كشفت صحيفة “هآرتس” عن أن إسرائيل توجّهت إلى الولايات المُتحدة ودول أُخرى في أوروبا مُشجعة إياها للعمل على تحسين علاقاتها مع السودان ودعمها على خلفية قطع العلاقات بين الدولة العربية الإفريقية وبين إيران.
وزار مسؤول أمريكي، وفق ما أوردته
“صحيفة هآرتس” إسرائيل في الأسبوع الماضي وأجرى مُباحثات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية والتقى بنتنياهو أيضا. تناول جزء كبير من تلك المباحثات الحديث عن إفريقيا، التي زادت إسرائيل فيها نشاطها الدبلوماسي بشكل كبير في السنة الماضية.
وهمس الإسرائيليون في أذن المسؤول الأمريكي أن على الولايات المتحدة العمل على تحسين علاقتها مع السودان اعتقادا منهم أن حكومة السودان قطعت علاقاتها مع إيران منذ عام، وذلك في ظل توقّف تهريب الأسلحة من السودان إلى قطاع غزة، وتقرّب السودانيين من محور الدول السنية بزعامة السعودية.
وتطلب حكومة السودان في السنوات الأخيرة، من بين أمور أخرى، أن تشطب الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. أشار مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية في حديثهم مع الأمريكيين إلى أنهم يدركون أن الولايات المتحدة لن ترفع الحظر الذي فرضته على الرئيس السوداني، عُمر حسن البشير، إلا أنهم أعربوا عن أن تعزيز الحوار الأمريكي مع الآخرين في الحكومة السودانية من شأنه أن يُشكّل خطوة إيجابية.
يُعرَف أن البشير، حاكم السودان منذ الثورة العسكرية الذي قام بها عام 1989، وهو واحد من أعتى الرؤساء الديكتاتوريين المعروفين عالميا. أصدِرت مُذكّرة توقيف عالمية بحقه في عام 2009 بعد أن اتهمته المحكمة الدولية في لاهاي بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور، غرب السودان، حيث قتلت قوات سودانية مئات الآلاف من أبناء القبائل الإفريقية. وأقر قضاة محكمة لاهاي الدولية أن البشير، هو أول رئيس دولة يُصدَر بحقه أمر كهذا، لأنه “متهم بإعطاء أوامر مُباشرة لمهاجمة قطاعات كثيرة من السكان المدنيين في دارفور، للقتل، التدمير، الاغتصاب، وتهجير عدد كبير من المواطنين وسلب ممتلكاتهم أيضا”. لم يتم حتى الآن إنهاء الصراع في دارفور والتوقيع على وقف إطلاق النار في الإقليم أيضا.
وأجرت إسرائيل في العام الأخير، بموازاة المباحثات المتعلقة بالسودان مع الولايات المتحدة، مباحثات شبيهة مع فرنسا، إيطاليا، ودول أوروبية أخرى. أشار مسؤول إسرائيلي كبير في حديثه مع مراسل “هآرتس”، باراك رابيد، إلى أن دبلوماسيين إسرائيليين طلبوا من نظرائهم الأوربيين مساعدة السودان على دفع ديونها الخارجية الكبيرة، التي تصل إلى 50 مليار دولار والتفكير في شطب بعضها، كما حدث مع دول أخرى في العالم كانت قد واجهت ظروفًا اقتصادية صعبة. أوضحت إسرائيل أن حدوث انهيار اقتصادي في السودان من شأنه تقويض الاستقرار أكثر في هذا الجزء من إفريقيا والتسبب بزيادة قوة الإرهابيين.
لا يُعرّف القانون الإسرائيلي السودان على أنها دولة عدوّة، رغم أن هناك عدائية كبيرة بين الدولتين منذ سنوات ونقص في العلاقات الدبلوماسية. ولكن ينص القانون السوداني على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يُحظر على المواطنين السودانيين زيارتها.