عزام الأحمد

رئيس المخابرات المصرية، خالد فوزي، يتوسط ممثل فتح، عزام الأحمد، وممثل حماس، صالح العاروري، قبل إبرام اتفاق المصالحة بين الطرفين في القاهرة (
رئيس المخابرات المصرية، خالد فوزي، يتوسط ممثل فتح، عزام الأحمد، وممثل حماس، صالح العاروري، قبل إبرام اتفاق المصالحة بين الطرفين في القاهرة (

تقديرات إسرائيلية: اتفاق المصالحة الفلسطيني سينهار خلال أشهر معدودة

حماس لم تسلم السلطة خرائط الأنفاق في غزة في إطار اتفاق المصالحة وتحافظ على سلاحها.. والجانب الإسرائيلي لا يعول على تحقيق الاتفاق عبر تشكيل لجان عمل ويجزم بأن فرص نجاحه ضئيلة

13 أكتوبر 2017 | 10:17

عنونت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، تقريرها الخاص بالمصالحة الفلسطينية، ب “اتفاق ذو فرص ضئيلة”، مشيرة إلى أن إسرائيل تتوقع انهيار الاتفاق في غضون أشهر، على ضوء إصرار حماس الحفاظ على سلاحها في غزة، في إطار المصالحة التي أبرمت أمس الخميس في القاهرة مع فتح، وعدم كشفها خرائط الأنفاق أمام ممثلي السلطة، ما يخل في التزامات السلطة تجاه الجانب الإسرائيلي في إطار التنسيق الأمني.

وأشار الخبير السياسي والعسكري في صحيفة، يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، إلى أن مسؤولي حماس رفضوا تسليم خرائط الأنفاق في غزة لمسؤولي فتح، خلال المحادثات في القاهرة. “ممثلو حماس لم يتكلفوا بالرد على هذه الطلب” وصف المحلل الإسرائيلي المشهد.

وأضاف “المحادثات أبقت في أيدي حماس الأنفاق، وورشات صناعة الأسلحة، والمختبرات، والطائرات المسيرة، وقوات الكوماندو لكتائب عز الدين القسام. عمليا، الذراع العسكري لحماس ظل على حاله- تحت سيطرة حماس وتوجيهاتها المباشرة”.

وعلى ضوء هذه المعادلة، أي عدم تخلي حماس عن أسلحتها، وعدم الانخراط في إطار التنسيق الأمني الذي تطبقه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل، التعامل الإسرائيلي مع الاتفاق الذي أبرم أمس هو أنه ضعيف وفرص نجاحه ضئيلة، كتب المحلل.

أما بالنسبة لإنجازات الاتفاق من المنظور الإسرائيلي، فهو يدل على تحرك لدى حماس في اتجاه النازل عن احتكارها المطلق للسلاح في غزة. فقد وافقت على نقل حراسة المنافذ لغزة إلى قوات السلطة بصورة تدريجية.

واتفق طرفا النزاع الفلسطيني على إقامة لجان مشتركة من المتوقع أن تعالج المسائل الخلافية بين الطرفين، إلا أن إسرائيل تشكك في قدرة هذه اللجان على القيام بمهامها، لا سيما أن الاتفاق لم يحدد جدول زمني لإقامتها ومدة عملها.

ورغم الاتفاق الذي وقعت عليه حماس، والذي من المفروض أن يسوي علاقة فتح وحماس في الضفة الغربية كذلك، أي وفق ملاحقة عناصر حماس في الضفة من قبل السلطة، وبالمقابل توقف حماس عن ممارسة نشاطات عسكرية، فمن ناحية إسرائيل حماس لم تبدِ أي تحرك حتى الآن يشير إلى أنها تتخلى عن تنظيمها العسكري في الضفة.

وتقول مصادر سياسية في القدس إن قرار رئيس السلطة الفلسطينية المضي قدما في المصالحة الفلسطينية، حتى لو كانت اتفاقا ضعيفا، يعود إلى رغبته في طرح نفسه أمام الأمريكان على أنه الحاكم الوحيد في فلسطين، وأن الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، مواجهة ادعاء إسرائيل أن أبا مازن لم يعد الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

إلا أن إسرائيل لا تعول على تصريحات الطرفين المبشرة بطي صحفة الانقسام، ورغبتهما في عرض جبهة موحدة، والتقدير الإسرائيلي هو أن المصالحة ستنهار في غضون أشهر قليلة، وذلك بالاستناد إلى أن حماس ستفرض التزامات السلطة حيال الجانب الإسرائيلي. فإسرائيل تريد أن يعود الاتفاق بالنفع عليها. إنجازات مثل اعتراف بإسرائيل أو وقف النضال المسلح من ناحية حماس.

اقرأوا المزيد: 395 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/FABRICE COFFRINI)

اليوم التالي بعد محمود عباس

في سنّ الثمانين وبعد أكثر من عقد في رئاسة السلطة الفلسطينية، لم ينجح محمود عباس في تهيئة خليفة متفق عليه. تراثه التاريخي كله مشكوك فيه والمستقبل غير واضح

عندما تلقى محمود عباس بشكلٍ رسميّ وظيفته كخليفة لياسرعرفات في منصب رئيس السلطة الفلسطينية، بدا أنّ كل الشروط كانت لصالحه.

نظر إليه الشعب الفلسطيني كخليفة لا يشق له غبار “لأبو عمار”، نائبه التاريخي وصديقه من جيل مؤسسي فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد وافقت حركة حماس على طلبه بالتمسّك بالتهدئة. كانت إسرائيل على حافة انسحاب تاريخي من قطاع غزة، تمت الموافقة عليه قبل وقت قصير من استلام عباس لمنصبه.

وجدت فيه الولايات المتحدة، من جهتها، تغييرا مرحّبا به مقابل عرفات الصلب. قال الرئيس بوش وقتذاك: “أخيرا، هذا الرجل الذي يمكنني أن أعمل معه”.

محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)
محمود عباس والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP PHOTO/MOHAMMED ABED)

يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق

والآن، ومع احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، يدرك عباس بأسف شديد بأنّه ضيّع كل الرصيد الذي كان بحوزته في بداية الطريق. وسوى ذلك، فهو يعلم أنه بعد موته سيترك خلفه إرثا إشكاليا جدا بالنسبة للشعب الفلسطيني المنقسم، المتنازع والمنكوب.

إنّ محاولة عباس في توحيد الشعب الفلسطيني وتعزيز فعالية السلطة الفلسطينية وسلطتها، بروح “سلطة واحدة، سلاح واحد”، قد نجحت بشكل جزئي فقط في الضفة الغربية، وفشلت تماما في قطاع غزة. لا شكّ أنّ فقدان السيطرة على غزة لصالح حماس في شهر حزيران عام 2007، والذي حدث بعد عام ونصف من فوز حماس في الانتخابات التشريعية، هو الفشل الأكبر لدى عباس.

في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه

في كل ما يتعلق بعملية السلام مع إسرائيل، فقد فشل عباس كثيرا، ولكن من الواضح أنّ معظم الشروط لم تكن لصالحه، بعد أنّ تحقّق إنجاز انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بشكل تامّ لصالح حماس. ولكن عندما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت عباس إلى مسكنه الرسمي وعرض عليه خارطة تفصيلية للانسحاب الإسرائيلي المقترح في الضفة الغربية، لم يقتنص عباس الفرصة. خلال فترة قصيرة تمّ انتخاب بنيامين نتنياهو لمنصب رئيس الحكومة الإسرائيلي، ووصلت عملية المفاوضات إلى طريق مسدود بشكل عميق، ولا يزال حالها كذلك حتى اليوم.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP PHOTO/CRIS BOURONCLE)

تآكلت شرعية عباس بعد أن اتضح عدم رغبته (أو عجزه) عن عقد انتخابات أخرى لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فلا زال يتمتّع بمكانة تاريخية لا يستطيع أي شخص آخر في السلطة الفلسطينية أن يفاخر بها: فمحمود عباس هو المتبقي الأخير من جيل المؤسسين لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثمّ فقد تمّ النظر إليه باعتباره واحدا من أواخر ممثّلي ياسر عرفات على الأرض، الرجل الذي جسّد الشعب الفلسطيني.

في العقد الماضي، انتشر في إسرائيل التوقع بأنّ “جيل الوسط” لحركة فتح، أولئك الذين سُجنوا في السجون الإسرائيلية في الثمانينيات وأصبحوا قادة ميدانيين لمخيّمات اللاجئين في الضفة وغزة، هم من سيقود الشعب الفلسطيني في العقود القادمة. ولكن هذا الجيل، جيل محمد دحلان، جبريل الرجوب، توفيق الطيراوي وأمثالهم، خيّب آمال الشعب الفلسطيني، وفقد السيطرة على غزة ولم يحقق التوقعات.

أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس

أصبحت السياسة الفلسطينية مستنقعًا سامّا ومليئا بالنزاع. وقد بدا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين بأنّ حماس هي بديل مفضّل عن عباس. يمكن أن نعدّ عشرات الأسماء بمثابة بدائل محتملين لعباس، ويستلزم من كل واحد منهم بذل جهود كبيرة من أجل توحيد الصفّ الفلسطيني والحكم بشكل فعال. إنّ خطر التدهور إلى فوضى تامّة أمر واضح للجميع.

ومن بين الأسماء التي تمّ طرحها على مدى سنوات لمنصب خليفة عباس هناك مروان البرغوثي المسجون في إسرائيل، جبريل الرجوب الذي ترأس الأمن الوقائي الفلسطيني، سلام فياض الذي تولى سابقا منصب وزير المالية ورئيس الوزراء، رشيد أبو شباك الذي سيطر على أجهزة السلطة في قطاع غزة، وأدين بعد ذلك بجرائم فساد، توفيق الطيراوي الذي ترأس المخابرات، حسين الشيخ أحد مسؤولي فتح، جهاد الوزير نجل خليل الوزير من مؤسسي فتح، وآخرون.

إن احتمالات كلّ هؤلاء الآن في خلافة عباس تبدو ضعيفة جدّا، وفي بعض الحالات مستحيلة. ومع ذلك، فقد اخترنا أربعة مرشّحين محتملين لهذا المنصب الكبير في اليوم الذي سيأتي بعد عباس. ولكن في هذه المرحلة فهي مجرّد تقديرات، حيث إنّه لا شيء مستقرّ وكلّ شيء قابل للتغيير.

محمد دحلان

محمد دحلان
محمد دحلان

الذي كان طوال الوقت المرشّح الأبرز لقيادة الشعب الفلسطيني بعد تبادل الأجيال، يبدو الآن ضعيف الاحتمال تماما في خلافة عباس، وخصوصا على ضوء الصراع العميق الذي انفجر بين الاثنين في السنوات الماضية. تمّ النظر إلى دحلان باعتباره فاسدا ووحشيّا. ومن جهة أخرى، ليس هناك أي قائد أكثر خبرة منه، وهو معروف من قبل الشعب الفلسطيني كله حتى لو لم يكن لديه شعبية، وبإمكانه أن يفخر بأنّه قضى زمنًا في الاعتقال في إسرائيل. ميزة أخرى هي أنّ دحلان مقبول على قسم لا بأس به من قيادة حماس، رغم التاريخ الدموي بينه وبين أعضائها. وأهم من كلّ ذلك؛ يبدو أن الرئيس المصري، عبد الفتّاح السيسي، يقف خلفه وسيعزّز مكانته.

محمد اشتية

محمد اشتية
محمد اشتية

ميّزات اشتية هي خبرته، مهاراته وقربه من القيادة القديمة لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. لدى اشتية خبرة كبيرة سواء في المجال الاقتصادي المطلوب جدّا لقيادة السلطة، أو في المجال السياسي؛ فقد كان في مؤتمر مدريد عام 1991 عضوا في الوفد الفلسطيني وفي السنوات الأخيرة انضم إلى صائب عريقات في إجراء المفاوضات مع إسرائيل. في المقابل، فإنّ اشتية هو شخص فاقد للمكانة الشعبية، وليس معروفا لدى معظم الشعب، وكما يبدو فهو يفتقد للكاريزما والسلطة المطلوبتين للزعيم.

ماجد فرج

ماجد فرج
ماجد فرج

إذا كان هناك شخص يسيطر اليوم على أراضي الضفة الغربية، شخص مسؤول عن الاستقرار النسبي في الضفة الغربية وعن الخطوات الفعالة للسلطة الفلسطينية باتجاه تحوّلها إلى دولة؛ فهو ماجد فرج. في المقابل، فهو غير معروف بشكل كبير في أوساط الشعب، ولا يملك الشعبية بشكل استثنائي، حيث لا زال يمكث حتى اليوم في الظلّ بشكل أساسيّ وليس تحت دائرة الضوء. إذا أراد الترشّح لمنصب الرئيس، فسيُضطرّ إلى قطع شوط طويل.

عزام الأحمد

عزام الأحمد
عزام الأحمد

ميّزات عزام الأحمد عديدة: فهو يسيطر بشكل جيّد على آلية الحركة في فتح أكثر من أي شخص آخر اليوم، وهو مقبول جدّا على القيادة العليا لحماس بعد أن قاد محادثات الصلح معها. العيب الأبرز لديه هو سنّه، حيث إنّه كبير في السنّ وينتمي من الناحية التاريخية للجيل الأول مثل عباس. إذا تم اختياره للقيادة، فسيكون مرشّح الجمود وليس التقدّم. في المقابل، فإنّ الجمود مفضّل على التدهور الذي قد يحدث في اليوم الذي سيأتي بعد محمود عباس.

اقرأوا المزيد: 937 كلمة
عرض أقل
مباحثات المصالحة في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)
مباحثات المصالحة في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)

هل أيام المصالحة حقًا باتت وشيكة؟

عزّام الأحمد يستمر كعادته بالتعبير عن تفاؤله بخصوص العودة التاريخية للسلطة الفلسطينية لتسلم زمام الأمور في قطاع غزة، ولكن في حماس يهددون بأن الاتفاق لن يتم في حال عدم الاستجابة لطلباتهم

هل يمكن أن يجد الشعب الفلسطيني، بعد المأساة التي لحقت به في الصيف المنصرم، مواساة له مع وصول الانقسام الفلسطيني إلى نهايته؟‎ تزداد الدلالات على هذا الأمر أكثر فأكثر في الآونة الأخيرة، رغم رياح الخصام التي تهب بين الحين والآخر بين غزة ورام الله.

لا يزال عزام الأحمد مستمرًا بأداء مهامه، دون توقف، بصفته هو المحرك الذي يقف خلف اتفاقية المصالحة، وبصفته المسؤول عن تطبيق الاتفاق. كالعادة، لا يزال الأحمد يوزع الرسائل المتفائلة بخصوص تقدم المصالحة الفلسطينية.

وعد الأحمد أمس (الإثنين) بأن حكومة المصالحة الفلسطينية ستبدأ مهامها بكل جهد ممكن بعد عيد الأضحى مباشرة. إن أهمية الأمر هي عودة تاريخية للسلطة الوطنية الفلسطينية لتسلم السيادة في قطاع غزة، الأمر الذي فقدته السلطة بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007.

وتعمل السلطة الفلسطينية بكل قوتها، لتحظى بدعم مناصري حماس، على إتمام مشروع القرار الذي ستقدمه السلطة للأمم المتحدة والذي سيجبر إسرائيل على إنهاء الاحتلال حالاً. ولكن، يبدو أنه بعد صيف دامٍ وحرب صعبة جدًا، لا تجد البضاعة السياسية التي تعرضها السلطة الفلسطينية  لها صدىً لدى أي فلسطيني.

اختبار آخر ينتظر الحكومة هو دفع رواتب الموظفين في غزة الذين تم تعيينهم من قبل حكومة حماس. وكان رئيس حكومة الوفاق، رامي الحمد الله، قد وعد في الأيام الأخيرة بأنه “يتم التنسيق مع جهات دولية لدفع الرواتب لموظفي غزة”.

يشير دليل آخر إلى أن المصالحة التاريخية باتت أمرًا واقعيًا وهو تعيين النائب العام في حكومة غزة السابقة والمستقيلة المستشار إسماعيل جبر كوكيل للسلطة الوطنية الفلسطينية في قضيتها ضد نشاط شركة المياه في قطاع غزة التي لم تستوفي التزاماتها أمام سلطة المياه. جبر، الذي تم تعيينه من قبل حماس، حصل على مباركة حكومة الوفاق ليعمل باسمها، ويمكننا أن نرى دلالة أُخرى على المصالحة بين السلطات في غزة وبين السلطة الفلسطينية.

حاليًّا، تشير تصريحات مسؤولي حماس إلى أن الأجواء العدائية لم تنتهي تمامًا. انتقد، البارحة، مسؤولون في حماس السلطة الفلسطينية بسبب ما يسمونه  ‎”‎ضعف استثمار الانتفاضة الفلسطينية الثانية”. وقالت الحركة، في بيان بمناسبة الذكرى 15 لانطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية إن “منظمة التحرير لم تستطع أن تُقدر حجم التضحية التي قدمها شعبنا، لذلك كان استثمارها للانتفاضة ضعيفًا”.

تلك أيضًا كانت فرصةً بالنسبة لحماس لتوضح أن اتفاق المصالحة لا يزال غير نافذ على الأرض وأن الحركة ليست في جيب أحد. كذلك قيل أن اتفاق المصالحة الفلسطينية “إذا لم يترجم على الأرض بصدق، وفي ظل شراكة حقيقية في القرار الوطني، وفي ظل عدالة اجتماعية، وحرية وكرامة تليق بالشعب الفلسطيني، فإن هذا الاتفاق لن ينجح أبدا”.

اقرأوا المزيد: 376 كلمة
عرض أقل
مصافحة بين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق خلال المباحثات في القاهرة (AFP)
مصافحة بين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق خلال المباحثات في القاهرة (AFP)

اتفاق بين فتح وحماس حول اشراف حكومة التوافق على المعابر في غزة

النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها تتعلق بالشراكة السياسية والمعابر واعادة اعمار غزة ورواتب الموظفين في غزة. ياتي هذا الاتفاق عشية الخطاب الذي سيلقيه عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة

توصلت حركتا فتح وحماس الخميس في القاهرة الى اتفاق حول اشراف حكومة التوافق الوطني على المعابر في قطاع غزة وحول تطبيق بنود اتفاقية المصالحة الفلسطينية المبرمة في نيسان/ابريل الماضي، بحسب ما اعلن رئيسا وفدي الحركتين.

وقال موسى ابو مرزوق رئيس وفد حماس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وفد فتح عزام الاحمد ان النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها خلال الحوار تتعلق ب “الشراكة السياسية والمعابر واعادة اعمار غزة و(رواتب) الموظفين في قطاع غزة”.

واكد ان “هذا اللقاء كان مهما للغاية لانه تطرق الى كل القضايا والعقبات التي تحول دون تطبيق” اتفاقية المصالحة “وتم الاتفاق على اليات لتفعيل كل ما تضمنته” هذه الاتفاقية.

وبدات الحركتان الاربعاء في العاصمة المصرية محادثات بهدف تسوية الخلافات التي كانت تهدد مصير حكومة الوفاق الوطني التي ادت اليمين في 2 حزيران/يونيو وتم تشكيلها بعد توقيع منظمة التحرير وحماس في 23 نيسان/ابريل اتفاقا جديدا لوضع حد للانقسام السياسي الذي نشأ بين الضفة الغربية وغزة منذ 2007.

واوضح ان “حكومة التوافق الوطني ستشرف على المعابر حتى (يتسنى) ادخال كل مستلزمات البناء الى قطاع غزة”

وتابع انه “تم الاتفاق على الية لحل مشاكل الموظفين في غزة قبل الانقسام او بعد الانقسام” في اشارة الى اتهامات حماس لحكومة التوافق برفض سداد مرتبات موظفي قطاع غزة.

من جهته قال عزام الاحمد ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه الخميس من شأنه “خلق ظروف ايجابية (تساهم في) انجاح مؤتمر المانحين” لاعادة اعمار قطاع غزة المقرر عقده في القاهرة قي 12 تشرين الاول اكتوبر المقبل، مشيرا الى ان الفلسطينيين “يتطلعون الى (مساعدة) اشقائنا العرب بشكل خاص”.

وتضم حكومة التوافق الفلسطينية شخصيات مستقلة بدون تفويض سياسي ومكلفة تنظيم انتخابات خلال ستة اشهر.

واكد ابو مرزوق انه تم كذلك “التوافق علي خطوات التحرك السياسي” في المرحلة الحالية في اشارة الى التحرك الديبلوماسي الذي تقوم به السلطة الفلسطينية.

وياتي هذا الاتفاق عشية الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ويطالب خلاله مجلس الامن الدولي باصدار قرار للانسحاب الإسرائيلي خلال ثلاث سنوات.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ABBAS MOMANI / AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ABBAS MOMANI / AFP)

ويمكن ان يؤدي فيتو اميركي الى افشال المبادرة، لكن الفلسطينيين يأملون في استصدار قرار لان “دولا اوروبية عديدة تدرك اليوم ان الحكومة الاسرائيلية لا تسعى الى اتفاق مع الفلسطينيين”، على حد قول وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند  الاسبوع الماضي اثر لقائه الرئيس الفلسطيني ان مشروع قرار حول “حل النزاع” بين اسرائيل والفلسطينيين سيتم طرحه في مجلس الامن الدولي.

كما تأتي هذه التفاهمات بين فتح وحماس بعد ان اتفق الفلسطينيون والاسرائيليون الثلاثاء في العاصمة المصرية على استئناف المفاوضات غير المباشرة بينهم من اجل هدنة دائمة في غزة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر، بعد شهر على وقف اطلاق النار الذي انهى نزاعا داميا دام خمسين يوما.

وقبل بدء هذه الجولة من الحوار، اكدت حركة فتح على لسان رئيس وفدها عزام الاحمد، انه لا يرمي فقط الى ابرام اتفاق حول ممارسة حكومة التوافق لمهامها في غزة وانما يستهدف كذلك التوصل الى “استراتيجية فلسطينية واحدة وموحدة في موضوعي السلم والحرب يتم التوافق حولها في اطار المشروع الوطني الفلسطيني حتى يكون هناك قرار فلسطيني وطني وليس قرارا فصائليا”.

ووقعت فتح وحماس اتفاق مصالحة في نهاية نيسان/ابريل لكن الخلافات تجددت بينهما. واتهم عباس حماس “بالابقاء في غزة على حكومة موازية” لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي تشكلت في حزيران/يونيو.

اقرأوا المزيد: 494 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياعو ووزير الدفاع يعالون (FLASH 90)
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياعو ووزير الدفاع يعالون (FLASH 90)

اسرائيل والفلسطينيون يجددان الهدنة لكنهما لا يستبعدان تجدد العنف في غزة

عزام الاحمد: "لم يحدث أي تقدم حول أي نقطة في المفاوضات"

حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين الي محادثات الهدنة مع اسرائيل اليوم الثلاثاء من ان العنف في قطاع غزة قد يتفجر مجددا ما لم يتحقق تقدم في المحادثات التي تجرى بوساطة مصرية نحو التوصل لاتفاق دائم قبل موعد انتهاء مهلة عند منتصف الليل.

ومتحدثا في القاهرة بعد التوصل في اللحظات الاخيرة الي اتفاق مع اسرائيل على تمديد هدنة حالية لمدة 24 ساعة قال عزام الاحمد القيادي البارز بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس “لم يحدث أي تقدم حول أي نقطة في المفاوضات بسبب مماطلات إسرائيل” في اشارة الي المحادثات الرامية الي التوصل لوقف دائم لاطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الاحمد “يجب علينا ان نستغل كل دقيقة في الاربع والعشرين ساعة القادمة حتى نصل الي اتفاق وإلا استمرت دائرة العنف.”

وإتهم اسرائيل “بالمماطلة والمراوغة” مع استمرار الهوة بين الجانبين بشان قضايا جوهرية ما زالت تعرقل الجهود لتحقيق اتفاق طويل الاجل بين اسرائيل وجماعات النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية بعد حرب استمرت خمسة اسابيع.

واتهم موسى أبو مرزوق القيادي البارز بحركة حماس اسرائيل بالمماطلة وأصر في تغريدة بحسابه على توتير على ان الحركة “لن تتنازل عن أي” من مطالبها للتوصل لاتفاق شامل.

وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة ان نقاط الخلاف التي الاتفاق هي مطالب حماس لبناء ميناء بحري ومطار والتي تصر اسرائيل على ارجاء مناقشتها الي مرحلة لاحقة.

ولم تظهر اسرائيل -التي شنت هجومها في غزة في الثامن من يوليو تموز بعد تصعيد لاطلاق حماس الصواريخ عبر الحدود- اهتماما يذكر بتقديم تنازلات شاملة وتطالب بنزع سلاح جماعات النشطاء في القطاع الساحلي الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة.

وقالت حماس ان التخلي عن اسلحتها ليس خيارا.

وتصر حماس ايضا على ان تطلق اسرائيل سراح أسرى فلسطينيين بينما تريد اسرائيل من الحركة الاسلامية ان تسلم رفات اثنين من جنودها قتلا اثناء الحرب.

واشارت اسرائيل الي موافقة على فتح معابر غزة -وهو ما سيخفف حصار القطاع ويسمح بتدفق حر للبضائع- وتوسيع الحدود البحرية للقطاع في البحر المتوسط.

وفي وقت سابق أكد مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون انهم اتفقوا على احدث تمديد للهدنة لاتاحة الوقت لهم لمواصلة المفاوضات.

وهذه هي الهدنة الثالثة في 10 أيام وتأتي في اعقاب وقف مؤقت لاطلاق النار استمر خمسة ايام وانتهي الساعة 2100 بتوقيت جرينتش امس الاثنين.

اقرأوا المزيد: 340 كلمة
عرض أقل
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (AFP)
خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (AFP)

حماس: على اسرائيل قبول مطالب الفلسطينيين أو مواجهة حرب طويلة

اسامة حمدان: العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة "لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية".

قال اسامة حمدان عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) إن العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة “لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية”.

وأضاف حمدان على صفحته على موقع فيسبوك اليوم السبت “على اسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة.”

وعشية المفاوضات التي تستانف الاحد شهد القطاع المدمر السبت اليوم السادس من التهدئة التي تخللتها عملية محدودة من اطلاق الصواريخ وغارات جوية ليل الاربعاء الخميس.

والان على المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين الاتفاق على وقف دائم لاطلاق النار. وفي الجانب الفلسطيني لاح بصيص امل حذر في فرص التوصل الى اتفاق يوقف حمام الدم الذي اسفر عن مقتل نحو الفي فلسطيني و70 اسرائيليا.

واشار عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني المسؤول في حركة فتح السبت الى تقدم يعطي املا بتهدئة دائمة وليس فقط بتمديد جديد لوقف اطلاق النار لبضعة ايام.

وصرح لوكالة فرانس برس “لدينا امل كبير في التوصل قريبا جدا الى اتفاق قبل انتهاء التهدئة وربما التوصل قريبا جدا الى وقف دائم لاطلاق النار”.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس ان “المفاوضات غير المباشرة (مع اسرائيل) ستستانف صباح غد” الاحد، مشددا على ان “الكرة في الملعب الاسرائيلي للتوصل الى اتفاق في حال وقف مماطلة الاحتلال”.

واضاف ابو زهري انه يمكن التوصل الى اتفاق شامل “اذا توفرت الجاهزية لدى الاحتلال الاسرائيلي لتلبية مطالب الوفد الفلسطيني وفي مقدمتها وقف كافة اشكال العدوان والحرب على شعبنا ورفع الحصار بالكامل”.

اما الجانب الاسرائيلي فلم يعلق على تقدم المفاوضات او فحواها.

وبدأ كل طرف المفاوضات مع مطالب صعبة على ما يبدو. والتحدي الذي يواجهه المفاوضون هو التوصل الى صيغة تسمح بارضاء كل جانب دون اعطاء الانطباع بانها تقدم النصر للطرف الاخر.

ويتوقع ان تستانف المفاوضات صباح او ظهر الاحد في القاهرة كما يقول الفلسطينيون.

ويرفض الاسرائيليون التحاور مع “ارهابيي” حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة ودارت معارك مع عناصرها.

لكن حماس تشارك في مفاوضات القاهرة ضمن وفد فلسطيني يمثل ايضا الجهاد الاسلامي وفتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ويلعب المصريون دور الوسيط بين مندوبين اسرائيليين وفلسطينيين موجودين في قاعتين منفصلتين.

والمفاوضات التي جرت حتى الان في المقر العام للاستخبارات المصرية افضت الى اتفاق اول لوقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ الاثنين وتم تمديده الخميس لخمسة ايام اضافية.

وغادر كل طرف الخميس القاهرة للتشاور. ويتوقع ان يعود قسم من المندوبين الفلسطينيين كمندوبي حماس والجهاد الاسلامي في غزة الى القاهرة السبت حسب ما اعلن المتحدث باسمهم.

والمباحثات التي ستستانف الاحد ستدور حول اقتراح مصري يقضي وفقا لوثيقة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، بتطبيق وقف دائم لاطلاق النار على ان تبدأ مفاوضات جديدة خلال شهر.

وعندها سيتم التطرق الى مسائل شائكة مثل فتح ميناء ومطار كما يطالب الفلسطينيون ويرفض الاسرائيليون، او تسليم اسرائيل جثتي جنديين مقابل الافراج عن معتقلين فلسطينيين.

ومن مقترحات القاهرة تقليص تدريجيا المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع اسرائيل ووضعها تحت مراقبة قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية. اما بشان رفع الحصار فلم تكن الوثيقة المصرية واضحة واكتفت بالاشارة الى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ويقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عموما بالتعامل مع السلطة الفلسطينية الهيئة المكلفة ادارة الضفة الغربية وقطاع غزة والتي طردتها حركة حماس من القطاع في 2007. الا ان الفصائل الفلسطينية المتنافسة توصلت الى مصالحة وشكلت حكومة وحدة وطنية.

والمعلومات التي نشرتها الصحف اشارت الى مشاريع اعادة تاهيل وتنمية في قطاع غزة باشراف دولي واعادة فتح معبر رفح مع مصر الوحيد المفتوح على العالم الخارجي الذي لا يخضع لمراقبة اسرائيل.

ومن غير المعروف كيف سيتم تلبية المطلب الاسرائيلي بنزع الاسلحة من قطاع غزة الذي يرفضه الفلسطينيون رفضا تاما.

اقرأوا المزيد: 546 كلمة
عرض أقل
عزام الأحمد
عزام الأحمد

التهدئة الجديدة في غزة مدتها خمسة ايام

وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية الاتفاق على تمديد الهدنة لمدة خمسة أيام

اعلن عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة الاربعاء ان الهدنة الجديدة التي تم التوصل اليها في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل ستكون لمدة خمسة ايام بعد ان كان مسؤولون قالوا في وقت سابق انها لثلاثة ايام فقط.

وقال عزام الاحمد للصحافيين في القاهرة ان التهدئة الجديدة “ستكون لمدة 120 ساعة اي خمسة ايام” تبدأ منتصف ليل الاربعاء-الخميس

واوضح الاحمد ان هناك حاجة لمزيد من الوقت لمناقشة بعض النقاط الخلافية مع اسرائيل للتوصل لاتفاق هدنة دائم.

اقرأوا المزيد: 76 كلمة
عرض أقل
مدينة رفح (Flash90)
مدينة رفح (Flash90)

علامات السؤال لدى حماس- بين قبضة السيسي وانفتاح روحاني

علاقات الحركة مع إيران تتحسن، وفي القيادة يأملون أن تمهد إقامة الحكومة الجديدة الطريق لعلاقات جديدة مع مصر. عمليًّا، الطريق للخروج من الأزمة التي دخلت إليها الحركة في أعقاب "الربيع العربي" ما زال طويلا

إن كان علينا تصديق الإشارات التي تبثها قيادة حماس في الفترة الأخيرة، فتعتبر هذه الفترة جيدة للحركة. ومن المتوقع أن يعيدها اتفاق مصالحتها مع السلطة الفلسطينية إلى مركز التأثير السياسي وأن يمنحها مدى جديدًا من الشرعية في الداخل الفلسطيني والعالم العربي، ويبدو كذلك أن العلاقات المعقًدة مع إيران ستعود إلى مضمارها المستقيم.

سيكون أحد الاختبارات الأولى لحكومة الوحدة الفلسطينية، هو منح سكان غزة بعض التخفيف من صعوبة وضعهم الإنساني الخانق وتمكين فتح منتظم لمعبر رفح

يأمل البعض في  حماس أن تبدي مصر عبد الفتاح السيسي، خصم الحركات الإسلامية أيّا تكن، انفتاحًا ومرونة في أعقاب اتفاق المصالحة وأن  تفتح في أعقاب ذلك معبر رفح. سيكون أحد الاختبارات الأولى لحكومة الوحدة الفلسطينية، هو منح سكان غزة بعض التخفيف من صعوبة وضعهم الإنساني الخانق وتمكين فتح منتظم لمعبر رفح.

حتى الآن، منذ بداية سنة 2014 فُتح معبر رفح لمدة 11 يومًا فقط، ولكن الآن افتُتح للحركة مرة كل أسبوعين فقط. يعيش في غزة مئات المرضى المحتاجين لعلاجات خاصة خارج حدود القطاع، ويظلون  كل يوم في القطاع عالقين ويزداد وضعهم سوءًا.

ويبدو أن الخلافات بين رجال فتح وحماس بعيدة عن الحل، رغم أن الإعلان عن حكومة وحدة على الأبواب: حماس مصرّة على أن يدير المعبرَ فلسطينيون ومصريون فقط، لكنَ فتحَ تصرّ على احترام اتفاقات الماضي وعلى حضور أوروبي لمراقبة الحركة فيه.

معبر رفح تموز 2013  (SAID KHATIB / AFP)
معبر رفح تموز 2013 (SAID KHATIB / AFP)

يبدو أن قضية المعبر الخلافية قد حُلت هذا الأسبوع، عندما أعلن عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد أن معبر فتح سيُفتح فورًا مع إعلان حكومة الوحدة. لكن سارعوا في مصر إلى إنكار الأمر، وحتى أنهم قد انتقدوا الأحمد  بحدة على التصريحات المتسرعة. ذكر بعض المسؤولين أن مسئولا مصريًا قد اتصل هاتفيًا بعزام الأحمد مسمعًا إياه كلامًا قاسيًّا وصل حتى التوبيخ، وأبلغه رفض مصر هذه التصريحات.

الآن، تستمر الصحف الصادرة من حماس في قطاع غزة في اعتبار السيسي عاملا سلبيًّا وخطيرًا. وتنتقده المقالات على نظرته التأييدية للولايات المتحدة وعلى تعامله القاسي لما يدعوه “الإرهاب الداخلي” في سيناء. وتنظر حماس إلى الانتخابات المصرية التي جرت هذا الأسبوع على أنها استمرار سيطرة الفئة العسكرية على مصر، ضدّ إرادة الشعب.

سخرت صحف حماس من السيسي بسبب نسبة التصويت المنخفضة في الانتخابات التي أجبَرت السلطات على تمديد الانتخابات يومًا آخر- هذا مقارنة بانتخابات 2012 التي انتُخب محمد مرسي فيها، وحينها كانت نسبة التصويت أعلى بكثير.

مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)
مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)

 بالمقابل، يُلاحظ أن علاقات الحركة مع إيران التي تلقّت ضربة قاسية بعد الحرب الأهلية في سوريا، تعود إلى مضمار التعاون المشترك. وكانت المرة الأخيرة التي لوحظ فيها تقارب بين فتح وحماس في عام 2012، حيث اتهمت إيران حماس أنها “تركت طريق المقاومة”. وحذر القائد الروحي لإيران، علي خامنئي، رئيس حماس إسماعيل هنية ألّا “يمضي في طريق ياسر عرفات”.

 “هناك من يتمنى أن تنقطع علاقة حماس مع طهران، لكننا في حماس  نؤكد أن العلاقات السياسية مع طهران قديمة وعميقة”

لكن يبدو اليوم أن إيران تتقبل المصالحة بين فتح وحماس بالرضا. وأكد هذا الأسبوع مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس، أسامة حمدان، على استمرار متانة العلاقات بين الحركة والجمهورية الإسلامية: “هناك من يتمنى أن تنقطع علاقة حماس مع طهران، لكننا في حماس  نؤكد أن العلاقات السياسية مع طهران قديمة وعميقة وستظل قائمة على أساس دعمها للقضية الفلسطينية”.

التقارب بين حماس وإيران يتمثل في لقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مع نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان. وصرح بعض كبار المسؤولين في حماس، ومنهم محمود الزهار، تصريحات إيجابية عن اللقاء، والتي تؤكد أن حماس لا تنبذ طريق المقاومة بغض النظر عن اتفاق المصالحة.

خالد مشعل واسماعيل هنية  في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)
خالد مشعل واسماعيل هنية في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)

 لكن لا يعني هذا التقارب فيما يعني  تحسن وضع حماس، ولكنه أكثر دلالة على التطورات في المنطقة، ومنها تولي حسن روحاني سدة الرئاسة في الجمهورية الإسلامية.

رغم أن إسرائيل ما زالت تنظر إلى روحاني على أنه “ذئب في فرو نعجة”، إلا أن التغييرات التي يبديها، وعلى رأسها الانفتاح تجاه الغرب الذي يتمثل في اتفاق جنيف التاريخي، تدل على أن إيران قد تغيّرت.

“إن من تتعامل معه حماس اليوم ليست إيران الثورية، وإنما مشروع يمتزج فيه البُعد القومي بالديني والعسكري، مع مسحة رأسمالية”

 في أحد المقالات في موقع “العربي الجديد”، قالت الباحثة فاطمة الصمادي: “إن من تتعامل معه حماس اليوم ليست إيران الثورية، وإنما مشروع يمتزج فيه البُعد القومي بالديني والعسكري، مع مسحة رأسمالية، يضفيها عليها خطاب روحاني ‘المعتدل'”. يبدو أن إيران لن تتنازل عن تأثيرها في القضية الفلسطينية، مما يسر بالطبع حماس، لكن ليس بالضرورة أن تكون المصلحة الإيرانية سنة 2014 متماثلة مع المصلحة التي وجهتها في السابق.

 ما زالت تعلو علامات السؤال: كيف سيؤثر التقارب من  إيران على  تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح، وتلبية احتياجات مواطني غزة اليومية وعلى رأسها فتح معبر رفح مجددًا؟ وكيف سيتعامل السيسي مع حماس الآن، في حين يبدي 93 % من المصريين تأييدهم غير المتردد؟ سنعرف الإجابات في الأشهر القريبة القادمة.

اقرأوا المزيد: 720 كلمة
عرض أقل
حماس تخلي منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة خلال ساعات وتسلمه لحركة فتح (AFP)
حماس تخلي منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة خلال ساعات وتسلمه لحركة فتح (AFP)

مؤشرات على المصالحة: حماس تخلي بيت عباس في غزة

على إثر اتفاق المصالحة، تقوم حكومة حماس في غزة بإخلاء البيت الفاخر الذي تحتفظ به الحركة منذ سيّطرتها على قطاع غزة قبل 7 سنوات

خطوة نحو بناء الثقة من قبل حماس تجاه حركة فتح في قطاع غزة. بدأت قوات أمنية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة البارحة (الأربعاء) بإخلاء بيت الرئيس الفلسطيني أبي مازن، الذي تسيّطر عليه الحركة منذ 2007 بعد سيّطرتها على قطاع غزة.

يقع بيت أبي مازن في غزة في حي “باب الهوى” الموجود في الجزء الغربي والفاخر من المدينة. وقالت جهات فلسطينية مسؤولة إنه تم إخلاء البيت تمامًا خلال ساعات وتم تسليمه للجنة خاصة في غزة تمثل أبي مازن.

في هذه الأثناء، استمرت اليوم المشاورات بين مسؤولين من حماس في غزة وبين مسؤول ملف المصالحة عن حركة فتح، عزام الأحمد، بما يخص متابعة تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. أعرب الجانبان عن تفاؤلهما بخصوص الاتفاق على الشخصيات التي ستشكّل الحكومة، رغم أنه لم يتم بعد تحديد من سيكون أعضاؤها. وأشار الأحمد إلى أن إعلان الحكومة الجديدة سيتم قريبًا، لكنه لم يصرح بموعد دقيق.

مؤشرات على المصالحة: حماس تخلي بيت عباس في غزة (AFP)
مؤشرات على المصالحة: حماس تخلي بيت عباس في غزة (AFP)

وضع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي تم توقيعه في غزة في 23 نيسان حدًا للصراع الفلسطيني الداخلي. وكان الجانبان قد صرحا في مؤتمر صحفي تم عقده بعد توقيع الاتفاق بضرورة تطبيق الاتفاقات التي سبق أن تم توقيعها في الدوحة والقاهرة.

حسب الاتفاق الجديد، يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال خمسة أسابيع من يوم التوقيع وإجراء انتخابات رئاسية بعد ذلك بنصف عام. أثر اتفاق المصالحة بين الجانبين الفلسطينيين بشكل فوري على مجريات محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. تفاجأت إسرائيل من تلك المصالحة وبعد توقيع الاتفاق في غزة مباشرة تم تجميد المحادثات بين الجانبين.

اقرأوا المزيد: 232 كلمة
عرض أقل
رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية ورئيس وفد فتح للمصالحة عزام الأحمد في غزة (AFP)
رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية ورئيس وفد فتح للمصالحة عزام الأحمد في غزة (AFP)

حماس وفتح تعلنان إنهاء الانقسام وتوقيع المصالحة الوطنية

اسماعيل هنية: تخويل الرئيس بتحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية بالتشاور مع القوى الوطنية

23 أبريل 2014 | 16:56

عقدت الفصائل الفلسطينية مؤتمرا صحفيا في غزة أعلنت خلاله توقيع اتفاق المصالحة وطي صفحة الانقسام بين غزة وضفة. وقرأ رئيس حكومة حماس في غزة، اسماعيل هنية، بيان اتفاق المصالحة مشددا على التزام الطرفين، حماس وفتح، باتفاق القاهرة وإعلان الدوحة.

وقال هنية إن المصالحة انجزت في وقت ازدادت فيه “الاعتداءات على المسجد الأقصى”، وإن الرئيس سيبدأ مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني وإعلانها خلال الفترة القانونية المحددة وهي خمسة أسابيع.

كما واعلن بيان هنية تخويل الرئيس بتحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية بالتشاور مع القوى الوطنية، وأن يتم هذا بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة.

وطلب عزام الأحمد، رئيس وفد منظمة التحرير، من الإعلام الفلسطيني حماية الاتفاق مؤكدا أن سرعة انجاز الاتفاق تدل على “رغبة جامحة بنفوس الفلسطينيين تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام”.

وثمّن هنية الدور المصري في رعاية اتفاق المصالحة.

اقرأوا المزيد: 122 كلمة
عرض أقل