنفذيها. أصبحت قصة العملية في القدس محادثة يومية، وأرسل الكثير من المواطنين الأردنيين التبريكات للشعب الفلسطيني على إثر العملية والتعازي لأسر الإرهابيين، بالإضافة إلى الشتائم والسباب ضدّ اليهود والصهاينة. ومع ذلك، فإنّ بعض الكتاب عبّروا عن تحفّظهم على اختيار مكان العملية، وقالوا إنّ دور العبادة والأماكن المقدسة يجب أن تكون خارج دائرة العنف والعدوانية، سواء كانت القوة المحتلة أو القوة المقاومة (أي: المساجد والكُنُس على حدٍّ سواء). والمقابل كان هناك من هاجم هذا الموقف، وأشار إلى الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى وانتهاك المساجد من قبل المستوطنين.

(صورة من فيس بوك)
(صورة من فيس بوك)
اقرأوا المزيد: 260 كلمة
عرض أقل