الملك عبد الله الأول وونستون تشرشل
الملك عبد الله الأول وونستون تشرشل

كشف محضر اللقاء السري بين ملك الحجاز وقادة يهود في عمان

خبر اللقاء التاريخي عام 1924 بين الحسين بن علي شريف مكة ونجله عبد الله الأول انتشر في الصحف الإسرائيلية يومها لكن مضمون اللقاء بقي سريا حتى يومنا هذا.. ماذا جاء فيه؟

نشر الإعلام الإسرائيلي، اليوم الاثنين، وثائق كانت إلى اليوم سرية، توثق اللقاء السري الذي جمع بين ملك الحجاز في الماضي، الحسين بن علي الهاشمي ونجله عبد الله الأول، وبين قادة يهود في عام 1924، في عمان.

الحسين بن علي (النت)

ويشمل البروتوكول وصفا لوصول الوفد اليهودي الذي ضم دافيد يلين، رئيس اللجنة التنفيذية للحركة الصهيوينة، والكولونيل فردريك كيش، مدير وزارة الخارجية في الحركة الصهيونية، والحاخام يعكوف مئير، الحاخام الرئيس لإسرائيل- وصول الوفد عام 1924 إلى عمان للقاء الحسين بن علي ونجله الأمير عبد لله الأول، والمستشار السياسي للملك فؤاد الخطيب.

فجاء في البروتوكول أن الحاخام الذي كان مع الوفد أشاد بجهود الملك الذي بدوره منح الحاخام وسام الاستقلال. وناشد الحاخام الملك بأن يتدخل في اليمن من أجل وفق ملاحقة اليهود هناك.

وبعدها طرح يلين على الملك رؤية الزعماء اليهود قبل قيام دولة إسرائيل وهي العمل المشترك مع العرب على تطوير الأرض، فرد الملك قائلا إن الشعب العربي مستعد لمد يد التعاون لكل من يبدي استعدادا للعمل معه.

وأوضح الملك حسب البروتوكول إن العرب ثاروا ضد العثمانيين لكي يحافظوا على حقوقهم وإنهم مستعدون للتعاون مع أي جهة من أجل صيانة حقوقهم. وطمأن الملك الوفد اليهودي وقال لهم إنه لا يرى فرقا بين اليهود وغير اليهود وإنه مستعد لمنحهم أرضا.

وأضاف ملك الحجاز: “قلبي وبلادي مفتوحة لاستقبال اليهود. أنا مستعد لمنح اليهود أرضا هدية، بشرط أن يدخلوا من البوابة وليس عبر اقتحام الحاجز.. المستقبل سيثبت لليهود أنه ليس هناك داعيا للخوف من العرب”.

أما الأمير عبد الله الأول، فأعرب عن شكوكه إزاء نوايا اليهود في فلسطين، فحين طلب منه الوفد اليهودي التدخل من أجل إقناع العرب في فلسطين بالنوايا الطبية لليهود الذين يأتون من أوروبا ويريدون نباء وطن مشترك مع العرب، قال إنه يشعر أن هناك نوايا الصهاينة خفية وغير واضحة. فرد الوفد أن اليهود يريدون العودة إلى أرضهم وإقامة دولة دون المساس بحقوق السكان الأصليين.

وسأل عبد الله الوفد عن “وعد بلفور”، فرد هؤلاء أن الوعد يقر بحقائق تاريخية وهي أن أرض إسرائيل كانت وما زالت موطنا للشعب اليهودي الذي هجر منها، فرد الملك أن حق اليهود بأرض إسرائيل تاريخي وقانوني، لكن العرب هم أصحاب حق كذلك لأنهم يسكنون في اليوم في فلسطين. وشدّد على أهمية اعتراف اليهود بالحقوق الوطنية للشعب العربي هناك.

بروتوكول اللقاء السري عام 1926 في عمان بين قادة اليهود والملك حسين بن علي
اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القمة العربية في الكويت، عام 2014 (YASSER AL-ZAYYAT / AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القمة العربية في الكويت، عام 2014 (YASSER AL-ZAYYAT / AFP)

أبو مازن ينوي عرض مبادرة سلام جديدة

من المتوقع أن يعرض رئيس السلطة الفلسطينية مبادرة سلام جديدة في القمة العربية، كانت قد رُفِضت طلبات وسائل الإعلام الإسرائيلية المشاركة في تغطيتها

من المتوقع أن يعرض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مبادَرة سلام جديدة خلال القمة العربية التي ستُقعد في الأردن بتاريخ 29 من هذا الشهر (آذار)، هذا وفق أقوال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مقابلة مع صحيفة “الوطن”.

قال الغيط: “إن السلطة الفلسطينية ستطرح آليات جديدة للتعامل مع القضية، وكيفية الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”، أو بكلمات أخرى – مبادرة سلام جديدة مع إسرائيل. من المتوقع أن يعرض محمود عباس مبادرة جديدة في عمان في إطار القمة العربية.

المبادرة الجديدة هي محاولة من جهة أبو مازن لإعادة تأهيل حل الدولتَين ووضعه في مركز النقاش العام والدبلوماسي كخيار رائد. هذا بعد أن بدأت بدائل مختلفة لحل الدولتين تتغلغل إلى النقاش الدبلوماسي، وشعبيتها آخذة بالازدياد، في أوساط الفلسطينيين والإسرائيليين على حدِّ سواء.

تجدر الإشارة إلى أنه من غير المتوقع أن يشارك صحافيون إسرائيليون في القمة العربية التي ستُعقد في الأيام القريبة. ذلك بعد أن طلبت جهات إعلامية إسرائيلية السفر إلى عمان للمشاركة في تغطية القمة، إلا أن السلطات الأردنيّة رفضت طلبها.

اقرأوا المزيد: 160 كلمة
عرض أقل
عناصر من حماس يشاركون في تظاهرة عند معبر رفح الحدودي مع مصر (AFP)
عناصر من حماس يشاركون في تظاهرة عند معبر رفح الحدودي مع مصر (AFP)

أحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا لأردنيين أدينوا بتجنيد أشخاص لحماس والِالتحاق بها

تدرب عدد من المدانين على "صناعة المتفجرات وتصنيع العبوات الناسفة وصناعة الصواعق الكهربائية والأحزمة الناسفة"

أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية الثلاثاء أحكامًا بالسجن تراوحت بين السجن عام واحد والسجن 15 عامًا بحق 12 متهمًا أردنيًا أدينوا بتجنيد أشخاص لصالح حماس.

وقال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس أن “برأت أربعة متهمين من أصل 16 ودانت 12 أردنيا بتهم تتعلق بالإرهاب على خلفية علاقتهم بحركة حماس وتجنيد عناصر لصالحها والِالتحاق بها”.

وأوضح أن “المحكمة حكمت على أربعة مدانين (فارين) بالسجن 15 عاما، وعلى ثلاثة آخرين (موقوفين) بالسجن خمسة أعوام. كما نال أحدهم عقوبة السجن لثلاث أعوام وأربعة موقوفين عقوبة السجن لعام واحد”.

وأدين هؤلاء بحسب المصدر ب”تصنيع مواد مفر4قعة بقصد إستعمالها على وجه غير مشروع، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وتجنيد أشخاص بقصد الإلتحاق بجماعات مسلحة (حماس) والإلتحاق بجماعات مسلحة”.

وألقي القبض على الموقوفين خلال شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2014.

وبحسب قرار المحكمة فإن عددا من المدانين عملوا منذ 2012 على تجنيد أشخاص في الأردن للِالتحاق بحماس، وتنقل عدد منهم بين المملكة وقطاع غزة عبر مصر حيث تلقوا في القطاع تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة لحماس.

وتدرب عدد منهم على “صناعة المتفجرات وتصنيع العبوات الناسفة وصناعة الصواعق الكهربائية والأحزمة الناسفة”.

وقام أحد المدانين عام 2013 بتحضير مواد متفجرة في الأردن بينما أخبره مدان آخر أنه نجح في تهريب مواد متفجرة إلى الأراضي الفلسطينية عبر جسر الملك حسين.

كما قام أحد المدانين ويدعى غسان دوعر بإستخدام شقته في منطقة طبربور (شرق عمان) لتدريب خمسة من المدانين على إستخدام الأسلحة. أما المدان مناف جبارة فقام عام 2014 بتدريب بعض المدانين على تصنيع المتفجرات.

وكانت عمان وعلى أثر تدهور في العلاقات مع حماس، أبعدت خمسة من قادتها بينهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل من المملكة إلى قطر عام 1999 قبل أن يستقر مشعل لسنوات في سوريا.

وشهدت علاقة المملكة مع حماس مزيدا من التوتر عام 2006 عندما إتهم الاردن الحركة بتهريب أسلحة من سوريا إلى أراضيه.

وزار مشعل الذي حاول الموساد الاسرائيلي اغتياله في عمان عام 1997، الأردن عام 2012 للمرة الأولى منذ إبعاده.

ووقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل العام 1994 في حين ترفض حماس الِاعتراف بالدولة العبرية.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
سيلفان شالوم (Kobi Gideon / Flash90)
سيلفان شالوم (Kobi Gideon / Flash90)

مسؤول إسرائيلي كبير يؤكد: “شالوم وعريقات اجتمعا سرا في عمان”

أكد مسؤول إسرائيلي كبير أن المسؤولين عن ملف المفاوضات في الجانب الإٍسرائيلي والفلسطيني، سيلفان شالوم وصائب عريقات، التقيا الأسبوع الماضي في عمان وبحثا سبل استئناف المفاوضات

27 يوليو 2015 | 09:37

أكد مسؤول إسرائيلي كبير، صباح اليوم الاثنين، أن مسؤول ملف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، الوزير سيلفان شالوم، التقى نظيره الفلسطيني، صائب عريقات، الأسبوع الماضي في عمان. وبحث الاثنان سبل استئناف المفاوضات الواقفة منذ سنة بين الطرفين.

وأفاد المسؤول أن اللقاء لم يبشر بجديد، أي أن الجانبين لم يتفقا على تحريك عجلة المفاوضات العالقة ولن يعودا في الوقت القريب إلى طاولة المفاوضات.

اقرأوا المزيد: 60 كلمة
عرض أقل
مظاهرة "الإخوان المسلمون" في الأردن ضد إسرائيل (AFP)
مظاهرة "الإخوان المسلمون" في الأردن ضد إسرائيل (AFP)

وضع حَرِج: الإخوان المسلمون في الأردن

هل تتجّه حركة الإخوان المسلمين في الأردن نحو طريق عنيف من شأنه زعزعة ثبات المملكة، أم أنّها تُقيم هُناكَ حربًا محلّيّة بائسة تفتقر إلى السلطة الحقيقيّة؟

هزّت نداءات “الموت لإسرائيل” الصادرة من حوالي 15 ألفَ مُتظاهرٍ غاضبٍ، شوارعَ عَمّان في شهر آب الماضي. تمّ تنظيم هذه المُظاهرة، التي كان هدفها تصريحَ المُساندة لحماس باقتتالها ضدّ إسرائيل، على يد حركة “الإخوان المسلمين” في الأردن، التي استخدمتها كوسيلة لسحق الملك ونظامِه القائم. أثارت مرةً أخرى أحداثُ الشهر الأخير التساؤلَ: هل تتجه الحركة الأردنية نحو طريق أكثرَ عنفًا من شأنه أن يُضعضعَ ثبات المملكة، أم أنها تقيم هناك حربا محلّية تفتقر للسلطة الحقيقية؟

على ضوء الأحداث المأساويّة على حدودها مع سوريا والعراق، بقيت جارتنا الشرقيّة صامدة نسبيّا على طول الأعوام الأخيرة، بل حتى العقود الأخيرة. يتمّ حكمُ الدولة، منذ إقامتها، على يد النظام الملكيّ الهاشميّ، ومذ عام 1999 يحكم الدولة الملكُ عبد الله الثاني. باستثناء المؤسسة الملكيّة، يرتكز الحكم على قوانين مجلس النواب (البرلمان) الذي يشمل المجلس الأعلى للقضاء الذي يُموَّل ممثّلوه على يد الملك، والمجلس الأدنى الذي يُنتخب ممثّلوه من قِبل الشعب. يتكوّن سكان الأردن من مواطنين “أصليّين” للدولة، ومن سكان فلسطينيّين نزحوا عن أرض إسرائيل بإجبار منها في عامَيْ 1948 و- 1967. نسبة الفلسطينيّين الدقيقة في الدولة هي قضية مثيرة للجدل وتختلف فيها الآراء، وتتراوح التقديرات بحوالي 60 بالمئة.

في بداية حركة الإخوان المسلمين في الأردن في سنوات الخمسينات، قد ارتكزت العلاقات بينها وبين النظام على أسس إيجابيّة أكثر. وفّرت المملكة حصانة سياسيّة في العديد من المرات لأعضاء الحركة الذين اضطُهدوا في مصر في عهد جمال عبد الناصر، في حين ناهضَ “الإخوان” بالمُقابل مُحاولاتِ الرئيس المصري بتقويض الحكم الهشّ للملك الشاب حسين بن طلال.

مظاهرة "الأخوان المسلمون" في الأردن ضد إسرايل (AFP)
مظاهرة “الأخوان المسلمون” في الأردن ضد إسرايل (AFP)

وكجزء من العلاقات المتينة مع النظام، سُمِحَ للحركة بممارسة أنشطتها الاجتماعيّة والتربويّة بصورة قانونيّة، حتّى عندما دُفعت جميع المنظمات السياسيّة إلى خارج القانون عام 1957. بدأ النظر إلى الإخوان المسلمين وتوجّه الإسلام السياسيّ، الذين كانوا في القيادة، على أنهم تهديد جليل فقط في بداية سنوات التسعينات، في الزمن الذي سمَحَ فيه النظام لأوّل مرة المُشاركة السياسيّةَ في نطاق المجلس الأدنى لمجلس النواب. أقامت الحركة، التي نعمَت باستقلال ذاتي تنظيميّ لسنوات طويلة، حزبَ “جبهة العمل السياسيّ”، وسُرعان ما سادت وسيطرت على المجلس الأدنى. ومنذ تلك الأيام، اتّسع الصدعُ بين الحركة والنظام، حيث تعمل الحركة مرارًا وتكرارًا ساعيةً لتحقيق إصلاحات ذات طابع إسلاميّ أكبر للدولة العلمانيّة، لكنّها حُذّرت من عدم تجاوز الحدود الرفيعة بين المُشاركة السياسيّة والتهديد ضد استقرار النظام.

أثناء العقد الأول من سنوات الـ 2000، أدّت تغييرات داخليّة بقيادة الحركة إلى نهج أكثر صرامةً ضد النظام، الأمر الذي انعكس في مقاطعة انتخابات عام 2007، وانضمام قوى أخرى في المملكة بِنِداء هجوميّ من أجل إحداث الإصلاحات السياسيّة والدستوريّة المُعتبَرة. ازدادت ثقة “الإخوان” بأنفسهم أكثرَ عام 2012 إثرَ الأحداث المحلّيّة التي جرت.

أيقظ اندلاعُ الحرب بين المواطنينَ في سوريا عمليات الفصيلة السورية التابعة للحركة داخل أراضي الدولة، وذلك بعد سنوات من الاغتراب والمنفى. والأهم من ذلك، ضاعف وصول الحركة التاريخي للحكم في مصر قوّتَها وهيبتها إلى أبعد الحدود. أدّت هذه التطورات، التي دعمت الجماعة الأردنيّة، إلى أنْ تعمل بصورة لاذعة أكثر مما سبق. وعلاوة على ذلك، تدخّلت فصائل الحركة المُختلفة الموجودة في عواصم دول عربيّة، خاصة في القاهرة والدوحة، بصورة مُباشرة في السياسة الأردنيّة. ومثال على ذلك، إقالة عبد المجيد ذنيبات، قائد سياسيّ أردنيّ وعضو مجلس الشيوخ، في كانون الثاني عام 2012 على يد الملك. في هذه المرحلة، تعاونت الحركة مع قادة القبائل وتابعي المُعارضة العلمانيّة على إنشاء مُظاهرات كثيرة ضد سياسة الملك الاقتصادية-الاجتماعيّة المُختلّة.

الملك عبد الله الثاني (AFP)
الملك عبد الله الثاني (AFP)

لكن كلّما أخذ المحور الذي يحكم زمامَه “الإخوان” في مصر وحلفائهم في قطر بالترسّخِ والتوطّد، تبدأ الحركة الأردنيّة بالتلاشي. لم يكُن الانقلاب العسكريّ في مصر الذي أعاد القوات العسكريّة العلمانيّة للسلطة السببَ الوحيد لذلك. أدى أيضا التحوّل التدريجيّ للثورة السوريّة إلى سفك وحشيّ لدماء المسلمين ذا تأثير يُذكَر على مسرح السياسة الأردنيّة، إذ أدّى أيضا إلى الاشمئزاز والذعر من الحركات الإسلاميّة. قاد هذا الأمر بدوره إلى هبوط حادّ في شعبيّة الحركة. من جانب آخر، خضع كثيرون من المعسكر الإسلاميّ نفسه لتطرّف حادّ كتأثير للزوابع التي حدثت في العالم الإسلاميّ. تتقدّم الحركة السلفيّة في الأردن، كما في أماكن أخرى في العالم، بوتيرة وتسارع أكثر فأكثر. وللتوضيح، من المُقدّر أنّ 500 أردنيًّ قد عبروا الحدود وانضموا للاقتتال في سوريا مع صفوف منظمة “جبهة النصرة” المتطرّفة. كما أنّ مؤسّسَ تنظيم “الدولة الإسلاميّة” – أبا مصعب الزرقاوي، هو مناصر وتابع للسلفيّة الأردنيّة. جاء تأييد هذه الجماعات على حسابِ الفصائل الإسلاميّة الأكثر اعتدالا، ومن بينهم الإخوان المسلمون.

سبب إضافي لضعف الحركة السريع، هو الانقسام الداخليّ فيها بين أبناء الضفة الشرقيّة وأبناء الضفة الغربية – أيّ بين الأردنيّين الأصليّين واللاجئين الفلسطينيّين الذين قطنوا في الدولة والتحقوا بالحركة. تميل الجماعة الفلسطينيّة الموجودة داخل حركة “الإخوان” الأردنيّة، المرتبطة بشكل أكبر مع التوجه الهجومي المتشدّد، إلى تأييد منظمة حماس والصراع الفلسطيني العنيف بإسرائيل. يقوم مجرّد هذا التوجّه بتوسيع الصدع بين الأصوات المُعتدلة والأخرى الأكثر تشدّدا، داخلَ وخارجَ الحركة. وبالإضافة إلى هذا، تُعاني الحركة من اتهامات بصدد الفساد العارم داخلها، ومن قضايا شراء أصوات خلال الانتخابات الداخليّة التي أقيمت قبل نحو عامَيْن. في نهاية عام 2012، أبدى رحيل الغرايبة، أحد رؤساء الحركة سابقًا، مبادرة كانت إحدى أهدافها تجريد الإخوان المسلمين من احتكار الخطاب الإسلاميّ في الدولة. طمحَ الغرايبة بإقامة بديل إسلاميّ تصالحيّ وشامل أكثر، وهذا من أجل إثارة استياء ناشطي الحركة الأصليّة.

حاليّا، تتواجد الحركة على مَفرق طرق حاسم. إذ أنّ قادتها على دراية تامة بضعف تأثيرهم وتعاطف الناس معهم في الشارع الأردنيّ، وحاجتهم إلى حدوث تغيير بموازين القوى لصالحهم. وفي ذات الوقت، هم على دراية بالضعف الذي تُبديه الحركة، وبالعداء نحوها من جانب الملك عبد الله، الذي لقّبهم علنا بـ”ذئب بملابس خروف”. هناك لدى الناس مخاوف من أيّ قمع من قِبل النظام كما جرى في مصر، ويتمسكون بالعهد التاريخيّ بينهم وبين قصر المملكة. مؤخرا، كمحاولة جاهدة من قِبل الحركة لاحتلال قلوب الأردنيّين، حولوا ركوب تيار المناهضة والعداء لإسرائيل على طول حملة “الجرف الصامد”، وبانوا بعشرات الأشخاص في الشوارع في مظاهرة دعم لحماس والشعب الفلسطينيّ. نالت النداءات المُحرّضة في الشوارع دعما وزيادة في الطلب من قِبل المعارضة، من أجل تغيير علاقات الدولة مع إسرائيل. لكنّ النظام الحاليّ، الذي يشعر بثبات واستقرار نسبي أكثر، تجاهلَ هذه الادعاءات دون إعارة أي انتباه لها.

وفق ذلك، تبيّن أنّ صعود حركة “الإخوان” الأردنيّة للبرنامج السياسي اليوم، كأحد الآثار لعملية “الجرف الصامد”، هو مؤقت ولا يرتكز على قوى ذات تأثير على السياسة الأردنيّة. إذ تسير الحركة بين الأمْرَيْن – بين تحدّي النظام، وبين الحفاظ على العلاقات معه خوفا من الملاحقات. علاوة على ذلك، حقيقة كوْن النظام الأردنيّ لم يعمل على قمع تام للحركة في أراضيه بعد، كنظيره المصري الذي قام بذلك قبل زمن ليس ببعيد، تُقيّد إلى صالح المنظمة وضعفها، التي ليس لديها القوة الآن على تنفيذ أي تأثير ملموس على استقرار النظام الأردنيّ.

نُشرت المقالة لأوّل مرة في موقع مجلة “الشرق الأدنى – Near East”.

اقرأوا المزيد: 1031 كلمة
عرض أقل
عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)

الغد الأردني: لقاء سري بين عباس ونتنياهو في عمان قبل التهدئة بغزة

كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس حديثه عن "أفق سياسي جديد" داعيا الرئيس عباس إلى حلّ تحالفه مع حماس من أجل السلام مع إسرائيل

28 أغسطس 2014 | 11:58

نقل موقع “الغد” الإلكتروني التابع لصحيفة الغد الأردنية، المقربة من العائلة الملكية الأردنية، صباح اليوم الخميس، عن مصادر سياسية، أن لقاء فلسطينيا إسرائيليا رفيعا، غير معلن، عُقد في عمان قبل أيام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والأغلب أنه جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي بخصوص هذه الأنباء، يؤكد أو ينفي صحتها. ورجّح متابعون في إسرائيل أن يكون اللقاء، في حال عقد بالفعل، قد ناقش محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس التي جرت في القاهرة، ولا سيما نقل المطالب الإسرائيلية للجانب الفلسطيني.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد تطرق أمس من جديد، خلال مؤتمر صحفي خاص باتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الفلسطيني، إلى أفق سياسي جديد تستكشفه إسرائيل، وسئل نتنياهو إن كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، شريكا في هذا الأفق.

وأجاب الزعيم الإسرائيلي أن الأفق السياسي يتعلق بالتحولات الإقليمية التي خلقت محورا معتدلا من الدول التي تواجه التطرف الإسلامي في المنطقة، ولها مصالح مشتركة مع إسرائيل.

وبالنسبة للرئيس الفلسطيني، أضاف نتنياهو أنه يجب على الرئيس عباس أن يختار إلى أي جانب يريد أن ينضم، وهل سيبقى إلى جانب حماس أم سيختار حلّ التحالف مع الحركة، التي تُعدها إسرائيل “إرهابية”، لكي يعود إلى مسار التسوية السياسية مع إسرائيل.

وأوضح نتنياهو أنه مستعد لأن يخوض مفاوضات سياسية مع أي طرف ينادي بالسلام مع إسرائيل ويقبل فكرة “الدولتين لشعبين”.

اقرأوا المزيد: 215 كلمة
عرض أقل
معبر الحدود بين إسرائيل والأردن (Shay Levy / Flash 90)
معبر الحدود بين إسرائيل والأردن (Shay Levy / Flash 90)

توقيف إسرائيليّين في الأردن

رجّحت عائلة أحد المعتقلين أن شرطيا من أصل فلسطيني أوقف إسرائيلييْن وبريطاني كانوا في رحلة في الأردن، ولم يعرف سبب اعتقالهم حتى الساعة

22 مايو 2014 | 21:44

أكدت الخارجية الإسرائيلية خبر توقيف إسرائيليّيْن وبريطانيّ أمس الأربعاء في الأردن. وأفادت تقارير إخبارية بأنه تم اعتقال الثلاثة في عمان، وبعدها نقلوا إلى فندق في عمان، حيث وضعوا تحت الإقامة الجبرية.

أحد الموقفين إسرائيلي عمره 40 عاما من منطقة “الشارون” في إسرائيل، وقال أقرباؤه في حديث مع الموقع الإسرائيلي ynet إن الثلاثة وصلوا إلى المملكة بغية التجول في الأردن.

ورجّح هؤلاء أن يكون شرطي أردني من أصل فلسطيني من منطقة جنين قد أوقف الثلاثة. وحتى الساعة لم تعلم العائلة سبب اعتقالهم. وأضافت العائلة أنها اتصلت بالخارجية الإسرائيلية في القدس وعمان وعلمت أن السفارة الإسرائيلية في عمان تعالج القضية.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن محامين محليين يمثلون الثلاثة في عمان، والسفارة على اتصال بهم.

اقرأوا المزيد: 110 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في عمان بالقرب من السفارة الإسرائيلية احتجاجا على مقتل قاض أردني برصاص إسرائيلي عند معبر اللنبي (AFP)
مظاهرات في عمان بالقرب من السفارة الإسرائيلية احتجاجا على مقتل قاض أردني برصاص إسرائيلي عند معبر اللنبي (AFP)

تحقيق أوليّ: “جرى إطلاق النار على رِجل الأردني، ولكنه واصل الهجوم”

التحقيق الأوّليّ الذي أجراه الجيش الإسرائيلي يُظهر أنّ القاضي الأردنيّ الذي قُتل بإطلاق النار عليه يوم أمس في جسر الملك حسين على الحُدود بين إسرائيل والأردن حاول مهاجمة جندي إسرائيليّ

11 مارس 2014 | 11:13

من التحقيق الأوّليّ الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، والذي استند إلى عشرات شهود العيان، تبيّن أنّ القاضي الأردنيّ رائد زعيتر الذي قُتل بإطلاق النار عليه يوم أمس في جسر الملك حسين  (معبر اللنبي) على الحُدود بين إسرائيل والأردن حاول مهاجمة جندي إسرائيليّ، وركض نحوه صارخًا “الله أكبر”. وبعد أن أُطلقت النار على القسم الأسفل من جسمه، استمرّ يهاجِم أحد الجنود في المكان بقضيب من حديد، فجرى قتله بالرصاص حينذاك.

وأفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنّ الجيش ينوي متابعة التحقيق بشكل معمّق في الحادثة.

وكان قد تبيّن من التحقيق أنّ الأردنيّ (37 عامًا)، الذي كان ينوي زيارة أقرباء له في نابلس، قُتل جرّاء إطلاق قوات الجيش الإسرائيلي النار عليه، بعد أن ركض باتّجاه أحد الجنود بصرخات “الله أكبر”، محاوِلًا خطف سلاحه. وشعر الجنود في الحاجز، وهم مقاتلون في الكتيبة 76 في سلاح الهندسة، بخطرٍ على حياتهم، فقاموا بإطلاق النار على القسم الأسفل مِن جسمه.

وتبيّن أيضًا من التحقيق، الذي استند إلى سماع إفادات عشرات شهود العيان، أنه إثر إصابته برجله، واصَل مهاجمة الجندي عبر قضيبٍ حديديّ، قبل أن يُطلق عليه الرصاص لقتله.

من الجدير بالذكر أنّ التحقيق في الحادث نُقل إلى جهاز الأمن العام (الشاباك)، إذ سيجري بين أمور أخرى فحص سبب عدم تشغيل كاميرات الأمان في المنطقة.

وفي الأردن، نُقل أنّ الضحية هو القاضي رائد زعيتر، الذي عمل في محكمة في عمّان منذ عام 2009. إثر الحادثة، حاول متظاهرون أردنيّون أمس الاقتراب من السفارة الإسرائيلية في عمّان، رافعين شعارات تدين إسرائيل، بينها: “لا سفارة صهيونية في دولة عربية” و”الشعب يريد إلغاء معاهدة السلام”.

وقد عاد العاملون في السفارة الإسرائيلية في الأردن، الذين تحصّنوا في الساعات الماضية في مبنى السفارة في العاصمة عمّان إثر التظاهُرات الغاضبة التي اندلعت في المنطقة، إلى بيوتهم بأمان.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
معبر اللنبي حيث قتل الأردني (سلطة المطارات الإسرائيلية)
معبر اللنبي حيث قتل الأردني (سلطة المطارات الإسرائيلية)

احتجاجات في الأردن بعد مقتل قاض أردني برصاص الجيش الإسرائيلي

طلبت الحكومة الأردنية من إسرائيل التحقيق الفوري في ظروف مقتل القاضي الأردني عند معبر اللنبي، في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن القتيل حاول خطف سلاح أحد الجنود الإسرائيليين

10 مارس 2014 | 20:27

أفادت وسائل الإعلام الأردنية بأن عشرات الناشطين حاولوا مساء اليوم الاثنين، اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان، احتجاجا على مقتل القاضي الأردني رائد علاء الدين زعيتر اثر تعرضه لإطلاق نار عند الجانب الإسرائيلي لمعبر “اللنبي” (جسر الملك حسين) صباح اليوم.

ويدّعي جيش الدفاع الإسرائيلي أن القتيل حاول خطف السلاح من أحد الجنود الإسرائيليين في المعبر.

وطالب المحتجون بإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، كما طالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان.

وطلبت الحكومة الأردنية من الحكومة الإسرائيلية التحقيق الفوري وبدون تأخير في ظروف الحادث المأساوي.

واستدعى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، حيث أبدى استنكار الحكومة الاردنية ورفضها الشديدين لحادث اطلاق النار على القاضي الأردني معتبرا الحادث أمرا مرفوضا.

وأضافت التقارير الأردنية أن جودة أبلغ السفارة الإسرائيلية في عمان أن الحكومة الاردنية تنتظر تقريرا شاملا بتفاصيل الحادث.

اقرأوا المزيد: 125 كلمة
عرض أقل
طلاب وزارة الخارجية عند الأمير حسن الأردني
طلاب وزارة الخارجية عند الأمير حسن الأردني

طلاب وزارة الخارجية عند الأمير حسن الأردني

تأثر أعضاء الدورة، الذي يعتزمون أن يصبحوا دبلوماسيين في جميع أنحاء العالم، تأثروا من زيارة عمّ الملك عبد الله وحظوا بترحيب حارّ.

“إنّها المرة الأولى التي أقابل فيها أميرًا”، كان هذا هو العنوان الذي أعطاه طلاب دورة وزارة الخارجية لمنشور في مدوّنة خاصة بهم يصفون من خلاله زيارتهم للأمير حسن الأردني. وقد انعقدت الزيارة في عاصمة الأردن كجزء من تأهيل الطلاب للمهمّات الدبلوماسية حول العالم.

وقد رفع أعضاء الدورة على المدوّنة التي يديرونها قصة الزيارة وصورا من اللقاء المميّز. وقد تحدّث الطلاب عن “الأوضاع الأمنية المشدّدة حول السفارات. ومع ذلك، فمن الواضح أنّه على الرغم من التقييدات الأمنية، يتمكّن موظّفو السفارات من التغلّب على الصعوبات وإيجاد علاقات وثيقة وكبيرة مع حوارات مهمّة مع النخبة الحاكمة، الأمنية ورجال الأعمال في البلاد”.

بعد ذلك سلّطوا الضوء على الزيارة، واللقاء مع الأمير الأردني في الأكاديمية الملكية في الأردن. الملك الحسن هو أخو الملك الحسين وعمّ الملك الحالي عبد الله الثاني. “استقبلنا الأمير بكرم ورحّب بنا بحرارة، صافح كلّ واحد منها وأعطى تعليماته بخصوص المنطقة وآماله بالسلام”، هكذا كتبوا.

صورة الملك عبد الله في شوارع عمان والتي شاركها الطلاب في المدوّنة
صورة الملك عبد الله في شوارع عمان والتي شاركها الطلاب في المدوّنة

وقد اجتمع الفريق مع مسؤولين كبار من المستوى السياسي، الدبلوماسي والاقتصادي، ومن بينهم وزير أردني وسفير ألمانيا في الأردن. “انتهت الجولة اليوم داخل السفارات بمحادثة مع رجال أعمال أردنيّين يعملون مع إسرائيل، والذين أشاروا إلى أنّ تعزيز العلاقات بين الدولتين مشروط بشكل كبير بتوطيد العلاقات التجارية بين الشعبين”، هكذا كتبوا.

“المفاجأة الكبرى لليوم كانت دون شكّ وجبة الغداء الممتازة والتي قام بطبخها الوزير دانيال نبو بنفسه”، شارك الطلاب، الذين أعجبوا من مهارات الطبخ لدى السفير (وخاصة من كعكة الشوكولاتة الحارة التي أعدّها).

وفي النهاية كتبت الطلاب مازحين: “لا يرتدي جميع الأمراء التاج، ولكن لدى جيراننا لدى الجميع شارب”، ولخّصوا بقولهم: “الأردنيّون هم أشخاص كرماء ويرحّبون بحرارة”.

اقرأوا المزيد: 244 كلمة
عرض أقل