اختارت المطربة الإسرائيلية، شيران، العودة إلى جذورها اليمنية وإنتاج الموسيقى اليمنية المعاصرة التي تنجح من خلالها في جعل الشبان في نوادي تل أبيب يرقصون وتحقق دعما كبيرا في اليمن
من الصعب جدا تجاهل جمال المغنية اليمنية الإسرائيلية، شيران. فمنذ وقت طويل وأنا أتابع أعمالها الموسيقية وتقدمها في الشبكات الاجتماعية وفي منصات المهرجانات الموسيقية الكبرى. وفي الوقت ذاته، ألقي نظرة خاطفة أحيانا وأقرأ التعليقات على كل صورة لها وحدها أو مع زوجها، رون، الذي يُنتج ألبوماتها وينشرها على صفحتها في الفيس بوك، وتُدهشني ردود الفعل الإيجابية التي تحصل عليها من معجبيها في صنعاء، تعز، عدن، وشغدارة. ويقول أحد المعلقين على صفحة شيران على الفيس بوك “ندعوكِ لزيارة صنعاء لكي تغني”، ويقول لها مُعلق آخر “كيف تنجحين في إتقان اللهجة اليمنية جيدا، فصوتك رائع”.
يُدمن على صوت هذه المطربة كل من يسمعها بسرعة. فهي تنجح بصوتها الشجب، أن تجعل مستمعيها من تل أبيب يعودون إلى اللحظات الخاصة بصنعاء، بشوارعها المترّبة، أزقتها الساحرة، رائحة أسواقها المختلفة، والأطعمة غير العادية التي تقدمها الأسر اليهودية القديمة في اليمن، تلك العائلات التي تركت وراءها ثقافة كبيرة وانتقلت للعيش في إسرائيل.
في مقابلة لها معي، قالت لي عن العملية الطويلة التي اكتشفتها عن جذورها اليمنية معربة: “أنا عراقية ويمنية في الوقت ذاته. كان تأثير أفراد عائلتي من العراق واضحا في حياتي. في المقابل، كان تأثير عائلتي من اليمن متواضعا. هناك القليل من القصص التي سمعتها خلال المحادثات الكثيرة مع جدتي. تحدث اليهود اليمنيون الذين جاءوا إلى إسرائيل قليلا، وكشفوا أمورا قليلة، لأنه لم يكن لديهم ما يكشفونه”، قالت لي متحمسة.
لماذا قررتِ العودة إلى أصولكِ اليمنية والغناء بهذه اللغة؟
“أكتب، ألحن، وأغني أغانٍ بالعبرية. تضمن ألبومي الأول أغانٍ باللغة العبرية. عندما بدأت العمل على الألبوم الثاني، قررت التعرّف إلى جذوري اليمنية”، كما تقول.
لقد صدر المشروع “الأفريقي الشرقي”، وفق ما تسميه، في شهر تموز 2015، مع باكورة كليب “Zehere”. “لقد كتبتُ الأغنية ولحنتها، وانضم إليّ موشيه شغادري، الذي ترجم الكتاب إلى اليمنية – العربية”. وهو آخر اليهود اليمنيين الذين قدموا إلى إسرائيل في عام 2013. لقد كُتِب كليب “Zehere” بعد أن تحدثت شيران مع جدتها، شولا، عن أن أختها الصغيرة سارة (زهرة باليمنية) التي أرادت أن تبتعد عن الخيمة والبيئة المعروفة واكتشاف العالم الخارجي وحدث ذلك في تلك الفترة التي وصلوا فيها إلى إسرائيل.
بشكل عام، هناك موسيقى إسرائيلية تسعى إلى العودة إلى الجذور. من المعروف أن إسرائيل دولة فيها العديد من الشعوب، وخلال العقدين الماضيين، بدأ يسطع نجم المغنيين الشرقيين في قائمة الأغاني الأكثر نجاحا وسماعا في الإذاعة والتلفزيون على حدِّ سواء. شيران هي واحدة من العديد من الفنانين الذين يدمجون الموسيقى العربية في أعمالهم، مما يجعلها الأكثر تميّزا، سماعا، ومشاهدة.
ما هي ردود فعل الجمهور اليمني؟
“أحظى بردود فعل وديه وحارة. أتلقى الكثير من الرسائل من اليمنين الذين يطلبون مني أن أسافر إلى اليمن لتقديم عروض موسيقية. لو كان هذا ممكنا، لا شك أني كنت سأسافر. فأنا أعتقد أن الموسيقى تجمع بين الثقافات والبشر. أطمح إلى أن أكتب أغان جيدة، تفرّح القلب وتبعث السعادة في القلوب”.
شيران، تصوير نوعام شوغنوفسكي
مَن أثر في أسلوب غنائكِ المميز؟
“كانت المطربة الكبيرة أهوف عوزري، طيبة الذكر، معلمتي الكبيرة، وتعلمت منها كثيرا”. فهي موسيقية، ملحنة، مطربة، ومؤلفة، أثرت في الطرب الإسرائيلي كثيرا. صحيح أن عوزري قد وُلدت في تل أبيب في حي “كرم اليمنيين”، إلا أن والدها قدم إلى إسرائيل من اليمين، وقد وصلت أمها التي أصلها يمنية أيضا إلى إسرائيل من إثيوبيا.
“وصلتُ إلى البلد الحبيب لأتعمل كيفية تطوير صوتي. قالت لي عوزري إنه لا يتعين عليّ التعلم لأني صوت جميل وعلي تعلم كيف أطوره فقط. قبل عامين من وفاتها، كنت أرافقها في حفلاتها وتعلمت منها كثيرا”.
هل تسمعين الموسيقى العربيّة في المنزل؟
“بالتأكيد. كان والدي يسمع هذه الموسيقى في البيت أيضا. نشأت على الأفلام العربية التي كانت تُبث على التلفزيون الإسرائيلي على القناة الأولى، وأنا أسمع أغان لمطربين كثيرين، أم كلثوم، عبد الوهاب، عبد الحليم الحافظ، وبالطبع الموسيقى السوداء، موسيقى السول (Soul)، التي تؤثر بشكل كبير في عملي”.
إضافة إلى الشعر الحديث تهتم شيران بمظهرها الخاص ويبدو أنها تتباهى بإظهار أصولها “اليمنية”. فهي تبرز جذورها اليمنية، ومجوهراتها الشرقية، وأصولها الإفريقية الخاصة التي تمثل الشخصيات البارزة وملكات طرب السول في التسعينيات في الولايات المتحدة.
شيران، تصوير راز غروس
لو دُعيت للغناء في اليمن، فهل ستلبين هذه الدعوة؟
“بالتأكيد. أنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر. هذا هو حلمي، فأمنيتي أن أفرّح القلوب وأنشئ علاقة بين الثقافات”.
قرر هرمان بوركهارت (Herman Burchardt) في سن 30 عاما ترك عمله في التجارة واستغلال الورثة التي تركها له والده للتنزه في العالم وتوثيق الجاليات الأكثر عزلة.
هرمان بوركهارت
كشفت صحيفة “هآرتس” اليوم صباحا، قصة هذا الشاب اليهودي الذي قرر التعرّف إلى الجاليات اليهودية النائية في أنحاء الشرق الأوسط.
أثناء رحلته في اليمن عام 1901، التقى بوركهارت بإحدى الجاليات اليهودية النائية والمنسية. أثارت الصور التي التقطها وأرسلها إلى موطنه شعورا قويا في أوساطا يهود أوروبا.
كان بوركهارت تاجرا يهوديا ألمانيا (ابن 30 عاما) قرر ترك عمله في المصلحة التجارية العائلية والقيام برحلة حول العالم تدمج مجالين يحباهما كثيرا: التصوير والبحث عن الشعوب القديمة.
اشترى بوركهارت بواسطة الورثة التي حصل عليها من والده منزلا في دمشق بحيث كان مقرا لرحلاته من أجل مجالي البحث والمغامرة اللذين خططا لهما. تعلم العربية والتركية عندما كان في ألمانيا.
في عام 1901، وصل إلى صحراء القاحلة في مدينة صنعاء. أثناء تجواله في مدينة العاصمة التقى أشخاصا أثاورا إعجابه – أبناء الجالية اليهودية في صنعاء، وهم يهود انقطعت العلاقة معهم على مر الأجيال تماماً.
قضى بوركهارت نحو عام مع أبناء الجالية ووثق هذه الفترة في سلسلة صور رائعة، ووثق كل كلمة سمعها، في يوميات ذكرياته.
في عام 1909، عندما رافق القنصل الإيطالي في طريقه من صنعاء، أقنعه المغامر العريق بوركهارت، باختيار مسار لم تطأه قدم إنسان أوروبي أبدا. تعرضت القافلة التي سارا فيها إلى كمين لصوص وقُتل هرمان بوركهارت والقنصل الإيطالي.
التقط بوركهارت هذه الصور المعروضة في هذا المقال في عام 1901، ونُقِلت إلى المكتبة الوطنية في إسرائيل ونُشرت للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”:
شارع في اليمن عام 1901 (هرمان بوركهارت)
أبناء الجالية اليهودية في يوم عيد في صنعاء 1901 (هرمان بوركهارت)
يهودي في صنعاء عام 1901 (هرمان بوركهارت)
عائلة يهودية في صنعاء عام 1901 (هرمان بوركهارت)
مصلحة لصائغ ذهب يهودي في صنعاء عام 1901 (هرمان بوركهارت)
صنعاء عام 1901 (هرمان بوركهارت)
كنيس الجالية اليهودية في مدينة صنعاء 1901 (هرمان بوركهارت)
عبر كبير المفاوضين الروس في المحادثات حول الملف النووي الايراني سيرغي ريابكوف السبت عن قلقه من ان يؤثر النزاع في اليمن سلبا على المحادثات الجارية في سويسرا. وقال ريابكوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للانباء “للاسف نلاحظ ان المأساة الجارية في هذا البلد لها اثر على جو المفاوضات. نأمل في الا يؤدي الوضع في اليمن الى تغيير في موقف بعض المشاركين”.
وأعلن مصدر عسكري لوكالة فرانس برس اليوم الاحد ان غارات جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدفت مقرا للحرس الجمهوري اليمني المتحالف مع المتمردين الحوثيين، مما ادى الى مقتل 15 جنديا. وقال هذا المصدر ان الغارات الليلية اصابت موقعا في صباحة غرب العاصمة صنعاء. واكد مصدر طبي ان المستشفى العسكري في صنعاء تسلم جثث 12 جنديا وادخل اليه 18 جريحا.
وقصفت طائرات حربية للتحالف العربي ليل السبت الاحد مدرج مطار صنعاء وتسببت بتعطيله كما ذكر مصدر ملاحي. وقال هذا المصدر “انها المرة الاولى التي يقصف فيها المدرج” منذ بدء العملية العسكرية للتحالف في اليمن الخميس. وقد تم السبت اجلاء موظفي الامم المتحدة من العاصمة اليمنية.
مسلحون يمنيون يتفقدون مسجد بدر في جنوب صنعاء بعد انفجار عبوة فيه في 29 اذار/مارس 2015 (AFP)
142 قتيلا في هجمات على مساجد في اليمن تبناها متطرفو “الدولة الاسلامية”
انفجرت قنبلة في بادئ الأمر داخل مسجد بدر في جنوب صنعاء، ثم أخرى عند مدخل المسجد أثناء فرار المصلون. واستهدف التفجير الانتحاري الثالث مسجد الحشحوش في شمال العاصمة
قتل نحو 142 شخصا الجمعة في هجمات استهدفت ثلاثة مساجد في اليمن، هي الاعنف منذ سيطرة الحوثيين الشيعة على العاصمة اليمنية.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في بيان موقع باسم “المكتب الاعلامي لولاية صنعاء” هذه الهجمات.
وجاء في البيان “انطلق خمسة من فرسان الشهادة ملتحفين احزمتهم الناسفة في عملية مباركة يسر الله لها اسباب التنفيذ لينغمس اربعة منهم وسط اوكار الرافضة الحوثة في ولاية صنعاء ويفجروا مقرات شركهم في بدر وحشوش” وهما اسما المسجدين.
واضاف البيان “كما انطلق خامس الى وكر اخر لهم في صعدة حاصدين رؤوس ائمة الشرك ومقطعين اوصال قرابة ثمانين حوثيا”.
واكد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ان لا علاقة له بهذه التفجيرات. واصدر بيانا عبر تويتر اعلن فيه انه يرفض اصلا “اتخاذ المساجد هدفا”.
وافاد مسؤول في وزارة الصحة اليمنية ان هذه الهجمات اسفرت عن 142 قتيلا على الاقل و351 جريحا.
وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن 77 قتيلا.
وخلال صلاة الجمعة، فجر انتحاري نفسه في جامع بدر جنوب صنعاء ثم تلاه آخر عند مدخل الجامع نفسه عندما كان المصلون يحاولون الهرب، كما ذكر شهود عيان.
وهاجم انتحاري ثالث مسجد حشوش في شمال العاصمة. ووقعت كل الهجمات في وقت واحد تقريبا.
ويصلي الحوثيون في الجامعين. وبين القتلى امام جامع هو المرجع الزيدي الشيعي بدر المرتضى بن زيد المحطوري بحسب ما ذكر مصدر طبي.
وامام المسجدين انتشرت الجثث في بحيرات من الدماء بينما كان المصلون يقومون بنقل الجرحى بسيارات بيك آب الى المستشفيات.
ووقع التفجير الرابع في صعدة معقل الحوثيين في الشمال حيث فجر انتحاري نفسه امام مسجد لكن لم يؤد ذلك الى ضحايا اذ ان قوات الامن منعته من دخوله، كما ذكر مصدر قريب من الحوثيين.
وهي المرة الاولى يتبنى فيها تنظيم الدولة الاسلامية هجمات في اليمن حيث ينشط خصوصا تنظيم القاعدة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست الجمعة “ندين بشدة” هذه الاعتداءات.
واضاف “نأسف لوحشية الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلون في شكل سلمي”.
واوضح ايرنست انه لا يستطيع ان يؤكد حتى الان “صحة ما اعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم الى الدولة الاسلامية”.
وتابع “شهدنا هذا النوع من التبني في الماضي من جانب مجموعات متطرفة”، لافتا الى القيام بذلك غالبا “لاسباب دعائية”.
وقال ايرنست ايضا “لا دليل واضحا حتى الان على صلة عملانية بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا”.
بدوره، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجمات “الارهابية” في اليمن، داعيا جميع اطراف هذه الازمة الى “ان يوقفوا فورا اي عمل عدائي ويتحلوا باكبر قدر من ضبط النفس”.
كذلك، دعاهم الى “احترام التزامهم بحل خلافاتهم في شكل سلمي” في اطار الوساطة التي يقوم بها الموفد الاممي جمال بنعمر.
وكان الحوثيون استكملوا سيطرتهم على صنعاء بعد استيلائهم على القصر الرئاسي وفرضهم الاقامة الجبرية على الرئيس هادي ومسؤولين آخرين في 20 كانون الثاني/يناير.
وفي السادس من شباط/فبراير قاموا بحل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي.
ووصف هادي الاجراء بانه “انقلاب” قبل ان ينجح في الفرار من صنعاء الى عدن عاصمة الجنوب.
وتحدث الرئيس اليمني مجددا الخميس عن “محاولة فاشلة لإجراء انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية” بعد قصف قرب قصر الرئاسة في عدن. وتم نقل هادي الى “مكان آمن” بعد الغارة التي استهدفت قصره وغداة اشتباكات في عدن بين قواته والمقاتلين الموالين للحوثيين.
وكان قتل 12 شخصا في اشتباكات اندلعت مساء الاربعاء واستمرت حتى الخميس. وشاركت في المواجهات قوات الامن الخاصة التي يقودها العميد عبد الحافظ السقاف الذي رفض قرارا باعفائه من منصبه اصدره الرئيس هادي.
واندحرت الخميس قوات السقاف الذي خسر مواقعه في عدن وسلم نفسه لمحافظ لحج.
وكان السقاف المعروف بعلاقته مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومع الحوثيين، يقود قوة يراوح عديدها بين الف والفي مقاتل مسلحين بشكل قوي ومتمركزين بشكل اساسي في مقرهم في وسط عدن.
وصرح مسؤول يمني الجمعة ان العميد السقاف نجا من محاولة اغتيال ادت الى مقتل اربعة من رجاله.
وقد فر السقاف من عدن ليتوجه الى صنعاء شمالا لكن موكبه سقط ليلا في كمين على الطريق بين مدينتي لحج وتعز كما قال المسؤول العسكري.
وتابع “لقد نجا من محاولة اغتيال لكن حارسه الشخصي قتل بالرصاص بينما لقي ثلاثة حراس آخرين مصرعهم عند انقلاب سيارتهم”.
وقال مراسلون لوكالة فرانس برس ان الوضع كان هادئا في عدن الجمعة حيث عززت القوات الموالية لهادي عميات المراقبة وضاعفت الحواجز على الطرق.
من جهة ثانية افاد مسؤول في اجهزة الامن اليمنية ان معارك دارت الجمعة بين القوات اليمنية ومجموعات مسلحة بينها عناصر من القاعدة وانفصاليون جنوبيون في منطقة لحج شمال عدن، ما ادى الى مقتل 29 شخصا.
ينطلق اليوم في مدينة إيلات السياحية الحدث الأكبر للطائفة اليهودية اليمنية في إسرائيل، والذي يدعى ال “يمنيادا”، وهو مهرجان غنائي خاص بالموسيقى اليمنية. وسيستمع زائرو المهرجان لمدة ثلاثة أيام إلى أفضل المطربين الإسرائيليين من أصول يمنية، وأهمهم إيال جولان، وتسيون قولان المعروف جدا حتى في اليمن.
ويقام المهرجان هذه السنة تحت شعار “65 عاما” لقدوم يهود اليمن إلى إسرائيل. ولهذا المهرجان تاريخ طويل، إذ أقيم في إسرائيل على مدار 28 عاما، ناجحا في استقطاب إسرائيليين كثيرين من مختلف الطوائف.
وقال المطرب قولان، في تطرقه إلى المهرجان، إن بهجة المهرجان هذا العام خاصة، لا سيما أنه يحل بعد نهاية الحرب التي شغلت إسرائيل خلال الشهر الأخير. وقال المطرب ذو الجذور اليمنية إنه يعيش مع عائلته في الجنوب وأن العائلة تنتظر بفارغ الصبر السفر إلى إيلات. وأضاف أن المهرجان هو عبارة عن عيد يوحّد العائلات الإسرائيلية ذات الجذور اليمنية.
المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Flash90/Nati Shohat)
وعدا عن الموسيقى اليمنية التي تميّز المهرجان سيتمتع زائرو المهرجان بالمأكولات اليمنية المعروفة بمذاقها الحاد. وأفاد منظمو الحفل أن الإقبال على المهرجان هذه السنة كبير، لا سيما أن كثيرين يريدون أن يفرّغوا عن أنفسهم بعد مشقات الحرب الأخيرة.
يذكر أن حوالي 150,000 يهودي من أصل يمني يعيشون اليوم في إسرائيل، وهم منخرطون في كل مجالات الحياة الإسرائيلية، ويتقدمون في مجالات التعليم، الموسيقى والفنون الإسرائيلية.
قالت مصادر أمنية وقبلية إن غارة جوية قتلت 13 ممن يشتبه أنهم من متشددي تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء بوسط اليمن اليوم السبت.
وذكرت مصادر قبلية أن طائرة بلا طيار كانت تحلق فوق المنطقة لأيام. وتابعت أن الطائرة بلا طيار قصفت سيارتين في وقت مبكر من صباح اليوم السبت وأن من يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم القاعدة كانوا بداخل السيارتين مضيفة أن ثلاثة مدنيين كانوا في سيارة مجاورة قتلوا أيضا.
وقال مصدر أمني لرويترز “استهدفت غارة جوية سيارتين كانتا تقلان من يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة وقتلت 13 منهم في منطقة الصومعة في البيضاء.”
وصعدت الولايات المتحدة من هجماتها بطائرات بلا طيار ضمن حملة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن والذي تعتبره واشنطن أحد أخطر أجنحة تنظيم القاعدة.
واليمن من بين عدد من الدول تعترف الولايات المتحدة باستخدام طائرات بلا طيار بها غير أنها لا تعلق على هذه الأنشطة.
وكان مصدر أمني قال الأسبوع الماضي إن متشددين من القاعدة قتلوا بالرصاص وكيل محافظة البيضاء أثناء مغادرته منزله
يهود من اليمن مع رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس (Yossi Zeliger/Flash90)
التحيّات من صنعاء وذمار
نجت الجالية القديمة ليهود اليمن من الانقلابات التاريخية، ولكن حتى بعد استقرارها في إسرائيل لم تتوقّف معاناتها. وأيضًا: خمسة مطربين يهود يمنيّين يجب أن تعرفوهم
لا يُعرف الكثير عن الأيام الأولى للجالية اليهودية في اليمن، ولكن من المعلوم للجميع أنّ اليهود الأوائل قدِموا إلى اليمن منذ فترة طويلة جدّا. تعود الأدلة الأثرية الأقدم إلى القرون التي سبقت عام صفر ميلادي، وهناك من يدّعي أنّه قد قامت في اليمن جالية يهودية قبل أكثر من 2,500 عام. في قرية بيت الخضر القريبة من العاصمة صنعاء عثر على أدلة على قيام كنيس قديم من تلك الفترة.
وتظهر أدلة أخرى أن اليهود قد عاشوا في مملكة حِمْيَر، والتي قامت في جنوب شبه الجزيرة العربية، قبل ظهور النبي محمد. تقرّب ملك هذه المملكة، يوسف ذو نواس (الذي اسمّي بهذا الاسم بسبب الضفائر التي زيّنت رأسه) من اليهودية والحاخامات اليهود الذين أقاموا في تلك الفترة في فلسطين (أرض إسرائيل)، وهناك من يقول إنّه قد تهوّد. في أعقاب ذلك، قام بذبح الكثير من النصارى الذين وصلوا من إفريقيا، معظمهم حبشيّ، وذلك في محرقة نجران. في نهاية المطاف، أثار الملك غضب الإمبراطورية البيزنطية المسيحية، والتي هزمته وجعلته ينتحر.
أحكام قاسية إلى جانب الازدهار في العهد الإسلامي
تمتّع يهود اليمن في الفترة القصيرة التي سيطر فيها الفرس على المنطقة بعلاقات مع جالية بابل الكبيرة، والذي تشعّب من الجزيرة العربية حتى العراق. ولكن مع صعود الإسلام أصبح وضعهم غير مستقرّ، على الرغم من تمتّعهم بمكانة أهل الذمّة. من الصعب أن نعرف كيف كان وضع يهود اليمن بالضبط في تلك الفترة، حيث إنّ الأدلة قليلة جدّا.
أطفال يهود يتعلمون التوراة في اليمن (AFP PHOTO/KHALED FAZAA)
ما نعرفه أنّه أثناء تواجد الجاليات اليهودية في العالم العربي، في العصور الوسطى، كانت أوضاع يهود اليمن صعبة للغاية. فرض ملك في تلك الفترة يسمّى عبد النبي أحكام قاسية على اليهود. ولكن ازدهر الفكر والفلسفة اليهودية في تلك الفترة باليمن أكثر من أي وقت مضى.
يهودي يمني في القدس في اواخر القرن التاسع عشر (Wikipeida)
هناك شخص مذكور أكثر من الجميع وهو ناتانئيل الفيومي، رئيس حاخامات اليمن الذي ألّف الكتاب الفلسفي “حديقة العقول”، وهو نصّ يجمع بين الاعتقاد بإله واحد، أهمية التوبة والإيمان بالخلاص واليوم الآخر. أثّرت الكثير من المصادر على الكتاب، من اليهود والمسلمين، وهناك من يعتبره نسخة يهودية من المذهب الشيعي الإسماعيلي. ويعرف الحاخام نتانئيل بجداله مع المسلمين، واقتبس من القرآن لإثبات ادعائه بأنّ عقيدة اليهود أبدية، من سورة المائدة: “وكيف يحكّمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله”.
بعد سنوات طويلة من الحرب نجح اليمنيّون في طرد العثمانيين من بلادهم وبدأ حكم الزيديين في اليمن (1635). في البداية، كان هذا الحكم متسامحًا تجاه اليهود، ولكن في عام 1678 أقرّ الملك أحمد بن حسن المهدي قرارات بالنفي لتطهير اليمن من يهودها. ألغيت القرارات بعد عامين وعاد يهود اليمن إلى منازلهم، وحاولوا تأسيس مجتمعهم من جديد. بعد ذلك عاد العثمانيّون واحتلّوا اليمن.
الهجرة إلى إسرائيل
كلّما تطوّرت الصهيونية، تزايدت في اليمن الرغبة بالوصول إلى فلسطين (أرض إسرائيل). وقد ازدادت هذه الرغبة بشكل خاصّ في نهاية القرن التاسع عشر لدى يهود اليمن، والذين كانوا الأوائل من بين الدول العربيّة الذين وصلوا بأعداد كبيرة إلى فلسطين (أرض إسرائيل). هاجر نحو 2,500 يهودي يمني إلى إسرائيل في سنوات الثمانينات من القرن التاسع عشر.
قدوم يهود اليمن إلى إسرائيل في الخمسينات (Wikipedia)
تزايدت في بداية القرن العشرين القوانين المعادية لليهود في اليمن. حُظر على اليهود أن يركبوا الخيول أو السير في الشوارع المعبّدة. رفضت المحاكم اليمنية سماع شهادات اليهود ضدّ المسلمين. وفي ذروة الموجة المعادية لليهود دخل إلى حيّز التنفيذ قانون قديم يقضي بأنّ كلّ يهودي لم يبلغ 12 عامًا بعد سيُجبرعلى اعتناق الإسلام. في أعقاب هذه القرارات، هاجر نحو 17,000 يهودي يمني إلى إسرائيل في الأعوام بين 1922-1945. حتى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، تمكّن نحو نصف يهود اليمن من الهجرة إلى إسرائيل.
وكما في جميع الدول العربيّة، فقد زاد قيام دولة إسرائيل من التعرّض لليهود المحلّيين وفرضت عليهم أوضاعًا صعبة. توصّل عشرات الآلاف من اليهود إلى طريق، من خلال عدن، لفلسطين (أرض إسرائيل)، وتبقّى العديد من اللاجئين في عدن في حالة صعبة. هاجر إلى إسرائيل في هذه السنوات 50,000 من يهود اليمن، وأصبحت الجالية اليمنية في إسرائيل هي الأكبر. بقي في اليمن اليوم أقل من 200 يهودي، بحيث إنّ معظمهم قد تجاوز الستّين من عمره.
عائلة حباني اليمنية تحتفل بعيد الفصح للمرة الأولى في إسرائيل (GPO)
المحنة وحوادث الاختطاف
لم تنته معاناة يهود اليمن مع وصولهم إلى إسرائيل. لم تحرص المؤسسة الإسرائيلية، التي تألفت حكومتها بالأساس من مهاجري أوروبا، على معاملتهم بالمساواة. تمّ إيواؤهم في ظروف من الفقر. أدّت السنوات الطويلة التي مرّت على يهود اليمن باعتبارهم مجتمع مقطوع الصلة عن بقية العالم العربي، إلى تعامل يهود الدول العربيّة باشتباه تجاه يهود اليمن، ولقد استمروا في إسرائيل أيضًا على العيش كمجتمع منعزل.
خيّمت قضية رئيسية على علاقة المجتمع اليمني في إسرائيل مع المؤسسة
أب يمنى يهودي وابنه (Wikipedia)
والمجتمع وهي قضية الأطفال المختطفين. كان من المعتاد في مخيّمات استيعاب المهاجرين ألا ينام الأطفال مع والديهم، ففي الوقت الذي عاش فيه الوالدان في الخيام، تمّ نقل الأطفال إلى أكواخ. أُخبر العديد من الآباء الذين جاؤوا لزيارة أبنائهم في الأكواخ بأنّ أطفالهم قد توفّوا ودُفنوا، رغم أنّهم أُخذوا منهم وهم بصحّة وعافية. لم يتمّ عرض شهادة الوفاة في أيّ من الحالات، وفي الكثير من الحالات أيضًا لم يكن هناك قبر.
وجد بعض الآباء صعوبة في تقبّل هذا الخبر القاسي، وبعد أن بكوا، صرخوا واشتكوا لكون الطفل الذي أُخذ منهم كان معافى، تمّت إعادة الطفل إليهم وهو في حالة جيّدة، رغم إخبارهم بأنّه قد توفّي. تقبّل بقية الآباء الأخبار القاسية ولم يجادِلوا. أثارت حقيقة أنّ بعض الأطفال أعيدوا إلى آبائهم الاشتباه في أن يكون الأطفال قد خُطِفوا وأُخذوا لعائلات أخرى.
ووفقًا للاشتباه، فإنّ المؤسسة الإسرائيلية لم تثق بالآباء اليمنيّين بأنّ يربّوا أطفالهم في ظروف مناسبة، ولذلك قامت باختطافهم وتسليمهم إلى أسر أخرى. أقيمت ثلاثة لجان تحقيق في إسرائيل على مدى سنوات من أجل معالجة هذه المزاعم، ونوقش أكثر من 800 حادثة اختطاف.
وقد استُمع في اللجان إلى شهادات لمسؤولين كبار كانوا مسؤولين عن عملية استيعاب المهاجرين، حيث قالوا إنّ بعض الأطفال قد نُقلوا لتبنّيهم في الولايات المتحدة. قرّرت لجان التحقيق بأنّه ورغم هذه المزاعم، فإنّ معظم الأطفال الذين اختفوا توفوا فعلا، ولكن لا يزال هناك شعور لدى الكثيرين بأنّ العدالة لم تظهر حتّى الآن.
أصوات العنادل
الشيء الذي يربط المجتمع اليمني في إسرائيل بشكل كبير مع كل الشعب الإسرائيلي، هم أولئك المطربون الرائعون الذين خرجوا من أبناء وبنات هذا المجتمع. ليس الحديث فقط عن المطربين الذين يؤدّون الأغاني بالأسلوب اليمني التقليدي، وإنّما عن مجموعة واسعة من الأساليب التي تمزج بين القديم والجديد.
هل تعلمون، على سبيل المثال، بأنّه في كلّ المرات الثلاث التي فازت فيها إسرائيل بالأوروفيزيون، كان الممثّلون الإسرائيليون من أصول يمنية؟ المطرب يزهر كوهين الذي مثّل إسرائيل عام 1978، المطربة جالي عطري التي مثّلتها عام 1979 والمطربة دانا إنترناشيونال التي مثّلتها عام 1998؛ جميعهم كان من أصول يمنية.
القائمة طويلة وفيها أسماء كثيرة، ولكننا اخترنا للقرّاء خمسة ممثّلين بارزين من أفضل مطربي إسرائيل، والذي قدِم آباؤهم من اليمن:
هل تم تتويجه بلقب “الملك” عبثًا. أوصلت أغاني زوهر أرجوف، الذي غيّر اسم عائلته حيث كان في الأصل يدعى “عورقبي”، الموسيقى الشرقية لكل بيت في إسرائيل، وأصبح نجمًا بلا منازع. ولكن توهّج نجاح زوهر في حياته، وأصبح مدمنًا على المخدّرات واضطرّ في نهاية المطاف للانتحار في الزنزانة في الشرطة الإسرائيلية.
عوفرا حازا
بكت البلاد جميعها حين توفيت عوفرا حازا عام 2000، فقد كانت تعاني المطربة المحبوبة جدّا في سنّ صغير من مرض الإيدز الذي أصيبت به. ليس هناك شخص لا يعرف صوت الطفلة الصغيرة التي ولدت في حيّ فقير بتل أبيب لأسرة مكوّنة من تسعة أطفال، وأصبحت المطربة الأكثر شهرة في إسرائيل. استمعوا إلى أغنية عوفرا حازا باللغة العربية:
بوعاز شرعبي
المطرب صاحب الاسم اليمني المثالي والذي ولد لأسرة مكوّنة من عشرة أطفال، يمزج بين أسلوب الروك الكلاسيكي والجاز وبين الجذور العميقة في اليمن. وهو يزعم أنّ أخته قد اختطفت خلال قضية عمليات الخطف التي ذكرناها في السابق. تزوّج شرعبي ثلاث مرّات، كان من بينها زواج من امرأة اسمها هالين وكانت مدمنة على المخدّرات وانتحرت في السجن. ولكن لم يؤثّر شيئًا من هذه المآسي الشخصية على الموسيقى الرائعة التي ينتجها.
http://youtu.be/P9byhmQ0-bQ
مرجليت صنعاني
ولدت مرجليت صنعاني والتي تعرف أساسًا باسم “مرجول” في اليمن عام 1948، وهاجرت إلى إسرائيل وهي في جيل سنة. تمزج في أغنياتها بين الروك، البلوز والموسيقى اللاتينية، ويُلاحظ في أغنياتها تأثير الروح الأمريكية من أصول إفريقية. وهي تعرف في إسرائيل ليس فقط كمطربة وإنّما كمقدّمة لبرامج تلفزيونية كثيرة. اخترنا أن نعرض لكم إحدى أغانيها اليمنية التقليدية:
شوشانة ذماري
كانت شوشانة ذماري، التي ولدت في اليمن عام 1923 المطربة الأولى التي لم تكن من أصول أوروبية وأصبحت أسطورة إسرائيلية، وكانت مقبولة ومحبوبة بين جميع شرائح الشعب. بل هناك من وصفها بـ “المطربة الوطنية”، في أعقاب 70 عامًا لنشاطها في إسرائيل. رافقت الأغنية العبرية منذ السنوات التي سبقت قيام دولة إسرائيل، ولا يوجد من لا يعرف صوتها العميق والرنّان في إسرائيل. في هذه الأغنية التي تدعى “في كروم اليمن” تعبّر عن شوقها للمكان الذي ولدت فيه.