البناء في بيت صفافا عام 2011 (AFP)
البناء في بيت صفافا عام 2011 (AFP)

إسرائيل تُصادق على بناء 600 منزل فلسطيني في القدس

مُخطط البناء الذي صودق عليه بعد حكم قضائي سيخلق امتدادًا إقليميًا في شرق القدس، بموازاة المصادقة على بناء مئات المنازل في الأحياء اليهودية

صادق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، البارحة (الثلاثاء) على بناء 600 منزلا للسكان الفلسطينيين في قرية بيت صفافا في شرق القدس، القريبة من حي جفعات هماتوس اليهودي. سيُتيح مُخطط البناء ذاك خلق امتدادٍ إقليمي مع القرية الفلسطينية القريبة صور باهر. في المقابل، أعلن رئيس الحكومة عن المصادقة على مُخططات بناء في الأحياء اليهودية في القدس الموجودة خارج الخط الأخضر: “راموت” و”جيلو” و”هار حوما”، وأيضًا في مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من القدس، ومجموع الوحدات المُصادق عليها هو 800 منزلا جديدا.

تم تجميد مُخططات البناء للفلسطينيين في القدس في الماضي، وبعد التماس تقدم به سكان بيت صفافا أصدرت المحكمة الإسرائيلية أمرًا للحكومة بالمصادقة الفورية. أُدير ذلك الصراع القضائي على خلفية وضع معكوس – تمت في حي جفعات هماتوس اليهودي المُتاخم لقرية بيت صفافا، المُصادقة، على مُخطط بناء، بينما تم تجميد مُخطط بناء موازٍ لسكان بيت صفافا الفلسطينيين.

حي جفعات هماتوس اليهودي المُتاخم لقرية بيت صفافا (AFP)
حي جفعات هماتوس اليهودي المُتاخم لقرية بيت صفافا (AFP)

تمت المُصادقة على المُخطط على الرغم من ضغوطات مارسها وزراء في الائتلاف لتوسيع البناء في المستوطنات على خلفية الأعمال العدائية الأخيرة التي وقعت في الضفة. قام نتنياهو وليبرمان، بعد الاعتداء الأخير في كريات أربع قرب الخليل، بتجديد مناقصة بناء 42 وحدة سكنية لليهود في الخليل.

تنبع مُعارضة جهات يمينية إسرائيلية على المُصادقة على البناء في بيت صفافا أيضًا لأنها تُعتبر خطوة ذات تداعيات سياسية هامة. وفقًا لادعائهم فإن الامتداد الإقليمي الذي سيتشكل بين بيت صفافا وصور باهر سيُسهل عملية تقسيم القدس لاحقًا ضمن أي اتفاق سياسي.

اقرأوا المزيد: 217 كلمة
عرض أقل
مواطنان من القدس الشرقية يخططان لتنفيذ عملية باسم داعش (Flash90/Yonatan Sindel)
مواطنان من القدس الشرقية يخططان لتنفيذ عملية باسم داعش (Flash90/Yonatan Sindel)

مواطنان من القدس الشرقية يخططان لتنفيذ عملية باسم داعش

مصعب عليان وسمير عبد ربه، من سكان حيّ صور باهر، يخططان لتشغيل عبوة ناسفة ضدّ القوى الأمنية في القدس والقتال في صفوف التنظيم في سوريا

28 مارس 2016 | 17:57

قدّم ادعاء لواء القدس اليوم (الإثنين) لائحة اتّهام ضدّ مصعب عليان، 23 عاما، وسمير عبد ربه، 38 عاما، من سكان حي صور باهر في القدس الشرقية، بتهمة جريمة التآمر لمساعدة عدوّ في وقت الحرب.

وفقا للائحة الاتهام، فمنذ بداية عام 2014 بدأ عليان بتأييد الدولة الإسلامية. منذ العام الفائت وحتى العام الحالي تعلّم في مجموعة دينية، والتي درّست في إطار، من بين أمور أخرى، الأيديولوجية لهذه المجموعة الإرهابية السنية. في بداية السنة الماضية كان عليان يرى نفسه جزءًا من داعش، تضامن معها وأيّدها، ولاحقا لذلك قرر الانضمام إلى صفوفها في سوريا من أجل القتال.

خلال شهر تشرين الأول عام 2015، خرج إلى الأردن بهدف الحصول على جواز سفر أردني والذي يستطيع من خلاله الذهاب إلى تركيا ومن هناك الانتقال إلى سوريا. وفي أثناء إقامته في الأردن اعتقلته السلطات الأردنية المحلية، ومن ثم تم التحقيق معه من قبلها على مدى عدة أيام وطُرد عائدا إلى إسرائيل. ومنذ أن عاد، بدأ يجمع الأموال من أجل التوجه إلى القنصلية التركية للحصول على تصريح سفر إلى تركيا. وبالإضافة إلى ذلك، حاول الاستيضاح إذا ما كانت هناك إمكانية للذهاب إلى سوريا عن طريق شبه جزيرة سيناء.‎ ‎في تلك الفترة تتبع عبد ربه نشاطات التنظيم الإرهابي ودرسه.

في نهاية عام 2015، خطّط المتهمان مع شخص آخر لتصنيع عبوة ناسفة وتشغيلها ضدّ مركبة تابعة للقوى الأمنية في القدس، باسم أيديولوجية داعش. سعى عليان إلى تنفيذ العملية وتوجه إلى عبد ربه، ذي المعرفة المسبقة بإعداد العبوات الناسفة وذي الخبرة العملية في تجهيزها.

خلال شهر تشرين الأول الماضي اشترى المتّهمان هاتفا نقالا ليُستخدم كجهاز تحكّم عن بعد لتشغيل العبوة. وبالإضافة إلى ذلك قاما بشراء ماكينة قهوة لطحن الموادّ اللازمة لتصنيع العبوة، جهاز أمبير متر، ومسحوق أكسيد الحديد.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)

هل ستؤدي موجة العُنف المتصاعدة إلى تقسيم القدس فعليّا؟

"القدس الموحّدة"، هو لقب تم نسبه إلى عاصمة إسرائيل. ولكن في الواقع هل هي حقّا موحّدة، هل قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، حول فرض حصار على الأحياء الفلسطينية، لا يقسّمها في الواقع؟

في هذه الأيام، التي تعود مدينة القدس مجدّدا لتتصدّر العناوين في أعقاب موجة شديدة من عمليات طعن ودهس المواطنين اليهود من قبل شبّان فلسطينيين، يتعالى الكثير من الأصوات التي تدعوا إلى الانفصال التامّ عن القدس الشرقية، “قدس الفلسطينيين”.

تُطرح في وسائل الإعلام ادعاءات عديدة حول كون الشعارات التي تبنّاها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منذ صعوده إلى الحكم عام 1996 “القدس موحدة لأبد الآبدين” و “بيريس سيقسّم القدس”، فارغة من مضمونها لأنّه في الواقع لم يكن شطرا القدس موحّدين (شرقي وغربي المدينة). رغم أنّ كلا هذين الشطرين قد أقاما منذ نهاية حرب الأيام الستة (1967) علاقات تجارية واختلاط سكاني بشكل أو بآخر، ولكن في الواقع فإنّ الأحياء الشرقية للمدينة بقيت بين أيدي الفلسطينيين، بينما بقيت الأحياء الغربية للمدينة بين أيدي الإسرائيليين.

إنّ مسألة توحيد أو تقسيم المدينة تُطرح مجددا على خلفية قرار حكومة نتنياهو بإقامة “تيجان التنفس” في الأيام الأخيرة عند مخارج الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة، وذلك من أجل تقليل مخاطر خروج عمليات طعن أو دهس الى غرب المدينة. وهي عمليات قد أودت بحياة 7 إسرائيليين وعشرات الجرحى حتي الأن.

تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)
تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)

في مقال نقدي ثاقب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كتبت المحلّلة الكبيرة سيما كدمون مقالا تحت عنوان “خطّة التقسيم”. قالت في المقال إنّه “يجب أن نسمي الولد باسمه: نتنياهو يُقسّم القدس. والشعار الذي يرافق الحملات الانتخابية منذ 1996، الذي ورد تحذيرا بحسبه أن زعماء اليسار سيقسّمون القدس، أصبح هذا الأسبوع واقعا، فقط مع فارق صغير جدا: زعيم الليكود (نتنياهو) هو الذي يفعل ذلك”. وأوضحت كدمون أنّ حقيقة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية لإقامة “تيجان التنفس” شرق المدينة لفحص الداخلين والخارجين يشكل في الواقع إقامة “محطات حدودية تقسّم المدينة إلى شرق وغرب، إلى قدس الإسرائيليين وقدس الفلسطينيين”.

وتتساءل كدمون في المقال “كم من الإسرائيليين رأوا ذات مرة أمام أعينهم شعفاط، قلنديا، جبل المكبر أو صور باهر، وماذا يعرفون عن هذه الأماكن سوى أنه قد خرج منها في السنوات الأخيرة منفّذي العمليات الفرديين ؟”.

صحيفة “هآرتس” أيضًا منشغلة في هذه الأيام بمسألة “خدعة: القدس مدينة موحّدة”. في تحليل اقتصادي عميق للنتائج التدميرية التي قد تعقب قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر بإقامة “حواجز بين شطري المدينة” يتبين أن شعور الطوارئ والغضب الذي حلّق في الأجواء قد ألزم رئيس البلدية، (نير بركات) والوزراء بتوفير إجابات. لقد كانت الإجابة الأولى التي طرحت على جدول الأعمال، فيما يتعلق بفرض حصار على أحياء القدس الشرقية، ربّما الإجابة الأسوأ مما يمكن إيجاده. ليس فقط أنه لا يمكن الفصل بين شطري المدينة بضربة واحدة، وبالتأكيد ليس بالشكل الذي سيمنع الفلسطينيين الذين يريدون تنفيذ عملية من الانتقال من جانب إلى آخر، وليس فقط أن هذا قبول بوهم توحيد القدس؛ وإنما ستكون آثار تدميرية على شطري المدينة لخطوة كهذه”. وأضاف في تحليله أيضًا “يعمل نصف العمال في القدس الشرقية تقريبا في غرب المدينة أو في مناطق أخرى في إسرائيل. في غرب المدينة وحدها، يعمل 35 ألف فلسطيني من القدس الشرقية. أي أن 35 ألف أسرة فلسطينية تعتمد على العلاقات الاقتصادية بين شطري المدينة”.

هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)
هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)

“إنّ اعتماد القدس الشرقية في كسب الرزق على غرب المدينة واضح، ولكنّه ليس في اتجاه واحد. إنّ النسبة التقريبية للعمال في شرق المدينة في قطاعات اقتصادية معيّنة تجعل من غير الممكن الاستغناء عنهم، وبالتأكيد ليس على الفور. إنّ موظّفي القدس الشرقية هم 75% من موظّفي الفنادق في المدينة، 65% من العمال في قطاع البناء، 52% من الموظفين في المواصلات، 29% من العمّال في قطاع الصناعة و 20% من الموظفين في قطاعات الصحة والرفاه. وقد حدث في السنوات الماضية أيضًا ارتفاع في عدد الموظّفين في المبيعات والخدمات. وهكذا سيؤدي حصار القدس الشرقية إلى أزمة اقتصادية فورية وشديدة في كل المدينة”.

وتساءلت صحيفة “معاريف” أيضًا عن مستقبل “المدينة الموحّدة”. كتب المحلّل شالوم يروشالمي في مقالة تحليلية تحت عنوان “موجة الإرهاب ستؤدي إلى الانفصال عن القدس الفلسطينية؟”: “هذا الحصار، بالإضافة إلى أحداث أخرى، يسلّط الضوء على القدس، المدينة التي تم إهمالها من قبل الدولة والمجتمع الإسرائيلي منذ حرب الأيام الستة، حتى دخولها في طريق مسدود. فجأة نهض الجميع وكشفوا أنّه يعيش في هذه المدينة نحو 350 ألف فلسطيني، أي نحو 40% من سكان المدينة، وأدرك الجميع فجأة أنّ جدار الفصل قد دفعهم غربًا وإذا أرادوا فقط، فسوف يضعون البطاقات في صناديق الاقتراع بدلا من إلقاء الحجارة وسيأخذون رئاسة البلدية بسهولة، وكما أدرك الجميع فجأة أن هذه المدينة لم تتوحّد أبدا، وإنما خلطنا فيها فقط مجموعتين سكانيّتين، تعتمدان على بعضهما البعض ولا يمكنهما الانفصال”. يقول يروشالمي إنّه ينبغي الانفصال عن بعض الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة وليست هناك لذلك، بحسب رأيه، معارضة في أوساط الشعب الإسرائيلي، وذلك بخلاف موقف السياسيين وحكومات اليمين في السنوات الأخيرة.

اقرأوا المزيد: 708 كلمة
عرض أقل