منذ أن دخل أعضاء الدولة الإسلامية، داعش، إلى حياتنا ووعي العالم، تعرضنا لطرق إعدام لم نكن نفكّر بوجودها حتى في الخيال الأكثر وحشية. كل شخص يقوم بالإعدام يظهر كتجسيد للشر ويتفوّق على سابقه في مستوى الوحشية.
كُتب الكثير عن طرق القتال والقتل الجماعي. جميع الأوامر على الأرض تأتي من عدة قيادات تقود مختلف القطاعات وتحمل مسؤوليات مختلفة لنشر تعاليمها المجنونة دون التمييز بين الخير والشر.
حتى في تنظيم من هذا النوع، والذي نجح في احتلال أجزاء كبيرة من العراق وسوريا واستغلال الفراغ الناشئ في الحكم، لا يزال هناك تسلسل هرمي منظّم يفرض سلطته على المحاربين المتعطّشين للدماء ويعمل على نشر تعاليمه المتطرفة. هؤلاء القادة هم رأس الحربة في قيادة داعش.
بخلاف قادة القاعدة، حماس وحزب الله، لا يكثر قادة الدولة الإسلامية من الظهور في الأماكن العامة. وتقريبا لا يلقون خطبًا أو يرسلون تسجيلات مع رسائل خفية.
تعرض هيئة تحرير “المصدر” أمامكم القادة الثلاثة الأبرز في التنظيم، وهم أشخاص تتدلّى فوق رؤوسهم بطاقات تسعير بالملايين.
رأس الحربة: أبو بكر البغدادي
إنه “الرئيس الكبير”. وهو قائد أحد أبغض التنظيمات الإرهابية في العالم، ويتدلّى فوق رأسه مبلغ بقيمة 10 ملايين دولار وهو في القائمة منذ عام 2011. من القليل المعروف عنه، فقد وُلد البغدادي في العراق في بدايات السبعينيات، ودخل إلى عالم الإرهاب بعد زمن قصير من اندلاع حرب العراق الثانية.
لقد كان فعلا في أيدي الأمريكيين، ولكن تم إطلاق سراحه عام 2009 لأسباب قانونية. ووفقا لقائد معسكر الاعتقال بوكا، عندما خرج البغدادي من بوابات السجن قال له “نراكم في نيويورك”. لم يصل إلى نيويورك، ولكن الأمريكيين وصلوا إليه في محاولة لمحاربته.
بعد زمن قصير من إطلاق سراحه، تم تعيين البغدادي قائدا للقاعدة في العراق، حيث حلّ مكان أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي اللذين تمّ اغتيالهما من قبل الولايات المتحدة. منذ ذلك الحين أعلن أنّه سيقيم في المنطقة خلافة إسلامية، وقد بدأ بتحقيق ذلك بعد زمن قصير من اندلاع الحرب في سوريا. لم تحدّد وكالات الاستخبارات الدولية بعد مكان مخبئه رغم أنّ التقديرات تتحدث عن أنّه يقيم في العراق.
في 8 تشرين الثاني عام 2014، هاجمت طائرات حربية أمريكية لقاء قمّة للتنظيم وأصيب البغدادي بجروح خطيرة. في البداية زعموا أنّه قُتل وتم تعيين بديل له اسمه أبو علاء العفري. في نهاية المطاف اتّضح أنّ البغدادي أصيب بجروح خطيرة فقط وبأنّه مستمرّ كما يبدو في قيادة التنظيم.
الآس رقم 2: عبد الرحمن مصطفى القادولي
هناك القليل جدّا مما هو معروف عن الرجل. يوجد على رأسه تسعيرة بقيمة 7 ملايين دولار، وتم إدخاله رسميا إلى قائمة المطلوبين من قبل السلطات الأمريكية فقط في أيار عام 2014. مثل البغدادي، فقد بدأ طريقه في الإرهاب في صفوف القاعدة. قاتل القادولي الأمريكيين عندما غرقوا في الوحل العراقي، ومنذ ذلك الحين ظهر كنجم صاعد في كلّ ما يتعلّق بقتل شعبه. منذ خدمته في القاعدة، تقدّم في سلّم الرتب وأصبح نائبا لأبي مصعب الزرقاوي.
في نهاية المطاف تم إلقاء القبض على القادولي من قبل الولايات المتحدة بل وتم تحويله لقضاء الوقت في سجن عراقي. وقد حظي هو أيضًا بمغادرة السجن بعد أنّ غادرت الولايات المتحدة البلاد. وجد طريقه سريعًا جدّا إلى داعش وأصبح بفضل سجّله الوحشي أحد أبرز قادته.
الرقم 3: أبو محمد العدناني
هنا المعلومات غير واضحة أيضًا: بشكل رسمي، هو المتحدث الرسمي باسم التنظيم، من أعلن بلسانه عن إقامة الخلافة الإسلامية. يُقال إنّ العدناني لم يتردّد في مواجهة رئيسه السابق، زعيم القاعدة الحالي، أيمن الظواهري، عندما طلب منه الأخير أن تخرج داعش من سوريا.
تقريبًا كل ما هو معروف عن العدناني أنّه ولد عام 1977. من غير الواضح متى تحوّل إلى إرهابي ومتى انضمّ إلى صفوف داعش. وهو يترأس “مركز الحياة”، الذراع الإعلامي للتنظيم والمسؤول، من بين أمور أخرى، عن أفلام الرعب التي يصدرها التنظيم. في المجمل هناك تسعيرة بقيمة 5 ملايين دولار على رأسه.