وصل البارحة (الاثنين) إلى المقبرة العسكرية في حيفا الكثيرون لوداع الرقيب أول شون كارملي، الذي قُتل أول البارحة خلال العملية العسكرية في غزة، في طريقه إلى مثواه الأخير.
كان كارملي جنديًا وحيدًا قدم من الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات، للالتحاق بالجيش الإسرائيلي، جاء والداه البارحة إلى البلاد وانضما لابنتيهما اللتين تقيمان في البلاد. حضر كثيرون الجنازة بعد استجابتهم لنداء عبر مواقع التواصل الاجتماعية ومن خلال مشجعي فريق كرة القدم “مكابي حيفا”، وهو الفريق الذي كان يحبه كارملي، وحضروا تقديرًا واحترمًا له.
يوجد في إسرائيل الكثير من الجنود الوحيدين، الجنود الذين قرروا عدم التنازل عن الخدمة العسكرية رغم انفصالهم الجسدي عن عائلاتهم. الجنود الوحيدون هم عادة جنود منفصلين عن عائلاتهم لأسباب مختلفة وهم غالبًا يكونون بحاجة للسكن خلال خدمتهم العسكرية (3 سنوات أو أكثر) ولإطار حسي داعم ويحاول الجيش الإسرائيلي ومن خلال جهات وجمعيات مختلفة تقديم حلول لهذه الأمور لتخفيف الأعباء على الجنود خلال خدمتهم العسكرية.
كان هناك قلق، بعد ساعات من ورود خبر وفاة كارملي، من أن عددًا قليلا فقط من الأشخاص سيحضرون الجنازة بسبب كونه جنديا وحيدًا. نُشرت في عدة منتديات، تابعة لفريق “مكابي حيفا”، عدة رسائل موجهة إلى المشجعين والمواطنين للمجيء وتقديم الوداع الأخير له. كُتب على صفحة مشجعي الفريق: “هذه فرصتكم للقيام بمعروف جليل” “شون كارملي الذي قُتل البارحة كان جنديًا وحيدًا ولا نريد أن تفتقر جنازته لمشاركة الجمهور. تعالوا لنقدم الوداع الأخير والتقدير للبطل الذي مات لنعيش نحن. هذا أقل ما يمكننا أن نفعله له ولشعبنا”.
انتشر نداء مشجعي فريق “مكابي حيفا” في مواقع التواصل الاجتماعية، وانضمت أيضًا إلى ذلك النداء جمعيات وجهات أخرى للتعبير عن التضامن مع الجندي وعائلته. تقول تقديرات الشرطة إنه لقد وصل 20 ألف شخص تقريبًا البارحة إلى مقبرة حيفا العسكرية لإلقاء نظرة وداع وتقدير أخيرة على الجندي الوحيد.