جاريد كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب (AFP)
جاريد كوشنير وزوجته إيفانكا ترامب (AFP)

“صفقة القرن” المرتقبة.. كيف حالها؟

الأمريكيون يحاولون الوصول إلى "أبو مازن" بطرق مختلفة، منها عبر نجله طارق، لكن دون جدوى.. ويتجهون في الراهن إلى السعودية ومصر

بعد أن صنع السلام مع كوريا الشمالية أو أيا كان الأمر، الإدارة الأمريكية تسعى إلى تحقيق وعود أخرى قطعها الرئيس أثناء الحملة الانتخابية (وعود يحققها، إذا لم تنتبهوا إلى ذلك)؛ سلام بين إسرائيل والفلسطينيين أو باسمها الآخر، “صفقة القرن”.

نهاية شهر رمضان، هذا هو الموعد الذي ذُكرَ بصفته فرصة لعرض البرنامج الأمريكي. سيزور كوشنير وغرينبلات إسرائيل، السعودية ومصر، وسيجريان محادثات أخيرة بهدف معرفة هل من المجدي أصلا عرض أي برنامج، وإذا كانت الإجابة إيجابية، ماذا يجب عرضه. نقدم لكم لمحة عن الأحداث، صحيحة حتى يومنا هذا:

1. يمكن أن يلاحظ دقيقو النظر أنه لم يُحدد لقاء مع “أبو مازن”، أو مع أي فلسطيني آخر. ولم يحدث ذلك لأنه لم تتم المحاولة بكل الطرق، بل لأن أبو مازن متمسك بآرائه ويرفض التساهل في مقاطعته للإدارة الأمريكية. أعلن أبو مازن، يوم أمس، بواسطة الناطق باسمه أن الصفقة “ولدت ميتة”، وحتى أنه أرسل مؤيديه من حركة فتح للتظاهر ضدها. الفلسطينيون يتحدثون عن “صفقة القرن” بنفس الازدراء الرفض المحفوظ ل “وعد بلفور”.

2. كما ذُكر آنفًا، حاول الأمريكيون التوصل إلى تسوية مع أبو مازن بطرق مختلفة منها عبر ابنه طارق (كان يمكن لإدارة خبيرة ومنظمة أكثر أن تفحص ما قصة الابن، عندها كانت ستكتشف بسهولة أنه يعارض أصلا حل الدولتَين ويدعم حل الدولة الواحدة).

3. هناك طرق أخرى تسعى فيها الإدارة الأمريكية إلى التأثير على أبو مازن: طرح برنامج متوازن أكثر من جهة الفلسطينيين، يستند إلى تجارب سابقة، وتعهد الإدارة ألا تسعى إلى التوصل إلى زعيم فلسطيني آخر لعقد الصفقة معه. ولكن ما زال أبو مازن غارقا في شؤونه، ولا يكترث. نقل السفارة إلى القدس طبعا زاد من تمسك الرئيس الفلسطيني بآرائه أكثر فأكثر إزاء ترامب وإدراته.

4. بسبب اليأس من الفلسطينيين، يعلق كوشنير وغرينبلات آمالهما على العرب، لا سيما على السعودية. الهدف: ألا يعارض العرب الصيغة التي ستُعرض. إن التحدي الذي يقف أمام السعودية ليس سهلا في ظل الضجة التي يثيرها الفلسطينيون بمساعدة قطر وإيران. هناك اتهامات أيضا موجهة للسعودية التي تمارس ضغطا اقتصاديا على الأردن لدعم برنامج ترامب.

5. بما أنه لا يمكن اتخاذ أية خطوات مع أبو مازن، أي مع الضفة الغربية، أصبحت الأنظار موجهة نحو غزة، إذ تدور حولها معظم النقاشات. يعتقد غرينبلات المتأثر جدا من القيادة الأمنية الإسرائيلية والمقرب منها، أن التخفيف عن الضائقة الإنسانية لمواطني غزة هو حاجة ضرورية ومصلحة إسرائيلية. هل سيتجند الجميع لإعادة تأهيل غزة فيما عدا الرئيس الفلسطيني؟ إذا حدث ذلك فهذه ليست المرة الأولى.

اقرأوا المزيد: 373 كلمة
عرض أقل
طارق عباس نجل الرئيس محمود عباس
طارق عباس نجل الرئيس محمود عباس

وثائق بنما: طارق عباس يمتلك أسهما بقيمة مليون دولار

ملايين الوثائق التي سُرّبت هذا الأسبوع تكشف عن نادي الثروة والسلطة الفلسطينية، والذي يتضمن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية ومقرّبين من الرئيس، ومن بينهم ابنه طارق عباس

08 أبريل 2016 | 14:49

كشف تحقيق صحيفة “هآرتس” عن وثائق من التسريب الضخم لوثائق بنما، عن نادي الثروة والسلطة الفلسطينية والأشخاص الفاعلين فيه. من بين ذلك، كما نُشر صباح اليوم (الجمعة) في صحيفة “هآرتس”، كشفت الوثائق أن نجل رئيس السلطة، طارق عباس، قد امتلك أسهما بقيمة نحو مليون دولار في شركة لديها علاقة بالسلطة الفلسطينية.

في أيلول عام 1994، سُجّلت في الجزر العذراء البريطانية شركة Arab Palestinian investment company (APIC). بعد ثمانية أشهر من ذلك، في صباح الرابع والعشرين من أيار عام 1995، أقيم في فندق الشيراتون في دبي اجتماع مجلس الإدارة واللقاء الأول لأصحاب الأسهم. كان القرار الأول حول جدول الأعمال هو قبول استقالة خلدون سرور، والذي سُجّل باعتباره مديرا وحيدا للشركة من أجل تسجيلها فقط، ومن ثم تم تنصيب مدير ثابت مكانه. وشغل هذا المنصب رجل أعمال سعودي من أصول فلسطينية: الشيخ عمر العقاد.

شركة APIC
شركة APIC

وفقا لبروتوكول الاجتماع الذي وُجد في الوثائق المسرّبة، فإنّ العقاد قد “تحدّث بشكل عام عن أهداف الشركة، عن الوضع الاقتصادي في العالم العربي وفي الأراضي المحررة، وعن العقبات التي تواجه الاستثمارات. وقد أكد على أنّ هذه الأهداف تُلزم بإنشاء أماكن عمل، لمنع سقوط الاقتصاد الفلسطيني وجعله ضحية للاقتصاد الإسرائيلي”.

مع مرور عقدين من ذلك الوقت، أصبحت شركة “أبيك” (‏APIC) عملاقا اقتصاديا وهي تنشط تقريبا في كل مجال في الاقتصاد الفلسطيني: بدءًا من الطعام والمعدات الطبية، مرورا بالعلاقات العامة والسيارات وصولا إلى مراكز التسوّق. منذ شهر آذار عام 2014 يتم تداولها في البورصة الفلسطينية. يشغل منصب المدير العام ورئيس مجلس الإدارة طارق العقاد، نجل الشيخ عمر العقاد.

منذ عام 1994، ازدادت أيضًا مشاركة السلطة الفلسطينية في الشركة. لا تمتلك السلطة مباشرة أسهما في الشركة، ولكن صندوق الاستثمارات الفلسطيني، Palestinian Investment Fund، والمرتبط بمكتب عباس، يمتلك نحو 18% منها. ويمتلك طارق العقاد وحده حصة أكبر من أسهم الشركة: 27%.

شركة SKY للإعلام الفلسطيني تابعة لطارق عباس
شركة SKY للإعلام الفلسطيني تابعة لطارق عباس

في الماضي، امتلكت السلطة الفلسطينية أسهما في APIC‏ من خلال “شركة الخدمات التجارية في فلسطين” (PCSC). ومع ذلك، بعد أن طالب المجتمع الدولي ياسر عرفات بممارسة الشفافية في الممتلكات والعقارات التي تملكها السلطة، تأسس عام 2003 صندوق الاستثمارات الفلسطيني. بعد إقامة الصندوق، انتقلت الأسهم إليه.

وفقا لموقعه على الإنترنت، فالصندوق هو شركة استثمارات مستقلّة تهدف “إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق أقصى قدر من الأرباح لصالح مالكي الأسهم النهائيين فيه: الشعب الفلسطيني”. ولكن في الواقع، يؤثر مكتب السلطة كثيرا في الصندوق. عام 2006، قريبا من فوز حماس في الانتخابات، أصدر عباس أمرا رئاسيا منحه السيطرة شبه الكاملة على مجلس إدارة الصندوق، على حساب الحكومة. “وضع الأمر الرئاسي الصندوق بشكل مباشر تحت هيمنة مكتب الرئيس الفلسطيني”، كما كتب القنصل الأمريكي في القدس آنذاك، في برقية سرية اكتُشفت في تسريبات ويكيليكس. “ستوضع المحفظة الاستثمارية للصندوق، والتي تساوي أكثر من مليار دولار، بشكل أكثر أمنا في أيدي عباس، وفي أيدي مجلس إدارة يختاره…”.

توفي عرفات، لذلك تم تبديل أعضاء مجلس الإدارة

عرفات يعود الى رام الله خائب الأمل (AFP)
عرفات يعود الى رام الله خائب الأمل (AFP)

لم تكن العلاقة بين APIC والسلطة مجرد علاقة اقتصادية، وإنما علاقة شخصية أيضًا: وفقا للوثائق التي أرسلتها الشركة إلى مكتب المحامين في بنما، في عام 2000 عُيّن محمد رشيد مديرا في الشركة؛ وقد كان مسؤولا ماليا ومستشارا مقرّبا من عرفات، وقد تولّى في المقابل أيضًا منصب رئيس صندوق الاستثمارات الفلسطيني. تحديدا، من شأن موعد نهاية ولاية رشيد في منصبه بمجلس الإدارة أن يدلّ على الطابع السياسي لتعيينه: فقد ترك المنصب، مع ثمانية من أعضاء مجلس الإدارة أو المديرين الكبار في الشركة، في 15 كانون الأول عام 2004، بعد نحو شهر واحد فقط من وفاة راعيه السياسي عرفات.

كان رشيد أيضًا مديرا لصندوق الاستثمارات الفلسطيني، ولكن في بداية عام 2006، قريبا من إصدار الأمر بإخضاع الصندوق إلى عباس، تم تغيير رشيد بمحمد مصطفى: المستشار الاقتصادي لعباس. بعد شهرين من ذلك، في آذار عام 2006، دخل مصطفى أيضًا في مجلس إدارة ‏APIC، والذي تركه رشيد قبل عامين من ذلك الوقت. عام 2012، أدانت محكمة فلسطينية رشيد باختلاس أموال بملايين الدولارات، من بين مصادر أخرى من صندوق الاستثمارات الفلسطيني.

عام 2011، عُيّن في مجلس إدارة APIC عضو جديد: طارق عباس، نجل رئيس السلطة الفلسطينية. وفي حين كانت عضوية عباس في مجلس الإدارة علنية ومعروفة، تكشف وثائق بنما أنّه حتى شهر أيلول كان يمتلك أيضًا أسهما في الشركة بقيمة 982 ألف دولار.

معظم الشركات الفلسطينية التي يمتلكها عباس تحت سقف واحد ؟
معظم الشركات الفلسطينية التي يمتلكها عباس تحت سقف واحد ؟

وهناك علاقة أخرى لعباس الابن، وهو عن طريق شركة العلاقات العامة SKY، والتي تسيطر على أجزاء واسعة من سوق الإعلان الفلسطيني وأدارها طارق.‎ ‎تأسست شركة العلاقات العامة SKY، وفقا لكلام المحامي كريم شحادة الذي يمثّل عباس، كمبادرة مشتركة للصحيفة المصرية “الأهرام” و “شركة الخدمات التجارية في فلسطين”. وقد امتلكتها APIC عام 1999، عندما كان طارق عباس مديرا تنفيذيا فيها، وامتلك فيها أسهما بنسبة لا تقل عن 10%. بعد ذلك عُيّن عباس مديرا عاما للشركة، ويشغل اليوم منصب رئيس مجلس الإدارة فيها، نيابة عن شركة APIC.

عام 2009، نشرت وكالة الأنباء رويترز تحقيقا حول الأخوين عباس، طارق وشقيقه البكر ياسر، وبحسبه فإنّ شركات الاثنين قد فازت بمناقصات تبلغ قيمتها ملايين الدولارات أمام الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID). ‏‎ ‎وفقا للتحقيق، فقط وقعت شركة Sky عام 2006 على عقد لإطلاق حملة علاقات عامة لتحسين صورة الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية. وقد أورد الشقيقان آنذاك ردّا على ذلك أنّ كل محاولة للزعم أنّه تم تفضيلهما بسبب قرابتهما الأسرية من رئيس السلطة هي “غير أخلاقية ولا أساس لها من الصحة”.

في حزيران عام ،2012 نشرت مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) مقالا عن الشقيقين عباس، تم فيه مسح ثروتهما وتساءل إذا ما كان نجاحهما في مجال العمل متعلقا بوالدهما. وقد كُتب، من بين أمور أخرى، أنّ طارق عباس يتولّى، وفقا لتصريح شركة ‏APIC، منصبا في شركتين فرعيتين تابعتين لها: فعباس هو نائب مدير “شركة المراكز التجارية العربية الفلسطينية”، والتي لديها عدة مراكز تجارية في أراضي السلطة، وهو كذلك مدير في شركة “UNIPAL”، وهي شركة التوزيع الرائدة في السلطة الفلسطينية. إنها تعمل على توزيع العديد من المنتجات: الأطعمة، السجائر ذات الماركات العالمية، منتجات العناية وغيرها. وفقا لموقع ‏APIC على الإنترنت، لا يزال عباس يتولّى منصبا في جميع الشركات.

العلاقة التي تم إغفالها

جواز السفار التابع لطارق عباس كما أرسل الى مكتب المحامة البنمي
جواز السفار التابع لطارق عباس كما أرسل الى مكتب المحامة البنمي

من شأن وجود عباس في APIC أن يدل كم كانت سطحية التحقيقات اللازمة التي أجراها مكتب المحامين البنمي لعملائه. وفقا للوائح الدولية، فعلى المكتب أن يتحقق إذا كان عملاؤه “ذوي مناصب سياسية حساسة” (politically exposed persons — PEP)، موظفين حكوميين، أقاربهم أو شركاؤهم في العمل. وفي حال وُجد شخص كهذا، يجب على المكتب أن يولي انتباها خاصة للتأكد أنّ ذلك الشخص غير متورّط في غسيل الأموال، التهرّب الضريبي أو جرائم فساد أخرى.

ويظهر من الوثائق المسربة أنه تمت التحققات اللازمة التي أجريت للمديرين، وظهر من خلالها أنّه لم يتم التعرف على أن طارق عباس هو نجل رئيس السلطة. ربما يكون السبب خطأ مطبعيا لحرف واحد في أحد أسمائه الوسطى (مقارنة بجواز سفره، الذي أرسل إلى مكتب المحامين). وذلك رغم أن قسما كبيرا من التحقق قد أجري من خلال البحث في جوجل، ويمكن من خلال صفحة النتائج التي أرفقت في التحقق أن نرى أنّ محرّك البحث يعرض نتائج اسمه وهو مكتوب بشكل صحيح إملائيا، ومع ذلك تم إغفال العلاقة.

يعود مصدر هذا المقال ونُشر اليوم صباحا في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1070 كلمة
عرض أقل
الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط
الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط

الأبناء المفضّلون في الشرق الأوسط

في هذه المنطقة من العالم، لا يتحوّل الدم إلى ماء. ورغم أنّ الموهبة أمر مهمّ، فإنّ النسب العائلي لا يقل أهمية. إليكم نظرة إلى بعض "الخلفاء" لزعماء الشرق الأوسط

هناك دول في العالم إذا وُلدتَ فيها في الأسرة المالكة؛ فطريقك نحو تولي منصب الملك مقرّرة مسبقًا. وهناك دول أخرى ليس مهما من هما والداك، لأنّك إذا أردت أن تحكم فستضطرّ إلى القيام بذلك بقواك الذاتية فحسب. بينما في الشرق الأوسط فالصورة ليست واضحة: فحتى لو وُلدت كأمير، سيأتي يوم ستضطرّ فيه إلى أن تثبت لشعبك بأنّك مناسب للحكم، وحتى لو عملت بنفسك من أجل الوصول إلى السلطة، فإنّ الشعب سيهتم دائما بجذورك العائلية.

سنعرض عليكم بعض “الخلفاء” البارزين بشكل خاص والذين يعيشون في منطقتنا، وهم أبناء عبد الله ملك الأردن، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

الأمير حسين بن عبد الله

الأمير حسين (Instagram)
الأمير حسين (Instagram)

الأمير الأردنيّ الهاشمي ابن الثانية والعشرين عاما هو وريث عرش المملكة منذ أن كان في العاشرة من عمره. وفقا للسجلّات، فإنّ الأمير حسين هو حفيد للنبي محمد من الجيل الـ 42. وقد سمّي بطبيعة الحال على اسم جدّه، الملك الحسين بن طلال. في هذه الأيام يدرس الأمير في جامعة جورجتاون في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة، في مجال التاريخ الدولي. وهو يخدم أيضًا كضابط بدرجة ملازم أول في الجيش الأردني. وكما يليق بفرد في الأسرة الهاشمية، يتحدث الأمير الإنجليزية والعربية بمستوى لغة الأم، وذلك بالإضافة إلى إتقانه الفرنسية شفهيّا. عندما كان في العشرين من عمره كان الأمير حسين الشخص الأصغر سنّا ممن ترأسوا جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك عندما ترأس جلسة تناولت منع انضمام الشباب إلى التنظيمات الإرهابية.

جواد نصر الله

حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)
حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)

تصدّر محمد جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله، مؤخرا عناوين الأخبار عندما نشر الجيش الإسرائيلي خبر أنّه تزعّم خلية مسلّحين فلسطينية، شغلها حزب الله. فاجأ هذا الخبر الكثيرين، حيث إنّه حتى ذلك الوقت كان جواد معروفا بشكل أساسيّ باعتباره ناشطا في تويتر وهو موقع التواصل الاجتماعي، حيث يُكثر هناك من نشر التغريدات والصور التي يهاجم فيها السعودية وإسرائيل. وفقا للشائعات المنتشرة حوله من فترة صباه، فقد أكثر نصر الله الصغير من التجوّل في الضاحية الجنوبية من بيروت بسيارته، بل وتورّط في الماضي بالتحرّش بفتاة كانت تقطن في تلك المنطقة. ولكن في عام 2007 اشتهر للمرة الأولى عندما نشر ديوانه تحت اسم “حروف المقاومة”. من غير الواضح من هو جواد نصر الله الحقيقي؛ هل هو وحش عديم الرحمة، أم شاعر واضح اللسان مضى في طريقه والده الصعبة؟

يائير وأفنير نتنياهو

يائير في جنازة جده المفضل (Flash90Avi Ohayon)
يائير في جنازة جده المفضل (Flash90Avi Ohayon)

في الزاوية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، يبرز الشقيقان الشابان يائير وأفنير نتنياهو، ابنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. يائير هو الابن الأكبر من بينهما، وقد وُلد عام 1991، بينما يصغره أفنير بأربع سنوات. وفقا للشائعات في إسرائيل، فإن كلا الابنين يؤثران كثيرا على طريق والدهما السياسي. يائير هو في الواقع المستشار السياسي الأكثر قربا من رئيس الحكومة، وهو مسؤول عن جزء كبير من حملة رئيس الحكومة الإعلامية. في فترة دراسته في الجامعة بدأ ينشط سياسيًّا في حزب الليكود. وأما أفنير، المعروف بقربه من الديانة اليهودية، يقدّم لوالده نتنياهو دعما أيديولوجيًّا في طريقه السياسي.

ياسر وطارق عباس

طارق وياسرعباس
طارق وياسرعباس

ياسر وطارق عباس هما أكبر بسنوات عديدة من الأبناء الذين ذُكروا أعلاه، ولكن تأثيرهما على والدهما الرئيس الفلسطيني ليس سرّا. في الوقت الذي اختفى فيه أبناء الزعماء من جيل أبناء عباس عن الخارطة، مثل عدي وقصي حسين، جمال وعلاء مبارك وسيف الإسلام القذافي، فإنّ ياسر وطارق يحافظان على أهميّتهما. وذلك لأنّهما لم يقفا أبدا في دائرة الضوء السياسي تماما. والأمر صحيح بشكل خاصّ بالنسبة لطارق، الذي عرف كيف يستغلّ مكانة والده طوال السنين من أجل النجاح في عالم الأعمال.

حافظ الأسد الابن

حافظ الأسد
حافظ الأسد

سُمّيَ حافظ الأسد ابن الخامسة عشرة على اسم جدّه تماما مثل الأمير حسين بن عبد الله، وقد تصدّر العناوين مؤخرا بسبب إنجازاته المشكوك فيها في إطار مسابقات الرياضيات، والتي أنهى فيها في المركز السابع فقط. سخر موقع “العربية” منه وكتب “لعلها المرة الأولى التي لا يكون فيها واحدٌ من آل الأسد رابحاً في أية مباراة يخوضها”. وكتب مراسل العربية عهد فاضل أيضًا: “فللمرة الأولى يجرؤ أحدٌ على الفوز قبالة واحد من “تلك العائلة الرئاسية” التي تخصصت بالفوز، “حتى لو مسابقة في اللغة الصينية”، كما يقول ظرفاء سوريون، هنا وهناك”. كالعديد من الزعماء الآخرين في المنطقة، فإنّ والد حافظ لم يكن يفترض أنه سيصبح رئيسا، وحظي بهذا المنصب فقط إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل. في كل ما يتعلق بمستقبل سوريا، فإنّ المخفيّ أعظم. لا يمكن لأحد أن يراهن ويخمّن احتمال أن يرث حافظ والده، حيث من غير المؤكد أبدا بأنّ يبقى والده الرئيس السوري حتى آخر حياته. ولكن لأنّ كلّ شيء محتم، فمن غير المستبعد بأن يلتقي حافظ الأسد الابن يومًا ما بالملك حسين بن عبد الله وبرئيس الحكومة الإسرائيلي يائير نتنياهو، ليناقش معهما اتفاق السلام بين سوريا وإسرائيل.

اقرأوا المزيد: 709 كلمة
عرض أقل
طارق وياسرعباس
طارق وياسرعباس

طارق وياسر

من الواضح جدّا أن ورثة عباس، أيا كانوا، لن يكونوا بيولوجيين، ولكن كلا نجليه، ياسر وطارق، قد تركا بصمتهما الخاصة على المجتمع الفلسطيني، وبشكل خاص على اقتصاده

رغم الركود في القيادة الفلسطينية، فإن الصراع على السلطة لا ينتظر حتى اليوم الذي يلي محمود عباس وقد بدأ في الواقع من وراء الكواليس. إلا أن امتناع أبي مازن عن ترك وريث سياسي خلفه هو أمر مؤكد، ويتعلق أيضًا بكلا نجليه، وكلاهما شخصيتان موهوبتان وكاريزمتيان، ولكن احتمال أن يجدا نفسيهما في موقف القيادة في السلطة الفلسطينية منخفض للغاية.

من المعروف أن لدى أبي مازن ثلاثة أبناء: ابنه البكر مازن الذي تُوفي واثنان آخران هما طارق وياسر.

عائلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)
عائلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)

قال مصدر مشارك في دهاليز السياسة الفلسطينية لهيئة تحرير “المصدر” إنّ العلاقات بين ياسر ووالده ليست في أحسن الأحوال: “لقد حاول أن يقوم بالضبط بما حاول جمال مبارك القيام به من وراء ظهر والده، حسني مبارك، من أجل بناء إمبراطورية اقتصادية لنفسه”، كما قال المصدر، “ولم يحبُّ والده ذلك”.

ويُركّز ياسر اليوم بشكل أساسيّ على بناء إمبراطوريته الاقتصادية في دول الخليج، ترتكز هذه الإمبراطورية الاقتصادية على العمل في مجال الاتصالات، الحواسيب والبنى التحتية، التي بدأ والده بتطويرها حتى قبل التوقيع على اتفاقات أوسلو. في الواقع، يدير ياسر اليوم أعمال الأسرة التي وضع لها والده وشقيقه البنية التحتيّة في وقت ما في الثمانينيات في الدول العربية. ياسر اليوم هو رجل أعمال في مختلف أنحاء العالم، ولا يُشغله ما يحدث في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أو صراعات القوى التي تجري اليوم في السلطة الفلسطينية.

بخلاف شقيقه، فإنّ طارق مرتبط جدا بالواقع الفلسطيني وفقا لوالده أيضًا. لا شك أنّه ثري جدا ولكنه من جهة أخرى شعبيّ جدّا. “يمكنك الذهاب إلى أي مقهى عادي جدا في رام الله وأن تراه جالسا، يدخّن السيجار ويتحدّث مع معارفه وأصدقائه”، كما قال المصدر. إنه يحاول ألا ينجر إلى الفضائح في المجال الذي ينزعج الفلسطينيون منه جدّا، الذين يعتمد اقتصادهم على المساعدات الخارجية؛ وهو مجال الفساد. ومع ذلك، لا شكّ أن المنظمات الدولية المختلفة تعلم بأنّك لو أردت تعزيز مشروع اقتصادي أو اجتماعي في الضفة ينبغي ومن المجدي والأسهل التوجه إلى الشخص المناسب والذي هو بالصدفة أيضًا نجل رئيس السلطة الفلسطينية. شركة SKY التي بملكيته، هي شركة الإعلان، الاستشارة والتسويق الأكبر في فلسطين اليوم.

كما وقيل إنّ لدى طارق أيضًا علاقات حميمية جدا مع والده، والذي يعيش معه في نفس المنزل. ويقول مقرّبون إنّهما يتشاوران مع بعضهما البعض بانتظام، وإنّ أبي مازن يعتمد جدّا على رأيه في كلّ ما يتعلق بالساحة الفلسطينية، حيث يتركز جلّ اهتمامه في الشؤون الخارجية.

محمد دحلان (AFP)
محمد دحلان (AFP)

المرشّح الأكثر بروزا اليوم من بين آخرين هو محمد دحلان، وأبو مازن قلق جدا منه لأنّ دحلان هو المنافس منذ فترة طويلة والذي خسر غزة لصالح أجهزة حماس الأمنية.

جرى حدث كبير جدا قبل بضعة أسابيع، عندما فازت حماس في الانتخابات في جامعة بير زيت. كان ذلك بالنسبة لأبي مازن حدثا جسيما ومغيّرا للمسار. كانت أسباب فوز أعضاء حماس في معقل فتح ومعقل العلمانية متنوعة: وضع أبو مازن كل ثقته في السؤال الدولي للدولة الفلسطينية المستقبلية ولم يتابع ويرعى ما يحدث على أرض الواقع جيّدا. من جهة أخرى تبدو السلطة الفلسطينية كنظام فاسد. نجحت حماس بهدوء في تأسيس بُنيتها التحتية الاجتماعية. تُحوّل حماس الكثير من الأموال إلى داخل مدن الضفة الغربية بواسطة جمعيات المساعدة الإسلامية التابعة لها. وقد عرفت حماس أيضًا كيف تستخدم المال الكثير المتدفّق إلى الضفة لصالح حملتها الانتخابية في جامعة بير زيت. في الواقع فقد كان من المدهش أن نرى فتيات شقراوات مع فانلّة على جسدهنّ يرفعن أعلام حركة حماس الخضراء. وقد أوضحت حماس من ناحيتها: إن كنتم ضدّ الفساد فأنتم ضدّ فتح، وفي الواقع أنتم مع حماس، لا يهمّ كيف وإلى أية طبقة اجتماعية فلسطينية تنتمون. بنت حماس مخططا ذكيا: السلطة = الفساد. “بالمناسبة فأنا أزعم بأنّ نفس الأمر كان سيحدث في غزة: كانت فتح ستفوز على حماس في الانتخابات في غزة، لأنّ الغزّيّين يجدون الفساد أكثر فأكثر في صفوف حماس”، كما قال المصدر لموقع “المصدر”.

إذا تجوّلنا اليوم في الشارع الفلسطيني، ما هو الشعور العام؟

الوضع الإقتصادي الفلسطيني سيء (AFP)
الوضع الإقتصادي الفلسطيني سيء (AFP)

“اللامبالاة”، أجاب المصدر بشكل تلقائي تقريبا وأضاف: “لا يهم الفلسطينيين اليوم حقّا إذا كانت هناك دولة فلسطينية أم لا. الموضوع الرئيسي هو الحياة اليومية والشؤون الاقتصادية. يستيقظ الفلسطيني كل صباح ويرى أن هناك المزيد والمزيد من البناء في المستوطنات ويجد صعوبة في كسب رزقه. الهاجس الأول لدى الفلسطيني العادي هو الرغبة في العيش بكرامة، والوضع الاقتصادي لا يساعده كثيرا. يدرك الفلسطينيون بأنّ أحداث الربيع العربي وداعش قد أثرت سلبيًّا على القضية الفلسطينية. عندما يبدأ الفلسطيني بالربط بين حالته الاقتصادية الكئيبة وانعدام الأفق السياسي، فسيبدأ الأمر بفقدان السيطرة. في غضون ذلك فنحن لسنا هناك بعد. أبو مازن، بالمناسبة، لا يرغب في تأجج الوضع لأنّه يعلم أنّ الرابح من هذا التأجج سيكون خصماه، حماس ودحلان.

اقرأوا المزيد: 700 كلمة
عرض أقل
طارق عباس نجل الرئيس محمود عباس
طارق عباس نجل الرئيس محمود عباس

ابن عباس إلى الميدان السياسيّ

طارق عباس يترشح لانتخابات إقليم حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة؛ اتُّهم عباس في الماضي بأعمال فساد سلطويّ، وكان قد عبّر مؤخرا عن موقف سياسي أكثر تصلُّبًا من أبيه

سيتنافس نجل رئيس السلطة الفلسطينية، السيّد طارق عباس، على مركز في إطار إقليم محافظة رام الله والبيرة في حركة فتح، في الانتخابات التي ستُجرى في الثلاثين من الشهر الجاري. وسيجري انتخاب 15 عضو إقليم من أصل 50 مُرشَّحًا في المحافظة.

يعمل طارق (48 عامًا)، وهو الابن الأصغر للرئيس الفلسطيني، رجل أعمال منذ سنوات طويلة. وكان قد وُلد في قطر، درس إدارة الأعمال في واشنطن، ويعيش منذ عام 2000 في رام الله.

مؤخرًا، اشتُهر عباس بمواقفه حيال المفاوضات مع إسرائيل، التي تناقض مواقف والده. فقد اقتُبس مؤخرا قوله إنّ المفاوضات “غير مجدية”، وإنه لا يدعم حلّ إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، بل حلّ “الدولة الواحدة”. كما يدعم طارق مواصلة الخطوات الفلسطينية لتعزيز العضوية في المؤسسات الدولية.

في مقابلة أُجريت معه مؤخرا في “نيويورك تايمز”، صرّح عباس: “نحن لا نريد أن نقاتل، ولا نكره أحداً، ولا نريد أن نطلق النار على أحد، نريد أن نكون تحت القانون”.

لكنّ السبب الأساسي لشهرة طارق عباس وشقيقه ياسر لم يكن السياسة، بل اتّهامهما بالفساد. “أعترِف أنني مليونير”، قال ياسر عباس، الذي يرافق والده في زياراته الخارجية، عام 2009.

أنشأ الأخَوان عباس في أراضي السلطة الفلسطينية شركة سكاي للنشر والعلاقات العامّة، وهي الأكبر في الضفة الغربية، وأربع شركات تُدعى فالكون – للاستثمار والعقارات، الإلكترونيّات، التبغ، والاتّصالات.

اكتشفت وكالة رويترز، التي أجرت تحقيقًا في الأمر، أنه منذ انتخاب محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية عام 2005، ربح الأخَوان في مناقصات مختلفة لوكالة المساعدة الأمريكية قيمتها نحو مليونَين ونصف المليون دولار.

مُنح قسمٌ من المال كضمانات، والباقي كمنَح لشقّ طُرق وإنشاء شبكة صَرف صحيّ في جنوب الضفة الغربيّة، وكذلك كدفعة لشركة النشر العائليّة، التي عملت على تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية في الأراضي المحتلة. وكانَ الكونغرس الأمريكي قد ناقش في السنوات الماضية الشبهات القويّة حول أنّ أموال الضرائب الأمريكية تصِل بطُرق غير سليمة إلى الأخوَين عباس.

في الماضي، ادُّعيَ أنّ مكتب المدَّعي العامّ في مصر حقَّق في قضايا فساد تورّط فيها الشقيقان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، حين جرى الحديث عن علاقات وثيقة جدًّا أقاماها بالملياردير المصري المقرَّب من مبارك، أحمد عِز.

فعلى سبيل المثال، اتُّهم الشقيقان عباس بأنّ شركة النشر التابعة لهما، سكاي، هي التي أدارت الحملة الإعلاميّة لـ “مبادرة جنيف”، التي تدعو إلى التوقيع على اتّفاق سلام إسرائيلي – فلسطينيّ، وترفع راية حل الدولتَين. وكانت إدارة مبادرة جنيف قد رفضت الاتّهامات، ناسبةً إيّاها إلى حركة حماس.

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل