أصل الكلمة “شنيتسل” بالأساس من اللغة الألمانية، ومعناها “شريحة صغيرة”، ولا يوجد اليوم طفل إسرائيلي لا يعرفه. والحديث، عمومًا، عن قطعة من اللحم، مغطاة بفتات الخبز المقلية، ولكن حتى وإنْ كان يبدو ذلك لكم غريبًا، فالحديث عن طعام لذيذ.
في إسرائيل تم جعل “الشنيتسل” محليًا منذ سنوات، وبدلا من إعداده، على الطريقة الأصلية الأوروبية، من لحم العجل (أو الخنزير، لا سمح الله)، يتم إعداده من شرائح صدر الدجاج.
الأمر مثير للدهشة: ننظف صدر الدجاج ثم نخرج منه جميع العظام، ونقطعه إلى شرائح رقيقة. إذا لم تكن الشرائح رقيقة بشكل كاف، يمكن طرقها بلطف بواسطة مطرقة (هناك مطرقة خصوصية للشنيتسل، ولكن أيضًا المطرقة العادية يمكن أن تكون جيدة للاستخدام).
يتم غمر الشرائح المطروقة في وعاء فيه دقيق، حيث نقوم بتتبيلها قليلا مسبقًا (أنا أفضل التتبيل بالملح، الفلفل الأسود، القليل من مسحوق الحساء والفلفل الحلو). نهز الوعاء جيّدًا، ثم ننقل الشرائح ونغمرها في وعاء مع بيض مخفوق. ولإثراء المذاقات، يمكن خلط الخردل أو المايونيز مع البيض، وإضافة الملح والفلفل.
بعد غمر شرائح الدجاج بالبيض، ننقلها إلى وعاء فيه فتات الخبز، ونتأكد بأنها ملتصقة جيّدًا. بعد أن ننتهي من إعداد الشرائح، نسخن كمية سخية من الزيت في مقلاة عميقة، وفقط بعد أن يكون الزيت ساخنًا فعلا، نقلي الشرائح المغطاة فيه. بعد نحو دقيقة-دقيقتين نقلب الشريحة، ونقلي من الجانب الآخر. يجب أن يخرج “الشنيتسل” عندما يكون ذهبيّا من الجهتين. يقدّم ساخنًا، مع شرائح الليمون.
رغم أن “الشنيتسل” في الواقع بسيط، ولكن مذاقه لذيذ ويسبب الإدمان. وليس عبثًا أنه أحد أنواع اللحوم الأكثر شهرة في إسرائيل. يمكن العثور عليه في أكشاك الشوارع، ويباع بالأرغفة أو بالكعكة (اللخمنياة)، وحتى في المطاعم الراقية، بإضافة من البطاطا المهروسة أو التوابل الخاصة، وبشكل خاص يمكن إيجاد “الشنيتسل” في بيوت كثيرة، كوجبة غداء عمومية وشائعة، بإضافة المعكرونة، البطاطا المقلية.
هناك الكثير ممن يسعى إلى التنويع في إضافات “الشنيتسل”، ويضيفون مذاقات مثيرة للاهتمام في التغطية، على سبيل المثال، أن يتم غمره مرتين بفتات الخبز (بدلا من الدقيق في المرة الأولى) ليكون أكثر هشًا، وهناك من يقليه بالزبدة بدلا من الزيت. هناك الكثير من الإسرائيليين، بما في ذلك الطهاة وذوي الخبرة، الذين يدعون أنّ وصفة “الشنيتسل” الخاصة بهم هي “الأفضل”، ولكن معظم الإسرائليين سيتفقون على أنّ أفضل “شنيتسل” هو “الشنيتسل” الذي تقوم والدتهم بإعداده.