روحاني/ نتنياهو (GPO/AFP)
حسن روحاني/ بنيامين نتنياهو
كما في جميع السنوات الأخيرة، كانت السنة الماضية أيضًا “الأكثر مصيريّةً” في ما يتعلقّ بمستقبل المشروع النوويّ الإيرانيّ. كان زعيمان يقفان الواحد مقابل الآخر على جبهة الصراع حول المشروع.
من جهة، وقف في تشرين الأول المنصرم بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة في نيويورك ليوضح لمَ يُمنَع منح إيران فرصة لتطوير قنبلة نوويّة. لكن بعد سنوات لم يكن فيها مقابله خصم جدير من الجانب الآخر، أرسل الإيرانيون هذا العام زعيمًا من طرازٍ جديد – زعيم “هجوم الابتسامات”، حسن روحاني.
“نحن جاهزون للشفافيّة، لكننا سنواصل تخصيب اليورانيوم”، صرّح روحاني، بشكل يختلف كُلّيًّا عن سلفه، محمود أحمدي نجاد.
لكنّ كلّ ذلك لم يعنِ شيئًا لنتنياهو. “روحاني هو ذئب في ثياب حمَل”، حذّر نتنياهو شعوب العالَم من على منصّة الأمم المتحدة. وأضاف: “وقف روحاني على هذه المنصة ممجّدًا الديموقراطية الإيرانيّة، لكنّ النظام الذي يمثّله أعدم معارضيه السياسيين بالجملة وزجّ آلافًا منهم في السجون”.
الرئيس الأيراني حسن روحاني (AFP)
في تشرين الثاني من هذا العام، حقّق روحاني إنجازًا كبيرًا، حين قاد إيران إلى اتّفاق مرحليّ تاريخيّ أوّل من نوعه بين إيران من جهة والولايات المتحدة والدول الغربية من الجهة الأخرى. صحيحٌ أنّ إيران وافقت على وقف تخصيب اليورانيوم إلى مُستوى 20%، عدم تركيب أجهزة طرد مركزيّ جديدة، والإتاحة للمراقبين أن يفحصوا منشآتها النووية، لكنّ الأمر “خطأ تاريخي” من وجهة نظر نتنياهو، يتيح لإيران الوصول إلى القنبلة.
اختيار هيئة التحرير: حسن روحاني. ليس هناك طريقة ملطَّفة لقول ذلك: نتنياهو خسر هذا العام. فبعد سنوات من وعظ المجتمع الدولي حول مخاطر النووي الإيراني، يبدو أنّ العالم سباه سِحرُ الرئيس الإيراني الجديد ورسائله التسوويّة. اتّفاق جنيف هو إنجازٌ عظيم لروحاني ولإيران، وخسارة لا يُستهان بها لإسرائيل ولنتنياهو القلِق.
سارة/أسماء (Fkash90/AFP)
سارة نتنياهو/ أسماء الأسد
برزت “سيّدتان أوليان” هذا العامّ بشكل خاصّ على المستوى العامّ في الشرق الأوسط.
فمن جهة، واظبت السيّدة أسماء الأسد، الجميلة والأنيقة، على التوضيح لسوريا وللعالَم بأسره أنها وعائلتها لا ينوون مغادرة سوريا أو الهرب منها، وبقيت لتدعم زوجها فيما البلاد غارقةً في حرب أهليّة دامية. سعت أسماء الأسد لنقل رسائل وطنيّة، داعمة للدولة ومواطنيها، إذ تصوّرت وهي تغرس شجرة زيتون، ومع مواطنين داعمين، موزّعةً ابتسامات في جميع الجهات. لكن هل يختبئ خلف الابتسامات ومستحضرات التجميل غول؟ لا تزال الأسد، التي تجري مشترياتٍ بمئات آلاف الدولارات، تُستورَد خصّيصًا من أجلها من أوروبا وأمريكا، تعاني من صورة المعزولة والمترفّعة، ولا تنجح ابتسامتها القلبيّة في حجب الفارق. بالأساس، تواصل أسماء الأسد الوقوف خلف أكبر جزّار في القرن الحادي والعشرين.
بشار وأسماء الأسد (MIGUEL MEDINA / AFP)
بالتبايُن، تواظب سارة نتنياهو، بلباسها غير الأنيق وغير المنتقى بعناية، على التصوُّر إلى جانب زوجها في كلّ مناسبة ممكنة، مع ابتسامة عريضة مرتسمة على وجهها. وفي الواقع، لديها أسباب عديدة للابتسام، معظمها على حساب دافعي الضرائب الإسرائيليّين. فقد أظهرت التقارير التي نُشرَت هذا العام عن النفقات في البيوت الثلاثة لرئيس الحكومة إلى مبالغ طائلة غير مبرَّرة أُنفقت على الأزهار، الشموع ذات الرائحة العطِرة، الماكياج، والبوظة، وكذلك حساب ماء ضخم جدًّا نابع بالأساس عن حديقة مُعتنًى بها جيّدًا وعن الاحتفاظ ببركة سباحة. أغضبت ابتسامة سارة كثيرين جدًّا في إسرائيل، لا سيّما على ضوء الشائعات المتكرّرة عن أنها هي صانعة القرارات الحقيقية في الدولة، إذ تُسيِّر رئيس الحكومة على هواها.
الزوجان نتنياهو (Flash90)
فمَن هي السيّدة الملائمة أكثر لتكون سيّدة العام – هذه التي تخفي ابتسامتُها الساحرة دعمًا لإبادة جماعيّة، أم تلك التي تتحكّم بابتسامة متغطرسة بمستقبل دولة إسرائيل؟
اختيار هيئة التحرير: سارة نتنياهو. رغم ابتسامة أسماء التي تفتن القلوب، قرّرنا أن نختار سارة سيّدةً للعام. فهي، رغم كلّ شيء، سيّدة قوّة تعمل تحت غطاء القانون، لا شريكة في إبادة جماعيّة. لا يُغرى التاريخ ودم الأطفال بالابتسامات، وهما لن يغفرا مطلقًا لأسرة الأسد.
السيسي/مرسي (AFP)
عبد الفتاح السيسي/محمد مرسي
تطورات المشهد المصري بعد الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك عام 2011 لم تتوقف عند عام 2013. فقد شهدت أرض الكنانة ثورة ثانية أو كما سماها مصريون كثيرون “تصحيح مسار ثورة يناير”، إذ أطاحت بحكم الإخوان المسلمين ومحمد مرسي وأعادت زمام الأمور إلى الجيش المصري.
وفي المشهد الراهن، ينقسم المصريون إلى شقين، شق يؤيد الجيش المصري ويقف وراء شخصية عبد الفتاح السيسي، ويرى أنه منقذ مصر من أيدي الإخوان وسياستهم الفاشلة في قيادة الدولة، وآخر ما زال يتظاهر ويرفع صور حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، مطالبين بإعادته إلى الحكم. ويزعم كل طرف، العسكر والإخوان، أنه متسلح بشرعية الشارع المصري، العسكر من جهة يقول إن الشعب المصري، بأغلبيته، هو الذي عزل حكم مرسي، والإخوان مقتنعون بأنهم وصلوا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.
عبد الفتاح السيسي (صورة من الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)
وفي حين تردّدت الولايات المتحدة في تحديد ملامح إطاحة محمد مرسي، إن كان الجيش قد قام بانقلاب عسكري على نظام انتخب ديموقراطيا، أم أن حكم الإخوان المسلمين وانفرادهم في السلطة لم يرق إلى طموحات الشعب المصري العيش بدولة ديموقراطية منفتحة، ورائدة في المنطقة.
اختيار هيئة التحرير: عبد الفتاح السيسي. وضع إعلان الجنرال السيسي خارطة الطريق، في الثالث من يوليو (تموز) العام الجاري، وعزل الرئيس الإخواني المنتخب، محمد مرسي، العسكري الخجول في مقدمة السياسية المصرية، حيث أصبح السيسي خلال ساعات الرجل الأقوى في مصر. واستطاع السيسي أن يحشر جماعة الإخوان المسلمين في الزاوية، مانعا تظاهرات الحركة ومعلنا الحركة منظمة إرهابية محظورة. ووسط الأجواء التي خلقها السيسي منذ تسلمه زمام الأمور، داحرا الإخوان المسلمين، يبدو أنه مهد طريقه إلى الرئاسة المصرية.
عساف/رفائيلي (Flash90/AFP)
بار رفائيلي/ محمد عسّاف
هو غزا بشكل عاصفٍ منصّة Arab Idol عام 2013، وأضحى سريعًا أحد النجوم الفلسطينيين ذوي الإقبال الأكبر في الغناء العربيّ. أدار أبو مازن حملةً من أجله، عبّرت وسائل الإعلام عن دعمها له، وحتّى شركة “جوّال” الخلوية الفلسطينية تنازلت عن أرباحها. محمد عسّاف من غزّة خطف قلوب جماهيره بقصة شخصية مؤثّرة، وأصبح الرمز الفلسطينيّ الجديد: معتدِل، مفعَم بالأمل، ويحبّ الغناء والفرح.
ليس ثمة مصوّر باباراتزي (مطارد للمشاهير) غير مستعدّ للوقوف ساعاتٍ قرب مدخل بيت عارضة الأزياء الهامّة بار رفائيلي ليحظى بلمحة نادرة عن نشاطها اليوميّ: طعامها، تدريبها، قضائها الوقت مع الأصدقاء، أو استعدادها للخروج للاستجمام. رفائيلي مرغوبٌ بها في كلّ العالم، وقد تمكّنت العام الماضي من العثور على هوايات جديدة: تقديم برنامج واقع عالميّ (X Factor)، الظهور على مسارات الأزياء الدولية، البروز في إعلانات مُربحة، الخصومات مع مصوّري باباراتزي اجتاحوا عالمها الخاصّ، والتقاط صُور ذاتيّة (Selfie) على شرف مشروع المليون إعجاب على “إنستاجرام”. ببساطة، الجميلة لا تستريح…
العندليب عساف في أول حفل له في رام الله (Flash90/Issam Rimawi)
اختيار هيئة التحرير: اخترنا تحديدًا الثناء على عمل وإنجازات محمّد عساف، الفلسطيني الذي نجح في أن يسحر العالم برقّته التي تفتن القلوب، بصوته الغرِّيد الذي هزّ ستوديوهات في أرجاء العالم، والأمل الذي يمثّله أن يكون الشرقُ الأوسط أفضل يومًا ما، وينشغل النّاس بِما هو مهمّ حقًّا: الاستمتاع بالحياة.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني