منظومة "باراك 8" التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي تنجح اليوم في اعتراض هدف وهمي في تجربة ميدانية هي الأولى من نوعها، والتي ستُحسّن قدرات مواجهة إسرائيل ضد ترسانة الأسلحة الإيرانية
لقد أكملت المنظومة الأمنية الإسرائيلية اليوم تجربة ميدانية هي الأولى من نوعها لمنظومة “باراك 8”. واعترضت المنظومة بنجاح 100% من أهداف العدو، وذلك عندما أطلقت صاروخ الاعتراض من مسافة كبيرة من سفينة راسية.
وجرت التجربة بالتعاون بين سلاح البحرية الإسرائيلي والصناعة العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الصناعة العسكرية الهندية. هذه المنظومة مخصصة للعمل من على ظهر السفن أو من الأرض، بطريقة البطاريات، للتعرّف من بعيد والقضاء في الجوّ على التهديدات مثل الطائرات دون طيار، الطائرات الحربية، الصواريخ والقذائف. يمكن لهذه المنظومة الكشف عن عدة مراكز إطلاق بالتوازي، ومن ثم اعتراضها.
ستوفّر صواريخ المنظومة دفاعا أرضيّا فعّالا ضدّ التهديدات البحرية أو البرّية. في المستقبَل، عندما يتم تشغيل هذه المنظومة بعد نحو عام حتى عامين، سيتم تجهيز سفن سلاح البحريّة الإسرائيلي بها. كما يبدو فقد تم استثمار مليارات الشواقل لتطويرها.
وقد قال ضابط كبير شارك في تجربة هذه المنظومة، كان الهدف هو طائرة صغيرة، لا يزيد طولها عن مترين. رغم ذلك نجحت المنظومة في الكشف عن الهدف من مسافة بعيدة واعتراضها بنجاح. وقال الضابط إنّ هذه المنظومة ستتمكّن في المستقبل من الردّ على صواريخ ياخونت الروسية التي تملكها إيران والنظام السوري، وكما يبدو أيضًا يملكها حزب الله في لبنان. وأضاف إنّ اعتراض الصواريخ الجوّالة هو القدرة الأساسية لهذه المنظومة.
بعد أن كُشف أمس أن اغتيال الجنرال الإيراني، محمد علي دادي، كان على ما يبدو غير مقصود، تزداد خشية إسرائيل من الانتقام الإيراني. يقدّر محللون إسرائيليون أن الإعلان عن أن قتله كان غير مقصود، وما وقع كان بسبب تواجده قريبا من جهاد مغنية، هي محاولة لتهدئة غضب طهران ومنع الرد العنيف.
الآن، تقدّر إسرائيل أن الجمهورية الإسلامية ستُحاول استهداف مناطق إسرائيلية استراتيجية استهدافا مباشرا مع حزب الله، وعلى رأسها حقول التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وفقا لسياسة حزب الله التي اتبعها في السنوات الأخيرة، يُقدّر أن لا يجيء الرد من الحدود الإسرائيلية اللبنانية بل من مكان أبعد.
تخشى إسرائيل تحديدا من وقوع صواريخ ياخونت الروسية في يد حزب الله. تُزوّد روسيا إيران وحكومة الأسد بصواريخ من هذا النوع، ووقوعها في يد حزب الله يمكن أن يُهدد تهديدا خطيرا مجمّعات غاز تمار ولفياتان.
خلال ذلك، ارتفع الاستعداد على الحدود الإسرائيلية الشمالية. لقد عزز الجيش الإسرائيلي قواته في الجبهة الشمالية، ونشر بطاريات لجهاز “القبة الحديدية” بل وأغلق محاور المرور على الحدود. لقد أبلغت وسائل الإعلام اللبنانية في الأيام الأخيرة عن تحركات واسعة للطيران الإسرائيلي على منطقة الحدود.
الخوف الأكبر لدى سكان شمال إسرائيل هو حفر الأنفاق الإرهابية، مثل تلك التي حُفرت على حدود غزة. لقد أبلغ أولئك السكان في الأشهر الأخيرة عن ضوضاء حفر في منطقة الحدود، والمشهد المخيف أنه في لحظة اندلاع المواجهة سيتسلل مقاتلو حزب الله عبر الحدود بل وسيحاولون احتلال مناطق في إسرائيل.
"السرية 13" (شايطيت 13) وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي (Israel Defense Forces Flickr)
لمحة عن وحدة النخبة البحرية في الجيش الإسرائيلي: “السرية 13”
صواريخ "ياخونت" السورية، غواصات مصر وتسريب الأسلحة الإيرانية لنصر الله، ليست إلا جزءًا من التهديدات التي تواجه جنود البحرية، وعلى رأسها وحدة الضفادع "السرية 13".
منح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي “بيني غانتس” وسام التقدير والتميز،هذا الأسبوع، لجنود وحدة الكوماندوز البحري الخاصة “شايطيت 13” تقديرا لدورها في تنفيذ عمليات سرية. وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن مراسم منح الأوسمة تمت في قاعدة الوحدة بـ- “عتليت” قرب عكا.
ومن بين العمليات التي كشف النقاب عنها قيام الوحدة بمحاولة تسلل على شاطئ السودانية بقطاع غزة بداية الحرب الأخيرة قبل أن تصطدم بمقاتلين من كتائب القسام وسرايا القدس ويصاب 4 من جنودها بجراح. كما نسب للوحدة قيامها بعمليات خاصة أخرى في القطاع لم يكشف النقاب عن طبيعتها في حين أعرب قائد سلاح البحرية الإسرائيلي ” رام روتبرغ” عن عظيم تقديره للعشرات من عمليات الوحدة السرية العابرة للحدود والتي تم تنفيذها في المعارك التي تتوسط الحروب كما قال. وأضاف بأن تلك النشاطات تم تنفيذها بشكل سريع وخاطف في عدة جبهات أظهرت قدرة تخطيط وتنفيذ عالية للوحدة التي عادة ما تحاط تفاصيل عمليات بغطاء من السرية البالغة.
السرية 13
لا يوجد في إسرائيل قصص شعبية حول البحر غير القصص المتعلقة بفُلك نوح وابتلاع السمكة للنبي يونس. رغم ذلك، يفهمون في هيئة الأركان بأن هناك حاجة لتفكير مختلف عن التفكير المعتاد حتى الآن بخصوص كل ما يتعلق بالمياه الإقليمية لدولة إسرائيل. لقد تغيّر المسرح البحري في الشرق الأوسط بشكل كبير منذ الحرب اللبنانية الثانية؛ لقد تعلم سلاح البحرية الدروس، وقام بتحديث مفاهيم المناورة ورفع من مستوى كفاءته، ولكن العدو أيضًا لم يبق في مكانه دون تقدم.
تتميز السرية 13 في قدرتها على الوصول إلى الأهداف من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية (Israel Defense Forces Flickr)
حصلت سوريا على العشرات من صواريخ أرض-بحر من أنواع مختلفة من روسيا، وبنطاقات مختلفة، مع رؤوس حربية بقوى مختلفة، والتي تغطي كل مساحة دولة إسرائيل، وفي مقدمتها صاروخ “ياخونت”. تصاعدت التهديدات حين زادت الخشية بأن يبدأ حزب الله بالحصول على الصواريخ من سوريا، وبناء على افتراض سلاح البحرية: “كل ما لدى إيران انتقل إلى نصر الله”. بالمقابل، تيقظ الشرق الأوسط إزاء الاهتمام الذي يوليه جيش الدفاع الإسرائيلي لسلاح البحرية، وحاول أن ينصب أمامه المتحدين: مصر تتفاوض للحصول على غواصات، في حين أن السعوديين يوقعون صفقة أسلحة والتهديد من البحر يزداد يوميًا.
هذا الوضع الاستراتيجي أعلاه يفهمه جيدا قباطنة سلاح البحرية وخصوصًا المقدم “ج”، قائد وحدة الكوماندوز البحري “السرية 13”.
عن أنشطة وحدة الضفادع
لأولئك الذين لم تتَح لهم الفرصة للتعرف عليهم، فإن “السرية 13” في الواقع هي وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي، ومن وحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي المتخصصة في مجال المعارك الصغيرة في البحر والشواطئ. لقد كان مجرد الحديث عن وجود هذه الوحدة واسمها الكامل ممنوعا من النشر لسنوات طويلة. خلال عقود من نشاطها، قامت الوحدة بالمئات من الحملات (معظمها في أراضي الدول العربية)، والقليل منها تم السماح بالنشر عنه.
تأسست السرية 13 من أجل أن تكون قوة مهاجمة في مياه دول الأعداء وشواطئها، وذلك من خلال استخدام طرق مختلفة من العمليات العسكرية: الغوص، الإغارة، التخريب، الهبوط بالمظلات، الكمائن والاقتحامات. كانت قبل قيام الدولة، قد نشطت وحدة مماثلة في إطار عمليات “البلماح” (قوات الصدمة، والقوة العسكرية المنتظمة لمنظمة “الهاجاناه”، والتي عملت قبل قيام دولة إسرائيل بين السنوات 1948-1941) وكانت تسمى “الخلية الإرهابية البحرية”. في البداية، نفذت الخلية الإرهابية عمليات بحرية وبرية ضد السفن البريطانية وخلال حرب 1948 حين أضحت الجيوش العربية هدفًا لها، أغرقت الوحدة سفينة الأسلحة العربية “لينو” والتي رست في شواطئ إيطاليا، وقامت بالسيطرة على سفينة أسلحة أخرى اسمها “أرجيرو” وأغرقت سفينة “الأمير فاروق”، وهي السفينة الرائدة في الأسطول المصري.
في تلك السنوات، تم تحديد أساليب العمليات والقتال للوحدة، بإشراف رجل كوماندوز بحري إيطالي اسمه بيورنزو كبريوتي. وبحلول عام 1949 كان هناك عدد من الخلايا الإرهابية التي تعمل معها، والتي توحدت عام 1949 في وحدة واحدة “الكوماندوز البحري”، والتي سمّيت ابتداء من شهر أيار 1952 باسم “السرية 13”. يعود أصل الرقم 13 في اسم الوحدة، بحسب الأسطورة، جاء وفقا لعادات المقاتلين لتناولهم الخمر حتى الثمالة في اليوم الثالث عشر من كل شهر. وكان يوحاي بن نون أول مؤسس وقائد للسرية.
تقع القاعدة الرئيسية للسرية 13 على شاطئ عتليت جنوبي حيفا (Israel Defense Forces Flickr)
تتميز السرية 13 في قدرتها على الوصول إلى الأهداف من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية. وتتألف الوحدة من نخبة المقاتلين (والذي يسمون “الضفادع البشرية”) في جيش الدفاع الإسرائيلي. ويدوم مسار تدريبها زمنًا طويلا، ويعتبر من أكثر المسارات صعوبة واحترافية في جيش الدفاع الإسرائيلي. وتقع القاعدة الرئيسية للسرية 13 على شاطئ عتليت جنوبي حيفا. وقام أحد مقاتلي السرية في سنوات الستين بتصميم شعارها، خفاش يرتدي مرساة سلاح البحرية، سيف الجيش ولغم بحري.
يقاتلون من أجل أن يكونوا جزءًا من العمليات السرية في دول الأعداء
شاركت السرية 13 في المئات من عمليات الكوماندوز، والتي بقيت معظمها سرية حتى يومنا هذا. وقد أجبر قادتها في سنواتها الأولى على الصراع من أجل دمجها في حملات ذات أهمية. على الرغم من ذلك، لم تعتبر حرب حزيران (1967) فترة براقة للوحدة. فشلت بعض عمليات السرية، خلال الحرب، وكان هدفها تفجير سفن العدو التي رست في موانئ مصر وسوريا. وخلال إحدى هذه العمليات، التي جرت في ميناء الإسكندرية، تم أسر ستة من مقاتلي الوحدة.
نفذت الوحدة خلال حرب الاستنزاف (1970-1969) عددا من العمليات التي عززت من مكانتها كوحدة نخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي. من بين تلك العمليات يمكن الإشارة إلى العملية “بولموس 5″، وهي غارة على المحطة الساحلية المصرية في راس عربية، إلى الشمال من خليج السويس. في هذه العملية، والتي انتهت دون إصابات في صفوف قوات السرية، قُتل 32 جنديا ومقاتل كوماندوز مصريين. وخلال حرب تشرين (1973) وصلت السرية إلى أرقام قياسية عالية، فقد حقق المقاتلون سجلا طويلا من العمليات التي أُغرقت خلالها الدبابات، زوارق الطوربيد، سفن حاملة صواريخ وسفن حراسة مصرية.
في السنوات اللاحقة أجرت الوحدة عملية ضد التنظيمات الإرهابية كقوة عمليات ومساعدة في عمليات الاقتحام في دول الأعداء وكذلك في عمليات بحرية أخرى. ووفقا لمصادر أجنبية، فقد شارك مقاتلو الوحدة في عملية اغتيال أبي جهاد؛ أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية.
في الفترة التي كان فيها جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في الشريط الأمني على الحدود اللبنانية، كانت السرية نشطة بشكل خاص في عمليات في عمق الأراضي اللبنانية. في 5 أيلول عام 1997، اقتحمت السرية 13 قرية الناصرية جنوب لبنان، وفي وقت تحركها نحو هدفها، تم نصب كمين لها. وقد قُتل أحد عشر مقاتلا من السرية في حادثة تدعى “كارثة السرية”. في أعقاب هذه الواقعة تم تعطيل أنشطة الوحدة لفترة ما. وبعد سنة من الكارثة عقد تنظيم حزب الله وإسرائيل صفقة تبادل، تم خلالها إعادة جثة أحد المقاتلين الذين قتلوا في الكارثة مقابل عشرات المعتقلين والقتلى اللبنانيين، ومعهم جثة هادي نصر الله، نجل قائد حزب الله في ذلك الوقت حسن نصر الله.
خلال انتفاضة الأقصى (2000) تم دمج الوحدة السرية في محاربة المنظمات الإرهابية، وقامت خلال العمليات البحرية بتحقيق إنجازات، إذ تم الاستيلاء على سفن السلاح الفلسطينية “كارين إي” و”سنتوريني”.
المستقبل العاصف: “لا تستهن بالعدو”
قام قائد السرية 13، المقدم “ج”، والذي تم تعيينه فقط قبل عدة أسابيع ليتولى قيادة جنود الكوماندوز البحري، بعدة مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي، قال فيها إن معظم العمليات التي تقوم بها الوحدة تتم تحت الرادار، وشدد بأنه يجب عدم الاستهانة بأعداء إسرائيل.
“تتغير السرية بسرعات مختلفة، بين حين وآخر، وذلك تبعًا لمسرح القتال”، هكذا قال قائد السرية. وقال بأن العدو يتغيّر أيضًا. “نحن نرى أعداء متنوعين جدًا، ليس دولة واحدة فقط، ولكنه عدو غير منظم، وهو موزع بين التنظيمات الإرهابية، وهذا يتطلب مننا أن نلائم أنفسنا وفقًا لذلك. نحن نبذل جهدنا دومًا لكي لا نستهين بالعدو، ونعمل على تقييمه كما ينبغي، ونرد ردًا مناسبًا”.
تغيّر بشكل عام النهج المتبع في سلاح البحرية، وفي وحدة السرية 13 بشكل خاص. ووفقا لرؤية قائد سلاح البحرية، اللواء رام روتبرج، فإنه لا يوجد فرق بين أن يكون صاروخ “ياخونت” بيد رئيس سوريا بشار الأسد أو بيد حزب الله. ومن ناحية قباطنة الجبهة الشمالية الإسرائيلية، فإن حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا هما جبهة واحدة، وفي اللحظة التي نترك فيها المياه الإسرائيلية نتعرض للتهديد.
لا يوجد فرق بين أن يكون صاروخ “ياخونت” بيد رئيس سوريا بشار الأسد أو بيد حزب الله (Israel Defense Forces Flickr)
وتم تسجيل التوتر الأكبر في مياه حيفا، حين وقفت بوارج الأسطول الأمريكي قبالة ساحل اللاذقية وطرطوس، ووجهت وفقًا لأوامر رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، صواريخ التوماهوك صوب قواعد السلاح الكيميائي، من أجل تخويف نظام الأسد خلال أزمة الأسلحة الكيميائية الأخيرة. وقد أجرى سلاح البحرية سيناريوهات الاستعداد الأقصى التي سيحاول خلالها الأسد مهاجمة السفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ متقدمة. ومنذ ذلك الحين، فإن سلاح البحرية متأهب دومًا.
وإن كان ذلك ليس كافيًا، بسبب دخول تكنولوجيات جديدة إلى الشرق الأوسط، والتي تلزم سلاح المخابرات في البحرية بتجميع المعلومات الحيوية للقوات، من أجل أن تعرف كيف تواجه التهديدات المختلفة في اللحظة الحقيقية. إن الاستخبارات عبارة عن قصة دراماتيكية، هي بداية كل قصة وعملية. وبهدف جمع المعلومات يستخدم سلاح البحرية كذلك رابطة الاستخبارات. كان هناك بعض الخلل في هذا المجال، فقد تم تسجيل إصابة صاروخ الـ C-802 لسفينة “حانيت” التابعة للبحرية الإسرائيلية في الحرب اللبنانية الثانية. إن التعاون مع مؤسسة الاستخبارات يمكّن السرية من توسيع حدود عملياتها أكثر مما يمكن تخيّله.
يفهم سلاح البحرية وعلى وجه الخصوص السرية 13 أن عليهم توفير الحلول للتحديات اليومية بخصوص تأمين الواردات الإسرائيلية عبر البحر. في الواقع فإن 99% من الواردات الإسرائيلية تأتي عن طريق البحر. وتهديد ذلك واضح جدا. وقد قدم قائد سلاح البحرية اللواء رام روتبرج أمام القبطان الأمني عمل هيئة الأركان على خطة دفاعية للممرات الملاحية للسفن التجارية ومنصات الغاز. وقد طلب جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتم نقل مسؤولية وسلطة حماية المجال البحري المعروف بـ “المياه الاقتصادية” للجيش. وقد بلغ التقدير المبدئي لقيمة عائدات منصات الغاز 300 مليار دولار. ويطلب سلاح البحرية أقل من 1% من أجل شراء المعدات اللازمة كي يقوم بالتحضير للتهديدات في المنطقة، من بينها الإعداد المناسب للكوماندوز البحري.
على خلفية الهجوم ضدّ الجيش في لبنان، وفي يوم زيارة المستشارة الألمانية لإسرائيل، تكشف البحرية الإسرائيلية عن معلومات جديدة حول العملية الهجومية لسلاح الغوّاصات: ويظهر من المعلومات التي عرضها ضابط في البحرية أنّ 58% من ساعات العمل لأسطول الغوّاصات كانت في إطار عمليات، والباقي تدريبات. في السنة الماضية، وصل استخدام الغوّاصات بهدف العمليات إلى 36% من ساعات العمل. فضلًا عن ذلك، أفاد الضابط بأنّه خلال العام القادم ستصل إلى إسرائيل غوّاصات “دولفين” إضافية مصنّعة في ألمانيا. وحسب أقواله، فهي وسائل بحرية فريدة من نوعها ومجهّزة بأجهزة فريدة.
ومن المتوقع أن تصل غوّاصة ثالثة من ألمانيا إلى إسرائيل عام 2019. ويتم بناء الغوّاصات بتنسيق وثيق بين البحرية الإسرائيلية والمصنّع الألماني. وذكرت إسرائيل أنّ الحكومة تريد أن تشتري من ألمانيا منظومة أمنية بحرية متقدّمة لحماية منصّات الغاز مقابل الشواطئ الإسرائيلية. ووفقًا للتقديرات، تصل تكلفة المشروع إلى نحو نصف مليار شاقل.
ومن المتوقّع أن يتم تحصين الغوّاصات الجديدة بمنظومة جديدة وأولى من نوعها، لتشمل صواريخ دفاع جوّي وقذائف. وسيتم تجهيز الغوّاصات بمنظومة دفاع مشابهة لمنظومة “السترة الواقية” التي تعمل في الدبابات والتي تتعرّف على الصواريخ التي تقترب وتقوم بإبعادها قبل وصولها. ووفقًا للتقارير، فقد تم تجهيز البحرية الإسرائيلية لتلقّي الغوّاصات الجديدة بحيث تمّت مضاعفة عدد طلاب دورة الغوّاصين.
وفي ظلّ هذه الأقوال قال قائد قاعدة البحرية في حيفا، العميد إيلي شربيط: “أفضل المعدّات الإيرانية والروسية متواجدة في المنطقة بين سوريا ولبنان، ولا تتوقّف جهود حزب الله والجيش السوري في زيادة قوّتهم. نحن على أهبة الاستعداد دومًا للحفاظ على ما لدينا. نحن نفترض أن صواريخ ياخونت المتقدّمة تتواجد أيضًا مع حزب الله ونحن نستعد لذلك”. وتثير هذه الأمور الاهتمام، خصوصًا على ضوء التقارير التي تقول إنّ إسرائيل هاجمت لبنان الليلة الماضية.
تحدّثت مصادر في المعارضة السورية في الساعات الماضية عن أنّ سلاح الجو الإسرائيلي قام بعيد منتصف الليل بمهاجمة قاعدة عسكريّة في منطقة ميناء اللاذقية شمال سوريا. ولم يصدر حتّى اللحظة تأكيد للخبر من مصدرٍ آخر. وفق تقارير مختلفة، كان الهدف مخزنًا يحوي صواريخ من طراز s-300 من صناعةٍ روسيّة، فضلًا عن هدف إضافيّ بجوار القصر الجمهوري.
وكانت مصادر مقرّبة من النظام السوري قد نفت الأنباء عن الهجوم، كما التزمت إسرائيل الصمت المطبق بشكلٍ رسميّ، رغم أنّ محلّلًا عسكريًّا إسرائيليًّا بارزًا، ألون بن دافيد، كتب في صفحته على الفيس بوك أنّه “خلافًا للأنباء المتداولة، لم ينفّذ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارةً في سوريا هذه الليلة”
يُذكَر أنّ مسؤولين إسرائيليين بارزين، بينهم رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع يعلون، أوضحوا في الماضي أنّ إسرائيل لن تتيح نقل وسائل قتاليّة متطوّرة من سوريا إلى حزب الله، لا سيّما تلك التي يمكن أن تهدّد حريّة عمل سلاح الجو الإسرائيليّ في لبنان وتحسّن من قدرة حزب الله على إلحاق الأذى بسُفن سلاح البحريّة وبالجبهة الداخليّة في إسرائيل. وفق تقارير وسائل الإعلام الأجنبيّة، وُجّهت الغارات في الماضي إلى شحنات لصواريخ ياخونت، صواريخ مضادّة للطائرات من طراز SA-17، وقذائف دقيقة من صناعة إيرانية من طراز فتح 110.
قبل نحو أسبوعَين فقط، ألمح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أنّ إسرائيل تعمل على إحباط تهريب الأسلحة، حتّى لو لم يُنشَر الأمر رسميًّا.
في هذه الأثناء، تحدّثت قناة المنار، التابعة لحزب الله، أنّ جنديًّا إسرائيليًّا أصيب نتيجةَ تفجير عبوة قرب الجدار الحدودي بجوار قرية العديسة. وفق التقرير، كان الجندي يقوم بأعمال بجانب الجدار، فحدث انفجاران في المكان. ونفى الجيش الإسرائيلي وقوع حدثٍ كهذا.
خلال السنة الماضية، انتشرت عدّة أنباء عن هجمات إسرائيلية في سوريا، بينها أنباء نشرها الأمريكيون. وفي جميع المناسبات فضّلت إسرائيل الرسمية عدم التعقيب.
في نهاية تشرين الأول، انتشرت أنباء حول هجوم إسرائيلي في سوريا. فقد قال مصدر في البيت الأبيض لـ CNN إنّ طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفّذت هجومًا في اللاذقية. حسب تعبيره، كان الهدف صواريخ ومعدّات مرافقة خشيت إسرائيل من نقلها إلى حزب الله. أمّا قناة العربيّة فقد ادّعت حينذاك أنّ سلاح الجو أغار على دمشق أيضًا، حيث دُمّرت صواريخ SA-8. في شهر تموز، ادّعى المتحدث باسم الجيش السوري الحر أنّ قوّات أجنبيّة دمّرت صواريخ مضادّة للسفن من طراز “ياخونت”، من إنتاجٍ روسيّ. وقال أيضًا إنّ الهجوم نُفّذ باستخدام صواريخ من البَحر. ياخونت هو صاروخ متقدّم ذو قدرة على إلحاق الأذى بأهداف تبعُد نحو 300 كيلومتر بدقّة شديدة. وكان الادّعاء حينذاك أنّ “هذا الهجوم نُفّذ إمّا من الجوّ أو عبر صواريخ بعيدة المدى من سُفن في البحر المتوسّط”.
في 3 أيّار، انتشرت مجدّدًا تسريبات من الولايات المتحدة تُفيد بأنه جرى تدمير مخزن احتوى على صواريخ فتح 110 أرسلت من إيران. بعد ذلك بوقتٍ قصير، قال مصدر إسرائيلي لوكالة الأنباء AP إنّ الشحنة التي دمّرها سلاح الجو حوَت صواريخ متقدّمة كانت مُرسَلة إلى حزب الله. لم يجرِ الحديث حينذاك عن سلاح كيميائي، بل عن سلاحٍ يمكن أن يُغيّر “قواعد اللعبة”. بعد 48 ساعة، في 5 أيار، تحدّث التلفزيون السوري الرسمي أنّ انفجارات قويّة هزّت عددًا من المراكز في منطقة دمشق. في ذلك الحين، نسب الرئيس بشار الأسد الهجمات إلى إسرائيل، واعدًا بالردّ “في الزمان والمكان المُناسبَين”.
نجح تنظيم حزب الله في تهريب قطع من منظومة صواريخ ضد السفن من نوع “ياخونت” إلى داخل لبنان، هذا ما ذكرته اليوم صحيفة “وول ستريت جورنال”. ووفقا للتقديرات فإن حزب الله قد هرب الصواريخ كقطع صغيرة، من أجل ألا يتم الإمساك به على يد إسرائيل التي تتتبع بعناية ما يتم نقله من سلاح.
ووفقا للتقرير، تقدر الاستخبارات الأمريكية أن حزب الله يملك في الأراضي السورية 12 منظومة ياخونت، والتي حاولت إسرائيل تدميرها. والادعاء هو أن إسرائيل قامت بمهاجمة سوريا خمس مرات خلال العام 2013 من أجل تدمير شحنات السلاح التي كان من المقرر أن تصل إلى حزب الله من إيران عن طريق سوريا. وكانت الهجمات التي تنسبها الصحيفة لإسرائيل ضد منظومة صواريخ SA-17 الروسية ضد الطائرات، وصواريخ فاتح-110 الإيرانية وصواريخ ياخونت، هي كذلك روسية الصنع.
ولكن بحسب تقدير بعض المسؤولين، فإن هذه الهجمات لم تحقق أهدافها الكاملة، وإنما نتائج جزئية فقط. ووفقا للتقرير، فبعد الهجوم كشفت أقمار التجسس الإسرائيلية والأمريكية أن قوى تابعة للجيش السوري قامت بتدمير معدّات عسكرية في موقع تم قصفه من أجل محاولة إيهام إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما نجحتا في تدمير قاذفات الصواريخ ضد السفن. ولم تتم إصابة صواريخ الياخونت ولا حتى قطعا منها، وتم نقلها إلى مخبأ آخر.
“لا نعتقد أنهم في لبنان يملكون جميع العناصر من أجل تركيب منظومة متكاملة”، هذا ما قاله للصحيفة مسؤول أمني أمريكي. ومع ذلك وفقا للصحيفة، فقد قال مسؤولون أمريكيون بأنهم لا يعرفون ماذا حدث لجميع المنظومات، وبأنهم قلقون من أن يقوم حزب الله بنقل قطع أخرى من المنظومة إلى لبنان. وذكر مسؤولون أمريكيون بأن حزب الله يحاول أن يعرقل محاولات المراقبة الإسرائيلية من خلال إغلاق وتشغيل أنظمة الاتصال والكهرباء بشكل متقطع على طول خط الحدود.
وفي الوقت نفسه، ذكرت إسرائيل بأنه تم إنجاز تجربة ناجحة إخرى لاعتراض منظومة “آرو 3”. وهذه هي التجربة الثانية، بعد أن تم في السنة الفائتة تنفيذ تجربة ناجحة في شهر شباط. وقد صمم الصاروخ “آرو 3” من أجل اعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى والتي تكون على علوّ شاهق، وعلى رأسها صاروخ الشهاب الإيراني. وكان الهدف الأساسي لهذه التجربة، التي تم تنفيذها من قبل وزارة الدفاع، هو دراسة إذا ما كان الصاروخ يرتفع لفترة طويلة كافية من أجل إصابة الهدف.
"السرية 13" (شايطيت 13) وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي (Israel Defense Forces Flickr)
لمحة عن وحدة النخبة البحرية في الجيش الإسرائيلي: “السرية 13”
صواريخ "ياخونت" السورية، غواصات مصر وتسريب الأسلحة الإيرانية لنصر الله، ليست إلا جزءًا من التهديدات التي تواجه جنود البحرية، وعلى رأسها وحدة الضفادع "السرية 13".
سوف نقدم لكم في الفترة القريبة سلسلة مهمة من التقارير حول وحدات النخبة المختلفة في الجيش الإسرائيلي، نحاول من خلالها أن نقدم لكم لمحة حصرية عن قدرات جيش الدفاع الإسرائيلي وأنشطته المشتركة. في تقريرنا الأول سوف نتحدث تحديدًا عن وحدة نخبة غير معروفة بشكل كاف، وهي وحدة الكوماندوز البحري “السرية 13” (شايطيت 13).
تلقى قائد القوات البحرية اللواء رام روتبرج، إشعارًا في شهر أيلول المنصرم عن تدريب مفاجئ لهيئة الأركان العامة، وأمر جميع القوات بالاستعداد للحملة الواسعة، الشاملة والمعقدة في عمق البحر. هذا ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية. كانت كل القوات تعمل خلال النهار، وفي طليعتها مقاتلو السرية 13، من أجل تحقيق الإنجاز المطلوب. انتهى التدريب في نهاية اليوم، ولم يتم إخراج مخططه للإعلام. تجمع القادة والضباط في قاعة البيانات الكبيرة في حيفا من أجل تلخيص التدريب، ورغم رضاهم تلقوا بعد وقت قصير إشعارًا بمتابعة التدريب. ويذكّر المخطط – الذي حاكى سيناريوهات مختلفة ومفاجآت على عدة جبهات – الجميع بالمهمة المركزية للقوات البحرية خلال الحرب.
لا يوجد في إسرائيل قصص شعبية حول البحر غير القصص المتعلقة بفُلك نوح وابتلاع السمكة للنبي يونس. رغم ذلك، يفهمون في هيئة الأركان بأن هناك حاجة لتفكير مختلف عن التفكير المعتاد حتى الآن بخصوص كل ما يتعلق بالمياه الإقليمية لدولة إسرائيل. لقد تغيّر المسرح البحري في الشرق الأوسط بشكل كبير منذ الحرب اللبنانية الثانية؛ لقد تعلم سلاح البحرية الدروس، وقام بتحديث مفاهيم المناورة ورفع من مستوى كفاءته، ولكن العدو أيضًا لم يبق في مكانه دون تقدم.
تتميز السرية 13 في قدرتها على الوصول إلى الأهداف من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية (Israel Defense Forces Flickr)
حصلت سوريا على العشرات من صواريخ أرض-بحر من أنواع مختلفة من روسيا، وبنطاقات مختلفة، مع رؤوس حربية بقوى مختلفة، والتي تغطي كل مساحة دولة إسرائيل، وفي مقدمتها صاروخ “ياخونت”. تصاعدت التهديدات حين زادت الخشية بأن يبدأ حزب الله بالحصول على الصواريخ من سوريا، وبناء على افتراض سلاح البحرية: “كل ما لدى إيران انتقل إلى نصر الله”. بالمقابل، تيقظ الشرق الأوسط إزاء الاهتمام الذي يوليه جيش الدفاع الإسرائيلي لسلاح البحرية، وحاول أن ينصب أمامه المتحدين: مصر تتفاوض للحصول على غواصات، في حين أن السعوديين يوقعون صفقة أسلحة والتهديد من البحر يزداد يوميًا.
هذا الوضع الاستراتيجي أعلاه يفهمه جيدا قباطنة سلاح البحرية وخصوصًا المقدم “ج”، قائد وحدة الكوماندوز البحري “السرية 13”.
عن أنشطة وحدة الضفادع
لأولئك الذين لم تتَح لهم الفرصة للتعرف عليهم، فإن “السرية 13” في الواقع هي وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي، ومن وحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي المتخصصة في مجال المعارك الصغيرة في البحر والشواطئ. لقد كان مجرد الحديث عن وجود هذه الوحدة واسمها الكامل ممنوعا من النشر لسنوات طويلة. خلال عقود من نشاطها، قامت الوحدة بالمئات من الحملات (معظمها في أراضي الدول العربية)، والقليل منها تم السماح بالنشر عنه.
تأسست السرية 13 من أجل أن تكون قوة مهاجمة في مياه دول الأعداء وشواطئها، وذلك من خلال استخدام طرق مختلفة من العمليات العسكرية: الغوص، الإغارة، التخريب، الهبوط بالمظلات، الكمائن والاقتحامات. كانت قبل قيام الدولة، قد نشطت وحدة مماثلة في إطار عمليات “البلماح” (قوات الصدمة، والقوة العسكرية المنتظمة لمنظمة “الهاجاناه”، والتي عملت قبل قيام دولة إسرائيل بين السنوات 1948-1941) وكانت تسمى “الخلية الإرهابية البحرية”. في البداية، نفذت الخلية الإرهابية عمليات بحرية وبرية ضد السفن البريطانية وخلال حرب 1948 حين أضحت الجيوش العربية هدفًا لها، أغرقت الوحدة سفينة الأسلحة العربية “لينو” والتي رست في شواطئ إيطاليا، وقامت بالسيطرة على سفينة أسلحة أخرى اسمها “أرجيرو” وأغرقت سفينة “الأمير فاروق”، وهي السفينة الرائدة في الأسطول المصري.
في تلك السنوات، تم تحديد أساليب العمليات والقتال للوحدة، بإشراف رجل كوماندوز بحري إيطالي اسمه بيورنزو كبريوتي. وبحلول عام 1949 كان هناك عدد من الخلايا الإرهابية التي تعمل معها، والتي توحدت عام 1949 في وحدة واحدة “الكوماندوز البحري”، والتي سمّيت ابتداء من شهر أيار 1952 باسم “السرية 13”. يعود أصل الرقم 13 في اسم الوحدة، بحسب الأسطورة، جاء وفقا لعادات المقاتلين لتناولهم الخمر حتى الثمالة في اليوم الثالث عشر من كل شهر. وكان يوحاي بن نون أول مؤسس وقائد للسرية.
تقع القاعدة الرئيسية للسرية 13 على شاطئ عتليت جنوبي حيفا (Israel Defense Forces Flickr)
تتميز السرية 13 في قدرتها على الوصول إلى الأهداف من خلال البحر، الغوص، والمعدات فوق مائية وتحت مائية. وتتألف الوحدة من نخبة المقاتلين (والذي يسمون “الضفادع البشرية”) في جيش الدفاع الإسرائيلي. ويدوم مسار تدريبها زمنًا طويلا، ويعتبر من أكثر المسارات صعوبة واحترافية في جيش الدفاع الإسرائيلي. وتقع القاعدة الرئيسية للسرية 13 على شاطئ عتليت جنوبي حيفا. وقام أحد مقاتلي السرية في سنوات الستين بتصميم شعارها، خفاش يرتدي مرساة سلاح البحرية، سيف الجيش ولغم بحري.
يقاتلون من أجل أن يكونوا جزءًا من العمليات السرية في دول الأعداء
شاركت السرية 13 في المئات من عمليات الكوماندوز، والتي بقيت معظمها سرية حتى يومنا هذا. وقد أجبر قادتها في سنواتها الأولى على الصراع من أجل دمجها في حملات ذات أهمية. على الرغم من ذلك، لم تعتبر حرب حزيران (1967) فترة براقة للوحدة. فشلت بعض عمليات السرية، خلال الحرب، وكان هدفها تفجير سفن العدو التي رست في موانئ مصر وسوريا. وخلال إحدى هذه العمليات، التي جرت في ميناء الإسكندرية، تم أسر ستة من مقاتلي الوحدة.
نفذت الوحدة خلال حرب الاستنزاف (1970-1969) عددا من العمليات التي عززت من مكانتها كوحدة نخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي. من بين تلك العمليات يمكن الإشارة إلى العملية “بولموس 5″، وهي غارة على المحطة الساحلية المصرية في راس عربية، إلى الشمال من خليج السويس. في هذه العملية، والتي انتهت دون إصابات في صفوف قوات السرية، قُتل 32 جنديا ومقاتل كوماندوز مصريين. وخلال حرب تشرين (1973) وصلت السرية إلى أرقام قياسية عالية، فقد حقق المقاتلون سجلا طويلا من العمليات التي أُغرقت خلالها الدبابات، زوارق الطوربيد، سفن حاملة صواريخ وسفن حراسة مصرية.
في السنوات اللاحقة أجرت الوحدة عملية ضد التنظيمات الإرهابية كقوة عمليات ومساعدة في عمليات الاقتحام في دول الأعداء وكذلك في عمليات بحرية أخرى. ووفقا لمصادر أجنبية، فقد شارك مقاتلو الوحدة في عملية اغتيال أبي جهاد؛ أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية.
في الفترة التي كان فيها جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في الشريط الأمني على الحدود اللبنانية، كانت السرية نشطة بشكل خاص في عمليات في عمق الأراضي اللبنانية. في 5 أيلول عام 1997، اقتحمت السرية 13 قرية الناصرية جنوب لبنان، وفي وقت تحركها نحو هدفها، تم نصب كمين لها. وقد قُتل أحد عشر مقاتلا من السرية في حادثة تدعى “كارثة السرية”. في أعقاب هذه الواقعة تم تعطيل أنشطة الوحدة لفترة ما. وبعد سنة من الكارثة عقد تنظيم حزب الله وإسرائيل صفقة تبادل، تم خلالها إعادة جثة أحد المقاتلين الذين قتلوا في الكارثة مقابل عشرات المعتقلين والقتلى اللبنانيين، ومعهم جثة هادي نصر الله، نجل قائد حزب الله في ذلك الوقت حسن نصر الله.
خلال انتفاضة الأقصى (2000) تم دمج الوحدة السرية في محاربة المنظمات الإرهابية، وقامت خلال العمليات البحرية بتحقيق إنجازات، إذ تم الاستيلاء على سفن السلاح الفلسطينية “كارين إي” و”سنتوريني”.
المستقبل العاصف: “لا تستهن بالعدو”
قام قائد السرية 13، المقدم “ج”، والذي تم تعيينه فقط قبل عدة أسابيع ليتولى قيادة جنود الكوماندوز البحري، بعدة مقابلات مع الإعلام الإسرائيلي، قال فيها إن معظم العمليات التي تقوم بها الوحدة تتم تحت الرادار، وشدد بأنه يجب عدم الاستهانة بأعداء إسرائيل.
“تتغير السرية بسرعات مختلفة، بين حين وآخر، وذلك تبعًا لمسرح القتال”، هكذا قال قائد السرية. وقال بأن العدو يتغيّر أيضًا. “نحن نرى أعداء متنوعين جدًا، ليس دولة واحدة فقط، ولكنه عدو غير منظم، وهو موزع بين التنظيمات الإرهابية، وهذا يتطلب مننا أن نلائم أنفسنا وفقًا لذلك. نحن نبذل جهدنا دومًا لكي لا نستهين بالعدو، ونعمل على تقييمه كما ينبغي، ونرد ردًا مناسبًا”.
تغيّر بشكل عام النهج المتبع في سلاح البحرية، وفي وحدة السرية 13 بشكل خاص. ووفقا لرؤية قائد سلاح البحرية، اللواء رام روتبرج، فإنه لا يوجد فرق بين أن يكون صاروخ “ياخونت” بيد رئيس سوريا بشار الأسد أو بيد حزب الله. ومن ناحية قباطنة الجبهة الشمالية الإسرائيلية، فإن حزب الله في لبنان وبشار الأسد في سوريا هما جبهة واحدة، وفي اللحظة التي نترك فيها المياه الإسرائيلية نتعرض للتهديد.
لا يوجد فرق بين أن يكون صاروخ “ياخونت” بيد رئيس سوريا بشار الأسد أو بيد حزب الله (Israel Defense Forces Flickr)
وتم تسجيل التوتر الأكبر في مياه حيفا، حين وقفت بوارج الأسطول الأمريكي قبالة ساحل اللاذقية وطرطوس، ووجهت وفقًا لأوامر رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، صواريخ التوماهوك صوب قواعد السلاح الكيميائي، من أجل تخويف نظام الأسد خلال أزمة الأسلحة الكيميائية الأخيرة. وقد أجرى سلاح البحرية سيناريوهات الاستعداد الأقصى التي سيحاول خلالها الأسد مهاجمة السفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ متقدمة. ومنذ ذلك الحين، فإن سلاح البحرية متأهب دومًا.
وإن كان ذلك ليس كافيًا، بسبب دخول تكنولوجيات جديدة إلى الشرق الأوسط، والتي تلزم سلاح المخابرات في البحرية بتجميع المعلومات الحيوية للقوات، من أجل أن تعرف كيف تواجه التهديدات المختلفة في اللحظة الحقيقية. إن الاستخبارات عبارة عن قصة دراماتيكية، هي بداية كل قصة وعملية. وبهدف جمع المعلومات يستخدم سلاح البحرية كذلك رابطة الاستخبارات. كان هناك بعض الخلل في هذا المجال، فقد تم تسجيل إصابة صاروخ الـ C-802 لسفينة “حانيت” التابعة للبحرية الإسرائيلية في الحرب اللبنانية الثانية. إن التعاون مع مؤسسة الاستخبارات يمكّن السرية من توسيع حدود عملياتها أكثر مما يمكن تخيّله.
يفهم سلاح البحرية وعلى وجه الخصوص السرية 13 أن عليهم توفير الحلول للتحديات اليومية بخصوص تأمين الواردات الإسرائيلية عبر البحر. في الواقع فإن 99% من الواردات الإسرائيلية تأتي عن طريق البحر. وتهديد ذلك واضح جدا. وقد قدم قائد سلاح البحرية اللواء رام روتبرج أمام القبطان الأمني عمل هيئة الأركان على خطة دفاعية للممرات الملاحية للسفن التجارية ومنصات الغاز. وقد طلب جيش الدفاع الإسرائيلي أن يتم نقل مسؤولية وسلطة حماية المجال البحري المعروف بـ “المياه الاقتصادية” للجيش. وقد بلغ التقدير المبدئي لقيمة عائدات منصات الغاز 300 مليار دولار. ويطلب سلاح البحرية أقل من 1% من أجل شراء المعدات اللازمة كي يقوم بالتحضير للتهديدات في المنطقة، من بينها الإعداد المناسب للكوماندوز البحري.
لا تتطرق جهات أمنية في إسرائيل، في هذه المرحلة، إلى التقارير حول الهجوم، ولكن محللين عسكريين إسرائيليين يشيرون إلى صواريخ ساحلية متقدمة، ومصادر تؤكد لـ"العربية" استهداف شحنات في طريقها إلى حزب الله
ما زال لا يوجد هناك تأكيد أو تفصيل حول التقرير الذي نشره أمس (يوم الأربعاء) الموقع الإخباري “دام برس”، الذي أفاد عن حدوث هجوم ضد قاعدة صواريخ تابعة لجهاز الدفاع الجوي السوري في اللاذقية. وفي هذه المرحلة، لم تتطرق جهات أمنية في إسرائيل إلى التقارير حول الهجوم، لكن محللين عسكريين إسرائيليين يقولون إنه من شبه المؤكد أن الهدف كان صواريخ ساحلية متقدمة.
وكشفت مصادر في المعارضة السورية لقناة “العربية”، مساء اليوم الخميس، عن غارتين إسرائيليتين استهدفتا مساء الأربعاء دمشق واللاذقية، وتحديداً شحنات من صواريخ سام 8 كانت في طريقها من سوريا إلى حزب الله.
وقد نشرت تقارير أجنبية، في بداية شهر يوليو (تموز)، تفيد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم مستودعات للصواريخ بجانب اللاذقية في سوريا حيث تم تخزين صواريخ ساحلية فيها من إنتاج روسي. وصرحت مصادر أمريكية في حينه لشبكة CNN أن سلاح الجو الإسرائيلي قد نفّذ الهجوم، بهدف إصابة إرسالية صواريخ ساحلية متقدمة.
وبعد شهر من ذلك الوقت نقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر أمريكية قد ادعت أن المستودع الذي تم تخزين الصواريخ فيه قد تم تدميره في الهجوم، ولكن بعض صواريخ “ياخونت” كانت قد أخرجت من قواعد الإطلاق ونقلت إلى مكان آخر قبل الهجوم. وقالت المصادر، في حينه، للصحيفة إنه بسبب فشل الهجوم، قد تُهَاجِم إسرائيل مرة أخرى.
الـ”ياخونت” هو صاروخ ساحلي متطور قادر على إصابة أهداف على بعد يصل إلى نحو 300 كم بدقة فائقة. وتُصِر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إحباط نقل أي سلاح متطور إلى أيدي حزب الله.
صاروخ من نوع “ياخونت” (WIKIPEDIA)
كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبلغ أمس عن انفجار حدث في إحدى قواعد الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في تلك المنطقة. وحتى الساعة لم تتطرق وسائل الإعلام السورية الرسمية إلى الحدث.
وقد أبلغت مواقع إخبارية في لبنان أن الهجوم يستوجب استخدام وسائل تكنولوجية متطورة جدا، وإذا حدث هذا الحدث الليلة فإن كل الاتجاهات تشهد على أن إسرائيل أو الأمريكيين متورطين في الهجوم.
وكانت عدة هجمات في سوريا قد تم نسبها إلى إسرائيل، إذ أبلغت وسائل الإعلام الأجنبية في يناير (كانون الثاني) أن إسرائيل قد هاجمت للمرة الأولى إرسالية سلاح كانت في طريقها، على ما يبدو، من سوريا إلى حزب الله حين توقفت في مركز الأبحاث السوري في ضواحي دمشق. وأفادت تقارير أجنبية أن إسرائيل قد هاجمت مرة أخرى في شهر أيار – مرتين في نفس نهاية الأسبوع – إرسالية صواريخ أرض-أرض متطورة من طراز “فاتح 110” في مطار دمشق الدولي.
وقد أبلغت الصحيفة الكويتية “الجريدة” في الأسبوع الماضي أن طائرات حربية إسرائيلية قد قصفت إرسالية من الصواريخ في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا. على الرغم من ذلك، لم تتم المصادقة على التقرير من قبل أي طرف آخر، الذي تدعي الصحيفة أنه يستند إلى مصادر في القدس. وقال المصدر للصحيفة أن الصواريخ التي تم تدميرها كانت من طراز متقدم وهي معدة للوصول إلى حزب الله، كجزء من تقوية منظومة الصواريخ في المنظمة.
وفي الشأن السوري، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم الخميس إن سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة أو أبطلت قدرتها على العمل ملتزمة بمهلة حددت لها ضمن برنامج لنزع السلاح.
وقالت المنظمة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر إن فرقها فتشت 21 موقعا من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد. وأضافت أن الموقعين الآخرين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت الى مواقع أخرى خضعت للتفتيش.
وذكرت المنظمة انها في أحد المواقع تمكنت من التحقق من التدمير عن بعد في حين كانت القوات السورية قد تركت الموقعين الآخرين.
وتابعت المنظمة أن سوريا “استكملت التدمير الوظيفي لمعدات حساسة بكل منشآت انتاج الأسلحة الكيماوية ومواقع المزج والتعبئة وأعلنت انها لم تعد صالحة للتشغيل” ملتزمة بموعد نهائي في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).
تدّعي مصادر استخبارية أمريكية أنّ نظام الأسد لا يزال يمتلك صواريخ ياخونت نُقلت من اللاذقية قبل الغارة الإسرائيلية، وتقدّر أنّ إسرائيل قد تحاول إتمام مهمتها
نقلت صحيفة نيو يورك تايمز هذه الليلة عن مصادر استخبارية أمريكية أنّ الغارة التي نفذتها إسرائيل، كما يبدو، في الخامس من تموز على مخازن سلاح في اللاذقية لم تحقق هدفها. وتخبر الصحيفة أن قسمًا من صواريخ ياخونت، الصواريخ الروسية المضادة للسفن، التي سعت إسرائيل إلى إبادتها كما يبدو، نُقل من مكانه قبل الغارة الإسرائيلية.
ووفقًا للتقرير الأمريكي، حاولت حكومة الأسد، بعد الغارة الإسرائيلية، إخفاء الواقع أنّ الصواريخ جرى إخطاؤها. وقامت الحكومة بإطلاق النار على قاذفات صواريخ ومركبات في الموقع لإعطاء انطباع أنّ الضربة كانت مدمِّرة.
وتضيف المصادر أنّ إسرائيل يمكن أن تعود إلى مهاجمة سوريا حتمًا، ليس بسب رغبتها في إبادة صواريخ ياخونت التي في حوزة نظام الأسد فحسب، بل لرغبتها في منع استمرار تدفق السلاح إلى حزب الله في لبنان أيضًا. وفي حين أنّ التبرير الروسي للاستمرار في نقل السلاح لنظام الأسد هو أنّ ذلك تنفيذ لاتفاقات قديمة وُقّع عليها قبل بدء الأحداث في سوريا، فإن المصادر الأمريكية قالت للصحيفة إنّ نقل السلاح إلى حزب الله هو انتهاك للاتفاقات التي تنص على عدم نقل السلاح إلى طرف ثالث.
وأعلن سلاح البحرية الإسرائيلي في وقت مبكر من هذا الأسبوع أنّ تركيب منظمة براك 8 الجديدة لحماية السفن سيبدأ خلال الشهور القادمة. وأُعدّت هذه المنظومة خصّيصًا للدفاع عن عدد من القطع البحرية التي تُبحر معًا، بينها صواريخ تحلّق على ارتفاع منخفض مثل ياخونت. ووفقًا لبعض التقارير، فإنّ المنظومة التي طُوّرت في إسرائيل بالتعاون مع الجيش الهندي هي أكثر منظومة متقدّمة في العالم للمواجهة تهديدات من هذا النوع.
وينتهج التقرير في نيويورك تايمز نفس توجه نشرة شبكة CNN ، التي قدّرت أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ نفّذ غاراته عبر صواريخ أرض – جوّ، دون الاضطرار إلى دخول المجال الجوي السوري. ويتناقض هذا مع ما نشرته ساندي تايمز التي قدّرت أنّ الغارة نفذتها غواصة من طراز دولفين لسلاح البحرية الإسرائيلي.
في منتصف الشهر، وبعد التقارير الأولية، ساد الغضب في إسرائيل على التسريبات الأمريكية، لكن المسؤولين رفضوا الرد على الأقوال. “يتهموننا بالكثير من الأمور” هذا ما قاله الميجر جنرال بولي مردخاي، وأضاف: “أنا لا أعتقد أنه يجب علينا أن نقفز وأن نتطرق إلى التقارير في وسائل الإعلام الدولية. أنا أعلم أن الجيش يواصل الاهتمام بأمن دولة إسرائيل وحماية حدودها، وقلّما يتناول الشؤون السورية الداخلية”.
وكما ذُكر آنفًا، أخبرت وسائل إعلام سورية بداية شهر تموز عن عدد من التفجيرات التي أثارت الذعر في مدينة اللاذقية، إثر غارة على مخازن سلاح شرقي المدينة. وادّعت مواقع محسوبة على التنظيمات الثائرة على نظام الأسد أنّ إسرائيل تقف وراء الهجوم، وأخبرت عن وُجود قتلى وجرحى.
وحسب المصادر الاستخبارية الأمريكية، نقلت روسيا مؤخرا إلى سوريا صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-26. وتظنّ هذه المصادر أنّ روسيا أرسلت تقنيين أيضًا إلى سوريا لمساعدة جيشها على تشغيل الصواريخ. وكذلك، تظنّ أنّ روسيا أرسلت طائرتَين حربيَّتَين ثقيلتَين من طراز Mi-24، وصلتا إلى قاعدة سلاح البحرية في طرطوس.
سيتم في الأشهر القريبة تركيب منظومة الدفاع في وجه الصواريخ المطلقة من الشاطئ والتي من المتوقع أن تشكل ردا على صواريخ الياخونت الروسية، على متن سفن سلاح البحرية الإسرائيلي
بعد سنوات طويلة من التأجيل والانتظار، سيتم تركيب المنظومة الدفاعية “براك 8” الأولى، في الفترة المقبلة، على سفينة الصواريخ ساعار 5 التابعة لسلاح البحرية. ويقدرون في سلاح البحرية أن الصاروخ الجديد سوف يتيح تغيير مفاهيم تفعيل السلاح.
منظومة “براك” هي رد الأجهزة الأمنية على وصول صواريخ شاطئ-بحر الروسية “ياخونت” إلى قوات الأسد، وقد تصل أيضا في المستقبل إلى قوات حزب الله. تشير التقارير الأجنبية إلى أن صواريخ الياخونت كانت هدف الهجوم الإسرائيلي في ميناء اللاذقية في مستهل هذا الشهر.
لقد تم تطوير القدرات الدفاعية لدى سلاح البحرية بسبب وصول صواريخ الياخونت الروسية، على ما يبدو، إلى منطقة ميناء طرطوس، ولكن بشكل عام منذ إصابة السفينة “أحي حنيت” في حرب لبنان الثانية.
أصيبت “حنيت” في حينه بصاروخ من إنتاج الصين، الذي تم إطلاقه من شواطئ لبنان على يد حراس الثورة الإيرانيين. على الرغم من أن سبب الإصابة كان عدم عمل المنظومة الأوتوماتيكية لحماية السفينة من الصواريخ، بسبب انعدام وجود معلومات استخباراتية حول وجود صواريخ شاطئ-بحر بين أيدي حزب الله، وقد تحول تحسين القدرة الدفاعية إلى أحد الأهداف المركزية في سلاح البحرية في السنوات الأخيرة.
“براك” هي منظومة دفاعية معدّة للسفن، وهي تهدف إلى منع إصابات الصواريخ الموجهة إليها، وذلك بواسطة إطلاق صاروخ من شأنه أن يبطل مفعول التهديد الذي تم إطلاقه باتجاه السفينة. تم تطوير “براك” نتيجة للتعاون بين “رفائيل” والصناعات الجوية، وتكلف منظومة واحدة كهذه نحو 24 مليون دولار. لقد تم تطوير الجيل الثاني من المنظومة، الذي من التوقع تركيبه على السفن في الأشهر المقبلة، بعد التوقيع على صفقة بقيمة 330 مليون دولار بين إسرائيل والهند في شهر كانون الثاني 2007.
توفر المنظومة حماية لأسطول من السفن التي تبحر معا في مجال معين، ولذلك تم اختيار تركيبها على سفن ساعار 5 التي يستخدمها سلاح البحرية كسفن قيادية. وكان الهدف هو تزويد الأسطول كله بحماية محيطية شاملة، حين تتلقى منظومة المراقبة والتحكم بيانات من شبكات الرادار التابعة للسفن المختلفة، وتدمج فيما بينها بهدف خلق صورة ميدانية وتهديدات مشتركة. حين يتم اكتشاف تهديد من جهة أي كانت، تكون المنظومة قادرة على إصدار أمر لكل منظومة مركب على متن كل من السفن المختلفة، حسب ميزاتها في القضاء على التهديد.
المنظومة ملائمة للعمل ضد الصواريخ البحرية التي تحوم فوق سطح الماء كالياخونت الذي يهبط على بعد كيلومترات معدودة من السفينة التي تتم مهاجمتها إلى ارتفاع حوم من عشرات الأمتار فقط فوق سطح الماء، الأمر الذي يصعّب على الرادار اكتشافها.
تمت ملائمة منظمة “براك 8” التي تم تطويرها من أجل سلاح البحرية الإسرائيلي، لسفن سلاح البحرية الهندي أيضا، في مشروع مشترك من أكبر المشاريع في تاريخ الصناعات الجوية في إسرائيل. ستستخدم المنظومة على ما يبدو للدفاع عن آبار التنقيب عن الغاز الواقعة مقابل شواطئ إسرائيل.