من يرغب في التعرف على حضارة معينة، فإنّ أحد الأمور الأكثر إثارة للاهتمام مما يمكنه القيام به هو النظر إلى دور العبادة الخاصة بتلك الحضارة. في هذا المقال يمكنكم التعرف على كل ما يجب معرفته حول الكنيس – بيت الصلاة اليهودي، وستحصلون على لمحة عن أربعة أجمل كُنس في إسرائيل.
الكنيس هو بيت الصلاة اليهودي، ويُعتبر مكانا مقدّسا. يُصلي اليهود ثلاث مرات في اليوم، صلاة في الصباح، صلاة في العصر، وصلاة المساء. بالنسبة لليهود تُعتبر الصلاة واجبا دينيا: ويجب أن يشارك فيها عشرة رجال بالغين في الثالثة عشرة فما فوق، على الأقل، أي ما يُسمى “منيان” في اليهودية وحينها تعتبر الصلاة “عامة”، وتقرأ كاملة، بما في ذلك مقاطع تُعتبر مقدسة ولا تقال عندما تكون الصلاة منفردة.
تُقام الصلاة في الكُنس منذ أكثر من 2000 عام. اتجاه الصلاة في كل كنيس هو باتجاه القدس، مكان الهيكل اليهودي الذي دُمّر، وبحسب ذلك يتم ترتيب أماكن الجلوس فيه. في كل كنيس هناك خزانة وفيها كتب التوراة، وتوجد أيضا منصة صلاة رئيسية يقف عليها من يقرأ من الكتاب المقدس ويؤمّ الصلاة. ينقسم الكنيس إلى مكانَيْن للصلاة: مكان للرجال وآخر للنساء. في العديد من المرات يقع قسم النساء في الطابق الثاني ويطلّ على قسم الرجال.
الصلاة في كنيس يهودي (Gershon Elinson/Flash90)
الكُنس في إسرائيل
معظم الكُنس في إسرائيل هي في الغالب متواضعة وبسيطة (بخلاف – على سبيل المثال – الكُنُس الفاخرة في أوروبا). في كل حيّ سكني في إسرائيل تقريبا هناك كنيس، وتقام فيه الصلوات يوميا، وتحديدا في أيام السبت والأعياد.
ورغم ذلك، هناك أيضا بعض الكُنس التي تتميز بتصميم فريد وفخامة استثنائية. ونقدم لكم هنا لمحة عن الكُنس الأربعة الأجمل من بينها:
كنيس “الخراب” في القدس
كنيس “الخراب” في القدس (Nati Shohat Flash90)
يبرز مبنى هذا الكنيس الجميل في مشهد الحيّ اليهودي في المدينة القديمة في القدس. أقيم المبنى الأصلي عام 1700، ولكنه خُرِبَ وأقيم من جديد عدة مرات، ومن هنا جاء اسمه. بعد إقامته بعشرين عاما دمّرة مثيرو شغب مسلمون، وبقي مهجورا لأكثر من مائة عام، حتى إعادة إعماره عام 1886. عام 1948 دُمّر للمرة الثالثة، من قبل الجيش الأردني وبعد 60 عاما من ذلك بدأت أعمال إعادة إعماره وبنائه.
كنيس “الخراب” في القدس (Yossi Zamir Flash 90)
واليوم يُعتبر كنيس “الخراب” كنيسا فخما ذا قاعة ارتفاعها 24 مترا، تنتهي بقبّة أنيقة تتدلّى منها ثريّات ضخمة. خزانة الكتب المقدسة، وسائر الأثاث والتصاميم حولها هي أعمال فنية. ويظهر من سطح المبنى مشهد مذهل للقدس، صحراء يهودا وحتى البحر الميت في الأيام الصافية.
كنيس “الخراب” في القدس (شركة تطوير الحي اليهودي)
كنيس الآري المقدس في صفد
الآري المقدس هو الحاخام إسحق لوريا، كبير العارفين في صفد في القرن السادس عشر، والذي أسس نظرية تعليم خاصة في “الكابلاه”، التصوّف اليهودي. أقام يهود شمال إفريقيا الكنيس الذي يحمل اسمه عام 1522، ولا يزال قائما حتى اليوم.
كنيس الآري المقدس في صفد
يوجد داخل الكنيس قبو اعتاد الآري فيه على تعلّم التوراة وأن ينظر بين الصلوات من النافذة على جبل الجرمق. ويتحدث زوار الكنيس عن الأجواء المليئة بالقوة والروحانية. وفي وسط الكنيس هناك منصة صلاة عالية، وفي الحائط الموجّة إلى القدس هناك الخزانة المنحوتة. غُطّيَ المبنى بزخارف باللون الأزرق، والذي يُعتبر لون القداسة والنقاء.
كنيس الآري المقدس في صفد
كنيس الغريبة في عكا
سمّي كنيس “الغريبة” على اسم “أخيه التوأم”، وهو مبنى كنيس مماثل بني قبل 2400 عام في جزيرة الغريبة في تونس. هذا الكنيس هو إبداع يكرّس فنّ الفسيفساء الذي استُخدم طيلة 50 عاما.
كنيس الغريبة في عكا
تصف ملايين الحجارة ومئات الفسيفساء مناظر أرض إسرائيل، وقصة الشعب اليهودي عبر أجياله، إضافة إلى 140 نافذة زجاج ملونة، مذهلة، وسبع قاعات للصلاة.
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس الغريبة في عكا
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
من الصعب عدم الانتباه إلى كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب (على اسم تسيمبليستا): يبدو المبنى الذي صُمم بوحي من الكتاب المقدس من الخارج كنوع من “الثنائي” – بناءين دائرين منتصبين ومصنوعين من حجر بناء فريد جُلب من آسيا، وتخرجان من قاعدتين مربعتين. من الداخل صُمّمت قاعة الصلاة بالحدّ الأدنى من الفن الحديث. ويحيط خزانة الكتب المقدسة بما يشبه حلقة تُدخل الضوء إلى قاعة الصلاة.
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
يوجد في المبنى قاعتين منفصلتين عن بعضهما البعض: قاعة الصلاة الموجّهة باتجاه الشرق (القدس)، وقاعة التعليم الموجّهة باتجاه الغرب. صمّم هذا المبنى الفريد المعماري السويسري ماريو بوتا، ولا يبدو ككنيس نموذجي، ليس من الخارج ولا من الداخل أيضا.
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
كنيس ومركز التراث اليهودي في جامعة تل أبيب
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني