فيما تحركت حدود تطرف اليمين السياسي في إسرائيل في الصيف الفائت أكثر يمينية بعد أن دعا وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الإسرائيليين إلى مقاطعة محلات عرب إسرائيل، تلك المحلات التي أضربت لمدة يوم واحد تضامنًا مع مواطني غزة، هنالك من يدعي من بين السياسيين أن السوق الإسرائيلية تخسر الجمهور العربي ولا تنظر إليه كمحرك نمو مركزي في السوق التجارية. في بداية الأسبوع، أقيمت في حيفا دفيئة تكنولوجية جديدة تعرض طريقة أخرى، للنظر إلى الوسط العربي كفرصة تجارية.
الدفيئة التكنولوجية Takwin Labs أتمت جولة تجنيد 4.5 مليون دولار، معدّة للاستثمار في شركات ناشئة في الوسط العربي. من يقف وراء إنشاء الدفيئة في حيفا هم نائب الكنيست أريئيل مرغليت (حزب العمل) مؤسس مؤسسة أموال المخاطرة JVP، حامي بيريس، ابن الرئيس السابق شمعون بيريس، ورجل الأعمال العربي الإسرائيلي، عماد تلحمي، مؤسس Babcom Centers. إن هدف الدفئية هو رصد مبادرين إسرائيليين عرب والاستثمار في مرحلة أولية (Seed) مبالغ مئات آلاف الدولارات في مشروع مبادرة.
حسبما يقول مرغليت، تقيم سوق الهايتك علاقات تجارية متفرعة مع الصين، دول أفريقيا، بل وجنوب أفريقيا (عدا عن أوروبا والولايات المتحدة المعروفة ضمنا)، “لكننا لا نتعامل مع العالم العربي وهذا تضييع، لأن اليوم هنالك فرصة للتوجه لجمهور عربي غفير مع منتجات وأفكار جديدة في مجال الوسائط الجديدة وباللغة العربية”.
سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات (Flash90/Miriam Alster)
لكن هل قد يؤثر الاسم “إسرائيل” على التطوير التكنولوجي سلبًا على المبادرين؟
“لقد تغيّرت الأجواء اليوم. يقوم عرب إسرائيليون كثر بأعمال تجارية في الأردن، بينما قبل سنتين أو ثلاث كان هناك فقدان الثقة بهم. اليوم تصل للأردن، والأبواب مشرعة. يتغير الوضع أيضًا في مصر التي هي سوق ضخم. لم تنشأ الدفيئة في حيفا بمشاركة العالم الرئيسي كي تلغى الخشيةُ من شراء منتجات فيها تدخل حكومي إسرائيلي . هناك للشركات الإسرائيلية اليوم علاقات مع دول الخليج وإندونيسيا وهي تعرف كيف تتعامل مع التشابكات التجارية. لا حاجة لكتابة “إسرائيل” على الجبين، فالتكنولوجيا الإسرائيلية معروفة على أي حال في العالم العربي”.
“الفكرة هي أن المبادرين العرب بالذات، مع الاسم العربي وقدرات اللغة، يمكنهم أن يشكلوا جسرًا للعالم العربي. إن الشركات الناشئة الإسرائيلية التي يقودها عرب، والتي تتشارك مع شركات أصلها من الخليج أو السعودية، تحظى بأفضلية”.
كيف ترى المبادرات في المجتمع العربي؟
“هنالك طبقة مثقفة جدًا، ودافع تجاري عالي. لشديد الأسف، بسبب شروط القبول وامتحانات السيكومتري الملائمة للجمهور العريض ولا تهتم بالفروق اللغوية، من الصعب عليهم أن يُقبلوا للتعليم ولذلك يخرج كثير منهم للتعلم في عمان. حوالي 11 ألف طالب جامعي عربي إسرائيلي يتعلم هناك، ويبنون علاقاتهم ويعودون إلى البلاد. هذا يفتح الباب أمام المبادرين العرب للعلاقات في العالم العربي، في نهاية المطاف يفيدهم ذلك في المبادرات”.
بُنيت المبادرات الإسرائيلية من متخرجي وحدة الاستخبارات 8200 وهي دفيئة نمو محلية مغلقة في وجه عرب إسرائيل خاصة
“يجب الخروج من نطاق وحدة الاستخبارات 8200 كالشيء الوحيد الذي يدفع بالهايتك الإسرائيلي قدمًا. الانقلابات في العالم العربي والتغيّرات التكنولوجية هي حضارية وفكرية ولا ترتكز على الأغراض فقط. ينبغي على شركات التكنولوجيا البحث عن كُتّاب، مخططين، رجال فكر وليس رجال تقنيين، والتفكير بالمستخدمين، الولد أو البنت التي تريد الاستفادة من المنتج”.
في إسرائيل تُضخ الأموال الكثيرة لمجال الفضاء الإلكتروني وهذا أيضًا باب مغلق في وجه مبادرين عرب
“كمن أقام دفيئة الفضاء الإلكتروني الأول في بئر السبع، أنا مسرور بتعاظم هذا التوجه. لقد أدركوا أن هذا المجال يحتاج تطويرات تقنية، ولدى الإسرائيليين قدرات. لكن ليس كل ما في مجال الفضاء الإلكتروني يجب أن يكون مبنيًّا على علم أمني، لأن موضوع تأمين المعلومات يُستوحى أيضًا من المجال المصرفي ولذا فالمجال غير مغلق”.
المبادرون (من اليسار الى اليمين) بيريس، مرغليت وتلحمي
سؤال سياسي، في نهاية حملة “الجرف الصامد”، لقد انخفضت شعبية حزب العمل في الاستطلاعات. من يتأمل من الجانب يرى كيف يجلس حزبك اليوم في المعارضة وعلى ما يبدو فسيستمر في الجلوس هناك زمنًا طويلا
“نحن مستعدون للمضي في الطريق التي ليس فيها هواء القمة، حتى نقوم بالعمل ونصل إلى فوق. لكن كل قدراتنا كحزب تتجمع كبديل عام واضح ضد نتنياهو ولبيد. ما زلنا لا نظهر وجهنا الآخر. لقد عرف إسحاق رابين، كيف يربط الوسط العربي برؤيا إنتاجية، لكن منذ اغتياله لم يقوموا بذلك بما يكفي لدينا”.
لا تحظى أفكارك ومنها التطوير التجاري في الوسط العربي بتأييد الجمهور الإسرائيلي الواسع
“هذا حقًا مرتبط بتشكيل بديل للسلطة. بمد يد سياسية حقيقية للدول العربية المعتدلة مثل مصر والأردن، وتقوية العلاقات مع أبي مازن، بحيث لا يبقى وحيدًا في المنطقة. نفتالي بينيت، وأفيغدور ليبرمان، يتمسكان بتلميحات عربية ضد اليهود واليهود ضد العرب. وهذه رسالة خاطئة، إسرائيل لا ينبغي أن تبقى منعزلة، لا في المستوى السياسي ولا الاقتصادي”.
من اليمين الى اليسار: لوسي أهريش، ميرا عوض، أحمد الطيبي والشيخ رائد صلاح (Falsh90 and Instagram)
العرب الجدد
ها هم عرب إسرائيل الجُدد: يقتحمون حدودًا اجتماعية – جندرية، يعيدون صياغة وعيّهم السياسي الذي حتى الآن قيّد الكثيرين في المجتمع الصغير ويمضون قُدمًا من أجل سد الثغرات
تم تداول مسألة اندماج عرب إسرائيل، في المجتمع الإسرائيلي – اليهودي، مرات عديدة من خلال الأبحاث التاريخية والتحليلات الاجتماعية. تعج مكتبات الجامعات الإسرائيلية بمعطيات مقارنة تحلل التحوّل الاجتماعي – الثقافي – الاقتصادي والسياسي الذي مر به مليون عربي يعيشون اليوم في إسرائيل.
ويمكن كتابة الكثير من الكتب فقط عن موضوع التسميات التي تُطلق على عرب إسرائيل. هناك من يعرّفونهم على أنهم: عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة.
عرب إسرائيل، عرب 48، فلسطينيون مواطني إسرائيل، الوسط العربي في إسرائيل، عرب الداخل والمزيد من التسميات، وتُظهر كل واحدة من هذه التسميات هوية ثقافية – سياسيّة مختلفة
وأكثر من أي شيء، برأيي، فإن هذا البحث الواسع والواضح لا يتضمن الحديث عن التغيير الهام والكبير الذي يمر به الوسط العربي في إسرائيل. جاء التغيير الذي هو أيضًا تغيير مثل كل التغييرات الاجتماعية الكثيرة في العالم، مع عصر الاتصالات العصري والإنترنت.
تسونامي، تسونامي ثقافي، اقتصادي وسياسي: هكذا اعتدت أنا على الأقل أن أسمي هذه الظاهرة. فأكبر تغيير يمر على المجتمع العربي في إسرائيل، هو عملية بدأت قبل عقد من الزمن، عندما دخلت الكمبيوترات المحمولة إلى البيوت، وتسارعت تلك العملية خلال السنوات الأربع الأخيرة بفضل الهواتف الذكية، التي تتيح لكل شاب وشابة التحدث عبر الشبكة المفتوحة مع من يريدون ومتى يريدون. نتحدث غالبًا عن تناقض قوي وصارخ بين جيل الكبار وجيل الشباب. ويكشف العالم العصري الشباب على العالم الحقيقي، دون رقابة، وتتراجع العلاقات مع العائلة والبالغين. فأكثر شيء كان يهم جدتي في الحياة هو الشرف، وماذا سيقول الجيران. إذ، يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي.
رغبة منا محاولة نقل روح التغيير تلك، جمعنا لكم عشر شخصيات ملفتة وتعكس، برأينا، وبشكل جيد ذلك التحوّل الذي يطرأ على المجتمع العربي في إسرائيل.
أحمد الطيبي
عضو الكنيست أحمد الطيبي يتهم السلطات بانتشار ظاهرة العنف (Flash90Uri Lenz)
يفتتح هذه القائمة وهو سياسي استطاع أن يجعل السياسة الإسرائيلية تقف على رجليها. ربما هو ليس صغيرًا ولكن، فكره المتقد وسلاطة لسانه نجحا بجلد الكثيرين من معارضيه في الحكومات الإسرائيلية.
الطيبي، المولود عام 1958، هو ابن لأب من يافا وأم من الرملة. يشغل الطيبي اليوم منصب نائب رئيس الكنيست ونائب عن حزب الحركة العربية للتغيير. وسبق أن كان مستشارًا للرئيس ياسر عرفات للشؤون الإسرائيلية. وهو أساسًا طبيب. وُلد الطيبي في قرية الطيبة. أنهى عام 1983 دراسة الطب بتفوق في الجامعة العبرية في القدس وبدأ اختصاصه بطب التوليد والنساء (لكنه لم ينه الاختصاص). يقيم اليوم في قرية الطيبة مع زوجته مي، طبيبة أسنان مختصة بعلاج الأطفال وهو أب لابنتين.
يحلم الشباب اليوم بالحلم الأمريكي وهو تحقيق الذات، الحرية والنجاح الاقتصادي
حاول الطيبي طوال سنوات أن يمهد طريق دخول عرب إسرائيل إلى سوق العمل الإسرائيلي، والعمل في أروقة الكنيست للحصول على حقوق كاملة ومساوية للحقوق التي تقدّم اليوم لكل مواطن إسرائيلي – يهودي. من بين الأمور التي يحاول تحقيقها: مكانة المرأة في الوسط العربي والمقاومة الشديدة للعنف ضد النساء داخل المجتمع.
إن الطيبي معروف بلسانه السليط وكثيرًا ما واجه رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، واقتحم نقاشات كانت عنصرية برأيه. وفقط في شهر كانون الأول الأخير (2013) هاجم مواطن يهودي النائب أحمد الطيبي وسكب عليه كوب شاي ساخن، حين كان الأخير يتظاهر ضدّ مخطط برافر، الموضوع الشائك، لتوطين البدو. وينضم هذا الهجوم الأخير إلى عدد كبير من المشادات الكلامية مع مغنين، لاعبي كرة قدم ومثقفين كثر. “هو عمومًا ليس شخصًا مريحًا” كتبوا عنه في الشبكة، وهو بالفعل يعترف بأن خصومه السياسيين يفكرون مرتين قبل أن يخوضوا أي مواجهة معه.
الشيخ رائد صلاح
الشيخ رائد صلاح (FLah90/Yossi Zamir)
قد تصدّر الشيخ رائد صلاح عناوين كثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، الفلسطينية والعالمية بسبب مواقفه الصارمة ضد الاحتلال وضد “النهج الإسرائيلي”، برأيه، ضدّ المواطنين العرب.
تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس
وُلد الشيخ رائد صلاح أبو شقرا، عام 1958 وأصبح رئيس الكتلة الشمالية (الكتلة الأكثر تطرفًا) من الحركة الإسلامية في إسرائيل ومن الزعماء الدينيين في الوسط الإسلامي في إسرائيل. تُعرف آراء صلاح الرافضة لأي حق بوجود دولة إسرائيل وتحديدًا سيطرتها على القدس. بين عامي 1989 – 2001، شغل صلاح منصب بلدية أم الفحم.
وشخصيته المثيرة للخلاف معروفة جيدًا لدى المجتمع الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، اتُهم صلاح بمسؤولية جزئية عن أحداث “أكتوبر 2000” والتي قُتل خلالها 13 مواطنًا من عرب إسرائيل بمواجهات وقعت مع الشرطة والجيش وكانت شرارة الانتفاضة الثانية.
يتصدّر صلاح رأس قائمة الأشخاص الذين تم تحذيرهم من قبل السلطات التنفيذية في إسرائيل بعد سلسلة من الأعمال التي تضمنت من بين أشياء أخرى: الإشادة على أعمال العنف، اتهامات ضد إسرائيل، رفض وجود الدولة وتأجيج النار بين أوساط عرب إسرائيل.
في آذار 2014، حكمت محكمة الصلح في القدس على صلاح بالحبس لثمانية أشهر فعلية وثمانية أشهر مع وقف التنفيذ. وكان صلاح قد أُدين في شهر تشرين الثاني الأخير بالتحريض على العنف، بسبب الخطبة التي ألقاها في حي وادي الجوز في القدس عام 2007. بعد قراءة الحكم، خرج صلاح وكثيرون من أتباعه من المحكمة وعقدوا مؤتمرًا صحفيًا استنكروا فيه الحكم، ووصفوه بأنه استمرار لملاحقة الشيخ صلاح من قبل إسرائيل.
سليم طعمة
اللاعب سليم طعمه (Wikipedia)
يُعتبر واحدًا من لاعبي كرة القدم العرب المتميزين جدًا في إسرائيل. صحيح أنه ترك الحياة الرياضية من مدة قصيرة ويعمل الآن على تكريس قدرته في مجال الأعمال، ولكنه لا يزال يُعتبر رائدًا في مجاله ومثالا يُحتذى بالنسبة للكثير من الشبان.
طعمة هو عربي إسرائيلي مسيحي وُلد في اللد ولعب لسنوات طويلة ضمن فريق هبوعيل تل أبيب كلاعب وسط.
لعب أيضًا مع عدة فرق خارج البلاد منها ستنادرد لياج البلجيكي في موسمي – 2007 – 2008. وفاز طعمة مع الفريق ببطولتين متتاليتين.
ظهر اسمه في الكثير من الأغاني العنصرية التي كُتبت عنه. في الأغنية العنصرية “طعمة إرهابي”، قارن مشجعو فريق بيتار القدس، الذين يعتبرون أكثر المشجعين عنفًا على المدرجات، بينه وبين المخربين الذين قاموا بعمليات تفجير في إسرائيل في التسعينات. وكان دائمًا يتمنى إبعاد المشجعين المتطرفين عن الملاعب وادعى أنها ظاهرة مقرفة تدل على كره الآخر، حالة تمييز وعنصرية لا تلائم الروح الرياضية الإسرائيلية.
ميرا عوض
ميرا عوض (FLash90/Miriam Alster)
ميرا عوض، ممثلة وموسيقية عربية – إسرائيلية تتنقل طوال حياتها بحذر بين الأقطاب. “لست مجنونة ولكنني معقّدة، ومركّبة. شكلي يبدو لائقًا، أشكنازية شقراء ذات عينين صافيتين، أنا لا أشكل تهديدًا على أحد، حتى أن أفتح فمي” هذا ما قالته عوض عن نفسها في إحدى المقابلات.
فمن جهة، حققت نجاحًا كبيرًا كفنانة استطاعت أن تصل إلى فترة ذروة المشاهدة في إسرائيل وحتى أنها مثلت إسرائيل في مسابقة أورفزيون. ومن جهة أخرى، ما زالت تشكل ميرا جزءًا من الأقلية العربية في الدولة اليهودية. “يشعرون بالارتياح معي لذا، أسمع أشياء كثيرة عن العرب. مثلما ما كان يريد فعله سائق تاكسي مع كل العرب” تقول عوض. “أحيانًا أجادل، وأحيانًا أخرى أضحك فقط. أحيانًا أشعر باكتئاب أيضًا”.
وُلدت ميرا عوض عام 1975 في قرية الرامة الجليلية لعائلة مسيحية. والدها طبيب عائلة وتعرّف خلال دراسته في بلغاريا على والدتها. أظهرت، وهي لا تزال طفلة، إحساسًا موسيقيًا متطورًا: “في التاسعة من عمري وقفت على المسرح” تقول عوض. من سن الـ 18 التحقت بتعلم الفن والأدب الإنكليزي في جامعة حيفا وبعد عامين تركت الدراسة وتوجهت إلى كلية الموسيقى لتحقق حلمها بتعلم الموسيقى.
في الـ 27 من عمرها، دخلت الوعي الجماهيري عندما أدت الدور الرئيسي في المسرحية الغنائية “سيدتي الجميلة” في مسرح هكامري. بالمقابل، بدأت حياة موسيقية ومن بين مشاريع كثيرة شاركت بمشروع عيدان رايخل، وحاليًا وقّعت عقدًا مع شركة SONY العالمية لإنتاج ثلاثة ألبومات.
حصلت على شهرتها الواسعة من الدويتو الذي أدته مع آحينوعم نيني في مسابقة الأورفزيون “There must be another way”. التي وصلت إلى النهائيات ولكنها لم تحظ بأن تكون أفضل أغنية.
وعوض ليست عربية تقليدية ومؤخرًا تزوجت صديقها، كوستا، بعد علاقة، عبر الشبكة، دامت عامًا ونصف. فأقيم حفل الزفاف في نهاية كانون الأول 2013 في طقوس متواضعة في بلغاريا.
هدى نقاش
هدى نقاش (مسابقة Miss Earth)
منذ خمس سنوات، تحاول عارضة الأزياء العربية هدى نقاش ابنة الـ 24 سنة من حيفا أن تشق طريقها داخل صناعة الموضة الإسرائيلية دون أن تحقق نجاحًا كبيرًا. قبل عامين جاء التحوّل، مع أول حملة إسرائيلية. وليس مجرد أول حملة ترويجية – فتصوّرت نقاش لشبكة الملابس الداخلية جاك كوبا، الشركة المستوردة للسلع العالمية الخاصة بالملابس الداخلية.
تحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بحملات الترويج والتصوير بملابس تحتية. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي
تطمح نقاش بأن تكون بار رفائيلي، أو أن تتحوّل على الأقل إلى أيقونة ملابس داخلية مثلها. “هي عارضة أزياء شهيرة (رفائيلي) وأنا أطمح لأكون عارضة أزياء مشهورة”، قالت نقاش في إحدى المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. تُظهر نقاش أمام عدسات مصوري الأزياء، راحة لا مثيل لها. ربما أنها بخلاف الكثير من العارضات الأخريات اللواتي يتصوّرن بالملابس التحتية فقط من أجل كسب المال، فتحلم نقاش منذ فترة طويلة بأن تشارك بمثل حملة الترويج هذه. وهي لا تخشى ردة الفعل في الشارع العربي.
وُلدت نقاش في حيفا لأم هي معلمة بيولوجيا ووالد مهندس معماري. سافرت العائلة إلى إيطاليا وهي لا تزال صغيرة، ومن هناك إلى الناصرة ثم حيفا.
https://www.youtube.com/watch?v=VIoGGWPCVmA
أنهت نقاش دراستها للقب الأول في موضوع الآثار والجغرافيا من جامعة حيفا، إلا أن كل طموحها كان موجّهًا نحو مجال الأزياء. توجّهت قبل ثلاث سنوات إلى مصمم بدلات العرائس الحيفاوي كميل شاهين، على أمل أن تكون عارضة جملته الترويجية، ولكنه وجّهها إلى وكالة عرض أزياء. وقام مصوّر كان يعرفها بتوجيهها إلى محررة المجلة النسائية العربية “ليلك”، يارا مشعور، التي قررت أن تكرس كل الجهود لتحويل نقاش إلى عارضة أزياء عالمية.
وضعت مشعور صورة نقاش على غلاف المجلة التي تحررها، بينما كانت ترتدي ملابس بحر جريئة، ومؤخرًا حتى أطلقتها كعارضة أزياء ممثلة لإسرائيل في مسابقة الجمال العالمية Miss Earth التي أقيمت في مانيلا بمشاركة 84 مرشحة من أنحاء العالم. ربما عادت نقاش دون لقب، ولكن حققت مشعور إنجازًا آخر لمحاولة تحرير المرأة العربية العصرية من القيود البطريركية في المجتمع العربي.
ابتسام مراعنة منوحين
المخرجة ابتسام مراعنة منوحين (Wikipedia)
الروح الجديدة بتوثيق الأفلام الوثائقية. مراعنة هي أول سينمائية عربية إسرائيلية. تتطرق في أفلامها الوثائقية إلى المواضيع التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي عمومًا وبالمجتمع العربي في إسرائيل تحديدًا، بالتركيز على مكانة المرأة.
مراعنة: “وُلدت مراعنة في الفريديس عام 1975. تعلمت السينما والتلفزيون في إحدى أهم المؤسسات في البلاد، واستكملت تعليمها ونالت لقباً بمجال الإعلام وشهادة تدريس”
“الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”
كان أول فيلم قدمته، “الفريديس، الجنة الضائعة” (2003) وتحدث عن سعاد رانيم، المولودة في الفريديس، ناشطة سياسية في منظمة التحرير، قبعت لسنوات عديدة في السجون الإسرائيلية، واليوم هي د. بالمحاماة في بريطانيا. عُرض الفيلم في عدة مهرجانات حول العالم ولفت الكثير من الأنظار إلى مراعنة.
لماذا السينما الوثائقية؟ “الأعمال الوثائقية برأيي هي القدرة على نقد المجتمع الذي أنا جزء منه، الإسرائيلي عمومًا والعربي تحديدًا، بشكل مباشر. لديّ ما أقوله، والأعمال الوثائقية تمنحني القوة للتعبير عن نفسي”، قالت مراعنة خلال مقابلة لها.
لفت آخر فيلم قدّمته مراعنة النظر إلى براعتها. وحظي “سجل أنا عربي”، بلقب أكثر فيلمًا محبوبًا من قبل الإسرائيليين للعام 2014، ويبيّن الفيلم، الذي تناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن طريق قصتي حب دراميتين للشاعر، الأولى لامرأة يهودية والثانية لابنة دبلوماسي سوري، التوتر المزدوج في حياته، الأول لكونه شاعرًا خاصًا، شخصيًّا، يدعو إلى صنع السلام ورومنسيًّا، وبين تحوَله إلى مبدع سياسي، رمز المقاومة الفلسطينية، والثانية، بين إدراكه الشعري للعالم وبين ملل الحياة.
أسماء إغبارية
السيدةاسماء أغبرية زحالقة (Wikipedia)
“أصيلة، تمامًا كما هو المعنى المبيّن في القاموس لكلمة أصيل. حقيقية، فصيحة، متحمسة، صريحة. بصقت الحقيقة في وجهنا مباشرةً”. هذا ما كُتب مؤخرًا عن سيدة النضالات الاجتماعية أسماء إغبارية.
أسماء، سياسية يجهلها كثيرون في المجتمع الإسرائيلي، ربما لم تتمكن من دخول معترك السياسة المحلية أو الإسرائيلية عمومًا، ولكنها كانت من مرشحي قائمة حزب “دعم” العمالي، (حزب العمال، حزب يساري اشتراكي)، ورئيسة الحزب اليوم.
يعرفها الكثير من النشطاء السياسيين جيدًا، وتمكنت من إلهام الكثير من النساء ربما بسبب خلفيتها المميّزة. وهي امرأة عربية من يافا (40 عامًا) تحاول قيادة حزب عدل اجتماعي، بالتعاون بين العرب واليهود بينما تركّز أجندتها على المحتاجين والنقابات العمالية.
لوسي اهريش
http://instagram.com/p/b3-loShQWy/
أكثر ما يميّز اهريش هو أيضًا ما يشكل العقبة الكبيرة لديها: شابة عربية حادة الطباع تتكلم العبرية بطلاقة، ترى ولا تُرى من الجانبين. لوسي اهريش (33 عامًا) هي صحافية، ممثلة ومقدّمة برامج تلفزيونية.
ترعرعت لوسي في بيت عائلة مسلمة في المدينة الجنوبية، ديمونا. التحقت بمدارس يهودية واعتادت على الاحتفال بالأعياد اليهودية إلى جانب أعياد المسلمين.
اهريش تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات
ترعرعت اهريش وتعلمت في مؤسسات تربوية يهودية، وشعرت أنها جزء من التيار الإسرائيلي – اليهودي. وكذلك، حاولت اهريش وفقًا لأقوالها، عندما بدأت قبل عام بالعمل كمقدّمة برنامج حواري وترفيهي في القناة 2، ثم أصبحت مقدمة الأخبار والبرامج بالعبرية العربية الأولى في إسرائيل، أن تهرب من تصنيفها بأنها العربية الأليفة المناوبة. “أنا لست عربية مسكينة”، قالت، “كم يمكن اتهام الآخرين؟ أنا مرتاحة بحياتي رغم كل العنصرية القذرة الموجودة في إسرائيل”. إن كانت ترغب اهريش أم لا، فإنها تمثل جيلاً جديدًا من الشبان العرب الذين اندمجوا في مناصب هامة في الإعلام الإسرائيلي، جيل يتحدى جيل الآباء ويخالف كل التوقعات.
نوف عثامنة إسماعيل
الرابحة نوف عثامنة إسماعيل (Flash90/Yonatan Sindel)
تُعتبر “سيدة البرنامج” في البرامج الواقعية الخاصة بالطبخ والتي تحتل وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية في إسرائيل. ونجحت نوف هذا العام بالوصول إلى المرتبة الأولى والحصول على اللقب “أفضل شيف في إسرائيل” (ماستر شيف)، بعد موسم حافل ومليء بالتوتر.
نوف، دكتور في علم الكائنات الحيّة، وتبلغ 32 عامًا، متزوجة وأم لثلاثة أبناء من قرية باقة الغربية، وأدهشت الحكام في البرنامج طوال موسم كامل بسبب تقنيات الطبخ المميّزة التي قدّمتها.
أرادت نوف تمثيل المطبخ العربي، وإلى جانب ذلك، طلبت أن تدمج تقنيات ومواد خام من المطبخ الحديث لتطويره وجعله يناسب الجميع.
قالت نوف عن نفسها بأنها مدمنة على الأسواق، الروائح والنكهات وكان من بين المهام الصعبة التي فرضت عليها خلال البرنامج التلفزيوني: أن تعد وجبة طعام لجدتها. هذا اللقب أثر عليها كثيرًا وكان من المهم جدًا بالنسبة لها أن تستوفي المعايير العالية الخاصة بالمطبخ العربي التقليدي الذي اكتسبت موهبتها منه. والأهم من ذلك أن نوف حاولت دعم الحوار العربي الإسرائيلي من خلال المطبخ وتتمنى مستقبلاً أن تبني أول مدرسة عربية يهودية لتعليم فنون الطبخ لتكون جسرًا آخر بين هذين الوسطين.
عماد تلحمي
عماد تلحمي (Babcom)
فتح رجل الأعمال عماد تلحمي (56 عامًا) بوابة عربية إلى الاقتصاد الإسرائيلي: لم يحب الظهور يومًا في الملاحق الاقتصادية، ولكن اسمه يسبقه في عالم صناعة النسيج. تلحمي مبادر تجاري اجتماعي، نما طوال 25 عامًا في شركة دلتا، بدءًا بأصغر وظيفة له، إلى أن أصبح اليد اليمنى لمالك الشركة السابق، دوف لاوتمن. قام تلحمي بإدارة آلاف العمال في مصانع دلتا حول العالم: بدايةً من مصر والأردن، ووصولا إلى بريطانيا والولايات المتحدة. بعد أن تم بيع شركة النسيج وتغيير المالك، وجد تلحمي نفسه مباشرًة خارج صناعات النسيج وقرر أن يكوّن نفسه من جديد بحيث أقام أول شركة ناشئة (ستارت أب) في المجتمع العربي في إسرائيل.
“بابكم”، هو اسم الشركة. “بوابة للتعايش بما يخص التشغيل، المهنة، الفرص والنجاح”، يقول تلحمي. تقدم شركة الهايتك، التي أنشأها تلحمي، الخدمات التجارية بالاستعانة بمصادر خارجية، تتضمن مراكز تقديم خدمة للزبائن ومراكز تطوير برمجيات. تتوزع مكاتب “بابكم” في منطقة الجليل وهي تشغل أكثر من 500 عامل من العرب واليهود معًا.
تسعى “بابكم” إلى أن تكون الشركة ذات الخدمات الأفضل في إسرائيل، وأن تعتمد أساسًا على عمال وأكاديميين من الوسط العربي، إقامة عدد من المراكز في القرى العربية وتقديم خدمات خاصة بالبرمجيات، مراكز خدمات زبائن، خدمات الترجمة، الخدمات الهاتفية والاستطلاعات.
تتلخص رؤيا تلحمي بخلق شركة توفر بيئة عمل فاخرة جدًا للعمال وتكون ملزمة ببناء حياة مهنية لهم، الأمر الذي من شانه التأثير على البيئة المجاورة وتعزيز المساواة بالفرص على أساس استحقاقراطية.