كتب باحثان إسرائيليان، اليوم الأربعاء، في قسم الآراء الخاص بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، في مقالة عنوانها “تحدي التطبيع”، وعلاقته بالقضية الفلسطينية. فطرحا السؤال إن كانت إسرائيل تقدر على تطبيع العلاقات مع الدول العربية بمعزل عن التقدم في القضية الفلسطينية؟ والإجابة كانت سلبية.
والباحثان هما الجنرال المتقاعد عاموس جلعاد، رئيس معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في مركز “هرتسيليا” متعدد الاتجاهات، والجنرال المتقاعد، أودي أبنتال، باحث كبير في نفس المعهد.
واستهل جلعاد وأبنتال المقالة بالقول إن المؤسسة السياسية – الأمنية الإسرائيلية مشغولة في الفترة الأخيرة في تحديين لهما بعد استراتيجي هام جدا، الأول: هل يمكن أن تتقدم إسرائيل في مسار التطبيع مع الدول السنية بمعزل عن التقدم بمسار القضية الفلسطينية؟ والقضية الثانية: هل يمكن أن تجند إسرائيل الدول العربية للضغط على السلطة الفلسطينية بهدف إبداء مرونة بشأن “صفقة القرن” التي تنوي إدارة ترامب طرحها؟
فكتب الباحثان أن الخطر الإيراني في المنطقة ومحاربة الإرهاب المتطرف محركان عظيمان للتقارب بين إسرائيل والأنظمة العربية الداعمة لأمريكا، وعلى سطح الأمور يبدو أن العلاقات شهدت تقاربا غير مسبوق، تمثل بزيارة نتنياهو لسلطنة عمان، وعزف السلام الوطني الإسرائيلي في مسابقة رياضية في أبو ظبي، وعقد لقاءات بين وزراء إسرائيليين ونظراء عرب في عواصم عربية.
لكن الباحثين يستدركان أن التقارب الذي حصل في الآونة الأخيرة وتصفه الصحافة بأنه غير مسبوق، ليس عميقا في الحقيقة، وأنه لم يتوسع ليشمل تقارب الشعوب أو تقارب النخبة العربية الثقافية من إسرائيل التي مازالت تنتقد إسرائيل بشدة. وأضاف الاثنان أن التقارب الراهن حتى أنه منخفض مقارنة بمستوى التقارب الذي شهدته العلاقات في ذروة العملية السياسية مع الفلسطينيين، حين كان الوزراء الإسرائيليون يتناولون الطعام مع مبارك في شرفة قصره.
وقال جلعاد وأبنتال إن القادة العرب ليسوا مستعدين بعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل دون التقدم في المسار الفلسطيني، خشية من انتقادات الشعب وغضبه، وما يشكله ذلك من خطر على استقرار حكمهم. وختم الباحثان مقالة الرأي بالقول إن التطبيع الكامل بين إسرائيل والدول العربية لن يحدث دون تقدم في المسار الفلسطيني، وفقط التطبيع الكامل وليس الجزئي والسري كما هو اليوم، كفيل ببناء علاقات قوية ومستقرة.
يجدر الذكر أن الباحثان أشارا إلى ولي العهد السعودي، محمد بن السلمان، أنه كان الزعيم الوحيد العربي المستعد للخروج عن الخط العربي المتبع، وأنه كان مستعد للضغط على أبي مازن من أجل التنازل في القضية الفلسطينية، لكن والده عارض هذا الخط، وقضية اغتيال خاشقجي أدت إلى تدهور مكانته ونفوذه في العالم العربي، الأمر الذي يقلل من رغبته في التطبيع مع إسرائيل لأن ذلك سيورطه أكثر.