وجّه مراقب الدولة القاضي يوسف شابيرا، انتقادا عارما على وتيرة الاستعداد البطيئة لعلاج مشكلة الطائرات من دون طيّار، ووسائل الطيران الصغيرة التي تعمل عن بُعد، والتي يمكن شراؤها وتشغيلها بسهولة.
وفي تقرير قصير وسريع، تطرق المراقب أيضا إلى المخاطر الأمنية الكامنة بسبب نقص الأنظمة الإدارية وإنفاذ القوانين عند الاستخدام المدني للطائرات من دون طيّار وإلى التهديد الأمني المتزايد وفق تقديرات الجهات الاستخباراتية بسبب شرائها على يد منظمات إرهابية.
في السنوات الأخيرة استخدم كل من داعش وحزب الله طائرات من دون طيّار كثيرا في المعارك البرية في الحرب الأهلية السورية والحرب في العراق. لم تُستخدم الطائرات الصغيرة من دون طيّار لأهداف المشاهدة فحسب، بل لإلقاء عبوات ناسفة، إطلاق نيران، وقد استخدمت أيضا كألة “انتحار” تم تفجيرها فوق عددا من جنود وقوافل العدو. كما وتستخدم حماس والجهاد الإسلامى في قطاع غزة الطائرات من دون طيّار لجمع المعلومات الاستخباراتية على طول الحدود مع قطاع غزة، لهذا تستعد إسرائيل لاحتمال أن تستخدمها المنظمات الفلسطينية لأهداف هجومية.
وقد أدركت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن المنظمات الإرهابية قد اكتشفت حقا الخاصية الكامنة في استخدام الطائرات من دون طيّار لأغراض عسكرية وهي تنوي استخدامها أكثر.
وورد في التقرير أنه في السنوات الأخيرة ازداد عدد الطائرات من دون طيّار التي تعمل في إسرائيل والبلدان المجاورة نتيجة انخفاض أسعارها وسهولة شرائها وتشغيلها. وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 20.000 طائرة من دون طيّار وإلى أنها تشكل خطرا أمنيا، فضلا عن المخاطر التي تنطوي على تشغليها على يد الأعداء أو المجرمين.
ولا يرغب الجيش الإسرائيلي الآن في تحمّل المسؤولية لمعالجة التهديدات التي تشكلها الطائرات من دون طيّار لأنها تحت مسؤولية الأمن الداخلي. وعلى الرغم من أن الجيش يُعرّف هذه الطائرات بصفتها “تهديدا مقلقا”، فإن سلاح الجو ليس قادرا حتى الآن على توفير رد تام على التهديد الأمني الذي تشكله. بالمُقابل، تحتاج الشرطة الإسرائيلية إلى وقت وموارد لبدء التعامل مع هذه القضية.
يكمن الخطر الكبير في الطائرات المدنية من دون طيّار التي تحلق في سماء إسرائيل، وفي قدرتها على أن تشكل خطرا على مسارات الطائرات الجوية المدنية. لا يتعيّن على الإسرائيليين الذين اشتروا هذه الطائرات أن يصدروا رخصة أو تصريحا لتشغيلها. وقد أعرب طيّار حربي سابق أنه “عند اصطدام طائرة من دون طيّار بطائرة أخرى قد تدمّر بشكل كبير محرك الطائرة وتعرض الرحلة الجوية للخطر”. وقد اقترح مسؤول كبير آخر في مجال الطيران المدني “البدء بمحاكمة المجرمين الذين يشغّلون طائرات من دون طيّار ومصادرة الطائرات التي تحلق في السماء خلافا للقانون”.
وتوضح سلطة الطيران المدني أنه يتعين على هؤلاء الهواة الالتزام بقواعد الأنظمة الإدارية الخاصة بالطيران، بما في ذلك حظر تشغيل الطائرات فوق الجمهور، بالقرب من المطارات ومنصات الهبوط، والحفاظ على مشاهدة هذه الطائرات بشكل متواصل، الالتزام بقيود الارتفاع، وما إلى ذلك. ولكن في غياب المراقبة، يفعل الكثيرون ما يحلو لهم.