عبد الملك الحوثي

  • هيلاري كلينتون (Bryan Thomas/Getty Images/AFP)
    هيلاري كلينتون (Bryan Thomas/Getty Images/AFP)
  • هيفاء وهبي
    هيفاء وهبي
  • كيم كاردشيان في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
    كيم كاردشيان في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
  • عبد الملك الحوثي
    عبد الملك الحوثي
  • المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)
    المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)

الأسبوع في 5 صور

أعلِن عن مخيم اليرموك بأنه "مخيم الموت"، كيم كاردشيان وزوجها وابنتها يزورون البلاد، وهذه هي حياة من يُشعل اليمن، عبد الملك الحوثي

17 أبريل 2015 | 10:55

قبل أن يبدأ آخر الأسبوع، نعرض لكم الأحداث التي تصدرت عناوين الأخبار في دول الشرق الأوسط وإسرائيل.

مخيم اليرموك- مخيم الموت

المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)
المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)

تصدّر مخيم اليرموك الفلسطيني، جنوب دمشق، في الأسبوع الماضي، العناوين في أعقاب سيطرة تنظيم داعش على أغلب أحيائه. أظهرت معارك السيطرة في المخيم صراع القوى الداخلية الدائر بين المليشيات، التي تدعي أنها تنتمي لقوات المعارضة في سوريا. تشترك في المعارك تنظيمات فلسطينية تنشط في مخيّمات اللاجئين في سوريا ولبنان.

تظهر، من خلال هذه الأوضاع المعقدة، صورة واحدة واضحة: اللاجئون الفلسطينيون هم من يدفع الثمن جرّاء الحرب الأهلية السورية. لم يتطرق رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينية في زيارته الأخيرة إلى روسيا إلى هذا الموضوع لكن بان كي مون سمى المخيم باسم “مخيم الموت”.

عبد الملك الحوثي يُشعل اليمن

عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي

تستمر اليمن في الاحتراق في أتون الحرب الأهلية والتدخل العربي الموحد ضد الحوثيين. من يقود القوات الشيعية، بإيعاز من إيران، هو عبد الملك الحوثي، وفي المملكة العربية السعودية، يبذل ملك السعودية جهده من أجل إيقاع هزيمة عسكرية قاصمة بجيوش الحوثيين كي يمنع زحفهم نحو صنعاء. تقص عليكم هيئة تحرير “المصدر” من خلال 5 حقائق مبسّطة خطوط حياة الرجل.

كيم كاردشيان تزور البلاد المقدّسة

كيم كاردشيان في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)
كيم كاردشيان في إسرائيل (Flash90/Hadas Parush)

وصلت هذا الأسبوع امرأة الواقع الأمريكية، كيم كاردشيان، في رحلة من مسقط الرأس في أرمينيا إلى إسرائيل وهبطت مباشرة إلى الأرض المقدسة برفقة أختها، كلوي، وزوجها المغني، كانييه وست، وابنتهما ذات السنتين، نورث وست. شملت الزيارة التي استمرت لمدة 24 ساعة، من بين أمور أخرى، طلعة عائلية في أحد المطاعم الفاخرة في إسرائيل، مطعم Mona، وكذلك مراسم تعميد خاصة أجريت للطفلة نورث في كنيسة سانت جورج في الحي الأرمني في القدس الشرقية. الصور بكاملها في المقالة التالية.

هيلاري كلينتون تترشح لسنة 2016

هيلاري كلينتون (Bryan Thomas/Getty Images/AFP)
هيلاري كلينتون (Bryan Thomas/Getty Images/AFP)

أعلنت هيلاري كلينتون، هذا الأسبوع، عن ترشحها لرئاسة الولايات المتحدة. خلافا لمنافسيها الجمهوريين، فقد اختارت كلينتون الإعلان عن ترشحها بمقطع فيديو نشرته في الشبكات الاجتماعية. “لقد ناضل الأمريكيون من أجل نهوضهم من الاقتصاد المتعثر” هذا ما قالته في فيلم الفيديو، “وما زالت الاحتمالات قائمة لصالح من هم في القمة. يحتاج الأمريكيون العاديون لمن يناضل من أجلهم وأريد أن أكون ذلك الشخص- ليس كي تتدبروا أموركم فحسب، بل من أجل أن تتقدموا وتبقوا في المقدمة”.

هاكم المقطع كاملا:

هيفاء وهبي تُطلق أغنية جديدة بالإنجليزية

هيفاء وهبي
هيفاء وهبي

نعم، قامت بذلك مرة أخرى: هيفاء وهبي تُطلق أغنية جديدة باللغة الإنجليزية تُظهر فيها قدراتها على الرقص مع زوج النجمة الهوليوودية، كاسبر سمارت، الذي حضّر أيضا 15 رقصة للراقصين والراقصات الذين يرافقون هيفاء في الكليب.

اهتمت وهبي هذه المرة أن تلبس لبسا أقل ما يمكن، وأن ترقص رقصات مثيرة على وقع أغنية “‏Breathing you in‏”.

إليكم الكليب الجديد:

اقرأوا المزيد: 389 كلمة
عرض أقل
عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي

هذا هو الرجل الذي يُشعل اليمن: 5 حقائق عن عبد الملك الحوثي

يدور العديد من الشائعات، في الأيام الأخيرة، في الشبكات الاجتماعية حول موت زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، الرجل الذي نجح في قيادة حالة الغليان في اليمن، مُجددا. من هو عبد الملك الحوثي؟

أعلن تنظيم القاعدة في اليمن، الخميس الماضي (09.04)، عن رسالة غريبة في الشبكات الاجتماعية وفيها يمنح 20 كيلوغرامًا من الذهب الخالص لمن يغتال أو يعتقل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والذي حسب التقديرات يدير من مسكنه خارج حدود الدولة الانقلاب الحاصل فيها.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن أعضاء التنظيم الإرهابي عن جائزة مماثلة لمن ينجح في إلقاء القبض على زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي. جاء في إعلان التنظيم والذي نشر في اليوتيوب، أن الحديث يدور حول “دعم” و”تحفيز” المسلمين في اليمن للخروج للجهاد ضد القوى التي تحاول الإطاحة بالحكومة الحالية.

https://www.youtube.com/watch?v=1qpljknEPPY

ظهر عبد الملك الحوثي على الساحة وعرف اسمه في كل اليمن في عام 2006 حينما تولى قيادة الحوثيين وعلى رأسهم تنظيم أنصار الله.
أمامكم بعض الحقائق المثيرة حول الرجل الذي يقف وراء حالة الغليان في اليمن.

ولد عبد الملك الحوثي (1979) في محافظة صعدة الريفية وسط عائلة متدينة. كان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين. فكان عبدالملك يتنقل منذ صغره مع أهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس.

مظاهرة مؤيدة للقائد الحوثي في اليمن، عبد الملك (AFP)
مظاهرة مؤيدة للقائد الحوثي في اليمن، عبد الملك (AFP)

في منتصف التسعينات ترك عبدالملك الحوثي حياة الريف وانتقل من محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة “الشباب المؤمن” (التي عُرِفت فيما بعد بجماعة انصار الله) وهناك اقترب منه كثيراً فتأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوته التي يقتدي بها وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضواً في البرلمان اليمني.

https://www.youtube.com/watch?v=P5TUsOnHxBw

في أواخر العام 2004وقبل أيام قليلة من مقتل حسين بدر الدين الحوثي تلقى عبد الملك منه رسالة مكتوبة تحتوي على توجيهات الخطة العسكرية للمواجهة وما يشبه الوصية بتحمل المسئولية والاستعداد لحمل الراية من بعده. كانت آخر معركة خاضها عبد الملك في تلك المرحلة هيّ عندما كان يحاول مع مجموعة من المقاتلين في قرية تسمى “الجمعة” في محافظة صعدة فك الحصار عن أخيه الذي كان متحصناً هو ومجموعة من مناصريه في داخل كهف. لكن محاولتهم في فك الحصار عنهم بآت بالفشل وقتل حسين بدر الدين الحوثي في العاشر من سبتمبر 2004 وانسحب عبد الملك من موقعه هو ومن معه من المقاتلين.

منذ أن تولى عبدالملك الحوثي قيادة جماعة انصار الله حدث تطور نوعي في أداء الحركة عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلامياً بل وقادها من نقطة اللاشيء إلى كل شيء فبعد ان كانوا شبه محصورين في محافظة صعدة حتى عام 2011 أصبحوا اليوم يسيطرون على أجزاء كبيرة من محافظات اليمن.

الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (AFP)
الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (AFP)

منذ أن اندلعت الثورة الشعبية في اليمن في الحادي عشر من فبراير 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح سارع عبد الملك الحوثي القائد الجديد لحركة أنصار الله بالإيعاز إلى جماعته للالتحاق بالثورة واعلنوا انضمامهم لثورة ومشاركتهم فيها. لم يتجه عبدالملك الحوثي نحو إقامة أي تحالفات داخلية معلنة وواضحة ورسمية مع أي مكون سياسي أو ديني في اليمن منذ بداية توليه قيادة جماعة انصار الله في العام 2006 إلى اليوم، غير أن هناك بعض التقارير والأخبار تقول أنه ومنذ اندلاع “الحرب الأهلية” في اليمن نشأ تحالف غير معلن بين الرئيس السابق على عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي وأن ذلك التحالف مستمر إلى اليوم وأن ذلك التحالف هو من سهل ووفر لعبد الملك الحوثي وجماعته الكثير من الجهد والوقت من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأُخرى.

اقرأوا المزيد: 513 كلمة
عرض أقل
صورة من تلفزيون المنار التابع لحزب الله بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2014 لعبد الملك الحوثي يدلي ببيان من موقع لم يكشف عنه في محافظة صعدة شمال غرب اليمن  (تلفزيون المنار/اف ب)
صورة من تلفزيون المنار التابع لحزب الله بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2014 لعبد الملك الحوثي يدلي ببيان من موقع لم يكشف عنه في محافظة صعدة شمال غرب اليمن (تلفزيون المنار/اف ب)

عبد الملك الحوثي قائد شاب يذكر بحسن نصر الله

يؤكد عدد من المحللين ان الحوثيين الذي ينتمون الى المذهب الشيعي الزيدي وليس للشيعي الاثني عشرين المنتشر في العراق وايران ولبنان، ما انفكت علاقتهم مع ايران تتعاظم في ظل قيادة عبد الملك الحوثي

يذكر القائد الشاب لحركة انصار الله الزيدية الشيعية المسلحة في اليمن عبد الملك الحوثي بزعيم حزب الله اللبناني، من حيث الطريقة في التعبير او في مضمون الخطاب الذي يركز على محاربة الفساد والمطالبة بالشراكة الوطنية والعداء للغرب واسرائيل.

واستلم “السيد” عبد الملك الذي لم يحصل اي دراسة نظامية متقدمة، زمام الامور في الحركة الحوثية بينما كان في الرابعة والعشرين من عمره بعد مقتل اخيه في 2004.

ويتخذ الحوثيون حاليا بشكل رسمي اسم “انصار الله” الا ان الكيان السياسي الاول الذي اسسوه كان حركة الشباب المؤمن الذي ظهر عام 1992 كتجمع سياسي مندد ب”التهميش” الذي يعاني منه سكان شمال غرب اليمن، معقل الزيديين الذي يشكلون نسبة ثلث السكان في اليمن تقريبا.

وشيئا فشيئا ظهرت شخصية الشاب عبد الملك الواثق من نفسه الذي يلقي خطابات طويلة ومرتجلة تبدأ دائما بالقضية الفلسطينية واسرائيل، والذي يلوح بسبابته اليمنى بينما يزين خنصره خاتم من الفضة والعقيق.

ويؤكد عدد من المحللين ان الحوثيين الذي ينتمون الى المذهب الشيعي الزيدي وليس للشيعي الاثني عشرين المنتشر في العراق وايران ولبنان، ما انفكت علاقتهم مع ايران تتعاظم في ظل قيادة عبد الملك الحوثي.

وقد اعتبرت سيطرة المجموعة المسلحة على اجزاء من الساحل الغربي لليمن نهاية العام الماضي مكسبا استراتيجيا لايران التي باتت تتواجد عند باب المندب والبحر الاحمر.

ويظهر الحوثي دائما مع الكوفية اليمنية على كتفيه والجنبية، او الخنجر التقليدي.

ومثل حسن نصر الله، يمزج الحوثي الشاب لغة حازمة مع ابتسامات وانتقادات للفساد المستشري في بلاده، كما يعد بخطوات تصعيدية على ان يكشف عن تفاصيلها لاحقا، متقنا فن التشويق السياسي وجاذبا انتباه الاعلام بموجب جدول زمني يحدده بنفسه.

ولم يتردد الحوثي بعد ان سيطرت قواته على دار الرئاسة اليمنية وبمحاصرة رئيسي الجمهورية والحكومة في صنعاء، بان يهدد في كلمة القاها ليل الثلاثاء باتخاذ “جميع الاجراءات لحماية اتفاق السلم (21 ايلول/سبتمبر) لن يكون اي شخص، ان كان رئيسا او غيره، فوق الاجراءات اذا اراد التآمر ضد البلد”.

وبالرغم من ميله الى الخطابات الطويلة والتواصل الاعلامي مع جمهوره لا يظهر الحوثي ابدا تقريبا في تجمعات عامة، ويتحصن في معقله في صعدة بشمال غرب اليمن، وتبث كلماته من مكان مغلق.

ويحيط جمهور الحوثي زعيمهم بهالة تكاد تكون من القدسية، فهو لا يجري المقابلات ويكتفي باستقبال مبعوثين وبالتحاور عبر مبعوثيه.

وقال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة نوتر دام اللبنانية ايلي الهندي لوكالة فرانس برس “ان جميع المجموعات السياسية والمسلحة التي تدور في الفلك الشيعي والايراني تعتبر حزب الله وحسن نصر الله نموذجا والحوثيون يندرجون في هذا الاطار”.

واضاف “ان الحالة الحوثية تستلهم بوضوح خطاب حزب الله، وتنطلق مثله من مبدأ العداء لاسرائيل ولو ان اليمن بعيد كثيرا عن اسرائيل … لكن ما زال على زعيم الحوثيين ان يكتسب مزيدا من الخبرة ويحقق ما يمكن ان يعتبره جمهوره انجازات اكبر”.

وشعار الحوثيين هو “الله اكبر، الموت لامريكا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للاسلام”.

وقتل الزعيم الاول للحوثيين حسين بدر الدين الحوثي في 2004 خلال الحرب الاولى من بين ست حروب مع القوات الحكومية ابان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكان اخاه المقرب جدا منه عبد الملك الاصغر بين ابناء الاب الروحي للمجموعة  بدر الدين الحوثي.

وكان والد عبد الملك يطلق عليه اسم “طارقة” اي علامة، بحسب الصحافي اليمني عابد المهذري الذي كتب سيرة عبد الملك الحوثي.

ويؤكد المهذري ان عبد الملك الحوثي “في الحياة العامة أقرب ما يكون للفقراء وطبقة المجتمع المتوسطة … منضبط في حياته يصحو وينام باكرا، يقرأ كثيرا ويطالع الصحف ويتصفح الإنترنت … يمارس رياضة السباحة والمشي ويحرص على الالتقاء بأصدقائه القدامى ورفاق الطفولة”.

واضاف ان الحوثي “مرح يحب النكتة … يكتب الشعر وتطربه الأناشيد والفنون الإسلامية”.

واستفاد الزعيم الحوثي الشاب في 2011 من الفرصة التاريخية التي اتاحتها الانتفاضة الشعبية ضد صالح ليحقق انجازات جمة ابرزها الوقوف في الصفوف الامامية “للثورة”، ومن ثم تعزيز سيطرة مجموعته على محافظة صعدة في شمال غرب اليمن مع ضعف السلطة المركزية.

وشيئا فشيئا، طرد الحوثيون اعداءهم السلفيين من صعدة، ثم الحقوا عام 2014 هزيمة مهينة بآل الاحمر، الزعماء التاريخيين لقبائل حاشد البالغة النفوذ في معاقلهم التاريخية في محافظة عمران شمال صنعاء قبل ان يسيطروا في 21 ايلول/سبتمبر على صنعاء.

لكن التقدم المثير للحوثيين وزعيمهم لم يكن ممكنا بحسب كثيرين لولا التحالف مع الرجل القوي خلف الكواليس، الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ما زال يتمتع بنفوذ في المؤسسات العسكرية والامنية والذي وصف حكم اليمن يوما بانه اشبه ب”الرقص فوق رؤوس الثعابين”.

اقرأوا المزيد: 662 كلمة
عرض أقل
مظاهرة للحوثيون في اليمن (AFP)
مظاهرة للحوثيون في اليمن (AFP)

اليمن ممزّق بين الشيعة والسُنة

حتى ما قبل الربيع العربيّ كان وضع اليمن، الدولة الفقيرة في الشرق الأوسط، سيّئا، ولكنها تشكّل الآن ساحة نزاعات بين الشمال والجنوب، بين الحوثيين والقاعدة وبين السعودية وإيران

تقع اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية دولة. يعيش فيها نحو 24 مليون نسمة، نصفهم تحت خطّ الفقر. يعاني نحو 60% من أطفالها من سوء التغذية، وتحتاج نحو 70% من الأسر إلى المساعدات من الحكومة ومؤسسات الإغاثة الدولية. إنها الدولة الأفقر في الشرق الأوسط، وتقع تحت رادار الدول الغربية واهتمام وسائل الإعلام.

تقع اليمن في أسفل قائمة الدول التي بدأت بالتفكّك بعد الربيع العربيّ، بعد ليبيا وسوريا. ورغم أنها تقع على محور استراتيجي عند مدخل البحر الأحمر، ولديها مخزون نفط يقدّر بنحو ثلاثة مليارات برميل، إلا أنّها تعتمد بشكل كبير على مساعدات السعودية التي وصلت منذ العام 2012 إلى أربعة مليارات دولار. والآن تدرس السعودية تقليص المساعدات – والتي ذهب معظمها لدفع الدعم على الوقود للمواطنين – ومن شأن القبضة على عنق اليمن أن تُثبّت بإحكام.

في الدولة التي فيها الحكومة المركزية هي مجرّد مصطلح نظري فقط، تدور منذ شهر تموز الماضي حرب دامية بين الأقلية الشيعية، التي تشكّل 45% من السكان، وبين الغالبية السُنّية. ولكنها ليست حربا دينية، وإنما حرب سياسية. إنه صراع على الحقوق، الفرص، المشاركة في الحكم والميزانيات.

شيعة اليمن ليسوا شيعة إيران وليسوا أيضًا علويّي سوريا. ينتمي معظمهم للمذهب الزيدي، والذي هو مجموعة بعيدة من الشيعة، والتي تُعتبر بنظر الشيعة الإيرانية تيارا منحرفا. ولكنها أيضًا ليست حربا بين المذهب الزيدي – ونرجو عدم الخلط بينها وبين الطائفة الزيدية في العراق والتي تعرّض أبناؤها للاضطهاد والذبح من قبل تنظيم الدولة الإسلامية – وبين التيار السني المركزي في اليمن أو التيار الوهابي المتطرف. يُوالي معظم الزيديين زعماء قبيلة الحوثي التي تتركّز في محافظة صعدة في شمال اليمن على الحدود السعودية.

ورغم أنّه قد ظهرت داخل “العائلة” الحوثية خلافات عنيفة، ولكن يبدو أنّ من يُسيطر عليها الآن بيد من حديد زعيمهم، عبد الملك الحوثي، 35 عاما، والذي قاد المعركة الأخيرة ضدّ الحكومة اليمنية. يشارك الحوثيون في هذه المعركة، والذين يسمّون حركتهم “أنصار الله”، تنظيم القاعدة السني وحزب المؤتمر الشعبي، وهو الحزب الحاكم في البلاد والذي هو نفسه منغمس في خصومة شخصية مريرة بين الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، وبين الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي.

وتشارك السعودية في هذا الصراع الداخلي، وتقف في صالح النظام، وضدّها إيران، والتي تدعم وتساعد كما يبدو قوات الحوثيين. وتحلّق طائرات أمريكية دون طيّار فوقهم في السماء، والتي تواصل مهاجمة قواعد تنظيم القاعدة في اليمن. ظاهريا، يعكس اليمن جيّدا نموذج الدول المكسورة التي أوجدتها الثورات في الشرق الأوسط. ولكن في الواقع فقد كانت اليمن مفكّكة حتى ما قبل الثورة. لقد اتّكأت على ائتلاف هشّ للقبائل، وعلى اتفاقات تم شراؤها بالكثير من المال، وعلى خصومات تاريخية بين الجنوب والشمال.

إن اليمن، التي أشعلت تحديدا بصيصا من الأمل بعد ثورة الربيع العربيّ التي أسفرت عن تغيير في الحكومة، تطوّرت لتصبح في السنة الأخيرة ساحة لمعركة متشعّبة بعد تمرّد الحوثيين المسلّح والذين نجحوا بسرعة في السيطرة في شهر أيلول على العاصمة صنعاء وعلى العديد من المحافظات في البلاد. لم تنجح محاولة المصالحة وإدارة حوار وطني مع الحوثيين.

أقام الحوثيون خلال فترة قصيرة حكومة موازية للحكومة اليمنية الرسمية – لقد وضعوا الحواجز في العاصمة، لديهم مؤسسات قضائية خاصة بهم وشرطة مستقلّة، ولكن في نفس الوقت لديهم نحو ستّة وزراء يديرون مكاتب الحكومة الرسمية. إنّهم يسيطرون على أنظمة الدفاع الجوي – هناك ضباك كبار في الجيش اليمني يقبعون تحت الإقامة الجبرية، وهناك قواعد مهمّة للجيش انتقلت لأيديهم، وقد اختطفوا أمس أيضًا رئيس الاستخبارات الداخلية في جهاز الأمن السياسي، يحيى المراني، والذي كان سابقا قائد الاستخبارات في محافظة صعدة، معقل الحوثيين.

اضطرّت حكومة اليمن، التي أدّت اليمين الدستورية في بداية شهر تشرين الثاني والتي تتألف من 36 وزيرا، إلى العمل وفق توجيهات الحوثيين، والذين يطلبون إعادة النظر في ميزانية البلاد، بعد أن أجبروا رئيس الحكومة على إلغاء أمر خفض الدعم على الوقود والذي دخل إلى حيّز التنفيذ في شهر تموز الماضي.

ما بدأ عام 2004 كتمرّد ضدّ التمييز العميق الذي عانى منه الحوثيون في المحافظات الشمالية للبلاد، أصبح الآن حركة شعبية واسعة قادرة على إملاء الطلبات على الحكومة وهناك شكّ إذا ما كانت الموارد الواقعة تحت تصرّفها قادرة على تحمّلها. في المقابل، فإنّ الحوثيين هم أشدّ خصوم عناصر القاعدة في اليمن، وهم يعملون مع السلطات اليمنية من أجل الحدّ من نفوذ التنظيم. ورغم أنهم بذلك يعتبرون في نظر الولايات المتحدة عاملا إيجابيا، إلا أنّه في المقابل يُشتبه بهم باعتبارهم ممثّلي إيران في اليمن، بسبب التقارب الديني. ومن هنا ينبع القلق العميق لدى السعودية ودول الخليج التي تخشى من تمرّد شيعي في بلادها، مثل ذلك الذي حدث في البحرين عام 2011.

تزايدت المخاوف من التأثير الإيراني بعد أن سيطر الحوثيون دون مقاومة على المدينة الساحلية الحُديدة، والتي تقع على مسافة نحو 200 كيلومتر جنوب غرب صنعاء، وتستورد اليمن من خلالها نحو 70% من حاجيّاتها. إن  السيطرة على هذه المدينة الساحلية المهمّة توفّر للحوثيين منفذا للبحر، والذي يمكنهم من خلاله تلقّي الدعم العسكري من إيران.

ويظهر في الوقت الراهن أنهم لا ينوون توسيع سيطرتهم أيضًا على مضيق باب المندب، بشكل أساسيّ لأنّ هناك أغلبية سُنّية تعيش في المنطقة الجنوبية لليمن، وتنشط فيه حركات وهابية جنبا إلى جنب مع تنظيم القاعدة. وعلاوة على ذلك، تُبحر في منطقة باب المندب مدمّرات أمريكية، كندية، بريطانية وفرنسية، والتي يمكنها التدخّل بالقوة العسكرية من أجل منع الاستيلاء على المضيق.

ويظهر حتى الآن أنّ الحوثيين يحاولون تجنّب إظهار صراعهم كصراع طائفي أو ديني، ويحاولون صياغة مطالبهم كبيان اجتماعي – اقتصادي، والذي يسعون بحسبه إلى الدفاع عن الفقراء والمضطهدين وتوزيع موارد البلاد بعدل ودون تمييز. وهم ينفون بشدّة أيضًا كونهم يتلقون الدعم من قبل إيران. فهم يسعون إلى إلغاء طريقة تقسيم البلاد لمحافظات فدرالية، وهو التقسيم الذي تم إقراره في شهر شباط من هذا العام، لأنّه حسب رأيهم فإنّ هذا التقسيم يستبعدهم من المحافظات الغنية بالنفط ويسلب منهم حقوقهم الطبيعية. وأوضح الحوثيون أيضًا أنّهم لا يعارضون قرار الأمم المتحدة الذي يدعوهم إلى الانسحاب من صنعاء، وإزالة الحواجز التي أقاموها وإعادة السلاح الذي سيطروا عليه. وقد تعهّد قادتهم أنّهم ينوون تلبية هذه المطالب، ولكن دون تحديد موعد.

وتمتنع في هذه المرحلة القوى العظمى الغربية عن التدخّل في ما يحدث باليمن. تنتظر الولايات المتحدة، التي منحت اليمن نحو 900 مليون دولار منذ عام 2011، أن ترى كيف ستتطوّر الحكومة اليمنية التي سيشارك بها الحوثيون كجهة رئيسية. وتكمن المخاوف الأمريكية في فقدان التعاون مع الحكومة اليمنية الجديدة في حربها ضدّ القاعدة، على ضوء استيلاء الحوثيين على نقاط القوة العسكرية. في المقابل، يبدو أنه وبسبب قوة الحوثيين وخصومتهم مع القاعدة والحركات الإسلامية المتطرّفة بالذات، فقد يبرهنون بأنّهم حلفاء جيّدون.

وكما في العراق، أفغانستان وسوريا، قد تجد الولايات المتحدة نفسها تتعاون مع ميليشيات وقبائل محلية وليس مع الحكومة من أجل تطبيق سياسة الحرب على الإرهاب. ولكن، كما في دول أخرى، فإنّ الخصومات الداخلية، وخصوصا الفقر المدقع، قد تكون حجر العثرة الرئيسي أمام الكفاح المشترك ضدّ التنظيمات الإرهابية.

ومن المشكوك فيه إذا كان ثمّة قوى عظمى أو ائتلاف من الدول سيأخذ على عاتقه دور الراعي الاقتصادي لليمن. يُشكل العراق وسوريا أكثر إثارة للاهتمام وأكثر تهديدا. ستضطرّ اليمن للانتظار في الطابور.

نشر هذا المقال لأول مرة في صحيفة هآرتس.

اقرأوا المزيد: 1077 كلمة
عرض أقل
جماعات داعش في العراق (AFP)
جماعات داعش في العراق (AFP)

مصادر سلاح حماس وداعش

كيف يصل سلاح حماس إلى غزة؟ على ضوء مخزون السلاح الضخم لحماس في غزة والذي يمكّنها من القتال باستمرار منذ نحو شهر، فقد تحوّل سؤال تهريب السلاح، لدى الجيش الإسرائيلي، إلى سؤال مهمّ

هناك أكثر من 550 مليون قطعة سلاح في أنحاء العالم. أي، سلاح واحد لكل 12 شخص على وجه الأرض. السؤال المطروح هو: كيف يتم نشرها في العالم؟ وفي كلّ ما يتعلق بالمواجهة المستمرّة في منطقتنا بين حماس وإسرائيل، كيف – رغم الحصار لقطاع غزة – تستطيع حماس التسلّح بشكل منظّم إلى حدّ ما ولمدّة طويلة.

يكشف تقرير رائع في موقع newindianexpress عن صناعة تهريب الأسلحة في الشرق الأوسط، وعن تورّط أجهزة الاستخبارات في هذه الصناعة، والحقيقة المحزنة للمصالح الاقتصادية الكامنة وراء الحروب في الفناء الخلفي لإسرائيل.

الإرهاب والسلاح العالمي

Weapon map
Weapon map

بدءًا بالمذبحة في شهر أيار وقتل 317 مواطن في قرية على يد بوكو حرام وصولا إلى قتل 700 شخص في تموز خلال 48 ساعة في سوريا على يد مقاتلي داعش، حملات القتل للتنظيمات الإرهابية جميعها تتغذّى بواسطة السوق السوداء العالمية للتجارة بالأسلحة والتي تُدار على ثلثي مساحة خريطة العالم. التركيبة القاتلة للصراع المتصاعد وتوفّر الأسلحة المتطوّرة على نطاق واسع، جميع ذلك جدّد القلق من أن تُزال مناطق معيّنة في العالم عن وجه الأرض.

هناك أكثر من 550 مليون قطعة سلاح في أنحاء العالم. أي، سلاح واحد لكل 12 شخص على وجه الأرض

في السنة الماضية، وبناء على بيانات تنشرها شركة استشارية بريطانية تُدعى Maplecroft، قُتل نحو 18660 شخصًا بواسطة سلاح غير قانوني تمّ شراؤه عن طريق شبكة سرّية استثنائية لتجّار السلاح، سياسيّين، مجرمين، انتهازيّي الحروب وتجّار المخدّرات في جميع أنحاء العالم. وهو عدد يشير إلى ارتفاع بنسبة 30% مقارنة مع السنوات الخمس الأخيرة.

وفقًا لبيانات الشركة، فقد تمّ تسجيل 9471 هجومًا إرهابيًّا في العالم، والتي تساوي 26 عملية إرهابية في اليوم وأكثر من عملية إرهابية واحدة في الساعة الواحدة. يحرص التجار على تزويد المجموعات الإرهابية في النشاط في جميع أنحاء العالم بقيمة 60 مليار دولار، وهذا وفقًا لدراسة World Policy On Arms.

اللاعبون الرئيسيّون

مقاتل مسلح من كتائب عز الدين القسام (Flash90/Abed Rahim Khatib)
مقاتل مسلح من كتائب عز الدين القسام (Flash90/Abed Rahim Khatib)

فارس مناع (‏Fares Manna‏)، هو تاجر أسلحة يمني له علاقة خاصة بالهجمات العنيفة في نيجيريا، غزة، ليبيريا، السودان، ومؤخرًا سوريا والعراق. يعتبر مناع تاجر سلاح خبير في عالم السوق السوداء، وهو المورد الحصري للتنظيمات الإسلامية في الصومال والتي قتلتْ أكثر من 5,000 إنسان في الصومال وكينيا خلال السنوات الأخيرة.

سجل 9471 هجومًا إرهابيًّا في العالم، والتي تساوي 26 عملية إرهابية في اليوم وأكثر من عملية إرهابية واحدة في الساعة الواحدة

يعمل مناع في هذه المهنة منذ 2003، وهو محبوب من قبل التنظيمات الإرهابية بسبب قسوته والسرّية التي يعمل بها. إنّه معتاد على توفير السلاح لجميع الأطراف.

تشكل القيادة السياسية في اليمن حلفًا لمناع، فهي “مقدّسة” جدّا أو “عميقة” والسلاح الذي يتم شراؤه من قبل وزارة الأمن في اليمن، سيصل في نهاية المطاف إلى كتالوجه خلال أسابيع. يتمتع مناع أيضًا بدعم كبير من قبل زعماء اليمن ذوي النفوذ، ورغم حظر نشاطه، فلا يزال يملك شرعية سياسية في البلاد.

إلى جانب مناع، فإنّ عبد الله بن مالي، (Abdullah bin Maeli) وهو عضو برلمان في اليمن، لاعب رئيسي أيضًا في سوق السلاح، والذي قام بتسليح آلاف الإرهابيين الإسلاميين في المنطقة. عضو برلمان آخر في اليمن، جرمان محمد، (Jarman Mohammed) هو أيضًا ناشط في صناعة تهريب الأسلحة في الشرق الأوسط. بالإضافة إليهم هناك John Bredenkamp الذي وُلد في زيمبابوي، وباع أسلحة للعراق وإيران وهو يواصل العمل في المنطقة. هناك آخرون مثل محمد سعيد (‏Mohammed Said‏)، الاسم المستعار ‎ (Atom) ، والذي يخدم عميلا واحدًا خاصّا فحسب. يعتبر “أتوم” (Atom) المورّد الرئيسي للسلاح والذخيرة لحركة الشباب، وهي جماعة جهادية مقرّها في الصومال.

ذراع السلاح الإيراني: تعرّفوا على الحوثيين (Houthis)

حوثيون (Yemen Fox)
حوثيون (Yemen Fox)

لماذا العلاقة بين مناع وتنظيم الحوثيين (Houthis) مهمّة؟ لأنّهما بالنسبة لإسرائيل ذراع لإيران. يعتبر مناع أحد تجار السلاح الأكبر في منطقتنا، ويتيح الحوثيون (Houthis) بالإضافة إلى حزب الله وحماس لإيران من شحن الأسلحة في كلّ الشرق الأوسط بحسب الطلب.

هناك على أقلّ تقدير 10 أسواق سوداء رئيسية للسلاح في العالم، تشتمل على كلّ من: مقديشو في الصومال، اليمن، بغداد، كركوك والبصرة في العراق، لبنان، ليبيا، باكستان وأفغانستان

الحوثيّون هم تنظيم إسلامي شيعي تابع لإيران ويقوده عبد الملك الحوثي (Malek Al Houthi‏). وهم تنظيم سياسي شرعي يتواجد في اليمن منذ سنوات التسعينات تحت اسم الشباب المؤمن (Al Shabab Al Mu’min) وقد تمّ تغيير اسمه للحوثي عام 2004 بعد اغتيال زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي (Hussein Badr Al Din Al Houthi). والزعيم الحالي، عبد الملك (Malek)، هو أخوه. للتنظيم أيضًا ذراع عسكري اسمه أنصار الله (Ansarallah).

وهو يعمل في الواقع كذراع لإيران في اليمن بشكل شبيه بحماس في غزة وحزب الله في لبنان. وفقًا لتقرير من العام 2009، يوفر حزب الله للتنظيم تدريبًا عسكريًّا بإشراف إيران. ويخدم التنظيم إيران أيضًا في صراعات القوة مع السعودية حول السيطرة على الشرق الأوسط وإفريقيا.

أسواق الموت

السودان تعد احدى الدول المصدرة للأسلحة الغير قانونية (AFP)
السودان تعد احدى الدول المصدرة للأسلحة الغير قانونية (AFP)

هناك على أقلّ تقدير 10 أسواق سوداء رئيسية للسلاح في العالم، تشتمل على كلّ من: مقديشو في الصومال، اليمن، بغداد، كركوك والبصرة في العراق، لبنان، ليبيا، باكستان وأفغانستان. وفقًا لمصادر استخباراتية، تتمّ التجارة بمختلف أنواع الأسلحة في تلك الأسواق، بما في ذلك الصواريخ والمدافع المتوفرة في تلك الأسواق والموصولة بمسار توفير دولي لا ينتهي. يرسل تجار السلاح في الصين، الولايات المتحدة، روسيا، كوريا الشمالية وأوروبا الشرقية شحنات الأسلحة، التي تشتمل على: البنادق، الذخائر والصواريخ، بنطاق يبلغ المليارات كلّ عام لمن يدفع السعر الأعلى في الشرق الأوسط عن طريق مسارات موثوقة وقانونية.

طريقة العمل

معظم السلاح، بما في ذلك الصواريخ والدبابات التي تصل في نهاية المطاف إلى السوق السوداء، يتمّ شراؤها قانونيًّا بواسطة شبكة من تجار السلاح المؤهّلين. وفقًا لتقرير الاستخبارات الأمريكية، فيعمل ما لا يقلّ عن 29 تاجرًا كهؤلاء من اليمن وحدها. إنّهم يشترون السلاح باسم وزارة الدفاع اليمنية ولكن بعد وقت قصير من الشراء، يتم نقل قائمة المشتريات إلى المنطقة الرمادية، حيث إنّه تتيح وجود علاقة بين الزعماء السياسيين، قادة الجيش والوسطاء المشبوهين بأخذ 80% من محتوى تلك الشحنات، وفقط 20% تصل في نهاية المطاف إلى مخزون الجيش الرسمي. في وقت لاحق يتمّ تهريب تلك الأسلحة بواسطة شبكة سرّية من شركات النقل، من بينها صاحب سفينة يمنية اسمه أبو إبراهيم (Abu Ibrahim)، إلى غزة، مصر، العراق، أفغانستان وإفريقيا.

تورّط أجهزة الاستخبارات

إنّ أجهزة الاستخبارات العالمية مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) أيضًا متورّطة في ذلك، وتغرق أيضًا السوق الرمادية بالسلاح العالمي. وإلا فكيف نفسّر على سبيل المثال وجود 20000 صاروخ من نوع Sam-7 (يصل مداه إلى 3500 متر) بيد التنظيم الإرهابي بوكو حرام؟ وصلت تلك الصواريخ إلى الأيدي الخطأ فورًا بعد هجوم الناتو الذي أسقط طاغية ليبيا، معمّر القذافي.

الحكومة الأمريكية تصدّر ما يقرب من ثلث الأسلحة في العالم

تمّ بيع بعض تلك الصواريخ أيضًا لتنظيم داعش في العراق بسعر 7,000 جنيه مصري للقطعة، ممّا يعني أنّه من أجل إسقاط طائرة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار، يستخدم الإرهابيون صواريخ كلّفتهم بضعة آلاف من الدولارات. في الواقع، فقد أكّد المسؤولون الأمنيّون أنّ المسلّحين الإسلاميين استخدموا صاروخًا كهذا تمّ شراؤه من ترسانة القذافي من أجل إسقاط مروحيّة عسكرية في شبه جزيرة سيناء في شهر كانون الثاني هذا العام.

مسار تهريب السلاح

نشطاء من حركة حماس يقومون بإطلاق صواريخ (AFP)
نشطاء من حركة حماس يقومون بإطلاق صواريخ (AFP)

يبدو أنّ أوكرانيا ودول أخرى من الاتّحاد السوفياتي سابقًا هي المصدر الأهمّ للسلاح بالنسبة للجماعات المسلّحة في الشرق الأوسط وإفريقيا. يتمّ توزيع الأسلحة من تلك الدول لتلبية الطلب المتزايد في اليمن والسوق السوداء في سوريا. وقد حدّد تقرير أمريكي سرّي للغاية العديد من المدن على شاطئ اليمن الجنوبي كملاجئ محتملة للتهريب أو كمناطق لمرور الأسلحة غير القانونية.

إلى جانب ذلك، فهناك شبكة من مهرّبي المخدّرات والسلاح في بنغازي، ليبيا، والتي هي مركز تجارة الأسلحة غير القانونية ولها شعبية في تقديم خدمات القيمة المضافة كنقل شحنة لنقطة عبور أكثر أمنًا قرب مصر أو الجزائر مقابل بضعة دولارات إضافية.

والمجموعة واسعة: صواريخ، قذائف، RPG، قنابل يدوية، بنادق كلاشينكوف مصنّعة في كوريا الشمالية وألغام.

دور الولايات المتحدة

ليس سرّا أن الحكومة الأمريكية تصدّر ما يقرب من ثلث الأسلحة في العالم. وفقًا لموقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏)، فقد وفّرت الإدارة الأمريكية 600 طنّ من الأسلحة من بينها لجهات جهادية إسلامية في سوريا، ما يكفي للحفاظ على مساحة مشتعلة في سوريا لعدّة سنوات. تمّ شراء الأسلحة من تجّار يعملون في أوروبا الشرقية ونُقلت إلى سوريا بواسطة وكالة الاستخبارات الأردنية. في وقت لاحق، وصل جزء كبير من الشحنة إلى ترسانة داعش في العراق.

وفي محاولة لصرف انتباه العالم، اتّهمت الحكومة الأمريكية، روسيا، والصين بتوفير السلاح للجهاديين في الشرق الأوسط. وقد تمّ تجديد هذا الاتهام في الشهر الماضي من خلال توجيه إصبع الاتهام للعلاقة بين المسلّحين الناشطين في أوكرانيا والجيش الروسي، بخصوص إسقاط الطائرة الماليزية بواسطة صواريخ Buk التي تمّ توفيرها من قبل روسيا.

التهريب لغزة وحماس

قوات البحرية تقود السفينة "klos c" في طريقها باتجاه ميناء إيلات (IDF Flickr)
قوات البحرية تقود السفينة “klos c” في طريقها باتجاه ميناء إيلات (IDF Flickr)

في نهاية الأمر، تُعدّ وسائل الإعلام العالمية تقارير حول الهجمات على قوافل ومخازن تنفّذها إسرائيل في الظاهر فوق أرض السودان، سوريا أو لبنان. ليس واضحًا دائمًا ما الذي تمّت مهاجمته وأية أضرار حدثت للمخازن المختلفة أو للقوافل المختلفة لأنّ التنظيمات والحكومات في تلك الدول لا ترغب بتوفير معلومات غير ضرورية للإعلام بخصوص علاقاتها بتهريب الأسلحة غير القانونية. كشفت إسرائيل عن عدد من سفن السلاح التي كانت في طريقها إلى غزة.

وحتى ننعش الذاكرة: في آذار عام 2011 أمسكت قوة من الكوماندوز التابعة للسرية 13 وسرية قوارب الصواريخ التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي بالسفينة Victoria. هرّبت السفينة، التي كانت تقع تحت ملكية ألمانية، وسائل قتالية إيرانية عن طريق سوريا وتركيا وكان هدفها حركة حماس في القطاع. تمّ شحن السفينة بداية في ميناء اللاذقية في سوريا بوسائل قتالية إيرانية ممزوجة بسلع مدنية. ومن هناك خرجت إلى ميناء مرسين في تركيا، ثم كانت في طريقها إلى ميناء العريش في مصر وعليها حاويات تمّ فيها تخبئة نحو 50 طنّا من الوسائل القتالية.

أسلحة تابعة لعناصر حماس في نفق دمرته القوات الإسرائيلية (IDF)
أسلحة تابعة لعناصر حماس في نفق دمرته القوات الإسرائيلية (IDF)

وقد تمّ تنفيذ أحدث نموذج تصدّر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم في الخامس من آذار عام 2014. أمسكت وحدة من الكوماندوز البحري التابع للسرية 13 وقوارب الصواريخ التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي بسفينة الشحن ‏KLOS C، التي حاولت أن تهرّب وسائل قتاليّة من إيران، تم تمرير بعضها جوّا كما يبدو من سوريا، وخُصّصت للتنظيمات الفلسطينية الإرهابية في سيناء أو قطاع غزة.

اقرأوا المزيد: 1492 كلمة
عرض أقل