في الليلة الماضية، نام مواطنو البلدات الإسرائيلية المجاورة للحدود مع غزة في الملاجئ. يوم أمس (الثلاثاء) تعرضت تلك البلدات إلى إطلاق 80 قذيفة هاون وصاروخا من قطع غزة، وسُمعت صفارات الإنذار كل الوقت. قال أحد مواطني هذه البلدات إن المواطنين ينامون في الملاجئ كما حدث في عملية “الجرف الصامد”.
وشهدت هذه البلدات إطلاق صواريخ من قطاع غزة اليوم صباحا أيضا، وألحق جزء منها أضرار مباشرة بالمنازل. قالت مواطنة من بلدة سديروت: “في هذا اليوم الذي نتعرض فيه لهجمات مكثّفة نشعر بالخوف والقلق ثانية. يسألني أطفالي عن صافرات الإنذار والصواريخ. أوضح لهم أن هناك من يحمينا وأن هذا هو الواقع الذي نعيشه، ولا يمكننا تجاهله. ونشرح لأطفالنا أن الجميع ليسوا أعداءنا، وعلينا أن نثق بأنفسنا وألا نخاف”.
حريقة في حقل إسرائيلي جنب الحدود مع قطاع غزة (Flash90)
شاركت شابة تدعى بار في مقابلة مع محطة الإذاعة الإسرائيلية من من القرية التعاونية باري القريبة من الحدود مع قطاع غزة. من المفترض أن تُجرى مراسم زفافها غدا، ولكن لا تعرف هي وشريكها ما يمكنهما العمل في حال سُمعت صفارات الإنذار أثناء الاحتفال الذي سيشارك فيه 500 مدعو. “ستُجرى مراسم الاحتفال كما هو مخطط”، قالت بار وأضافت: “يخشى المدعوون من المشاركة في الاحتفال وتعريض أنفسهم للخطر. لم أعد أشعر بالفرحة”.
يعاني المزارعون الإسرائيليون في البلدات القريبة من قطاع غزة من الهجمات. فهم أكثر ما يتضررون عندما يشعل الفلسطينيون الحقول ويدمرونها بعد أن عملوا وبذلوا جهودهم فيها لسنوات. تعرضت مساحات كبيرة من حقول الحنطة للحريق. تلحق الطائرات الورقية الحارقة التي يلقي بها الفلسطينيون نحو إسرائيل أضرار بمواطنين أبرياء.
في ظل الأضرار التي تسببت بها الصواريخ والطائرات الورقية الحارقة للمزارعين الإسرائيليين، ناشدت عضوة الكنيست الإسرائيلية، د. عنات بيركو مقاطعة المنتجات الزراعية المصنعة في غزة وطلبت من الجيش تحديدا ألا يشتري هذا المنتجات. تسعى حماس للإضرار بالجنود الإسرائيليين، تحرق الحقول، وتشتري إسرائيل منتجات زراعية من غزة للجيش”، كتبت بيركو.
ولكن في الجانب الآخر للحدود يوجد واقع محزن ومأساوي أيضا. البطالة وغياب فرص العمل يجعل شباب غزة يدورون في حلقة مفرغة. كما تشتكي المستشفيات من قلة الموارد ونقص الأدوية والمواد الطبية بسبب الانقسام والحصار الإسرائيلي. كما تتعرض أقسام الطوارئ في المستشفيات لانقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني