في تطرق إلى التفجيرات الأخيرة في الضفة الغربية قبل الذكرى ال10 على موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، دعت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها، سامي ابو زهري، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأحد، حركة فتح إلى عدم تصدير أزماتها الداخلية للغير والكف عن “المهاترات”، والزج بحماس في قضاياها الداخلية.
واستنكر أبو زهري قرار فتح إلغاء المهرجان وما ورد في بيانها الذي حمّل حماس مسئولية التفجيرات الأخيرة في غزة، وإلغاء مهرجان ذكرى وفاة عرفات. وجدّد ابو زهري إدانة حماس لحوادث التفجير ودعوتها لملاحقة المجرمين المسئولين عنها وتقديمهم للعدالة.
وما زالت قضية التفجيرات الأخيرة التي وقعت على منازل مسؤولي فتح، ومنصة الذكرى لعرفات تثير أسئلة كثيرة لدى الفلسطينيين. وقد أظهرت الدلائل الأولى أن الأمر متعمد من جانب السلفية الجهادية أو تنظيم داعش بشحمه ولحمه، لكن الواقع أكثر تعقيدا.
لقد شمل البيان الذي ظهر في يوم التفجيرات في الشبكات الاجتماعية، وكما يبدو باسم داعش، إعلان مسؤولية الدولة الإسلامية على التفجيرات، وكذلك تهديدَ من يريد الاشتراك في مراسم ذكرى عرفات، وعلى رأسهم مسؤول فتح في القطاع.
لكن في نفس اليوم تبين للجميع أن إعلان المسؤولية وهمي. أنكر المسؤول في السلفية الجهادية أبو المعتصم المقدسي إنكارا جارفا أن يكون للتنظيم السلفي أي يد في التفجيرات، مما يعيد إلى المركز المتهمة الرئيسية في التفجيرات، حماس.
الاستراتيجية الإعلامية لحماس هي من ناحيةٍ إنكار مسؤوليتها عن التفجيرات، ومن ناحية أخرى اتهام رجال فتح بالتجاوزات ضد رجالها في الضفة الغربية. لقد اهتمت العناوين الرئيسية في صحيفة “فلسطين” التابعة لحماس في قطاع غزة بحدث إطلاق النار في كفر كنا، والعنوان الثانوي كان: “خريشة يطالب بوقف الاعتداء على مسيرات الأقصى”، مع ذكر بسيط في آخر الصفحة عن التحقيق في التفجيرات.
الخوف الأكبر لحماس هو أن يقصيَ موضوع التفجيرات موضوع الأقصى والتوتر مع إسرائيل عن جدول الأعمال.
في موقع “فلسطين” عرض صحفيو حماس مقابلة مع “خبير” من جهتهم، بغاية التأكيد أنه ليست لحماس أي يد في التفجير. اقتُبست أقوال “الخبير”، أستاذ الجامعة الإسلامية د. وليد المدلل، قائلا: ”هذه التفجيرات مدانة من كافة أبناء الشعب الفلسطيني، لأنها خارجة عن تقاليدنا وعاداتنا، وتأتي في الوقت الذي يشهد فيه القطاع أمنًا جيدًا. حماس لا يمكن أن تقوم بهذا العمل في الوقت الذي تروّج فيه إسرائيل أمام المجتمع الدولي أنها منظمة إرهابية”.
لكن د. عيدو زلكوفيتش، من جامعة حيفا متأكد أن حماس هي من يقف وراء التفجيرات، ومن وراء محاولة عرض الأمر وكأن داعش فعلته. كتب زلكوفيتش في صفحته على الفيس بوك أن “سلسلة التفجيرات التي وجهت إلى بيوت وممتلكات رجال فتح الخاصة في قطاع غزة، ونُسبت بإعلانِ مسؤولية مزيفٍ إلى داعش، تشير إلى أن رجال حماس أيضا يستخدمون استخداما مستهترا وجود داعش لتحقيق أجندة سياسية”.
لقد شرح زلكوفيتش: “حماس غير معنية بإقامة ذكرى وفاة عرفات في 11 تشرين الثاني. ستزيل الاحتجاجات الشعبية ضد حماس في قطاع غزة، الأضواء من الانتفاضة الثالثة الآخذة في التطور في الضفة الغربية”.
حسب تعبيره، تتمنى حماس قيام انتفاضة ثالثة حول قضية الأقصى التي تصدرت العناوين مؤخرا، آملة أن يكون للحركة وظيفة مركزية في انتفاضة كهذه. بقي فقط أن نرى إن كان تفجير بيوت مسؤولي فتح خطوة أثقل من اللازم في الحرب على قلوب السكان.