الزعيم الروحاني لمعسكر السلام الإسرائيلي

عاموس عوز مع الرئيس السابق شمعون بيرس (Flash90)
عاموس عوز مع الرئيس السابق شمعون بيرس (Flash90)

إضافة إلى كونه كاتبا قديرا، كان عاموس عوز طوال سنوات "نبي إثارة الغضب" في السياسة الإسرائيلية، وقد عمل جاهدا حتى اللحظة الأخيرة على إقناع الجمهور للتفكير في المصالحة مع الفلسطينيين

30 ديسمبر 2018 | 15:54

تطرقت كل صحيفة تقريبا في العالم إلى وفاة الأديب الإسرائيلي المشهور، عاموس عوز، الذي توفي يوم الجمعة بسبب مرض خطير عن عمر يناهزة 79 عاما. اشتهر عوز المعروف بفضل تأليفاته الأدبية، والذي كان مرشحا للفوز بجائزة نوبل للسلام في السنوات الماضية، بسبب تدخله في السياسة طوال عشرات السنوات، وكان يعتبر “زعيما روحانيا” لمعسكر السلام في إسرائيل.‎ ‎

انتقل عوز الذي ترعرع في عائلة يمينية، للعيش من القدس إلى القرية التعاونية “حولداه” في شبابه. كما هو معروف يتماهى مواطنو القرى التعاونية مع اليسار، لهذا أثر وجوده في حولدا في مبادئه السياسية.‎ ‎

بعد أشهر فقط من حرب الأيام الستة، في العام 1967، عمل عوز ضد احتلال الأراضي الفسلطينية من قبل إسرائيل مناشدا صنع السلام. كان عوز متماهيا مع حزب العمل، ومقربا من زعيمه حينذاك، شمعون بيريس، الذي أصبح في وقت لاحق رئيس الدولة. في وقت لاحق أصبح يدعم عوز حزب “ميرتس” اليساري.‎ ‎

قال عوز ردا على الجهات المتطرفة التي ناشدت بطرد العرب من أراضي 67: “هذه المطالبات مستحيلة لأننا لن نسمح لكم بطرد العرب، حتى إذا احتجنا إلى تقسيم الدولة والجيش، إذا تعرضنا للدهس، وإلى تكسير الجسور. لن نسمح بالطرد الجماعي… على اليمين الإسرائيلي أن يعرف أن هناك أعمالا إذا حاولها تنفيذها تؤدي إلى تفكيك الدولة”.

عاموس عوز (TOMER NEUBERG / FLASH 90)

كان عوز من كبار داعمي اتفاقيات أوسلو، ولكنه عارض عودة اللاجئين الفلسطينيين. في السنوات الماضية، رفض المشاركة في أحداث لوزارة الخارجية الإسرائيلية خارج البلاد احتجاجا على سياسة الدولة.‎ ‎

تعرض عوز لانتقادات خطيرة في إسرائيل بعد أن أرسل إلى مروان البرغوثين، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية بتهمة القتل، نسخة من روايته “قصة عن الحب والظلام” بالعربية.‎ ‎

كتب عوز في الإهداء: “آمل أن نلتقي قريبا في إطار السلام والحرية”. في ظل المعارضة التي تعرض لها عوز من اليمين الإسرائيلي، أوضح أن كتابه ساعد الكثير من العرب على معرفة وجهة نظر الإسرائيليين، لأن “الرواية تحكي قصة شخصية وتاريخية لعائلتي، ولكنها تتطرق تحديدا إلى الصهيونية أسبابها، ومصادرها”.

في أحد خطاباته، قال عوز: “على المرء أن يفعل أمرًا لأجل الآخَرين ولا يغضّ النظر؛ إذا رأى حريقًا، عليه محاولة إطفائه؛ إذا لم يكن لديه دلو ماء، يمكنه استخدام كأس؛ وإن لم يكن لديه كأس، فلديه ملعقة كبيرة، وإلّا فلديه ملعقة صغيرة”.

اقرأوا المزيد: 337 كلمة
عرض أقل

وفاة الروائي الإسرائيلي المعروف عالميا عاموس عوز

عاموس عوز (ويكيبيديا)
عاموس عوز (ويكيبيديا)

عوز توفي عن عمر يناهز ال79 عاما بعد نضال مع مرض السرطان.. يعد من أعظم كتاب إسرائيل. لقيت مؤلفاته رواجا كبيرا في العالم وحاز بفضلها على جوائز عالمية قيمة

28 ديسمبر 2018 | 16:55

توفي اليوم الجمعة، الروائي الإسرائيلي المعروف، عاموس عوز، عن عمر يناهز ال79 بعد نضال طويل مع مرض السرطان، حسب بيان نشرته عائلته. عوز كان أبرز أصوات اليسار في إسرائيل وكان مرشحا لجائزة نوبل للأدب.

أول رواية حققت النجاح لعوز صدرت عام 1938 (ميخائيل شيلي)، تم ترجمتها للغات عديدة، وأدرجت في قائمة ال100 كتاب الأهم للقرن العشرين لدار النشر “بريتلسمان”.

بدأ عوز نشاطه الاجتماعي في ستينيات القرن الماضي، حينها انضم إلى مجموعة “مين هيسود” الاشتراكية – الديموقراطية، التي عرفت بمعارضتها لطقوس “عبادة الشخصية” الخاصة بالزعيم الإسرائيلي دافيد بن غوريون.

انضم بعد حرب 1967 لمنظمات ومجموعات تنادي إلى السلام وترفض الحرب. كان من الداعمين البارزين لحركة “سلام الآن” بعد إقامتها. سياسيا، دعم حزب “ميرتس” اليساري، وكان من المبادرين إلى “وثيقة جنيف” التي صدرت عام 2003 ونادت إلى حل الدولتين لشعبين.

في عام 2002 صدر كتابه الذي يعد سيرة ذاتية (رواية عن العشق والظلام) وتحول إلى أحد أهم الروايات الإسرائيلية وأكثرها مبيعا. حاز بفضل هذا الكتاب على جائرة “جوته” الألمانية.

في السنوات الأخيرة ظهر اسم غوز على قائمة الكتاب العالميين المرشحين للفوز لجائزة نوبل للأدب. وقد شغل عضوا في مجمع اللغة العبرية وعمل استاذا في جامعة بن غوريون في النقب.

ولد عوز عام 1939 في القدس باسم عاموس كلوزنر، وانتقل بعدها إلى البلدة الاشتراكية (كيبوتس) حولدا. درس الفلسفة والأدب العبري في الجامعة العبرية بعد إنهاء خدمته العسكرية. وفي عام 1960 تزوج من نيلي من كيبوتس حولدا. ولد للزوجين عوز 3 أولاد. انتقل عوز والعائلة إلى مدينة “عراد” جنوب إسرائيل بسبب مرض أحد أبنائه بالبرو.

اقرأوا المزيد: 235 كلمة
عرض أقل
تصوير الفيلم. ناتالي بورتمن في القدس (Yonatan Sindel/Flash 90)
تصوير الفيلم. ناتالي بورتمن في القدس (Yonatan Sindel/Flash 90)

فيلم جديد للممثلة الأمريكية – الإسرائيلية ناتالي بورتمن

ناتالي بورتمن - ممثلة ولأول مرة مُخرجة - أخرجت فيلم "قصة عن الحب والظلام" الذي سيتم البدء بعرضه في شهر أيلول. يستند الفيلم على رواية شهيرة للكاتب الإسرائيلي عاموس عوز

سيبدأ عرض فيلم جديد بعنوان “قصة عن الحب والظلام”، من إخراج الممثلة الإسرائيلية – الأمريكية ناتالي بورتمن، في تاريخ 3 أيلول، في إسرائيل. تم تصوير الفيلم، الذي تلعب فيه دورًا رئيسيًا، بشكل أساسي في القدس وستكون إسرائيل هي أول دولة يُعرض فيها الفيلم عروضًا تجارية.

يستند الفيلم إلى رواية شهيرة للكاتب الإسرائيلي عاموس عوز، والتي صدرت في عام 2002. يصف عوز، في كتابه بصيغة المُتكلم، طفولته في “كيرم أبرهام”، في القدس، وشبابه في كيبوتس “حولدا” في إسرائيل. تدور أحداث الرواية في فترة الانتداب البريطاني في المنطقة وعلى خلفية المشاحنات بين اليهود والعرب في إسرائيل. وتتحدث القصة أيضًا عن السنوات الأولى لقيام دولة إسرائيل.

يُعتبر هذا الكتاب من الكتب العبرية الأكثر مبيعًا في تاريخ الأدب العبري. لقد تمت ترجمة إلى 30 لغة وحظي بالمديح في البلاد وخارجها. كما وتُرجِم إلى العربية أيضًا، من قبل المُترجم جميل غنايم، وصدر في لبنان عن طريق دار نشر منشورات الجمل”. قامت عائلة خوري، وهي عائلة عربية – إسرائيلية، بتمويل ترجمة الكتاب للعربية، والتي كان يدرس ابنها جورج، المحاماة في الجامعة العبرية في إسرائيل، وقُتل من قبل مُتطرفين عرب اعتقدوا أنه يهوديًا وأطلقوا عليه النار من داخل سيارة.

لقد مولت العائلة ترجمة الكتاب إلى العربية، وفقًا لتصريحاتها، من أجل المساهمة في خلق تقارب بين اليهود والعرب، وهناك في الصفحة الأولى للكتاب الذي صدر في لبنان مُقدمة كتبها الوالد الثاكل. نشرت الصحيفة اللبنانية “الحياة” مقالات عن الكتاب وأثنت عليه.

اشترت ناتالي بورتمن، في عام 2007، حقوق نشر الكتاب من أجل إنتاج أول فيلم لها كمخرجة. تم عرض الفيلم، للمرة الأولى، في مهرجان الأفلام في “كان” عام 2015.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم
خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم

خمسة كتاب إسرائيليين يجب عليكم معرفتهم

الوالد الذي فقد ابنه في الحرب، العربي الذي ترعرع طوال حياته بين اليهود، الفتى الصغير الذي هاجر من العراق، الصوت النسائي وشيخ القبيلة - أولئك هم الكتاب الإسرائيليون الخمسة الذين عليكم أن تتعرفوا عليهم

نقدّم لكم الكُتّاب الإسرائيليين الخمسة الرائدين اليوم. هم أولئك الأفضل من أي شخص آخر في وصف حالة الإنسان، كما ينعكس أمام أعينهم. في حياتهم وإبداعاتهم، هم المرآة الأدبية للمجتمع الإسرائيلي.

ديفيد غروسمان

في إحدى المرات، قبل أن يُولد، قلتُ لها إذا وُلد لي طفل، فأول شيء سأفعله كل صباح سيكون القدوم إليه وإعطاؤه صفعة في وجهه. هكذا فقط. حتى يعلم أنني على حقّ. وبأنّ هناك حرب فقط“.

(من كتاب “انظر تحت: الحبّ”)

ديفيد غروسمان (Flash90)
ديفيد غروسمان (Flash90)

عندما حدث أفظع شيء لديفيد غروسمان، كان قد أصبح كاتبا موضع تقدير. بعد سنوات تعمّق فيها بكتبه في دراسة ماهية الحبّ – الحب الذي بين الرجل والمرأة، بين الأب وابنه، وبين الرجل وصديقه – فقد ابنه أوري الذي قُتل في دبابة كان يُقاتل فيها في حرب لبنان الثانية، صيف عام 2006.

من خلال الفهم بأنّه “ليست هناك عدالة، هناك حربٌ فقط” – يظهر دائما في كتب غروسمان الإيمان بقوة الحبّ

في الفترة التي فقد فيها ابنه، عمل غروسمان على رائعته التي تحكي قصته الذاتية: “امرأة هاربة من الأنباء”، والتي تحكي قصة امرأة تهرب من منزلها في الوقت الذي يُجنّد ابنها للجيش، وذلك حتى لا تسمع خبر موته وتنقذه بذلك. حتى قبل ذلك فقد حظي بتقدير كبير بعد أن أجاد في وصف محنة الفلسطينيين في مخيّمات اللاجئين في كتابه “الزمن الأصفر” منذ عام 1987، والذي توقع اندلاع الانتفاضة الأولى.

ومع ذلك، مع كل المعاناة والفجيعة، من خلال الفهم بأنّه “ليست هناك عدالة، هناك حربٌ فقط” – يظهر دائما في كتب ديفيد غروسمان الإيمان بقوة الحبّ، وبقدرته على إصلاح الالتواء الذي في عالمنا. من شخصية شمشوم الجبّار في الكتاب المقدّس، مرورا بقصة الفتاة التي ناضلت من أجل إنقاذ شقيقها من إدمانه على المخدّرات وصولا إلى المرأة الهاربة خوفا من الأنباء عن وفاة ابنها – لا يختفي الأمل من أعماله أبدا.

وفي الوقت نفسه، فإنّ ديفيد غروسمان هو كاتب للأطفال موضع تقدير، حيث يستطيع كتابة أعمال تزيد من الحكمة وتتوجه إلى قلوب المراهقين، فضلا عن الكبار.

دوريت رابينيان

دوريت رابينيان (Moshe Shai/FLASH90)
دوريت رابينيان (Moshe Shai/FLASH90)

 

يُقلقني أنه يبكي في كثير من الأحيان. وعندما يضحك، يقلقني السعال الذي ينطلق من حنجرته. في إحدى الليالي، في الوقت الذي كان يغسل فيه الأطباق في الحوض، تنزلق إحدى الكؤوس وتستقرّ قطعة من الزجاج السميك في يده، في وسادة إبهامه الأيسر، كشفرة سكين، وتمزّق في لحمه جرحًا عميقًا، فتملأ كل الحوض بالدم“.

(من كتاب “جدار حي”)

 

في نظر الكثيرين، فإنّ دوريت رابينيان هي الصوت النسائي الرائد في الأدب الإسرائيلي. إنها تجيد – أكثر من أي كاتب وكاتبة إسرائيليين – أن تصف الفوارق الدقيقة في الحب: الشوق، الألم، القلق، الحميمية الهشّة.

بعد انطلاقها الأول ككاتبة شابّة واعدة، لم تستطع رابينيان على مدى 15 عامًا العودة للكتابة

بعد انطلاقها الأول ككاتبة شابّة واعدة، لم تستطع رابينيان على مدى 15 عامًا العودة للكتابة. استولى عليها الشلل. لقد بدأت بكتابة ما كان يفترض أن يُصبح روايتها الثالثة. كتبتها ثلاثة مرات أو نسخا مختلفة لها، وبعد خمس سنوات وضعتها على الرفّ.

انطلقت رابينيان هذا العام من جديد مع كتابها “جدار حيّ”، والذي يتناول أكثر القضايا تفجّرا: علاقة غرامية بين امرأة إسرائيلية ورجل فلسطيني، تجري في نيويورك. في نهاية المطاف، فإنّ الصراع في كتابها هو بين الاندماج والانفصال، بين المصير المشترك والهروب. وهي تثبت بذلك مجدّدا إلى أي مدى تعتبر محاولة الاعتماد على الحبّ ضعيفة، ولكنها رغم ذلك لا مفرّ منها.

إيلي عمير

إيلي عمير (Chen Leopold/Flash 90)
إيلي عمير (Chen Leopold/Flash 90)

 

إلى أين يذهب كل هذا، تساءلتُ الآن، لماذا لا يبقى الحبّ. إنّنا نتبعه طوال الحياة، وعندما يكون بأيدينا ينزلق من بين أصابعنا، ولسنا سريعين بما فيه الكفاية كي ننحني ونرفعه عن الأرض

(من كتاب “ما تبقى”)

 

 

 

ليس هناك كاتب آخر أجاد في قصّ تجربة الهجرة من الدول العربيّة إلى دولة إسرائيل مثل إيلي عمير. في الثالثة عشرة من عمره، وصل فؤاد إلياس ناصح خلاصجي من بغداد إلى إسرائيل. ولظروف الزمان والمكان فقد غيّر اسمه إلى اسم عبري، أكثر إسرائيليةً: إيلي عمير. في الفترة التي بدأ فيها يهود الدول العربيّة في الوصول إلى إسرائيل، وحظوا غالبا بمعاملة سيئة، تمّ إيواء أسرة عمير في مخيّم للمهاجرين، وهو نوع هشّ من المخيمات الانتقالية، في ظروف قاسية ومكتظّة.

يتناول الكتاب الأول، والأكثر شهرة لعمير، “ديك الفداء”، فترة صباه ومراهقته كـ “صبي أجنبي” في كيبوتس في شمال إسرائيل، وعملية “الانتقال” وتشكيل الهوية التي مرّ بها، كما مرّ الكثيرون من أبناء جاليات المهاجرين الشرقيين. والكتاب متشابك بالدوافع التي تؤكد على التوتر بين الشرق والغرب، المهاجر الجديد مقابل القديم، القوي مقابل الضعيف، التقاليد مقابل العلمانية، وهي موضوعات استمرّ في تناولها في بعض كتبه.

يعود “الوطن المزدوج” دائما ليُطرح من خلال كتابات عمير

حظي كتاب عمير “مُطيّر الحمام” والذي يتناول الفترة التي فرّ فيها يهود العراق إلى إسرائيل، بنجاح كبير في العالم وتم تجسيده سينمائيّا في الآونة الأخيرة. تشتبك داخل الكتاب، بالإضافة إلى قصة الجالية اليهودية، أيضًا قصص حبّ وخيانة، ويتناول معضلة الولاء: للحبيبة من جهة، وللوطن من جهة أخرى.

يعود “الوطن المزدوج” دائما ليُطرح من خلال كتابات عمير. من جهة، الإيمان بإسرائيل كوطن لليهود، ومن جهة أخرى، ذكريات الطفولة التي تعيده إلى الأحياء اليهودية في مدن العراق.

فيما عدا اشتغاله في الكتابة عمل عمير في عدة وظائف في وزارة استيعاب القادمين الجدد والوكالة اليهودية، وشجّع هجرة اليهود إلى فلسطين (أرض إسرائيل). بل شغل في الستينيات منصب مساعد رئيسي لمستشار رئيس الحكومة لشؤون العرب.

عاموس عوز

عاموس عوز (Flash90)
عاموس عوز (Flash90)

 

هناك ما يكفي من الألم حولنا، ولا يجوز إضافة الألم. ينبغي، إذا كان بالإمكان، التقليل. عدم رش المزيد من الملح على الجروح المفتوحة“.

(من كتاب “راحة تامّة”)

 

 

 

 

عاموس عوز هو شيخ القبيلة الإسرائيلية، وصاحب الصوت الأوضح والأوثق للصهيونية الليبرالية في إسرائيل. فهو يؤمن بدولة إسرائيل، بمكانتها التاريخية، وبالثورة التي أحدثتها في أوساط الشعب اليهودي. ولكن من نقطة الانطلاق هذه، فهو يتألم أكثر من أي كاتب آخر في إسرائيل احتلال الأراضي الفلسطينية، والذي يُفسد – في رأيه – طابع البلاد التي يحبّها جدّا.

وهو يصرّح في العديد من الفرص، بثقة كبيرة، بأنه عن قريب ستقوم في القدس سفارتان: سفارة فلسطين في إسرائيل، وسفارة إسرائيل في فلسطين. وستكون المسافة بينهما، كما يعتقد، مسافة بضع دقائق من المشي.

من خلال هذا الاضطراب الشديد من فقدان الأم والانفصال عن الأب  تجمّع في قلب عوز ينبوع من الأعمال الأدبية

كان “الانفجار الكبير” الذي قلب حياة عوز رأسًا على عقب هو انتحار أمه، عندما كان في الثانية عشر من عمره. ترك بيت والده في أعقاب هذا الحدث المأساوي، وهو بروفيسور صهيوني-يميني، واكتشف عالم الصهيونية الاشتراكية. في أعقاب ذلك تمرّد على صورة والده، كما يقول في أحد كتبه. ومن خلال هذا الاضطراب الشديد من فقدان الأم والانفصال عن الأب لصالح العالم الجديد، تجمّع في قلب عوز ينبوع من الأعمال الأدبية.

هذا الصدع بين حياته حتى انتحار أمه، وحياته منذ ذلك اليوم؛ واضح في جميع أعماله. ثمة منافسة في كل واحد من كتبه، بين اليهودي القديم والصهيوني، بين اليمين واليسار، بين الشاب والكبير، بين الرجل والمرأة، بين الكارثة والأمل في حياة أخرى.

في رائعته “قصة عن الحبّ والظلام”، تشابكت قصة حياته الشخصية والمأساوية بشكل رائع مع تاريخ إسرائيل. إنّ الصراع الأبدي بين الحبّ والظلام هو القصة الواسعة التي تجمع بين كلّ أعماله.

سيد قشوع

سيارات معظم العرب ألمانية، باهظة الثمن، محرّكاتها كبيرة، مليئة بالإكسسوارات، أكثر تألّقًا بقليل ويوجد بينها عدد كبير من سيارات الطرق الوعرة ذات الدفع الرباعي. ليس أنّ أهالي التلاميذ اليهود يربحون أقلّ من أهالي الأطفال العرب في المدرسة، فالعكس هو الصحيح. ولكن وبخلاف الأهالي العرب، ليست هناك منافسة بين اليهود، لا يشعر أحد منهم بأنّ عليه أن يثبت نجاحه لأي شخص آخر، وبالتأكيد ليس عن طريق ترقية حجم محرّك السيارة كلّ عام“.

(من كتاب “ضمير المتكلّم”)

سيد قشوع (Nati Shohat/Flash90)
سيد قشوع (Nati Shohat/Flash90)

ليس هناك مثيل لسيد قشوع، المولود في مدينة الطيرة العربية، في وصف المعضلة الداخلية للفلسطينيين من مواطني إسرائيل. في الصراع بين اللغة العربية التي تحدّث بها قشوع في منزل أبيه وأمه وبين اللغة العبرية، انتصرت العبرية. عندما كان في سنّ الخامسة عشرة أرسله والداه للدراسة في مدرسة ثانوية إسرائيلية عبرية، حيث تعرّف فيها على العمق والثراء اللغوي للغة العبرية. ومنذ ذلك الحين فهو يجيد التعبير عن نفسه باللغة العبرية – وذلك على الرغم من أنه يراها لغة المحتلّ والظالم.

ينظر الفلسطينيون إليه كخائن صهيوني، ولكن العديد من الإسرائيليين ما زالوا ينظرون إليه كعربي ليس أكثر

ينظر الفلسطينيون إليه كخائن صهيوني، ولكن العديد من الإسرائيليين ما زالوا ينظرون إليه كعربي ليس أكثر، ويتعاملون معه باشتباه وتشكّك. ومن ناحيته فهو فلا يخفي يأسه من الأوضاع، وأنّه هشّ وضعيف. وهو يعرض في أعمدته الأسبوعية في صحيفة “هآرتس” نفسه بكامل النقد الذاتي: موبَّخًا من قبل زوجته، يهرب إلى شرب الكحول، ويربّي أطفالا ينسون تراثهم العربي.

وكذلك قشوع، وأيضًا أبطاله، يبحثون أبدا عن مكانهم الحقيقي، ولا يشعرون بالأمان في أي من المعسكرين. ويجدُ الصدام الذي لا بدّ منه بين هويّتيه الاثنتين، الفلسطينية والإسرائيلية

اقرأوا المزيد: 1301 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات (Issam Rimawi/Flash90)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات (Issam Rimawi/Flash90)

حان الأوان للكف عن تدليل الفلسطينيين!

ينبغي على إسرائيل تقديم التنازلات مما يجعل من الممكن قيام دولة فلسطينية. ولكن إذا تم التعامل مع الفلسطينيين كأطفال فإنهم لن يقدموا أبدا التنازلات المؤلمة الخاصة بهم من أجل السلام

لقد امتزج رد الفعل المبتهج للعديد من الفلسطينيين تجاه اختطاف الشبان الاسرائيليين الثلاثة في سن المراهقة في الغرب مع نوع من رفع الكتفين. وقد نشرت الصحيفة اليومية الرسمية للسلطة الفلسطينية “الحياة الجديدة” رسوما تسخر من الطلاب الثلاثة فرحا من القبض عليهم. واطلقت حركة فتح صفحة بالفيسبوك تظهر كاريكتير لثلاثة فئران تتدلى من خط. وقد تم تقديم الحلويات في الشوارع (لفتة تقليدية للفرح والاحتفال). وقد تم تصوير العديد من الأطفال من قبل والديهم، وهم يعرضون ثلاثة أصابع ويبتسمون.

المخطوفون الثلاثة
المخطوفون الثلاثة

“حملة الانترنت هذه اكتسبت زخما في حين أن الدعم الشعبي للاختطاف استمر بالتزايد عبر وسائل الإعلام الاجتماعي الفلسطينية” وفقا للصحفي الحنان ميلر. حماس، بطبيعة الحال، كانت متهللة. نعم، صحيح أن أبو مازن قد ادان عملية الخطف وكانت هناك بعض الأصوات الفلسطينية الباسلة التي قامت بالدفاع عن الشباب الثلاثة، لكنه سرعان ما تم عزل هذه الأصوات؛ وقد تم توجيه تهديدات تجاه الفلسطينيين الذين دعوا لعودة الطلاب الثلاثة.

وعلى الرغم من كل هذا الهتاف من جهة والصدمة والموت المحتمل من جهة أخرى لكل من نفتالي فرانكل وجلعاد شعار، اثناهما 16 عاما، وإيال يفراخ،19 عاما، يبدو ان الفلسطينيين سيدفعون على الأرجح ثمنا قليلا جدا في المجتمع الدولي أو الرأي العام العالمي. لماذا؟

العقلية المعادية الصهيونية ترسخت في الغرب، وفي قلبها افتراض غير مفحوص – أن الإسرائيليين والفلسطينيين هي أنواع مختلفة من الناس

في جزء منه، لأن عقلية معادية الصهيونية التي ترسخت في الغرب، وفي قلبها افتراض غير مفحوص – أن الإسرائيليين والفلسطينيين هي أنواع مختلفة من الناس. الإسرائيليون لديهم وكالة والمسؤولية والاختيار، والفلسطينيين لا. وباختصار، فإن العالم يتعامل مع الفلسطينيين كأطفال – وهذا يسمى : “علم الأمراض من الأبوية”.

الافتراض المعادي للصهيونية هو أن الفلسطينيين هم شعب مدفوع، الذي تهيمن عليه الظروف ويتحرك من خلال العواطف؛ الصفات المرتبطة مع عالم الطبيعة. الإسرائيليون العكس؛ سادة كل الظروف وعقلانيون ومحتسبون؛ الصفات المرتبطة بعالم الثقافة.

هذا التفكير بين الشيئين لديه ثلاث عواقب سيئة.

ويصوّر الفلسطينيين كضحايا سلبيين؛ شعب مضطر؛ شعب مخادع ؛ والناس في خارج متناول الحكم

أولا، عن طريق منح جانب واحد فقط في الصراع الوكالة والمسؤولية، والتقسيم يشوه الأحداث الرئيسية للصراع (مثل حرب 1948، وانهيار محادثات كامب ديفيد للسلام في عام 2000، وغزة بعد فك الارتباط عام 2005). ويصوّر الفلسطينيين كضحايا سلبيين؛ شعب مضطر (كاتب هآرتس اتسحاق لائور يدعي ان الانتفاضة الثانية تم “حرضها” من قبل … السياسة الإسرائيلية)؛ شعب مخادع (الناشطة تكفا هونيج-بارناس تكتب عن “مخطط باراك المسبق لانهيار محادثات كامب ديفيد في أكتوبر 2000”)؛ والناس في خارج متناول الحكم. الأكاديمية جاكلين روز ترى الانتحاريين الفلسطينيين بأنهم “الاشخاص الذين تم دفعهم إلى التطرف”، وتؤكد أن إسرائيل لديها “مسؤولية [في] معضلة” الانتحاري المتفجر.

الثانية، التفاهم بين الشيئين من الفلسطينيين والإسرائيليين يشوه فهمنا لأمن إسرائيل. يتم تقليل التهديدات التي تواجهها إسرائيل والتدابير الأمنية التي تتخذها إسرائيل باعتبارها بدون دوافع وقاسية. على سبيل المثال، الكاتب شلومو ساند يقول إن اسرائيل زورا “تصور نفسها على أنها البريئة المضطهدة” ويدعي أن هذا التصوير، والتهديد ليس حقيقيا، أعطى المجتمع الإسرائيلي “بئر عميق من القلق الجماعي.”

رئيس الأركان بيني غانتس (IDF)
رئيس الأركان بيني غانتس (IDF)

من ناحيته إيلان بابيه ، وهو أكاديمي إسرائيلي يقوم بالتدريس الآن في المملكة المتحدة فأن “الصهاينة” يجبرون أمة أن تكون دائما حاملة للسلاح” من خلال تحفيز “القلق المستمر” من خلال إساءة استخدام ذاكرة المحرقة. وانه يرفض “افتراءات مفيدة حول الإسرائيليين الذين يعانون من هجمات الصواريخ المكثفة” كخيال المدافعين. اذا يعتبر معارضو الصهاينة قلق اسرائيل الأمني إما أن يكون نابعا من علم الأمراض (لا يمكن للإسرائيليين الخروج من الحالة النفسية اللاواعية) أو – وهذا تناقض، لاحظ – حالة من التلاعب (حيلة سياسية واعية).

وفقا لهذا التفكير، الفلسطينيين يبقون على الدوام دون سن المسؤولية؛ مصدر سلوكهم دائما خارج أنفسهم، وتقع دائما في تصرفات إسرائيل

والنتيجة الثالثة من هذا التفكير بين الشيئين حول طبيعة الشعبين هو تدليل للفلسطينيين: فهم يبقون على الدوام دون سن المسؤولية؛ مصدر سلوكهم دائما خارج أنفسهم، وتقع دائما في تصرفات إسرائيل.

على سبيل المثال، عندما اشتكى الروائي الاسرائيلي والصهيوني اليساري عاموس عوز من أن التحريض من قبل المثقفين الفلسطينيين هو أحد الأسباب لكثرة الفلسطينيين الذين “اختنقوا وسمموا من قبل الكراهية العمياء،” وقد رد اتسحاق لائور باتهام عوز “بالتحريض” ضد الفلسطينيين. تهور عوز في السعي لاحتساب الفلسطينيين أدانه في عيون لائور.

وقد زعمت الأكاديمية جاكلين روز ان الانتحاري الفلسطيني هو شخص يكره، قبل أن تعاتب إسرائيل بعد بضعة خطوط لفشلها في اتخاذ بعين الاعتبار تحذير فرويد أن “قوة مع مجموعة تبني وتدافع عن هويتها كان السؤال المركزي للعصر الحديث “. (وهذا مجرد شيء للقلق للإسرائيليين المثقفين ، على ما يبدو).

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (Flash90/Kobi Gideon)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (Flash90/Kobi Gideon)

 بالطبع، ينبغي على إسرائيل تقديم التنازلات وتقسيم الأراضي، مما يجعل من الممكن قيام دولة فلسطينية. ولكن إذا تم التعامل مع الفلسطينيين كأطفال، ولم يحاسبوا على غرس ثقافة الكراهية، فإنهم لن يقدموا أبدا التنازلات المؤلمة الخاصة بهم من أجل السلام.

وبدون هذه التنازلات – في الشرق الأوسط الذي يغادر مزيد من قواعد السلوك البشري يوما بعد يوم – إسرائيل لن تتخذ المخاطر من أجل السلام. ولا ينبغي عليها.

البروفيسور آلان جونسون، رئيس تحرير فاثوم: من أجل فهم أعمق لإسرائيل والمنطقة  

تم نشر هذا المقال اصليا في موقع التليغراف في 22 يونيو /  خزيران 2014

اقرأوا المزيد: 767 كلمة
عرض أقل
الأديب الإسرائيلي المعروف عاموس عوز (Flash 90)
الأديب الإسرائيلي المعروف عاموس عوز (Flash 90)

كاتب إسرائيلي معروف ضد نشاط “تدفيع الثمن”

لا تزال تصريحات الكاتب الإسرائيلي المعروف، عاموس عوز، التي قارن فيها بين عمليات "تدفيع الثمن" والنازيين الجدد، تُحدث عاصفة في إسرائيل

11 مايو 2014 | 12:04

صرح الكاتب الإسرائيلي المعروف في إسرائيل وخارجها، يوم الجمعة تصريحًا عنيفًا ضد ظاهرة جرائم الكراهية ضد العرب والفلسطينيين، المسماة “تدفيع الثمن”، ووصف من يقفون خلف تلك الأعمال بـ “النازيين الجُدُد اليهود”. أثارت هذه التصريحات غضب سياسيين إسرائيليين كثيرين والذين قالوا أن عاموس تجاوز الحدود.

في احتفال أقيم على شرف الكاتب، وبمناسبة بلوغه العام 75، قال الكاتب: “تدفيع الثمن” و”نوعر هغفعوت” هي أسماء جميلة لوحش حان الوقت لتسميته باسمه الحقيقي: “مجموعات نازيين جدد من اليهود”.

“تخطى الحدود”، قال محتجًا نائب الكنيست رؤوفين (روبي) ريفلين، والمرشح للرئاسة، الذي كان حاضرًا في حفل تكريم عوز. وأضاف ريفلين قائلاً: “علينا إدانة أعمال “تدفيع الثمن، ولكن مقارنة ذلك بالكارثة ليس في مكانه”.

رد وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، هذا الصباح على كلام عوز قائلاً: “إن ذلك ليس إلا حديث بائس آخر. كرس عاموس كتابًا كاملاً هدية لمروان البرغوثي الذي يقبع في السجن بتهمة قتل يهود. لذلك لا قيمة أبدًا لما يقوله”.

“خرج عاموس عوز عن كل إطار توافق وطني، وهذه إهانة له هو أساسًا. أعتقد أن عاموس أخطأ ويمكنه طلب الاعتذار وهذا ليس عيبًا”، قال وزير الإسكان أوري آريئيل.

حسب كلامه، إن تداول موضوع جرائم الكراهية يُثار على أعلى مستوى ولم تكن هناك حاجة لتصريحات عوز. “أنا أسميهم مجموعات تدفيع الثمن، وليس عصابة. أطالب بتوقيفهم ومحاكمتهم وفرض أعلى أحكام عليهم”، أضاف آريئيل.

وبينما النقاش محتدم حول تصريحات عوز، اجتمعت الحكومة الإسرائيلية للعمل وبشدة ضد جرائم الكراهية، والمستشار القضائي للحكومة مستعد للإعلان عن خلايا “تدفيع الثمن” أنها منظمة إرهابية – وفي حالات متطرفة بالسماح باعتقال مشبوهين اعتقالا إداريًا دون محاكمتهم.

اقرأوا المزيد: 237 كلمة
عرض أقل
الأديب الإسرائيلي عاموس عوز (Yossi Zamir/Flash 90)
الأديب الإسرائيلي عاموس عوز (Yossi Zamir/Flash 90)

أديب إسرائيلي مشهور يدعو إلى إنهاء النزاع

في خطاب سيلقيه الليلةَ في احتفال لمناسبة فوزه بجائزة أدبية مرموقة، سيدعو الأديب الإسرائيلي "عاموس عوز" إلى إقامة دولة فلسطينية والتوصّل إلى تسوية تاريخية بين الشعبَين

فاز الأديب الإسرائيلي عاموس عوز بجائزة فرانس كافكا لعام 2013، التي تُقدَّم كلّ عام لأديب تتّسم كتاباته بطابَع إنسانيّ وتسهم في التسامُح. وقد اختير عوز من بين 13 مرشّحًا للجائزة، وسيُقدَّم له مساء اليوم (الخميس) تمثال برونزي صغير، وكذلك جائزة ماليّة من قِبَل رئيس بلدية براغ. وفي خطاب سيلقيه عوز الليلة، اختار عوز، المحسوب بشدّة على اليسار في إسرائيل، أن يتطرق مُطوَّلًا إلى موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ويدعو إلى إنهائه.

بعد أن يروي عوز في مستهلّ الخطاب عن اختباره المتعلق بقراءة قصص كافكا أثناء شبابه، سينتقل للتحدّث عن جذوره العائلية، ليقول:

“سيداتي وسادتي، أنا ابن لاجئَين يهوديّين طُردا من أوروبا باستخدام العُنف، لحُسن حظّهما. فلو لم يُطرَدا من أوروبا في الثلاثينات، كانا سيُقتَلان في أوروبا الأربعينات. ما زلتُ أحمل بداخلي ازدواجيّة والديّ حيال أوروبا: الاشتياق والغضب، الانبهار والإحباط. في كل أعمالي الأدبية يمكن إيجاد أولئك الأوروبيين النازحين، الذين يجاهدون بيأس لإقامة مقاطعة أوروبية صغيرة، تشمل رفوف الكتب وقاعات الحفلات الموسيقية، وسط الحرّ وغبار الصحراء في القدس أو في الكيبوتس… مثاليّون يتناقشون ويتجادلون واحدهم مع الآخر إلى الدّهر. لاجئون وناجون يجاهدون لبناء وطن لهم بعكس كل الاحتمالات.

سيداتي وسادتي، إسرائيل هي مخيّم لاجئين. فلسطين هي مخيّم لاجئين. الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو اصطدام تراجيدي بين صالحين وصالحين، بين ضحيّتَين سابقتَين لأوروبا. العرب هم ضحايا الإمبريالية الأوروبية، الاستعمار، القمع، والإذلال. واليهود هم ضحايا الاضطهاد الأوروبي، التمييز، المذابح المنظَّمة، وفي نهاية المطاف القتل الجماعي بحجم لم يسبق له مثيل. هذه مأساة، أنّ ضحيّتَي أوروبا السابقتَين لا يريان واحدهما في الآخر سوى مشاهد القمع من الماضي.

ليس لليهود إلى أين يذهبون، وليس للعرب الفلسطينيين إلى أين يذهبون. لا يمكنهم التوحّد والتحوّل إلى عائلة واحدة كبيرة وسعيدة، لأنهم ليسوا كيانًا واحدًا، ليسوا سعداء، وليسوا أبناء أسرة – بل أسرتَين تعيستَين. أومن بقوة بتسوية تاريخية بين إسرائيل وفلسطين – حلّ الدولتَين. ليس شهر عسل مشتركًا، بل طلاق منصف، إسرائيل إلى جانب فلسطين، حيث تكون القدس الغربية عاصمة إسرائيل، والقدس الشرقية عاصمة فلسطين. مثل “الطلاق” الهادئ بين التشيكيين والسلوفاكيين.

في النهاية، سيختتم عوز كلامه بالقول إنّ كثيرًا من كتبه وقصصه تجري أحداثه في إسرائيل، “لكنها تُعنى بالأمور الكبيرة والبسيطة: المحبة، الفقدان، الوحدة، الاشتياق، الموت، الرغبة، والبُؤس”.

ربما باسم قِيَم كهذه، يمكن أن يتماثل معها كلّ إنسان، سيأتي السلام أخيرًا.

 

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل