صحفي إسرائيلي يخضع للتحقيق في أبو ظبي

غلعاد شلمور (لقطة شاشة)
غلعاد شلمور (لقطة شاشة)

صحفي إسرائيلي وصل إلى مباراة "جراند سلام" خضع لمدة ساعات طويلة للتحقيق في قبو مظلم: "ضربوا على الجدران ولم يسمحوا لي بالقيام عن الكرسي"

لم يتوقع مراسل أخبار إسرائيلي سافر إلى أبو ظبي لنقل أخبار مباريات الجودو “جراند سلام” أن يخضع للتحقيق الشرطي في قبو مظلم. خضع المراسل غلعاد شلمور، ابن 35 عاما، للتحقيق بسبب وجود شك أنه يعمل جاسوسا، لهذا سألوه المحققون كثيرا عن ماضيه في الجيش الإسرائيلي.

دخل شلمور إلى أبو ظبي بسهولة وبحوزته جواز سفر أجنبي. في يوم التصوير الأول، وصل برفقة مصور محلي إلى الفندق الذي كان ينزل فيه المنتخب الإسرائيلي. في وقت ما، “وصل أربعة شبان من شرطة سرية وهم يرتدون العباءات. أخذوني إلى غرفة جانبية وطلبوا مني الانتظار. وسمحوا لممثل وزارة الخارجية بالتحدث معي. توقعت أن يُطلقوا سراحي، ولكن باءت توقعاتي بالفشل. بعد انتظار دام ثلاث ساعات، نقلوني عبر سيارة جيب، ثم نزلت في محطة الشرطة، وأخذوني إلى القبو وأجروا معي تحقيقا دام 13 ساعة”، قال شلمور.

وفق أقوال شلمور، تضمن التحقيق مواقف مثيرة للتوتر ومزعجة، ولكن لم يمارس العنف ضده. “ضربوا على الجدران، وسُمع صراخ رهيب خارج الغرفة. أجرى المحققون تغييرات في درجات حرارة المكيّف، إذ رفعوها جدا تارة وخفضوها كثيرا تارة أخرى وهكذا دواليك. لم يستخدم المحققون العنف، ولكنهم لم يسمحوا لي بالقيام عن الكرسي، وفي كل مرة حاولت فيها القيام عن الكرسي دخل محقق آخر، وأجلسني ثانية”، قال شلمور.

خشية من أن يتعرض للضرر، قرر شلمور في اللحظة الأخيرة ألا يتحدث عن ماضيه العسكري كمقاتل في وحدة “دوفدوفان” المميزة، وقال للباحثين إنه خدم لبضعة أشهر كمظلي، ولكن بعد إصابته عمل طاهيا وسائقا حتى انتهاء خدمته العسكرية. بعد ساعات من التحقيق، التقط الباحثون الرسائل النصية التي ظهرت في هاتف شلمور الخلوي، وقرروا في النهاية إطلاق سراحة، لهذا عاد إلى إسرائيل سريعا.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
مقتل صحافيين بالرصاص خلال بث مباشر على الهواء (لقطة شاشة)
مقتل صحافيين بالرصاص خلال بث مباشر على الهواء (لقطة شاشة)

صحفيون يدفعون الثمن بحياتهم

حرية الصحافة؟ عام 2014، قُتل نحو 74 صحفيًّا أثناء أداء وظيفتهم. معظم الصحفيين المعرّضين إلى خطر حقيقي مهددا لحياتهم هو أولئك الذين يتم إرسالهم لتغطية مناطق الحروب في العالم، ولكن ليس ذلك فقط

إن مهنة الصحافة ليست سهلة دائما. قد يجد الصحفي نفسه مرات عديدة في خطر على حياته، وخصوصا من يقوم بإعداد التقارير من مناطق الصراع في العالم. ولكن ليس من أرسِل ليعدّ التقارير من الجبهة يقع تحت الخطر فقط. ويمكننا أن نرى شاهدا على ذلك في قتل الصحفيَين الأمريكيَين في الأسبوع الماضي، أليسون باركر وآدم وورد.

لم يتم إرسالهما لإعداد التقارير من مناطق الحروب. فقد عملا في المجمل بمحطّة إخبارية محلية في فيرجينيا في الولايات المتحدة، ومع ذلك أطلق النار موظف سابق في هذه المحطة الإخبارية من مسافة صفر، عليهما.

ولكن آدم وورد وأليسون باركر فهما ليس أول من حصل له ذلك. ففي الأشهر الأخيرة فقط جرت عدة حوادث قتل صحفيين حول العالم، بعضهم لم يخرج من مكتب التحرير الذي عمل فيه. عام ،2014 قُتل نحو 74 صحفيًّا أثناء عملهم وقُتل 1100 منذ العام 1992.

في بداية شهر آب قُتل صحفيّ في أذربيجان في أعقاب منشور كتبه في الفيس بوك. وقد انتقد في المنشور كابتن فريق جابلا في السويد، جاويد حسينوف وكتب: “يحظر عليه اللعب في أوروبا لأنّه لا يعرف كيف يتصرّف”. كلّفه هذا المنشور حياته عندما هاجمه مجهولون وضربوه حتى الموت.

تنظيم الدولة الاسلامية يهدد بقتل صحفيَين يابانيين ويطالب طوكيو بفدية (لقطة شاشة)
تنظيم الدولة الاسلامية يهدد بقتل صحفيَين يابانيين ويطالب طوكيو بفدية (لقطة شاشة)

بعد عدة أيام من ذلك، في 11 آب، قُتل صحفي في البرازيل في بثّ حيّ، عندما داهم مسلّحان أستوديو الإذاعة الذي بُثّ منه برنامج الظهيرة المنتظم وأطلقا النار عليه حتى الموت. كان المذيع معروفا بتصريحاته القاسية ضدّ الفساد في البلاد. وقالت الشرطة بعد يوم من عملية القتل إنّه قد تم اعتقال كلا المشتبه بهما في التورّط بالفعل، ولكن لم يتم التعرّف على مطلقي النار أنفسهم ولم تُنشر أسماؤهم، بالإضافة إلى سبب القتل. منذ العام 2011 قُتل 16 صحفيّا في البرازيل بسبب عملهم وتصريحاتهم وفي غالب الحالات يُشتبه بالضلوع في القتل أيضًا مسؤولون في حكومة البلاد.

جرت حادثة قتل أخرى لصحفي في شهر شباط من هذا العام في تركيا. نو كوكلو، هو صحفي مستقلّ، معروف بمعارضته لسياسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وقد لعب بالثلج مع أصدقائه في حي كاديكوي في إسطنبول. فأصابت إحدى كرات الثلج التي ألقاها خلال اللعب نافذة متجر لبيع التوابل. عندها خرج صاحب المتجر ومعه سكين وطعنه بقلبه. ومن ثم زعم أقرباء كوكلو أنّ صاحب المتجر طعنه بسبب آرائه المعروفة لدى الجمهور التركي.

الحدث الذي هزّ فرنسا: في كانون الثاني عام 2015 قُتل 12 شخصا وجُرح عشرة آخرون خلال عملهم في هيئة تحرير المجلة الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”. وذلك بعد أن نشرت المجلة صورة كاريكاتورية اعتُبِرت منافية للإسلام. لذلك داهم مكاتب المجلة مسلّحان إسلاميان ملثّمان وأطلقا النار على الموظفين فيها حتى الموت.

ومن المعروف أن الصحفيين المعرّضين إلى تهديد يومي هم بطبيعة الحال الصحفيون الذين يتم إرسالهم إلى مناطق الحروب. وقد أعدَم تنظيم الدولة الإسلامية قبل عام الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف ومنذ ذلك الحين وهو مستمر في نشر إعدامات لصحفيين وعمّال إغاثة غربيين يصلون إلى مناطق الحروب.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية لشخص في سجن (AFP)
صورة توضيحية لشخص في سجن (AFP)

أين يوجد أكبر عدد من الصحفيين المعتقلين؟

يكشف تقرير خاصّ للّجنة الدولية للدفاع عن الصحفيين عن عدد الصحفيين المعتقلين في جميع أنحاء العالم: نحو ثلثهم موجود في معتقلات صينية أو إيرانية

20 مارس 2015 | 10:32

في تقرير خاص نشرته اللجنة العالمية للدفاع عن الصحفيين، كشف أعضاء اللجنة عن 221 صحفيّا في جميع أنحاء العالم ممّن يقبعون حتى هذا اليوم في السجن، فقط لأنّ نظاما معيّنا لم يحبّ كتابتهم أو تقاريرهم من البلاد. يقع هذا المعطى، كما يؤكّد معدّو التقرير، في المرتبة الثانية منذ بدأت اللجنة بتتبّع عدد الصحفيين المعتقلين في جميع أنحاء العالم، عام 1990.

إذن فأين يوجد معظم الصحفيين؟ بشكل غير مفاجئ جدّا، فإنّ نحو ثلث مجموع الصحفيين المعتقلين في جميع أنحاء العالم محتجز في دولتين فقط؛ وهما الصين وإيران. تفوّقت الصين الشيوعية في هذا التصنيف المريب، حيث إنّه حتى كتابة التقرير احتُجز في معتقلات البلاد 44 صحفيّا (يبدو أنّ هناك آخرين قد اعتقلوا ولكن لم تصل جميع المعلومات حول ذلك إلى اللجنة).

وتحتلّ إيران المرتبة الثانية كما ذكرنا، حيث يُحتجز هناك 30 صحفيّا في المعتقلات. معظم الصحفيين المعتقلين في البلاد هم مراسلون محلّيّون كانوا ضدّ نظام آيات الله في البلاد، ولكن يمكن أن نعثر بينهم أيضًا على مراسل صحيفة “واشنطن بوست”، جايسون رزيان، الذي تمّ اعتقاله في شهر تموز من العام الماضي، دون أن يُعرف شيء عن أسباب اعتقاله.

ومن تفوّقت في هذا التصنيف أيضًا؟ تقع في المرتبة الثالثة إريتريا، حيث هناك رهن الاعتقال اليوم 23 صحفيّا، وخصوصا بعد التعبير عن الرأي ضدّ الحكومة. وتُكمّل الدول “الخمس الأولى” إثيوبيا (17 معتقلا) وفيتنام (16 معتقلا).

وتحتل المرتبة السادسة مصر، حيث يقع رهن الاعتقال هناك 12 صحفيّا، بعضهم معتقل منذ المظاهرات الضخمة في ميدان التحرير. وتجاورها سوريا، حيث يقع رهن الاعتقال فيها 12 معتقلا، دعا جميعهم لإسقاط نظام الأسد وعبّروا عن دعمهم لقوات الثوار. وتقع في المرتبة العاشرة الديمقراطية الوحيدة في التصنيف: تركيا. حيث يُحتجز اليوم في المعتقلات هناك 7 صحفيّين، وفي معظم الحالات فإنّ أسباب الاعتقال غير واضحة تمامًا.

اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل