اعتاد مكتب الأمن القومي الإسرائيلي منذ سنوات نشر تحذيرات للسياح الإسرائيليين الذين ينون زيارة شبه جزيرة سيناء. فالتقدير الذي ساد بالنسبة للوضع الأمني في شبه الجزيرة هو أنها خطيرة للغاية، فكانت التوصية التي تخرج كل سنة من المكتب الابتعاد عن سناء، إلا أن جزءا كبيرا من الإسرائيليين لم يأبه بهذه التحذيرات فعبر الحدود ليقضي عطلة هادئة في المكان الجميل. وقد توجه المصريون إلى إسرائيل مؤخرا بطلب إلغاء التحذيرات بشأن السفر إلى سيناء مصرين على أن المنطقة آمنة.
وكانت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية قد شددت هذا العام على أن مستوى التهديد في سيناء للإسرائيليين هو الأقصى، مشيرة إلى وجود “خطر ملموس ووشيك” يهدد الإسرائيليين. لكن هذا لم يمنع آلاف الإسرائيليين من الوصول إلى قضاء عطلة الأعياد اليهودية في شبه الجزيرة، فحسب تقديرات مصرية بلغ عدد الإسرائيليين الذين وصلوا إلى سيناء ومتوقع وصولوهم قريبا 100 ألف إسرائيلي.
وتحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن احتمال في تغيير السياسة الإسرائيلية بشأن تحذير السفر في سيناء جراء لقاءات جمعت بين النائبة الإسرائيلية، ميراف بين آري، نائب السفير المصري في إسرائيل، كمال جلال، حيث أطلع الدبلوماسي المصري السياسية الإسرائيلية على الخطة الشاملة التي تنتهجها الحكومة المصرية من أجل حماية المنطقة الواقعة جنوب منفذ طابا.
فقال جلال إن الحكومة المصرية نشرت في السنوات الأخيرة آلاف الجنود من أجل الفصل بين جنوب شبه الجزيرة وشمالها، حيث توجد منظمات إسلامية متطرفة مثل داعش والقاعدة. إضافة إلى وجود آلاف رجال الشرطة التي تحرس الشواطئ كطبقة حراسة ثانية. وأشار جلال أن دولا غربية تدرس خفض مستوى التحذيرات الأمنية بشأن سيناء على ضوء هذه التغييرات الأمنية.
وتوجهت النائبة الإسرائيلية إلى رئيس مكتب الأمن القومي الإسرائيلي في رسالة مطالبة دراسة التحذيرات المتعلقة بسيناء من جديد في أعقاب المجهود المصري الأمني هناك. وكتبت “لقد أطلعني الجانب المصري على الخطوات التي اتخذت في السنوات الأخيرة بهدف تعزيز الأمن وحماسة السياح في شبه الجزيرة” وتابعت “أطالبك النظر من جديد في التحذيرات المتعلقة بالتهديدات في سيناء وخفضها في منطقة جنوب سيناء خاصة، لكي يتسنى للمزيد من الإسرائيليين السفر إلى هناك لقضاء عطلة. هذه الخطوة ستعزز العلاقات بين الدولتين”.
يذكر أن الإسرائيليين الذين يعودون من سيناء يشيدون كذلك بالحالة الأمنية السائدة في مناطق السياحة مشيرين إلى أن شبه الجزيرة آمن. واحدة منهم تحدثت مع “يديعوت أحرونوت” وقالت إنها من القدس وتسافر إلى سيناء كثيرا خلال السنة. فقارنت الوضع بين القدس وسيناء قائلة “شهدت القدس هذا العام عدة اعتداءات أما سيناء فهادئة منذ 14 عاما. المجهود المصري لبسط الأمان في سناء واضح للجميع. حتى أنني أشعر بالأمان للتجول أثناء الليل”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني