سكان في قرية تعاونية في التفافي غزة (Hadas Parush/Flash90)
سكان في قرية تعاونية في التفافي غزة (Hadas Parush/Flash90)

العائلات الإسرائيلية التي لا تخشى القذائف والحرائق من غزة

في هذا الوقت تحديدًا، رغم التصعيد الأمني، قررت 8 عائلات إسرائيلية الانتقال للعيش في البلدات الواقعة في التفافي غزة: "خطوة لدعم المشروع الصهيوني" حسب وصفهم

قررت ثماني عائلات إسرائيلية رغم التوتر الأمني الخطير الانتقال للعيش في منطقة التفافي غزة. شعورا بالإخلاص للصهيونية ورغبة في تطوير حياة اجتماعية، أقامت عائلات حيًّا جديدا في القرية التعاونية “غفولوت” الواقعة قريبا من الحدود مع غزة.

جرى أمس (الثلاثاء)، في هذه القرية التعاونية احتفالا لوضع حجر الأساس للحي الجديد، الذي ستنتقل عائلات للعيش فيه رغم صافرات الإنذار، الصواريخ، والحقول المشتعلة. “لم نأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني”، أوضح إلداد برعام، الذي يتوقع أن ينتقل للعيش مع زوجته وطفليه في القرية التعاونية، لصيحفة “يديعوت أحرونوت”. “أومن أن جيراننا في قطاع غزة لن يحددوا لنا أين نعيش، وكيف ندير حياتنا. نأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث حالات أمنية، ولكن نعرف كيف نواجهها”. إضافة إلى ذلك، قال إلداد إن الانتقال للعيش في القرية التعاونية سيسهم في تطوّر جودة حياة عائلته. وفق أقواله: “تسود هناك حياة اجتماعية رائعة، ويتوفر تعليم جيد للأطفال، فهذا ما يهمنا”.

كما قالت عائلة غدايب، التي انتقلت مؤخرا للعيش في غفولوت، إنها لا تخاف من جولة التصعيد الحالية بين إسرائيل وغزة. “شاهدت الحرائق وشعرت بحزن ولكن لا أخاف، فأنا متفائلة وأومن أننا سنتجتاز هذه المرحلة. أشعر أن هناك أهمية صهيونية وراء الانتقال إلى غفولوت”، قالت ربة العائلة، مارينا.

وكما أوضح نمرود هبر، مدير عام شركة البناء التي تبني الحي السكني الجديد، أنه رغم المخاوف من التعرض لصعوبة في تسويق الحي الجديد، لا يزال وصول العائلات إلى القرية التعاونية مستمرا. “هناك أهمية كبيرة لحياة اجتماعية جيدة، لا سيما للعائلات الشابة التي يهمها تعليم أطفالها. تطرح الحالات الأمنية أحيانا، ولكن القرية التعاونية جميلة جدا لهذا تقرر العائلات الوصول إليها وبناء منازل.”

اقرأوا المزيد: 244 كلمة
عرض أقل
الحريق الناجم عن طائرة ورقية من غزة (Yonatan Sindel / Flash90)
الحريق الناجم عن طائرة ورقية من غزة (Yonatan Sindel / Flash90)

الهدوء على الحدود مع غزة قيد الاختبار

رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو أصدر تعليماته لتقليص أموال التعويضات من أموال السلطة الفلسطينية بسبب الأضرار التي سببتها الطائرات الورقية الحارقة التي أطلِقت من غزة إلى أراضيها

في ظل الحرب المستمرة في غزة وإرهاب الطائرات الورقية، التي تؤدي إلى أضرار هائلة في البلدات المجاورة لغزة، أمر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس (الأحد) باتخاذ خطوة ضد الطائرات الورقية الحارقة. وأمر بدفع عملية لتقليص أموال التعويضات من أموال السلطة الفلسطينية قدما بسبب الأضرار التي تسببت بها الحرائق، وبنقل هذه الأموال إلى البلدات في التفافي غزة.

رغم أن منظومة “القبة الحديدية” تنجح في التعرض بنجاح لمعظم القذائف والصواريخ التي تُطلق من غزة، ما زالت البلدات الواقعة في التفافي غزة غير قادرة على مواجهة الطائرات الورقية الحارقة التي تصل إليها يوميا من غزة وتؤدي إلى حرائق في مناطق واسعة. أمس (الأحد) في الوقت الذي نشر فيه نتنياهو قراره، وصلت إلى إسرائيل طائرة ورقية حارقة أخرى كانت تحمل عبوات ناسفة خفية، وقد نجح الجيش الإسرائيلي في مواجهتها. إضافة إلى ذلك، استمرت الجهود أمس كل اليوم لإطفاء الحرائق التي سببتها الطائرات الورقية الحارقة، التي رغم كونها بدائية وقديمة ما زالت قادرة على إحداث أضرار كبيرة.

تستعد إسرائيل ليوم النكسة الذي يصادف غدا (الثلاثاء)، ويوم القدس الذي يصادف يوم الجمعة الأخير في شهر رمضان. أشار المحلل الإسرائيلي، يوآف ليمور، في مقاله اليوم صباحا (الإثنين) إلى أنه “رغم أن إسرائيل توضح أنها غير معنية بالمواجهات مع غزة ولكن الواقع قد يجبرها على خوضها وربما ستحدث تلك المواجهة في الأيام القريبة”. وأوضح أن “سلسلة أحداث إطلاق النيران وإشعال الأراضي الزراعية، إضافة إلى حالات العنف المتوقع حدوثها في هذا الأسبوع في يوم النكسة ويوم القدس، قد تشكل اختبارا للهدوء الذي ساد، للوهلة الأولى، في الحدود مع غزة”.

في حديثه عن الطائرات الورقية أوضح ليمور قائلا: “رغم أن الحديث لا يجري عن أضرار بحق المواطنين، إلا أن الأضرار التي لحقت بالممتلكات، لا سيما، بعامل الترهيب، تتطلب الرد، وإلا ستعتقد حماس أن إسرائيل راضية عن الوضع الذي تتعرض فيه حقولها للحرائق، وهي تتمالك نفسها خشية من خوض حرب”.

اقرأوا المزيد: 286 كلمة
عرض أقل
مهرجان "دروم أدوم" (الجنوب الأحمر) (Flash90 / Nati Shohat)
مهرجان "دروم أدوم" (الجنوب الأحمر) (Flash90 / Nati Shohat)

زيارة إلى البلدات المحاذية لقطاع غزة

البلدات الإسرائيلية الواقعة على حدود غزة تشهد ازدهارا. وفي الوقت الذي تزدهر فيه المنطقة ويزداد الطلب على الشقق السكنية، يحلم رئيس مجلس "شعار هنيغف" بأن يكون القنصل الإسرائيلي الأول في غزة

بدأت بلدات التفافي غزة تتصدر العناوين مجددا. ففي نهاية الأسبوع الماضي، شهدت المنطقة توترا، بعد أن انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من الحدود مع غزة مُسفرة عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين، إضافةً إلى ذلك، أطلِقت صواريخ أدت إلى إصابة منزل في المجلس الإقليمي “شعار هنيغف”. ردا على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي 18 موقعا لحماس في غزة، ومن بينها نفق هجومي ومصنع لإنتاج وسائل قتاليّة.

رغم التصعيد الأخير والخطر من نشوب جولة قتال إضافية في أية لحظة، يبدو أن منطقة التفافي غزة بدأت تشهد ازدهارا مستمرا في السنوات الثلاث الماضية. يسود هذا الهدوء النسبيّ في المنطقة منذ عملية “الجرف الصامد” في غزة، وقبل نحو ثلاث سنوات ونصف، استثمرت الحكومة الإسرائيلية مليارات الشواقل لحماية البلدات في المنطقة وتطويرها. من بين الخطوات المختلفة التي اتخذتها الحكومة، أقامت جدار مضاد للأنفاق من المفترض أن يمنح مواطني المنطقة الشعور بالأمان، هذا إضافة إلى منظومة “القبة الحديدية”. منذ تلك الفترة، طرأ تطور على البناء في البلدات الواقعة في التفافي غزة، وازداد الطلب على المباني، إضافة إلى ذلك تطورت السياحة في المنطقة.

في الفترة الأخيرة، التقينا برئيس مجلس “شعار هنيغف”، ألون شوستر، وتحدثنا معه عن الوضع الحاليّ في التفافي غزة وعما يحدث في المنطقة الحدودية. أكد شوستر الذي يتضمن المجلس برئاسته 12 بلدة، عدم رضاه من حقيقة أن جيرانه في غزة يعيشون حياة مختلفة كليا عن ظروف حياة الإسرائيليين في التفافي غزة، وسنتطرق إلى هذه النقطة لاحقا.

رئيس المجلس الإقليمي “شعار هنيغف”, ألون شوستر

تحدث شوستر، المولود في منطقة التفافي غزة وابن 61 عاما، عن الازدهار الذي شهدته المنطقة في الفترة الأخيرة: “تعتبر هذه الفترة من أفضل الفترات التي شهدناها منذ الاستيطان اليهودي في المنطقة”. على حد أقواله، في الثمانينيات والتسعينيات، تعرضت الحركة التعاونية إلى أزمة أيدولوجية، اقتصادية، وديموغرافية كبيرة. “في بداية الألفية الثانية، نجحنا في الحفاظ على الاستقرار، وفي السنوات الخمس حتى السبع الأخيرة، تخطت البلدات في المنطقة الأزمة الخطيرة، واستقرت اقتصاديا، لهذا أصبحت هذه البلدات موقع جذب”، قال شوستر.

تطرقا إلى التحدي الأمني الكبير الذي يواجهه مواطنو المنطقة، قال شوستر إنه: “قبل نحو 16 عاما، إضافة إلى الأزمة الخطيرة تعرضت المنطقة لتهديدات أمنية، ولكن بعد أن نجحنا في التغلب على الأزمة الاقتصادية، استطعنا الصمود والبقاء هنا”. يدعي شوستر أنه رغم تهديدات الصواريخ التي تطلق من غزة بشكل مستمر، يعبّر المواطنون في هذه المنطقة عن عزمهم في البقاء، وينجحون في التغلب على الظروف الصعبة. وفق أقواله: “يتعرض كل مواطن لصعوبات، ولكن المواطنين لا يستسلمون. هذه هي قدرة بشرية تتيح للأفراد، التغلب على الظروف الصعبة”.

شوستر مع رئيس الأركان خلال عملية “الجرف الصامد”, 2014

يعزو شوستر التطور والازدهار إلى دولة إسرائيل، لأنها استجابت إلى احتياجات المواطنين الضرورية بشكل ثابت، مثل بناء مؤسسات تربويّة محميّة، وإضافة غرف محميّة في كل منزل. وأوضح أنه عندما “لم يعد تهديد الأنفاق محتملا أثناء عملية ‘الجرف الصامد’، عملت دولة إسرائيل بشكل استثنائي للعثور على الأنفاق ومنع بناء أنفاق جديدة”. ادعى شوستر أن عشرات آلاف المواطنين في التفافي غزة لا يشعرون بأنهم لا يهتمون بأمن أطفالهم، قائلا: “يجري الحديث عن أفراد يعرفون ما يحدث في المنطقة، وهم مستعدون للعيش بهذه الظروف، علما منهم أنهم قد يتعرضون أحيانا لتهديدات فجأة. الحياة مليئة بالمفاجآت، واحتمال التعرض لأذى من سيارة في الطريق، أعلى من احتمال الإصابة من الصواريخ”.

وتحدث شوستر عن المواطنين في المنطقة وعن تضامنهم، وجهودهم لمنع بناء المباني بحجم أكبر من الضروري في المنطقة، مضيفا: “يجري الحديث عن منطقة قروية، ليست بعيدة كثيرا عن المناطق الأخرى، ويسود فيها طقس رائع، أي فيها دمج لمعطيات مختلفة”. وفق أقواله تشهد المصالح التجارية والسياحة في المنطقة تقدما، ويشكل مهرجان “دروم أدوم” (الجنوب الأحمر) المثال الأفضل على ذلك، إذ يصل في إطاره آلاف الإسرائيليين لمشاهدة أزهار البرقوق في البلدات الواقعة شمال النقب. وأعرب أن هناك طلبا كبيرا على الشقق في المنطقة دون تسويقها.

“درب إلى السلام”: رسم من الفسيفساء على الجدار الدفاعي (المصدر)

طبعا، لا يمكن التحدث عن الوضع في التفافي غزة دون التطرق إلى ما يحدث وراء الحدود، داخل غزة. في هذا السياق، يوضح شوستر أنه أرسل، بالتعاون مع رؤساء سلطات أخرى من جنوب إسرائيل، رسالة إلى رئيس الحكومة نتنياهو وإلى الأمين العام للأمم المتحدة، ناشدوا فيها اتخاذ خطوات لمنع تدهور الوضع الإنساني في غزة. “الهدف هو أن يكون لدى سكان غزة جهاز صرف صحي ملائما، مياه أقل ملوحة، كهرباء بشكل مستمر، وأن يُسمح لهم بإدخال البضاعة بشكل حر قدر الإمكان”. قال شوستر إنه يعرف الادعاءات المعارضة، المتعلقة بالخطر الأمني على إسرائيل، ولكنه أوضح أنه على الرغم من أن الحالة صعبة، ليس من مصلحة إسرائيل أن ينهار الوضع في غزة.

بهدف تحسين الأوضاع في غزة، يقترح شوستر إجراء عزل بين الاتفاقات طويلة الأمد، وبين ضمان ظروف تسمح لمواطني غزة بالعيش الكريم. في هذا الإطار، سيُطلب من حماس إطلاق سراح الجثث المحتجزة لديها، مقابل توفير ظروف عيش عادية لسكان غزة. يعتقد شوستر أنه يجب المبادرة إلى عقد قمة دولية تهتم بإعادة إعمار غزة، وتنص على إقامة بناء مطار، وإنشاء شبكات جديدة، وغيرها. “أحلم بأن تسمح حماس بتوفير العيش الكريم لسكان غزة”، قال شوستر.

وأكد أيضا كثيرا على أنه في المرحلة الأولى هناك حاجة إلى تحسين ظروف المعيشة لسكان غزة بشكل أولي، ولكن في المرحلة الثانية يجب إعادة إعمار غزة وفق ترتيبات تضمن، بشكل جزئي على الأقل، أن تصبح غزة منزوعة السلاح. على حد أقواله: “تتطلب خطوة كهذه تفكيرا كبيرا، مشيرا إلى أنه غير قائم حاليا، وموضحا أنه يحظر علينا أن نفقد الأمل. “لا يجوز أن نفقد الأمل في أن يعيش الفلسطينيون، الإسرائيليون، المسلمون واليهود معا”.

“أحلم بأن تسمح حماس بتوفير العيش الكريم لسكان غزة” (Wissam Nassar / Flash90)

وتطرق شوستر إلى الإمكانية الاقتصادية الكامنة في التعاوُن الإسرائيلي مع غزة. وفق أقواله: “عندما يسود الهدوء التام، تصبح غزة نابضة بالحياة، مركز ثقافة، تجارة، طب وحضارة، ويُبنى فيها مطار”. تحدث أيضًا عن مبادرات كثيرة، كانت في التسعينيات، بهدف إقامة علاقات مع سكان غزة، في مجالات الثقافة، الزراعة، الصحة وغيرها. ولكن توقفت هذه المبادرات عند اندلاع الانتفاضة الثانية في نهاية عام 2000. “جاءت هذه المبادرات رغبة في تقديم المساعدة التي تستند إلى خبرتنا، وسعيا لتحسين الأوضاع، وكجزء إنساني – مسيحية علمانية – يستند إلى الشعور أننا نجحنا في إثبات أن التعاون قابل للتنفيذ”، أوضح شوستر.

ولخص أقواله متفائلا ومتطلعا إلى المستقبل: “سأنهي شغل منصبي بعد تسعة أشهر. أتطلع إلى أن أصبح القنصل الأول في غزة”.

بعد الحديث مع شوستر، تابعنا جولتنا في البلدة الإسرائيلية “نتيف هعسراه” القريبة من الحدود مع غزة. قبل نحو شهر، دُشنت في التلة الغربية من البلدة نقطة مشاهدة جديدة تطل على قطاع غزة، وتبعد نحو 10 كيلومترات عنها فقط. أقيمت هذه النقطة – التي دُشنت في مراسم احتفالية شارك فيها منسق عمليات الحكومة في الأراضي، اللواء بولي مردخاي – تخليدا لذكرى العقيد نير بيريس، الذي كان رئيس مُديريّة التنسيق والارتباط في قطاع غزة. سنويا، تصل حافلات كثيرة فيها إسرائيليّون وسياح لزيارة “نتيف هعسراه”، ويُتوقع أن يزداد عدد الزوار بعد فتح موقع المشاهدة الجديد.

نقطة المشاهدة الجديدة في نتيف هعسراه (المصدر)

تحدثت يفعات بن شوشان، وهي مواطنة من “نتيف هعسراه” وتجري رحلات إرشادية في المنطقة، عن السياحة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة في البلدة والمنطقة كلها. بدأت بن شوشان بالعمل في السياحة قبل نحو ست سنوات، عندما أدركت إضافة إلى الكثيرين الآخرين الاحتمال الكامن في المنطقة. وفق أقوالها، أصبحت منطقة التفافي غزة سياحية كثيرا في السنوات الماضية، وأجريت فيها مهرجانات واحتفالات كثيرة. ازداد عدد السياح بعد عملية “الجرف الصامد”، فإضافة إلى دافع حب الفضول، يزور المنطقة السياح تعبيرا عن دعمهم وتضامنهم مع سكان المنطقة، وفق ما أوضحته بن شوشان.

المنظر من نقطة المشاهدة (المصدر)

إحدى المبادرات السياحية الهامة هي مبادرة “نتيف هشالوم”، وهي عبارة عن رسمة ملونة على جدار رمادي أقيم لحماية البلدة، بادرت إليها تسميرت زمير، وهي مواطنة من “نتيف هعسراه” وخبيرة بصناعة الخزف. تجري زمير ورشات عمل خزف يشارك فيها سياح ويضعون حجارة ملونة، وبعد انتهاء الزيارة تطلب منهم أن يكتبوا أمنيتهم ويضعوها على الجدار. وُضعت حجارة كثيرة في السنوات الست الماضية. يشارك في ورشة عمل الخزف هذه زوار يصلون بحافلتين أو أربع حافلات يوميا، وتشكل الورشة مركز جذب سياحي وشعبي في المنطقة.

الرسم والفسيفساء على الجدار الدفاعي في نتيف هعسراه (المصدر)

تشدد بن شوشان، التي تستضيف في منزلها في “نتيف هعسراه” زوارا، على أهمية إعادة إعمار غزة، وتعرب أنها تتحدث مع السياح الأجانب عن الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة. وفق أقوالها: “يجب أن تتوصل الحكومة إلى تسويات، وعلى سكان المنطقة أن يسعوا إلى أن يعيش جيرانهم بظروف أفضل”. وتتذكر بن شوشان، كما تذكر شوستر، الأوقات الجيدة التي عاشها سكان المنطقة وتأمل أن تعود الحياة إلى الأفضل. “عندما شهدت المنطقة تعايشا وأعمال صناعية مشتركة تمتع الجميع بهذه الظروف. يفضّل المزارعون هنا أيضا تشغيل عمال من بيت لاهيا وليس من تايلاند. يجري الحديث عن أشخاص يعيشون قريبا منا وعلينا النظر إلى جيراننا”، توضح بن شوشان.

االرسم على الجدار الدفاعي في نتيف هعسراه (المصدر)
اقرأوا المزيد: 1283 كلمة
عرض أقل
منظومة القبة الحديدية تعترض الصاروخ - صورة أرشيفية (Alster/Flash90)
منظومة القبة الحديدية تعترض الصاروخ - صورة أرشيفية (Alster/Flash90)

إطلاق صواريخ من غزة يؤدي إلى رد عسكريّ إسرائيلي

أطلِقت ثلاثة صواريخ من قطاع غزة إلى إسرائيل، وألحق أحدها ضررا في مبنى | وزير الدفاع الإسرائيلي: "علينا الرد بقوة وليس التحدث فحسب"

29 ديسمبر 2017 | 17:16

اليوم الجمعة صباحا، أطلِقت ثلاثة صواريخ من غزة إلى إسرائيل. ونجحت منظومة “القبة الحديدية” في اعتراض اثنين منها. ولكن سقط الصاروخ الثالث في منطقة إسرائيلية مؤديا إلى أضرار في مبنى، دون أن يسفر عن إصابة المواطنين. ردا على ذلك هاجم الجيش الإسرائيلي موقعين لحماس في شمال قطاع غزة بالدبابات والطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

أقيم اليوم صباحا احتفالا بمناسبة عيد ميلاد الجندي الإسرائيلي الذي تحتجز حماس بجثمانه في قطاع غزة، شاركت فيه عائلته، ممثلون من حزب العمل الإسرائيلي، ومن المنظومة الأمنية الإسرائيلية. عُقِد الاحتفال في إحدى البلدات القريبة من الجدار الحدوديّ بين إسرائيل وغزة، وأدت صافرات الإنذار التي سُمعت إلى عدم متابعته.

ردا على ذلك، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، سياسة “التخلي، القبول، وعدم الرغبة الواضحة في إسقاط نظام حماس الإرهابي” التي يتبعها رئيس الحكومة نتنياهو، وفق أقواله. كتب ليبرمان في الفيس بوك أن على “إسرائيل أن ترد بكل قوتها مطالبا ألا تتحدث فقط أو تهاجم مناطق غير مأهولة”.

 

اقرأوا المزيد: 148 كلمة
عرض أقل
موشيه عصيون (لقطة شاشة)
موشيه عصيون (لقطة شاشة)

خسر ابنه بسبب قذيفة وينقذ حياة أطفال غزة

والد إسرائيلي عمره 84 عاما، ثكل ابنه يتطوع من أجل مرافقة الأطفال الفلسطينيين المرضى ومساعدتهم يوميا على الانتقال من قطاع غزة إلى المتشفيات الإسرائيلية

موشيه عصيون عمره 84 عاما من كيبوتس نيريم بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. رغم عمره المتقدم فهو يستيقظ في الصباح باكرا، ويسافر إلى معبر إيريز (بيت حانون) عند مدخل قطاع غزة، وينقل مجانا متلقي علاج فلسطينيين من قطاع غزة إلى مستشفيات إسرائيلية لتلقي العلاج.

ولكن هناك شيئا واحدا لا تعرفه عنه العائلات الفلسطينية التي يساعدها يوميا. فقبل ثلاث سنوات، قُتِل ابنه بعد أن تعرض لقذيفة أطلِقت من قطاع غزة باتجاه كيبوتس نيريم الذي يسكن فيه.

“بعد أن قُتِل ابني، كانت أمامي إمكانيتان، أو أن أعاني من الاكتئاب أو أن أمارس حياتي كالمعتاد”، هذا ما قاله موشيه للقناة الإسرائيلية العاشرة. فمن جهته، العمل وفق مبادئ يؤمن بها، ومساعدة الأطفال المرضى، يشكلان أحد المبادئ الأساسية الهامة للعودة إلى الحياة العادية.

“كنت مستعدا للقيام بهذا العمل سابقا وحاليا أيضًا. هؤلاء الأطفال ليسوا مذنبين. أعتقد أن مساعدة الأعداء أيضا هو عمل جميل جدا. فنحن في الواقع ننقل الجرحى السوريين ونقدم لهم علاجا. فهذا عمل إنساني”، قال عصيون مضيفا: “كان ابني متطوعا من أجل كل عمل خيري، وأنا على قناعة أنه لو كان عليه تقديم المساعدة للأطفال المرضى، فكان سيستجيب مثلي”.

اقرأوا المزيد: 174 كلمة
عرض أقل
كتائب القسام تستعرض صاروخا محلي الصنع (Abed Rahim Khatib/ Flash90)
كتائب القسام تستعرض صاروخا محلي الصنع (Abed Rahim Khatib/ Flash90)

تركيا تنقل تهديدات إسرائيلية إلى حماس بعد إطلاق الصاروخ

تركيا تراجع حماس بعد إطلاق الصاروخ على "سديروت" وحماس تصدر تعليمات شديدة لتعزيز قواتها الأمنية مجددا على طول الحدود

كشفت مصادر من حماس النقاب عن أن تركيا راجعت الحركة بشأن عملية إطلاق الصاروخ على “سديروت” وطالبتها بضبط النفس، منعا لتدهور الوضع الأمني في قطاع غزة مجددا، بعد أن تلقت تركيا تهديدات إسرائيلية لنقلها إلى حماس بهذا الصدد.

وقالت المصادر إن تركيا نقلت لقيادة الحركة في الدوحة رسالة أكدت فيها على ضرورة عمل الحركة لمنع تدهور الأوضاع، ووقف إطلاق أي صواريخ وعدم الانجرار خلف الأحداث التي تجري في الضفة الغربية لمنع وقوع هجوم عسكري إسرائيلي من جديد، كما جرى في أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة في عام 2014.

وأشارت المصادر إلى أن تركيا أكدت لحماس أنها تلقت رسالة تهديد قوية من أنه في حال لم يتم ضبط الأوضاع الميدانية، ومنع إطلاق الصواريخ، فإن الجيش الإسرائيلي سيضطر للتعامل عسكريا بقوة، وتوجيه ضربات قوية لوقف إطلاق الصواريخ الذي تكرر في الآونة الأخيرة.

وكانت جماعة جهادية محسوبة على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تطلق على نفسها “أحفاد الصحابة” تبنت إطلاق الصاروخ على بلدة سديروت.

وتقول مصادر إن حماس أصدرت تعليمات مشددة لتعزيز قواتها الأمنية مجددا على طول الحدود بعد أن كان تم تخفيفها مع بداية شهر رمضان لأسباب تتعلق بالشعائر الدينية في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن الحركة تعتقل بين الفينة والأخرى عناصر جهادية، وتلاحق أخرى، بتهمة محاولة الإخلال بالأمن من خلال إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات جنوب إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 200 كلمة
عرض أقل
الجبهة الداخلية في إسرائيل خلال حرب غزة 2014 (Flash90/Yaakov Naumi)
الجبهة الداخلية في إسرائيل خلال حرب غزة 2014 (Flash90/Yaakov Naumi)

هل الشعب الإسرائيلي مستعد للحرب؟

نتائج استطلاع أجري مؤخرا لفحص ماذا سيفعل الإسرائيليون في ساعات الطوارئ وكيف يستعدّون

في حال حدوث هجوم صواريخ كثيف، فإنّ 86% من مواطني إسرائيل يصرّون على البقاء في منازلهم. هذا ما يظهر من بيانات استطلاع أجرته سلطة الطوارئ الوطنية قبيل “أسبوع الطوارئ الوطني” الذي بدأ هذا الأسبوع في إسرائيل بهدف تحسين مستوى الاستعداد في إسرائيل لحالات الطوارئ. في إطار هذا الأسبوع ستُقيم أجهزة الطوارئ العاملة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية ندوات وتدريبات مختلفة للجمهور العريض والمؤسسات المختلفة.

يعيش الإسرائيليون في حالة تأهّب دائما، وقد أعد ثلث المجيبين عن أسئلة الاستطلاع معدات جزئية أو كاملة تلائم حالة الطوارئ، بالإضافة إلى أنّ تسعة من كل عشرة مجيبين قالوا إنهم قد اختاروا حقا البقاء في المكان المحمي الخاص بهم في حال سقوط صواريخ.

ولكن يبدو أيضا أنه في حالة الحرب، فإنّ الإسرائيليين سيستغلّون ذلك لعطلة عفوية من العمل والتعليم: أجاب نحو ثلثي الشعب أنّهم سيختارون عدم الذهاب إلى العمل في حال هجوم صواريخ كثيف و 9% فقط من الأهالي قالوا إنهم سيرسلون أطفالهم إلى المؤسسات التربوية.

وطُرح أيضا السؤال كيف سيفضّلون الحصول على المعلومات حول ما يحدث في حالة الطوارئ؟ وكانت الإجابة عبر الواتس آب. أجاب نحو 54% أنّهم سيفضّلون الحصول على تحديثات عن طريق تطبيق الرسائل الشعبي، ولكن معظم كبار السنّ فوق سنّ الخمسين ما زالوا يفضّلون التحديث عبر وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والصحيفة، وبالمجمل فإنّ 60% من الشعب الإسرائيلي يفضّلون الحصول على معلومات موثوقة ومفحوصة أيضا حتى وإن جاءت في موعد متأخر، مقابل 40% ممن يفضّلون الحصول على معلومات سريعة، حتى وإن لم تكن دقيقة تماما.

اقرأوا المزيد: 229 كلمة
عرض أقل
سكان من بلدات الجنوب الإسرائيلي في لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لإسرائيل وقطاع غزة (Haim Zach/GPO)
سكان من بلدات الجنوب الإسرائيلي في لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لإسرائيل وقطاع غزة (Haim Zach/GPO)

دون تجميل للواقع: الطلب على الشقق في منطقة “غلاف” غزّة يرتفع

صواريخ قسّام؟ قذائف هاون؟ أنفاق؟ لا يزال النقب حُلمًا. مركِّزو الاستيعاب في منطقة "غلاف غزّة" ينجحون في جَلب مئات المعنيّين إلى المنطقة التي ازداد عدد سكّانها منذ الحرب السنة الماضية بنحو 500

شعار كيبوتس “حوليت” لدى توجّهه للمرَّشحين للانضمام هو: “لكم الحُلم، ولدينا الفرصة”. المشهد الرومانسي يحاكي الأحلام حقًّا، وكذلك إمكانية القيام بمبادرات فرديّة وشراء أرض بسعرٍ يرقى إلى الأحلام في مناطق أخرى في البِلاد، ما يجعل الأمر مغريًا جدَّا. في السنة التي انقضت منذ الحرب في قطاع غزّة، انضمّ إلى بلدات المجلس الإقليمي إشكول 500 مستوطِن جديد. يعيش اليوم في منطقة إشكول نحو 14500 من السكّان، وهو رقم قياسيّ. في معظم الكيبوتسات، نفدت الشقق، ويجري انتظار انطلاق برنامج حكومي يُتيح بدء البناء. وكان رئيس المجلس الإقليمي إشكول، جادي يركوني، قد صرّح بأنّ النموّ الديموغرافي يتصدّر سلّم الأهداف. وبالفعل، يبذل مركِّزو الاستيعاب جهودًا جمّة في تقصير المسافة بين وسط البلاد والنقب الشمالي.

أخبرت مركّزة الاستيعاب في كيبوتس كيسوفيم، نوريت بورد، أنّ وظيفتها هي الاهتمام بالعائلة التي تنضمّ إلى الكيبوتس، ولكن أيضًا إعداد البلدة، قائلةً: “نعمل كي يكون المجتمع المحليّ جاهزًا، ونهتمّ بإظهار الوجه الإيجابي للكيبوتس للقادمين الجُدُد”. وقد انضمّت للكيبوتس حتى في أيلول الماضي، بُعَيد وقف إطلاق النار، خمس عائلات جديدة. تنظِّم بورد جولات للمعنيّين وتشرح عن الأحياء الجديدة المخطَّط لها على خلفية غُروب الشمس ومنظر البحر الخلّاب.

لا تُخفي نوريت المخاطر، لكنّ الرسالة الأهمّ – “آخِر سبعة بيوت بسعرٍ خاصّ بدءًا من 165 ألف شاقل” في النشرة الإعلانية للكيبوتس – أكثر إقناعًا. لا تأتي النشرة الإعلانية على ذِكر قذائف الهاون ولا تهديد الأنفاق، بل تكتفي بذكر التربية الجيّدة للأطفال، “الهدوء وجودة الحياة”. وفق بورد، تتوجّه كلّ شهر عشر عائلات في المُعدَّل، معبّرة عن اهتمامها بالاستيطان.

ويُخبر مركِّز الاستيعاب في كيبوتس حوليت، شمعون (كيش) أزولاي، إنه يحرص على الاستفسار إن كان للوالدين مصدر دخل وللأطفال إطار تربويّ. يعرض كيبوتس حوليت أيضًا، كسواه في المنطقة، تربية وتعليمًا على مستوى عالٍ وبهدوء – حاجة يندر الحصول عليها في سباق الحياة، ما أدّى إلى استيعاب ثلاث عائلات هناك مؤخرًا.

الاستيعاب هناك تدريجيّ. في كيسوفيم مثلًا، تعيش العائلات الجديدة في السنة الأولى في بيوت الكيبوتس، وفقط بعد أن تتأقلم (إن بقيت)، تشتري الأرض أيضًا. ترعرع كثيرٌ من القادمين الجدُد في المنطقة، وهم يعودون إليها بعد سنوات من الحياة في وسط البلاد. وفق كلمات بورد، يتكيّف أولئك بسهولة نسبيًّا “لأنهم يعرفون الواقع الأمنيّ ويخافون أقلّ من غيرهم، كما أنّ لديهم عملًا في مكان قريب نسبيًّا”.

صحيح أنّ بيت القصيد – أسعار الشقق – أمر ساحر، لكنّ رننة يعقوب من كيبوتس نير عوز، مركّزة الاستيعاب في منطقة الجنوب في الحركة الكيبوتسيّة، تقول إنّ “الاعتبار الاقتصادي غير كافٍ. الانتهازيّة الاقتصاديّة لا تكفي للعيش هنا، لأنّ هذا لا يتوافق مع روح المكان”.

تقول شارون بسيل، مسؤولة النموّ الديموغرافي في المجلس، إنّه رغم كون الأراضي والبيوت رخيصة الثمن، “فهذا لا يعني بالضرورة أنّ المعيشة أرخص هنا. على سبيل المثال، ثمّة حاجة إلى سيّارتَين عادةً للتنقُّل في المنطقة”، وتوضح بورد أنّ “العائلات التي تنجح في التكيُّف هنا هي التي يكون المجتمع على رأس سلّم أولوياتها. إنهم الأشخاص الذين يبحثون عن القيَم التي يريدون منحها لأبنائهم، وكذلك عن حريّة فتح الباب والخروج للَّعب في الطبيعة”.

يهتمّ معظم العائلات بالمدارس، الدورات، وفعّاليات الإثراء والثقافة. وحين تُثار المسألة الأمنية، يستجيب مركِّزو الاستيعاب للتحدّي. “لا نخدع الناس قائلين إنه لا شيء هنا، فالجميع يعرفون أين نعيش”، تقول بسيل. ويخبر أزولاي أنه لا يمكن إخفاء شيء، إذ يمكن سماع صوت المؤذِّن من غزّة من حقول حوليت.
“لا أحد يأتي إلى هنا اليوم دون أن يفهم إلى أين هو آتٍ”، تقول يعقوب.

“المسألة الأمنية تُؤخَذ في الحسبان. كثيرًا ما أجد نفسي في لقاءات الاستيعاب أتساءَل إن كانوا يعون الوضع الأمني، لأنّ الناس لا يسألون، فهم يأخذون الخطر الأمني كأحد المُعطَيات. مع ذلك، لا يمكن لمن لا يعيش في غلاف غزّة أن يفهم كاملًا، حسب أقوالها. “أُخبر الناس كيف هي الحياة في مكانٍ يخطّط فيه المرء سلفًا حين يتمشّى مع الطفل في الحديقة كيف يهرب في حال (اللون الأحمر). لكنني أذكُر أيضًا أنني أربّي في هذه المنطقة أولادي الثلاثة”.

تُخبِر بورد أنّ الأسئلة حول التهديد الصاروخي قلّت بعد عملية الرصاص المسكوب، لأنّ الصواريخ وصلت المركز أيضًا: “قالت عائلات اختبرت ذلك في بيتح تكفا أنّ (اللون الأحمر) يشكّل ضغطًا أقلّ من صفارات الإنذار المتكررة”؛ وتشدّد بسيل: “لا نريد فقط أن نعُدّ رؤوسًا، فنحن نرغب في أن يكونوا مرتاحين هنا، وأن تكون الحياة معهم جيّدة للمجتمَع”.

يقول أزولاي إنّ جذب الناس إلى المنطقة كان صعبًا حتّى قبل حرب الصيف الماضي، إذ دارت دورات عديدة من القتال، ولم يتوقّف إطلاق النار بينها تقريبًا. حسب رأيه، الدولة هي مَن يجب أن يهتمّ بالعمل واستثمار الموارد في تطوير المنطقة، بحيث يسهُل استيعاب المزيد من الناس. “نرغب جدًّا في أن تكون هناك عائلات أكثر وأكثر، لكن لا يمكننا التقدُّم دون دعم الدولة. الدولة مُجبَرة بزيادة أعمال تطوير الأراضي والأحياء الجديدة”.

ما يُثير العجب الشديد هو أنّ الطلَب على الشقق يرتفع اليوم في المنطقة لأنّ موازنات ترميم الأراضي وتأهيلها عالقة. تقول شارون بسيل: “كان علينا أن نستوعب على الأقلّ 40 عائلة، لكننا اضطُررنا إلى تأجيل ذلك لعدم توفّر مكانٍ لإسكانهم. تأجّلت الموازنات لعدم إقرار موازنة الدولة حتى الآن، ولا يمكن إحضار حتّى كرفانات للسكن الوقتي. يُخبِر مُدير قسم الاستراتيجية في المجلس، بوعز كرتشمر، إنه “يجب التذكُّر أنه منذ إقرار برنامج توسيع البلدات في أيلول 2014 حُلَّت الحكومة. لا مُوازنة اليوم، وكلّ ما نريده يجب أن تقرّه لجنة الاستثناءات”. الأسبوع الماضي، أقرّت لجنة الاستثناءات موازنة لترميم البيوت والمباني القابلة للنقل.

ويُخبر رئيس المجلس يركوني، الذي تولّى مهامّه مؤخرًا إنّ النقص في الشقق فاجأه، لكنه مقتنع أنّه يمكن التغلُّب عليه. حسب أقواله، “الخطّة هي استيعاب 150 عائلة جديدة كلّ عام. لقد تغيّرت البلدة الصغيرة والحميمة، وتوصّلنا إلى الاستنتاج أنّ هذه غلطة. نريد تربية وتعليمًا على مستوى عالٍ ومركزًا تجاريًّا، وهذه الأمور لا يمكن تحقيقها سوى في بلدة كبيرة. إن لم يحدُث نموّ، يفقد المكان معناه”.

تظنّ يعقوب أنّ النموّ والاستيطان في المنطقة هما مصلحة وطنيّة، لكنّ “المال لا يصِل إلينا”. إنهم يعترفون أنّ جُزءًا من المشكلة هو أنهم لا يصرخون كفاية، لكنّ يعقوب تعتقد أنّ الشكاوى الكثيرة قد تجعل الذين يريدون المجيء إلى المنطقة يهربون. ذكرت شارون بسيل أنّ محطة القطار قد تُقنع الناس بالقُدوم لأنها تسهِّل التنقُّل، “وكذلك فتح معبر إضافيّ لنقل البضائع إلى غزة، ما يُخفِّف من الضغط في الشارع، أو تحقيق السلام… ما يحدُث أوّلًا”.

نشر هذا المقال لأول مرة باللغة العربية في صحفية “هآرتس

اقرأوا المزيد: 955 كلمة
عرض أقل
عناصر من عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تقوم بإطلاق صواريخ هاون بإتجاه البلدات الإسرائيلية (Flash90/Abed Rahim Khatib)
عناصر من عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تقوم بإطلاق صواريخ هاون بإتجاه البلدات الإسرائيلية (Flash90/Abed Rahim Khatib)

طلب خاص من حماس لإسرائيل: تجنّبوا مواقعنا العسكرية

تماشيا مع "التفاهمات" بين حماس وإسرائيل حول "هدنة" طويلة الأمد، بعثت حماس مؤخرا برسائل إلى إسرائيل، مطالبة إياها بعدم قصف مواقعها العسكرية ساعة الرد على صواريخ تطلق مع غزة

طالبت حركة حماس في قطاع غزة، عبر وسطاء، الجانب الإسرائيلي، بعدم استهداف مواقعها خلال عمليات الرد التي تشنها إسرائيل على القطاع بعد إطلاق القذائف الصاروخية التي تنفذها مؤخرا المجموعات السلفية في القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وأوضحت الحركة في قطاع غزة للوسطاء أنه في حال قام الطيران الإسرائيلي باستهداف مواقع الحركة، فستقوم بالرد، ما معناه أن التهدئة التي أبرمت العام الماضي بين الطرفين قد تنهار.

وجاء الطلب بعد حالة من الغضب سادت في أوساط الجناح العسكري للحركة، والذي أعلن بعض مسؤوليه للقيادة السياسية أنهم لن يستطيعوا الاستمرار بحالة ضبط النفس، إذا ما تكررت الغارات الإسرائيلية على مواقعهم ردا على الصواريخ التي يطلقها السلفيون.

وأوضح عناصر الجناح العسكري أنهم لن يخلوا مواقعهم العسكرية، وانه قد تترتب على ردود عسكرية في حال استمرار استهدافهم من قبل الطيران الإسرائيلي.

وتقول مصادر في حماس إن الجانب الإسرائيلي تلقى الرسالة وانه بعد إطلاق الصاروخ الأخير قبل أيام من قبل السلفيين، قام طيرانه باستهداف المنصة ومحيط المنصة التي استعملت لإطلاق القذيفة الأخيرة ولم يستهدف عشوائيا مواقع كتائب القسام.

مصادر حماس أوضحت أن الجانب الإسرائيلي تقبل الرسالة وهو يدرك أن الحركة ملتزمة بالتهدئة ومعنية بالحفاظ عليها وأن الأولوية هي إعمار القطاع، وأن أجهزة حماس تبذل كل جهدها للحفاظ على التهدئة ومنع إطلاق الصواريخ من القطاع.

مصادر أمنية في القطاع أوضحت أن هذه التفاهمات تكتسب أهمية كبيرة في ظل إصرار السلفيين على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية وخاصة في ظل الإعلان الرسمي لتنظيم الدولة الاسلامية أنه يدعم المجموعات السلفية في قطاع غزة من جهة، ويتوعد حركة حماس بأنه سيستهدفها إذا ما استمرت بملاحقة العناصر الجهادية السلفية. وجاء في بيان الدولة الإسلامية المصور أن التنظيم سينتهج مع عناصر حماس في القطاع نفس العنف الذي اتبعه مع مقاتلي الحركة في مخيم اليرموك.

هذا التطور الأخير يعني أن التحدي الذي شكلته المجموعات السلفية لحركة حماس وأجهزتها الأمنية أصبح أكثر خطورة وبالتالي، وفي سياق التفاهمات المصرية – حمساوية، والمصرية – إسرائيلية، والإسرائيلية – حمساوية، سيمتنع الجانب الإسرائيلي من زيادة الضغوط على حماس طالما التزمت الحركة بالتهدئة، وبغية عدم عرقلة جهودها الأمنية في مواجهة السلفيين بحلتهم الحالية أو بحلتهم الداعشية الجديدة اذا ما تُرجم إعلان داعش من سوريا يوم أمس إلى تطورات ميدانية على أرض قطاع غزة.

هذا وتواصل حماس في الأيام الأخيرة تقييم الموقف جراء استمرار السلفيين خرق التهدئة مع إسرائيل وذلك رغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحركة وأجهزتها الأمنية في مختلف أنحاء القطاع. استمرار إطلاق الصواريخ من ناحية، ودخول داعش على خط المواجهة في القطاع، قد يخلط الأوراق وقد يجر المنطقة إلى مواجهة جديدة لا ترغب بها حماس وإسرائيل، على الأقل، في هذه المرحلة. إعلان داعش تبنيه الجماعات السلفية في قطاع غزة، هو لا شك تطور هام يجبر كل من إسرائيل وحماس على اتخاذ تدابير مختلفة لكنه يجبر الطرفين على دراسة خطوتهما بشكل أكثر دقة وحساسية.

اقرأوا المزيد: 426 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية (Flash90/Yossi Zamir)
صورة توضيحية (Flash90/Yossi Zamir)

افتتاح السنة الدراسية في ظل الحرب

سكان جنوب إسرائيل يرفضون العودة إلى الدراسة بينما يتم إطلاق الصواريخ

تحدث وزير المعارف، شاي بيرون، خلال آخر الأسبوع مع رؤساء المدن في جنوب إسرائيل عن افتتاح السنة الدراسية، المتوقع في يوم الإثنين من الأسبوع المقبل (01.09). أوضح بيرون لرؤساء المدن أن الوزارة جاهزة لفتح السنة في أي وضع، وإعطاء الرد المناسب للسلطات. ويعود القرار النهائي عن موعد الافتتاح إلى توجيهات الجبهة الداخلية وقرار كل سلطة محليّة.

يقولون في وزارة المعارف إنهم جاهزون لأحد الأمرين – افتتاح منتظم للسنة الدراسية في جميع أنحاء الدولة، أو افتتاح مشوش في أجزاء منها. إذا لم تُفتتح السنة بشكل اعتيادي، تقترح الوزارة حلول محددة كالتعلم عن بعد، التعلم في الملاجئ أو التعلم على فترات متقطعة.

في جلسة الحكومة الأخيرة، تباحث الوزراء في الوضع الأمني وإمكانية افتتاح السنة الدراسية. قال رئيس الحكومة نتنياهو خلال النقاش إن “أمن الطلاب وأهلهم هو اعتبارنا الذي يفوق أي اعتبار آخر”. في الأيام القريبة سيقوم ممثلو قيادة الجبهة الداخلية بتقييم الوضع في المدارس في جميع أنحاء البلاد. وفقًا للفحوص، تتلقى كل مدرسة تعليمات محددة حول كيفية التصرف استعدادًا لافتتاح العام الدراسي.

إلى جانب رؤساء المدن، أيضًا يتخوف أهالي الطلاب جدًا من إرسال أولادهم إلى المدارس والحضانات. تحت العنوان “نعم لتعطيل السنة الدراسية في جميع أنحاء الدولة” – وقع أهالي كثيرون على عريضة في الموضوع. “للتذكير حضرة وزير المعارف، نحن موجودون في حالة حرب!”، كُتب في العريضة – الموقّع عليها من قبل أكثر من -1000 شخص حتى الآن، في دعوة لعدم افتتاح السنة الدراسية نتيجة للوضع الراهن.

اقرأوا المزيد: 222 كلمة
عرض أقل