عبدالله بن عبد العزيز

رقص عرضة سعودية (FAYEZ NURELDINE / POOL / AFP)
رقص عرضة سعودية (FAYEZ NURELDINE / POOL / AFP)

غزة والقاهرة تشعران بروح جديدة من الرياض

تحرّكات السعودية الأخيرة تشير إلى وجود تحوّل في سياسة المملكة الخارجية، والتي قد تُجبر الرئيس المصري على تغيير موقفه الصارم تجاه حماس. ستضطر الحركة إلى اتخاذ قرار فيما إذا كانت ستعود إلى أحضان إيران

بعد يوم من إعلان إحدى المحاكم المصرية أنّ حماس كلّها – وليس جناحها العسكري فقط – هي تنظيم إرهابي، توجّهت حماس للسعودية للضغط على الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من أجل إلغاء هذا الحكم.

ويثير هذا التوجّه الاهتمام بشكل أساسيّ لأنّ حماس تقدّر أنّ الملك السعودي الجديد، سلمان، سيستمع بأذن مصغية للتنظيم التابع للإخوان المسلمين، والذين عرّفتهم السعودية نفسها كحركة إرهابية.

على ما يبدو، هناك أساسا يعتمد عليه هذا التقدير. إنّ زيارة السيسي الخاطفة للسعودية لم تكن تهدف للمباركة لسلمان، وإنما للسماع منه إذا كانت السعودية تريد تغيير سياستها: أن تربط من جديد علاقاتها بالإخوان المسلمين، وأن تصلحَ علاقتها مع تركيا، خصم مصر، وبشكل أساسي: هل يستطيع السيسي الاستمرار في الاعتماد على المساعدات المالية الحيوية التي تمحنها له المملكة.

الملك سلمان يستقبل السيسي في الرياض  (اف ب)
الملك سلمان يستقبل السيسي في الرياض (اف ب)

ويبدو أنّ هناك أساس أيضًا لمخاوف السيسي. كتب أحد الصحفيين السعوديين المهمّين، خالد الدخيل، أمس (الأحد) في صحيفة الحياة السعودية: “فإذا كان استقرار مصر هو مصلحة استراتيجية سعودية، وهو كذلك، فإن واجب السعودية أن تتعامل مع قضية ‘الإخوان’ كمسألة محلية مصرية في الأساس، وأن تقاربها من زاوية تأثيرها على استقرار مصر أولاً، ثم تداعيات ذلك إقليمياً، وبالتالي عليها ثانياً‏‎.‎‏.. وتركيا إلى جانب كونها عضواً في الناتو وفي مجموعة العشرين الدولية، وبموقعها الاستراتيجي بين العالم العربي من ناحية وإسرائيل وإيران من ناحية أخرى، من الدول التي تملك مشروعاً سياسياً واقتصادياً واضحاً، وهو مشروع يتناقض في مضمونه مع المشروع الإسرائيلي الاستيطاني من ناحية، ومع المشروع الطائفي لإيران من ناحية أخرى”‏‎.‎‏

جمال خاشقجي: “حزب الإصلاح في اليمن، الذي تدعمه جماعة الإخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة القادرة على الوقوف ضدّ السيطرة الحوثية على اليمن”

ووفقًا لمحلّلين سعوديين، فهذه هي نتيجة النظرة التي بحسبها فشلت سياسة الملك الراحل عبد الله. لم تنجح في حلّ الأزمة السورية ولا على سيطرة الحوثيين في اليمن، وبشكل أساسي، لم تكبح التأثير الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط. وكتب محلّل سعودي آخر، وهو جمال خاشقجي، قبل عدة أيّام أنّ “حزب الإصلاح في اليمن، الذي تدعمه جماعة الإخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة القادرة على الوقوف ضدّ السيطرة الحوثية على اليمن”. هذا أمر جديد، حيث إنّ الملك عبد الله قطع علاقاته مع حزب الإصلاح.

الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (AFP)
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (AFP)

ليس صدفة أن تتزامن زيارة السيسي للسعودية مع زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وتشير التقديرات إلى أنّ زيارة الملك سلمان الأولى للخارج ستكون إلى تركيا؛ تلك الدولة التي تستضيف قيادات في حماس ومن بينهم صالح العاروري. قال أحد مسؤولي حماس وهو عاطف عدوان في مقابلة صحفية إنّ “هناك إشارات مشجّعة لتغيير النظرة السعودية تجاه حماس”، ووفقا لتقرير آخر فقد التقى مسؤولون سعوديون ممثّلين مصريين مقرّبين من الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى ذلك، فقد سارع الملك السعودي إلى إقالة رئيس الديوان الملكي، والذي ساهم في السياسة السعودية الصارمة ضدّ الإخوان المسلمين. وفقا لكل ذلك، يمكن تماما أن نتوقع تحوّلا في سياسة سلمان.

والسؤال هو إذا كانت حماس تهدف إلى اتخاذ قرار استراتيجي ينبع من الضغط الهائل الذي تقع فيه – بسبب الحصار المصري والإسرائيلي لغزة، وأيضا بسبب تعريفها كحركة إرهابية – والانفصال عن إيران من أجل العودة إلى الحضن العربي.

رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل والقائد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي (AFP)
رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل والقائد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي (AFP)

 

وفقا لعدوان: “لا يزال من المبكّر الحديث عن قطع العلاقات مع إيران”. في نفس الوقت، تُقدّم طهران شروطا صارمة لحماس كي تستطيع التمتّع بدعمها. إنها تطلب من خالد مشعل، من بين أمور أخرى، أن يتراجع عن نقده ضدّ الرئيس السوري، وهي الخطوة التي أدّت إلى قطع العلاقات التامّ بين التنظيم وبين نظام الأسد وبالتالي إلى صدع مع إيران. ومن المتوقع أن تطلب السعودية، من جهتها، من حماس، تعزيز المصالحة والسماح بوضع مسؤولي الحكومة الفلسطينية الموحدة في غزة وعلى المعابر، كشرط للحصول على المساعدات.

ليست هناك لدى حماس اليوم أدوات للتأثير أو الضغط، لا على إيران ولا على السعودية. ومع ذلك، فإنّ بصيص الأمل السعودي، وخصوصا في كل ما يتعلق باحتمال المصالحة مع مصر، من شأنه أن يرجّح الكفّة لصالح الانضمام من جديد للكتلة العربية. معنى قرار كهذا، من بين معان أخرى، هو سحق الوضع الذي عزّزه نتنياهو والذي بحسبه تنظر الدول العربية مثل السعودية ومصر متفقة مع إسرائيل إلى الحاجة لإيقاف إيران ومحاربة إرهاب حماس.

وتشير الروح السعودية الجديدة إلى أنّه ليست هناك بالضرورة علاقة بين الطموح لإيقاف التأثير الإيراني وبين محاربة حماس. بل على العكس تماما. فإنّ العلاقة مع التنظيمات الإسلامية السنّية المعتدلة، مثل الإخوان المسلمين، قد تؤدي تحديدًا إلى المساهمة ضدّ إيران من جهة وضدّ داعش من جهة أخرى. وستكون المشكلة السعودية هي كيفية التوفيق بين موقف مصر وبين خطوط السياسة السعودية الجديدة. وهو أمر يرغب السيسي بمعرفته أيضًا.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في ‎صحيفة ‏‏هآرتس‏‏‏‏‏‏‏‏

اقرأوا المزيد: 683 كلمة
عرض أقل
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)

هزة أخرى في النخبة السعودية

تبادل رجولي في رئاسة الاستخبارات والجهاز الأمني السعودي وتهديدات معلنة للملك ضدّ الإسلام المتطرّف. هل زيادة قوة داعش قد بدأت تقوّض أركان المملكة العربية؟

أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرين ملكيين، بتعين الأمير خالد بن بندر رئيسًا للاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان مستشارًا ومبعوثًا خاصًا له، وهذا ما أبلغت به وكالة الأنباء السعودية. هذه التبادلات الرجولية في النخبة الاستخباراتية، والقلب النابض للأمن الوطني السعودي، يأتيان بعد يومين فقط من قيام الملك بعزل نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن بندر من منصبه، وذلك بعد ‏45‏ يومًا من تعيينه، وهذا التغيير وهو الرابع من نوعه في هذا الموقع خلال ‏15‏ شهرًا‎.‎

كما صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن من منصبه نائبًا لوزير الدفاع، وتعيين الأمير سلمان بن سلطان بدلا منه في مطلع أغسطس ‏2013‏‎.‎

 كل هذه الأمور تأتي بعد تصريحات العاهل السعودي ضدّ زيادة قوة الإسلام المتطرف، عندما تطرق إلى “داعش” التي تفعل كل ما يحلو لها في العراق وإلى فيالق القاعدة التي تقاتل  المتمردين في سوريا. في الثامن والعشرين من حزيران، في خطاب ألقاه الملك عبد الله بن عبد العزيز كتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، قال إنه لم يمنح قلة قليلة “من الإرهابيين أن يرتدوا الإسلام بزّة لتغطية مصالحهم الشخصية، وأن يخيفوا المسلمين الوادعين  أو أن يلحقوا الضرر بوطننا  (وهو يقصد هنا العربية السعودية) أو أي من مبانيها أو الماكثين فيها ‏‎”‎‏.

وقد جاء تصريحه بعد يومين من إصدار أوامر الملك للعمل حسب الوسائل المطلوبة بهدف حماية الدولة من “تهديدات إرهابية” ممكنة كنتيجة للتأرجح الحاصل في العراق المجاورة. يتطرق الملك إلى نجاحات المسلحين التابعين “لمنظمة الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا (داعش)، التي تعتبرها المملكة العربية السعودية منظمة متطرفة وإرهابية، لتحتل مواقع السنة في العراق بمساعدة قوات محلية.

يجدر الذكر أن لدى منظمة داعش تأثيرًا كبيرًا على سكان المملكة العربية السعودية المتهمة بأن جزءًا ملحوظًا من مسلحي المنظمة هم في الواقع مواطنو المملكة العربية السعودية، وفي أكثر من مرة، ادعي أن المنظمة تحصل على تمويل من داخل الدولة، الأمر الذي تستنكره السعودية بعزم. وفقًا لادعاء السعوديين، فقد تم الإعلان في شهر آذار الأخير أنه تم إدراج منظمة داعش  في قائمة المنظمات المعلن عنها في السعودية كمنظمة إرهابية.

تشهد استنكارات السعوديين النشطة، التي تأتي إلى جانب تبادل الكثير من الرجال والمتسرع، على الضغط. ليس من المنكر أن الملك السعودي، الذي يحب أن يعتبر نفسه الزعيم الأقوى في العالم السني، بدأ يشعر بالتهديدات على مكانته، وعلى الاستقرار النسبي السائد في مملكته على ضوء الكثير من الثورات في المنطقة المجاورة.

في حين أن الولايات المتحدة معنية بإخضاع ثوار داعش، وفي رفعة بندقية  يمكنها أن تلغي جهود الثوار في العراق في السنوات الأخيرة، يتعين على الملك السعودي أن يواصل الحفاظ على احترام الإسلام السني، بموجب مكانته، والإصغاء إلى تمنيات قلوب بني شعبه، ومن ناحية ثالثة عليه أن يتابع الحفاظ على قوته، ويبدو أن مكبس الضغط بدأ يُظهر تأثيره على الملك المسن، وأن تهديد أبي بكر البغدادي المعروف بسمعته السيئة قد نجح في تخطي الحدود والوصول إلى المملكة العربية السعودية الكبيرة.

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل
بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)
بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)

إعفاء الأمير بندر بن سلطان: ضربة للمصالح الأمريكية؟

رجل السعودية القويّ، الذي كان مسؤولا عن الصراع السرّي للإطاحة ببشار الأسد، يترك منصبه

أصدر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مرسومًا ملكيًّا رسميًّا عن تعيين يوسف الإدريسي، نائب رئيس جهاز المخابرات السعودية، رئيسًا للجهاز، وإعفاء بندر بن سلطان من وظيفته. ليس واضحًا في الوقت الراهن أيّ وظيفة سيُشغّلها الأمير بندر في منظومة المصالح المعقّدة في المملكة.

تولى الأمير بندر منصب رئيس جهاز المخابرات السعودية في العامين الأخيرين، منذ صيف عام 2012. وقد شغل قبل ذلك منصب سفير السعودية في واشنطن لمدة 22 عامًا وعُرف كمقرّب جدّا لجميع الإدارات الأمريكية، وخصوصًا إدارة جورج بوش الابن.

وفقا للتقارير، فقد تمّ قرار إعفاء بندر من المنصب بناءً على طلبه. وقد جاءت هذه الخطوة بعد شهرين أمضاهما بندر خارج الحدود السعودية بسبب عملية جراحية كان ينبغي أن يجتازها في كتفه. ولقد كان في السنوات الثلاث الأخيرة أحد الجهات الرئيسية في “تحالف سريّ” والذي تمّت قيادته ضدّ نظام الرئيس السوري، بشّار الأسد، ولكن في الشهرين الأخيرين قلّص بندر من اشتغاله بالشأن السوري، وتقسّم مجال مسؤوليّته بين عدّة مسؤولين سعوديين آخرين. إن وزير الداخلية السعودي، محمد بن نايف، هو الجهة المهيّمنة في تحديد السياسة السعودية تجاه سوريا اليوم.

فإذا كان الأمر كذلك، فالذي يودّ أن يسمع عن ترك المنصب هم الإيرانيون والعلويّون في سوريا. وبالتباين، من المتوقع أن تكون إسرائيل قلقة جدّا من الخطوة. أعرب بندر في الماضي أنّ على السعودية وإسرائيل تقوية العلاقات بينهما، لأنّ إيران هي العدوّ المشترك لكلا الدولتَين. وبالإضافة إلى ذلك، عُرف بندر كأحد الداعمين والدافعين الرئيسيّين من وراء الثورة المضادّة التي قادها الجيش المصري ضدّ حكومة الإخوان المسلمين في الصيف الماضي.

وأعرب بندر في الأشهر الأخيرة عن خيبة أمل معيّنة من السياسة الأمريكية في الشأن السوري، بل وتحدّث عن خفض التعاون مع وكالة المخابرات المركزية (‏CIA‏) في كلّ ما يتعلّق بتدريب المتمرّدين السوريين. وقد فشلت أيضًا زيارة بندر لروسيا، والتي كانت تهدف إلى إقناع الرئيس بوتين.

اقرأوا المزيد: 279 كلمة
عرض أقل
الملك عبد الله في لقائه مع أوباما في القصر (Photo: Doug Mills,Retweeted by Carrie Budoff Brown)
الملك عبد الله في لقائه مع أوباما في القصر (Photo: Doug Mills,Retweeted by Carrie Budoff Brown)

تغريدة من السعودية

رغم حظر تصوير الملك السّعوديّ، أسرته، وقصره من قِبل الإعلام، مراسِلة أمريكية رافقت زيارة أوباما تنشر صورًا في حسابها على تويتر، وتُمسي نجمة في المملكة

لم تقضِ الصحفية كاري بادوف براون، التي رافقت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية لتغطيتها لصالح صحفية “بوليتيكو”، أكثر من يومٍ واحد في المملكة، لكنها نجحت في هذا الوقت في إثارة الكثير من الضجيج في المملكة، والتحوُّل إلى نجمة على تويتر، إذ حصلت على أكثر من 15 ألف متابع من السعودية وحدها.

تجاهلت الصحفية الحظر المفروض على الإعلام في السعودية بتصوير الأسرة المالكة ونشر الصُّوَر، وكذلك بتوثيق القصر الخاصّ للملك عبد الله، حتّى إنها لم تنتظر التقرير في صحفية “بوليتيكو” في اليوم التالي”، بل رفعت الصور فورًا إلى حسابها على تويتر، مع الوسم #السعودية.

غرفة داخليّة في القصر السعودي (Carrie Budoff Brown)
غرفة داخليّة في القصر السعودي (Carrie Budoff Brown)

سرعان ما تمّ اكتشاف الصُّوَر في السعودية، وبدأ آلاف السعوديين، الراغبين في الحصول على لمحة عن حياة الملك، بمتابعتها ومشاهدة الصُّوَر “المحظورة”. في إحدى أبرز الصُّوَر، التي تسبّبت بموجة شائعات في المملكة حول الوضع الصحي للعاهل البالغ من العمر تسعين عامًا، يبدو الملك عبد الله في لقائه مع أوباما في القصر، مع أنبوبة أكسجين موصولة بأنفه. أمّا في الصورة نفسها التي نشرها الإعلام السعودي، فجرت إزالة أنبوب الأكسجين عبر “فوتوشوب”، وبدا الملك معافى كاملًا.

الملك عبد الله مع أنبوبة أكسجين موصولة بأنفه (Photo: Doug Mills,Retweeted by Carrie Budoff Brown)
الملك عبد الله مع أنبوبة أكسجين موصولة بأنفه (Photo: Doug Mills,Retweeted by Carrie Budoff Brown)

وتروي الصحفية سمدار بيري من صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ اليوم نفسه الذي نُشرت فيه صورة الملك مع أنبوبة الأكسجين، شهد الإعلان في السعودية عن تعيين الأمير مقرن “الشابّ” (68 عامًا) وليًّا لوليّ العهد بشكل رسميّ، في حال الإعلان عن عدم أهلية العاهل ووليّ عهده، الأمير سلمان، الذي يقارب عمره الثمانين.

وعدا صورة اللقاء، شاركت بادوف براون صورًا من واجهة القصر، وغرفه الداخليّة، التي يبدو فيها البذخ الكبير، الأثاث المرصَّع بالذهب، وموائد الطعام العملاقة المليئة بما لذّ وطاب، وكذلك صورة للحرّاس الرسميين للملك الحاملين سيوفًا مذهلة. وكما ذُكر آنفًا، سارع مستخدمو تويتر السعوديون إلى استغلال هذه النظرة النادرة إلى حياة الملك، لكنّ كثيرين منهم توقّفوا عن متابعة الصحفية، التي أُعلن أنها “جريئة”، بعد مغادرتها المملكة.

مائدة الطعام المليئة بما لذّ وطاب  (Carrie Budoff Brown)
مائدة الطعام المليئة بما لذّ وطاب (Carrie Budoff Brown)
اقرأوا المزيد: 281 كلمة
عرض أقل
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز يجتمع برئيس الوزراء الباكستاني، محمد نواز شريف  في السابق (AFP)
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز يجتمع برئيس الوزراء الباكستاني، محمد نواز شريف في السابق (AFP)

تقرير بريطاني: السعوديون طلبوا قنبلة نووية

وفقًا للتقرير البريطانيّ: السعودية استثمرت أموالًا طائلة في البرنامج العسكري الباكستاني، لتتمكن من الحصول على سلاح نووي فورًا إذا تخطت إيران الحواجز ووصلت إلى القنبلة

07 نوفمبر 2013 | 11:11

استثمرت المملكة العربية السعودية‏‎ ‎‏المال في البرنامج النووي العسكري‏‎ ‎‏الباكستاني، وهي تعتقد أنّ بإمكانها إحرازَ سلاح نووي إن أرادت، هكذا نقل بعض المصادر لبرنامج “نيوز نايت” الذي بُثّ أمس، الأربعاء، على شبكة BBC. ووفقًا للتقرير البريطانيّ، يبدو أنّ المملكة السعودية ستنجح في اجتياز العتبة النووية قبل عدوّها اللدود – إيران.

وقال مصدر مسؤول في حلف شمال الأطلسي، على مستوى صانعي القرار، للبرنامج البريطانيّ إنّه وفقًا للمعلومات الاستخبارية التي رآها، فإنّ السلاح النووي الذي أنتجته باكستان من أجل السعودية جاهز للشّحن.

وذكر المصدر أقوال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء في الاحتياط عاموس يدلين، في مؤتمر في السويد الشهر الماضي، بأنه إذا صنّعت إيران قنبلة نووية، فإنّ “السعوديين لن ينتظروا شهرًا واحدًا. فقد دفعوا مسبقًا ثمن القنبلة. سيتوجّهون إلى باكستان، ويُحضرون ما يحتاجون إليه”.

يُذكَر أنّ إحدى الذرائع التي تستخدمها إسرائيل ضدّ إيران نووية هي أنّ الأمر سيثير سباق تسلُّح في المنطقة، مما سيدفع المنطقة إلى عدم الاستقرار. ويدّعي محلّلون عسكريون في إسرائيل أنّ السعوديين يتحدثون عن النووي الإيراني بجديّة، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حال تساهَل الغرب مع إيران في شأن برنامجها النووي.

وفي عامَ 2009، حذّر الملكُ عبدُ الله المبعوثَ الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، أنه إذا تخطّت إيران عتبة النووي “فنحنُ أيضًا سنحصل على سلاح نووي”.

وقال غاري سامور، الذي كان حتى آذار المنصرم المستشارَ الخاصّ بأوباما لتفكيك السلاح النووي، لـ BBC: “أظنّ أنّ السعوديين مقتنعون بأنّ لديهم تفاهمات مع باكستان، تتيح لهم في أسوأ الأحوال حقّ حيازة سلاح نووي من باكستان”.

ورغم أنّ السعودية وقّعت على المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي، فقد امتلك السعوديون في الثمانينات، بسريّة مُطلقة، عشرات الصواريخ البالستية من الصين. ونشرت السعودية هذه الصواريخ، التي تُعتبَر غير دقيقة كفاية بالنسبة لسلاح تقليديّ، منذ عقدَين.

ورغم ذلك، تنكر السعودية أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي، وتدعو مجدّدًا إلى تجريد الشرق الأوسط من سلاح كهذا، مشددةً على إسرائيل.

أمّا من جهة باكستان، فإنّ تسليم سلاح نووي إلى حكومة أجنبية قد يقودها إلى تعقيدات سياسيّة دوليّة خطيرة، من بينها تدهوُر خطير في علاقاتها بالبنك الدولي ودُول مانحة أخرى

ونفى البلّدان، السعودية وباكستان، بشكل مطلَق تقرير BBC، واصفَين إياه بأنه “تخمينات تفتقر إلى أيّ أساس”.

اقرأوا المزيد: 332 كلمة
عرض أقل