لماذا بدأت الحرب الأخيرة في غزة؟ رغم أنه قد مضى أكثر من شهرين مُذْ بدأت الحرب، فالإجابة على ذلك ما زالت غير واضحة. يعتقد الكثير أن السبب الحقيقي لذلك هو واقع أن وضع حماس الصعب في القطاع أدى بها إلى أن تُدهور الوضع الأمني في المنطقة، على أمل أن يخفف الحل العسكري عن قطاع غزة.
كما هو معلوم، رغم احتفالات حماس بـ “انتصارها” في الحرب، فلم تحرز الحركة أي إنجاز يُذكر. ما زال من العسير عليها دفع رواتب عشرات آلاف موظفيها (رغم أنها نجحت في تهريب الأموال إلى قطاع غزة ودفع قسم من الرواتب). كذلك، لم يحوّل المال المفروض أن يصل إلى عائلات “الشهداء” بسبب الوضع الاقتصادي البائس.
عدا عن نقص الأموال، يبدو قطاع غزة كمنطقة منكوبة. هُدمت آلاف البيوت، عُطلت آلاف المدارس لأنها قد هُدّمت أو لأنها تُستخدم كمعسكرات للاجئين، ولا تحوّل أي رواتب جديدة. كل هذا يزيد من مخاوف الإسرائيليين الساكنين قريبًا من قطاع غزة أن تتيح حماس، مساءَ رأس السنة اليهودية الاحتفالي، الذي سيحل بعد نحو أسبوعين، للفصائل الفلسطينية أن تطلق النار نحو إسرائيل، أو أن تفعل ذلك بنفسها.
بالإضافة إلى ذلك، فرغم أن الجيش الإسرائيلي قد صرح أنه دمر كل الأنفاق في قطاع غزة حتى إسرائيل، فما زالت المخاوف قائمة ربما أنه لم تُكشف كلها وأنه يمكن التسلل لإسرائيل منها. نُشر أمس أن فرقتين جديدتين من حرس الحدود الإسرائيلي ستكونان في بلدات غلاف غزة بشكل ثابت، من أجل أن تلبي الحاجة أمام تهديد الأنفاق.
بالمقابل، هناك ادعاءات فيما يُنشر في الأيام الأخيرة أن مسؤول حماس، عماد العلمي، الذي كان في السابق مندوب حماس في سوريا وعمل في السنوات الأخيرة كمنسق رفيع المستوى بين الذراع السياسية والعسكرية للتنظيم، فقد كلتا رجليه.
حسب ما نُشر، خلال الحرب على غزة كان ينوي العلمي الخروج من مخبئه، من أجل الانضمام لبعثة التفاوض في القاهرة. الخروج من المخبأ يتم عن طريق المصعد، لكنه انهار عندما كان العلمي فيه، وأصيب إصابة بالغة في رجليه. لم ينجح الأطباء الذين عالجوه في إنقاذ رجليه واضطروا لبترهما.