بنى أريئيل شارون، رئيس الحكومة الحادي عشر في دولة إسرائيل، مسيرته في الجيش، وهو منقوش في الذاكرة الجماعيّة، الإسرائيلية والعربيّة على حدٍّ سواء، كمقاتِل وقائِد عسكريّ، وقف خلف عددٍ غير قليل من الحروب. واتُّهمَ شارون مرارًا بالإفراط في استخدام القوّة، القتال غير الأخلاقي، وانتهاج المواقف اليمينيّة. لكن عام 2005، وفيما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية، قام بخطوة تاريخيّة لا تُنسى حين قرّر الانسحاب الأحاديّ الجانب من قطاع غزة. نظرة شاملة إلى حياة الجنرال أريئيل شارون.
بدايَة الطريق
بدأ شارون طريقه في تنظيم “ههاغاناه”، قبل إنشاء دولة إسرائيل، وفي حرب 1948، عمل قائد قسمٍ، وأصيب إصابة خطِرة. ادّعى شارون لاحقًا أنّ الإصابة والمعركة كان لهما أثر كبير في صياغة حياته. بعد شفائه، واصل القتال، وشارك في معارك ضدّ الجيشَين الأردني والمصريّ.
أريئيل شارون ورئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون (Flash90)
في السنوات الأولى بعد إقامة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيليّ، عُيّن شارون قائد كتيبة، وعام 1953 طُلب منه إنشاء “الوحدة 101″، بحيث تتمكّن من إنجاز مهامّ في عُمق أراضي العدوّ، لا سيّما إجراء عمليّات عقابية ضدّ هجمات الفدائيين الذين انطلقوا حينذاك من قطاع غزة والضفة الغربية. تحت إشرافه، أضحت الوحدة 101 أوّل وحدة كوماندوز في الجيش الإسرائيلي، إذ تخصّصت بعمليات الرد على المتسلّلين الفلسطينيين، من ضمنها الغارة على مخيّم البريج للّاجئين في قطاع غزة، والغارة على الخليل في عام 1953.
في وقتٍ لاحق، عُيّنَ شارون قائدًا لجميع وحدات المظليين، وفي حرب سيناء أشرف على معركة ممر “متلا” الشهيرة، التي مُني فيها الجانِبان، الإسرائيلي والمصريّ، بخسائر فادحة. في وقتٍ لاحق، واجه شارون انتقادًا لاذعًا لمبادرته إلى المعركة رغم عدم ضرورتها. بعد فترة متواصلة من تجميد ترقيته، عُيّنَ شارون قائدًا للواء المدرّعات ورئيس أركان قيادة الشمال.
حرب 1967 وما تلاها
في حرب الأيام الستة أشرف شارون على كتيبة قاتلت الجيش المصري، ولاقت نجاحًا كبيرًا إذ أجبرت القوات المصرية على التراجع جنوبًا. حظي شارون بالمجد للمعارك التي أدارها في أم كتف وأبو عجيلة. وقد اعتُبرت المعركة واحدة من أنجح المعارك في تاريخ الجيش الإسرائيلي، ودُرّست بعد ذلك في أكاديميّات عسكريّة في أرجاء العالم. في ما تبقّى من الحرب، أشرف شارون على تطهير محور التقدّم الجنوبي لقوّات الجيش الإسرائيلي باتجاه قناة السويس.
أريئيل شارون ومناحم بيجن (Flash90)
بعد الحرب، نقل شارون مراكز تدريب عديدة للجيش إلى أراضي الضفة الغربية التي احتُلّت في الحرب. عام 1969، عُيّنَ قائدًا لمنطقة الجنوب، ولعب دورًا رئيسيًّا في حرب الاستنزاف. في بداية السبعينات، كان شارون مسؤولًا عن إحباط الإرهاب القادم من قطاع غزة، وقد أوعز بإدخال قوّات عسكريّة ووحدات نخبة إلى القطاع. تمّ إجراء تمشيطات واسعة على طول القطاع، وخرج شارون نفسه إلى الميدان مرشدًا الجنود كيف ينفّذون المهامّ. إضافةً إلى العمليّات والسعي لعلاقة مع الإرهابين، انتهج شارون سياسة العصا والجزرة مع السكّان. فالمناطق الهادئة شُجِّعت وطُوِّرت، فيما المناطق ذات الصلة بالإرهابيين لم تنَل مساعَدة.
كان طابع عمل شارون في قطاع غزة خلافيًّا. فقد لاقى هدم بيوت نشطاء إرهابيين انتقاداتٍ من اليسار، كما لاقت سياسة الذراع الحديدية انتقادًا من الحاكم العسكري في غزة. وسّع شارون عملية محاربة الإرهاب لتشمل سيناء، مركِّزًا على البدو الذين تدفّق السلاح عبرهم إلى غزّة. تمّ إخلاء بعض البدو من شمال سيناء، ما أدّى إلى توبيخ رئيس الأركان لشارون، لكنّ الحكومة دعمت عمله.
حرب تشرين
بعد أشهر معدودة من حرب تشرين، بسبب خلافات حادّة جدًّا في الرأي مع رئيسَي الأركان بار ليف ودافيد إليعيزر، قرّر شارون الانسحاب من الجيش، مُعلنًا عن إقامة حزب يمينيّ موحّد استعدادًا للانتخابات التي كانت مُحدَّدة في تشرين الأول 1973. أثمرت مبادرته عن إنشاء حزب “الليكود” في تموز، وعُيّن شارون مسؤولًا عن قسم الانتخابات في الحزب.
يوم الجمعة، 5 تشرين الأول 1973، تلقّى شارون إشعارًا أنه يُتوقَّع اندلاع حرب وبدأ بتجنيد كتيبة احتياط مصفّحة. في اليوم التالي، خرج على رأس كتيبته إلى سيناء وبدأت حرب تشرين. في اليوم الثالث من الحرب، نجحت كتيبة شارون في القضاء على حشدٍ من 35 دبّابة مصريّة في تل حميدة – أوّل معركة هجوميّة ناجحة منذ بدء الحرب في منطقة الجنوب. وبدأت قواته تتقدم باتجاه القناة. حين علِم رئيس الأركان بالأمر، أمر بوقف التقدّم، ما تبيّن لاحقًا أنه خطأ، إذ كثّف المصريون قوّاتهم في القناة وألحقوا خسائر فادحة جدًّا بالجانب الإسرائيلي. في اليوم نفسه، ارتفع مستوى الخلافات في الرأي بين شارون وبين قيادة الجيش، ليبلغ حدّ عدم انصياع شارون للأوامر. ساند وزير الدفاع ديان شارون، لا رئيس الأركان وقائد اللواء.
في 14 تشرين الأول، في معركة دفاعية شاركت فيها الكتائب الثلاث في الجنوب، كُبح هجومٌ مصريّ كبير، ودمّرت كتيبة شارون نحو 150 دبّابة مصريّة من الدبابات المصرية الـ 250 التي دُمّرت في الهجوم. مع نجاح معركة الإيقاف، تمّت المصادقة على برنامج اجتياز القناة. أُلقيت على عاتق كتيبة شارون مهمّة اقتحام القناة وإنشاء جِسر. بعد الظهر، بدأت الكتيبة بقيادة شارون المعركة، وكانت المعركة من أعقد وأصعب معارك حرب تشرين. خلال العمليّة كلّها، خاضت الكتيبة معارك قاسية مليئة بالجرحى والقتلى. في نهاية المطاف، حوّلت العمليّة مسار الحرب في الجنوب. في أعقاب اجتياز الجيش الإسرائيلي القناة، بدأت مصر تطلب وقف إطلاق النار.
وزير دفاع في حرب لبنان
بعد الحرب، ورغم الانتقادات اللاذعة لسلوك الجيش الإسرائيلي والحكومة، كان شارون تحديدًا من الذين نالوا صورة إيجابيّة، واعتُبر الشخص “الذي أنقذ الموقف” ومنع خسائر أكبر، كما نجح في الحفاظ على شبه جزيرة سيناء بيدَي إسرائيل. في كانون الأول 1973، انتُخب للكنيست الثامنة عن حزب الليكود. بعد سنة، استقال من الكنيست، ليتمكّن من الاحتفاظ بمنصبه قائدًا لكتيبة احتياط. عام 1975، عُيّن مستشارًا لرئيس الحكومة إسحاق رابين للشؤون الأمنية.
عام 1981، بعد الانتخابات للكنيست العاشرة، عُيّن شارون وزيرًا للدفاع في حكومة مناحيم بيجن الثانية، وأشرف في إطار منصبه على إخلاء المستوطِنين من سيناء، وهدم مستوطنات “يميت” في نيسان 1982.
عام 1982، كان شارون، بمصادقة الحكومة، المبادِر إلى حرب لبنان، التي بدأت باسم “عملية سلامة الجليل” – عمليّة عسكريّة للقضاء على التنظيمات الإرهابية الفلسطينية في جنوب لبنان، حيث أنشأت منظمة التحرير الفلسطينية مقاطعة هدّدت سكّان شمال إسرائيل. بدأت الحرب في أعقاب محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرجو، التي دفعت إسرائيل إلى ضرب منشآت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ما أدّى إلى إطلاق وابلٍ قويّ من صواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل.
وفق إعلان بيجن في الكنيست، تمّ حصر العمليّة بدخول قوّات الجيش الإسرائيلي حتّى 40 كيلومترًا شمال الحدود مع لبنان، مسافة أبعد من مدى صواريخ الكاتيوشا التي كانت بحوزة الفلسطينيين. أمّا على أرض الواقع، فقد عمل الجيش الإسرائيلي أبعد من ذلك ووصل إلى العاصمة بيروت، بهدف القضاء كُلِّيًّا على وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان. في أعقاب العمليّة، بقيت قوّات الجيش الإسرائيلي في عُمق لبنان نحو ثلاث سنوات، ما أدّى إلى خوضها حرب عصابات صعبة مع عناصر مختلفة، بينها حزب الله. أدّت الخسائر التي لحقت بالجيش الإسرائيلي وما اعتُبر عدمَ توقّع البقاء في عُمق لبنان، إلى جانب شائعات مفادها أنّ شارون ضلّل رئيس الحكومة، بيجن، حول مدى تورّط الجيش الإسرائيلي في لبنان، إلى هبوط حادّ في شعبيّة الحرب وإلحاق الأذى بالمكانة الشعبيّة لشارون.
فضيحة صبرا وشاتيلا
خلال مكوث الجيش الإسرائيلي في بيروت، في أيلول 1982، ارتكب حزب “الكتائب اللبنانية” مجزرة في مخيّمَي اللاجئين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا في المدينة. حدثت المجزرة بعد اغتيال بشير الجميّل، قائد “القوّات اللبنانيّة” التابعة للكتائب، الذي انتخُب رئيسًا للجمهورية بدعم إسرائيل. في أعقاب اغتيال الجميّل، سيطر الجيش الإسرائيلي على بيروت الغربيّة، ذات الأكثرية الإسلاميّة. أوكلت إسرائيل مهمّة “تطهير” مخيّمات اللاجئين من المقاتِلين الفلسطينيين إلى قوّات الكتائب، التي دخلت مخيّمَي صبرا وشاتيلا مساء 16 أيلول، وبدأت بالقتل عشوائيًّا خلال وقت قصير. وخرجت القوّات من المخيمَين بعد يومَين بناءً على طلب الجيش الإسرائيلي، وخلال اليوم فقط بدأت أبعاد المجزرة بالاستضاح، إذ قُتل وفق التقديرات بين 700 و800 شخص، بمَن فيهم نساء وأطفال كثيرون.
مجزرة صبرا وشاتيلا 1982 (AFP)
في أعقاب ضغط الرأي العام في البلاد والعالَم، عُيِّنَت لجنة تحقيق رسميّة للتحقيق في أحداث المجزرة. قرّرت اللجنة أنه رغن عدم تورّط الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في المجزرة، فإنّ شارون مسؤول عن تجاهُل خطر ارتكاب الكتائب اللبنانية مجزرةً في مخيّمات اللاجئين انتقامًا لمقتل قائدها العسكريّ. في أعقاب ذلك، أوصت اللجنة بعزل شارون من منصبه، وبعدم تسليمه حقيبة الدفاع من جديد. رفَض شارون الاستقالة، لكنّه عُزل من وزارة الدفاع بناءً على قرار الحكومة.
عضو في الحكومة والمعارضة
لسنواتٍ طويلة، شغل شارون مناصب مختلفة في الحكومة، بينها وزير الصناعة والتجارة، ووزير الإسكان، حيث أمر ببناء مئات عديدة من الوحدات السكنية في أراضي الضفة الغربية.
في فترة حكومة إسحاق رابين، عارض شارون بوضوح مسار أوسلو، الذي رأى فيه خطرًا فادحًا على أمن الدولة، حتّى إنه قال إنّ رابين وبيريس كانا سيُحاكَمان على اتّفاقات كهذه لَو كانا في دولة أخرى.
أريئيل شارون في الحرم الشريف, سبتمبر 2000 (Flash90)
عام 1998، عُيّن شارون وزيرًا للخارجية، وشارك مع بنيامين نتنياهو في بلورة بنود اتّفاقية واي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. في إطار عمله وزيرًا للخارجية، عمل شارون على تعزيز السلام في المنطقة وسعى إلى دعم مشاريع إقليميّة مشتركة في شأن المياه.
عام 2000، وحين كان زعيم المعارضة في عهد حكومة إيهود باراك، صعد أريئيل شارون إلى الحرم القدسي الشريف (ساحة الأقصى) في زيارة إعلاميّة قال فيها: “جبل البيت في يدنا”، وأعلن أنّ “لكلّ يهودي الحقّ في زيارة جبل البيت”. أثارت الزيارة اضطراباتٍ في الحرم القدسي، أدّت إلى اندلاع انتفاضة الأقصى وإلى سنواتٍ طويلة من المواجهة الدمويّة بين الجانبَين.
رئيس الحكومة شارون
عام 2001، وبعد انتخابات وعد فيها شارون الشعب الإسرائيلي بـ”السلام والأمان”، انتُخب رئيسًا للحكومة. ألّف شارون حكومة وحدة مع حزب العمل، ما منحه وحكومته شرعيّة لدى الشعب الإسرائيلي وفي العالم على حدِّ سواء. خلال سنوات الانتفاضة، التي لحقت فيها بإسرائيل خسائر بشريّة فادحة، بسبب التفجيرات الانتحاريّة التي نفذتها التنظيمات الفلسطينية داخل إسرائيل بشكل أساسيّ، عمل شارون على إضعاف السلطة الفلسطينية، ساعيًا إلى إظهار الصلة بينها وبين الإرهاب، وإلى نزع الشرعية عنها في العالم.
في آذار 2002، بعد تفجيرٍ قويّ جدًّا، وبعد شهر قُتل فيه أكثر من 120 مواطنًا وجنديًّا إسرائيليًّا، قرّرت حكومة شارون احتلال الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية (أراضي A) في عملية الدرع الواقي، التي فكّكت بنية التنظيمات في الضفة، ونجحت في تقليل عدد القتلى في التفجيرات بشكل ملحوظ.
رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون ونجله عمري شارون (Flash90)
عام 2002، بدأ شارون بإنشاء جدار الفصل الذي يفصل بين إسرائيل والضفّة، رغم أنّ عارضه لسنواتٍ طويلة، لكونه دعم طيلة حياته بحماسٍ فكرة أرض إسرائيل الكاملة.
عام 2003، انتُخب شارون لولاية إضافيّة. في هذه الفترة، تقرّب كثيرًا من الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، وبدأ بإبداء اعتدال في مواقفه السياسية. وخلافًا لبنيامين نتنياهو، الذي عبّر حينذاك عن معارضته لإقامة دولة فلسطينية، توجّه شارون إلى مركز الخارطة السياسية، وأعلن أنّه “مقابل سلام للأجيال القادمة، أنا مستعدّ للقيام بتنازُلاتٍ مؤلمة”.
الانسحاب من غزّة
في خطابٍ ألقاه نهاية 2003، أعلن شارون أنّه يعتزم، إن لم يجِد شريكًا فلسطينيًّا مُلائمًا، الانسحاب الأحادي الجانب في المستقبَل القريب من أجزاءٍ من الأراضي الفلسطينية وحتّى إخلاء مستوطنات – برنامج دعاه “فكّ الارتباط”. ناقض برنامجه الأيديولوجية التي دافع عنها بحماسة طيلة حياته السياسية والتي على أساسها انتُخب، وأدّى إلى اهتياجٍ حادّ في اليمين.
بالتوازي مع طرح فكرة الانسحاب، واصل سياسته القاسية والقتاليّة ضدّ الإرهاب، وأوعز، على سبيل المثال، باغتيال رئيس حركة حماس، أحمد ياسين وخليفته عبد العزيز الرنتيسي، كما قاد عمليات تطهير في رفح وشمال القطاع.
رئيس الحكومة في السابق أريئيل شارون ومحمود عباس (Flash90)
في تشرين الثاني 2004، مع وفاة ياسر عرفات، أصرّ شارون على رأيه بتنفيذ خطّة فكّ الارتباط، ولم يستبعِد التفاوض مع القيادة الفلسطينية. في كانون الأول، ضمّ إلى حكومته حزب العمل برئاسة شمعون بيريس. تمّت الموافقة على الحكومة الجديدة، التي كان هدفها الرئيسي تنفيذ الانسحاب، بأكثرية ساحقة، ما دلّ على مدى تبدّل مواقف شارون السياسيّة، مقابل الأيام التي كان يُعتبَر فيها أحد كبار داعمي فكرة أرض إسرائيل الكاملة. سخطت الأوساط اليمينية، التي كانت معجبة بشارون سابقًا. كما كان هناك خوف من اغتياله. ادّعى عددٌ من معارضيه أنّه دعم برنامج فكّ الارتباط ليحوّل اهتمام الإعلام عن فضائح الفساد التي اتُّهم فيها.
في شباط 2005، صادقت الحكومة والجيش على الخطّة، وبدأ تنفيذها في آب 2005، وسط خلافات حادّة في الرأي العام الإسرائيلي. استُكمل إخلاء المستوطَنات خلال ثمانية أشهر، ثمّ جرى إخلاء جميع قواعد الجيش الإسرائيلي من القطاع.
عام 2005، انشقّ شارون عن الليكود، وأنشأ حزب كاديما، كحزب وسطي عريض، يدعم العمليّة السياسيّة مع الفلسطينيين. تمثّل مغادرة شارون الحزب اليمينيّ الذي كان أحد رموزه التغيير الجوهريّ الذي مرّ به شارون من رجل أمن وحرب إلى داعمٍ للسعي في أثر السلام مع الفلسطينيين.
لكنّ شارون لم يتمكّن من تحقيق برنامجه بالتحدّث إلى الفلسطينيين، وليس لأسبابٍ سياسيّة. ففي 18 كانون الأول 2005، أصيب شارون بنوبة دماغية خفيفة. إثر ذلك، كان يُفترَض أن يجتاز عمليّة قسطرة في القلب ويتناول أدوية لتمييع الدم. في 4 كانون الثاني 2006، أصيب بنوبة دماغيّة ثانية خطيرة، بسبب نزيفٍ دماغيّ. إثر عجزه عن القيام بمهامّه، نُقلت صلاحيّاته كرئيسٍ للحكومة إلى القائم بأعماله، إيهود أولمرت. وبعد علاج الطوارئ الذي خضع له شارون، دخل سباتًا استمرّ ثماني سنوات، لم يُفق منه، حتّى وفاته في 11 كانون الثاني 2014.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني